البحث في فواتح سور القرآن
من أعوص المسائل التي يصادفها الباحث في القرآن من الناحية العلمية والتاريخية فهم معاني الحروف الواردة في فواتح السور، مع ما لها من العلاقة الخاصة بتاريخ القرآن.
- (١)
عن مجاهد أن (ق، ص، حم، طسم) هي فواتح السور.
- (٢) عن ابن عباس — رضي الله عنه: «الم، حم، ن اسم مقطع١ «الم، أي: أنا الله أعلم»»
- (٣) عن عكرمة: الم، حم،٢ إشارة إلى أن السورة السابقة انتهت،٣ ويذكر النووي٤ في كتابه «تهذيب الأسماء واللغات» في (مادة حمم) في حم خمس تأويلات:
- (أ)
أنه اسم من أسماء الله تعالى أقسم به كما عن «ابن عباس».
- (ب)
أنه اسم من أسماء القرآن كما عن «قتادة».
- (جـ)
حروف مقطعة من أسماء الله تعالى الذي هو الرحمن الرحيم.
- (د)
هو محمد، قاله جعفر بن محمد —عليه السلام.
- (هـ)
هو من فواتح السور «كما عن مجاهد».
- (أ)
وفي الحديث: «شعاركم حم لا يُنْصَرون.» قال الأزهري: سُئِل أبو العباس عن قوله صلى الله عليه وسلم حم لا يُنْصَرون، فقال: معناه: والله لا يُنْصَرُون، الكلام خبر.
ويذكر النووي أيضًا عن قتادة قال: «ق» اسم من أسماء القرآن، وقال: قال أبو عبيدة والزجاج: افْتُتِحَت السور به كما افْتُتِح غيرُها بحروف الهجاء نحو (ن، الم، المر)، وحكى الفرَّاء والزَّجاج أن قومًا من أهل المدينة قالوا: معنى قاف قضى الله ما هو كائن، واحتجوا بقول الشاعر:
فأهم الآراء في نظر العقل هما الرأيان الأخيران اللذان روى أَوَّلَهُما الطبري عن جماعة، وهو أن السور ابْتُدِئَتْ بهذه الحروف لِلَفْتِ نَظَر المشركين إلى استماع القرآن المؤلَّف منها، وروى ثانيهما ابنُ طاوس العلوي عن أبي مسلم محمد بن بحر الأصفهاني، وهو لَفْت النظر إلى أنَّ القرآن مؤَلَّف من هذه الحروف التي تعجزون عن الإتيان بمثل قرآن مُؤَلَّف منها وأنتم تنطقون بهذه الحروف.
وطَرَقَ الإفرنج هذا الباب وبحثوا في فواتح السور، وأنا اطلعت على أبحاثهم فرأيتهم لم يأتوا برأي يكون له قيمة في نظر العلم والتاريخ.
والله يهدي إلى الحق.