جَرَتْ سُنَّة الله في خَلْقه بأن يحيى عالَم المادة بالشمس وهي تجري لمستقرٍّ
لها.
وكذلك جَرَتْ سُنَّتُه بأن يحيى عالَم النفس الإنساني بالنبوة.
فإن شِئْتَ تفسير ذلك فانظر إلى التاريخ ترَ أَنَّ في أوائل القرن السابع للميلاد
كان
العالَم شَرْقه وغَرْبه قد استحالَ كَوْنُه إلى الفساد والفوضى، فحضارته تتحطم بالترف
والرخاوة، وسياسته تتحكم بالغلول والأثرة، وأخلاقه تتفكك بالسرف والشهوة، وعقائد تتنزى
بالجدل والتعصب، ودماؤه تُهْدَر بيد الظالمين، لغير غَرَضٍ سامٍ ولا مبدأ مُقَدَّس، وكانت
شعوبه منذ زمن طويل قد فَقَدَتْ مُثُلَها العليا، فهي تعيش عيش الهمل السوائم.
ولادته ﷺ
إن الباحث في تاريخ ولادة النبي الأكرم
ﷺ يُصَادِف في بحثه على إشكالين:
- الأول: عدم ضبط العرب تاريخهم بالكتابة؛ لأنها كانت حديثة العهد في عهده صلى
الله عليه وسلم.
- الثاني: الجهل بحساب السنين المستَعْمَل عند عرب الجاهلية، وهل كانت
سَنَتُهُم شمسية أم قمرية كي يتحقق حدوث ولادته ﷺ في
ربيع الأول، بل كانت أسماء الشهور قبل الإسلام غير أسمائها بعد
الإسلام.
رجَّح كوسين دي برسفال
Caussin de perceval٣ كَوْن حساب السنين عندهم قمرية، واستند في ذلك على قول «البيروني»
٤ وعلى أقوال بعض المؤرخين المسلمين أن العرب كانوا يكبسون شهرًا بعد كل ثلاث
سنين منعًا لحدوث المخالَفة بين أَشْهُرِهِم وفصول السنة الشمسية، فصارت سنَتُهُم قمرية
وشمسية معًا، ولا سند لنا في تاريخ ولادة النبي
ﷺ إلا قول الثقات من
علماء المسلمين من السنة والشيعة، اتفق أكثر علماء الإسلام المتقدمين من المحدثين
والفقهاء والمؤرخين على أن ولادته حدثت في ربيع الأول، ولكن اختلفوا في اليوم الذي ولد
فيه
ﷺ، ذهب أكثر علماء الشيعة أنه ولد في ١٧ ربيع الأول عام
الفيل.
قال الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان
٥ في كتاب «حدائق الرياض» في التواريخ الشرعية: إن ولادته كانت في السابع عشر
من ربيع الأول، وفي كتاب «الإقبال» لابن طاوس العلوي: إن الذين أدركناهم من العلماء
عملهم على أن ولادته
ﷺ كان يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الأول عام
الفيل، ويقول صاحب كتاب «بحار الأنوار»
٦: المشهور عند الشيعة الإمامية إلا من شذ منهم أن ولادته في السابع عشر بعد
مضي اثنتين وأربعين سنة من ملك كسرى أنوشروان، ويؤيده ما ورد من قوله (صلى الله عليه
وسلم): ولدُت في زمن الملك العادل أنوشروان، وخالفهم من الشيعة صاحب كتاب «الكافي»
٧ وقال: إنه
ﷺ ولد لاثنتي عشر ليلة مضت من شهر ربيع الأول
في عام الفيل.
ويقول الحافظ أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي المتوفى سنة ٦٧٦ﻫ في كتابه «تهذيب
الأسماء واللغات»: أن الصحيح المشهور أن النبي ﷺ ولد عام الفيل.
ونقل إبراهيم بن المنذر الخزامي شيخ البخاري وخليفة ابن الخياط، والآخرون الإجماع عليه،
واتفقوا على أنه ولد يوم الإثنين من شهر ربيع الأول، واختلفوا هل هو اليوم الثاني أم
الثامن أم العاشر أم الثاني عشر؟ فهذه أربعة أقوال مشهورة.
واتخذ الأستاذ محمود باشا الفلكي المصري
٨ سبيلًا يوثق بصحته في تعيين تاريخ ولادته، وهو في بحثه عن كشف نوع التاريخ
المستعمل عند العرب، وأنه هل كانت سنتهم شمسية أم قمرية؟ جمع نصوصًا وروايات قديمة،
واستند إليها في تعيين ثلاثة تواريخ وجعلها أساسًا لرأيه وهي:
- (١)
تاريخ وفاة إبراهيم ابن النبي ﷺ.
- (٢)
يوم دخول النبي ﷺ المدينة المنورة حين هجرته.
- (٣)
يوم ولادته. وذلك كله بالحساب اليوليوسي Julian، وفي بحثه هذا استند على حسابات فلكية مثل:
حساب كسوف الشمس الذي كان يوم وفاة إبراهيم في السنة العاشرة من الهجرة على
ما رواه المحدثون.
ومثل: حساب اقتران زحل ومريخ في برج عقرب الذي كان على قول بعض المنجمين عام ولادة
النبي ﷺ وقبلها بقليل، واستدلوا به على ظهور ملة الإسلام. ولتعيين
يوم دخول النبي المدينة المنورة حسب يوم عاشوراء اليهود في تلك السنة بقول أكثر
المحدثين وأهل السير: وهو أن دخول النبي ﷺ إلى المدينة كان يوم ذلك
العيد اليهودي، وبعدما عين جميع ذلك بحساب السنين اليوليوسي Julian قال: وحيث كانت الأشهر العربية التي وقعت فيها هذه الحوادث
الثلاث معروفة أيضًا، فانتهى رأيه إلى أن ولادة النبي الأكرم ﷺ كانت
يوم الاثنين ٩ ربيع الأول الموافق ٢٠ أبريل سنة ٥٧١ م.
حالة العالم عند ظهور النبي ﷺ
ظَهَرَ في قريش مِنْ فَرْع هاشم النبيُّ محمد ﷺ بن عبد الله بن عبد المطلب في
أوائل القرن السابع للمسيح، ونادى بالإسلام، فانْتَشَرَتْ دعوته في الجزيرة كلها، ثم
في
الشرق كافة بسُرْعَة لا مثيل لها في تاريخ الأديان؛ نظرًا لكثرة الأسباب الملائمة
لانتشارها.
كانت بلاد الشام ومصر في ذلك العهد في يد المَمْلَكَة
البيزنتية
Byzantine التي عُرِفَتْ عند العرب «بمملكة الروم» وعليها مَلِكٌ
يُدْعَى هرقل، وكان العراق واليمن في يد مَمْلَكة الفرس وعليها كسرى أنوشروان، وكانت
المملكتان تتطاحنان في الحروب وتئِنَّان من الثورات الداخلية وفراغ خزينتيهما من
النقود، وقد افتتح جيش كسرى من بلاد الروم مدينة الرها
٩ سنة ٦١١م، واستولى على دمشق سنة ٦١٣م، وعلى أورشليم سنة ٦١٤م، وغَنِمَ منها
نفائس لا تُثَمَّن، وفي جُمْلَتِها خشبة الصليب، ثم زَحَفَ على مصر سنة ٦١٧م فافتتح
الإسكندرية، وكان جَيْشٌ آخر للفرس يجتاح آسيا الصغرى حيث بلغ خلقدونية فاحتلها، ولم
يَبْقَ بينه وبين العاصمة سوى البوسفور، فهَبَّ هرقل إذ ذاك من رقاده، واستعد للحرب،
وجرَّد جيوشه، واسترد من الفرس هذه المدن كلها وخشبة الصليب، وقام الإسلام في جزيرة
العرب والحربُ دائرة بين المملكتين ولم تَنْتَهِ إلَّا سنة ٦٣٨م.
وكانت المملكتان في ذلك الوقت تتنافسان في بَسْط نفوذهما على بلاد العرب؛ لِمَا كان
لهذه البلاد من الشأن الخطير لحاصلاتها من الذهب وأنواع العطور، ولِمَا لِمَوْقعها
الجغرافي من الأهمية؛ إذ كانت في ذلك العهد طريقَ الهند.
وكان الروم بعد إخفاق حَمْلَتِهِم على بلاد العرب بقيادة «أليوس غالوس» سنة ١٨ق.م
في
عهد «أوغسطوس» قيصر قد عَدَلُوا عن فتح البلاد عَنْوَة، وعَوَّلوا على الفتح السلمي،
واختاروا لمعاونتهم على ذلك ملوك غسَّان، فناطوا بهم مُرَاقَبة حدود بلاد العرب من جهة
سوريا وفلسطين والسعي في بَسْط نفوذهم في البلاد العربية.
واتَّبَع الفرس من جانبهم مِثْل هذه السياسة، واعتمدوا على المناذرة ملوك الحيرة،
وناطوا بهم مُقَاوَمة نفوذ الروم، ورَفْع شأن الفرس في بلاد العرب، وكانت ديانة مملكة
الروم النصرانية، وديانة مملكة الفرس المجوسية، أو تقديس مذهب زرادشت.
١٠
وكان المجوس يناوئون النصارى ويُعَضِّدهم اليهود، وقد انقسم النصارى طوائف شتى:
يعاقبة، ونساطرة، وأريوسيين، وأرثوذكس وغيرهم، وانقسم اليهود إلى: ربَّانيين وقرَّائين
وسامريين.
وكان العرب في جزيرتهم يتخبطون في عبادة الكواكب والأصنام، وقد دخل الجزيرة اليهودية
والنصرانية من الشام، والمجوسية من العراق، وكان من العرب من اعْتَرَفَ بالخالق وأنْكَر
البعث، ومنهم من أَنْكَر الخالق والبعث وقال بالطبع المحيي والدهر المفني، وكلهم قالوا
بالبخت والجن، واشتغلوا بالتنجيم والسحر وتفسير الأحلام، وكان من عاداتهم الذميمة:
وَأْد البنات، وعدم الرفق بالرقيق، وشرب الخمر، ولعِب الميسر، وبالإجمال فقد كانت
الفوضى في السياسة والإدارة والدين والأخلاق سائدةً في الشرق كله، وكان الشرق يتطلب
الخروج من هذه الفوضى والراحة مِنْ شَرِّهَا.
فلما ظَهَرَ النبي محمد ﷺ نادى قومه بقوله: لا إله إلَّا الله محمد رسول الله،
فَصَرَفَ وجوههم عن الكواكب إلى «القرآن الكريم» فجاء آيةً في الفصاحة والبلاغة وحُسْن
التنسيق، وقد تَضَمَّنَ عقيدة التوحيد التي تَقْبَلُها الفطرة الإنسانية، وتَضَمَّنَ
فوق ذلك آدابًا وحكمًا وشرائعَ وعِلْمًا وتاريخًا وسياسةً وخُلُقًا كريمًا.
وكان ظهور النبي محمد ﷺ في جوار الكعبة والأسواق الشهيرة التي كانت تحج إليها
العرب من كل فجٍّ، وهو من قريشٍ سادةِ دين العرب وتُجَّارِهم إلى اليمن والشام
والعراق.
وقد حضَّ قَوْمَه على نشر الإسلام والجهاد في سبيله، ووعد المجاهدين منهم الجنة لذلك
كله، ولما كانت العرب تُعجَب بالفصاحة والبلاغة، وتتَحَرَّك بالمعاني الروحية؛ لما في
طَبْعِهم الحُرِّ من المروءة والنجدة والحماسة، وكانوا قد اعتادوا في باديتهم القتال
وركوب الأخطار، واستفزَّهُم وَعْد نبيهم وبلاغته وسيرته فنصروه، ثم نصروا مِنْ بَعْدِه
خلفاءه، فتمَكَّنُوا في جيل أو أَقَلَّ مِنْ نَشْر سلطانهم ودينهم ولغتهم من السند
والهند إلى المحيط الأتلانتيكي شرقًا وغربًا، ومن بحر الخزر وآسيا الصغرى وبحر الروم
وفرنسا إلى المحيط الهندي وأعالي السودان شمالًا وجنوبًا.
سيرته ﷺ
وهاك بيانٌ موجَز من سيرة النبي محمد ﷺ ودعوته وكيفية انتشارها نقلًا عن أوثق
المصادر وأحدث الكتب المؤلفة لأكابر علماء الإسلام.
وُلِد النبي محمد
ﷺ بمكة في ١٢ ربيع الأول على المشهور بين أهل السنة، و٩ منه
على الصحيح، و١٧ منه على المشهور بين الإمامية، ٢٠ أبريل سنة ٥٧١م وهي عام الفيل،
وتُوُفِّي أبوه قبل أن يولد، فكَفَّلَه جده عبد المطلب إلى أن بلغ الثامنة من عمره،
ومات جده فكفله عمه أبو طالب، وكانت قريش في ذلك العهد قائمة بالتجارة بين اليمن والشام
والعراق، وكان أبو طالب يحترف بما احترف به قومه، فخرج بالفتى محمد
ﷺ إلى الشام
وهو في الثالثة عشرة من عمره، وكان الفتى نجيبًا زكيَّ الفؤاد، ودلائل النجابة والذكاء
باديةٌ على وجهه. قيل: فلما نَزَلَ بُصْرَى
١١ مع عَمِّه رآه راهب مشهور بالصلاح والتقوى يُدْعَى «بَحِيرَا» فقال: «سيكون
مِنْ هذا الفتى أمرٌ عظيمٌ يَنْتَشِر ذِكْرُه في مشارق الأرض ومغاربها»، ولما بلغ
الخامسة والعشرين خرج إلى الشام في تجارة للسيدة خديجة بنت خويلد مع غلامها ميسرة وعاد
إليها بربح عظيم، وقد أعجبها جدًّا مهارته وصِدْقه وأمانته فخطبَتْه لنفسها، وكانت من
أعظم نساء قريش فضلًا، وأكْثَرهن مالًا، وأوْضَحهن نسبًا، فكان له مِنْ شَرَف بيتها
وثروتها خَيْر مُعِين قبل البعثة وبَعْدها، وقد شبَّ النبي محمد
ﷺ على كَرَم
الخُلُق وعزة النفس، وشدة الغيرة على قومه، حتى كان لا يطيق أن يراهم على ضلال، وكان
متين الاعتقاد بوجود الله ووحدانيته وبالبعث والخلود، وكان تَقِيًّا ورعًا محبًّا للزهد
والنسك، وكثيرًا ما كان يذهب إلى غار حراء قُرْب مكة للصلاة والعبادة، وبقيَ حتى ناهز
الأربعين من عمره، ففي ليلة القدر الموافقة ١ فبراير سنة ٦١٠م بينما كان في غار حراء
ظَهَرَ له الروح الأمين وأَمَرَهُ بالقيام بالدعوة «والرسالة»، وأخبر بذلك زوجته خديجة،
فآمنت به وآمن به ابن عمه علي بن أبي طالب — عليه السلام — ومولاه زيد بن حارثة، وصاحبه
أبو بكر — رضي الله عنه — وكان أبو بكر رجلًا سهلًا مُحَبَّبًا لقومه، فجعل يدعو إلى
الإسلام سرًّا من وَثِقَ منهم، فأسلم على يده عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد
الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فكان هؤلاء المسلمين السابقين،
وظَلَّ النبي
ﷺ يُخْفِي الدعوة ثلاث سنين حتى بَلَغَ أتباعُه نحو الأربعين،
وفيهم عمر بن الخطاب — رضي الله عنه — وعمه حمزة، ثم جَهَرَ بها وأنذر عشيرته الأقربين،
فنبذوا دعوته وسَعَوْا في إبطالها بكل قواهم؛ لأنهم كانوا رؤساء دين العرب وأهل البيت
الحرام، وخافوا إذا أُتوا بدين جديد أن تنتقض عليهم العرب فتبور تجارتهم، وفوق ذلك
فإنهم لم يطيقوا أن يستأثر النبي محمد
ﷺ بالسيادة عليهم على قلة مالِهِ؛ ولذلك
كان أشد الناس معارَضَة له أشراف قريش وأغنياؤهم، ولكنه كان محميًّا بعدَّة منهم وهم
أقرباؤه، وقد اُضطُهد أصحابه، فمَنْ كان بلا نصير أَمَرَه بالهجرة إلى الحبشة، فهاجر
إليها جَمْع منهم وفيهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف، فأكْرَم
النجاشي مثواهم، وعاد بعضهم قبل الهجرة وأكثرهم في السابعة للهجرة، وماتت زوج النبي
خديجة بعد ٢٥ سنة من زواجها منه، ثم مات عمه أبو طالب فقلَّ بموتهما أنصاره، ولكنه لم
ييأس ولا ضَعُفَتْ عزيمته، بل كان يقصد الأسواق العامة ومواسم الحج، ويدعو القبائل
جهارًا إلى توحيد الله ودين الفطرة وترك عبادة الأصنام والكواكب، وقد حرَّم الخمر
والميسر ووأْدَ البنات وكلَّ ما كانت تدين به عرب الجاهلية من الباطل، فاستجاب له ستة
نفر من أهل المدينة (يثرب) وكلهم من الخزرج، فأسلموا وعادوا إلى قومهم فأسلم على أيديهم
كثيرون.
ثم جاء منهم في الموسم التالي اثنا عشر رجلًا من الأوس والخزرج بايعوه على الإسلام،
وبعث فيهم مصعب بن عمير فعلَّمهم القرآن وشعائر الإسلام، فانتشر بهم الإسلام في المدينة
حتى قيل إنه لم يَبْقَ دارٌ إلَّا وفيها ذكر للنبي ﷺ.
وفي الموسم الثالث جاءه ثلاثة وسبعون رجلًا وامرأتان بايعوه على الإيمان والدفاع عن
دعوته بالسيف متى قَدِمَ عليهم، ثم عادوا إلى المدينة، وعَزَمَ النبي ﷺ على
اللحاق بهم هو وأصحابه، ولما عَلِمَ قريش بذلك خافوا أن يؤلِّب عليهم أهل المدينة
ويَغْزُوهم في دارهم، فعزموا على قَتْله، فخرج مهاجرًا إلى المدينة سرًّا، وذلك في ٢٠
سبتمبر سنة ٦٢٢م. ثم لَحِقَ به أصحابه من مكة فسمَّاهم المهاجرين، وسمَّى أهل المدينة
الأنصار، وقد آخى بين أفراد الفريقَيْن، فجعل لكل واحد من المهاجرين أخًا من الأنصار،
ولما كَثُرَ أتباعه شَرَعَ ينشر دينه بالدعوة إليه مع حماية هذه الدعوة بالسيف إذا
اضْطُرَّ لذلك، وما كان السيف إلى وسيلةً لبَثِّ الفضيلة في العالَم التي كان ينشدها
له، وقد بَلَغَتْ غزواته التي خرج فيها بنفسه ٢٧، وقع القتال منها في تِسْع، وبلغت
سراياه وبعوثه ٤٨، وأَشْهر غزواته سَبْع.