رعمسيس السابع

وسر ماعت رع مري آمون ستبن رع رعمسيس آن آمون نترحق أيون
لقد ظلت مدة حكم هذا الفرعون مجهولة — كسابقه — إلى أن كتب الأستاذ «بيت» مقاله العظيم عن تواريخ دولة الرعامسة (راجع J. E. A. vol. XIV p. 52 ff) وفيه كشف عن بعض نقط هامة تحدد لنا تواريخ بعض هؤلاء الملوك. وقد ساعده في الكشف عن مدة حكم هذا الفرعون بالذات ما جاء في ورقة محفوظة الآن بمتحف «تورين» لم تكن محتوياتها قد نشرت بعد (راجع J. E. A. vol. XI p. 72 ff).

وهذه الورقة خاصة ببعض حسابات. ومنها استخلص الأستاذ «بيت» أن الفرعون «وسر ماعت رع» (رعمسيس السابع) كان الخلف المباشر للفرعون «رعمسيس السادس»، وأنه حكم على أقل تقدير ست سنوات.

والآثار التي تركها هذا الفرعون قليلة ومعظمها مغتصب أو مقام بحجارة من مبانٍ مجاورة؛ مما يدل على فقر الملوك في هذه الفترة وقلة مواردهم.

وأهم أثر كُشف عنه في منطقة «هليوبوليس» من عهد هذا الفرعون هو مقصورة للعجل «منفيس» غرب قرية «الأطاولة» شمالي «هليوبوليس». والواقع أنه توجد جبانة للعجل «منفيس» على مسافة ٢ كيلومتر من «عين شمس» تقريبًا. وتحتوي على مقابر لعجول «منفيس» يرجع عهدها إلى عهد الأسرة العشرين وما قبلها، وكل اللوحات التي وجدت في هذا المكان محلاة برسم هذا العجل.

والمقبرة التي تنسب إلى عهد هذا الفرعون كشف عنها «أحمد باشا كمال» سنة ١٩٠٢، وقد نسبها خطأ لعهد «رعمسيس الثالث». ثم كتب عنها «دارسي».١

وجدران هذه المقبرة تتألف من أربعة مداميك؛ الثلاثة العليا منها مغطاة بالنقوش، وأما الأخير فخالٍ من النقوش كلية، وليس لهذه المقبرة إلا باب واحد من الجنوب يفتح نحو مدينة الشمس، وعرضه ١٫٢٠ من المتر، وقد كان هذا الباب مسدودًا بحجر واحد ضخم، أما المقصورة نفسها فتبلغ مساحتها ٥٫٨٦ × ٧٫٧٩ أمتار، وقد بنى «رعمسيس السابع» هذه المقبرة بأحجار مأخوذة من قاعات «معبد هليوبوليس» الذي كان مخربًا آنئذ، وقد كُسِيَ خارج هذه المقصورة باللبن، أما من الداخل فقد كانت محلاة بصور دينية ومعها متون مفسرة لها.

فنشاهد فوق الباب قرص الشمس المجنح، وقد كتب في أسفله: «ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وسر ماعت رع آمون ستبن رع» محبوب «مرور» (العجل منفيس) بن رع «رعمسيس السابع» محبوب العجل «منفيس».» وقد نقش على العارضة اليمنى للباب من أسفل: «إله برأس أسد واقف وفي يده سكين وفوقه نقش عمودي: الإله الطيب الذي يعمل الخير في بيت والده (الثور منفيس) ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين، معطي الحياة، ابن رع رب التيجان مثل «رع» لقد عمله بمثابة أثره لوالده لتكون مقصورة فاخرة لإخفاء الجثة أبديًّا.»

وعلى العارضة اليسرى يشاهد من أسفل صورة ابن آوى (إله التحنيط) وفوقه متن مهشم، ويدل ما تبقى منه على أنه إهداء كالسابق.

الجدار الشمالي: يشاهد في أعلى الشمال قرص الشمس المجنح، وتحته رسم بناء يعلوه كرنيش فيه مومية العجل منفيس ممثلًا مضطجعًا على سرير برأس أسد متجهًا نحو اليمين (الشرق) وقد وضع قرص الشمس بين قرنيه، وعلى كتفه صورة صقر منتشر الجناحين قابض بمخالبه على الحلقة الدالة على الأبدية، وتحت رأس الثور رسم الفرعون راكعًا، ورافعًا يديه ليمسك بهما طبقًا فيه رأس الحيوان المقدس، وقد كتب فوق الثور النقش التالي: الثور «منفيس» (مرور) الكائن الطيب (أي أوزير المتوفى) الذي يبلغ العدالة للملك، ويمنحه الحياة والثبات والعافية ملك الوجه القبلي والوجه البحري «رعمسيس السابع». وتحت الثور نقش ما يأتي: يعيش الإله الطيب الذي يجعل الطيبات تعمل في قاعة عمد العدالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين «رعمسيس بن رع» من صلبه، ومحبوبه، رب التيجان «رعمسيس» معطي الحياة مثل «رع». لقد عمله بمثابة أثره لوالده الثور «منفيس».
الجدار الشرقي: وقد قسم هذا الجدار قسمين متساويين، يحتوي كل قسم منهما على منظرين:
  • المنظر الأول من الشمال (من اليمين إلى الشمال): يشاهد فيه الملك يقدم رغيفًا ثلاثي الشكل لثلاثة آلهة كل منها برأس صقر، وفوق الآلهة نقش ما يأتي: «الآلهة أرواح مدينة٢ (ب).»
  • اللوحة الثانية: يشاهد الملك يصب الماء من إناء أمام أربعة آلهة «أوزير» محنطة وفي يده الصولجان «واس»، وتتبعه «إزيس» قابضة على نبات بردي، وباقي المنظر مهشم.
  • المنظر الثالث: يشاهد فيه الفرعون واقفًا أمام مائدة قربان يقدم إناءين من الخمر لخمسة آلهة، وهم: «جب» إله الأرض، و«توت» إلهة السماء، و«إزيس» و«نفتيس»، ثم الإله «حور» لابسًا التاج المزدوج … إلخ.
  • المنظر الرابع: يشاهد فيه الفرعون أمام مائدتين من القربان مقدمًا القرابين لأربعة آلهة وهم أرواح بلدة «نخن»،٣ وقد نقش فوق الفرعون اسمه ولقبه.
  • الصف الأسفل: اللوحة الأولى: يشاهد فيها الفرعون يقدم على طبق أربعة أوانٍ للإلهة «نايت» وكتب فوق الملك: «رب الأرضين، وسيد التيجان «رعمسيس»، وعلى الآلهة نقش: «نايت» الأم الإلهية، معطية الحياة، والصحة كلها، والعافية كلها مثل «رع» أبديًّا.»
  • اللوحة الثانية: الملك يقدم أربعة أوانٍ على طبق للإله «حابي» واقفًا برأس قرد (وهو أحد الآلهة الأربعة الذين يحفظون أحشاء المتوفى) وفوق الملك كتب: «رب الأرضين، وسيد التيجان، «رعمسيس»، وفوق الإله «حابي» كتب اسمه والصيغة العادية، (غير أنها مهشمة بعض الشيء): معطي الحياة والعافية كلها مثل «رع».»
  • اللوحة الثالثة: الملك يصب الماء من إناء أمام الإله «كبح سنوف» معطي الحياة والعافية كلها مثل «رع» (وهو أحد الآلهة الحارسين للأحشاء).
  • اللوحة الرابعة: الملك يقدم طاقتين من البشنين للإله «أنوبيس» برأس ابن آوى، ونقش فوق الملك: «يعيش الإله الطيب، ابن «رع»، رب الأرضين، «رعمسيس» سيد التيجان.» ونقش فوق «أنوبيس»: «أنوبيس» الذي في أكفانه معطي الحياة (وهذا الإله كان يحفظ المتوفى ويكفنه).
  • اللوحة الخامسة: الملك أمام مائدتين يقدم النار، ويصب الماء أمام إلهين برأس إنسان، وفوق الملك كتب اسمه ولقبه: رب الأرضين وسيد التيجان. وفوق الإلهين: موقد النار، ومن يجعله يرى والده. وأمام الملك كتب: إطلاق البخور لوالده. وأمام الإلهين: لقد أعطيناك الشجاعة كلها والقوة.
  • المنظر السادس: الملك أمام قربان يتعبد للإلهة «نايت» لابسة التاج الأحمر. (والظاهر أن الكاتب هنا قد وضع الإلهة «نايت» خطأ بدلًا من الإلهة «إزيس» التي ذكرت في المتن). وفوق الملك كتب اسمه ولقبه، وفوق «إزيس» كتب: كلام تقوله «إزيس» العظيمة، «الأم الإلهية».
  • الجدار الغربي: الصف الأعلى: اللوحة الأولى: يشاهد الفرعون واقفًا أمام مائدتين من القربان، يصب الماء أمام ثلاثة آلهة برءوس بشرية، وكتب فوق الملك: رب الأرضين وسيد التيجان «رعمسيس» … إلخ.
  • اللوحة الثانية: يُرى الفرعون أمام مائدة قربان وهو يتعبد لأربعة آلهة واقفين برأس ثور، وتتبعه الإلهة «نوت»، وفوق الملك كتب اسمه، وفوق المتن نقش مهشم بعض أجزائه «… الثور «منفيس» ابن البقرة «حسات» الذي يصعد إلى «آتوم» …» إلخ.
  • اللوحة الثالثة: يشاهد فيها الفرعون يصب الماء على مائدة من إناء يقبض عليه بكلتا يديه، وأمامه ثلاثة آلهة بأجسام محنطة يقبض كل واحد منهم بيديه على الصولجان «واس»، وقد مثل كل منهم برأس ثور، ويتبع الفرعون البقرة «حسات»، وعلى رأسها قرص الشمس وقرنان ملصقان بالريشتين العاليتين اللتين تتحلى بهما. وفوق الملك كتب اسمه.

    أما فوق الآلهة فقد نقش ما يأتي: الثور «منفيس» (مر-ور) الكائن الطيب «منفيس» ابن البقرة «حسات»، و«منفيس حسات» «الأم الإلهية» (أي أم الثور «منفيس»).

  • اللوحة الرابعة: الملك يقدم كأسًا لثلاثة آلهة واقفين، وكل واحد منهم برأس إنسان، وهم آلهة الجنوب. وقد كتب فوق الملك اسمه: «رعمسيس» معطي الحياة أبديًّا، وفوق الآلهة: آلهة الجنوب.
  • الصف الأسفل: اللوحة الأولى: الملك يتعبد — وذراعاه منخفضان — للإلهة «نفتيس». وقد كتب فوق الملك اسمه، وفوق الإلهة: كلام تقوله «نفتيس» التي تعطي الحياة. وأمام الإله نقش: التعبد للإلهة. وأمام الإلهة: أعطيك السلامة كلها.
  • اللوحة الثانية: الملك يقدم آنية تحتوي على نار لإله برأس «مالك الحزين» (تحوت) وفوق الفرعون كتب اسمه ولقبه كالمعتاد. وفوق الإله كتب: الذي تحت الزيتونة، رب السماء الذي يعطي الصحة كلها. وكتب أمام الإله: إني أعطيك فرح القلب كله.
  • اللوحة الثالثة: الملك يقدم إناء لإله في هيئة صقر، يلبس التاج المزدوج. وفوق الملك كتب اسمه ولقبه كالعادة. وفوق الإله كتب: «حورخنتي» … وأمام الإله كتب: إني أعطيك القوة كلها.
  • اللوحة الرابعة: الملك يقدم رغيفًا طويلًا للإله «دواموتف» (أحد الآلهة حفظة الأحشاء) واقفًا وبيده الصولجان «واس» ومصورًا برأس ابن آوى. وفوق الفرعون كتب اسمه ولقبه، وفوق الإله كتب: كلام يقال بوساطة الإله «دواموتف» … وأمام الملك كتب: تقديم رغيف «شنس» … وأمام الإله تقديم … كل الطعام.
  • اللوحة الخامسة: الملك يقدم إناءين من الخمر للإله «أمستي»، وقد كتب فوق الملك اسمه ولقبه كالمعتاد. وفوق الإله: «أمستي» يعطيه كل الحياة والعافية. وأمام الفرعون: تقديم إناءين من النبيذ لوالده «أمستي».
  • اللوحة السادسة: الملك يقدم طاقتين من الأزهار للإلهة «سلكت» وعلى رأسها حية، وفوق الملك اسمه ولقبه. وفوق الإلهة كتب: «سلكت» معطاة كل الحياة مثل «رع».

هذا وصف موجز لما نُقش على جدران هذه المقصورة، ومن محفوظة «بالمتحف المصري». يضاف إلى ذلك لوحة لم يتبقَ منها إلا قطعتان، وهي من الحجر الجيري. وقد جاء عليها ذكر إقامة هذا القبر للعجل «منفيس» بأمر من الفرعون «رعمسيس السابع». وهاتان القطعتان من أسفل اللوحة ومتنهما مهشم، ويفصل بعضهما عن بعض فجوة كانت تشمل سطرين. وعلى جانبي اللوحة كُتب اسم الفرعون وألقابه الرسمية.

وقد عثر في هذا القبر على لوحة مستديرة القمة. وفي هذا الجزء المستدير نقرأ المتن التالي: «الثور «منفيس» (مر-ور) مكرر٤ «رع». قربان يقدمه الملك لروح الثور «مر-ور» عندما يمتزج «برع»، ويرتفع مع «آتوم»، وإلى روح الكاهن أعظم الرائين «وعبب م برع» بن «أنحور».» وهذه الصيغة يتبعها منظر يشاهد فيه العجل «منفيس» واقفًا على محراب، ومحاطًا بالبشنين، ومتوجًا بقرص الشمس، وأمامه مائدة قربان عليها طاقة أزهار. والكاهن أعظم الرائين قد مثل كذلك واقفًا يحرق البخور.

وفي أسفل اللوحة صيغة دينية تتألف من ستة أسطر، وهي: قربان يقدمه الملك لروح الثور «منفيس» مكرر «رع»، عندما يصعد «لآتوم» ليعطي الهواء لحنجرته في عالم الآخرة في بيت «رع»، والحمد في بيت «آتوم» الكاهن أعظم الرائين التابع لمعبد «رع»، والخبز «لأنحور» المرحوم، رب الاحترام، ويجعله يبتلع الهواء الجميل، رب الاحترام.

وبعد ذلك نشاهد على اليمين في اللوحة صورة الكاهن الأعظم للشمس مرتديًا قميصًا ذا ثنيات (كسر) ويتحلى بقلادة، رافعًا يده اليمنى تعبدًا، وفي يده اليسرى ساق بشنين.

وقد وجد كذلك في القبر سبعة أوانٍ للأحشاء، أربعة منها من المرمر، طول الواحدة منها خمسة وأربعون سنتيمترًا، وقد عثر عليها في الزاوية الشمالية الشرقية من القبر. وكل واحدة منها لها غطاؤها برأس الإله الذي يحمي جزءًا من أحشاء العجل. وهؤلاء الآلهة هم: «داموتف» ومعه الإلهة «نايت»، والإله «حابي» ومعه الإلهة «نفتيس»، والإله «أمستي» ومعه الإلهة «إزيس»، وأخيرًا الإله «كبح سنوف» ومعه الإلهة «سلكت». وقد كانت هذه الأواني — بطبيعة الحال — لحفظ أحشاء الثور «منفيس». وقد وجد كذلك إناء خامس مصنوع من الحجر الجيري بنفس الحجم السابق غير أنه كان خاليًا من النقوش، ووجدت ثلاثة أخرى مهشمة في الزاوية الشمالية الغربية خالية من النقوش.

وأخيرًا وجدت أربعة أوانٍ أخرى للأحشاء في الزاوية الجنوبية الشرقية أقل حجمًا من السابقة. هذا وقد عُثر على إناء كبير من الفخار مهشمًا.

أما مومية الثور فقد وجدت مهشمة في وسط القبر، غارقة في الماء. وقد وجدت بجوارها مقابض من النحاس، مما يدل على أنها كانت في تابوت من الخشب، وأنها سرقت في العصور القديمة ومزقها اللصوص.

وكذلك عُثر على آنية من الحجر الجيري ملونة باللون الأزرق، وارتفاعها ٧سم ونُقش عليها اسم «رعمسيس السابع»، ولقبه بالمداد الأسود. هذا إلى جُعَل من الحجر الجيري نقش عليه: «أوزير مرور» (أي أوزير الثور منفيس). وكذلك وجد جعرانان كبيران من حجر «الشيست»، وبعض أشكال آلهة صغيرة الحجم.

تعليق: تُعد هذه المقبرة من المقابر الهامة في هذا العصر المظلم، الذي لا نعرف فيه شيئًا عن أواخر ملوك الرعامسة. والواقع أن عبادة العجل «منفيس» — على ما يظهر — كانت منتشرة في عهد الرعامسة بصورة بارزة، وهذا الثور — كما ذكرنا من قبل — كان يعد حاجبًا للإله «رع» ومبلغًا لأوامره وبخاصة العدالة التي كانت أهم قانون نشره «رع» على الأرض أيام كان يحكمها كما ذكرت الأساطير. ولم يكن الثور «منفيس» إلهًا بالمعنى الحقيقي كما نفهمه، بل كان مثله كمثل الفرعون؛ ولذلك كان يجري عليه ما يجري على الفرعون، فكان يحنط، وتعمل له أواني أحشاء باسمه، ويدفن في قبر خاص. ولعل السبب الأكبر في عناية الملوك بتحنيطه ودفنه هو أنه كان حاجبًا لوالده «رع»، الذي كان يعد والدًا لكل فرعون يحكم البلاد. وقد كانت كل المراسيم التي تقام للعجل «منفيس» يقوم بأدائها الفرعون نفسه، فكان يقدم له القربان ويحرق أمامه البخور؛ ويوقد له النار ليضيء له قبره وكان الاعتقاد السائد أن الثور «منفيس» بعد مماته يرتفع إلى السماء لينضم للإله «آتوم» في عالم السموات، وهذا هو نفس الاعتقاد فيما يخص الفراعنة (راجع مصر القديمة ج٦).

وخلاصة القول: أن رسوم هذه المقبرة وما جاء عليها من مناظر تقدم لنا صورة واضحة بأن الثور «منفيس» لم يكن إلهًا بالمعنى الحقيقي، بل كان إلهًا بالمعنى الذي نفهمه عن الفرعون، وكانت تُعمل له كل المراسيم التي كانت تعمل للفرعون.

آثار أخرى لهذا الفرعون: وقد جاء ذكر هذا الفرعون على بردية (Pleyte-Rossi p1. LXXII). وهذه الورقة تحتوي على متنين، وهما جزء من يوميات الجبانة. والصفحة الأولى من المتن الثاني (أسطر ٢–٨) تحتوي على قائمة ملابس أعطيت في السنة السابعة المواطنة المسماة «تاور تمحب»، وهي نصيبها في قسمة ملابس كانت للكاتب «أمننخت» بين أولاده، ومن المحتمل أنها كانت زوجه. وقد قام بعمل القسمة كاتب الجبانة المسمى «حوري».
ونجد — خلافًا لذلك — اسم هذا الفرعون منقوشًا على آثار بعض الملوك الذين خلفوه. ففي «الكرنك» نقش اسمه على قطعة حجر منسوبة إلى الملك «شبانا كا» الأثيوبي، مما يدل على أن الأخير اغتصبها (راجع L. D, V., 49). ونجد في «الكرنك» أن هذا الفرعون محا اسم «رعمسيس الرابع»، وكتب اسمه فوقه على البوابة التاسعة (L. D. III, 219 a).
وفي «الرمسيوم» كذلك محا اسم «رعمسيس الرابع»، ونقش اسمه فوقه (راجع L. D. T. III p. 132).
وقد اغتصب هذا الفرعون موائد قربان باسم «رعمسيس الثاني» لنفسه، وهي محفوظة الآن «بمتحف باريس».٥
كما وجد له كذلك موائد قربان مغتصبة من نفس الفرعون «رعمسيس الثاني»، وهي محفوظة الآن «بمتحف مرسيليا».٦

ووجد له قاعدة تمثال نقش عليها اسمه، وهي محفوظة الآن «بمتحف اللوفر» برقم ٣١٨١٧.

وفي متحف «تورين» بردية دُوِّنَ فيها أنشودة لهذا الفرعون.٧
وفي «نانت» من أعمال فرنسا توجد قطعة بردي عليها اسمه في مجموعة مندويت.٨
وقد نقل صورة له «لبسيوس».٩
قبر الفرعون «رعمسيس السابع»: يقع قبر هذا الفرعون في مقابر «وادي الملوك». والظاهر أنه لم ينظف في الأزمان الحديثة، وهو صغير الحجم، وليس فيه من المناظر ما يلفت نظر المتفرج العادي. فيشاهد — على يمين الداخل — الملك يتعبد لصورة الإله «بتاح» — سكر — «أوزير» جالسًا. وعلى اليسار يتعبد الإله «حرمخيس-آتوم»، وكذلك ترى صور خرافية على كلا الجانبين في أثناء مرور الزائر، وبعد ذلك نرى ممثلًا على اليمين وعلى الشمال صورة الإله «حور عماد أمه». (أو صورة الكاهن، أو الأمير الذي يقوم بدور هذا الإله في الجناز) قابضًا بيده على إناء يتدفق منه ماء الطهور على الملك المتوفى، الذي مثل مرتديًا ملابس «أوزير». وبعد ذلك ننتقل إلى حجرة الدفن حيث نشاهد تابوتًا خشنًا من الجرانيت غير كامل الصنع. وعلى جدران هذه الحجرة كانت الصورة المعتادة غير أنها قد هشمت هنا. وفي السقف صورة الإلهة «نوت» بالشكل المستطيل الذي تظهر فيه أحيانًا، وفي الكوة التي في نهاية الحجرة يشاهد الملك — على اليمين — يقرب العدالة للإله «أوزير-وننفر» إله الموتى. ولم يعثر قط على مومية هذا الفرعون. ومن المحتمل أن قبره لم يكن معروفًا للكهنة الذين نقلوا الموميات الفرعونية إلى مخبئهم. ومن المحتمل أنه وجد وسرق في عهد متأخر، وقد كان مفتوحًا؛ لأنه وجدت على جدرانه بعض نقوش على الصخر من عصور متأخرة (راجع Weigall, Guide p. 195 f.).
١  راجع: Rec. Trav. 25. p. 29 ff; A. S. XVIII. p. 211–17; Gauthier, L. R. III, p. 203.
٢  يقصد هنا الملوك السابقين؛ لأن كل ملك بعد موته يصير روحًا (راجع Sethe, Urgeschichte Und Alteste Réligion Der Agypter Par. 127).
٣  راجع: Sethe, Ibid. Par. 127.
٤  أي صورة «رع».
٥  راجع: De Rouge, Monuments Egyp. du Louvre. p. 210, d, 61; Lepsuis Auswahl XIV.
٦  راجع: Maspero, Cat. Marseille. p. 5.
٧  راجع: Pleyete, Papyrus de Turin, 123.
٨  راجع: Wiedemann, Greschichte, 517.
٩  راجع: L. D. III, 300, 73.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤