نصوص لبعض القصائد

في المديح

بيتان للتلميذ إسماعيل عاصم في مدح سعيد باشا عندما زار مدرسة القلعة:١
مدارس العلم بالأنوار قد سطعت
أرجاؤها لسعيد العصر مذ قدِما
به رأيت ثغور الدهر باسمةً
فقلت يا ليت قومي يعلمون بما
أبيات من قصيدة طويلة بمناسبة عيد جلوس السلطان عبد الحميد خان على عرش السلطنة العثمانية:٢
صفا الوقت فاغنم حظهُ فالصفا صدف
وعوِّض على النفس الأبية ما سلف
وباكر لبنت الحان واختص بكرها
على نغمة الألحان إن الهنا تحف
وكن في أمانٍ من عوادي الزمان في
حمى قدرة السلطان وأقبِل ولا تخف
جناب أمير المؤمنين الذي به
سما الدين والدنيا بها ظلهُ ورف
هو الملك الأعلى الذي خضعت لهُ
ملوك الورى والكل من فضله اغترف
بيتان بمناسبة عودة الخديوي توفيق من الإسكندرية عقب الثورة العرابية:٣
لله في الخلق لطف رقَّ معناهُ
فليس يدري امرؤ ما كنه عقباهُ
تجري المقاديرُ والإنسان يجهلها
حتى يكون لغير القصد مسعاهُ
بيتان من منظومة مقدمة للخديوي بمناسبة عيد الأضحى:٤
ليس ارتياحي براح من يدي بكرِ
بل راحتي بكر معنى من سنا الفكر
ولست بالسمر والبيض الصفاح أرى
شغلي ولكن بحمل البيض والسمر
تهنئة من إسماعيل عاصم للخديوي عباس باشا حلمي الثاني بمناسبة عودته من الآستانة عام ١٨٩٣:٥
بشراك يا مصر أيام الهنا عادت
والسعد أوقاته بالصفو قد جادت
والحمد لله «عباس» العزيز بدت
أنواره عن سنا بدر السما زادت
مولاي شرفت أحييت العباد فهم
أرواحهم لم تكن هذا النوى اعتادت
مذ سار ركبك والأبصار شاخصة
والروح شوق لمجرى يختك انقادت
لولا اقتراب إياب منك أنعشنا
كانت قلوب الرعايا بالأسى بادت
آنست من دار سلطان الوجود سنا
دار على كل عرش طالما سادت
ونلت فيها من الإجلال منزلة
بمثلها السوى «العباس» ما شادت
أحكمت رابطة الدين القويم لدى
عرش الخليفة كي تنمو وقد كادت
وقام بالأمر في القطر الوزير كما
ترضى وأحكامه من عدلك ارتادت
والناس في كل حال ليس يشغلهم
إلا قدومك والأشواق ما حادت
مولاي أهلًا وسهلًا هاك أنفسنا
بها لقدومكم أجسامنا جادت
هذي الوفود من الأقطار تجذبها
محبة لك يا بحر الوفا ازدادت
لو استطاعوا لجاء القطر أجمعه
لكنه بالدعا أرواحهم نادت
فأسلم ودُم وأقبل البشرى مؤرخة
عاد العزيز وأوقات المنا عادت

في الألغاز

قالت مجلة «روضة المدارس المصرية» في ٢٧ / ٨ / ١٨٧٠:

«ورد من الكامل الأديب والفاضل اللبيب حضرة إسماعيل عاصم أفندي المعاون الأول بمديرية الفيوم هذا اللغز المنظوم:٦
ما اسم شيء للناس بالنفع قد عم
نصفه مهمل وباقيه معجم
ورباعي الحروف في العد لكن
حاز كل العلوم والله أعلم
نصفه الأوَّلي رشف لذيذ
تارة والهلاك يحصل من ثَم
وإذا ما قلبت ذا النصف تلقى
إنه الزهر عرفه فاح للشم
وترى نصفه الأخير به الخسـ
ـران باد أو كان لفظًا لمن ذم
ولدى قلبه بدا القطع فيه
تارة أو يرى كساء منمنم
وإذا ما حذفت طرفيه تلقا
ه كسوبًا للمال والكسب مغنم
وعلى كل حالة لا غنى للنـ
ـاس عنه إن كان عقلهم تم
فتفضل وجُد بكشف رموز اللـ
ـغز هذا لازلت فينا مكرم»

وقالت مجلة «روضة المدارس المصرية» أيضًا في ٢٥ / ١٠ / ١٨٧٠:

«حل اللغز الحسابي المتقدم نشره «بروضة المدارس»»٧ بقلم حضرة إسماعيل عاصم أفندي المعاون الأول بمديرية الجيزة، ونصه: قد اطلعت على المسألة الحسابية والنبذة الإنشائية المحرَّرة بالعدد الثالث عشر من «روضة المدارس» الطيبة الأثر، للتلميذ النجيب حسن أفندي عاكف الذي هو من قطوفها الدانية قاطف، فحلَلتها من عقال التعمية إلى مطلق الإيضاح وجليتها بحلل التبيين والإفصاح، فقلت:٨
رأينا سؤالًا للنجيب المدقق
يبيِّن لنا عن فهمه المتأنق
فلاح لنا أن الذي قد أجازه
هو النصف ثم الثلث للمتحقق
وحاصل ما يبقى من المال سدسه
لمالكه بعد العطا والتصدُّق

في التقريظ

تقريظ إسماعيل عاصم لكتاب دليل مصر في عام ١٨٨٩:٩
حيي فأحيي بالجمال وبالجمائل
غصنٌ يرنح عطفه عطف الشمائلْ
وبدا بكأسي راحه ولحاظه
سكران مع سكر الهوى فينا صوائلْ
يفترُّ عن درٍّ يحاكي لفظه
وعن الدليل كلاهما يروي الفضائلْ
سِفرٌ به شمس الفصاحة أسفرت
عن نور تاريخ الأواخر كالأوائلْ
جمعَ الحقائق والرسومَ كأنما
في طيهِ سرُّ الوجود لهُ رسائلْ
نِعم الكتاب كأنه في عصرهِ
مرآة حال الكائنات بغير حائلْ
جمعته فكرة يوسف الحَبر الذي
في كل علم طولهُ للحق طائلْ
آصافُ مَن يغنيك حسن بيانه
عن كل قسٍ بان أو سحبان وائلْ
خدم العموم بخدمة وطنيةٍ
عربية يثني عليها كلُ قائلْ
ودليل قولي جاء في تاريخيه
هذا دليلٌ نورهُ نعمَ الدلائلْ
تقريظ إسماعيل عاصم لمجلة «أنيس الجليس» في عام ١٨٩٨: ١٠
أعروس جلاؤُها للعريسِ
تتهادى بكل معنى نفيس
أم بدور العلوم للناس يبدو
نورها فائقًا ضياء الشموس
أصبحت تجذب القلوب إليها
بلطيف الإحساس كالمغنطيس
أسكرتنا ألفاظها فحسبنا
إنها للنهى حباب الكئوس
ورأينا كل المجلات مرءوسًا
وأنس الجليس مثل الرئيس
بلغت مشرق المعارف إسـ
ـكندرةُ في سنائها المأنوس
صحف أعربت بفضل الغواني
العرب فيما تبدينه في الطروس
رغب العارفون فيها ولا يعـ
ـرف غير الخُطاب قدر العروس
برزت للعقول راحًا
فراحت ثملاتٍ كنشوة الخندريس
قابلتها بشائر أرختها
أشرقت للهدى أنيس الجليس

إلى ابنه علي

قصيدة إسماعيل عاصم في وداع ابنه علي، عندما سافر إلى أوروبا للدراسة عام ١٨٩٣:١١
له الحمد في بدء الكلام يطيب
وبالمصطفى الهادي إليه أنيب
وبعد فهذي يا علي نصائح
بها حكم قد زانها التجريب
عروسة أفكار إذا أنت صنتها
وأحسنت مجلاها فلست تخيب
فسافر بحرز الله وارجع مؤيدًا
بنيل المنى فالله منك قريب
وأودعك الرحمن في الغربة التي
جنحت لها والفكر منك مصيب
وأسأله حسن الإياب فإنه
لخير دعاء الوالدين مجيب
فأوصيك بالتقوى فربك عالم
بسرك والنجوى عليك رقيب
حافظ على الإيمان ما استطعت وليكن
به من رضا المولى إليك نصيب
وأحبب لكل الناس ما أنت تبتغي
لنفسك تصبح والعدو حبيب
وإياك إياك النقايص وليكن
من النفس يا ذخري عليك حسيب
وعاشر جميع الخلق وادرس طباعهم
وخذ ما تراه للعقول يطيب
وصاحب كرام القوم واهجر لئامهم
فإن الفتى للمصاحبين نسيب
ولا تحسبن في الاعتزال سلامة
فكل وحيد عاجز وكئيب
تأدب تجد كل الأنام أقاربًا
فليس غريبًا في الوجود أديب
وبادر وحاذر أن تفوتك فرصة
فحسرتها في النفس ليس تغيب
وعظِّم مقام الناس كلًّا بقدره
يواسيك كل منهم ويجيب
وخلِّ عناد القادرين فإنما
يكون عليك اللوم والتثريب
وكن صادقًا في القول والفعل دائمًا
صدوقًا فشر العالمين كذوب
وكن محسنًا للناس وابغِ رضاءهم
فإن معاداة الرجال عصيب
وكن دائمًا سمح المحيا بشوشه
فليس لذي الوجه العبوس خطيب
وكن في العوادي ثابت الجأش حازمًا
وصدرك إن ضاق الزمان رحيب
ولا تأسَ إن فاتت مع الجهد فرصة
وراقب سواها فالمجد يصيب
وداوم على درس العلوم برغبة
فخير معين للفتى الترغيب
ولا تحتقر يومًا فقيرًا لفقره
ففقر الفتى للمال ليس يعيب
فإن كمال المرء أجمل حلية
وخير الغناء العلم والتهذيب
وإياك والحقد الذميم فإنه
له في قلوب الحاقدين لهيب
خذ العفو والإحسان تستعبد الورى
ولا تنتقم فالانتقام عطيب
وسامح لتلقى إن جنيت مسامحًا
فكل امرئ لا بد فيه ذنوب
ولا تحسدن ذا نعمة واجتهد تسد
عليه وإلا فالحسود قشيب
ولا تُبقِ شغل اليوم عمدًا إلى غد
فإن غدًا في شغله توضيب
وبعد غد أيضًا له عمل فإن
تعطل يومًا يفسد الترتيب
ولا تبدِ يومًا عيب غيرك واشتغل
بنفسك واحفظها ففيك عيوب
وباعد عن الكبر البغيض على الورى
فليس لأهل الكبريا ترحيب
ولا ترضَ ذل النفس إلا لأهلها
فماء المحيا صونه مطلوب
ولا تهتك الأعراض أو ترمِ محصنًا
فتُرمى بما ترمي وأنت سليب
ولا تشرب الخمر ارتياحًا لشربها
ففيها ذهاب العقل والتعذيب
وصن يا بني الفرج واعلم بأننا
سنفنى ويأتي الحشر والتأنيب
وكن حازمًا في كل أمرك واعتمد
على الله تنجح فالزمان عجيب
فهذي تجاريب الزمان جمعتها
إليك بنظم ما به تعييب
فخذها هنيئًا من أب بك راحم
فكل نصوح يا بني أريب
ولو لم يكن هذا الرحيل لمقصد
شريف لطالت لوعة ونحيب
ولكن فراق الأهل في طلب العلا
يهوِّن أوصاب النوى ويثيب
وليس وداعًا بل وداد وقوفنا
فأنت لنفسي يا علي قريب
خيالك في عيني وذكراك في فمي
ومأواك في قلبي فأين تغيب

في المناظرة الشعرية

مناظرة شعرية بين إسماعيل عاصم والشاعر خليل مطران، في أيهما أسبق في الحب، القلب أم العين:١٢

ففي ٣١ / ٧ / ١٨٩٨ نظم مطران قصيدته بين القلب والعين، ونشرها بمجلة «أنيس الجليس»، وقال فيها:

قضية بين القلب والعين

بين قلبي ومقلتي
صدمة تُوهن القوى
ونزاع بفصله
حكَّمَا قاضي الهوى

دفاع عن العين

ذنبها أنها رأت
فتصبته فانضوى
عَرضًا أبصرت ولا
ذنب إلا لمن نوى

دفاع عن القلب

وهو لولا طُموحُها
لم يُتيَّم ولا اكتوى
مستمرًّا خفوقه
كلما نسَّمَ الهوى
ظمئًا ما لغله
من ندى الدمع مرتَوى

ثم تعرَّض مطران بعد ذلك — بشيء من الدعابة — في باقي القصيدة إلى الحكم الابتدائي، وحكم الاستئناف، وفي قصيدة أخرى في ٣١ / ٨ / ١٨٩٨ بنفس المجلة، إلى حكم النقض والإبرام.

وفي نفس عدد المجلة وتاريخها، قال إسماعيل عاصم:

«اطلعتُ على قضية بين القلب والعين وعلى الدفاع عنهما وعلى الحكم الابتدائي وحكم الاستئناف الصادر فيهما، فراقني مبناها. غير أني وجدت القضية لم تُعرض على محكمة النقض والإبرام، وهذا يُنسب لتقصير المحامي، وكما أني من رجال هذه الحرفة ويؤلمني نسبة التقصير للمحاماة، فلذلك رفعت القضية لمحكمة النقض والإبرام، وصدر الحكم فيها بالآتي:

حكم محكمة النقض والإبرام
ليس للعين والحشا
ما اقتضى حاكم الهوى
فهي من شأنها ترى
كل شيء لها استوى
فإذا استحسنت فللـ
ـقلب في الحب ما نوى
وإذا استحكم الهوى
وهما في الجوا سوا
تلك في السهد والبكا
وهو في ناره اكتوى
ولا يزالان في عذا
بٍ على مائت ذوى
إنما الذنب أصله
للجمال الذي غوى
أنه استوقف العيو
ن عليه وما لوى
واستمال الفؤاد قسـ
ـرًا إليه وما ارعوى
ثم لما رآهما
منه في قبضته الجوى
تاه أو مال عنهما
أو تجلى على السوى
فهو أحرى بأن يُقا
ضَى لدى حاكم الهوى
ولهذا فيكتفي
كل حاكم بما حوى»

وبعد نشر مطران قصيدة محكمة النقض والإبرام في أغسطس ١٨٩٨، ردَّ عليه إسماعيل برد نشرته المجلة في ٣٠ / ٩ / ١٨٩٨، جاء فيه:

«اطلعت في العدد الأخير على حكم نقض وإبرام صدر في قضية القلب والعين غير حكم النقض والإبرام الذي بعثت به، ومن بحر وقافية غير بحر القضية ورويها، ويتضمن أن الجاني هو الهوى، ولما كان الحكم المقدَّم منا أن الجاني هو الجمال فحرصًا على واجبات المحاماة قد رفعنا الأمر لمحكمة التمييز؛ لتقضي بتمييز أحد الحكمين، وصدر حكمها بالآتي:

كل نفس بها هوى
من جمال لها غوى
وترى الحب ناره
ما الحبيب الذي كوى
إنما الحسن علة الـ
ـميل والعلُّ كم روى
وإذا لم يكُ الجما
ل فلا يوجد الجوى
ولهذا فعاصم
صائب في الذي روى»

في المناسبات الدينية المسيحية

تهنئة من إسماعيل عاصم للأخوة المسيحيين بمناسبة عيد رأس السنة في عام ١٩٠٠:١٣
عام بخير مضى والدائم الله
لا خير فيه فقد بانت رزاياه
فاترك حوادثه للدهر يجمعها
واليوم عام بدا بالبشر نلقاه
يا أمة القبط يا أهل الوداد ومن
أنفقتم العمر فيما قد عرفناه
هلا سمعتم نكوث العهد من فئة
عهد الوفا عهدهم فيما عهدناه
إنا وأنتم كلانا واحد وإذا
دخيلكم قال قول السوء نأباه
وكم لنا مجمع بالود نعقده
أراد تفريقنا وغد رفضناه
يضمنا وطن تدنو بنا لغة
في كل مجتمع كلٌّ تتمناه
يسوسنا ملك في عدل ساحته
يظلنا علم بالحق نرعاه
جوامع كلها للخير جامعة
ألا بأيهما منكم نبذناه
وكم تُبودلت الأعياد أجمعها
يزيدها الحب والإخلاص مرماه
والدين لله والديان موجده
بين الخلائق لا معبود إلا هو
قضت لنا ولكم بالود حكمته
والناس بالناس أمر جل معناه
وِفاقُنا لم يغيره الزمان ولم
ينقص لكم بيننا في رحبنا جاه
أيا تُرى مَن سمعتم منه ثم فلم
نعرف دخيلًا به الجهَّال قد فاهوا
وما الدخيل سوى النفس الخبيثة في الـ
أصل الخسيس الذي قد ذم مولاه
فهو السفيه الذي من نطفة الشؤم في الـ
ـجسم الخسيس الذي قد ساء مرباه
فليصلح المرء قبلًا نفسه فإذا
جلت عواطفه بانت مزاياه
وليصلح السير حتى يستقيم وإن
تم الصلاح فقد طابت نواياه
قصيدة ألقاها في مركز جمعية التوفيق القبطية في عيد النيروز الموافق ١١ / ٩ / ١٩٠٠:١٤
عام بخير مضى والدائم الله
واليوم عام بدا يا بشر نلقاهُ
يا أمة القبط يا أهل الوداد ومن
عهد الوفاء عهدهم في ما عهدناهُ
إنا وأنتم كلانا واحد وإذا
أراد تفريقنا وغدٌ رفضناه
يضمنا وطن تدنو بنا لغةٌ
يظلنا علمٌ بالحق نرعاه
جوامع كلها للخير تجمعنا
يزيدها الحب والإخلاص مرماه
والدين لله والديان موجده
والناس بالناس أمرٌ جلَّ معناه
وفاؤنا لم يغيِّره الزمان ولم
نعرف دخيلًا به الجهَّال قد فاهوا
وما الدخيل سوى النفس الخبيثة في الجـ
ـسم الخبيث الذي قد ساء مرباه
فليصلح المرء قبلًا نفسه ومتى
تم الصلاح فقد طابت نواياه
ونسأل الله توفيقًا برحمته
وكل عام لكم في السعد مسواه

في التأبين

في يوم ٣٠ / ١١ / ١٩١٧، كان الاحتفال في دار الأوبرا بتأبين الشيخ سلامة حجازي، وكانت لجنة التأبين برئاسة إسماعيل عاصم، الذي ألقى كلمة الافتتاح قائلًا:١٥ «كل نفس ذائقة الموت، وكل حياة يبيدها الفوت، وكل مركب للانحلال، وكل بسيط للزوال، وكل موجود للانعدام، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
أيها الناس هكذا الأحكام
كل حي يأتي عليه الحِمام
ويموت المليكُ في الحصن والمُلـ
ـكُ لديه كما يموت الغلام
ويموت الغني في وسط الما
ل كما يذهب الفقيرُ المُضام
ويموت العليمُ في ذروة العِلْـ
ـم كما يزهق الجهول المُلام
ويموت الطبيب وهو عليلٌ
يتغنَّى كما تموت النعام
كلنا مائت وفي الموت تلقى
راحة النفس من عناها الكرام
هكذا مات واستراح حجازي
بعد ما أنشَبت به الأسقام
بات في اللحد مستريحًا لدى الله
وبتنا يروعنا الإيلام
كان فينا يكاد يُحيي بمغنا
هُ رفاتًا تقيمها الأنغام
كان غضَّ الآداب سمح المحيَّا
كم تباهت مصر به والشام
فمضى كالأولى مضوا ثم صاروا
بعد حين كأنهم أحلام
فعلى روحهم صلاةٌ من الله
ومنا ترحُّم وسلام»
١  يوسف آصاف وقيصر نصر، «دليل مصر لعامي ١٨٨٩-١٨٩٠»، السابق.
٢  يوسف آصاف وقيصر نصر، السابق.
٣  يوسف آصاف وقيصر نصر، السابق.
٤  يوسف آصاف وقيصر نصر، السابق.
٥  مجلة «المنظوم»، الجزء، ١٩، ٢٠، من ١٥ / ٨ / ١٨٩٣ إلى ١ / ٩ / ١٨٩٣، ص٢٩٢.
٦  مجلة «روضة المدارس المصرية»، السنة الأولى، عدد ١٠، ٢٧ / ٨ / ١٨٧٠، ص١٩.
٧  وهذا اللغز الحسابي نُشر في عدد ١٣ بتاريخ ١٢ / ١٠ / ١٨٧٠، ص٢٤. وهذا نصه:
«نبذة إنشائية مقبولة ومسألة حسابية مجهولة بقلم التلميذ الناجب حسن أفندي عاكف أحد تلامذة الفرقة الأولى من مدرسة المساحة والمحاسبة الخصوصية: اتفق أن شابًّا من أبناء الملوك سلك في طرائق تعليمه أعدل سلوك، وكان يلوح عليه أمارات الفهم والنجابة فائقًا فيما عاناه من الفنون أنداده وأترابه، دعاه يومًا أبوه ليختبر غاية فهمه ويعرف بعض ما حواه ذهنه من عمله، فأحضر إليه بعض المنشئين من الكتاب والماهرين في علم الحساب، وأمرهم أن يفتحوا له باب المجادلة والمناظرة والمناضلة، فظهرت براعته في تحرير الأجوبة وأبدى من كل فن أصعبه، ومما سأله عنه أحد المهرة في علم الحساب — وكان من الشعراء الكتاب — هذه المسألة العجيبة المنظومة الغريبة، وهي:
وهبت لشخص نصف ما قد ملكته
جميعًا وثلثي ثلث ربع الذي بقى
وثمنًا وسدسًا كاملين وبعد ذا
سهام ثمان فرَّقت للتصدُّق
فقل لي كم الموهوب والحاصل الذي
بقى بعده تحت الحساب المدقق
فلم يتفكر إلا بمقدار ما أملى القلم ومسك القرطاس ورقم، فسُرَّ بذلك والده السلطان وأثاب كلًّا من الحاضرين بجزيل الإحسان، فلما رأيت المسألة تأخذ بالألباب وتقضي بالعجب العجاب، نشرت طيبها على الأصدقاء والأُخوان وغيرهم ممن له في علم الحساب أعظم شان أن يكشف لي هذا المعمَّى الغريب، ويجيب عن هذه المسألة بمثل ما أجاب به ذلك الشاب اللبيب؛ لأن العلم بالتعليم، وفوق كل ذي علم عليم.»
٨  «روضة المدارس المصرية»، السنة الأولى، عدد ١٤، ٢٥ / ١٠ / ١٨٧٠، ص١٩.
٩  يوسف آصاف وقيصر نصر، السابق. وهذه القصيدة في تقريظ هذا الكتاب.
١٠  مجلة «أنيس الجليس»، السنة الأولى، الجزء الثاني، ٢٨ / ٢ / ١٨٩٨، ص٦١.
١١  مجلة «المنظوم»، الجزء ١٧، ١٨، من ١٥ / ٧ / ١٨٩٣ إلى ١ / ٨ / ١٨٩٣، ص٢٥١–٢٥٣.
١٢  راجع: أحمد حسين الطماوي، «الديوان المجهول لخليل مطران»، دار الفرجاني، ١٩٨٥، ص٢٢٧–٢٣٤.
١٣  جريدة «الأفكار»، عدد ١١، ٢٨ / ٩ / ١٩٠٠. ومن الملاحظ أن أشطر بعض أبيات هذه القصيدة تتشابه، بل وتتطابق إلى حد كبير مع أشطر أبيات القصيدة التالية.
١٤  مجلة «اللطائف المصورة»، عدد ٢٣٦، السنة الخامسة، ١٨ / ٨ / ١٩١٩، ص٦.
١٥  جورج طنوس، «الشيخ سلامة حجازي وما قيل في تأبينه»، مطبعة الرغائب، ١٩١٧، ص١٢.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤