لغة طيِّئٍ

قلب الياء ألفًا

في مادة «ج ع د» ص٩٥ من «اللسان»: روى قول الراجز:

قد تَيَّمتْنِي طِفْلَةٌ أمْلودُ
بِفَاحمٍ زَيَّنَهُ التَّجْعِيدُ
وضبط «طِفلة» بكسر الطاء، والصواب فتحُها؛ لأن المراد هنا: المرأة الرَّخْصَة الناعمة التي في سن الطفولة.١

وفي مادة «س أ د» ص١٨٤: رُوي لبعضهم:

لم تلْقَ خَيْلٌ قَبْلها ما لَقَيَتْ
مِنْ غِبِّ هَاجِرَةٍ وسَيْرٍ مُسْأَدِ

وضبط «لَقيتْ» بثلاث فتحات، ثم جاء بعده «أراد: لَقَيَتْ وهي لغة طيِّئ.» قلت: المراد بلغة طيِّئ أنهم يقولون في مثل لقِيَهُ يَلْقَاهُ: لَقَاهُ يَلْقَاه، كما تقدم الكلام عليها قبل هذا، لا أنهم ينطقون بالفعل على ما رَسم به في البيت.

ومن المعلوم أن الفعل الناقص إذا كان بالألف، واتصلت به تاء التأنيث سقطت ألفه، فيقال في مثل «رَمى وغزا»: «رَمَتْ وغزَتْ»؛ فالصواب في البيت: «ما قد لَقَتْ»، كما رُوي في مادَّة «ل ق ى» وبه يستقيم الوزن.

وفي «همع الهوامع»، ج٢، أوائل ص١٦٤: قَلَى يَقْلَى — بفتحهما عند بني عامر — وبقَى يبْقَى — عند طيِّئ.

وفي «السيرافي على سيبويه»، ج٢، ص٤٤٨ وأواخر ص٤٤٩: رُضَا في: رُضيَ.

وقد رأينا من الفائدة بسط الكلام على هذه اللغة الطائية، وجمع ما تفرق فيها من الأقوال وتشعب من الآراء مُلْتَقَطة من عدَّة أسفار، فنقول: ذكر الصرفيون عن طيِّئ أنهم يُجوِّزون قلب «الياء ألِفًا» في كل ما آخره «ياء» مفتوحة مكسور ما قبلها؛ وذلك لخفة الألف، وقيَّده الرضيُّ بألا تكون فتحة الياء فتحةً إعرابِيةً، فيقولون في «رَضِيَ ورُضِي — المعلوم والمجهول: رَضَا ورُضَا»، وفي «ناصية: نَاصَاةٌ»، واستشهد غالبهم بقول الشاعر:

نَسْتَوقِدُ النَّبْل بالحضيضِ ونَصْـ
ـطادُ نفوسًا بُنَتْ على الكَرَم

على أن أصله: بُنيَت؛ قال التبريزي في شرحه على الحماسة: أخرجه على لغة طيِّئ؛ لأنهم يقولون في «بَقِي: بقَى، وفي رضِي: رَضَا، وفي بادية: باداة» كأنهم يقرون من الكسرة بعدها ياءً إلى الفتحة فتنقلب ألفًا. ا.ﻫ.

وقال العلامة البغدادي في «شرح شواهد الرضي على الشافية» عند الكلام على هذا البيت ما نصه: «طيئ يفتح قياسًا ما قبل الياء إذا تحرَّكت الياء بِفتحة غير إعرابية، وكانت طرَفًا، فتنقلب ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار بُنَات؛ فحذفت الألف لالتقاء الساكنين.» قال ابن جني في «إعراب الحماسة»: هذه لغة طائية، وهو كثير إلا أنه ينبغي أن تعلم أن الكسرة المبدلة في نحو هذا فتحة مُبَقاة الحكم غير منسيَّة ولا مطروحة الاعتداد بها، ألا ترى أن من قال في «بِقَيَ: بَقَى، وفي رضى: رضا» لا يقول في مضارعه إلا يَبْقَى أَلْبتَّةَ، ولو كان الفعل مبنيًّا عنده على «فَعل» أو منصرفًا به عن إرادة «فَعِل» معنًى كما انْصُرِفَ به عنه لفظًا لوجب أن تقول في رَضَا: «يَرْضو» كما تقول في غزا: «يغزو»، وفي فَنَا: «يَفْنو»؛ لأنه عندي من الواوي، وذلك أنه من معنى الفناء للدار … وغيرها إلى آخر ما ذكره.

ولتوضيح مراد ابن جني ننقل لك ما جاء في تمام عبارته من شرحه على الحماسة، فقد قال بعد استدلاله على أن «فَنَا» من الواوي ما نصه: «فقولهم إذن: فَنَا يفْنَى، ورَضَا يَرْضى؛ يريد بذلك على أن الكسرة عندهم في الماضي مرادة معتدَّة، وفي حكم الملفوظ به أَلْبَتَّةَ، بل إذا كانوا قد اعتدُّوا بحركةِ العين في نحو: خاف ونام، وإن لم تظهر في العين أَلْبَتَّةَ، فأن يعتدوا بكسرةِ العين — التي تظهر في أكثر اللغات عند أغلب الأحوال — أجدرُ وأَخْلَق.» ا.ﻫ.

قلت: مراد ابن جني أن يستدل على شيئين في وزن «بَقَى» الطائيَّة وأمثالها؛ الأول: أنَّها ليست على «فَعَل» أصالةً، والثاني: أنها ليست على «فَعَلَ» محولًا عن «فَعِلَ» ومقطوعًا النظرُ فيه عن إرادة الكسر، بل هي مع هذا الفتح العارض على عينها في اللفظ لم يزل الكسر ملحوظًا فيها، ودليله أنهم قالوا: يرْضَى في مضارع رَضَا، ولو كان على «فَعَل»، أصالةً أو منصرفًا عن إرادة «فَعِل» المكسور العين لوجب أن يقال مضارعه: يَرْضو؛ لأنَّه واوي، كما قالوا في غَزَا: يَغْزو، وفي فنا: يَفْنو؛ لأن «فَنَا» عنده من الواوي٢ ولما لم يقولوا فيه إلا «يَرْضَى»؛ دل على أنَّ الفعل لم يزل على «فَعِلَ» مكسور العين حُكمًا، وإن كان مفتوحَهَا لفظًا.

وإذا ثبت هذا في البعض ثبت في بقية الباب.

بقي هنا أن المفهوم مما تقدَّم أن هذه اللغة قياسية عند طيِّئ في الأفعال والأسماء على السواء، ولكن صاحب «اللسان» حكى عن ابن سيده في مادة «ن ص و» أن النَّاصاةَ لغة طائية في الناصية، وليس لها نظير إلا بادية وباداة، وقارية وقاراة، وهي الحاضرة، وهو صريح في أنها سماعية في هذه الثلاثة فقط؛ وفيه نظرٌ لأننا رأيناهم ذكروا «الباناة» في البانية، وهي القوس التي لصق وترها بكبدها، ونصوا على أنها طائية، و«الحاناة» في الحانية بمعنى: الدكان، وقال صاحب «اللسان»: إنها كناصية وناصاة، أي: طائية، و«الناحاة» في الناحية. وربما أدَّى التَّتَبعُّ إلى العثور على غيرها وهو يرجح ما ذهب إليه الصرفيون من قياسها في الأسماء أيضًا، والله أعلم.

وفي مادة «ب ق ى» من «اللسان»: «وبقَى بقْيًا، لغة بَلْحَرِث بن كعب.» ثم قال في موضع آخر من هذه المادة: «ولغة طيِّئ: بَقَى يَبْقَى، وكذلك لغتهم في كل ياءٍ انكسر ما قبلها يجعلونها ألِفًا، نحو بقَى ورَضَا وفَنى.» ا.ﻫ.

وقد أوضح ذلك الشريف الغرناطيُّ في شرحه على «مقصورة حازم» بأن قال: إنها على لغة بلْحرث بن كعب أصلًا، وعلى لغة طيِّئ فرع من «فَعِل»؛ وذلك أنه مطرد في لغتهم تحويل كل ما كان على «فَعِل أو فُعِل» من المعتل اللازم إلى «فعَل». ا.ﻫ.

وفي «حاشية ابن جماعة» على «شرح الشافية» «للجار بردى» عند الكلام على قوله: «وأما قَلَى يقْلى فلغة بني عامر» ما نصه: «عزا ذلك ابن مالك لِطَيئٍ في صورة دعوى أعم، فقال: وطيِّئٌ تبدل الكسرة فتحةً والياء ألِفًا نحو: يَقْلَى» قيل: ولم يذكر غيره ذلك عن طيِّئ، ولم يُرْوَ عنهم في يَمْشِي ويرْمِي ونحوهما يَمْشَى ويَرْمَى. ا.ﻫ.

قلت: الظاهر أن ابن مالكٍ لم يرد إلا ما تقرَّر في القاعدة السابقة، ولكنه تساهل في عبارته فأوهمت هذا الإيهام، وإنما الذي توسَّع في هذه اللغة وذكر ما لم يذكروه هو أبو عبد الله التميميُّ في كتاب «ما يجوز للشاعر في الضرورة» حيث قال: «وممَّا يجوز له إبدال الياء ألِفًا في سائر الكلام، فيقول في «أعطيت»: أعطات، وفي «دَهِيَ»: دَهَى؛ وهي لغة لطيئ، فإذا اضطر الشاعر أجْرَى كلامَه عليها. وقد زعم قوم أنه يجوز في الكلام إذا كان من لغات العرب، وممَّا جاء منه قول الشاعر:

ألا أذِنَتْ أهلُ اليَمامةِ طيِّئٌ
بِحَرْبٍ كنَاصَاةِ الأغَرِّ المُشَهَّرِ٣

فقال: كناصاة وهو يريد: كناصية، فأبدل الياءَ ألِفًا. ومثله:

لَعَمْركَ ما أخْشَى التَّصعْلُكَ مَا بَقَى
على الأرض قَيْسِيٌّ يَسُوق الأباعِرَا

فقال: بَقَى، والوجهُ بَقِيَ. ومثله قول الآخر:

وقد لَقَتْ فَزارةُ الفُجورِ
منَّا ومن مُرْهفَةِ الذُّكُورِ

يريد: لَقِيَتْ، ولكن لما أبدل الياء ألِفًا، ثم أدخل التاء وهي ساكنة، حذفَ الألفَ لالتقاء الساكنين، كما تقول في رَمَى: رَمَتْ، فتحذف الألف التي كانت في لفظ الفعل.

وكذلك يجوز له أيضًا أن يفعل في الواو، وحُكي أن ذلك في طيِّئ أيضًا، وأنهم يقولون في «قَرْنُوة وتَرْقُوَة وعَزْقُوَة»: قَرْناة وتَرْقَاة وعَزْقَاة، فيصنعون في الواو ما صنعوا في الياء من البدل.» ا.ﻫ.

ولم نقف في كتب اللغة التي بأيدينا إلا على العرقاة في: «العَرْقُوَة»، فقد ذكرها «القاموس» و«اللسان» ولم يعزواها لطيئ ولا لغيرها، واستشهد عليها «اللسان» بقول القائل:

احْذَرْ على عيْنَيْكَ والمشَافرِ
عَرْقَاةَ دَلْوٍ كالعُقَابِ الكَاسِرِ

وذكر الأشناندانيُّ في «معاني الشعر» عند تفسر قول الشاعر:

ولما رأتْ للصُّبْحِ في غَسَقِ الدُّجَى
تباشيرَ لم تُسْتَر بما تُنْبِتُ الأرضُ٤
رعَتْ ما بَقَى من ليله ونَهَارِه
تحنُّ إلى بعضٍ ويذعرُها بَعْضُ

أن «بَقَى» في البيت لغة طائية، وذكر أنَّ غير طيِّئٍ من العرب تكلَّمت بها، وأنشد قول المستوغر وهو سعدي:

هل ما بَقَى إلا كما قَدْ فاتنا
يومٌ يجيءُ وليلةٌ تَحْدُونا

قلت: وقد جرى المتنبي على هذه اللغة أيضًا في قوله:

رأيتُك تُوسِعُ الشعراء نَيْلًا
حديثهم المولَّدَ والقديمَا
فتُعطِي مَنْ بَقَى مالًا جسيمًا
وتُعطى مَنْ مضَى شرفًا عظيمَا

هكذا خرَّجه العكبريُّ في شرحه على «الديوان»، وتكلم على هذه اللغة بما لا يخرج عما ذكرناه، واستشهد عليها بقول زَيْد الخيل:

لَعَمْرُكَ ما أخْشَى التَّصعْلُكَ مَا بَقَى
على الأرض قَيْسِيٌّ يَسُوق الأباعِرَا

وزيد الخيل هذا طائيٌّ، وقدم على النبي — عليه الصلاة والسلام — في وفد طيِّئ، سنة تسع، فسماه: «زيْد الخير» وهو القائل من هذه القصيدة:

أفي كلِّ عام مأتَمٌ تبعثونَهُ
عَلَى مِحْمَرٍ عَوْدٍ أُثيبَ وما رُضَا٥
تَجِدُّونَ خَمْشًا بعد خمشٍ كأنَّما
على سَيِّدٍ من خير قومكم نُعَى

ومنها:

فلولا زُهَيْرٌ أن أُكَدِّرَ نعمةً
لقاذَعْتُ كَعْبًا مَا بَقَيْتُ وما بَقَى

والوجه: ما رُضِي ونُعِي، وما بقِيت وما بَقِي، ولكنه جاء بها على لغته، على أنَّه يجوز حمل «ما بقي» في بيت المتنبي على أنَّه أراد: ما بَقي بكسر القاف على اللغة المشهورة، وأسكن الياء تخفيفًا لإقامة الوزن، وهي لغة مشهورة ذكرها الإمام ابن مالك في «شواهد التوضيح لمشكلات الجامع الصحيح»، وقال: إنَّ منها قراءة الحسن: «وذَرُوا ما بَقَى من الرِّبا»، وقراءة الأعمش: «فَنَسَى ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا»، وإنَّ منها أيضًا ما رُوي عن أبي عمرو مِنْ إجازة: «ثاني اثنين» — بالسكون — على ما ذكره ابن جني في «المحتسب». وأما بيت المستوغر الذي أنشده الأشناندانيُّ فالمفهوم من سياق الاستشهاد به أنها رواية مروية فيه.

هذا ما أذكر أنني وقفت عليه من الكلام على هذه اللغة، وبقي أنني رأيت بعض هذه الأفعال مرسومًا بالألف في آخره، وبعضها مرسومًا بالياء، بلا مراعاة لما كان واويًّا منها أو يائيًّا، بل ربما رأيت هذا الخلط في العبارة الواحدة، بل الفعل الواحد إذا تكرَّر ذكره فيها. والصواب عندي أن يُرسم بالألف ما كان واويًّا، وبالياء ما كان يائيًّا، على القاعدة المشهورة في الرسم، وهي التي جريت عليها في رسم ما مرَّ من تلك الأفعال.

وقولهم عن طيِّئ: «إنهم يفتحون ما قبل الياء فتنقلب ألِفًا لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها»، ليس المراد منه انقلابها ألِفًا في الخطِّ، وإنما المراد في اللفظ، كما قالوا: بانقلاب الياء ألِفًا في مثل «رَمَى» لتحرُّكها وانفتاح ما قبلَها؛ لأن أصله «رَمَى» بفتح الآخر، وهم ما زالوا يرسمونها بالياء.

فإن قيل: ربما كان مراد من يرسمها بالألف مطلقًا منع الالتباس؛ لأن ما لا يدلُّ وزن الشعر أو القافية على أنه من تلك اللغة يلتبس باللغة المشهورة ما لم يُقَيَّد بالحركات، قلنا: هذا يصح لو أنهم طردوه في جميع الأفعال وقرروا الاصطلاح عليه، أما والحال ما ذكرنا لك، فلا.

وفي «الكشاف»، ج٢، ص٣١٨: لغة طيِّئ في «بقي» — من الطبعة الثانية ببولاق التي في ثلاثة أجزاء.

وفي «عبث الوليد» ظهر ص٤٠ شيء من لغة طيِّئ في مثل «رضا»، وأعاد الكلام في ص٥٢؛ لأن الناسخ أعاد وخلط في الترتيب.

وظهر ص٩٣ منه: استعمال البُحْتِريِّ «بَقِي» وهو أشبه به في أن يكون استعمل لغة طيِّئ.

وفي مادة «ورى» من «المصباح»: التوراة: قيل: من التورية، وقلبت الياء ألِفًا على لغة طيِّئ. وفيه نظرٌ؛ لأنها غير عربية.

وفي «طبقات الشعراء» للجمحي ص١١: «بقَى» لغة طيِّئ، وقد تكلَّمَت بها العرب إلا أنَّها في طيِّئ أكثر.

وفي مادة «س ن د» ص٢٠٥ س١٨: «والسَّنَدُ مُثَقَّلٌ: سنُود القوم في الجبل.» وفي حديث أُحُد: «رأيت النساء يُسْندْنَ في الجبل»؛ أي يُصَعِّدْن، ويروى بالشين المعجمة، والمراد بالمثقَّل: المشدد كما لا يخفى، وليس في لفظ «السَّنَد» حرف مشدد إلا بالسين، وهي لا تكون إلا مشدَّدة متى سبقتها أداة التعريف؛ لأنها من الحروف الشمسية، وحكمها معلوم، ولا نرى أحدًا يُعنى بالنص على مثلها بل أحْرِ بأن يكون النص هنا مدعاة للاضطراب في ضبط الكلمة، إذ قد يتبادر أن التشديد في غير هذا الحرف فيقع الإشكال.

وفي «السيرافي على سيبويه»، ج١، ص٧١، كون بعض العرب تغلب على جماعة غيرهم لمجاورتهم لهم.

وفي ص٢١٨ كون العرب يأخذ بعضهم عن بعض. وفي «خزانة البغدادي»، ج٢، ص١٣٤: مذحج: قبيلة كبيرة، وذكر ما تفرَّع منها من القبائل ومنها طيِّئ، وبنو الحرث بن كعب، قد يتكلم الحجازي بلغة تميم والتميمي بلغة الحجاز، وكلام في ذلك.

وفي «سعود الطالع»، ج١، ص٧٥-٧٦: «لغات في القرآن للقبائل، منها المدُّ الكامل والمدُّ الجائز وفي قصر ألف العِلَّة في أواخر الكلمات بالياء حتَّى تأخذ طريقها بفتح الياء عند طيِّئ فتنقلب ألفًا، وانقلاب الياء ألِفًا في لغات الحجاز الذين يتكلمون بلغة تميم لتحركها وانفتاح ما قبلها، وفي قلب الألف ياء كما في لفظ التوراة فينطق بها: التورية، وفيها نظر خاص دون تقييد في الحركات، وكذلك بقلب الألف في الاستفهام هاء، كما جاء في: أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا فينطق بها أَهنتم … إلخ. كما استدلَّ على ذلك من المراجع الخاصة بلغات القبائل آنفًا.»

١  أورد علينا بعض الأدباء أن «الطفلة» بالكسر تطلق على الأنثى إلى البلوغ كما في «المصباح»، ولا مانع من تعشقها قبيل البلوغ فلا وجه لعد الكسر خطأ، ونقول: نعم لا مانع من ذلك، ولكن لا يخفى ما فيه من التكلف والبعد عن مرامي الشعراء في التغزل، اللهم إلا إذا كان هناك ما يدل على أن القائل كان يتعشق طفلة صغيرة له … إلخ.
٢  جمهور اللغويين على أن «فنى» من اليائي.
٣  رواية «اللسان»:
لقد أذنت أهل اليمامة طيئ
بحرب كناصاة الحصان المشهر
٤  يريد بالصبح والغسق شعره الأبيض والأسود، والمعنى أنه لم يستر ما ابيضَّ منه بما تنبت الأرض من حناء أو كتم؛ أي لم يخضبه، وأن هذه المرأة نظرت إلى ما بقي من السواد في البياض فحنت إلى بعضه، وراعها بعضه، كذا في «معاني الشعر».
٥  المحمر — بكسر الميم: الفرس الهجين الذي يشبه الحمار، والبيت رواه كما هنا البغدادي في «الخزانة» والقالي في «الأمالي»، ورواه سيبويه في «الكتاب» وصاحب «اللسان» في مادة «أ ت م» على «محمر ثوبتموه».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤