الفصل الأول

نابليون عن نفسه

قال نابليون:

«قد كنت أنفق ساعات لعبي في العمل، ولقد طالما قضيت الليل أفكر فيما ألقي عليَّ من دروس النهار؛ ذلك بأن طبيعتي لم تكن تتحمل أن يكون غيري المبرَّز في فرقتي.»

«إني لأرجو والسيف في محملي وديوان هوميروس في جيبي أن أنحت سبيلي في هذه الحياة.»

ولما كان نابليون في مدرسة برين كان إخوانه في المدرسة يقللون من شأنه، فدعاه ذلك إلى أن دعا أحدهم للمبارزة معه، فلما علم ناظر المدرسة بذلك حبس نابليون في سجن المدرسة عقابًا له، فكتب نابليون إلى الناظر خطابًا لم يسعه بعده إلا أن أطلق سراحه. وهذا تعريب الخطاب:

«سيدي، لن أعمد إلى تهدئة ما في نفسي من سورة الغضب مهما كان في ذلك من الخطورة؛ لأني أعتقد من صميم قلبي أن داعيه شريف مقدس. إني لا أطيق أن أرى أبي المحترم يهان أمام عيني، ولو اعترضت المصلحة وقامت القوائم. وإني لأحس أن في الشكوى إلى الرؤساء من مثل ما رأيت ضعة وذلة، وأن الولد الجدير بالبنوة جدير أن يثأر لنفسه إذا أصابه مثل ذلك.»

«ما أكثر ذكرات الصبا عندي كلما خلا فؤادي من التفكر في الأمور السياسية أو فيما يصيبني من يد ساجني (السير هدسون لو) على هذه الصخرة. هنالك أفكر في حياة الإنسان، وهنالك تتمثل لي فكرتي الأولى في أنني كنت أعيش أسعد الناس إذا كان لي دخل قدره خمسمائة جنيه في العام أعيش بها عيشة والد بين زوجته وبنيه في منزلنا القديم في أجاكسيو.

إنك يا منتلون تعرف هذا المنزل وتذكر حسن موقعه، لقد طالما أفقدت بستانه الجميل أبهى ما كان فيه من عناقيد الكَرْم أيام تجري أنت ورفيقتك بولين في نواحيه تقطفان منه ما شاءت طفولتكما. ما أسعد هذه الأوقات! إن للوطن لسحرًا خالدًا تنمقه الذكرى بأزهى ما يستميل القلوب حتى إلى طيب ثراها، ذلك الثرى الذي نال من كل حاسة نصيبًا حتى ليكاد الإنسان وعينه مقفلة أن يعرف أين دبَّت قدمه من ذلك المكان في زمان الطفولة.

figure
نابليون يقدم سيفه إلى صاحبه ويوصيه أن يسلمه إلى ولده.

إني إلى اليوم أذكر وأنا جمُّ العاطفة كيف مشيت بجوار باولي ذلك الأمير العظيم حينما ساح في جزيرتنا، هنالك كنا خمسمائة من أبناء أرقى أهل الجزيرة في معيته، ولقد كنت أشعر بصلف إذ مشيت بجواره وكان يريني، كما يُرِي الوالد ولده، تلك المآزق التي جاهد فيها مواطنونا الكرماء في سبيل استقلال البلاد. أما والله إن أثرها ليزال يرن في صدري.»

وكتب إلى الأستاذ رينال، من خطاب في سنة ١٧٨٦:

«أراني من الكتَّاب وإن لم أعْدُ الثامنة عشرة من العمر تلك السن التي يجب على المرء فيها أن يتعلم. أَفَترى جرأتي هذه مستوجبة هزؤك؟ إذا كان العفو دليلًا على سمو الحجى فقد وجب أن يكون عفوك عظيمًا. إني باعث لك بالفصلين الأول والثاني من كتاب أردتُ إيداعه تاريخ كورسيكا، ومرسل إليك معهما محصل الباقي، فإن راقك ما أفعل استمررتُ، وإن نصحتَ لي بالوقوف انقطعتُ.»

وكتب إلى والدته في خطاب تاريخه ١٧٨٩:

«ليس لي منزع إلا العمل؛ لذلك فأنا لا أرتدي ثيابي إلا مرة في كل ثمانية أيام، وترينَنِي لا أنام منذ مرضت إلا قليلًا؛ أذهب إلى مخدعي في العاشرة من الليل وأفيق في الرابعة من الصباح. أما طعامي فأتناوله مرة في اليوم، وذلك في الساعة الثالثة، وقد وجدت ذلك مفيدًا لصحتي.»

وكتب إلى أخيه يوسف في ٣ يولية سنة ١٧٩٢:

«كلٌّ يعمل لنفسه ويودُّ أن يرقى في الناس بالمين والوشاية، ولقد رأيت الناس في هذه الأيام أمشى بالدسائس وأسعى فيها منهم فيما مضى. فليت شعري، أفلا يقضي هذا على الأماني والأمال! إني لاشفق على أولئك الذين يقتادهم سوء الحظ إلى أن يمثلوا في الوجود دورًا ما كان أغناهم عن تمثيله. لئن عاش المرء في هدوء تحفُّه محبة أهل بيته له — إذا كان له أيها الأخ أربعة آلاف من الفرنكات — لقد كان له من أمره رشد. كما أنه يقتضي للمرء أن يكون بين الخامسة والعشرين والأربعين من العمر لتقصر تخيلاته فلا تعود تُشقي فؤاده. إنى أعانقك وأوصيك بالاعتدال إذا أردت أن تعيش هانئًا.»

وقال نابليون في خطاب إلى أخيه يوسف:

«أراني في كل وقت من أوقاتي كما يكون الرجال ليلة موقعة عظيمة؛ وذلك لأني معتقد من صميم فؤادي أنه إذا طاح الموت بين الجموع يفصل بين الأمور ويقضي كان من الجنون أن يضطرب له القلب أو يهتم به الوجدان. خلقتُ ثبتًا أقابل المقدور بشجاعة، وسأظل كذلك إلا إذا بدِّل مني.»

«دعاني شبابي أيام رأست جيش فرنسا في إيطاليا أن أكون على جانب عظيم من التحفظ فيما يبدو من أخلاقي، وأن أرعى شرائط الآداب جد المراعاة. ولولا ذلك ما استطعت أن أبسط سلطتي على رجال أكبر مني سنًّا وأكثر تجربة. أجل، فقد اختططت لنفسي سيرة لو محَّصها متعمدٌ ما وجد في غضونها غبرة. لقد كنت في الخلق الرفيع مثالًا كما كان «كاتو» بين الرومانيين، ولا شك أن الناس كانوا يرون ذلك مني، كما أني كنت فوق ذلك كالفلاسفة والصالحين. كيف لا وأنا لا أستطيع أن أحتفظ برفعتي إلا إذا ظهرت في الجيش خيرًا من أي رجل فيه. لو أنني ملت مع النفس في ضعفها لأضعت سلطتي وفقدت سطوتي.»

وقال في خطاب إلى أخيه يوسف:

«أريد الوحدة والعزلة، فقد أنضاني المجد وأتعبني؛ غاض مَعِين الشعور وأصبح النصر لا طعم له. يالله! ما لي ولم أعْدُ التاسعة والعشرين قد بلغت النهاية …!»

وقال في خطاب إلى جوزفين:

«أقطع في اليوم عشرين أو خمسًا وعشرين مرحلة بين ركوب عربة وامتطاء جواد. أنام في الساعة الثامنة وأستيقظ للعمل في منتصف الليل.»

«أنا دائم الشغل كثيرَ التفكير، فإذا رأى الناس أنني مستعد على الدوام لتدبير ما تخلقه الظروف من عاجلات الأمور ولحل عارضات المسائل، فذلك لأني قبل أن أشرع في أي عمل من الأعمال أكون قد فكَّرتُ فيه وتدبرتُه وتبينتُ ما قد ينشأ عنه. فلا تحسبنَّ أنه الذكاء يملي عليَّ ما أقول وأفعل إذا حدث أمر لم يكن في الحسبان! كلا، بل هو التفكير والتدبير. إني دائم الاشتغال، أشتغل على المائدة وفي قاعة التمثيل وغيرها، وأفيق في الليل لكي أعمل عملًا.»

وقال وهو في جزيرة سَنت هيلانة:

«الجد والكد من عناصري، لقد عرفت حدًّا لعيني وساقي ولكني لم أستطع أن أعرف لمقدرتي على الشغل حدًّا.»

«قدرت ثم خلقت للعمل … لا لأمسك بفأس ولا معول.»

«لا أعرف حدًّا لما أستطيع إنجازه من الأعمال.»

«لقد ضاعفتُ من نفسي بنشاطي.»

«إني على الدوام في حالة واحدة. إنَّ من كان مثلي لا يتغير.»

«مثلي من الرجال لا يبطل جهده حتى يوارى في قبره.»

«لا أستطيع أن أكتب حسنًا لأن عقلي مشتغل بشيئين في حين واحد؛ أفكاري من جهة، وخطي من جهة أخرى. ولا تزال تستبق حتى تسبق، فإذا الخط من الآراء في مكان سحيق … لا يمكنني اليوم إلا أن أملي ما أريد فضلًا عن سهولة هذه الإملاء فإنها عندي كما يكون الحديث بيني وبين الناس.»

«إن حضور ذهني بعد منتصف الليل لحضورٌ تام، حتى لو أفقت من نومي بغتة لحادثة من الحوادث كنت كأنما لم أكن نائمًا، فلا العين يبدو عليها أثر الفتور ولا ذهني إذا أمليت نَمَّ عن أنني كنت قبل ذلك في سبات.»

«تذكَّر أن الكون قد خُلق في ستة أيام. اطلب مني ما تشتهي إلا الوقت؛ فإنه الأمر الوحيد الذي لا تصل إليه يدي.»

«إني أشعر باللانهاية في نفسي.»

«وهبني الله القوة والإرادة لتذليل كل عائق.»

«إنى لا أجهل طريقة صنع شيء مما أحتاج إليه، فإذا لم أجد من يصنع بارود المدفع صنعته بيدي.»

«بلغت المجد خطوة فخطوة.»

«طبيعي في نفسي أن أرأس وأقود.»

«جعلتني الفتوحات كما أنا، وهي وحدها التي تحفظ لي هذه المنزلة.»

«إن رأيي إذا أردت أمرًا أن أقصده، لا تعوقني عنه الاعتبارات، ولا تقصر من جهدي حياله.»

«لا تبلغ الغايات إلا بالعزم والمثابرة.»

«من الناس من يعزو جلائل النجاح الذي نلتُه إلى حسن حظي والتوفيق فقط، ولكنهم إذا ذكروا ما أصبت من الخذلان قالوا إنه لإغلاط اقترفتها! على أني إذا قدَّمت عن نفسي حسابًا علم الناس أنني في الحالين إنما كنت أعمل بقلبي وفؤادي طبقًا لمبادئ أعرفها.»

«إنه وإن كان البوربون والإنكليز يسلمون بأنني قد عملت بعض ما يسمى عملًا صالحًا، ولكنهم مع ذلك يعزونه إلى وساطة جوزفين! على أن جوزفين لم تكن تتداخل في الأمور السياسية.»

وقال في خطاب إلى مدام بورين:

«لا تحسبي أن المقام العالي الذي استبحته قد غيَّر من قلبي نحوك، فليست قيمتي بالعرش ولا المُلك، إنما قيمتي في نفسي.»

«أشفق أن أكون قد أتيت من الأمور من غير إرادتي ما لا يرتضيه العدل والإنصاف بسبب اضطراري إلى تصديق الحكاية لأول وهلة، من غير تحقُّق من صحتها ولا تثبُّت، وأخشى أنني لم أقضِ كثيرًا من ديون الشكر عليَّ للناس. ما أشقى رجلًا لا يستطيع أن يفعل كل ما يجب عليه!»

figure
خط نابليون.
وقال في خطاب إلى مدام بورين:

«ما أسعدك! إنه لا يطلب منكِ الظهور للناس في مشهد، أما أنا فمضطر إلى التجول بينهم في معية وبطانة، وهو أمر ثقيل على نفسي، ولكنه يحلو في عين الشعب وبه أرضيه.»

وقال في خطاب إلى أخيه الملك يوسف:

«إني ما عملت يومًا للحصول من الباريسيين على هتافهم ودعائهم؛ لاعتقادي أنني لست ملكًا من أهل التمثيل. وما أخذت يومًا بالعجلة والتهور في تنفيذ أمر من أموري؛ لاعتقادي أنه كان أمامي من الوقت ما يكفي للتأمل والتدبر. ولقد طالما قلت لمجلس حكومتي إن مشروعاتي لا تتم إلا في عشرين سنة، ولكني لم أظفر إلا بخمس عشرة فقط.»

«إذا سلَّمت اليوم بأمر طُلب مني غيره غدًا، ومثله بعد ذلك، حتى إذا التفتُّ لنفسي وجدتُ أن عملي إنما كان لأخدم به ملك بروسيا.»

«لقد تعودت استماع أنباء الخطوب حتى أصبحت لا أتأثر بالفادحة حين يُتلى عليَّ نبؤها، وكذلك دأبي؛ فإنه مهما يذكر لي من مصايبها ونوازلها لا أهتم له في حينه، فإذا انقضت بعد ذلك ساعة من الزمان فهنالك أشعر بوقعها.»

«لو أنني عدت للحكم مرة أخرى لفعلت كما كنت أفعل؛ أعني أنني كنت أنظر إلى الأمور في مجملها لا في تفاصيلها.»

«قد آن لي اليوم أن أمثِّل دور الملك بعد إذ مثَّلت دور الجندي زمانًا طويلًا.»

«إني وإن أكن أصبحت ملكًا لم أنسَ أنني وطني.»

وقال لجوزفين:

«أريد أن أعيش في هدوء؛ فإن لي اهتمامًا بكثير من الأمور غير الحروب، ولكن الواجب قد غشى كل شيء حتى لقد ضحيت براحة بالي ومصلحتي وسعادتي في حياتي كلها للقيام بهذا الواجب.»

«إن حربي التي شننتها على روسيا هي التي خذلتني، ولكن طريقتي في حكم السلطنة كانت صالحة في الجملة، وعندي أنني إذا عدت للملك ما تخيرت سواها.»

وقال في سنة ١٨١٣:

«إني لأموت تحت أنقاض عرشي ولا أسلِّم لهم بسلخ ممتلكات فرنسا منها فأُلطِّخ بذلك شرفي بين العالمين.»

«ما غلبني سوء طالعي بمثل ما غلبتني أنانية رفقائي في الجيش وقلة شكرانهم.»

«إني لأحسد أدنى فلاح في سلطنتي على نصيبه في هذه الحياة؛ فهو إذا بلغ سني يكون قد قام لوطنه بالواجب المفروض عليه ثم عاد إلى داره يستمتع بأنس زوجته وأولاده، أما أنا فملزم بالعودة إلى المعسكر لأكون ضمن من كُتب عليهم القتال إلى آخر نسمة! تلك حياتي، وذلك هو المقدور الغامض.»

وقال في خطاب إلى كولانكورت أيام كان منفيًّا في جزيرة ألبا:

«ليس التعود على حياةِ تقاعدٍ وهدوءِ بالٍ من الصعوبة بالمكان الذي يظنه الناس ما دام للإنسان من نفسه منزع إلى ما يجعل وقته نافعًا. إني أنفق أكثر أوقاتي في الدرس، وإذا خرجتُ متَّعت عيني مدة برؤية جنود معيتي الأبطال. هنا تظل أفكاري صافية هنية؛ لأنها لا تخلط على الدوام بتذكرات مؤلمة.»

وقال أيضًا بعد واقعة واترلو:

«سئمت الناس والأشياء على حد سواء، ولم يبقَ لي من شيء أريده إلا التمتع بالراحة، أما المستقبل فلا اكتراث لي به، وأما الحياة فإني أحمل عبأَها كما هي، لا أعلق نفسي منها بوهم براق ولا بخيال ساحر. إن بين جنبي من فرنسا تذكارات تكفيني لذة وألمًا فيما بقي من أيام حياتي، ولكن لا بد أن يرافقها على الدوام أسف قاتل وحسرة لا دواء لها بسبب ما أصابني في أيامي الأخيرة.»

«لقد لبست تاج فرنسا الإمبراطوري، ولبست تاج إيطاليا الحديدي، أما إنجلترا فقد ألبستني تاجًا أبهج منهما وأفخر — ذلك هو التاج الذي لبسه منجي العالم — تاجًا من الشوك! إن العسف والإهانة اللذين ألاقيهما من إنجلترا إنما يزيدان في مجدي، وأعتقد أن أبهى أسباب هذا المجد إنما هو اضطهاد إنجلترا لي.»

وقال وهو في سنت هيلانة:

«لا تخلو المصايب من دلائل المجد والبطولة؛ لقد كان ينقصني سوء الطالع في حياتي، فلو أنني مت على العرش يحوطني من القوة جو كثيف الأديم لبقيت سرًّا يستعصي على الناس فهمه، أما الآن فإن سوء طالعي كفيل أن يساعد الناس على إبداء رأيهم فيَّ من غير حجاب.»

«إن مثلي في أوربا مثل محمد في العرب؛ لقد وجدتُ كل شيء يدعو إلى تأسيس سلطنة. نعم، كانت أوربا تئنُّ من الفوضى التي انتشرت فيها، وكان الناس يودون أن تبطل هذه الفوضى، فإن لم أكن قد أتيت لها فربما جاء غيري، وربما انتهى الأمر يومئذ بفرنسا إلى امتلاك العالم جميعًا. وأكرر هنا القول بأن الرجل إنما هو رجل فقط؛ فلا عبرة بقوته إذا لم تساعده الظروف والعاطفة العامة. أتظن أن لوثير هو الذي أحدث عهد الإصلاح؟ كلا، بل هو الرأي العام كان ضد الباباوات. أَوَتظن أن هنري الثامن هو الذي خاصم الكنيسة في روما. كلا، بل هو الشعور العام؛ شعور أمته قد أراد هذا الانفصال.»

«ما جعلت يومًا للحياة عندي اهتمامًا كبيرًا. ما كنت لأحاول — ولم أحاول — أن أزحزح قدمي فرارًا من الموت.»

«لو أنني مت في موسكو لتركت من ورائي سمعة ليس لها مثيل في التاريخ، شهرة الفاتح العظيم. فليت رصاصة اخترقت كبدي فقضت على حياتي. هناك ولو أنني مت في بوريدين لمت ميتة الإسكندر، ولو قُتلت في واترلو لكان موتًا صالحًا، بل ربما كان موتي في دريسدن أصلح منه. كلا. بل أراه أصلح في واترلو. هنالك كنت أموت على شيئين: حبِّ أمتي لي وأسفِها عليَّ.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤