الفصل الرابع

عهد نزول القرآن

ينقسم إلى مدَّتَيْن متمايِزَتَيْن: قبل هجرة النبي وبعدها.
  • الأولى: مدة مُقامه في مكة وهي اثنتا عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يومًا، من يوم ١٧ رمضان سنة ٤١ يوم الفرقان إلى أول ربيع الأول سنة ٥٤ من ميلاده، وما نَزَلَ في مكة ونواحيها قبل الهجرة فهو مَكِّيٌّ.
  • الثانية: مدة نزوله بعد الهجرة إلى المدينة وإن نزل بغيرها فهو مَدَنِيٌّ،١ فالمدني نحو . قال أبو الحسن بن حصار في كتابه «الناسخ والمنسوخ»: المدني بالاتفاق عشرون سورة، والمختلف فيها اثنتا عشرة سورة، وما عدا ذلك مكي بالاتفاق وهي: (١) البقرة، (٢) آل عمران، (٣) النساء، (٤) المائدة، (٥) الأنفال، (٦) التوبة، (٧) النور، (٨) الأحزاب، (٩) محمد، (١٠) الفتح، (١١) الحجرات، (١٢) الحديد، (١٣) المجادلة، (١٤) الحشر، (١٥) الممتحنة، (١٦) الجمعة، (١٧) المنافقون، (١٨) الطلاق، (١٩) التحريم، (٢٠) إذا جاء نصر الله.
وافَقَهُ في جميعها أبو بكر بن الأنباري٢ إلَّا في الأنفال، وأبو عبيدة٣ في فضائل القرآن، إلَّا في الحجرات والجمعة والمنافقون، وصاحبُ الفهرست محمد بن إسحاق برواية محمد بن نعمان بن البشير المذكورة في أول ما نزل من القرآن، إلَّا في الأحزاب، فالمتَّفَق عليه بين هؤلاء الأربعة الذين يُعتمد على أقوالهم خمسة عشر سورة مما ذَكَرَهُ أبو الحسن في كتابه الناسخ والمنسوخ، والمختلف فيه خمسة وهي: «الأنفال» خالف فيها أبو بكر بن الأنباري، و«الحجرات والجمعة والمنافقون» خالف فيها أبو عبيدة في فضائل القرآن، و«الأحزاب» خالَف فيها صاحب الفهرست محمد بن إسحاق.
١  هذا هو القول المشهور، وهناك قولان آخران: أحدهما: أن ما نزل بمكة فهو مكي، وما نزل بالمدينة فهو مدني. الثاني: أن المكي ما وقع خطابًا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابًا لأهل المدينة.
٢  هو أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، كان عالِمًا بالقرآن وتفسيره والحديث، توفي سنة ٣٢٨.
٣  الراجح أنَّ مؤَلِّف كتاب فضائل القرآن هو أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة ٣٣٤ بمكة؛ لأن ابن النديم في الفهرست نَسَبَ في ضِمْن ذِكْر الكتب المؤلَّفة في فضائل القرآن هذا الكتاب إليه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤