وبالحق نزل
«إن الأمر جدٌّ لا هزلَ فيه، والذي يجري الآن على الساحة المصرية أمرٌ خطير كلَّ الخطورة، وأحسب أن السكوتَ عليه تآمرٌ صريح على مستقبلِ مصر، ومستقبلِ الديمقراطية فيها. وإني لَأخشى كلَّ الخشية أن يُشعِل اللاعبون بالفعل النارَ في مستقبلنا ومستقبل أبنائنا إلى مدًى لا يدرك إلا اللهُ وحده نهايتَه وأبعادَه وأعماقَه جميعًا.»
يقدِّم الكاتب الكبير «ثروت أباظة» في هذا الكتاب سلسلةً من المقالات التي تتناول الشأن العام، مستندًا إلى ثقافتِه الواسعة واطِّلاعه المستمر، ومستفيدًا من التاريخ الإسلامي، ومحاوِلًا بأسلوبه السَّلِس أن يُبسِّط الأفكار، ويُقدِّمها للقارئ في لغةٍ راقية، وبأسلوبٍ أخَّاذ؛ فراح يناقش قضايا الساعة، مثلَ ضرورة التجديد في فِكر ومنهجية الأزهر، الذي يُعَد أكبرَ جامعةٍ إسلامية في العالم الإسلامي، والذي يتمتَّع بتاريخٍ نِضالي وفكري عريق؛ كما يسلِّط الضوءَ على السياق العام الذي ينبغي أن تنمو فيه الديمقراطية، وعلى ضرورة تجنُّب المناخِ الذي يعمل على إفسادها؛ ويحذِّر من الأقلام المأجورة التي تسعى دائمًا إلى العبَث بحرية رأي المُواطن والنَّيل منها، وتقدِّم له محتوًى مقروءًا مشوَّهًا يُرجِعه إلى الوراء، وغير ذلك من الموضوعات والقضايا المهمَّة التي تمَسُّ حياةَ المواطن المصري وتؤثِّر في وعيِه ومستقبله.