الفصل الثالث
في ترتيب السور في مصحف علي — عليه السلام
واخترنا ذكر ترتيب السور في مصاحف بعض كبار الصحابة والتابعين عن المدارك المعتبرة القديمة؛ لما له مساس بتاريخ القرآن، وفُهِمَ أن ترتيبه كان باجتهاد منهم.
فقد قال ابن النديم في الفهرست: قال ابن المنادى: حدَّثني الحسن بن العباس قال:
أُخْبِرْتُ عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن الحكم بن ظهير السدوسي عن عبد خير عن علي —
عليه السلام — أنه رأى من الناس طِيَرَة عند وفاة النبي ﷺ فأقسم أن لا يضع عن
ظهره رداءه حتى يجمع القرآن، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن، فهو أول مُصْحَف
جَمَعَ فيه القرآن من قلبه، وكان المصحف عند أهل جعفر — رضي الله عنه — ورأيت أنا في
زماننا عند أبي يعلي حمزة الحسني — رحمه الله — مصحفًا قد سَقَطَ منه أوراق بخط علي بن
أبي طالب — عليه السلام — يتوارثه بنو حسن على مر الزمان، وهذا ترتيب السور في ذلك
المصحف، وسقط ترتيب السور عن أصل النسخة المطبوعة في «ليبسك» Leipzig من سنة ١٨٧١ إلى سنة ١٨٧٢، ولكن ذَكَرَ اليعقوبي١ في الجزء الثاني من تاريخه ص١٥٢–١٥٤ طبع
Brill سنة ١٨٨٣.
وقال: وروى بعضهم أن علي بن أبي طالب — عليه السلام — كان جَمَعَهُ — يعني القرآن — لما قُبِض رسول الله ﷺ وأتى به يحمله على جَمَل فقال: هذا القرآن جَمَعْتُه، وكان قد جزَّأه سبعة أجزاء:
الجزء الأول | الجزء الثاني | الجزء الثالث | الجزء الرابع |
---|---|---|---|
فذلك جزء البقرة | فذلك جزء آل عمران | فذلك جزء النساء | فذلك جزء المائدة |
البقرة | آل عمران | النساء | المائدة |
يوسف | هود | النحل | يونس |
العنكبوت | الحج | المؤمنون | مريم |
الروم | الحجر | يس | طسم |
لقمان | الأحزاب | حم عسق | الشعراء |
حم السجدة | الدخان | الواقعة | الزخرف |
الذاريات | الرحمن | تبارك الملك | الحُجرات |
هل أتى على الإنسان | الحاقة | يا أيها المدثر | ق والقرآن المجيد |
ألم تنزيل | سأل سائل | أرأيت | اقتربت الساعة |
السجدة | عبس وتولى | تبت | الممتحنة |
النازعات | والشمس وضحاها | قل هو الله أحد | والسماء والطارق |
إذا الشمس كوِّرت | إنا أنزلناه | والعصر | لا أقسم بهذا البلد |
إذا السماء انفطرت | إذا زلزلت | القارعة | ألم نشرح لك |
إذا السماء انشقت | ويل لكل همزة | والسماء ذات البروج | والعاديات |
سبح اسم ربك الأعلى | ألم تر كيف | والتين والزيتون | إنا أعطيناك الكوثر |
لم يكن | لإيلاف قريش | طس النمل | قل يا أيها الكافرون |
الجزء الخامس | الجزء السادس | الجزء السابع |
---|---|---|
فذلك جزء الأنعام | فذلك جزء الأعراف | فذلك جزء الأنفال |
الأنعام | الأعراف | الأنفال |
سبحان | إبراهيم | براءة |
اقترب | الكهف | طه |
الفرقان | النور | الملائكة |
موسى | ص | الصافات |
فرعون | الزمر | الأحقاف |
حم | الشريعة | الفتح |
المؤمن | الذين كفروا | الطور |
المجادلة | الحديد | النجم |
الحشر | المزمل | الصف |
الجمعة | لا أقسم بيوم القيامة | التغابن |
المنافقون | عم يتساءلون | الطلاق |
ن والقلم | الغاشية | المطففين |
إن أرسلنا نوحًا | والفجر | المعوذتين |
قل أوحي إليَّ | والليل إذا يغشى | |
المرسلات | إذا جاء نصر الله | |
والضحى | ||
ألهاكم |
١
وهو أحمد بن أبي يعقوب بن واضح المعروف باليعقوبي، يؤخذ من سياق كتابه أنه
توفي بعد سنة ٢٧٨، وله في التاريخ كتاب يُعرف بتاريخ اليعقوبي نَشَرَه المستشرق
«هوسما» في ليدن.