العَنْعَنَة

إبدال العين من الهمزة

في «القاموس» وشرحه: وعَنْعَنَةُ تميم: إبدالهم العين من الهمزة، يقولون: «عن، موضع: أَنْ» وأنشد يعقوب:

فلا تُلْهِكَ الدنيا عن الدِّين واعتمل
لآخرةٍ لا بد عنْ ستصيرها

يريد: أن. وقال ذو الرُّمة:

أعن ترسَّمْتَ من خرقاءَ منزلة
ماءُ الصبابة من عينيك مسجُومُ؟
أراد: أن. قال الفراء: لغة قريش ومن جاورهم: «أن»،١ وتميم وقيس وأسدٌ ومن جاورهم يجعلون ألِفَ «أَنْ» إذا كانت مفتوحةً عينًا، يقولون: «أشهد عنَّك رسولُ الله»، فإذا كسروا رجعوا إلى الألف.

وفي حديث قَيْلَةَ: تحسبُ عَنِّي نائمة. وفي حديث حُصَيْن بن مُشْمِت: أخبرنا فلان عَنَّ فلانًا حدَّثه، أي: أَنَّ فلانًا. قال ابن الأثير — رحمه الله تعالى: كأنهم يفعلونه لبَحَحٍ في أصواتهم، والعرب تقول: لأنَّكَ ولَعَنَّكَ، بمعنى: لعلَّك، قال ابن الأعرابي: لَعَنَّكَ، لبني تميم.

وبنو تيم الله بن ثَعْلَبَة، يقولون: رَعَنَّك، ومن العرب من يقول: رَغَنَّك ولَغَنَّك بمعنى: لَعَلَّكَ. ا.ﻫ.

والعبارة منقولة من «اللسان» باختلاف يسير، وزاد في «اللسان» الاستشهاد بقول جِرَان العَوْد:

فما أُبْنَ حتَّى قُلْنَ: يا ليت عَنَّنا
ترابٌ وعنَّ الأرض بالناس تُخْسَفُ

وفي «أزاهير الرياض المربعة» للبيهقي وسط ص٢٠: «سِوَى عَنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنْكِ رقيقُ»؛ أي: أَنَّ، وقد ذكرناه في الكشكشة.

وفي «السيرافي على سيبويه»، ج١، ص٢٧٨: عنعنة تميم وسبب تسميتها بذلك.

وفي «رءُوس القوارير» لابن الجوزي ص٣٠: ومن العرب من يبدل الهمزة الثانية عينًا لتقاربهما في المسلك، وأنَّ العين عندهم أخف من الهمزة، ويروى في بيت ذي الرمة:

أَعَنْ ترسَّمْتَ من خرقاءَ منزلة
ماءُ الصبابة من عينيك مسجُومُ؟

يريد: أَأَن، وقال أيضًا فيما لا استفهام فيه:

فعيناكِ عيناها، وجيدُك جيدُها
مثغرُك إلا عنها غيرُ عاطِلِ

يريد: إلا أنها، وهذه التي يقال لها: عنعنة تميم. ا.ﻫ.

وفي «فقه اللغة» — الصاحبي — لابن فارس، في باب اللغات المذمومة ص٢٤:

أما العَنْعَنَة التي تُذكر عن تَميم، فقلْبُهم الهمزةَ في بعض كلامهم عينًا، يقولون: سمعت «عنَّ» فلانًا قال كذا، يريدون: «أنَّ».

ورُوي في حديث قَيْلَةَ: «تحسب عَنِّي نائمة»، قال أبو عبيد: أرادت تحسب: أَنِّي، وهذه لغة تميم، قال ذو الرمة:

أعن ترسَّمْتَ من خرقاءَ منزلة
ماءُ الصبابة من عينيك مسجُومُ؟

أراد: «أن» فجعل مكان الهمزة: عينًا. ا.ﻫ.

وأعاد الكلام عليها في ص٧٦ بما لا يخرج عن هذا.

وفي «الخصائص» لابن جني، ج١، ص٣٩٩: فأما عنعنة تميم، فإن تميمًا تقول في موضع «أن»: «عن»، تقول: عَنَّ عبد الله قائمٌ، وأنشد ذو الرمة عبد الملك:

أعن ترسَّمْتَ من خرقاءَ منزلة

وقال الأصمعي: سمعت ابن هرْمة ينشد هرون الرشيد:

أعن تَغَنَّتْ على ساقٍ مَطَوَّقَةٌ
ورقاءُ تدعو هديلًا فوق أعوادِ

وفي «ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه» للمحبِّي، ج٣، ص٢١٥: عنعنة تميم هي إبدال الهمزة في «أن» المفتوحة بعين، يقولون: أعجبني عَنْ تقومَ، وعلى ذلك أنشدوا بيت ذي الرمة:

أعن ترسَّمْتَ من خرقاءَ منزلة
ماءُ الصبابة من عينيك مسجُومُ؟

أنشده ابن يعيش في إبدال العين من الهمزة، وهو من النادر؛ لأن العين ليست من حروف البدل، وقال ابن هشام: إن بني تميم يقولون في نحو «أعجبني أن نفعل كذا»: «عَنْ تفعل»، وكذا يفعلون في أنَّ المشددة، فيقولون: أشهد عَنَّ مُحمَّدًا رسولُ الله، وتسمى: عنعنة بني تميم. انتهى.

والبيت لذي الرمة، ترسَّمت الدار: نظرت إلى رسومها.

وفي «الصحاح»: «والخرقاء صاحبة ذي الرمة، وهي من بني عامر بن ربيعة بن صعصعة.»

وفي «أساس البلاغة»: «دمع ساجم ومسجوم ومنسجم، ودموع سواجم، وعيون سواجم، وسجمت العين دمعها سجمًا، وسجم الدموع سجومًا.» انتهى.

وفي «سر الصناعة» قال: سمعت ابن هَرْمَةَ ينشد لهرون:

أعَنْ تغنَّتَ على ساقٍ مُطَوَّقَةٌ
ورقاءُ تدعو هديلًا فوق أعواد

قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن، قراءة عليه، عن أبي العباس أحمد بن يحيى أحسبه أخبرنا عن الأصمعي قال: ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم، وتلتلة بهراء، وكشكشة ربيعة، وكسكسة هوازن، وتضجُّع قيس، وعجرفيَّة ضبَّة. انتهى.

وفي «المزهر»، ج١، ص١٠٩: ومن ذلك العنعنة، وهي في كثير من العرب، وفي لغة قيس وتميم تجعل الهمزة المبدوء بها عَيْنًا، فيقولون في «أنَّك»: «عنَّك»، وفي «أسلم»: «عسلم»، وفي «أذن»: «عُذُن». ا.ﻫ.

وفي «الاقتراح» للسيوطي ص٩٩: نقل عبارته في «المزهر».

وفي «حاشية الاقتراح» لابن الطيِّب المسماة «نشر الانشراح» ص٤٤١ ما نصه قوله «العنعنة: بعينين مهملتين ونونين. قوله: المبدوء بها أي: التي في ابتداء الكلمة؛ أي في أوَّلها، قوله: إنَّك أي: سواء كان بكسر الهمزة أو فتحها فالإبدال عندهم جائز، وإذَنْ هي الجوابيَّة، فيبدلون الهمزة في ذلك كله وما أشبهه عينًا.» ا.ﻫ.

وفي «فقه اللغة» للثعالبي ص١٠٧ من النسخة رقم ١٤٩ لغة: العنعنة تعرض في لغة قُضاعةَ كقولهم: ظننت عنَّك ذاهب؛ أي: أنَّك، وكما قال ذو الرمة:

أعن ترسَّمْتَ٢ مِنْ خَرْقاءَ منزلة
ماءُ الصبابة من عينيك مسجُومُ؟

وفي «شرح البغدادي لشواهد شرح الشافية الحاجبية» للرضيِّ ص٤٨٦:

أعن ترسَّمْتَ من خرقاءَ منزلة
ماءُ الصبابة من عينيك مسجُومُ؟

على أن الأصل: أَأَن ترسَّمت، فأُبدلت الهمزة المفتوحة عينًا في لغة تميم، قال الشارح: وهذا الإبدال في الأبيات وغيرها شاذ؛ ولهذا لم يذكرها ابن الحاجب، وأقول: سيأتي إن شاء الله تعالى في شروح قوله: «أُبَابُ بحر ضاحك هزوق» إن هذا كثيرٌ. ا.ﻫ.

ثم تكلم عن معنى مفردات البيت بما هو خارج عما هنا. وذكر في ص٢٨٠ أنها عنعنة تميم. أمَّا الموضع الذي أحال عليه هنا فهو قوله في ص٤٩٢: «أُبَابُ بحر ضاحك هزوق» على أن أصله: «عُبَاب بحر»، فأُبدلت العين همزة، وهذا أشذُّ مما قبله؛ لأنه لم يثبت قلب العين همزة في موضع. وما نقله عن ابن جني قاله في «سر الصناعة»، وهذه عبارته: «فأمَّا ما أنشده الأصمعي من قول الراجز: «أُبَابُ بحر ضاحك هزوق»، فليست الهمزة فيه بدلًا من عين «عُبَاب» وإن كان بمعناه، وإنَّما هو «فُعال» من أبَّ إذا تهيَّأَ، قال الأعشى:

وكان طَوَى كشحًا وأبَّ ليذهبا

وذلك أن البحر يتهيأ لما يزخر به؛ فلهذا كانت الهمزة أصلًا غير بدل من عين، ولو قلت: إنها بدلٌ منها، فهو وجه وليس بالقوي.» انتهى.

ومفهومه أن إبدال العين همزة ضعيف لقلته، وإليه ذهب ابن مالك، قال في «التسهيل»: «وتبدل الهمزة قليلًا من الهاء والعين.» ومثَّل شرَّاحُه بالبيت. ولم يقيِّده الزمخشري في «المفصَّل» بقلة، بل قال: الهمزة أُبدلت من حروف اللين ومن الهاء والعين، ثم مثَّل إلى أن قال: فإبدالها من الهاء في ماء وأمواء، ومن العين في قوله: «أُباب بحر …» البيت. نعم تُفْهَم القلة من ذكره أخيرًا بالنسبة إلى ما قبله، ولم يقيِّده بشيء شارحه ابن يعيش، وإنما قال: «أبدل الهمزة من العين لقرب مخرجيهما، كما أُبدلت العين من الهمزة في نحو: «أعن ترسمت …» البيت، فليس في هذا شذوذ فضلًا عن الأشذية، وتوجيه الشارح بالأُشذية بما قاله تبعًا للمصنف ممنوع، فإنه جاءت كلمات كثيرة.

وقد ذكر له ابن السكِّيت في كتابه «القلب والإبدال» بابًا، وكذا عقد له فصلًا أبو القاسم الزجاجي في «أماليه الكبرى».

أما ابن السكِّيت، فقد قال في باب العين والهمزة: قال الأصمعي: يقال: «أدَّيته على كذا وكذا وأعدَّيته»؛ أي: قويته وأعنته، ويقال: «استأديت الأمير على فلان» في معنى: استعديت، ويقال: «قد كثأ اللبن وكثع»، وهي الكثأة والكثعة؛ وهو أن يعلو دسمه وخثورته على رأسه في الإناء، قال:

وأنْتَ امْرؤُ قد كثَّأتْ لك لِحْيَةٌ
كأنَّكَ منها بَيْنَ تَيْسيْن قَاعِدُ

والعرب تقول: صوتٌ زعافٌ وزؤافٌ، وذعافٌ وذؤافٌ، وهو الذي يعجِّل القتل، ويقال: عباب الموج وأُبابه.

ويقال: لأَطَه بعين ولأَطَه بسهم، ولَعَطَه: إذا أصاب به. أبو زيد: يقال: صبأت على القوم أصَبأ صبأ، وصبعت عليهم أصبع صبعًا، وهما واحد، وهو أن تُدخل عليهم غيرهم. وقال الفراء: يقال: يومٌ عكَّ، ويومٌ أك، أي: شديدُ الحر، ويقال: ذهب القوم عباديدَ وأباديدَ، وعبابيدَ وأبابيدَ، ويقال: انجأفت النخلة وانجعفت: إذا تعلَّقت من أصلها. وقال الأصمعي: سمعت أبا الصقر ينشد:

أريني جوادًا مات هزلًا لَأنَّني
أرى ما تَريْن أو بخيلًا مُخَلَّدَا

يريد: لَعَلَّني. وقال أبو عَمْرو: سمعت أبا الحصين يقول: الأُسْنُ: قديم الشحم، وبعضهم يقول: العُسْنُ. قال الأصمعي: الْتُمِئَ لونُه، والْتُمِعَ لونُه، وهو السأفُ والسعفُ.

قال الفراء: سمعت بعض بني نبهان — من طيِّئ — يقول: «دأني» يريد: دعني، وقال: «تَآلَهْ» يريد: تَعَالَهْ، فيجعلون مكان العين همزة، كما جعلوا مكان الهمزة عينًا في قوله: لَعَنَّكَ قائمٌ، وأشهد عَنَّكَ رسولُ الله، وهي لغة في تميم وقيس كثيرة.

ويقال: ذَأَته، وذَعَته: إذا خنقه، هذا ما أورده ابن السِّكِّيت، ولا شك أن هذه الكلمات المشهورة فيها بالعين والهمزة بَدَلٌ منها، وقد أسقطنا من كلامه ما المشهورُ فيه الهمزةُ والعينُ بدلٌ منها. أما ثعلب فأنشد بيت طفيل:

فنحنُ منعْنا يوْمَ جَرْسٍ نِسَاءكُمُ
غداةَ دعانا عامرٌ غير مُعْتَلِ

يريد: مُؤتَل؛ يعني غير مقصَّر. ومن ذلك قولهم: أردت عَن تفعل كذا؛ أي «أن تفعل».

أما ما أورده الزجَّاجي فهو: «عَبَدَ عليْه وأَبَدَ عليه»، أي: غضب عليه. وهو «عيْصُكَ وأَيْصُكَ»، أي: أصلك. وهو يوم «عك وأك وعكيك وأكيك»، أي: حار.

وذكر مُحمَّد بن يحيى العنبري أن رجلًا من فصحاء ربيعة أخبره أنه سمع كثيرًا من أهل مكة يقولون:٣ يا أبْدَ الله، يريدون: يا عَبْد الله. ويقال: الخنأَبَةُ والخَنْعَبَةُ، لخنابة الأنف، وهي صفحته تهمز ولا تهمز، وهي دون المحجر مما يلي الفم. ويقال: تكعْكعَ وتكأكأ عن الشيء، قال الأعشى:
تكأكأ ملاحُها فوْقَها
من الخوْفِ كوثلها يلتزمْ

وهذا ما أورده الزجَّاجي، وقد أسقطنا منه أيضًا ما توافق فيه مع ابن السكيت وما المشهور فيه الهمزة وأُبدلت عينًا.

وقلب العين همزة أقيس من العكس؛ لأن الهمزة أخف من العين، ولو استحضر ابن جني هذه٤ الكلمات لم يقل ما قال، ولا ذهب ابن الحاجب إلى ما ذهب، ولله در الزمخشري في صنعه، والله الموفق تبارك وتعالى.

والهزوق، فسَّره «الشارح» بالمستغرق في الضَّحك، وهو كذلك في «سر الصِّناعة» وغيره. وفي «العباب» للصاغاني: وأهزق الرجل في الضحك: إذا أكثر منه. انتهى.

ولم أر فيه أكثر من هذا، وعليه يكون العزوق فعولًا من أهزق، والقياس أن يكون من الثلاثي. وفي «المفصَّل»: زهوق بتقديم الزَّاي على الهاء. وقال بعض أفاضل العجم في شرح أبياته: الأُباب: العُباب، وهو معظم الماء وكثرته وارتفاعه، أبدل الهمزة من العين، وضحك البحر كناية عن امتلائه، وقال بعض الشارحين: الظاهر أنه كناية عن أمواجه، وقال الجوهري: البئر البعيدة القعر.

وعن المصنف: زهوق: مرتفع؛ يصف بحرًا ممتلئًا أو ذا أمواج بعيد القعر أو مرتفع الماء. انتهى كلامه.

وقال ابن المستوفي: «عبَاب البحر: معظم مائه، وكثرته وارتفاعه، والضَّاحك من السحاب كالعارض إلا٥ أنه إذا برق: ضحك. وقال الخُوارَزْمي: «الزهوق»: البئر البعيدة القعر. وقال في الحواشي: ضاحك؛ أي يضحك بالموج، وزهوق: مرتفع، والزهوق المرتفع أولى بالوصف من البئر البعيدة القعر؛ لأن العباب إذا كان الكثير المرتفع، فإنما يكون ذلك لارتفاع ماء البحر.» انتهى.

ولم أقف عليه بأكثر من هذا، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى.

وفي «شرح البغدادي» أيضًا ﻟ «شواهد شرح الرضيِّ على الكافية الحاجبية»، ج٤، ص٥٩٦، كلام مختصر جدًّا في عنعنة تميم، وهو أنهم يقولون موضع «أَنَّ»: عَنَّ، و«أَنْ»: عَنْ، واستشهد ببيت ذي الرمة المتقدم ذكره.

وفي كتاب الإبدال والمعاقبة والنظائر وهو عندنا في مجموعة لغوية رقم ٣٣٢ لغة ص٥٦ (باب العين والهمزة): هو يَسْتعدي ويستأدي، وامرأةٌ وامرعَةٌ، وربما قيل هذا، وفي المثل:

حدث حديثين امْرَعَهْ
فإن أبتْ فأَربعهْ

ويقال: عكيك، وأكيك، قال طَرَفَةُ:

تطرد القُرَّ بِحَرٍّ ساخنٍ
وعكيكَ الصَّيف إن جاء بِقُر

ويقال: امرأة خُبَأَةٌ وخُبَعَةٌ، وهي التي تختبئ. وأراد أن يذهب، وعن يذهب، كما يقال: أما والله، وعما والله لأفعلنَّ. انتهى.

وفي كتاب «الأضداد» لأبي حاتم السجستاني ص١٣٠-١٣١ من المجموعة المذكورة:

«ومما ليس في هذا الباب، وإن تقارب اللفظان، قولهم: رجل مُودٍ؛ أي هالك، ومُوَدٍ أي: تام السلاح، ويقال للسلاح: الأداة، ومنه قيل: المُؤدي، إلا أن الواو مهموزة، والأولى غير مهموزة، وأما لغة أهل الحجاز: «استأديت الأمير فآداني» في معنى: استعديته فأعداني، فليست من هذا في شيء، وكذلك اسْتَأدَيْتُهُ الخراج، ليس من هذا في شيء.» انتهى.

وفي كتاب «تبيين المناسبات بين الأسماء والمسمَّيات» ص١٥: وجماعة من العرب يبدلون الهمزة من «أشهد أنَّ محمدًا رسول الله»، فيقولون: أشهد عَنَّ محمدًا رسول الله، ويجوز في العربية: أشهد أن محمدًا رسول الله، وأشهد إن محمدًا رسول الله، ولا يجوز أن تبدل الهمزة عينًا إنما يفعل ذلك إذا انفتحت. انتهى.

وفي «شرح التبريزي على الحماسة»، ج٣، ص١٥٢، عند شرح قوله:

رَعاكِ ضَمَانُ اللهِ يا أُمَّ مالِكٍ
وللهُ عَنْ يُشْقِيك أَغْنَى وَأَوْسعُ

ما نصه قوله: وللهُ عن يشقيك، يحتمل وجهين؛ أحدهما: عن أن يشقيك، والثاني: أن تكون العين مبدلة من همزة أن؛ لأن بعض العرب يفعل ذلك بكل همزة مفتوحة، فينشدون قول ذي الرمة:

أعن ترسَّمْتَ مِنْ خَرْقاءَ منزلة
ماءُ الصبابة من عينيك مسجُومُ؟

وفي «محاضرات الراغب» رقم ٧٢ — أدب تيمور — ج١، ص٣٦: الآفات المعترضة للسان من العي: اللثغة: تغيير في القاف والسين واللام والراء.

والتمتمة: التتعتع في التاء. والفأفاة في الفاء. واللفف: إدخال حرف في حرف، وإياه عنى الشاعر بقوله: كأن فيها لففًا إذَا نطق. والتَّلجلج يقارب ذلك. والحبسة: ثقل في الكلام. والعقلة: اعتقال اللسان. والحكلة: نقصان آلة النطق حتى لا تعرف معانيه إلا بالاستدلال، وأصله في الفحل إذا عجز عن الضراب، وقيل: لا يصفو كلام من يكون منزوع الثنيتين!

ما يعرض في بعض اللغات من العيِّ: كشكشة تميم؛ وهي «قلب كاف المؤنَث شينًا»، ونحوه: فعيناشِ عيناها وجيدُشِ جيدُها؛ أي: فعيناك عيناها وجيدكِ جيدها. وكسكسة تميم وهي «قلبها سينًا».

وعنعنة تميم، كقوله: ظننت عنَّك ذاهب.

والعجرفة: جفاء في الكلام. واللخلحانية تعرِض في أعراب الشِّحْرِ وعمان. والطمطمانية: لغة في حمير كقولهم: طاب امهواء؛ أي: طابَ الهواء.

١  أأن، كما في «اللسان».
٢  في حاشية النسخة وفي النسخة: ترسمت منه، والصواب: من بدل منه؛ لأن الوزن لا يستقيم بها.
٣  سقطت «يقولون» من الأصل.
٤  في الأصل: عدة، بدلًا من: هذه.
٥  «إلا»، لعله: أي؛ إذ إن هذا اللفظ أقرب إلى المعنى من «إلا».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤