العلائق التجارية بين مصر وجاراتها في هذا العصر

(١) صادرات جزيرة العرب إلى مصر

لجزيرة العرب تجارة مع مصر والعراق والشام في هذا العصر كما في كل عصر، أمَّا صادرات جزيرة العرب إلى مصر، فأشهرها من نجد: الإبل والخيل عن طريق: حايل، فالحيَّانية، فالجوف الشمالي، فوادي السرحان، فدمشق الشام، فطريق العريش، فالقنطرة، ومن شمال الحجاز: الإبل والغنم والسمن عن طريق: العقبة، فنخل، فالإسماعيلية أو السويس. أو عن طريق النبك فالسويس.

ومن اليمن: البن، ومن حضرموت: التنباك عن طريق البحر الأحمر إلى السويس.

ولبلاد نجد تجارة إلى العراق بدرب زبيدة إلى النجف أو كربلاء فبغداد.

ويطلق اسم «عُقَيل» الآن في بغداد والشام ومصر على تجار نجد وشمَّر عمومًا، وقالوا في سبب ذلك: إن قبيلة من الأحساء تعرف بهذا الاسم نزحت قديمًا إلى بغداد، واستقلت بتجارة الخيل والإبل ونقل بضائع التجار على الإبل بين نجد وبغداد، وبين نجد والشام فمصر؛ فأُطلِق اسم عقيل على جميع تجار نجد وشمَّر إلى الآن.

(٢) صادرات العراق إلى مصر

أمَّا صادرات العراق إلى مصر، فإذا استثنينا الإبل والغنم التي ترد إليها عن طريق الشام، فأهمها:

التمر، والمغات «نبت يستعمل للسمنة وللنفساء»، والكوفيَّة المعروفة بالحجازية، والمنديل الحجازي صنع بغداد تستعمله نساء الفلاحين هنا غطاءً للرأس، والغباني تقليد الهندي تستعمل أحزمة وعمائم، والسجاد وعبي الصوف ترد من بلاد العجم من أصفهان وشيراز وغيرهما، والأفيون من أصفهان، وصمغ الكثيراء ويعرف هنا بالكثيراء ظفر وأصله من رَشْت، وميناء هذه الأصناف كلها البصرة وطريقها البحر الأحمر.

(٣) صادرات سوريا إلى مصر

أمَّا صادرات سوريا إلى مصر برًّا فهي: الإبل والخيل والبغال والغنم عن طريق العريش فالقنطرة أو الإسماعيلية، وقد مرَّ ذكر ذلك.

وتأتي الخيل والغنم أيضًا من سوريا بطريق البحر.

ويأتي أيضًا منها بطريق البحر ما يعرف بالبضائع المحزومة ومال القبان والحبوب.

أمَّا البضائع المحزومة فهي: الحراير القطنية التي تصنع في مدن الشام وحمص وحماة وطرابلس الشام وبيروت وساحل لبنان، وأهمُّ أنواعها: الشاهي والكرمسوت والديما والغزلى والملَس، والزنار وبمبازار، ومنديل الأوية، والحبال، والمرس، والخيطان.

ومن مال القبان والحبوب من حوران الشام وحمص وحماة ولبنان وساحل سوريا: القمح، والشعير، والترمس، والصنوبر، والجوز، واللوز، والفستق، والكمُّون، والأنيسون، والكراويا، والزعتر، والمشمش المجفف، وقمر الدين، وعرق السوس، والزبيب، والسراس، والعنب، والبرتقال، والبطيخ، والسمن، وزيت الزيتون، والصابون، وماء الورد، وماء الزهر، ودبس العنب، ودبس الخروب، وسكر نبات، والدخان، وبذر التقاوي: البقلة والسبانخ والبرسيم والكزبرة.

وأمَّا التجار السوريون الذين يتجرون بالبضائع الشامية مال القبان فأشهرهم:

في الإسكندرية من حلب: جبيلي وقناعة وشركاهم، مصطفى حماض وأولاده، محمد بهاء الدين مكانسي، ولاية إخوان عبد الرحمن سمَّاقية، وفيها من دمشق: سمان إخوان، عبد الكريم مَدور، حبيب وإلياس زيات، ومن بيروت هِبري وعفرة.

وفي مصر القاهرة من دمشق الشام: الحاج عبد الله الكحال، والسيد بكري الرفَّا، وأحمد بك توكل، ورشيد المحايري وأولاده، وغيرهم.

وأمَّا التجار السوريون في مصر الذين يتجرون بالبضائع المحزومة الشامية فأشهرهم:

في الإسكندرية من الشام: محمد توفيق جبري وشركاه، وفي القاهرة من الشام: السيد محمد السيد نظام، سعيد ومحمد الحموي، عبد الغني سليم سليق، خليل التكريتي وأولاده، وفيها من حمص: محمد بك أبو النصر السيد، وحصني أبناء عمٍّ، وجميع من ذكرنا من التجار هم مسلمون إلَّا حصني أبناء عمِّ وحبيب وإلياس زيات فهم مسيحيون.

وقد جدَّ حديثنا بعض التجار المسيحيين الذين يتجرون «بالبقالة الشامية» كالزيت والزيتون واللبنة والبرغل والتين والجوز واللوز والفستق والمشمش وغيرها، وأشهرهم: الخواجات شهدان، وأمين متري، وخليل دياب، وإبراهيم صفير، وأديب شعيا، وغيرهم.

(٤) صادرات مصر

وأمَّا صادرات مصر إلى الشام والحجاز فأهمها: السكر، والفول، والعدس، والأرز الرشيدي، والحصر، وفي بعض السنين القمح والشعير.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤