العقاقير عند قدماء المصريين
المرض أقدم من الإنسان، وأعرق عمرًا على ظهر الأرض، وقد عرفته الحيوانات المتحجرة التي تكشف لنا هياكلها عن بعض أمراض العظام، وتدلنا الصور والنقوش الفطرية البدائية التي يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، والتي عثرنا عليها في مساكنهم الكهفية على أنهم حاولوا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا طردَ الأمراض من أجسامهم، وطردَ الأرواح الشريرة التي سبَّبت الأمراض؛ ومن هنا نشأت تلك الناحية العظيمة التي اشتهرت بها مصر، والتي اشتهر بها رجالها، وهي السحر، وجاء ذكرها في الكتاب المقدس وغيره من الكتب المنزلة. وقد كان الإنسان الأول يقبل للعلاج على رجل توفرت فيه بعض الشروط الخاصة ليتطبَّب عنده، كأن يكون هذا الرجل خارق القوة، أو مشوَّه الشكل، أو واسع الحكمة، أو تنتابه بعض الحالات العصبية، أو يقع في غيبوبة، أو اعتاد الوحدة والعزلة، وغير ذلك من المميزات التي كان الناس يرون فيها ميزةً وشذوذًا أو خرقًا للطبيعة؛ فهو يتميز عن غيره بملبسه أو غذائه أو عائلته أو أفكاره. وقد تطوَّرَ هذا الاختيار الشاذُّ إلى تقديس، فأصبح الكهنة هم رجال الطب والصيدلة في عصور مصر القديمة، وأصبحت المعابد هي مدارس الطب يحجُّ إليها شعوب العالم.
ولقد قدَّرَ الإنسان الأول أن الصحة والمرض هما في قتال دائم بين عوامل الخير والشر، وقد يكون هذا التقدير فيه شيء قليل أو كثير من الصحة إذا ما اعترفنا بما جاءت به الأديان المختلفة، أو إذا اعتبرنا أن عوامل الميكروبات والأمراض إنما هي عوامل الشر أو شبه الشر. وقد جاء في بعض النصوص المصرية القديمة أن الأرواح الشريرة تسكن الجسم البشري، وتعيش على غذائه، ويمكن طردها بتلاوة بعض التمائم أو دهن جسم المريض بزيت السرو أو العرعر أو المر، وهذه الأنواع المقدسة من العقاقير تدخل جسم المريض وتحميه من الأوجاع، ولدينا بعض البرديات السحرية المصرية القديمة التي تُعتبَر مرجعًا هامًّا لهذه الدارسة، وقد توارثت الأجيال المتتالية هذه الناحية الروحية السحرية في العلاج، وانتشرت هذه في صناعة الدواء، ويقول ووتون في ذلك: إن هذه العقائد لم تكن واضحةً في بردية إيبرس أكثر من وضوحها في أي كتابٍ بريطاني للوصفات الطبية منذ ثلاثة قرون.
وقد تطوَّرت هذه المعلومات مع عجلة الزمن وتطوُّر الفكر البشري، وازداد ميل الإنسان إلى الناحية المادية وصقلها العقل البشري أيضًا، وحاول أن يأخذ مما حوله من ملموسات ومحسوسات كلَّ ما أمكنه أن يستفيد منه، ويستعين به على مقاومة الداء والمرض من نبات أو حيوان أو معدن، يحدوه في ذلك ملاحظة دقيقة، وأمل طموح، وعلم يزداد ويتطور مع تقديم المدنية، فدوَّنَ مئاتِ الأسماء من العقاقير النباتية والحيوانية والمعدنية، وفوائدها وطرق استعمالها.
(١) العقاقير النباتية
وقد استعمل قدماء المصريين الكثيرَ من العقاقير النباتية التي بلغت خمسة أسداس مجموع ما استعملوه من مختلف العقاقير، وقد كان وصفها لمرضاهم بحسب ما أوحت به ملاحظتهم العلمية الدقيقة التي امتزجَتْ بها أحيانًا في بعض العقاقير الفكرةُ الشعبية والأسطورةُ العقائدية الدينية.
وقد كان بعض عقاقيرهم النباتية مصرية صميمة، وبعضها غريب استُجلِب إلى مصر وتأقلم بطبيعتها، وقد عرف العلماء الكثير من النباتات، وحقَّقوا أسماءها الهيروغليفية، ولا يزال البعض غير معروف حتى الآن يحتاج إلى دراسة وبحث دقيق، وكل عقار من هذه يصلح الآن لِأَنْ يكون رسالة قائمة بذاتها.
وقد وجدنا جذورَ نبات الخروع منذ العصور التي كانت ما قبل التاريخ، وعرف المصريون خواصَّه الشفائية، واستعملوه في جميع الأمراض، وأفردت له بردية إيبرس فصلًا خاصًّا به، واستعملوا هذه البذورَ كمُلَيِّن يمضغونها مع الجعة كما هدتهم ملاحظتهم الدقيقة. وقد أثبت العلم الحديث أن زيت الخروع الذي تحويه البذور سريع الذوبان في المواد الكحولية، كما أن الكحول يرسب المواد السامة، ومن هذا تظهر فائدة استعمال الجعة مع زيت الخروع.
كما استعملوه لأمراض قشرة الرأس، ولعلاج سقوط الشعر، وكدهان لحالات كثيرة، إلى غير ذلك مما جاء ذكره في البرديات الطبية.
كما عرف المصريون نبات الخشخاش بنوعَيْه: الخشخاش الأحمر وأبو النوم، ووُجِدت صوره على مقابرهم، وفي رسومهم وُضِعت حليهم على شكل علبة أبو النوم، واستُعمِل هذان الصنفان كداوء مسكن لكثير من الأمراض، وظل استعماله مستمرًّا في العصور اليونانية والرومانية في مصر حتى العصور الأخيرة من القرن الثامن عشر. وتدلنا بعض البرديات القبطية التي أهمها بردية زينون وبردية المشايخ التي ترجمها إميل شاسيناه وعلَّقَ عليها؛ على أن هذا النبات — وهو أبو النوم — كان له قيمة اقتصادية في العصور اليونانية وما بعدها، وأنهم استخلصوا منه تلك المادة الفعَّالة الخَطِرة وهي الأفيون الذي استُعمِل في كثير من وصفاتهم الطبية، وخاصةً تلك الوصفات الكثيرة التي ذكرتها بردية المشايخ لعلاج أمراض العيون وأمراض النساء. وقد اشتهرت بعض المناطق المصرية بزراعة نبات الخشخاش وتجارة الأفيون، كما ذكر ذلك بعضُ علماء العرب مثل: عبد اللطيف، وابن البيطار.
ولما توسَّعَ المصريون في حروبهم في بدء الدولة الحديثة، دخل فيما دخل من النبات مع الجيش المصري المظفر نباتُ الرمان، الذي ما زال يحمل اسمه القديم، سواء الاسم المصري الفرعوني أو الأسماء السامية، فجميعها متشابهة، وقد استعمل المصريون قشورَ الرومان كمادة قابضة لعلاج الحروق والجروح وأمراض النساء، كما استعملوا هذه القشورَ أيضًا وجذورَ النبات لطرد الديدان، وقد أثبت العلماء في القرن الثامن عشر أن هذا النبات يحتوي على مادة البليترين، وهي من أهم المواد الطاردة للديدان.
وقد دلَّتِ التجارب العلمية وبعض الأبحاث الكيماوية التي قمتُ بها على احتواء مادة العصارة اللبنية بالجميز على مادة مطاطة تشبه الكلوديوم، وهي في استعمالها تكوِّن غشاءً واقيًا للمناطق أو الأجزاء المريضة.
فوق هذا فقد استعملوا منتجات أشجار السنط كالقرض في الدباغة وصناعة الجلود، وفي الطب كدواءٍ قابض لأمراض النساء، واستعملوا الصمغ كثيرًا، ولا زال يحمل اسمه المصري القديم في اللغة الإفرنجية.
وعرفوا الحلبة، وأفردَتْ لها برديةُ أدوين سميث فصلًا خاصًّا لإعادة الشباب، واستخلصوا زيتها واستعملوه لمراهم إزالة تجعدات الوجه عند السيدات. وعرفوا غير ذلك من العقاقير النباتية: الحناء، والخلة، والشيبة، والخمائر، والفطريات، وأنواع الراتنجات المختلفة كاللبان والمستكة وبخور اللبان، وأنواع العطور المختلفة، إلى غير ذلك.
(٢) العقاقير الحيوانية
إن الرغبة في استعمال المنتجات الحيوانية، والانتفاع بكثير من أعضاء الحيوان المختلفة في التداوي؛ ليست وليدة هذا العصر الحديث، بل كانت شائعةً بين البشر منذ بدء الخليقة، ولكن بصورة بشعة أحيانًا أَدْعَى وأقرب ما تكون من الوحشية، كاستعمالهم أعضاء الإنسان مثلًا.
ومع ظهور هذا الطب الفطري لم يخلُ العلاج القديم أيضًا من عقاقير حيوانية أثبت العلمُ الحديث أنها ذات فائدة قيِّمة، وأن نفعها الطبي عظيم وفعَّال، وأنهم إنما استعملوها عن ملاحظة علمية دقيقة، كاستعمالهم الكبد والمرارة والشمع وأنواع الدهن، وقد استعمل قدماء المصريين أنواعًا كثيرة من الدهنيات، وأنواعًا كثيرة من العقاقير الحيوانية التي منها المقبول وغير المقبول.
وقد وصفَتِ البرديات الفرعونية الكبدَ نيِّئًا وجافًّا ومشويًّا ومسحوقًا، ووصفته بالفم، وللاستعمال الظاهر كقطرة جافة أو مرهم للعيون، والواقع الذي نلمسه من دراستنا لتذاكرهم الطبية يجعلنا نقطع بأن المصريين قد وصلوا القمةَ من ناحية الملاحظة العلمية الدقيقة، وأنهم لمسوا أن الكبد مفيد لعلاج العيون، وعلاج حالات الإجهاض، وهذا يطابق تمامًا ما يقول به العلم الحديث، كما لاحظوا أن درجة الحرارة المرتفعة لا تفسد المفعول الطبي للكبد؛ فهو يظل رغم ذلك فعَّالًا كعلاجٍ قويٍّ.
ولا يفوتنا أن نذكر أن علاج الإجهاض بالكبد لم يستعمله المصريون اعتباطًا، ولكن عن علم وملاحظة، وبين الدورة النسائية وتكوين البويضات والأغشية المهبلية، كما أثبت ذلك أليفانس ويشوب عام ١٩٢٢.
وبذلك يكون المصريون اكتشفوا الفيتامينات، وعرفوا فوائدها في تلك الأزمان السحيقة، وإن لم يطلقوا عليها تلك الأسماء الحديثة.
واستعمل المصريون الدهن والشحم الحيواني بشكلٍ واسعٍ وعامٍّ كوسيلة لعلاج البشرة ووقايتها من عوامل الطبيعة المختلفة، ولتطرية الجسم وتغذية الجلد؛ باستعماله دهانًا عامًّا بين طبقات الشعب، إما بمفرده أو بتركيبٍ خاصٍّ من تركيبات الزينة.
وخلال عصور التاريخ المختلفة نجد أن دهن الأجسام ومسحها بالشحم والدهون والمراهم قد اتخذ تقليدًا دينيًّا له خطؤه، وكان الأموات يُمسَحون بنوعٍ ثمينٍ من الدهان، كما ذكر ذلك تيودور؛ إذ إنه بعد تحنيط الأجسام وقبل لفها بالأكفان تُدهَن بنوع من الدهان مكوَّن من راتنجات عطرية وبعض الزيوت والشحوم التي أهمها الشحم المغلي وشحم الثور.
وقد اختلط العلاج بالعقاقير الحيوانية بالفكرة الشعبية، فاستعملوا دم الحيوانات المختلفة والحشرات — وخاصةً الوطواط — لإيقاف نمو الشعر أو لمنع نموه.
(٣) العقاقير المعدنية
وإذا ما تصفحنا القراطيس الطبية، وأحصينا ما فيها من عقاقير، وجدنا أن العقاقير المعدنية قد احتلت المكانة الثانية في دساتيرهم الدوائية، رغم أنها في المكانة الأولى من حيث تاريخ استعمالها؛ إذ يرجع تاريخ أغلبها إلى عصور ما قبل التاريخ.
والعقاقير المعدنية التي استعملها قدماء المصريين عبارة عن خامات معادن موجودة في الطبيعة بشكلها الفطري، فهي غالبًا ذات ألوان متباينة جذَّابة، قد ألفتَتْ أنظارَ القدماء في الطبيعة، فمنها ما هو أخضر برَّاق جذَّاب قد رمزوا بخضرته إلى خضرة وادي النيل مثل الملاخيت، وهو أحد أملاح النحاس، ومنها ما هو أصفر جذَّاب استعملوه في ألوانهم وفنونهم ورسومهم مثل مركبات الحديد الصفراء المسماة بالأهرة الصفراء، ومنها ما هو أحمر جذَّاب مثل الزنجفر أو كبريتور الزئبق، ويقول نيوبرجر إنه ظهر في عالم الفن حوالي القرن السادس قبل الميلاد في مصر «الزنجفر» وقد استعمله الإغريق، ويقول عنه جايسبريدس إن النقاشين استعملوه في رسوم المعابد والمباني الفخمة، وهناك اللون الأحمر الشائع الذي استعمله قدماء المصريين، وهو المغرة الحمراء.
كل هذه الألوان الجذَّابة ألفتَتْ نظرَ الفنان المصري قبل أن تلفت قريحةَ رجل الدواء والعقاقير، فكان استعمالها في الفن أسبق من استعمالها في الطب والدواء.
(٣-١) خامات النحاس ومركباته
إن ألوان خامات النحاس اللامعة الجذابة من خضراء وحمراء وصفراء قد ألفتَتْ أنظارَ الإنسان الأول قبل غيرها من خامات المعادان الأخرى، وخاصةً خامات الحديد؛ ولذلك فقد عُرِف النحاس قبل غيره من المعادن، ويعتبر أنه أول المعادن وأقدمها ظهورًا في مصر؛ إذ يرجع تاريخ ما وُجِد منه في مقابر عصور ما قبل التاريخ إلى الفترة ٣٠ من التاريخ التتابعي، ويرجع تاريخ ظهور الذهب والفضة والرصاص إلى عصور متأخرة عن ذلك، أي حوالي فترة ٤٢ من التاريخ التتابعي لعصور ما قبل التاريخ.
وأول ما عُثِر عليه من بقايا النحاس في حفائر البداري، التي يظنون أن هذه البقايا النحاسية إنما استجلبها المصريون في تلك العصور السحيقة في القِدَم من الشمال أو من سينا مع بعض أحجار الزبرجد والفيروز، وتدلنا كتلُ النحاس المعدني التي عُثِر عليها في قاو (من أعمال مديرية أسيوط) أن المصريين الذين أنشئوا الحضارة القاوية قد استخلصوا معدنَ النحاس من خاماته الطبيعية.
ولم يصل العلماء بعدُ إلى الطريقة التي توصَّلَ بها رجال حضارة قاو إلى استخلاص المعدن من خاماته، ولكن ريزنر وسميث يظنان أن المصري في عصور ما قبل التاريخ قد كشف هذا عن طريق المصادفة البحتة حوالي عام ٤٥٠٠ق.م، ويظنان أن هذه الطريقة التي أوصلتهم إلى هذه المصادفة العلمية هي احتراق بعض خامات النحاس أو بعض مستحضرات الزينة التي تحتوي على هذه الخامات، فانفصلت منه كتل صغيرة صفراء أسفنجية، أمكن طرقها وإعدادها إلى شرائح وآلات.
- (١)
ما عُثِر عليه في مقابر عصور ما قبل التاريخ في البلاص ونقاوة.
- (٢)
ما عُثِر عليه في مقابر ما قبل التاريخ وعصور الأسرة الأولى في طرخان من أوانٍ وآلات.
- (٣)
ما عُثِر عليه في حفائر قاو والبداري ما بين الأسرة الرابعة والأسرة الحادية عشرة.
- (٤)
ما عُثِر عليه في حفائر بلاد النوبة منذ عصور ما قبل التاريخ.
- (١) النحاس الطبيعي Native Copper: وهو عبارة عن أكسيد النحاس الأحمر.
- (٢) أكسيد النحاس الأسود CuO.
- (٣) كبريتور النحاس الأسود CnSS, Chalcolite.
- (٤) الأزوريت Azurite: وهو عباة عن كربونات النحاس القاعدي أزرق اللون جميله، يوجد غالبًا في سيناء والصحراء الشرقية، وهو مادة ناتجة عن تأكسد كبريتور النحاس تحت تأثير عوامل الزمن والطبيعة؛ ولذلك فهو يوجد غالبًا في الطبقات القريبة من سطح الأرض.
- (٥) سيلكات النحاس ويُسمَّى Chrusocolla: وهو عبارة عن قطع زرقاء توجد بمناجم سينا.
- (٦) الملاخيت Malachite: وهو كربونات النحاس القاعدي، وهو أهم خامات النحاس وأكثرها في مصر وأقدمها استعمالًا، ويوجد في مناجم سينا في طبقات قريبة جدًّا من سطح الأرض قد تكون ظاهرة للعيان، ولذلك فلا يحتاج الحصول عليها إلى مجهود كبير في التعدين، وقد كان الملاخيت ذائع الاستعمال في جميع عصور التاريخ المصري منذ حضارة تاسا والبداري، وكان أهم استعمال له في علاج أمراض العيون، وصناعة الكحل، وعلاج القروح، وغير ذلك من الفوائد.
كما استُعمِلت مركبات النحاس الأخرى المختلفة في كثير من الأغراض الطبية التي ذُكِرت في بردياتهم الدوائية.
(٣-٢) الحديد وخاماته ومركباته
وأما الهيماتيت الأحمر المعروف بالمغرة الحمراء، فقد استُعمِل في عصور ما قبل التاريخ في صناعة الخرز والتمائم، ومراود الكحل، وبعض أدوات الزينة، ومع أن الهيماتيت قد وُجِد بكثرة في مصر، ومع أنه قد استُخرِج من الصحراء الشرقية، واستُعمِل في عصور الرومان المتأخرة لصناعة الحديد، إلا أنه من غير المقطوع به معرفة مصدره في عصور التاريخ الأولى.
ولكن ديسقوريدس يقول إنه استُخرِج من مناجم مصر، وأهم مناجمه فعلًا في صحراء مصر الشرقية، وفي سينا وفي صحراء مصر الغربية.
وقد امتاز عصر من عصور ما قبل التاريخ باستعمال الحديد وآلات الحديد المصنوعة من النيازك، وقد بدأ العصر الحديدي في اليونان أيام هرموروس.
وقد وُجِدت بعض عينات من الخرز الأسطواني الشكل من الحديد منذ عصور ما قبل التاريخ، كما عثر مستر هل في سنة ١٨٣٧ في حجر من أحجار هرم خوفو على قطعة من الحديد على شكل رباط، كما عثر مسبرو على معول من الحديد من الأسرة السادسة، وعثر غيرهم من العلماء على كثير من البقايا الحديدية.
- (١)
الأخرا الصفراء: وسماها ابن البيطار أرتكين، كما سُمِّيت بتراب الحديد أو طين الحديد، وهي إذا أُحرِقت تكوَّنت الأخرا الحمراء، واستُعمِلت في كثير من الأمراض الجلدية.
- (٢)
الأخرا الحمراء: وقد استُعمِلت في علاج الأمراض الجلدية وفي الألوان.
(٣-٣) الجبس
- (١)
مادة لاصقة.
- (٢)
مادة لتخفيف الألوان.
- (٣)
صناعة الأواني.
- (٤)
تحضير الملاط.
- (٥)
لصق أغطية الأواني الفخارية.
- (٦)
تحضير الرءوس الاحتياطية.
- (٧)
في صناعة الجبائر التي استُعمِلت في حالات كسور العظام.
هذه عجالة قصيرة تعطينا فكرة بسيطة جدًّا على ما وصل إليه قدماء المصريين في فن العقاقير وصناعة الدواء.
وقبل أن ننهي هذا الموضوع يجب أن نشير إلى ما وصل إليه فنُّهم في صناعة المستحضرات الدوائية: كالحبوب والأقراص، واللبخات والغيارات، والمنقوعات والمغليات، والحقن الشرجية والمستخلصات الكحولية، والمراهم والدهانات، والزيوت المركبة والكريمات، والقطرات والكحل والششم والعجائن والأبخرة … إلخ، مما وصفوها وصفًا تامًّا في بردياتهم الدوائية، ووصفوا طريقة تحضيرها وتشكيلها، وشروط صناعتها وصباغتها.