الفصل الخامس

القواميس والمعاجم

لم يكن في مصر قبل الحملة الفرنسية عارفون باللغات الغربية أو قواميس لها، علماء الحملة يُحضرون معهم بعض القواميس، أليوس بقطر يضع أول قاموس فرنسي عربي، الجماعات والمجلات الآسيوية وجهودها، قاموس الأب رفاييل، مطبعة بولاق تطبع بعض قواميس اللغات الثلاث، إبراهيم باشا يُشير على رفاعة بوضع قاموس فرنسي عربي، طريقة رفاعة في إلحاق بعض المعاجم لكتبه التي ترجمها، قاموس سريوس أفندي، تلاميذ رفاعة يقتدون به، جهود خريجي الألسن لوضع القواميس، مترجمو المهندسخانة ينهجون نهجَ رفاعة، جهود مدرسة الطب لترجمة القواميس الطبية الفرنسية، قاموس الشذور الذهبية، قاموس مستر «لين».

***

ذكرنا من قبل أن الصلات العلمية بين مصر والغرب كانت مقطوعةً مبتوتة طولَ العهد المملوكي العثماني، فلم يكن في مصر معهدٌ واحد تُدرس فيه أية لغة من اللغات الأوروبية، ولم يكن في مصر مَن له معرفة بإحدى هذه اللغات، أو يتحدث بها، غير أفراد الجاليات الأوروبية، وقد كانوا يعيشون في عزلة وفي أحياء خاصة بهم حيث تقوم متاجرهم ومساكنهم.

وقد كانت الحكومة منذ عصر المماليك حتى مجيء الحملة الفرنسية تحتفظ دائمًا بوظيفة تقليدية هي وظيفة «الترجمان»، وكانت «خدمته الوقوف في كل ديوان لأجل تعريف الكلام بكل لسان»،١ وقد ظلَّ هذا التقليد معمولًا به حتى أوائل عصر محمد علي، فتولَّى هذا المنصب بوغوص بك، ثم لُقِّب فيما بعد بناظر الخارجية، وتولَّى إدارة ديوان التجارة والأمور الخارجية، أو بمصطلح العصر التركي «أمور إفرنجية وتجارة مصرية ديواني».٢
فلما وفدت الحملة الفرنسية على مصر عانت ما عانت من مشكلة الترجمة،٣ واستعانت على حلِّها بطائفة من السوريين، وببعض من حضروا معها من المستشرقين، وقد كانت ترجمة هؤلاء اجتهادية غير دقيقة؛ فقد كانت تنقصهم القواميس التي تجمع بين مفردات اللغتين الفرنسية والعربية، وقد ذكر الجبرتي أنه رأى في مكتبة المعهد العلمي عند زيارته لها كتُبًا «مفردة لأنواع اللغات وتصاريفها، واشتقاقاتها بحيث يسهل عليهم نقْلُ ما يريدون من أيِّ لغة كانت إلى لغتهم في أقرب وقت».٤ ولكن هذا النص عام لم يفصِّل أنواع اللغات التي كانت تتناولها هذه القواميس، وهل كان من بينها ما يجمع بين اللغة العربية وأي لغة أوروبية أخرى؟
كذلك ذكر الأب لويس شيخو خطأ أن مطبعة الحملة طبعت — فيما طبعت في مصر — معجمًا فرنسيًّا عربيًّا.٥

وبدأت الحملة قبيل رحيلها تُعِد بعضَ الشبان الأقباط لتعلم اللغة الفرنسية، فلما عادت الحملة إلى فرنسا خرج معها بعضُ هؤلاء الشبان، وقد نبغ منهم بعد سنوات أليوس بقطر الذي وضع في فرنسا أول قاموس فرنسي عربي، وأشرف على طبعه في باريس سنة ١٨٢٩ بعد وفاته المستشرق كوسان دي برسيفال، وكانت حركة الاستعمار في أوروبا في ذلك الوقت نشيطة، والتنافس بين الدول الأوروبية على أتمِّه، وصحِب هذا التنافسَ تنافسٌ آخر لدراسة أحوال الشرق — مطمح الأنظار — ولغاته، وتاريخه، وجغرافيته، وعاداته، وأُنشئت في دول أوروبا المختلفة الجماعات والمجلات الآسيوية، ومدارس اللغات الشرقية، وأنتجت هذه الحركة نتاجًا وافرًا من دراسات قيمة، كان من بينها قواميس كثيرة تجمع بين اللغات الشرقية الثلاث — العربية والفارسية والتركية — وبين اللغات الأوروبية المختلفة.

فلما بدأت حركةُ الترجمة في عصر محمد علي حوالي سنة ١٨٢٠، وكانت متجهة في أول الأمر إلى النقل عن اللغة الإيطالية ظهرت الحاجة إلى قاموس يجمع بين مفردات اللغتين العربية والإيطالية، وكُلِّف بوضعه الأب روفائيل زاخور راهبة، فلما أُنشئت المطبعة في أواخر سنة ١٨٢١، كان ثاني أو ثالث كتاب طُبع بها هو قاموس إيطالياني وعربي «يتضمن بالاختصار كلَّ الألفاظ الجاري بها العادة، والألزم لتعليم الكلام، ولمفهومية (كذا) اللغتين على الصحيح، وقد يقسم إلى قسمين: القسم الأول في القاموس المرتب على حسب المعتاد، وبموجب ترتيب حروف الهجا، القسم الثاني: ويتضمن مجموع مختصر من أسماء وأفعال من الأشد إلزام وأكثر فايدة لدرس اللغتين».٦
وقد وضَّح المؤلف الأغراض التي دفعته إلى وضع هذا القاموس في مقدمته فقال: «… فقد اضطررت من قبل وظيفة التعليم، وسهولة درك معنى الألفاظ بهذه اللغة والتفهيم على التلامذة الدارسين، وعلى من ينتدب لترجمة الكتب من المتفقهين؛ لأني (كذا) أؤلف قاموسًا ترجمانًا وجيزًا، مقتطفًا عزيزًا، يشتمل على كل ما يحتاج الأمر إليه، وما كان المعول عليه، وذلك في اللغتين الإيطاليانية والعربية مما في الترجمة من الألفاظ الضرورية …»٧ وقد طُبع هذا القاموس في بولاق سنة ١٢٣٨ / ١٨٢١.
وقد كانت الترجمة في عصر محمد علي واسعة الآفاق، فشملت النقل عن كل اللغات — شرقية وغربية — ولهذا لم تلبث مطبعة بولاق أن أخرجت بعد خمس سنوات (١٢٤٢ / ١٨٢٦) قاموسًا فارسيًّا تركيًّا من وضع خيرت أفندي٨ سكرتير ديوان محمد علي (ديوان أفنديسي)، ثم قامت المطبعة على إخراج عدد من القواميس التركية والفارسية والعربية،٩ وكلها فيما عدا «تحفۀ خيرت» مما سبق وضعُها وطبعها في الآستانة.

ففي سنة ١٢٤٥ / ١٨٣٠ طُبع في بولاق «تحفۀ وهبي»، وهو قاموس فارسي تركي سبَق أن طُبع في الآستانة سنة ١٢١٣ / ١٧٩٨.

وبعد سنة واحدة (١٢٤٦ / ١٨٣١) طُبع موجز عن القاموس السابق بعنوان «نخبۀ وهبي» وأضيفت إليه الألفاظ العربية فأصبح قاموسًا تركيًّا عربيًّا.

وفي سنة ١٢٤٩ / ١٨٣٤ طُبع قاموس فارسي تركي صغير عنوانه «سبحۀ صبيان» وكان قد طُبع في الآستانة سنة ١٢١٧ / ١٨٠٢.

وفي سنة ١٢٥٠ / ١٨٣٥ طُبعت الترجمة التركية مع المتن العربي لقاموس الفيروزآبادي تحت عنوان «الأقيانوس البسيط في ترجمة القاموس المحيط»، وكان قد تُرجم وطبع في الآستانة سنة ١٨١٤–١٨١٧.

وفي سنة ١٢٥١ / ١٨٣٦ طبع «برهاني قاطعي» وهو قاموس فارسي تركي، وضع المتن الفارسي ابن خلف، وترجمه إلى التركية أحمد أمين أفندي، وكان قد طبع في الآستانة سنة ١٢١٤ / ١٧٩٩.

وفي سنة ١٢٥٣ / ١٨٣٨ طبع «الترجمان» وهو مجلد صغير به مفردات عربية وتركية.

وفي سنة ١٢٥٥، طبع «تحفۀ خيرت» وهو قاموس تركي عربي فارسي صغير تأليف خيرت أفندي وُضع لاستعمال تلاميذ المدارس.

هذه هي قواميس «اللغات الثلاث» كما كانت تسمَّى، وقد أدَّت مهمتها، فسهلت للقائمين بالترجمة عن إحدى هذه اللغات إلى الأخرى عملَهم.

وحوالي سنة ١٨٢٥ تحوَّل محمد علي بوجهه عن إيطاليا إلى فرنسا، فاستدعى إلى مصر الفرنسيين، وفي سنة ١٨٢٧ أُنشئت مدرسة الطب المصرية، وبدأت تتغلب على مشكلة اختلاف اللغات بالمترجمين وبترجمة الكتب الفرنسية إلى العربية، وفي سنة ١٨٢٦ أرسلت أكبر بعثة إلى فرنسا، وفي سنة ١٨٣٢ عاد معظمُ أعضاء هذه البعثة وبدءوا يشاركون في حركة الترجمة عن الفرنسية إلى العربية، وهنا ظهرت الحاجةُ الماسة إلى قاموس بل قواميس علمية مختلفة للغتين.

أحسَّ هذه الحاجة قبل غيره كبيرُ مترجمي العصر رفاعة رافع الطهطاوي، وأحسَّها وهو في فرنسا يتخصص في الترجمة، ويترجم في مختلف الفنون والعلوم، وأغلبُ ظني أنه لم يُوفَّق هناك إلا إلى قاموس بقطر؛ فقد ظهرتْ طبعتُه الأولى في باريس بعد وصوله بثلاث سنوات، وقبل عودته إلى مصر بسنتين، فلما عاد إلى وطنه وبدأ يراجع بعض الكتب التي ترجمها في باريس ويُعدُّها للطبع أحسَّ هذا النقص مرة ثانية، وأحسَّ به إحساسًا قويًّا، وعبَّر عن شعوره هذا في أول كتاب طُبع له وهو كتاب المعادن النافعة، الذي طُبع في بولاق بُعيد عودته في سنة ١٢٤٨؛ فقد قال في مقدمته: «وقد فسرتُ مفرداتِه على حسب ما ظهر لي بالفحص التام وما تعاصى منها حفظت لفظَه، ورسمته كما يمكن كتابتُه به، وربما أدخلت بعض تفسيرات لطيفة. والعذر لي إذا زلَّ قدمُ ترجمتي في بعض التفاسير؛ لأن اللغة الفرنساوية لم يفضَّ ختامها إلى الآن بقاموس شافٍ مترجم.»١٠ ويبدو أن رفاعة كان قد عبَّر عن شعوره هذا لإبراهيم باشا عند مقابلته له أول وصوله إلى الإسكندرية، فبادر إبراهيم باشا وكلَّفه بوضع هذا القاموس؛ فقد أشار رفاعة في هامش الكتاب السالف أمام الجملة السابقة إلى هذا الأمر، فقال: «وقد أمرني سعادة ولي النعم أفندينا إبراهيم باشا بترجمة قاموس، وعيَّن لي حضرة عثمان بك (يقصد عثمان باشا نور الدين) قاموس أكاديمة، ولكن عاقني عنه عوايق، منها أشغال أبي زعبل، ومنها أنه يحتاج إلى وضع المترجم في كتب خانة، ويحتاج أيضًا إلى أن يكون معي مساعد فرنساوي، بل هذا الشغل هو شغل نحو عشرة أنفار حتى يكون مستوفيًا ومستوعبًا للألفاظ الاصطلاحية.»١١
أمام هذه العقبات لم تُنفَّذ الفكرة، ولكنها ظلت تشغل تفكيرَ رفاعة، فلما قدم كتابه الثاني «قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر» إلى المطبعة في السنة التالية (١٢٤٩) بدأ يحتال على تنفيذ الفكرة، ورأى أن يضع للكتاب في أوله قاموسًا صغيرًا لشرح ما ورد به من ألفاظ غريبة، ودعا غيرَه من المترجمين أن ينهجوا نهجَه، فيُلحق كلٌّ منهم بكل كتاب يترجمه قاموسًا شبيهًا بقاموسه، حتى إذا مضى بعض الوقت كان لمصر من جهودهم قاموس علمي كبير «مشتمل على سائر غريب الألفاظ المستحدثة التي ليس لها مرادفٌ أو مقابل في لغة العرب أو الترك»، وهذا نصُّ تقدمتِه للقاموس وشرحه للفكرة، قال: «شرح الكلمات الغريبة التي توجد في كتاب قلائد المفاخر، مرتَّبة على حروف المعجم، مضبوطة حسب الإمكان، ومفسرة على الوجه الأتم، سواء كانت أسماء بلدان أو أشخاص، أو أشياء، ولما كانت هذه الألفاظ في الأغلب أعجمية، فلم تُرتب إلى الآن في كتب اللغة العربية، وكان يتوقف فهمُ هذا الكتاب عليها عرَّبناها بأسهل ما يمكن التلفظُ به فيها على وجه التقريب، حتى إنه يمكن أن تصير على مرِّ الأيام دخيلة في لغتنا، كغيرها من الألفاظ المعربة عن الفارسية واليونانية، ولو صنع المترجمون نظير ذلك في كل كتاب ترجم في دولة أفندينا ولي النعم الأكرم، لانتهى الأمرُ بالتقاط سائر الألفاظ المرتبة على حروف الهجا، ونظمها في قاموس مشتمل على سائر الألفاظ المستحدثة التي ليس لها مرادفٌ أو مقابل في لغة العرب أو الترك؛ فإن هذا مما يفيد التسهيل على الطلاب، وبه تحصل الإعانة على فهْم كلِّ علم أو كتاب.»١٢
وقد كانت طريقةُ رفاعة في هذا القاموس أن يكتب اللفظ بحروف عربية مراعيًا طريقةَ نُطقه باللغة الفرنسية، ثم ينص على كيفية نطْق هذا اللفظ بالطريقة الأزهرية القديمة، ثم يشرح معنى اللفظ بجملة أو جمل تكثر أو تقل حسب الظروف. وفيما يلي أمثلة من هذا القاموس:
  • (١)
    «أبريزيلة = بسكون الموحدة، وكسر الراء بعدها مثناة تحتية، فزاي مكسورة، فلام، فتاء تأنيث، ويقال أيضًا «أبرزيلة» و«أبرزيل» بفتح الراء = اسم لسلطنة كبيرة في القطر الشرقي من أمريكة الجنوبية، محكومة بعيلة (كذا) من بلاد «البرتوغال»، وحاكمها يلقَّب «إمبراطور» يعني سلطانًا، أو قيصرًا، وأهلُها المتأصلون بها غير الإفرنج أكثرهم قبائل أرباب شرور وجبر وتوحُّش عظيم، حتى إن منهم من يأكل لحم الآدميين، خصوصًا لحم العدو الذي يقبضون عليه في الحرب».١٣
  • (٢)
    «إسقيمو = بكسر الهمزة، وسكون السين، بعدها قاف مكسورة، فياء ساكنة، فميم مضمومة بعدها واو، وربما زِيد فيها شين معجمة ثقيلة «إسقيموش» = قبائل بشمال أمريكا همل مثل أهل «لابونيا» والسويد، ولهم توحش عظيم.»١٤
  • (٣)
    «أوبرا، أوبرة = بضم الهمزة، وكسر الباء الفارسية التي تقرأ بين الفاء والباء، فراء مفتوحة، هي أعلى سبكتاكلات، فرنسا (راجع سبكيتاكل)، وتطلق على نوع مخصوص من الأشعار١٥ … إلخ.»
وفي نفس الوقت الذي كان يُفكِّر فيه رفاعة في وضع قاموس، ثم يحتال على وضْعه هذا الاحتيال، كان موظف آخر اسمه «سريوس أفندي» قد تقدَّم إلى محمد علي بقاموس شامل للغات الخمس (ولعله يقصد اللغات الثلاث الشرقية واللغتين الأوروبيتين الشائعتي الاستعمال الفرنسية والإيطالية)، ووافق محمد علي على طبعه؛ فقد قرر مجلس الجهادية في ٢٥ رجب سنة ١٢٤٧ / ١٨٣٢ «بناءً على التماس سريوس أفندي المترجم طبع الكتاب المشتمل على اصطلاحات اللغات الخمس السابق صدور أمر سعادة أفندينا ولي النعم بطبعه بعد ترجمته وإصلاحه، بشرط أن يقوم المترجم بمباشرة طبعه، وأن يذهب بذاته لمراجعة تصحيحه بالمطبعة، ويكون بمعيته رجلٌ خبير باللغات الثلاث».١٦

وقد رجعتُ إلى جميع القوائم التي أحصت الكتب المطبوعة في بولاق في عصر محمد علي فلم أجد بها إشارة إلى هذا القاموس، كذلك راجعتُ فهارس دور الكتب التي أفدت منها فلم أجد له فيها ذكرًا، فعله لم يُطبع.

أما رفاعة فلم ينسَ مشروعه، بل حافظ على تنفيذه في معظم الكتب التي ترجمها وطُبعت بعد ذلك؛ ففي سنة ١٢٤٩ طبع كتاب «مبادئ الهندسة»، وفي أوله «معجم يتضمن بيان بعض كلمات هندسية، وتفسير ألفاظ اصطلاحية، ينتفع به الطلاب، وتكمل به فائدةُ الكتاب».

وفي سنة ١٢٥٠ طبع كتاب «التعريبات الشافية لمريد الجغرافيا»، وفي نهايته «جدول الألفاظ الاصطلاحية المستعملة في الجغرافيا بأنواعها، مرتبًا على حروف المعجم لتسهيل هذا الفن على الطالب».

فلما أُنشئت مدرسة الألسن، وبدأ تلاميذُها وخريجوها يترجمون، أخذهم أستاذُهم رفاعة بطريقته، فظهرت معظمُ كتبهم وفي آخرها ملاحقُ مرتبة ترتيبًا أبجديًّا لشرح الأعلام والألفاظ الاصطلاحية الواردة في تلك الكتب؛ فهذا خليفة أفندي محمود قد ألحق بكتابه «إتحاف الملوك الألبا بتقدم الجمعيات في بلاد أوروبا» جدولًا «لشرح الكلمات الغريبة» في ٤٧ صفحة.

وهذا حسن أفندي قاسم قد خصص ٢١ صفحة من كتابه «تاريخ ملوك فرنسا» لذكْر «معجم البلدان والأماكن الخفية في هذا الكتاب التي تحتاج للذكر، وأما الأماكن الشهيرة فتطلب من كتب الجغرافيا»، وقد قلَّد فيه أستاذه رفاعة تقليدًا صادقًا، وهذه أمثلة من معجمه:
  • (١)
    «إكسيلاشبيل» بكسر الهمزة، وسكون الكاف، وفتح الشين المعجمة = مدينة ببلاد الألمان في دوقية «باسرين».١٧
  • (٢)
    «كسل»، بفتح الكاف، وتشديد السين المهملة = مدينة في فرانسا بفنلدرة بمديرية الشمال.١٧
  • (٣)
    «لنبرديا» بضم اللام، وسكون النون، وكسر الموحدة التحتية، وسكون الراء وكسر الدال المهملة = اسم لجميع أجزاء إيطاليا من ابتداء ثغور طوسكانة إلى نهاية السويسة (يقصد سويسرا).١٧

وقد بدأ قاسم أفندي يُجدِّد في الطريقة، فقصر المعجم السابق على أسماء البلدان، ثم ألحقه بمعجم آخر لأسماء الأعلام، أو «معجم الرجال الموجودين في هذا الكتاب» على حد تعبيره.

غير أننا نأخذ على هذه المعاجم أو القواميس الصغيرة كلِّها أنها أهملت ذكْرَ الألفاظ والمصطلحات بالحروف اللاتينية إلى جانب الحروف العربية، ولو أن المترجمين فعلوا هذا لأعفوا أنفسهم من الإطالة في ذكْر طريقة النطق بالأسلوب القديم.

وقد كان لتلاميذ الألسن وخريجيها جهودٌ في حركة وضع القواميس، فصنَّف خليفة أفندي في سنة ١٢٦٤ قاموسًا للغات الثلاث: العربية والتركية والفارسية، ونشرت الوقائع المصرية في العدد ١٢٢ بتاريخ ٩ شعبان ١٢٦٤ «أن اليوزباشي محمود خليفة أفندي المتخرِّج من مدرسة الألسن بالأزبكية قد ألَّف رسالةً تشتمل على مفردات اللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية، فصدر الأمرُ بطبع ما يلزم منها على نفقة الميري، وإعطاء الأفندي المومى إليه ربحها ليحصل بذلك على السرور، وينال الحظ الموفور».

وذكر صالح مجدي في ختام رسالته عن رفاعة «حلية الزمن» ثبْتًا بأسماء تلاميذه؛ فقال إن من بينهم «مصطفى بك السراج، وقد شرع في عمل قاموس فرنسي عربي لم يُتمَّه».

وقد امتدَّ أثرُ رفاعة وتلاميذه في هذا الميدان إلى المدارس الأخرى؛ ففي مدرسة المهندسخانة اتبع بعضُ أساتذتها الطريقةَ السابقة، فألحق أحمد أفندي فايد مثلًا بكتابه «الأقوال المرضية في علم بنية الكرة الأرضية» نبذة في ٣٨ صفحة «تشتمل على بيان ألفاظ هذا الفن الاصطلاحية»، ولما خرَّجت الألسنُ دُفعاتِها الأولى عُيِّن منها اثنان؛ هما أبو السعود وصالح مجدي في مدرسة المهندسخانة، وعهد إليهما بتدريس اللغة الفرنسية وترجمة ما يُلقى من دروس «ووضع قاموس أزمعت المدرسةُ وضْعَه في العلوم الرياضية».١٨

أما مدارس الطب، فقد قام بالترجمة فيها أول إنشائها طائفةُ السوريين، وقد بذلوا في عملهم جهدًا اجتهاديًّا، فلما عاد أعضاءُ البعثات من الأطباء المصريين، وبدءوا يشاركون في حركة الترجمة، كانت مهمَّتُهم أسهلَ من مهمة أسلافهم السوريين؛ وذلك لأنهم كانوا — إلى إتقانهم اللغتين العربية والفرنسية — على علمٍ بالعلوم الطبية ومصطلحاتها.

ولكنهم مع هذا كانوا في حاجة إلى قاموس طبي، ولم يتبع طريقةَ رفاعة في مدرسة الطب إلا الدكتور «برون» في كتابه «الجواهر السنية في الأعمال الكيماوية»؛ فقد ألحقه بذيل في ١١٩ صفحة «لشرح الآلات الواردة في الكتاب»، ورتَّب هذا الذيل على حروف المعجم الشيخ التونسي مصحح الكتاب، وقدَّم له بقوله: «وبعد، فلما منَّ الله سبحانه وتعالى بإتمام كتاب الكيميا للماهر في جميع الفنون، ناظر مدرسة الطب البشري الشهير «برون»، وكانت فيه أعمال جمَّة، تحتاج إلى آلات معرفتها مهمة، وكان لم يذكر في الكتاب منها إلا القليل، فقصد أن يجمع جميع الأشكال، ويجعلها كالذيل ليكون بها الإتمام، ولأجل أن تكون كلها مجموعةً في ورقات قيلة، لتسهل مراجعتُها في المهمات الجليلة، فجمعها في هذه الورقات، ووضَّحها أتمَّ توضيح كما هو المقصود للمراجعات، وأمرني أن أُرتبها على حروف المعجم لتكون في المراجعة أسهل وأقوم، فامتثلت أمرَه لما فيه من الفوائد … إلخ.» ومن الآلات التي شرحت في هذا المعجم: الأنبوبة، والأنبيق، والبوتقة، والجفنة، وجهاز تعيين الوزن النوعي للهواء والغازات ودورق ولف، والمخبار، والمرشح … إلخ. وكلها ألفاظ واصطلاحات لهؤلاء الطلائع الفضلُ في كشفها أو صياغتها فإننا لا نزال نستعملها حتى الآن في كتُبنا الكيمائية.

غير أنَّ كثرة الكتب الطبية التي تُرجمت كانت تتطلَّب إيجاد أو ترجمة قاموس طبي، وقد بدأت المدرسة بترجمة قاموس صغير١٩ في هذا الموضوع من تأليف «نايستن Nysten»٢٠ ولكنه لم يفِ بالغرض، فأحضر كلوت بك من فرنسا «قاموس القواميس الطبية Dictionnaire des Dictionnaires de Médecine» تأليف «فابر Fabre» وهو في ٨ أجزاء، ويشتمل على جميع الاصطلاحات العلمية والفنية في الطب والنبات والحيوان والعلوم الأخرى المختلفة المتصلة بالعلوم الطبية.
وتعاونت مدرسة الطب بكل هيئاتها على ترجمة هذا القاموس إلى اللغة العربية، «ففرَّقه ناظر المدرسة إذ ذاك (وهو الدكتور برون) على مهرة معلِّميها، وهم: حضرة إبراهيم أفندي النبراوي معلم الجراحة الكبرى، وحضرة محمد علي أفندي معلم الجراحة الصغرى، وحضرة محمد شافعي أفندي معلم الأمراض الباطنية، وحضرة محمد أفندي الشباسي معلم التشريح الخاص، وحضرة عيسوي أفندي النحراوي معلم التشريح العام، وحضرة العلامة السيد أحمد أفندي الرشيدي معلم الطبيعة، وسعادة حسين أفندي غانم الرشيدي معلِّم الأقراباذين والمادة الطبية، وحضرة مصطفى أفندي السبكي معلِّم أمراض العين، وحضرة حسنين علي أفندي معلِّم النباتات في ذلك الحين، فترجم كلٌّ منهم الجزء الذي أُعطيه، واجتهد في توقيع لفظه على المعنى حتى شكرت مساعيَه».٢١
ولم يكتفِ الدكتور «برون» بهذا، بل أراد أن يكون القاموس الجديد جامعًا أيضًا للألفاظ والمصطلحات الطبية القديمة، فأتى بالقاموس المحيط ووزَّعه على أفراد هذه الهيئة، وأشرك معهم مصححي المدرسة الشيخ محمد عمر التونسي، والشيخ سالم عوض القنياتي، والشيخ علي العدوي، وأمر كلًّا منهم أن يراجع الجزء الذي بيده، وينتقي منه «كلَّ لفظ دلَّ على مرض أو عرض، وكل اسم نبات أو معدن أو حيوان»، ولم يقنع «برون» بهذا أيضًا، يقول الشيخ التونسي: «ثم خصَّني الناظر المذكور باستخراج ما في القانون من التعاريف، وما في تذكرة داود من كل معنى لطيف، وزدتُ على ذلك ما في فقه اللغة، ومختصر الصحاح، وما في الهروي من التعاريف الصحاح، وضممتُ لذلك أسماء الأطباء المشهورين، وأسماء عقاقير كنت رأيتها في بلاد السوادين.»٢٢
فلما تمَّت هذه الجهود جميعًا، عُهد بهذا القاموس الجديد إلى الشيخ التونسي، فرتَّب الألفاظ والمصطلحات على حروف المعجم، وراجعه مراجعة دقيقة، ولم يألُ جهدًا — كما قال — «في تصحيح كلماته، وتهذيب عباراته»،٢٢ فلما انتهى من هذا كلِّه قابلَه معه وكيلُ مدرسة الطب الدكتور محمد شافعي أفندي، وسمَّاه التونسي في النهاية «الشذور الذهبية في المصطلحات الطبية»، ولم يقصره على الألفاظ العربية، بل ضمَّنه «أسماء لاتينية، وأخرى فرنساوية، وأخرى فارسية، سواء استعملتْها العرب أو كانت محدثة ودخلت في الألفاظ الطبية لأدنى سبب».٢٢
ولم يكد التونسي ينتهي من إعداد قاموسه حتى كان محمد علي باشا قد لبَّى نداء ربه، وأخذت الحياةُ العلمية في عهد عباس الأول تركد ويخمد نشاطُها، وخشيَ كلوت بك أن يضيع القاموس فاصطحبه معه إلى باريس وفي التاسع من سبتمبر سنة ١٨٥١ قدَّمه هدية للمكتبة الأهلية Bibliothèque Nationale٢٣ هناك.

وفي مفتتح القرن العشرين فكَّرت مصر ثانية في هذا القاموس، وأُحضرتْ له نسختان شمسيتان أُودعتَا في دار الكتب الملكية في القاهرة، وفي حدود سنة ١٩١٠ بدأت نظارةُ المعارف تفكِّر في طبعه، وعهدت بالأمر إلى الدكتور أحمد عيسى بك، فنشر منه مائة صفحة فقط، انتهى فيها إلى لفظ «أزدران»، أي أنه لم يستوفِ حرف الألف، ولم يقف جهدُ الدكتور عيسى بك عند نشْر النص العربي كما تركه التونسي، بل أعاد ترجمةَ كلِّ لفظ من ألفاظ القاموس إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ونشره جامعًا لهذه اللغات الثلاث، وطُبع هذا الجزء على نفقة دار الكتب الخديوية، في مطبعة المقتطف بالقاهرة سنة ١٣٣٢ / ١٩١٤، غير أنه وقَف عند هذا الحد ولم يتمَّ طبْعُ بقية القاموس، فظلَّ حتى الآن منسيًّا في دار الكتب ينتظر مَن يُعنَى بنشره وإحيائه.

وفي نفس الوقت الذي كان التونسي يُعدُّ فيه قاموس «الشذور الذهبية» فكَّر الدكتور «برون» في طبْع القاموس المحيط للفيروزآبادي في مصر، وقد أشار إلى مشروعه هذا كثيرًا في رسائله إلى صديقه «جول مول»؛ ففي خطابه إليه المؤرخ ١٤ يناير سنة ١٨٤٥ قال «وتكون مخطئًا إذا حسبت أن القاموس يوجد عند العلماء، فليس هناك في القاهرة ولا في مصر كلها عشرة علماء يملكون هذا القاموس، بل ليس هناك عشرة علماء يعرفون كيف يُستعمل القاموس.» وختم خطابه بجملة فيها تهكُّم مرير، قال: «فلنعطِ إذن قاموسًا للعلماء Donnons done un dictionnaire aux Ulémas٢٤
وقد ذكر لصديقه في خطابات أخرى أنه أعدَّ للأمر عدَّته؛ فأحضر نُسخًا كثيرة مخطوطة كما أحضر نسخة القاموس المطبوعة في كلكتا سنة ١٢٣٠–١٢٣٢، وأنه اتفق مع الشيخ التونسي على مراجعة النُّسَخ ومقابلتها أثناء الطبع، وأنه طلب من الباشا أن يأذن له بطبعه٢٥ في مطبعة بولاق، غير أنني رجعتُ لأقدِّم نسخة من القاموس طُبعت في بولاق، فوجدت أنها نُشرت في جزأين بإشراف وتصحيح الشيخَين محمد قطة العدوي ونصر الهوريني، وذلك في سنة ١٢٧٢ / ١٨٥٦٢٦ بأمر محمد سعيد باشا، ولم أجد في المراجع التي أفدتُ منها ما يُبيِّن الأسباب التي عاقت «برون» والتونسي عن تنفيذ مشروعهما، وجعلت تنفيذه على يد الشيخ نصر الهوريني.
وأخيرًا لا ننسى أن نذكر أنه بينما كانت هذه المحاولات تتخذ طريقَها لوضع أو لترجمة أو لنشر القواميس، كان هناك شيخان، أحدهما إنجليزي، والثاني مصري أزهري، يجتمعان كلَّ ليلة — لمدة سبع سنوات — في منزل متواضع بحارة الروم بالقاهرة وبين أيديهما نسختان من القاموس المحيط، ونُسَخ كثيرة من قواميس اللغة العربية المختلفة، فيقرآن ويراجعان، ويتفهمان ويصححان، فإذا مضى الهزيع الأول من الليل عاد الشيخ الأزهري إلى داره، وعكف الشيخ الإنجليزي على ترجمة ما قرأ في ليلته إلى اللغة الإنجليزية، فلما أتمَّ تسعة أعشار القاموس عاد إلى وطنه، وظلَّ صديقُه الأزهري يُوافيه بالعشر الباقي بعد مراجعته، وهناك أتمَّ ترجمة القاموس، وطُبع بنصَّيه العربي والإنجليزي الطبعة الأولى في لندن سنة ١٨٦٣ تحت عنوان «مد القاموس عربي إنكليزي Arabic English Lexicon».
أما الشيخ الإنجليزي فهو المستشرق المعروف «مستر لين M. Lane» وأما الشيخ الأزهري فهو الشيخ إبراهيم عبد الغفار الدسوقي الذي يقول بعد أن قصَّ قصة علاقته بصديقه: «وقد وردتْ أجزاءٌ من الكتاب المترجم إلى بعض الذوات بمصر، مطبوعة باللغة العربية والإنكليزية باسم هذا الرجل، مرسومًا فيها صورتي، والثناء على ما كان من مروءتي.»٢٧
١  شفيق غربال، تقرير حسين أفندي، ص١٣ و٥٦.
٢  Deny, Sommaire des Archives Turques, etc. pp. 105, 125, 290, 332, 333.
٣  انظر كتابنا «تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية»، دار الفكر العربي، ١٩٥٠.
٤  عجائب الآثار، ج٣، ص٣٦، وقد كانت المطابع الأوروبية قد أخرجت في أواخر القرن ١٨ بعض القواميس التي تضمُّ اللغة العربية للغات الأوروبية، انظر مثلًا القاموس الإسباني اللاتيني العربي الذي طبع في مدريد سنة ١٧٨٧. Francisco Canes: Dictionario Espanol Latio-Arabigo, Madrid, 1787.
٥  الآداب العربية في القرن ١٩، ج١، ص٣.
٦  انظر مقدمة القاموس.
٧  انظر مقدمة القاموس، وعنوانه الكامل بالإيطالية كما يلي: Dizionario italiano e arabo, che contiene in succinto tutti i vocaboli che sono più in uso e più necessari per imparar a parlare le due lingue corretamente.
٨  خيرت أفندي هو صاحب كتاب رياض الأدباء وحياض الكتبا، انظر تفصيلات أكثر عنه وعن مؤلفاته في: Deny, Op. Cit., pp. 3-4.
٩  Journal Asiatique, 4e, serie, 2, 1843, pp. 24–61.
١٠  المعادن النافعة، ص٣.
١١  المعادن النافعة، ص٣.
١٢  قلائد المفاخر، ص٢.
١٣  قلائد المفاخر، ص٢.
١٤  المرجع السابق، ص٤.
١٥  المرجع السابق، ص٨.
١٦  الوقائع المصرية، العدد ٣٤٨، في رمضان ١٢٤٧.
١٧  تاريخ ملوك فرنسا، ص٣ و١٣ و١٥ من المعجم.
١٨  عابدين، دفتر ١٠ (مدارس عربي) ص٩٩٤، رقم ١٩٥، إلى مدرسة الألسن في غاية جمادى الثانية ١٢٦١.
١٩  Dunne, Printing and Translations, etc, p. 343.
٢٠  ترجم هذا القاموس إلى اللغة التركية في عهد السلطان عبد العزيز تحت عنوان: لغات طبية أثر جمعية طبية عثمانية، وطبع في الآستانة سنة ١٢٩٠ في ٦٤٠ صفحة.
٢١  الشذور الذهبية في المصطلحات الطبية، ص«ﺟ» من المقدمة.
٢٢  الشذور الذهبية، ص«ﺟ–ﻫ».
٢٣  Dunne; Op. Cit. p. 344. وقد عاب في مقاله على عميد كلية الطب (كان العميد وقتَ كتابة المقال هو علي باشا إبراهيم)، عدمَ معرفته بهذا القاموس حتى ذكره له، وذكر أيضًا أن الدكتور محمد بك شرف لم يحاول عند وضع قاموسه الطبي الجديد أن يُفيد من قاموس التونسي، ونسيَ مستر «دن» أنه أولى بالنقد لعدم معرفته بمشروع طبْع هذا القاموس، وبما بذل الدكتور عيسى بك من جهد في هذا السبيل، هذا وقد أخبرني عيسى بك مرة أن وزارة المعارف كانت قد كلَّفتْه بطبع القاموس بالاشتراك مع الدكتور فارس نمر باشا، ولأمرٍ ما تقاعس نمر باشا عن الاشتراك؛ ولهذا لم يكمل الدكتور عيسى بك نشر الباقي، ثم أخبرني أنه يُعِدُّ الآن قاموسًا طبيًّا أضخم وأوفى من الشذور الذهبية، وأنه سيُظهره قريبًا.
٢٤  Artin Pacha, Lettres du Dr. Perron. pp. 29, 90–62.
٢٥  Enc. ls1. Art. Tunisi وانظر: Jomard في مقدمته لكتاب Voyage au Darfour p. 10.
٢٦  انظر الطبعة الأولى من القاموس، ج١، ص٦٨٠، ج٢، ص٦٨٥، وقد طُبع طبعات أخرى في مصر في ١٢٨٩ و١٣١٩، انظر معجم سركيس، ثم انظر عن هذا الموضوع مقالَنا السابق الذكر: دكتور برون والشيخان الطنطاوي والتونسي.
٢٧  كتب الدسوقي قصة علاقته بمستر لين بنفسه، ونقلها عنه علي مبارك، الخطط ج١١، ص٩–١٣، انظر أيضًا أحمد أمين، الثقافة، العددان ١٢٦ و١٢٧، وثم انظر مقدمة قاموس لين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤