وبالحق نزل

«إن الأمر جدٌّ لا هزلَ فيه، والذي يجري الآن على الساحة المصرية أمرٌ خطير كلَّ الخطورة، وأحسب أن السكوتَ عليه تآمرٌ صريح على مستقبلِ مصر، ومستقبلِ الديمقراطية فيها. وإني لَأخشى كلَّ الخشية أن يُشعِل اللاعبون بالفعل النارَ في مستقبلنا ومستقبل أبنائنا إلى مدًى لا يدرك إلا اللهُ وحده نهايتَه وأبعادَه وأعماقَه جميعًا.»

يقدِّم الكاتب الكبير «ثروت أباظة» في هذا الكتاب سلسلةً من المقالات التي تتناول الشأن العام، مستندًا إلى ثقافتِه الواسعة واطِّلاعه المستمر، ومستفيدًا من التاريخ الإسلامي، ومحاوِلًا بأسلوبه السَّلِس أن يُبسِّط الأفكار، ويُقدِّمها للقارئ في لغةٍ راقية، وبأسلوبٍ أخَّاذ؛ فراح يناقش قضايا الساعة، مثلَ ضرورة التجديد في فِكر ومنهجية الأزهر، الذي يُعَد أكبرَ جامعةٍ إسلامية في العالم الإسلامي، والذي يتمتَّع بتاريخٍ نِضالي وفكري عريق؛ كما يسلِّط الضوءَ على السياق العام الذي ينبغي أن تنمو فيه الديمقراطية، وعلى ضرورة تجنُّب المناخِ الذي يعمل على إفسادها؛ ويحذِّر من الأقلام المأجورة التي تسعى دائمًا إلى العبَث بحرية رأي المُواطن والنَّيل منها، وتقدِّم له محتوًى مقروءًا مشوَّهًا يُرجِعه إلى الوراء، وغير ذلك من الموضوعات والقضايا المهمَّة التي تمَسُّ حياةَ المواطن المصري وتؤثِّر في وعيِه ومستقبله.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الأستاذ ثروت أباظة.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٨٨.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٥.

عن المؤلف

ثروت أباظة: روائيٌّ وكاتبٌ مصريٌّ مرموق، عُرِفَ بحِسِّه الوَطَني، ويَنتسبُ إلى عائلةٍ مصريةٍ عريقةٍ هي عائلةُ أباظة، وهو ابنُ السياسيِّ المصريِّ إبراهيم دسوقي أباظة.

وُلِدَ «محمد ثروت إبراهيم دسوقي أباظة» بالقاهرةِ عامَ ١٩٢٧م. حصلَ على ليسانس الحقوقِ من جامعةِ فؤادٍ الأولِ عامَ ١٩٥٠م.

كانتْ بدايةُ حُبِّه للقِراءةِ عندما أهداهُ والِدُه مجموعةً من مُؤلَّفاتِ الكاتبِ المصريِّ «كامل كيلاني»، ثُمَّ قرَأَ تِباعًا أعمالَ طه حُسَين، وتَوْفيق الحَكِيم، وعبَّاس العقَّاد، وأحمد شَوْقي.

تعدَّدَ إنتاجُ ثروت أباظة الأدبيُّ وتنوَّعَ ليشملَ الروايةَ والقصةَ القصيرةَ والمَسْرحيَّة، إضافةً إلى ترجمتِه أكثرَ من عملٍ، وكتابةِ عدةِ بحوثٍ أدبيَّة. ارتبطَ بعَلاقاتٍ وثيقةٍ مع كُتَّابِ وأدباءِ مصرَ الكِبار؛ فقدْ قدَّمَ له عميدُ الأدبِ العربيِّ طه حُسَين روايته «هارِب من الأيام»، وأَثْنى عليهِ نجيب محفوظ حينَ قالَ عنه: إنَّ دورَهُ في الروايةِ الطويلةِ يحتاجُ إلى بحثٍ مُطوَّلٍ بعيدًا عَنِ المَذاهبِ السياسيَّة، وقالَ توفيق الحكيم له ذاتَ مرةٍ: أنا مُعجَبٌ برِواياتِكَ في الإذاعة، لدرجةِ أنَّني حينَ أقرأُ في البَرْنامجِ أنَّ لكَ رِوايةً أمكثُ في البيتِ ولا أخرُج.

أثارتْ رِوايتُه «شيء من الخوف» جدَلًا واسعًا لقولِ بعضِ المقرَّبِينَ مِنَ الرئيسِ المِصريِّ الراحلِ جمال عبد الناصر إنَّها تَحملُ رمزيةً لفترةِ حُكمِه.

تَقلَّدَ ثروت أباظة عدَّةَ مَناصبَ رسميةٍ من أهمِّها:‎ رئيسُ تحريرِ مجلةِ الإذاعةِ والتلفزيونِ عامَ ١٩٧٥م، ورئيسُ اتحادِ كتَّابِ مصر، وحصل على عدة جوائز من بينها جائزةُ الدولةِ التشجيعيَّة عامَ ١٩٥٨م، ووِسامُ العلومِ والفنونِ من الطبقة الأولى، وفي عامِ ١٩٨٣م حصلَ على جائزةِ الدولةِ التقديريةِ عن مُجمَلِ أعمالِه.

تُوفِّيَ ثروت أباظة عامَ ٢٠٠٢م.

رشح كتاب "وبالحق نزل" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥