آلهة الطب والصيدلة في العصر اليوناني

عندما دخل الإسكندر الأكبر مصر وحكم من بعدُ البطالسةُ وكوَّنوا دولة مصرية قوية، حاوَلَ اليونانيون والمصريون أن يخلطوا بين الآلهة الإغريق والآلهة المصريين، وأن يهضموا هذا الخليط ليخرجوا منه صورًا موحدة تتناسب مع طبائع الاثنين، وتتمشى مع العقائد والتقاليد الدينية السائدة في تلك الأزمان، وأمكن للفكر المصري اليوناني في ذلك الوقت أن يعبد آلهة يرى فيها الاثنان وحدةً وتضامنًا.

ومن بين هذه الآلهة من قدسه المصريون واليونانيون للطب والصيدلة، أهمها:

(١) الإله هرمس

هو إله اليونان الذي شابه تحوت المصري، وكانوا يشيرون إليه بالزنبق، وكانوا يسمونه سكرتير أورويس وصديقه الحميم، ويقول Eusebius المؤرخ إن هرمس هو موسى. وكانوا يعتقدون أنه مؤلف ٦ كتب مقدسة، وكان أحد هذه الكتب خاصٌّ بالصيدلة. ويقول Jamblicus الذي أرَّخ حكم الإمبراطور جوليان، إن الكهنة المصريين قد حقَّقوا ٤٣ مؤلفًا للإلهة هرمس. وقد نشأت أسطورة هرمس في القرن الأول الميلادي في إسكندرية.

(٢) أبولو Opollo (شبيه حورس)

هو ابن جيوبتر ولاتونا، وكانت عبادته متحدة مع الشمس، وسهامه لا زال الناس يتحدثون عنها، وكان إله الطب والصيدلة كما كان مخترع الموسيقى والشعر، ويقول اليونان إن أبولو تلقَّى أول تجاربه العلاجية في مصر، وقد كتب عنه هومير في الجزء الخامس من الإلياذة، وإنه شفى جراح Diomed التي أصابه بها مارس إله الحرب.

(٣) أسكليياس Aesculapius

هو ابن أبولو وكورونيس، وهو أكثر علاقة بالطب والدواء من والده، وتلقى علومه على يد شيرون، ويقولون إنه عاش حوالي عام ١٢٥٠ق.م، ويقولون إنه هو جدعون الذي ذُكِر في التوراة. وقد ترك بعده أبناء ثلاثة وأربع شقيقات، وقد تعاطى أبناؤه صناعة الدواء.

وقد أصبحت معابد أسكليياس مستشفيات لجميع الأمراض يؤمها الكثير، ويخرجون منها بقوة وعافية، وكان بين أدويتهم الشائعة في ذلك الوقت المغليات والمنقوعات واللبخ والحمامات.

وأصبح كهنة أسكليياس هم رجال الدواء في ذلك الوقت وكان لهم مركز عظيم ممتاز، ونهجوا نهج قدماء المصريين والأشوريين والبابليين في تعليق لوحات الأدوية في معابدهم.

وأول الصيادلة الذين يتغنى بهم الإغريق هو الإله Prametheus الذي قال عنه شعراؤهم إنه علَّم الناس كيف يحضِّرون الدواء.
ومن أظرف أساطيرهم أن Melampus هو الذي أدخل نبات الخربق Helebore لأنه لاحَظَ تأثيره على الغنم عندما كان يرعاها، وهو الذي وصف صدأ الحديد في النبيذ الذي يشبه نبيذ الحديد.
ويقولون إن نساء الأرجوس قد أُصِبن بجنون جعلهن يهربن إلى الحقول عراة، وكان بينهن ثلاث أخوات لبروتس الملك، فشفاهن ميلامبوس بلبن الماعز بعد إطعامه بهذه النبات Hellabore.
ويُعتبَر شيرون الإغريقي سيد الصيادلة؛ إذ لقَّبه بذلك هوميرس في الإلياذة، وكان اسمه Chiron the centaur، وينسبون إليه نبات القنطريون أو الوطب Centaurium.
وكان Morpheus الذي قال عنه شعراء الرومان إنه ابن أورنيس وزراء إله النوم Samnus، وقد اشتق مورفيدس اسمه من Morpheus التي تعني شكل Form or shape لمقدرته على التشكل والظهور في الأحلام.

ويرمزون لهذا الإله بنبات الخشخاش في يده، ومن اسمه يعتقدون أن النوم إلا لمن يلمسه مورفيوس بثمرة الخشخاش.

وكان فيثاغورس الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد موضع كثير من أساطيرهم، فكانوا يقولون إنه يروِّض الوحوش بكلمة واحدة، وإنه زار جهنم. وكما كان عالمًا رياضيًّا كان صيدليًّا ماهرًا، فهو أول مَن اخترع بصل العنصل، وله وصفة مشهورة مكونة من:
  • السوسن أو عرق الطبيب Orris.
  • جنتيانا Gentian.
  • جنزبيل Cinger.
  • فلفل أسود Black pepper.
  • عسل كمية كافية Honey q. s..

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤