الفرعون رعمسيس التاسع

يدل البحث الذي قام به الأستاذ «أرك بيت» على أن هذا الفرعون قد حكم — على أقل تقدير — نحو سبع عشرة سنة.١

وعلى الرغم من أن هذا الفرعون كان مثله كمثل سابقيه من الرعامسة ليس له أعمال عظيمة، فإن الأحداث التي وقعت في عهده تعد من الأهمية بمكان في تاريخ البلاد الداخلي من حيث الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية. والواقع أنه قد كُشف عن عدة أوراق بردية يرجع بعضها إلى عهده، وهي تميط اللثام عن الهوة التي سقطت فيها البلاد من الوجهة الخلقية، سببها الفقر الذي كان ضاربًا أطنابه في البلاد، ذلك الفقر الذي أدى بالأهلين إلى نهب قبور الموتى من علية القوم، تم تخطوا ذلك إلى قبور الفراعنة أنفسهم الذين كانوا موضع التقديس والمهابة في كل زمان ومكان في تاريخ مصر القديمة، ولكن الفقر والجوع جعلا الناس يكفرون بفراعنتهم، فضربوا باحترامهم عرض الحائط، ونهبوا مقابرهم، وباعوا متاعها ليسدوا به رمقهم. وقد ساعد على ذلك ضعف ملوك الرعامسة أنفسهم في هذه الفترة من كل الوجوه، فلم يكن الغزو الأجنبي على أية حال هو الخطر الوحيد الذي كان يواجه هؤلاء الفراعنة الضعاف، بل كانت هناك عوامل أخرى تعمل ببطء وعلى مهل في هدم كيان البلاد، وذلك أن الغزوات المظفرة التي قام بها «رعمسيس الثاني» ومن بعده ابنه «مرنبتاح»، وأخيرًا «رعمسيس الثالث» كانت سببًا في جلب الغنائم العظيمة إلى مصر حقًّا، غير أن معظمها سلك — بطبيعة الحال — سبيله إلى خزائن الآلهة الذين كانوا يهبون هؤلاء الفراعنة النصر؛ وبخاصة إلى خزائن الإله «آمون-رع» ملك الآلهة، والإله «رع»، ثم الإله «بتاح» كما فصلنا القول في ذلك في ورقة «هاريس» الكبرى، وورقة «فلبور»، مما دل على أن ثروة المعابد والكهنة وقتئذ كانت عظيمة بدرجة فاحشة.

وفضلًا عن ذلك تدل الحوادث على أن الفراعنة كانوا يتولون العرش تباعًا وبسرعة، فكان الواحد منهم لا يمكث على أريكة الملك إلا فترة قصيرة، ثم يخلفه آخر لا يدوم حكمه إلا سنوات معدودة ثم يختفي، في حين كان الكاهن الأكبر «لآمون» ثابت العرش حتى إنه كان يعد في نظر الشعب وقتئذ أعظم شأنًا، وأعز سلطانا من الفرعون نفسه في الواقع لا في الظاهر؛ ولا غرابة في ذلك فإنه منذ عهد «رعمسيس الثالث» حتى حكم «رعمسيس التاسع»، الذي نحن بصدده الآن لم يتولَّ كرسي الكاهن الأول إلا ثلاثة نفر وهم: «رعمسيس نخت» و«نسيآمون» ثم «أمنحتب» وكلهم من أسرة واحدة؛ وليس من الأمور الغريبة إذن أن فكرة استيلاء أسرة الكهنة على عرش الملك من أسرة الرعامسة كانت قد اختمرت في عقولهم واستولت على مشاعرهم، ثم انتهت بالتنفيذ؛ وتدل شواهد الأحوال على أن تنفيذ هذا المشروع كان قد بدأ في هدوء وسكينة وروية وحكمة وسياسية بالغة، على الرغم من أننا قد سمعنا بحرب الكاهن الأكبر «أمنحتب».

ومن المحتمل أن ذلك كان هجومًا عليه لا هجومًا قام به هو كما سنرى بعد. ومهما تكن الطرق التي استخدمها الكهنة وقتئذ فإن الكاهن الأكبر «حريحور» كان في قدرته في نهاية الأمر أن يعتدي على امتيازات الفرعون بنجاح عظيم، ويسلبها منه واحدة فواحدة لدرجة أنه استولى في نهاية الأمر على عرش ملك الرعامسة، وأسس الأسرة الواحدة والعشرين، وهي أسرة الكهنة. وهذه كانت حالة البلاد في الوقت الذي نهبت فيها المقابر، وارتكبت فيها سرقات أخرى تحدثنا عنها أوراق البردي التي عثر عليها من هذا العصر. وليس من الغريب إذن أن نجد الحكومة التي كان عليها أن تواجه مثل هذه المعضلات الحيوية غير قادرة على أن تحمي من العبث والتدنيس المقابر الملكية، ولا معابد الآلهة، ولا مقابر علية القوم، وقد انحط سلطان مصر في الخارج إلى الحضيض، وسنرى مقدار هذا التدهور في تقرير «ونآمون»، وضياع هيبة البلاد في «سوريا» وكذلك الغزوة التي قام بها جنود «المشوش»، و«بابيخسي» السوداني على ما يظهر.

(١) أهم أوراق البردي٢ التي كشف عنها في عهد هذا الفرعون وغيره خاصة بسرقات القبور

والأوراق التي سنفحصها هنا لا تؤلف وحدة متصلة الحلقات، ولكن تاريخها كلها يمكن أن نعزوه على وجه عام إلى أواخر الأسرة العشرين، وليس من بينها وثيقة ترجع إلى ما قبل عهد الفرعون «رعمسيس التاسع» (نفر كارع). هذا ولا يمكن ترتيب محتوياتها؛ لأن بعضها كان قد استعمل أكثر من مرة، أي استعمل وجه الورقة أولًا وبعدها بفترة استعمل ظهرها. وكل ما يمكن القول عن كل ورقة منها على وجه عام هو أنها تشمل متنًا خاصًّا بسرقة القبور، أو الأماكن المقدسة، وسنرى أحيانًا أن لدينا أكثر من ورقة واحدة تبحث في نفس الواقعة. والقائمة التي سنوردها هنا تقدم لنا مجاميع من أوراق البردي سهلة التناول على حسب محتوياتها وتاريخها، تمهيدًا لفهم سير البحث الذي سنفصل القول فيه عن كل مجموعة:
  • المجموعة الأولى «أ»: (١) ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٢٢١، وهي المعروفة بورقة «إبوت» وقد أرخت بالسنة السادسة عشرة من عهد الفرعون «نفر كارع». ويتناول موضوعها تفتيش المقابر الملكية وغيرها من المقابر التي قيل إنها سرقت؛ هذا بالإضافة إلى الحوادث التي نتجت عن ذلك.

    (٢) ورقة «أمهرست وليو بولد الثاني»، ويرجع تاريخها إلى السنة السادسة عشرة من حكم الفرعون «نفر كارع»، وهي متصلة بتفتيش المقابر التي سجلت في ورقة «إبوت».

  • المجموعة «ب»: وتحتوي على ورقة «المتحف البريطاني» رقم ١٠٠٥٤، وهذه الورقة تحتوي على متون عدة مميزة وهي:
    • (١) عنوان قائمة على ظهر الورقة (الصفحة رقم ١ والوجه ص١، ٢ وجزء من الثالثة سطر ١–٦) وهذه من وثيقة متناسقة، وتشير إلى سرقات القبور. ولما كانت عصابة اللصوص هنا هي نفس عصابة ورقة «أمهرست وليو بولد الثاني»، فإنه يمكن تأريخها بالسنة السادسة عشرة من حكم «رعمسيس التاسع».
    • (٢) الصفحتان الخامسة والسادسة من الظهر وتحتويان قائمة لصوص، بعضهم من الذين اتهموا في المتن (أ) وبعضهم معروف لدينا من نفس العصر.
    • (٣) وجه الورقة، الصفحة الثالثة وينتهي عند السطر السابع المتن الخاص بالسرقات من مباني المعبد، وقد أرخت بالسنة الثامنة عشرة، ويحتمل أنها من عهد «رعمسيس التاسع» أو من عهد «رعمسيس الحادي عشر».
    • (٤) الصفحات الثانية والثالثة والرابعة تشمل متنًا خاصًا بتوزيع قمح وخبز، وقد أرخت بالسنة السادسة من عهد «رعمسيس الحادي عشر».
    • (٥) سجل خاص بموضوع تسليم قارب، وقد أرخ بالسنة العاشرة ولا يمكن أن يكون تاريخه قبل تاريخ المتن الرابع، وهذا السجل كتب في نهاية متن وجه الورقة في الصفحة الثانية.
  • المجموعة «ﺟ» وتحتوي على: (١) ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٠٦٨: ووجه الورقة مؤرخ بالسنة السابعة عشرة من عهد «رعمسيس التاسع»، وتبحث في كميات من الذهب والفضة والنحاس ومواد أخرى استعيدت من لصوص المقابر، وعلى ظهر الورقة متنان ليس لهما علاقة بالمتن الذي على وجهها. فالصفحة الأولى من أولهما سجل فيه مقادير من الذهب والفضة والنحاس والملابس سلمت من أشخاص بمثابة مؤن للجنود، والمتن الثاني من الصفحة الثانية حتى الثامنة قائمة ملاك منازل في غربي «طيبة»، وتاريخه السنة الثانية عشرة من عهد «رعمسيس الحادي عشر». المتن الأول (ص١ من الظهر) لم يذكر فيه التاريخ، ولكن تدل شواهد الأحوال على أنه يؤرخ بتاريخ قائمة المنازل.
    (٢) ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٠٥٣: المتن الذي كتب على وجه الورقة. ويعرف هذا المتن حتى الآن باسم «ورقة هاريس A»، وقد أرخ بالسنة السابعة عشرة من حكم «نفر كارع»، ويحتوي على شهادة نفس اللصوص الذين في الورقة رقم ١٠٠٦٨ بخصوص تصرفهم في النحاس من القبر. واللصوص الذين تتناولهم هذه المجموعة قد أشير إليهم في يوميات ورقة «تورين» المؤرخة بالسنة السابعة عشرة، من عهد الفرعون «نفر كارع» «رعمسيس التاسع».
  • المجموعة «د»: هذه المجموعة تحتوي على متنين ليس لأحدهما في الواقع علاقة بالآخر، غير أن كلًّا منهما يتناول نفس نوع السرقة، أي إن الأفراد الذين ذكروا فيهما كانوا لصوصًا يسرقون من أماكن غير المقابر.
    • (١) ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٠٥٣ (ظهر الورقة): وهي مؤرخة بالسنة التاسعة، ويحتمل أنها بعد الفرعون «نفر كارع»، وعلى ذلك تكون من عهد الفرعون «رعمسيس الحادي عشر»، وتتناول سرقات من أماكن مختلفة، وربما يدخل في ذلك معبدا «رعمسيس الثاني» والثالث.
    • (٢) ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٣٨٣: وهي مؤرخة بالسنة الثانية من عصر النهضة، أي عهد «رعمسيس الحادي عشر»، وتتناول السرقات التي من معبد «رعمسيس الثالث» بمدينة «هابو».
  • المجموعة «ﻫ»: وهذه المجموعة تتناول طائفتين من اللصوص قد حُقق معهم في نفس الوقت وهي سرقات في الجبانة، وسرقات من صناديق صغيرة تحتوي على حلي للمعابد (صناديق النفائس). وتشمل الأوراق التالية:
    • (١) ورقة «إبوت» الصفحة الثامنة: كُتبت على ظهر الورقة، وهذه الصفحة أو الصفحتان قد عرفتا عادة بجداول ورقة «إبوت»، وقد أرخت بالسنة الأولى المقابلة للسنة التاسعة عشرة من عهد «رعمسيس الحادي عشر»، وتشمل قوائم لصوص قد اتهموا في سرقات من الجبانة ومن صناديق النفائس.
    • (٢) ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٠٥٢: وتشمل الأدوار الخاصة بالتحقيق مع لصوص الجبانة الذين اتهموا في سرقات صناديق النفائس من الجبانة.
    • (٣) ورقة «ماير» حرف «أ»: وقد سجل فيها أدوار أتت بعد عن نفس هذه التحقيقات، وكذلك تحتوي على جزء من التحقيق مع لصوص صناديق النفائس التي ذكرت في جداول «إبوت»، وقد أرخت بالسنة الأولى والثانية من عهد النهضة.
    • (٤) ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٤٠٣: وقد دونت فيها بعض حقائق أخذت في أثناء إجراءات التحقيق الخاص بصناديق النفائس.
  • المجموعة «و»: ورقة «ماير» حرف «ب»: وهي قطعة من اعتراف لصوص بخصوص سرقات من مقبرة «رعمسيس السادس». وتاريخ هذه الورقة مفقود ولا يمكن استخلاصه من أسماء الأشخاص المتهمين.
  • المجموعة «ز»: ورقة «أمبراس» الموجودة الآن بمتحف «فينا» رقم ٣٠: وهي مؤرخة بالسنة السادسة من عهد النهضة. وهي قائمة بأسماء وثائق وجدت محفوظة في إناءين. وقد وحدت جزئيًّا ببعض الأوراق التي في المجاميع الأخرى.

ورقتا «إبوت» و«أمهرست ليو بولد الثاني»

وأهم الأوراق الخاصة بسرقة المقابر الملكية هما ورقة «إبوت» و«ورقة أمهرست»، ومتناهما متصلان بعضهما بالبعض الآخر اتصالًا وثيقًا. فالأولى تحدثنا عن تفتيش المقابر الملكية وغيرها، وقد كان الحافز لذلك تقارير وصلت إلى السلطة الحاكمة عن نهب بعض هذه المقابر، هذا إلى بعض حوادث خاصة تبحث عن التفتيش الذي أدى إلى إقحام موظفين طيبيين مختلفين وبعض عمال الجبانة.

أما ورقة «أمهرست» والجزء الضائع منها الذي عثر عليه حديثًا، وأطلق عليه ورقة «ليو بولد الثاني» كما سنتحدث عن ذلك فيما بعد، فقد دون فيها محاكمة بعض اللصوص الذين نهبوا قبر الملك «سبكمساف» وزوجه الذي فحص من قبل ووجد أنه قد نهب، وبعد ذلك سلم المجرمون للكاهن الأكبر «أمنحتب» حتى يصدر الحكم عليهم؛ ولأجل أن نفهم العلاقة التي بين هاتين الورقتين لا بد من فحص محتوياتهما وترجمتهما ترجمة حرفية، ثم وضع مجمل عن مشتملاتهما معا.

ورقة «إبوت»: تعد ورقة «إبوت» من ذخائر «المتحف البريطاني» رقم «١٠٢٢١». وقد نشرت صورتها للمرة الأولى عام ١٨٦٠م (راجع Select Papyri in the Hieratic Character from the Collection of the British Museum Part II, p. VIII).
وقد ذكر في هذا المؤلف أنها اشتريت عام ١٨٥٧ من الدكتور «إبوت» في مصر، وذلك بإرشاد السير «جاردنر ولكنسون»، ولا يعرف المكان الذي وجدت فيه، ويبلغ طولها ٢١٨ سنتيمترًا، وعرضها ٤٢٥ سنتيمترًا. وقد تناولها بعض العلماء بالبحث، ونخص بالذكر منهم «ونلك» (J. E. A. Vol. X p. 217 ff) ثم الأستاذ «إرك بيت» كما ذكرنا من قبل.

وقبل أن نقدم ترجمة حرفية لهذه الورقة سنضع أمام القارئ مختصرًا للحوادث التي يشملها المتن تسهيلًا لفهم الترجمة.

والحوادث التي جاء ذكرها في هذه الوثيقة يرجع عهدها إلى اليوم الثامن عشر، وتستمر حتى اليوم الحادي والعشرين من فصل الفيضان من السنة السادسة عشرة من حكم الفرعون «نفر كارع» (رعمسيس التاسع).

ففي اليوم الثامن عشر أرسلت لجنة مؤلفة من مراقبي كتاب الجبانة بالإضافة إلى كاتب الوزير، والكاتب المشرف على الخزانة الفرعونية لفحص مقابر الملوك القدامى، ومقابر المنعمين الذين عاشوا في الأزمان السالفة الكائنة في غربي «نو» أي: المدينة (ولفظة «نو» تطلق على «طيبة» وقتئذ كما تطلق لفظة المدينة على «يثرب» مدينة الرسول في أيامنا). وهذه اللجنة قد أرسلها كل من الوزير «خعمواست» وساقي الفرعون «نسآمون» ومدير بيت المتعبدة الإلهية، والساقي الملكي «نفر كارع-مبر آمون»، وكان السبب في إرسالها هو تقرير قدمه «بورعا» أمير (أو عمدة) القسم الغربي لمدينة «طيبة» بالاشتراك مع رئيس المازوي (الشرطة) للجبانة، إلى الوزير والأشراف، وساقي الملك عن لصوص. وقد كتبت قائمة بأسماء أعضاء اللجنة، وعلى رأسهم «بورعا» نفسه.

وبعد ذلك تأتي قائمة بأسماء المقابر التي فحصت، وتحتوي على قبرين من مقابر الأسرة الرابعة عشرة، وسبع مقابر من مقابر ملوك الأسرة السابعة عشرة، ومقبرة واحدة من مقابر ملوك الأسرة الثامنة عشرة. وهذه المقبرة الأخيرة هي للفرعون «أمنحتب الأول»، وقد كان عمدة «طيبة» الشرقية «باسر» قد أبلغ عنها الموظفين العظام الأربعة السابقين الذين أرسلوا لجنة التحقيق، وكذلك الأشراف بأنها قد نهبت، ولكنها على أية حال بعد الفحص وجدت سليمة. ولا نزاع في أن «باسر» قد أبرز بصفة خاصة مقبرة «أمنحتب الأول» دون غيرها من مقابر الملوك الأخرى؛ لأنها كانت تعد أقدس شيء عند العمال، ويرجع السبب في ذلك إلى أن «أمنحتب الأول» كان يُعد إله العمال وحاميهم، إذ كانوا يرجعون إلى تمثاله في حل مشكلاتهم بما يوحي به (راجع مصر القديمة ج٤) وفي سرقة مقبرة «أمنحتب» تنديد صريح بالعمال؛ لأنه كان معبودهم، وقد فحصت كذلك مقابر الملوك الآخرين فلم يوجد من بينهم قبر نهب إلا قبر الفرعون «سبكمساف»، وكذلك فحصت أربع مقابر لمغنيات بيت المتعبدة الإلهية، ووجدت منها اثنتان قد عبث بهما. أما مقابر الأفراد الذين كانوا أقل أهمية من الذين ذكرنا من قبل فقد فُحصت ووجدت مخربة كلها. وقد أبلغت اللجنة التي أُرسلت للفحص عن كل ما رأوا، أربعة الموظفين العظام، وكذلك الأشراف الذين كلفوهم بهذه المهمة.

وقد أبرز «بورعا» عمدة «طيبة» الغربية في نفس اليوم على ما يظهر قائمة باللصوص الذين كانوا قد سجنوا، وعند سؤالهم اعترفوا بما حدث.

وفي اليوم التاسع عشر ذهب كل من الوزير «خعمواست»، وساقي الفرعون «نسآمون» شخصيًّا إلى «مكان الجمال» أي: وادي مقابر الملكات لفحص مقابر الأمراء الملكيين، والزوجات والأمهات الملكيات. وقد اصطحبا معهما نحاسًا يدعى «بيخال» وكان قد قبض عليه مع اثنين آخرين على مقربة من هذه المقابر، وحقق معه في السنة الرابعة عشرة الوزير «نب ماعت رع نخت» وقتئذ، وقد قرر «بيخال» في التحقيق الحالي أنه ارتكب جرائم سرقة في مقبرة الملكة «إزيس» زوج الفرعون «رعمسيس الثالث». وعند وصول هذا النحاس إلى الوادي طلب إليه أن يرشد عن القبر الذي سرق منه، غير أنه لم يكن في مقدوره الإرشاد عنه على الرغم من الضرب الذي انصب عليه، بل كل ما استطاع الإرشاد عنه هو قبر لم يكن قد استعمل قط، وكوخ عامل أيضًا.

وقد فحصت أختام المقابر كلها التي في «وادي الملوك» ووجدت كلها سليمة، وعلى ذلك أمر الأشراف المفتشين وعمال الجبانة بالطواف حول «طيبة الغربية»، وقد استمروا في طوافهم حتى «طيبة الشرقية» نفسها في موكب عظيم أو مظاهرة فرح معبرين عن براءة حراس الجبانة وسلامة مقابرها.

وفي نفس اليوم قابل أمير «طيبة» (العمدة) الشرقية «باسر»، ومعه ساقي الفرعون «نسآمون» وبعض موظفي الجبانة، وتناقش معهم بشدة، وقد أشار إليهم بأن المظاهرة التي قاموا بها كانت موجهة في الواقع لشخصه، ثم أضاف قائلًا: إن سبب غبطتهم كان أقل مما تصوروا؛ لأن كاتبَيِ الجبانة قد أخبراه بخمس حوادث نهب خطيرة سيبلغ عنها الفرعون.

اليوم العشرون: والظاهر أن هذه المحادثة كانت قد وصلت إلى مسامع «بورعا» الذي كتب عنها تقريرًا مفصلًا ووضعه أمام الوزير. وهذا التقرير أكثر تفصيلًا من المحادثة ويشمل اتهامًا لكاتبَي الجبانة؛ لأنهما قد وضعا التهم أمام «باسر» بدلًا من الوزير كما هو المعتاد، وطلب أن تفحص التهم في الحال.
اليوم الحادي والعشرون: وعلى أثر ذلك طلب تشكيل المحكمة، وكان «باسر» عضوًا فيها، وقد حضر أمامها النحاس «بيخال» وشريكاه في الجريمة. وأخبر الوزير المحكمة أن «باسر» قد قدم بعض اتهامات في اليوم التاسع عشر من الشهر في حضرة الساقي «نسآمون» عن جرائم وقعت في المقابر التي في «مكان الجمال». ثم يقول الوزير مع ذلك إنني عندما ذهبت هناك وفحصت المقابر التي قال عنها «باسر» إنها قد نهبت وجدتها سليمة، وإن كل ما قاله «باسر» غير صحيح، وبعد ذلك أجري تحقيق مع النحاسين واتضح أنهم لا يعرفون أي قبر في «مكان الفرعون»٣ من التي ادعى «باسر» أنها قد نهبت. وقد أوضحوا له خطأه، وعلى ذلك أطلق الأشراف سراح النحاسين ووضعوا تقريرًا عن الإجراءات التي اتخذت، ووضع في سجلات الوزير، والمفتاح إلى فهم هذه القصة وفهمها فهمًا صحيحًا ينحصر في معرفة الدور الذي لعبه عمدة «طيبة» «باسر»، فقد ظهر أنه عدو هيئة عمال الجبانة، وبخاصة رئيسهم الملقب عمدة غربي «طيبة»، ورئيس شرطة الجبانة (المازوي) «بورعا» كما يقول الأستاذ «بيت». والظاهر أن سبب العداوة التي كانت بينهما هي التنافس على الوظيفة. وإذا قرأنا الوثيقة كلها بدقة وعناية، فلا يمكن أن نتحاشى النتيجة المحتومة التي تؤدي إليها ما توحي به الورقة من التلميحات، التي تدل على التحيز الذي كتبت به من وجهة نظر «بورعا».

والواقع أننا نجد اتهامات «باسر» كانت موضع استخفاف في الوقت الذي كانت فيه صحيحة، ولكن عندما كانت كاذبة، فإنها كانت تتخذ وسيلة لإعلان مظاهرات الفرح الصاخبة. وتنتهي القصة بخيبته التامة وهزيمته الساحقة أمام أعضاء محكمة كان هو عضوًا فيها. هذا هو رأي الأستاذ «بيت»، وسنرى بعد أنه لا يطابق الواقع في بعض النقط عندما نتحدث عن وثيقة «إبوت»، ووثيقة «ليو بولد الثاني» معًا.

ترجمة الوثيقة: وقبل أن نتحدث عن تفاصيل ما جاء في هذه الوثيقة يجب أن نضع أمام القارئ الترجمة الحرفية؛ لتكون عونًا عند مناقشة تفاصيلها ونقدها.
  • الصفحة الأولى (p1. 1): (١) السنة السادسة عشرة، الشهر الثالث من فصل الفيضان، (اليوم) الثامن عشر في عهد جلالة ملك الوجه القبلي، والوجه البحري، رب الأرضين «نفر كارع ستبن رع» له الحياة والفلاح والصحة ابن «رع» رب التيجان. (٢) («رعمسيس») محبوب «آمون» له الحياة والفلاح والصحة محبوب «آمون رع» ملك الآلهة، ومحبوب «رع حور» صاحب الأفق، معطي الحياة أبد الآبدين. (٣) (في هذا اليوم أرسل) مفتشو الجبانة العظيمة السامية، وكاتب الوزير، وكاتب المشرف على خزانة الفرعون (٤) ليفحصوا مقابر الملوك القدامى، وقبور وأضرحة المنعمين (٥) (الذين عاشوا في الأيام الخوالي، الواقعة) في غربي المدينة (طيبة) وقد أرسلهم عمدة المدينة والوزير «خعمواست»، وساقي الفرعون «نسآمون» كاتب (٦) الفرعون ومدير بيت المتعبدة الإلهية «لآمون رع» ملك الآلهة، والساقي الملكي «نفر كارع-مبر-آمون» حاجب الفرعون (٧) … لصوص غربي المدينة، وهم الذين بلغ عنهم الأمير «بورعا» رئيس المازوي (الشرطة) التابعين للجبانة العظيمة السامية (٨) لآلاف السنين الفرعونية في غربي «طيبة»، والوزير والأشراف، وساقيا الفرعون.

    (٩) … أرسل هذا اليوم. الأمير «بورعا» رئيس شرطة الجبانة (مازوي). (١٠) رئيس المازوي «بكورل» التابع لهذا المعبد (١١) … التابع للجبانة (١٢) … هذا المعبد. (١٣) … لهذا المعبد. (١٤) … «آمون». (١٥) رئيس المازوي «منتوخبشف» التابع لهذا المعبد (١٦) كاتب الوزير «بعنبك». (١٧) الكاتب والحارس للمخزن «بينفر» التابع للمشرف على الخزانة. (١٨) كاهن معبد «أمنحتب» المسمى «باعنخو». (١٩) الكاهن «سر آمون» التابع لإدارة النبيذ لمعبد «آمون». (٢٠) شرطة الجبانة الذين معهم.

  • الصفحة الثانية (P1. I): (١) الأهرام والمدافن والمقابر التي فحصت في هذا اليوم على يد المراقبين. (٢) الأفق الأبدي للملك «زسركا» Sic بن «رع أمنحتب»، ويبلغ عمقه عشرين ومائة ذراع من أول لوحته (؟) المسماة «باعاقا» (ومعناها الارتفاع) شمالي معبد «أمنحتب» (٤) الحديقة،٤ وهو الذي بلغ عنه أمير المدينة «باسر» لحاكم المدينة والوزير «خعمواست» (٥) وللساقي الملكي «نسآمون» كاتب الفرعون، ولمدير بيت المتعبدة الإلهية «لآمون رع» ملك الآلهة (٦) ولساقي الفرعون «نفر كارع-مبر-آمون» حاجب الفرعون، وللوجهاء العظام قائلًا (٧) إن اللصوص قد نهبوه. وقد فحص في هذا اليوم ووجده هؤلاء المراقبون سليمًا. (٨) القبر الهرمي للملك «سا-رع إن عا» الواقع شمالي معبد «أمنحتب» في الردهة (أي الذي تمثاله في ردهة المعبد) (٩) والذي أزيل هرمه منه، ولكن لوحته لا تزال مثبتة أمامه، (١٠) وصورة الفرعون قد صورت على هذه اللوحة وكلبه المسمى «بههك» بين قدميه (١١) وقد فحص هذا اليوم ووجد سليمًا.

    (١٢) المقبرة ذات الهرم للفرعون «نب-خبررع» بن «رع» «أنتف»، وقد وجد أنها كانت في سبيل أن ينقبها اللصوص، فقد عملوا فيها نقبًا سعته قدمان ونصف في الجانب الشمالي (١٤) من القاعة الخارجية من المقبرة المنحوتة في الصخر لصاحبها المشرف على القربان لمعبد «آمون» (المسمى) «شوري» (؟) المتوفى، وقد وجدت سليمة، ولم يفلح اللصوص في اختراقها. (١٦) المقبرة ذات الهرم للملك «سخم رع-رب ماعت» بن «رع» «أنتف عا»، وقد وجد أن اللصوص قد أخذوا في نقبها عند النقطة التي وضعت فيها لوحتها في هرمها (١٨) وقد فحصت في هذا اليوم ووجدت سليمة، ولم يفلح اللصوص في نقبها.

  • الصفحة الثالثة (P1. II): (١) المقبرة ذات الهرم للملك «سخم رع-شدتاوي بن رع سبكمساف» (٢) وقد وجد أن اللصوص نقبوها بنقب في حجرة «نفرو»،٥ التي في (٣) هرمها من القاعة الخارجية التابعة لمقبرة «نب آمون» المنحوتة في الصخر وهو المشرف على مخزن الغلال للملك «منخبر رع». (٤) وقد وجدت حجرة دفن خالية من سيدها، وكذلك وجدت خاوية حجرة دفن الزوجة الملكية العظيمة الفرعون «نبخعس» شريكته، إذ قد استولى عليهما اللصوص، وقد فحص الوزير. (٦) والأشراف وساقيا الفرعون الأمر، وقد كشف عن نوع الهجوم الذي عمله (٧) اللصوص على هذا الملك وزوجه. (٨) المقبرة ذات الهرم للملك «سقنن رع بن» «رع تاعا» قد فحص هذا القبر على يد المراقبين ووجد سليمًا. (١٠) المقبرة ذات الهرم للملك «سقنن رع تاعاعا»، وهو ملك ثانٍ يُدعى «تاعا» (١١) فحصه هذا اليوم المراقبون، وقد وُجد سليمًا.

    (١٢) المقبرة ذات الهرم للملك «وازخبر رع» بن «رع كامس». فحصت هذا اليوم، ووجدت سليمة.

    (١٣) المقبرة ذات الهرم للملك «أحمس٦ سابئير» فحصت هذه المقبرة، ووجدت سليمة.

    (١٤) المقبرة ذات الهرم للملك «نب حتب رع» التي في «زسر»، وقد كانت سليمة. (١٥) المجموع: المقابر ذات الأهرام للملوك القدامى التي فحصت في هذا اليوم على يد المراقبين. (١٦) ووجدت سليمة: تسع مقابر ذات أهرام، وقد وجدت واحدة منهوبة، فالمجموع الكلي إذن: عشر مقابر. (١٧) ومقابر مغنيات بيت المتعبدة الإلهية «لآمون رع» ملك الآلهة التي وجدت سليمة: اثنتان. (١٨) ووجدت اثنتان نهبهما اللصوص، فيكون المجموع: أربع مقابر.

  • الصفحة الرابعة (P1. III): (١) المقابر والحجرات التي آوى إليها المنعمون الغابرون، والمواطنون والمواطنات، في الجهة الغربية من «طيبة». وقد وجد أن اللصوص نهبوها كلها، وجروا أصحابها (٣) من توابيتهم الداخلية والخارجية حتى إنهم تركوا في الصحراء، وسرق متاعهم الجنازي (٤) الذي كان قد أعطي إياهم، وكذلك الذهب والفضة والحلي التي كانت في التوابيت الداخلية. (٥) وقد وضع الأمير ورئيس «المازوي» (الشرطة) «بورعا» الخاص بالجبانة العظيمة السامية، ومعه رؤساء الشرطة والشرطة (٦) ومراقبو الجبانة، وكاتب الوزير، وكاتب المشرف على الخزانة — الذين كانوا معهم — تقريرًا عنها (٧) لعمدة المدينة، والوزير «خعمواست» والساقي الملكي «نسآمون» كاتب الفرعون، ومدير بيت المتعبدة «لآمون رع» ملك الآلهة، وللساقي الملكي «نفر كارع-مبر آمون» حاجب الفرعون، وللوجهاء العظام. (٩) وقد وضع «بورعا» أمير الغرب، ورئيس الشرطة في الجبانة قائمة كتابية باللصوص. (١٠) أمام الوزير والوجهاء والساقين؛ فقبض عليهم وسجنوا، وقد حقق معهم فاعترفوا بما حدث.

    (١١) السنة السادسة عشرة، الشهر الثالث، اليوم التاسع عشر، هو اليوم الذي ذهب فيه لفحص المقابر العظيمة الخاصة بالأطفال والزوجات الملكية، والأمهات الملكية التي في مكان الجمال عمدة المدينة والوزير «خعمواست» والساقي الملكي «نسآمون» كاتب الفرعون.

    (١٣) وذلك بعد أن أخبرهم النحاس «بيخال» بن «خاري»، الذي تدعى أمة «ميت شري» من غرب المدينة، وهو رجل من هيئة عمال (١٤) معبد «وسر ماعت رع مري آمون» في بيت «آمون» الموكل بأمره الكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة «أمنحتب»، وكان هذا الرجل قد وجد هناك (١٥) وضبط مع اثنين آخرين تابعين للمعبد القريب من المقابر، وهو الذي كان عمدة المدينة قد حقق معه هو والوزير «نب ماعت رع نخت» (١٦) في السنة الرابعة عشرة، وأخبرهم قائلًا: لقد كنت في قبر الزوجة الملكية «إزيس» زوج الفرعون «وسر ماعت رع مري آمون» ولقد أحضرت معي بعض (١٧) أشياء من هناك، واستوليت عليها. والآن دفع الوزير وساقي الفرعون هذا النحاس أمامهما إلى.

  • الصفحة الخامسة (P1. III): (١) المقابر معصوب (العينين) بوصفه سجينًا مقبوضًا عليه، ثم كشف عن بصره الغطاء عندما وصل إليها. وقال له الأشراف: (٢) سر أمامنا إلى القبر الذي تقول إنك أحضرت منه الأشياء، وسار النحاس أمام الأشراف. (٣) إلى قبر من مقابر أطفال الملك «وسر ماعت رع ستبن رع» الإله العظيم، ولم يكن قد دفن فيه أحد قط، وكان قد ترك مفتوحًا. (٤) وكذلك ذهب إلى بيت العامل «أمنموني» بن «حوي» التابع للجبانة، الذي في هذه النقطة قائلًا: تأمل المكان الذي كنت فيه. (٥) وقد أمر الأشراف أن يمتحن هذا النحاس (أي يضرب) أقسى امتحان في الوادي العظيم، غير أنه لم يوجد (٦) أنه كان يعرف أي مكان هناك إلا المكانين اللذين أشار إليهما، وحلف يمينًا بأن يُضرب ويجدع أنفه وأذناه، ويوضع على خازوق قائلًا: إني لم أعرف مكانًا ما بين هذه المقابر إلا هذا القبر المفتوح، وهذا البيت الذي أشرت إليه. ثم فحص الأشراف أختام المقابر العظيمة التي في «مكان الجمال»، الذي يثوي فيه الأولاد الملكيون والزوجات الملكيات، والأمهات الملكيات، وأجداد وجدات الملك الأشراف. (١٠) وقد وجدت سليمة، وقد أمر الأشراف العظام المراقبين، وقواد العشرة، وعمال الجبانة (١١) ورؤساء الشرطة، والشرطة، وكل عمال الجبانة أن يطوفوا حول غرب المدينة في مظاهرة كبيرة حتى المدينة. (١٢) السنة السادسة عشرة، الشهر الثالث من فصل الفيضان، اليوم التاسع عشر. في هذا اليوم أتى عند الغروب — بالقرب من معبد «بتاح» سيد «طيبة» — الساقي الملكي (١٣) «نسآمون» كاتب الفرعون، وأمير المدينة «باسر» وقابلا رئيس العمال «وسرخبشف» والكاتب «أمننخت» (١٤) والعامل «أمنحتب» التابع للجبانة. وقد قال أمير المدينة هذا لأهل الجبانة في حضرة ساقي الفرعون: أما عن هذه المظاهرة التي قمتم بها اليوم فإن ما فعلتموه لم يكن مظاهرة قط، بل أغنية لابتهاجكم (على حسابي) (١٦) وهكذا تحدث إليهم، ثم أقسم يمينًا أمام ساقي الفرعون هذا قائلًا: إن الكاتب «حوري شري» بن «أمننخت» (١٧) التابع لجبانة «خن-خني»، والكاتب «بيبس» التابع للجبانة، قد أخبرني عن خمسة اتهامات رئيسية ضدكم (١٨) وإني أكتب عنها للفرعون سيدي؛ لكي يرسل بعض خدم الفرعون لمحاسبتكم أجمعين. وهكذا تحدث.

    (١٩) السنة السادسة عشرة، الشهر الثالث من فصل الفيضان، اليوم العشرون. صورة من الوثيقة التي وضعها أمام الوزير «بورعا» أمير غرب المدينة، ورئيس «مازوي» الجبانة (٢٠) خاصة بالكلمات التي تكلم بها أمير المدينة «باسر» لأهل الجبانة أمام ساقي الفرعون، وأمام «بينوزم» كاتب المشرف على الخزانة (٢١) تقرير أمير الغرب. لقد قابلت الساقي الملكي «نسآمون» كاتب الفرعون، وكان معه «بورعا» «باسر» أمير المدينة واقفًا يتشاجر مع أهل الجبانة، بالقرب من معبد «بتاح» سيد «طيبة». وقد قال أمير المدينة للناس.

  • الصفحة السادسة (P1. III, IV): (١) التابعين للجبانة: لقد ابتهجتم على حسابي أمام باب بيتي نفسه، فماذا تقصدون بذلك؟ فأنا الأمير الذي يبلغ (٢) للحاكم. فإذا كنتم مبتهجين بهذا القبر الذي كنتم فيه، وفحصتموه ووجدتموه سليمًا، فإنه مع ذلك (٣) قد وجد (قبر) الملك «سخم شدتاوي» بن «رع سبكمساف» منهوبًا ومعه قبر «نبخعس» الزوجة الملكية، وهو حاكم عظيم قد (٤) نفذ عشرة أعمال عظيمة «لآمون رع» ملك الآلهة، وهذا الإله العظيم، أعماله موجودة في وسطه هذا اليوم (أي معبده) (٥) ثم قال العامل «وسرخبش» الذي تحت إشراف رئيس العمال «نخمموت» التابع للجبانة مجيبًا: «إن كل الملوك وأزواجهم (٦) الملكية، والأمهات الملكية، والأطفال الملكيين الذين يثوون في الجبانة العظيمة السامية، ومعهم أولئك الذين يأوون في «مكان الجمال» سالمون، (٧) وإنهم محفوظون وآمنون سرمديًّا، وإن إرشادات الفرعون الحكيمة ابنهم تحفظهم وتؤمنهم إلى الأبد، وإنهم سيفحصون فحصًا دقيقًا.» (٨) وقد أجابه أمير المدينة هذا قائلًا: «إن أعمالك تكذب كلماتك. ولكن في الحق إنها ليست تهمة حقيقية تلك التي عملها أمير المدينة هذا.» فقال له (٩) أمير المدينة هذا مرة ثانية: «إن الكاتب «حرو شري» بن «أمننخت» التابع لجبانة «خن-خني» (١٠) قد أتى إلى هذا الجانب العظيم من المدينة حيث كنت ليقدم إليَّ ثلاث تهم (١١) خطيرة، وقد كتبها كاتبي وكاتبا حي المدينة، وقد قدم لي كاتب الجبانة «ببس» تهمتين أخريين (١٢) فيكون المجموع خمس تهم، وقد كتبوا هاتين أيضًا إذ لم يكن في الإمكان إخفاؤها؛ لأنها تهم خطيرة تعاقب بالبتر (١٣) والوضع على الخازوق، أو أقسى العقوبات، وإني أكتب عنها للفرعون سيدي (١٤) لأجعله يرسل خدمًا من التابعين للفرعون لمحاسبتكم.» وهكذا تحدث إليهم أمير المدينة هذا وأقسم عشرة أيمان قائلًا: (١٥) حقًّا إني سأفعله، وقد سمعت الكلمات التي فاه بها لأهل الجبانة العظيمة السامية لملايين السنين التابعة للفرعون في غربي طيبة؛ وقد بلغتها لسيدي لأنه يعد من الإجرام لواحد في مركزه (١٧) أن يسمع شيئًا ويخفيه. والآن لا أعلم علاقة التهم الخطيرة التي يقول أمير (١٨) المدينة: إن كتاب جبانة «خني» الذين يطوفون بين الناس قد ألصقوها به. وفي الحق إنه ليس في (١٩) إمكاني سَبْر غَوْرها، ولكني أبلغها سيدي حتى يصل إلى عمق هذه التهم، التي قال عنها أمير المدينة هذا (٢٠) بأن كتاب الجبانة قد وجهوها إليه، وإنه كان يكتب عنها للفرعون. وإنه لخطأ من جانب (٢١) كاتبي الجبانة هذين أن يذهبا إلى أمير المدينة هذا ويبلغاه في حين أن أسلافهما من الكتاب لم يبلغوه قط (٢٢) ولكنهم أبلغوا الوزير عندما كان في الإقليم الجنوبي، وإذا اتفق أنه كان في الإقليم الشمالي (الدلتا) فإن الشرطة وخدم جلالته (٢٣) التابعين للجبانة كانوا ينحدرون في النهر إلى حيث كان الوزير حاملين معهم الوثائق. وإني أشهد على نفسي في السنة السادسة عشرة، في الشهر الثالث من فصل الفيضان، في اليوم العشرين (٢٤) فيما يخص الكلمات التي سمعتها من أمير المدينة هذا. وإني أضعها في وثيقة أمام سيدي لكي تفحص على الفور.
  • الصفحة السابعة (P1. IV): (١) السنة السادسة عشرة، الشهر الثالث من فصل الفيضان، اليوم الحادي والعشرون في هذا اليوم في محكمة المدينة العظمى بجوار اللوحتين العلويتين، الواقعتين شمالي محكمة «آمون» عند بوابة (٢) «دوارخيت».

    الأشراف الذين جلسوا في المحكمة العظيمة للمدينة في هذا اليوم: (٣) عمدة المدينة والوزير «خعمواست» الكاهن الأول «لآمون رع» ملك الآلهة «أمنحتب»، والكاهن الثاني (؟) «لآمون رع» ملك الآلهة، والكاهن «سم» «نسآمون» لمعبد ملايين السنين (٤) التابع للملك «نفر كارع ستبن رع» وساقي الفرعون «نسآمون» كاتب الفرعون، ومدير البيت للمتعبدة «لآمون رع» ملك الآلهة (٥) والساقي الملكي «نفر كارع-مبر آمون» حاجب الفرعون، ونائب القائد للفرسان «حوري» (٦) وحامل العلم للبحرية «حوري» وأمير المدينة «باسر».

    أمر عمدة المدينة والوزير «خعمواست» بإحضار النحاس «بيخان» بن «خاري» (٧) والنحاس «ثاري» بن «خعمؤبي» والنحاس «بيكآمن» ابن «ثاري» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون» الذي تحت إدارة رئيس كهنة «آمون» (٨) وقد قال الوزير للأشراف العظماء المؤلفين للمحكمة العظيمة التابعة للمدينة: إن أمير المدينة هذا قد وجه تهمًا معينة (٩) للمراقبين وعمال الجبانة في السنة السادسة عشرة، الشهر الثالث من فصل الفيضان، اليوم التاسع عشر في حضرة الساقي الملكي «نسآمون» كاتب الفرعون (١٠) مدليًا ببيانات عن المقابر العظيمة التي في «مكان الجمال». ومع ذلك فإنه عندما كنت هناك بوصفي وزيرًا للبلاد (١١) وبصحبتي الساقي الملكي «نسآمون» كاتب الفرعون فحصنا المقابر التي قال عنها أمير المدينة: إن النحاسين (١٢) التابعين لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون في بيت آمون» هاجموها، وقد وجدناها سليمة، وإن كل ما قاله كذب. والآن تأمل (١٣) إن النحاسين يقفون أمامكم. دعهم يقصون كل ما حدث. لقد سئلوا فوجد (١٤) أنهم لا يعرفون أي قبر في «مكان الفرعون» (قبره) قد أُعطي عنه هذا الأمير بيانات. وعلى ذلك وضع في موضع المخطئ فيما يخص ذلك (١٥) وقد أطلق الأشراف العظام سراح النحاسين التابعين لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون»، وسلموا للكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة (١٦) «أمنحتب» في هذا اليوم، وقد كُتب تقرير وأودع في سجلات الوزير.

شرح وتعليق: وقبل أن ننتقل إلى ما جاء في ورقة «أمهرست» التي تعد مكملة لهذه الورقة يجب أن نحلل ما جاء فيها لتكون محتوياتها واضحة أمام القارئ حسب المتن، وليفهم القارئ لب موضوع الأوراق الخاصة بسرقات المقابر عند تلخيصه في نهاية هذا الفصل. ففي اليوم الثامن عشر أرسلت لجنة التحقيق لمتابعة الكشف، والتثبت مما جاء في التقرير الذي كتبه «بورعا» عن لصوص، ولكن (ص٢ س٤–٧) يظهر جليًّا أنه كانت هناك سرقات قد كشف عنها «باسر» على الأقل، ونشك في أن «بورعا» قد سمع بمقصد مناظره الذي كان يرمي إلى عمل فحص، وأنه سعى إلى أن يسبقه بطلب تشكيل لجنة للتحقيق. ولقد نجح في أن يجعل نفسه يذكر في هذه الوثيقة بأنه المؤلف لهذه اللجنة. وفي نهاية عمل اللجنة في هذا اليوم يلاحظ أنه لم يكن هناك أية مظاهرة من جانب هيئة عمال الجبانة. والمحتمل أن الكشف عن السرقات التي حدثت في مقبرة «سبكمساف» ونهب مقبرتي «المغنيتين» وكل المقابر الصغيرة قد غطى عليه الكشف بأن تهمة «باسر» الخاصة بمقبرة «أمنحتب الأول» لم يكن لها أساس من الصحة. والظاهر أن ما جاء في (ص٢ سطر ٥–١٠) وهو الخاص بتقرير اللجنة والقبض على اللصوص والتحقيق معهم واعترافهم كانت كلها أشياء قد حدثت في هذا اليوم. وقد ظن «بورعا» وهيئة عماله بلا شك أن مقدرتهم على الإتيان بالمجرمين يُعد انتصارًا عظيمًا على عدوه «باسر». وسنرى أن ورقة «أمهرست» تحتوي على جزء من اعتراف اللصوص عن سرقة مقبرة «سبكمساف»، وفضلًا عن ذلك تحتوي على أدلاء اللصوص بموضع الجريمة في اليوم التاسع عشر، وقد أغفلت ورقة «إبوت» هذه الحادثة، وليس لدينا وسيلة لمعرفة ما إذا كان هؤلاء فقط هم اللصوص الذين حقق معهم بناء على تقرير اللجنة، أو أن أولئك الذين ارتكبوا جرائم في المقابر الأخرى الصغيرة قد قبض عليهم أيضًا.
وحوادث اليوم التاسع عشر لا بد أن نميزها بدقة عن حوادث اليوم الثامن عشر، ففي هذا اليوم الثاني أرسل الموظفون الأربعة الرئيسيون في منطقة «طيبة» لجنة قامت بجولة تنحصر في منطقتي «ذراع أبو النجا» و«الدير البحري». وفي اليوم التاسع عشر زار الوزير نفسه وساقي الفرعون «نسآمون» «مكان الجمال» (وهو المعروف الآن «بوادي الملكات») وقد قاموا بالتفتيش على حسب البيان الذي ذكره لهم النحاس «بيخال» (وهو الذي كان قد قبض عليه فيما مضى في السنة الرابعة عشرة لتسكعه بالقرب من المقابر) بتهمة أنه نهب قبر الملكة «إزيس». ولكن إذا رجعنا إلى الصفحة السابعة من المتن (س١١-١٢) وجدنا أن «باسر» هو الذي ذكر أن بعض المقابر قد نهبها «بيخال» ورفيقان له معه، فكيف نفسر هذا التناقض ولماذا كان ينبغي «لبيخال» أن يخرج عن نطاقه ليتهم نفسه بجريمة لم يكن قد ارتكبها؟ فهل من الجائز أن «باسر» هو الذي عمل الاتهام، وأن «بيخال» كان بريئًا، وأنه نطق بهذا الاعتراف ليهرب من العذاب الذي كان سيلاقيه عند التحقيق؟ وعلى أية حال فإنه عندما سيق إلى «وادي الملكات» لم يكن في مقدوره أن يرشد عن قبر الملكة «إزيس» وأي قبر آخر، وكل ما استطاع أن يرشد إليه هو قبر لم يستعمل وكوخ عامل، وقد قال عنهما: إنهما المكانان اللذان كان فيهما. ومن المحتمل أن هذين المكانين هما اللذان كان يتسكع فيهما من سنتين مضتا، وقصة هذا الرجل لها رنة صدق في الآذان، ويمكننا أن نستخلص أن «باسر» كان يرغب في الحط من أمانة أهل الجبانة باتهامهم بعدم الاستقامة في «وادي الملكات»، وفي غيره من الدائرة التي يعملون فيها، فقبض على هذا الرجل بسبب الشبهة التي كانت تحوم حوله في العام الرابع عشر من حكم هذا الفرعون (أي رعمسيس التاسع) بمثابة آلة مناسبة لتنفيذ غرضه. ومن الجائز أنه على الرغم من اتهامه الخاطئ للأشخاص، فإن التهمة نفسها كانت لها ما يبررها، إذ ليس لدينا ضمان في أن التفتيش الذي قام به الوزير وساقي الملك كان تفتيشًا شريفًا، إذ من الغريب أنه بعد مضي سنة إلا يومين وجد مراقب الجبانة قبر الملكة «إزيس» هذا نفسه قد نهب.٧

ولا يسع الإنسان إلا أن يستغرب فيما إذا لو كانت شُكلت لجنة محايدة للكشف عن التدنيس الذي لحق بالقبر منذ سنة مضت. وقد أعقب النتيجة السلبية التي أدى إليها الفحص في هذا اليوم قيام هيئة عمال الجبانة بمظاهرة فرح أوحى بها الأشراف العظام. وقد كانت موجهة ضد «باسر» بلا شك، ولا أدل على ذلك من أنها امتدت إلى الشاطئ الشرقي للنيل، حيث وصلت إلى باب داره نفسه. ولم يكن يخامره شك في معنى هذه المظاهرة، فقد ميزها بأنها مظاهرة ابتهاج على حسابه، وقد أضاف أن كاتبي الجبانة قد وضعوا اتهامات ضد أهل الجبانة وأنه سيبلغها الفرعون. (اليوم العشرون) وتكمل محادثة «باسر» مع العمال من محتويات الشكوى التي قدمها «بورعا» بخصوص هذه المحادثة، وقد أظهر «باسر» لأهل الجبانة نقطة من نقط ضعف مركزهم وهي ظاهرة للقارئ المحايد، وأعني بذلك أنه مهما كانت نتائج الفحص الذي حدث في اليوم التاسع عشر في «وادي الملكات»، فإن نتائج فحص اللجنة في اليوم الثامن عشر في «ذراع أبو النجا» وما حوله لا ينبغي تجاهله؛ وذلك لأن مقبرة الملك «سبكمساف» قد وجدت منهوبة. وكذلك نعلم من الوثيقة أن «حوي شري» ارتكب ثلاث تهم من الخمس وأن «ببس» ارتكب اثنتين.

وهذه المحادثة لا تحتوي على صعاب خطيرة إلا في تفاصيل الترجمة. وعلى أية حال فما هي التهم الخمس؟ هل هي التهم الأصلية التي بنى عليها «باسر» هجومه على أهل الجبانة أو هل هي تهم جديدة كان غرضه متابعتها. وبعبارة أخرى هل اعترف «باسر» بأنه هزم حتى الآن أو أنه صمم على إماطة اللثام عن أسباب جديدة يحتمي خلفها؟ أو هل ظن أن تهمه لم تقابل بأمانة، وأن الفحص كان قد طبخ وأنه على ذلك عزم على رفع الأمر لسلطة أعلى (أي الفرعون)؟ وحوادث اليوم الواحد والعشرين ينبغي أن تفصل في هذه النقطة:

فقد وضع «بورعا» في هذا اليوم (الواحد والعشرين) شكوى أمام الوزير جاء فيها أن «باسر» في حديثه مع العمال لا يزال يوجه تهمًا. ويكون جواب الوزير على ذلك هو طلب عقد محكمة «طيبة العليا» التي كان «باسر» عضوًا فيها. ونجد أن الثلاثة النحاسين الذين كان قد قبض عليهم عام ١٤ بوصفهم مشبوهين، وقد حقق مع «بيخال» من بينهم في «وادي الملكات» في اليوم التاسع عشر قد أحضروا. وأخبر الوزير المحكمة أن «باسر» في حديثه مع العمال قد أدلى بتصريحات خاصة «بوادي الملكات» (وهي أول تلميح في ورقتنا يشير إلى أن اتهامات «باسر» في اليوم التاسع عشر كانت خاصة بمنطقة الجبانة هذه). وأنه هو بنفسه والساقي «نسآمون» قد فحصا الوادي المذكور ووجدا المقابر سليمة. وفضلًا عن ذلك فإن النحاسين المتهمين قد حضروا فلتسألهم المحكمة، وفعلًا قد حقق معهم واتضح أنهم لا يعرفون أية مقبرة في مكان الملك (أي في الجبانة الملكية) أعطى عنها «باسر» بيانات، وبذلك هزم «باسر».

ولكن يتساءل المرء هل هذا جواب شافٍ لاتهامات «باسر»، وما الضوء الذي يلقيه عليها إذا فرضنا أن اتهامات «باسر» الخمسة هي مجرد تكرار لاتهامات عملت من قبل، وأن الوزير كان أمينًا في نسبتها فقط إلى «وادي الملكات»؟ والخطة التي سار على هديها الوزير في المحكمة هي أن هذه الاتهامات لا يمكن أن تكون صحيحة لسببين؛ «أولًا»: لأنه وجد بنفسه أن مقابر الوادي سليمة. «ثانيًا»: أن النحاسين الذين اتهمهم بالاسم قد حقق معهم ووجدوا أبرياء، ولما حقق معهم مرة أخرى وجد أنهم أبرياء أيضًا.

وإذا فرضنا من جهة أخرى أن «باسر» كان حقيقة يهدد باتهامات جديدة خاصة «بوادي الملكات»، فإنه يمكننا أن نأخذ تصرفات الوزير على الوجه التالي: إن الفحص الذي قام به شخصيًّا وبراءة النحاسين يبرهن على أن «باسر» كان مخطئًا في اتهاماته الأصلية. فهل يحق لنا بعد ذلك أن نعد أي اتهامات يوجهها جدية؟ وعلى أية حال فإن أحد هذين الرأيين يمكن أن يكون هو الرأي الصحيح، وإنه لمن الصعب أن نعرف كيف نفصل بينهما. وفي الوقت نفسه نجد أن التفسير الذي جاء في الصفحة الخامسة (سطر ١٧) وفي الصفحة السادسة (سطر ٩–١٣) يشير إلى اتهامات جديدة.

وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات، فإن لدينا حقيقة واضحة وهي — كما رأينا في أوراق أخرى — أن الحالة التي كانت عليها الجبانة في هذا العهد كانت مخزية. ومن الجائز أن «باسر» كان مصريًّا صالحًا قد هاله هذا التدنيس، الذي ارتكب في الجبانة الملكية وغيرها، والأمر الأكبر احتمالًا أن يكون قد انتهز فرصة ليشفي غلته من «بورعا» لحقد كان يغلي مرجله في صدره منه ومن أفراد آخرين من هيئة عمال الجبانة، ولكنه قد أساء تقدير ما عليه مناظره من قوة، إذ إن «بورعا» قد كسب إلى جانبه عواطف كبار الموظفين إما بالرشوة أو بطريق أخرى أقل نفقة لا نعلمها، وبذلك ألَّف حلفًا على «باسر»، فقد كانت لجنة اليوم الثامن عشر مؤلفة من موظفين من رجال الجبانة يصحبهم كاتب الوزير وكاتب الخزانة، ومع ذلك فإن الحالة التي وجدت عليها مقبرة «سبكمساف» لا يمكن إخفاؤها، وقد كان الفحص الذي عمل في اليوم التاسع عشر يقوم به الوزير وساقي فرعون فقط. وكان تحريضه لكبار الأشراف أنفسهم للقيام بمظاهرة على «باسر» (ص٥ س١٠-١١) وعقد هيئة المحكمة في اليوم الحادي والعشرين، كل ذلك كان بمثابة رواية تمثل للحط من قدر «باسر» الذي لم يعين الاتهامات التي وجهها لمناظره. على أن وجود مقبرة الملكة «إزيس» مخربة بعد مضي سنة من هذا التاريخ بالضبط يجعلنا في حيرة فيما إذا كان كل من الوزير وساقي الفرعون مدققًا وأمينًا في فحصه كما يجب أن يكون أم لا؟

والآن يتساءل المرء ما نوع هذه الوثيقة؟ فهي ليست بلا شك كما يقترح برستد (Br. A. R IV, 509) الملخص الرسمي من ملفات الوزير؛ لأنه قد جاء في الصفحة السابعة السطر السابع عشر أنه قد وُضع تقرير (سواء أكان لكل القضية أو لجزء منها) وأودع في سجلات الوزير. وواضح أن ورقة «إبوت» ليست هي هذه الوثيقة. وفضلًا عن ذلك نجد في الأسطر ١٠ و١٢ و١٥ من الصفحة الأولى أن بعض الموظفين قد ذكروا بأنهم ضباط هذا المعبد، فعلى ذلك تكون الورقة قد كتبت في المعبد، وكان القصد أن تكون في سجلات المعبد، ولن نكون بعيدين عن جادة الصواب إذا قلنا: إن هذا المعبد هو معبد «رعمسيس الثالث» في «مدينة هابو». وهو كما ذكرنا آنفًا كان مركزًا لإدارة الجبانة في أواخر الأسرة العشرين.

ورقة «أمهرست وليو بولد الثاني»

لقد ظلت معلوماتنا عن هذه الوثيقة منحصرة في الجزء الذي بقي لنا منها، وهو الذي نشره الأستاذ «نيوبري»٨ إلى أن فاجأ العالم الأستاذ «كابار» بكشف جديد غاية في الغرابة عن الجزء المفقود من هذه الورقة التي تعد في الواقع مكملة لما جاء في ورقة «إبوت». وقد تناول الأستاذ «بيت» فحص الجزء الأول في كتابه عن السرقات التي حدثت في المقابر الملكية، كما ذكرنا آنفًا (راجع Eric Peet Ibid p. 45).
ولكن بعد الكشف الجديد تناول الأستاذ «جاردنر» ترجمة هذه الورقة بأكملها ترجمة دقيقة (J. E. A. Vol. XXII p. 170)، فأصبحت بذلك معلوماتنا لا بأس بها عن السرقات التي وقعت في القبور الملكية، والملابسات التي حدثت في أثناء ذلك العهد من الأحداث الهامة جدًّا في تاريخ هذا العصر، وما انطوى عليه من مخازٍ لا تقع عادة إلا عند أفول نجم الدول.

ويلاحظ أن ورقة «أمهرست» تحتوي على ثمانية أوجه بردية طولها ثماني بوصات وعرضها ثماني بوصات ونصف بوصة، وهي تؤلف الأنصاف السفلية لأربع صفحات، ورابعتها هي نهاية الورقة. والورقة التي عثر عليها «كابار» كانت في داخل تمثال صغير من الخشب أهداه الملك «ليو بولد الثاني» ملك بلجيكا «لمتحف بروكسل»، وهي التي كملت الجزء المفقود من ورقة «أمهرست»، وقد أطلق «كابار» على الجزء الجديد من الورقة اسم «ليو بولد الثاني»، وبهذا الكشف الجديد أصبحت الورقة كاملة إلا بعض كلمات لا تؤثر كثيرًا على المعنى وسنطلق عليها اسم ورقة «أمهرست وليو بولد الثاني»، وهاك الترجمة حرفيًّا كما وضعها الأستاذ «جاردنر» مع بعض تغيير بسيط:

(١-١) السنة السادسة عشرة، الشهر الثالث من فصل الفيضان، اليوم الثالث والعشرون في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين «نفر كارع ستبن رع» بن «رع» رب التيجان مثل «آمون» «رعمسيس خعمواست مري آمون» (محبوب «آمون رع») رب الآلهة، و«رع حوراختي» معطي الحياة أبد الآبدين.

التحقيق مع الرجال الذين وُجد أنهم قد نهبوا المقابر التي في غربي «طيبة»، وهم الذين اتهمهم «بورعا» عمدة غربي «طيبة»، ورئيس الشرطة خادمي القبر العظيم السامي لملايين السنين للفرعون، وكاتب الحي «وننفر»، وملاحظ المركز غربي «طيبة» (المسمى) «أمننخت»؛ وقد أجرى التحقيق معهم في بيت مال «منتو» رب «طيبة» حاكم المدينة، والوزير «خعمواست»، وساقي الفرعون «نسآمون» كاتب الفرعون، ومدير بيت متعبدة «آمون رع» مل كالآلهة، وساقي الملك «نفر كارع-مبر-آمون» حاجب الفرعون، وعمدة «طيبة» «باسر».

وقد أحضر هناك «أمنبنفر» بن «أنحور نختي»، وهو بناء بيت «آمون رع» ملك الآلهة تحت سلطان الكاهن الأكبر (لآمون رع ملك الآلهة «أمنحتب» … وقد قيل له) … لصوص … اذكر اللصوص الذين كانوا معك … (آمون رع ملك) الآلهة …

(١–١٥) قال: لقد كنت أشتغل في عمل تحت سلطة «رعمسيس نخت»، الذي كان الكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة مع زملائي البنائين الذين كانوا معي، وقد أصبحت معتادًا سرقة المقابر بصحبة البناء «حعبي ور» بن «مرنبتاح» التابع للمعبد «وسر ماعت رع مري آمون» في بيت «آمون» تحت سلطان «نسآمون» الكاهن «سم» لهذا المعبد، والآن عندما بدأت السنة الثالثة عشرة من حكم الفرعون سيدنا، أي منذ أربع سنين مضت، انضممت مع النجار «سننخت» (٢-١) بن «بنعنقت» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون» في بيت «آمون» تحت سلطة الكاهن الثاني «لآمون» ملك الآلهة، أي الكاهن «سم» «نسآمون» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون» في بيت «آمون»، وكذلك مع المزخرف «حعب عا» التابع لمعبد «آمون»، ومع الفلاح «أمنمحب» التابع لبيت «أمنؤبي» تحت سلطة الكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة المذكور، ومع النجار «إرنآمون» التابع للمشرف على الصيادين «لآمون»، ومع (صابِّ الماء) «خعمواست» التابع للمحراب الذي يحمل على الأعناق للملك «منخبرورع» (تحتمس الرابع) في «طيبة»، ومع نوتي عمدة المدينة «عحاي» بن «ثاروي» والكل ثمانية. وقد ذهبنا لنسرق المقابر على حسب ما تعودنا، وقد وجدنا هرم الملك «سخمرع شدتاوي» بن «رع سبكمساف»، وهذا لم يكن قط كالأهرام ومقابر الأشراف التي كنا نذهب لسرقتها عادة. وأخذنا آلاتنا المصنوعة من النحاس وحفرنا بها طريقنا إلى داخل هرم هذا الملك حتى وصلنا إلى نهاية عمقه فوجدنا حجراته السفلية، وأخذنا شموعًا متقدة في أيدينا ونزلنا فيها، ثم نزعنا الأحجار الصغيرة التي وجدناها عند فوهة منحدرة، ووجدنا هذا الإله (الملك) مضطجعًا عند نهاية حجرة الدفن، ووجدنا مكان دفن الملكة «نبخعس» ملكته بجواره وكانت — حجرة الدفن — محمية ومحفوظة بالجبس ومغطاة بالحصى، وقد اقتحمنا هذه أيضًا، ووجدناها ثاوية هناك على النمط السابق، ووجدنا تابوتيهما وصندوقيهما الخشبيين اللذين كانا فيهما، ووجدنا المومية الكريمة لهذا الملك مسلحة بسيف وعدد كبير من التعاويذ، والمجوهرات الذهبية حول رقبته، وغطاء رأسه المصنوع من الذهب كان عليه.

وكانت مومية هذا الملك العظيمة مزينة تمامًا بالذهب، وكانت صناديقه الخشبية مزينة بالذهب والفضة من الداخل والخارج، ومرصعة بكل أنواع الأحجار الكريمة، فجمعنا الذهب الذي وجدناه على المومية الكريمة لهذا الإله، وكذلك الذهب الذي وجدناه على التعاويذ والمجوهرات٩ التي كانت على رقبته، والتي كانت على الصناديق الخشبية التي كان يثوي فيها، وقد وجدنا الملكة في الحالة نفسها بالضبط، فجمعنا كل ما وجدناه عليها أيضًا، وأشعلنا النيران في صناديقهما الخشبية، وأخذنا أثاثهم الذي وجدناه معهم، ويحتوي على أشياء من الذهب والفضة والبرنز، وقسمناه فيما بيننا، وجعلنا الذهب الذي وجدناه على هذين الإلهين — وهو المأخوذ من موميتيهما وتعاويذهما وصناديقهما الخشبية (ص٣–١) — ثمانية أنصبة، فكان نصيب كل منا نحن الثمانية عشرين دبنًا من الذهب، فيكون المجموع مائة وستين دبنًا من الذهب (الدبن ٩١ جرامًا) ولم يكن في ذلك قطع الأثاث. ثم عبرنا النهر إلى «طيبة». وبعد بضعة أيام سمع مشرفو أحياء «طيبة» أننا كنا نسرق في الغرب، فقبضوا عليَّ وسجنوني في إدارة عمدة «طيبة»، فأخذت العشرين دبنًا من الذهب التي كانت نصيبي وأعطيتها «خعمؤبي» كاتب المركز التابع لمرسى «طيبة»، فأطلق سراحي ولحقت برفاقي فعوضوني بجزء مرة ثانية، واستمررت مع اللصوص الآخرين الذين كانوا معي حتى اليوم في مزاولة سرقة قبور الأشراف وأهالي البلاد الذين يثوون في غربي «طيبة»، وكان عدد عظيم من أهل البلاد يسرقونها أيضًا، وكانوا شركاء في ذلك مثلنا.

بيان بأسماء اللصوص الثمانية الذين كانوا في هذا الهرم

  • «أمنبنفر» بن «أنحور نختي» بنَّاء لمعبد «آمون رع» ملك الآلهة تحت سلطان الكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة «أمنحتب».

  • «حعبي ور» بن «مرنبتاح» بناء لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون» في بيت «آمون» تحت سلطان الكاهن الثاني «لآمون رع» ملك الآلهة «نسآمون» الكاهن «سم» لهذا المعبد في «بيت آمون».

  • المزخرف «حعبي عا» بن التابع لبيت «آمون رع» ملك الآلهة تحت سلطة الكاهن الأكبر «لآمون» المذكور آنفًا.

  • النجار «إرنآمون» التابع «لنسآمون» المشرف على الصيادين لبيت «آمون رع» ملك الآلهة.

  • الفلاح «أمنمحب» التابع لبيت «أمنؤبي» المستخدم في جزيرة «أمنؤبي» تحت سلطة الكاهن الأول «لآمون» المذكور آنفًا.

  • صابُّ الماء «كامواست» التابع للمحراب الذي يحمل، وهو الخاص بالملك «منخبرو رع» (تحتمس الرابع) تحت سلطة (ترك الكاتب هنا فضاء).

  • (ص٣ س١٥) «عحانفر» بن «نخمموت»، الذي كان في خدمة العبد النوبي «ثايلامون» التابع لكاهن «آمون» الأكبر المذكور.

فمجموع من كانوا في هرم هذا الإله ثمانية. وهذا التحقيق قد أجري بضربهم بالعصي وغل أيديهم وأرجلهم. وقد قصوا نفس القصة. وأمر حاكم المدينة والوزير «خعمواست» وساقي الفرعون «نسآمون»، وهو كاتب الفرعون بأخذ اللصوص أمامهما إلى غربي «طيبة» في السنة السادسة عشرة، الشهر الثالث من فصل الفيضان، اليوم التاسع عشر. وقد دل اللصوص على قبر هذا الإله الذي نهبوه (يقصد هنا بالإله الملك).

وقد عمل محضر مكتوب للتحقيق معهم واتهامهم، وأرسل التقرير الخاص بذلك إلى حضرة الفرعون على يد الوزير والساقي، والحاجب، وعمدة «طيبة».

(ص٤–١) السنة السادسة عشرة، الشهر الثالث من فصل الفيضان، اليوم الثاني والعشرون، وهو يوم تسليم اللصوص الذين كانوا في هرم هذا الملك «لأمنحتب» الكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة (وقد عمل هذا) في المحكمة العليا على يد حاكم المدينة، والوزير «خعمواست»، وساقي الفرعون «نسآمون» كاتب الفرعون، ومدير البيت للمتعبدة «لآمون رع» ملك الآلهة، وساقي الملك «نفر كارع مبر آمون» حاجب الفرعون، وعمدة (طيبة) «باسر»، والأشراف العظام للمحكمة العليا الفرعونية، وقد دوِّن على إضمامة بردي، وأودع في إدارة المكتبات في هذا اليوم.

الناس الذين سُلموا إليه في هذا اليوم على يد الأشراف العظماء: البناء «أمنبنفر» بن «أنحور نخت» التابع لمعبد «آمون رع» ملك الآلهة تحت سلطان الكاهن الأكبر «لآمون» المذكور.

(ص٤ س٥) «حعبي-ور» بن «مرنبتاح»، وهو بناء تابع لمعبد الملك «وسر ماعت رع مري آمون» في بيت «آمون» تحت سلطة الكاهن الثاني «لآمون رع» ملك الآلهة «نسآمون»، وهو الكاهن «سم» لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون» في بيت «آمون».

الوكيل «أمنمحب» التابع لبيت «أمنؤبي» الذي كان مستخدمًا في جزيرة «أمنؤبي» تحت سلطان الكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة المذكور آنفًا، البستاني «شد-سواني» بن «آني نخت» التابع لبيت «أمنحتب» محبوب «آمون رع» ملك الآلهة تحت سلطة الكاهن الأكبر «لآمون» ملك الآلهة المذكور آنفًا. إنه لم يدخل هرم الملك، ولكنه كان ضمن السبعة عشر لصًّا الذين وجدوا يسرقون المقابر التي غربي «طيبة».

المجموع: واللصوص الذين كانوا في هرم الإله المذكور، وهم الذين سُلموا للكاهن الأكبر «لآمون» المذكور في هذا اليوم ثلاثة رجال — لص مقابر: رجل واحد.

(ص٤ سطر ١٠) لصوص هرم الإله المذكور الغائبون؛ وهم الذين كلف بإحضارهم ثانية الكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة لأجل أن يُلقى بهم في السجن، ومعهم رفقاؤهم اللصوص في حصن بيت «آمون رع» ملك الآلهة إلى أن يقرر الفرعون سيدنا عقابهم.

النجار «ستخنخت» بن «بنعنقت» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون» في بيت «آمون» تحت سلطة الكاهن الثاني «لآمون رع» ملك الآلهة «نسيآمون»، وهو الكاهن «سم» لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون» في بيت «آمون» (والبقية تركت ولم تكتب).

المجموعة «ب»

والآن ننتقل إلى مجموعة أخرى لها علاقة بهذه السرقات.

ورقة «هاريس» رقم ١٠٠٥٤ بالمتحف البريطاني: هذه الورقة قد دون عليها عدة متون غير مرتبط بعضها بالبعض الآخر من حيث الموضوع، ولكنها كانت كلها خاصة بالسرقات التي كانت تحدث في المقابر في ذلك العهد (Select, Pap. P1 ZXXIX)، وهي ضمن مجموعة الأوراق التي تركها «هاريس»، ويبلغ طولها حوالي ١١٦ سنتيمترًا وعرضها ٤١ سنتيمترًا. ومحتويات هذه الورقة يمكن تلخيصها باختصار فيما يأتي:
  • (١)
    ظهر الورقة (ص١): التاريخ: السنة السادسة عشرة والعنوان. التحقيق مع البناء «أمنبنفر»، الذي يعترف بأنه سرق مع جماعة آخرين مقابر في الجهة الغربية من «طيبة».
  • (٢)
    وجه الورقة: (ص٢ س١–٧): (فقط منها سطران تقريبًا).
    لص (قد ضاع اسمه) يعترف مع ثلاثة آخرين بسرقة ١٦ قدتا من الذهب من مقابر، وأحد هذه المقابر لكاهن ثالث «لآمون» ويدعى «ثانفر». وهذا القبر هو رقم ١٥٨ في «ذراع أبو النجا» (راجع Gardiner & Weigall Cat. No. 158).
  • (٣)
    وجه الورقة: (ص١ س٨–١٢): نجد اللص نفسه يعترف بارتكاب سرقة من مقبرة في حي «نفرتاري» (؟).
  • (٤)
    وجه الورقة: (ص٢ س١–٦): اعتراف سماك اسمه قد ضاع بأنه قد عدَّى في قاربه ستة لصوص، وتسلم من واحد منهم يدعى «بانخترسي» ثلاثة قدات من الذهب أجرًا له. وهذه هي نفس الحادثة التي سنقرؤها فيما بعد وهي المنسوبة إلى «باخيحات» في وجه الورقة (ص١–٦) حيث نعرف أسماء هؤلاء اللصوص الستة، والسماك الذي عبر بهم في قاربه إذ يدعى «بانختمؤبي».
  • (٥)
    وجه الورقة: (ص٢ س٧–١٢): نقرأ عن شخص يدعى «أمنبنفر» الذي يعرف بزيارة قام بها مع آخرين لمقابر غربي «طيبة»، وإحضار ذهب وفضة من هناك.
  • (٦)
    ظهر الورقة: (ص٢ س١٣–١٦): يعترف نفس الرجل بسرقة ذهب من تابوت داخلي لشخص يدعى «أمنخعو» يلقب حارس الخزانة، وحامل المروحة لمعبد «آمون». وهذا القبر على ما يظهر ليس معروفًا لنا حتى الآن.
  • (٧)
    وجه الورقة: (ص١٣ س١–٦): يعترف هنا «باخيحات» بسرقات من الذهب والفضة من مقابر غربي «طيبة»، ويشترك معه في ذلك خمسة رجال آخرون. وهذه هي الحادثة التي أشرنا إليها من قبل في (ص٢ س١–٦) وهي التي قصها السماك «بانختمؤبي» وهو الذي يتهمه هنا بحق «باخيحات».

والمتن الذي يسترعي نظرنا في هذه الورقة غير ما ذكر هو الذي جاء في الصفحة الثالثة من وجه الورقة (س٧–١٧) إذ نجد السطر السابع يبتدئ بالتاريخ: السنة الثامنة عشرة، الشهر الثاني من فصل الفيضان، اليوم الرابع والعشرون. ويأتي بعد ذلك شهادة كاهن يدعى «بنون حاب» إذ قد اعترف أنه قد ذهب مع كهنة آخرين إلى مكان لم يعين، وسرق أوراق ذهب من تمثال الإله «نفر توم» الخاص بالفرعون «رعمسيس الثاني». هذا فضلًا عن أنه قد اتهم بأنه قد ذهب إلى مكان ما خاص بهذا الإله، وسرق منه أربع قطع من الفضة، ووضع مكانها أخرى مصنوعة من الخشب أو مادة أخرى، وقد دُعي صائغ لتحقيق الموضوع. ويقدم لنا هذا الشخص قائمة بالأفراد الذين اشتركوا معه في الجريمة، واستولوا على الغنيمة. وأخيرًا نجد مذكورًا في السطر السابع عشر أن نحاسَيْنِ قد اتُّهما بسرقة البرنز الذي كان على تمثال «السيد»، وهذا الجزء كما هو ظاهر ليس له علاقة بما سبقه، وتاريخه بعد تاريخ المتن الذي على ظهر الورقة في الصفحة الأولى بسنتين، وبهذا ينتهي المتن الذي على وجه الورقة.

نعود الآن إلى متن ظهر الورقة، بصرف النظر عن الصفحة الأولى منه الخاصة بسرقة المقابر، فيصادفنا المتن الذي على يسارها. وهذا المتن يشمل عمودين من الأسماء فوقها سطران طويلان بمثابة عنوانين. ومن هذه نفهم أنها قائمة رجال تابعين للأرض كان يصنع لهم الشعير خبزًا، ويقدمه لهم مدير بيت مغنية «آمون» و«قاشوتي» كاتب الجيش. وقد أرخت القائمة بالسنة السادسة، الشهر الثالث من فصل الفيضان، اليوم العاشر من الشهر.

والأشخاص الذين كانوا يتسلمون الشعير قد وصفوا بأنهم: كل رجل من كل بيت داخل حصون معبد «وسر ماعت رع مري آمون» (رعمسيس الثالث). وقد كان يقوم بالتوزيع الأمير «بورعا»، وكاتب الحي «وننفر»، وضابطا المركز «آني نخت»، و«أمنخعو». ومقدار الشعير (الشوفان) الذي كان يصرف لكل شخص قد كتب بالمداد الأحمر على اليسار لكل رجل أو امرأة، ومجموع الشعير الذي دون هو حقيبة (خار) والحقيبة تعادل أربع دبنات.

والآن نعود إلى بحث متن السرقة الذي على وجه الورقة ١، ٥، ٦، والذي على ظهرها ١، ٢، ٣، ١–٦.

فالمتن الذي على وجه الورقة مؤرخ بالسنة السادسة عشرة، الشهر الثالث من فصل الفيضان، اليوم التاسع عشر، وعنوانه: محاكمة اللصوص الذين وجد أنهم سرقوا مقابر غربي «طيبة»، وهم الذين حاكمهم الوزير «خعمواست» وساقي الفرعون «نسآمون» وهو كاتب الفرعون، وساقي الفرعون «نفر كارع-مبر آمون» حاجب الفرعون، وأمير «طيبة» (باسر) والشاهد على ذلك هو البناء «أمنبنفر» (VSI. 4)، وقد اعترف بأنه نهب التوابيت الداخلية لأصحاب المقابر (وإن لم يذكر أسماء أصحاب المقابر).

ويحتمل أن سبب ذلك ينحصر في أنه لا يعرفه، وكان له ستة شركاء، وهم: البناء «حعبي-ور»، والفلاح «أمنمحب»، والنجار «ستخ-نخت»، والنجار «أرنآمون»، وقاطع الأحجار «حعبي عا»، والسقاء «خعمواست»؛ ويذكر أن السرقة قد حدثت في السنة الثالثة عشرة، أي منذ أربع سنين مضت من هذا التاريخ.

ولن يغيب عن الذهن أن شركاءه الستة هم من بين ثمانية اللصوص الذين جاء ذكرهم في ورقة «أمهرست»، وأنه من الجائز إذن أن «أمنبنفر» هو الرجل الذي لم يذكر اسمه، وهو الذي يدلي باعترافه هناك. وعلى أية حال فإننا هنا في حضرة عصابة اللصوص نفسها، وكانت أكبر سرقة قاموا بها هي نهب مقبرة الملك «سبكمساف» وزوجه «بنخعس». والسرقات التي يعترف بها هنا «أمنبنفر» قد ارتكبت في مقابر أفراد من الشعب، لا مقابر أمراء أو ملوك، في نفس السنة، كالسرقة العظيمة التي قصت في ورقة «أمهرست» و«ليو بولد الثاني».

أما الاعترافات التي على وجه الورقة فأقل أهمية، ولما كان «أمنبنفر» لم يُدلِ ببيان آخر، فمن الجائز أنها لم تقع في تاريخ اليوم الذي ذكر على ظهر الورقة، وهي تبحث في سرقات منوعة يظهر أنها ارتكبت في مقابر أفراد. وإذا استثنينا الإشارة إلى السماك «باتحمنؤبي» التي نجدها مرة أخرى في الورقة (١٠٠٥٢) فإنه لا توجد فيها معلومات مفيدة يمكن استنباطها.

وقد بقي للفحص القائمة التي وردت في الصفحتين الخامسة والسادسة؛ فمن بين الأسماء العشرين التي لم يبقَ منها سليمًا إلا سبعة يتألف منها جماعة اللصوص المتهمين — على حسب ما جاء من براهين تثبت ذلك — في المتن الذي على وجه الورقة (ص٣ س١–٦).

ولدينا خمسة آخرون من اللصوص الذين ذكرهم «أمنبنفر» على ظهر الورقة (س١–٩) من مجموعة «هاوست»، على حين أن الثمانية الباقين لم يردوا في أي متن على ما نعلم من متون السرقات. ولا نزاع في أنها قائمة لصوص قُبض عليهم، أو دونت أسماؤهم للقبض عليهم، ومما تجدر ملاحظته أن هذه القائمة لا تحتوي على اسم من الكهنة اللصوص الذين ذكروا على وجه الورقة (ص٣ س٧–١٧).

ولم يبقَ لدينا من متون سرقة المقابر الآن إلا قائمة الأسماء التي على ظهر الصفحتين الخامسة والسادسة، وقد فقدت عنوانها بكل أسف، ولا يمكن الإدلاء عنها برأي، إلا أنها كتبت بعد المتن الأصلي، الذي على ظهر الورقة في الصفحة الأولى.

وهاك ترجمة الجزء الخاص بسرقة المقابر من هذه الوثيقة:
  • ظهر الورقة: (ص١) (P1. VII): (١) السنة السادسة عشرة، الشهر الثالث من فصل الفيضان. اليوم التاسع عشر١٠ التحقيق مع اللصوص الذين وجد أنهم سرقوا مقابر غربي المدينة، وهم الذين حقق معهم عمدة المدينة والوزير «خعمواست» وساقي الملك (٣) «نسيآمون» كاتب الفرعون، وساقي الفرعون «نفر رع-مبر-آمون» حاجب الفرعون، والأمير «باسر» حاكم المدينة (٤) وقد أحضر البناء «أمنبنفر» بن «أنحور نخت» وأمه «مري» النوبية، وقد حقق معه بالضرب العصى، ولويت يداه ورجلاه فاعترف بأنه ذهب إلى ما وراء (؟) القلعة أو الحصن الواقع غربي المدينة (طيبة) على حسب عادته … في السنة الثالثة عشرة من حكم الفرعون، أي منذ أربع سنين مضت. وقد كنت مع البناء «حعبي ور» والفلاح «أمنمحب» (؟) (٧) والنجار «ستخنخت» والنجار «أرنآمون» التابع للمشرف على الصيادين «لآمون» وقاطع الأحجار «حعبي عا» وحامل الماء «خعمواست» (٨) التابع لمقصورة الملك … فيكون المجموع ٧ رجال. فاقتحمنا مقابر غربي المدينة، وأخرجنا توابيتها الداخلية التي كانت فيها (؟) ونزعنا ما عليها من ذهب وفضة وسرقناها وقسمتها بيني وبين شركائي.
  • وجه الورقة (ص ١): (P1. VI) (ضاع من أول الورقة سطران): (١) … مومية ووجدنا … (٢) … مغطاة بذهب منقوش عند رقبته (٣) ونحن … ذهبنا إلى قبره «تانوفر» (٤) الذي كان كاهنًا ثالثًا «مون» ففتحناه، وأخرجنا تابوته الداخلي وأخذنا المومية وتركناها هناك في ركن مقبرته. وأخذنا توابيته الداخلية إلى هذا القارب مع الباقي إلى جزيرة «أمنمؤبي»، وأشعلنا فيها النيران في أثناء الليل، وأخذنا الذهب الذي وجدناه (٧) عليها، وقد كان نصيب كل واحد منا أربعة قدات من الذهب، وذهبنا مرة ثانية إلى حي «نفر»١١ … (الحياة والسعادة) والصحة. ودخلنا مقبرة وفتحناها وأخرجنا منها تابوتًا داخليًّا، وقد كان مغطًى بالذهب حتى رقبته فنزعناه بقادوم من النحاس وأخذناه (١٠) ثم أشعلنا فيه النار داخل القبر. ووجدنا حوضًا من البرنز وإناءين منه فأحضرناها إلى هذا الشاطئ وقسمتها مع رفاقي. الآن عندما ضبطنا جاء كاتب الحي «خعمؤبي» … فأعطيته ٤ قدات من الذهب وهي التي كانت نصيبي.
  • وجه الورقة (ص٢): (P1. VI) (فقد سطر أو سطران): (١) نحاس (؟) … (٢) تعال واذهب معي لتعبر بنا إلى الشاطئ الآخر. أنا … (٣) عبرت معهم ليلًا وأنزلتهم على شاطئ غربي المدينة (طيبة) وقالوا لي … (٤) حتى تأتي ثانية. والآن في مساء اليوم التالي أتوا إليَّ ونادوا عليَّ ليلًا وذهبت (٥) إليهم على هذا الشاطئ، وأخذتهم ستة وأحضرتهم إلى هذا الشاطئ من النهر، وأنزلتهم عند شاطئ ميناء المدينة (٦) والآن بعد بضعة أيام أتى «بنخت رس» إليَّ محضرًا ثلاثة قدات من الذهب.

    (٧) وقد أحضر «أمنبنفر» بن «أنحور نخت» وأمه هي «مري» النوبية، وهو بنَّاء في معبد «آمون» الذي تحت إدارة كاهن «آمون»، وقد حقق معه (٨) وقال: لقد ذهبت إلى مقابر غربي المدينة. وأحضرنا (٩) الفضة والذهب اللذين وجدناهما هناك في المقابر وأواني القربان التي وجدناها فيها (١٠) وكنت أحمل أزاميلي النحاس التي كانت في أيدينا، وفتحنا التوابيت الخارجية بالأزاميل النحاسية التي كانت في أيدينا، وأخرجنا (١١) التوابيت الداخلية التي كان عليها ذهب وكسرناها وأشعلنا النار فيها في أثناء الليل في داخل المقبرة (١٢) وحملنا الذهب والفضة التي وجدناها فيها وأخذناها وقسمناها بين أنفسنا (١٣) والآن ذهبت ثانية إلى المقابر مع قاطع الأحجار «حعبي ور» بن «مرنبتاح» وقاطع الأحجار «حعبي عا» معي. المجموع ثلاثة (١٤) وذهبنا إلى مقبرة «أمنخعو» أمين الخزانة وحامل المروحة لمعبد «آمون»، ونزلنا إلى حجرة الدفن (؟) فوجدنا تابوتًا خارجيًّا من حجر «خنو» (أي حجر السلسلة) في حجرة دفنه (؟) ففتحناه وهشمنا (١٦) موميته وتركناها هناك في قبرها، ولكنا أخذنا تابوته الداخلي وغطاءه ونزعنا منه ذهبه.

  • وجه الورقة (ص ٣): (PIs. VI-VII): وقد أحضر «بخيحات» بن «قداختف» وأمه هي «بوبيت Buipet» من غربي المدينة، وكان نحاس الجبانة. وقد حقق معه فقال: ذهبت إلى مقابر غربي المدينة مع النحاس «يا وارسي»، والنحاس «بنتحت نخت» والنجار «ستخنخت» … (٣) و«نبنحترس»، وهو رجل من هيئة عمال معبد الملك «عا خبر رع» (؟) الذي تحت إدارة كاهن «آمون»، والنحاس «أتنفر» التابع لمعبد «منتو» رب «زرتي» (٤) ودخلنا مقابر عرب المدينة، وسلبنا الفضة والذهب التي وجدناها في المقابر (٥) فأخذناها وبعناها في قارب (؟) «زار» عند ميناء المدينة، وذهبنا نحن الستة جميعًا معًا. وكان السماك «بنحتمؤني» التابع لأمير المدينة هو الذي عبر بنا إلى غربي «طيبة» وكان نصيبه كنصيبنا بالضبط. (٧) السنة الثامنة عشرة، الشهر الثاني من فصل الفيضان، اليوم الرابع والعشرون، أخذت شهادة الكاهن «وعب» المسمى «بنو نحاب» وقد استمع إلى بيانه. وقد قالوا له: ماذا عندك لتقوله عن ورقة الذهب هذه الخاصة بالإله «نفرتم» الخاص بالفرعون «وسر ماعت رع ستبن رع» الإله العظيم. فقال: لقد ذهبت مع الكاهن والد الإله «حعبي ور» ووالد الإله «سدي»، ووالد الإله «بيسن» بن «حعبي ور» ووالد الإله «بيخال» (٩) ونزعنا الذهب الذي كان على أسطوانة العمود (؟) الخاص بالإله «نفرتم». وقد سلبنا أربعة دبنات وستة قدات من الذهب وأذبتها، وقسمها الكاهن والد الإله «حعبي ور» بينه وبين رفاقه. وأعطوني ثلاثة قدات من الذهب، وأعطوا مثلها لوالد الإله «بيخال» ابن (؟) … وأخذوا الباقي (١١) والآن قال الصائغ: إن الإله الخاص بالفرعون قد بقي منزوعًا منه الذهب حتى هذا اليوم، وإنه ليس مغطى و… قال أيضًا … ذهبت إلى محاريب هذا الإله، وسلبت أربع تعاويذ في صورة ثور (؟) من الفضة وكسرتها. وعملت صورًا لها من الخشب … ووضعتها مكانها (١٣) ووزن أربع التعاويذ التي على شكل ثور ستة دبنات من الفضة، وقد قسموها بينهم (١٤) الرجال ووالد الإله «بيخال»، والكاهن المطهر «بنو نحب» الذين منحوا ذهب الإله «نفرتم»، فأخذ الكاهن «سم خعمؤبي» دبنًا واحدًا من الذهب، وكاتب السجلات الملكية «ستخموسى» ستة قدات من الذهب، والكاهن والد الإله «حعبي ور» ثلاثة قدات، والكاهن والد الإله «سدي» ثلاثة قدات، والكاهن والد الإله «بخرو» ثلاثة (١٦) والكاهن المطهر «بنو نحب» ثلاثة قدات، والكاهن المطهر «بش» بن «حعبي ور» ثلاثة قدات، والكاهن المطهر «ستخموسى» قدًّا واحدًا من الذهب؛ المقدار الذي لا يزال يغطي الإله ثمانية قدات، والمجموع أربعة دبنات من الذهب (١٧) وقال الكاهن والد الإله «بيخال» والنحاس «خنسموسى» والنحاس «وسر ماعت نخت»: إنهم سلبوا خمسين ومائة دبن من النحاس من التمثال العظيم الذي يقف في الردهة، وهي في حوزتهم.

وبعد ذلك يأتي في الصحيفتين الخامسة والسادسة قائمة بأسماء، ولكن مما يؤسف له أننا لا نعرف موضوعها؛ لأن عنوانها فُقد.

تعليق عام على الوثائق الثلاث: والآن — بعد أن استعرضنا الوثائق الثلاث الهامة الخاصة بسرقة المقابر الملكية على وجه خاص وغيرها من مقابر الأفراد، وأعني بذلك ورقة «إبوت» وورقة «أمهرست» و«ليو بولد الثاني»، ثم ورقة «المتحف البريطاني» رقم ١٠٠٥٤ — يجدر بنا أن نلخص الموضوع بصورة واضحة من محتويات كل هذه المصادر؛ لأنها من الأهمية بمكان في تاريخ البلاد الاجتماعي في هذه الفترة من عهد فراعنة أواخر الأسرة الواحدة والعشرين. والواقع أنه منذ عهد «رعمسيس الثالث» أخذت مدينة «طيبة»، التي كانت — إلى حد بعيد — المركز الديني للبلاد في تدهور مستمر بصورة مشينة، فكما قلنا: شهد عصر «رعمسيس الثالث» إضرابات للعمال الذين كانوا يشتغلون في حفر المقابر الملكية وغيرها، هذا بالإضافة إلى مؤامرات قامت في الحريم الملكي، وغزو الأجانب للدلتا. وقد خلف «رعمسيس الثالث» سلسلة فراعنة ضعفاء جلبوا «لطيبة» الفقر أكثر مما كانت عليه باتخاذهم إحدى العواصم الشمالية عاصمة لملكهم. وقد حدث من وقت لآخر غارات نوبية في عهد «رعمسيس التاسع» على إقليم «طيبة»؛ ولهذا السبب وغيره كان العمل في جبانة «طيبة» في أغلب الأحيان يتوقف جملة. ولا غرابة إذن في أن ترى العمال الذين أصابهم الفقر، وغمرهم البؤس من جراء ذلك يبحثون عن علاج لهذه الحالة الموئسة، فولوا وجوههم شطر نهب المقابر طلبًا للأصفر الرنان.

ففي العام الرابع عشر من عهد الفرعون «رعمسيس التاسع»، نسمع بمحاكمة نحاس يدعى «بيخال» أمام الوزير في ذلك العهد، وقد اعترف أنه سرق أشياء من مقبرة الملكة «إزيس»، غير أنه لم يكن في مقدوره الإرشاد إلى موقع القبر.

وقد اعترف لنا البناء «أمنبنفر» بأنه بدأ سرقاته للمقابر في السنة التي قبل السنة السالفة الذكر، أي في السنة الثالثة عشرة من حكم هذا الفرعون. ومن المحتمل أن حسن طالعه هو وشركائه قد ساقهم في السنة الرابعة عشرة — أو في باكورة السنة الخامسة عشرة — إلى العثور على قبر الملك «سبكمساف» الذي كان غنيًّا بالذهب والحلي بصفة تفوق المعتاد، وكذلك قبر زوجه الملكة «نبخعس»، ولدينا مختصر عن سرقة هذا القبر الذي ينسب صاحبه إلى الأسرة الرابعة عشرة يقول: إنه قد نهبه اللصوص بثقب نهاية الهرم من الحجرة الخارجية لمقبرة «نبأمون» الذي كان يلقب بالمشرف على مخزن الغلال، وكان معاصرًا للفرعون «منخبر رع» (تحتمس الثالث). وقد وجد مكان الدفن خاليًا من سيده، وكذلك مكان دفن الملكة العظيمة «بنخعس» زوجه وقد سرقهما اللصوص (إبوت ص٤ س١٥-١٦).

وقد ظن الأثريان «نيوبري» و«سبيلبرج» اللذان كانا يقومان بحفائر في هذه الجهة لحساب المركيز «نور ثمبتون» عام ١٨٩٨-١٨٩٩ أنهما عثرا على قبر «نبأمون» الحقيقي الذي دخل منه اللصوص إلى مقبرة الفرعون «سبكمساف»، وقد عرف هذا القبر فقط على أنه للمشرف على مخزن الغلال من بعض «مخاريط» تحمل اسمه ولقبه، ولكن يجوز أنها تناثرت من القبر رقم ٢٣١، الذي يبعد عن النقطة التي كانا يحفران فيها. وفضلًا عن ذلك فإن النفق الذي عثر عليه «نيو بري» وزميله ممتدًّا تحت الهرم الذي كان مفروضًا أن يكون فيه الملك «سبكمساف» لا يبتدئ من الحجرة الخارجية — كما تقول البردية — بل من الحجرة الداخلية. ومن الحقائق الغريبة التي نلحظها وجود عدد من المقابر المختلفة معروفة لأشخاص يسمى كل منهم «نبأمون»، ويحمل كل منهم لقب «المشرف على الغلال» أو «حاسب غلال آمون»؛١٢ ولهذا السبب نجد أن الأستاذ «ونلك» كان يشك في هذا التحقيق الأثري (Winlock. J. E. A. vo1. 10 p. 241 note 4) الذي قام به زميلاه الأستاذان «نيو بري» و«سبيجلبرج».

ومن المحتمل أننا لن نعرف يومًا ما قط الأسباب التي دعت «باسر» عمدة «طيبة» إلى التصميم على القيام بهذه الحملة المنظمة في بداية السنة السادسة عشرة على زميله حاكم «طيبة» الغربية «بورعا»، ومن الجائز أنه شعر بأن مركزه الرسمي في خطر من جراء الفضيحة العلنية الخاصة بسرقات المقابر، التي كانت تجري على مقربة من مقر سلطته. ومن المعقول كذلك أن مما دفعه إلى ذلك هو العداوة الشخصية التي كان يكنها في صدره لعمدة «طيبة» الغربية «بورعا» حيث كانت الجبانة. ومن الجائز أخيرًا أن يكون الدافع إلى ذلك تألمه الطبعي من الفظائع، التي كانت ترتكب هناك ضد ملوكه الغابرين وولاؤه للفرعون الغائب في عاصمته الشمالية. ومهما تكن الأسباب التي دعته إلى القيام بهذا العمل، فإن «باسر» هو الذي قام بالحركة الأولى لفحص المقابر بنشاط بين اليوم الثامن عشر واليوم الثاني والعشرين من الشهر الثالث من فصل الفيضان. ولدينا براهين مبينة على أنه هو الذي ادعى أن قبر الملك «أمنحتب الأول» قد نهب (إبوت ١، ٣-٤) وأنه هو الذي اتهم كذلك النحاس «بيخال» ورفيقيه من العمال بأنهم قد قاموا بارتكاب سرقات في «مكان الجمال»، أي في الوادي المعروف بمقابر الملكات.

وليس لدينا كبير شك في أن «باسر» هو الذي اتهم «أمننفر» بسرقة هرم «سبكمساف». ومن الجائز حقًّا أن كل المقابر الملكية التي فحصت على أثر ذلك بوساطة اللجنة كانت قد عُينت في الاتهامات التي وضعها «باسر» أمام الوزير. وقد ناقض هذا الرأي الأستاذ «أرك بيت» كما ذكرنا من قبل. وحتى إذا كان الأمر كذلك فإنه إما أن يكون قد ادخر للمستقبل، أو أضاف إلى عمله فيما بعد خمسة اتهامات كان يعتقد أنها براهين هادمة للعمال ولموظفي الجبانة (راجع ورقة إبوت ص٥ س١٦–١٨، ص٦ س٩–١١).

وقد كان «باسر» بطبيعة وظيفته عضوًا في المحكمة العليا التي كانت تعقد في أماكن مختلفة في داخل حدود «معبد الكرنك»، غير أنه لم يجد قبولًا حسنًا من زملائه، ومن بين هؤلاء كان الوزير «خعمواست» الذي يمثل العدالة المطلقة، في حين أن ساقي الملك «نسيآمون» و«نفر كارع مبر آمون» قد نالا مركزيهما في هذه المحكمة لاتصالهما الوثيق بالملك. وفي الجلستين اللتين عقدتا في الحادي والعشرين والثاني والعشرين من الشهر كان «أمنحتب» الكاهن الأول «لآمون رع» عضوًا بارزًا في المحكمة، ولا يعلو عليه فيها إلا الوزير بين الأعضاء كلهم، والأعضاء الباقون هم: ممثل الجيش، وممثل البحرية، والكاهن الثاني «لآمون»، ثم الأشراف العظام. والظاهر أن أعضاء المحكمة كلهم كانوا متفقين على استقباح الافتراءات التي رميت بها — ضمنًا — إدارة «بورعا».

ومن المحتمل أن «بورعا» — لكي يخلص نفسه — بدأ هو ومرءوسوه — كما جاء في كل من ورقة «إبوت» (ص١ س ٧، ٨) وورقة «أمهرست» و«ليو بولد الثاني» (ص١ س٣–٥) — بوضع المعلومات التي كانت المحكمة العليا قد أخذت تعمل بمقتضاها، وقد كانت أول خطوة اتخذها أعضاء المحكمة إرسال لجنة لزيارة كل المقابر التي اشتبه في أنها سرقت. وهذه اللجنة هي التي كانت تدعى بالمراقبين للجبانة العظيمة السامية، وكانت تألفت من «بورعا» نفسه، ومن مرءوسيه من ضباط الشرطة، ومن بعض كهنة مدينة «هابو»، ومن السكرتاريين الخصوصيين للساقيَيْن «نسيآمون» و«نفر كارع مبر-آمون». وقد مكثت دورتهم التفتيشية معظم اليوم الثامن عشر. وقد قدم التقرير إلى الوزير وإلى عظماء الأشراف في ظهيرة نفس اليوم، فوجد أنه — من بين عشر المقابر الملكية التي ذكرت في الاتهام — لم ينهب إلا مقبرة واحدة هي مقبرة الملك «سبكمساف»، أما المقابر الباقية فقد أعلن أنها سليمة بما في ذلك مقبرة الفرعون «أمنحتب الأول»، وهي أعظم مقبرة ذكرت في اتهامات «باسر». ومن جهة أخرى وجد أن مقبرتين لكاهنتين مغنيتين — هذا إلى مقابر عدة لأشخاص أقل أهمية — قد خربت (راجع ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٠٥٢ ظهر الورقة ٥-٦). وقد قام «بورعا» وزملاؤه — على عجل — بكتابة قائمة بأسماء لصوص المقابر، وقد عُدد فيها حوالي خمسة وعشرين لصًّا، وقبض — في الحال — على أكثر عدد ممكن منهم وأحضروا للمحاكمة، ومن بين هؤلاء «أمنبنفر» وعدد كبير من شركائه. ومن المحتمل كذلك النحاس «بيخال» ونحاسان آخران تابعان لمعبد مدينة «هابو». هذا بالإضافة إلى فرد يدعى «بخيحات» وهو نحاس له صلة بقبر الفرعون الحاكم الذي كان في طور البناء، واللص المذكور أخيرًا كان له عصابة خاصة ليس لها علاقة بعصابة «أمنبنفر» إلا أن النجار «ستخ نخت» كان عضوًا في العصابتين، وقد ضُرب هؤلاء الناس وغيرهم ضربًا مبرحًا، ولويت أذرعهم وأرجلهم، وبعد ذلك أمروا بالاعتراف بجرائمهم. ومن المحتمل أن «أمنبنفر» قد اعترف في الحال بنهب هرم «سبكمساف»، وقد كان لديه فضلًا عن ذلك سلسلة مغامرات ليقصها.

ولا يسع الإنسان إلا أن يعجب بالسرور الذي كان يفيض على نفس «أمنبنفر»، عندما كان يقص سرقاته — إلا إذا كانت هذه الاتهامات التي ذكرت في الورقة ملفقة١٣ — بما في ذلك التخريب التام لمقبرة «ثانفر» الذي كان يشغل وظيفة الكاهن الثاني «لآمون» في عهد «رعمسيس الثاني». وهذا القبر على ارتفاع عظيم في جانب تلي «ذراع أبو النجا» ويمكن زيارته حتى الآن (راجع Gardiner & Weigall Topographical Cat. No. 158).

والظاهر أن «بخيحات» قد نال بعض النجاح بوصفه لص مقابر في حين أن «بيخال»، على الرغم من أنه لم يكن موضع ثقة فيما أكده قد أفشى حادثًا مثيرًا، وهو اقتحامه مقبرة الملكة «إسي» (إزيس) زوج «رعمسيس الثالث».

والواقع أن ما كشف عنه التحقيق الأول على أية حال يتضاءل أمام ما قام به «أمنبنفر»، عندما نهب مقبرة الملك «سبكمساف» كما قصها هو في اليوم الثاني والعشرين أمام المحكمة العليا. وقد ذكرنا القصة في الترجمة التي أوردناها فيما سبق، ولا داعي هنا لسردها من جديد. ولسنا على يقين من أن كل هذه التفصيلات قد أدلى بها «أمنبنفر» عندما حُقق معه للمرة الأولى في اليوم التاسع عشر من الشهر، ولكن لا بد أنه قد اعترف بما فيه الكفاية ليثير بلبلة عظيمة. ولا نزاع في أن القضاة قد تولاهم الخزي بخاصة عندما اعترف بأنه كان قد قبض عليه بسبب هذه الجريمة نفسها منذ سنة كاملة مضت، ولكنه أفلت منها بتقديم رشوة للكاتب «خعمؤبي» وهو كاتب تابع لمرسى «طيبة». وقد أفلح هذا الموظف المدنس في انتزاع عشرين دبنًا من الذهب من هرم «سبكمساف»، هذا فضلًا عن أربعة قدات من الذهب من الغنيمة التي سلبت من مقبرة «ثانوفر». وقد ألقت لنا ورقة «أمهرست وليو بولد الثاني» ضوءًا هامًّا على هذا الموضوع؛ إذ أبانت أن أفرادًا من أتباع عمدة مدينة «طيبة» كانوا منذ أن جرت هذه الحال يحاربون تلك الجرائم التي كانت تقع في الجبانة، ومنذ أن سجن «أمنبنفر» في إدارة «باسر» ظهر أنه كان من المؤكد تمامًا أن «باسر» هذا نفسه قد أصبح على علم بسرقة مقبرة الملك «سبكمساف» منذ زمن كبير قبل أن يضع اتهاماته أمام عيني الوزير. ونحن نعلم أن بعض الاتهامات التي وجهها «باسر» كانت قد وجهت على علم مؤكد بحقيقتها. أما عن «أمنبنفر» فإنه عند عودته إلى الجبانة لم يضيِّع لحظة من وقته في العودة سيرته الأولى من السرقة والنهب. وإذا صدقنا ما جاء في محضر التحقيق، فإنه على ما يظهر كان يفخر بذلك العمل المشين، بل وصلت به القحة إلى أن يلتمس لنفسه العذر في تلك الجرائم بقوله: إن نصف سكان «طيبة الغربية» كانوا يمارسون نفس المهنة١٤  (Leopold, 3, 5–7).
ولا نزاع في أن تفتيش المقابر نفسها في اليوم الثامن عشر قد عد نجاحًا للأمير «بورعا»، إذ إن معظم التهم التي وجهت لسكان الجبانة قد نفيت عنها، على الرغم من أن نهب مقبرة الملك «سبكمساف» كان أمرًا لا مراء فيه، وقد أضاف إلى ذلك النحاس «بيخال» جريمة جديدة إلى قائمة جرائمه، باعترافه أنه قد سرق أشياء من مقبرة الملكة «إسى» (إزيس). وقد عد الوزير «خعمواست» وساقي الفرعون «نسيآمون» الموقف جد خطير، ويحتاج إلى ذهابهم بأنفسهم ليحققوا الأمر في مكان الحادث. ولا بد أنهما قد عبرا النهر إلى الشاطئ الغربي في عصر اليوم التاسع عشر من الشهر وبصحبتهما «أمنبنفر» وشركاؤه، وكذلك النحاس «بيخال». وقد كان المتهمون مقبوضًا عليهم بمثابة سجناء، أما «بيخال» فقد عصبت عيناه فضلًا عن ذلك. وبعد أن حقق «أمنبنفر» وعصبته موقع هرم الملك «سبكمساف» في جبانة «ذراع أبو النجا» سار الموكب الذي كان فيه الوزير نحو الجنوب إلى مقابر الملكات. وعندئذ كشف الغطاء عن عيني «بيخال»، وعلى الرغم من أنه قد صب عليه سوط عذاب، فإن هذا الرجل قد أخفق في الإشارة إلى أي مكان دخله في هذه الجهة إلا مقبرة مهجورة لبعض أولاد الفرعون «رعمسيس الثاني»، وإلى كوخ لعامل يدعى «أمنموني» بن «حوي». وبعد ضربه ثانية بالعصا أقسم «بيخال» هذا أن هذه الأماكن المفتوحة هي الوحيدة التي عرفها. هذه على الأقل هي الرواية التي انحدرت إلينا من تلك الأزمان السحيقة ويحتمل أنها صحيحة. وتوجد بعض أحوال تدعو إلى الريبة؛ فمما يلاحظ أن «باسر» لم يدع إلى مصاحبة الوزير «خعمواست» والساقي «نسيآمون». هذا ومما كان ينذر بسوء المنقلب أنه بعد انقضاء خمسة عشر شهرًا ويوم واحد على ذلك، نجد أن الوزير «خعمواست» يقوم بفحص جديد، ويجد أن نفس القبر الذي قال عنه «بيخال» أنه قد نهبه ببابه المنحدر المصنوع من الجرانيت مهشمًا وكل محتوياته قد سلبت (راجع Peet. Ibid. p. 34).

ويمكن أن نقرأ بين سطور وثيقة «إبوت» أن «خعمواست» و«نسيآمون» كانا مسرورين من نتيجة هذا الفحص بقدر ما كان «بورعا» مرتاحًا له؛ وذلك لأنه قد ذكر ببراءة أنهما أمرا المراقبين والمساعدين وعمال الجبانة ومعهم رؤساء الشرطة ورجالها وهيئة العمال التابعين للقبر الملكي أن يطوفوا حول غربي «طيبة»، ويقوموا بمظاهرة عظيمة حتى المدينة. وقد قدمت لنا نتيجة هذه المظاهرة صفحة من أبرز صفحات التاريخ الواقعي الذي وصل إلينا من الأزمان القديمة، وإنه لمن المدهشات تقريبًا أنه بعد مضي أكثر من ثلاثة آلاف سنة لا يزال في مقدورنا أن نقرأ الكلمات الأصلية، التي تبودلت بين رعاع الجبانة الظافرين وبين عمدة «طيبة» الذي حوكم بمرارة ولكن دون أن يهزم.

وتدل شواهد الأحوال على أن الساقي «نسيآمون»، كان يرغب في أن يظهر بمظهر المحايد؛ ولذلك يُظن أنه عبر إلى «طيبة» ليخبر «باسر» بنتيجة الفحص. وفي المساء تقابل هذان الموظفان بالمتظاهرين بالقرب من معبد الإله «بتاح» «بالكرنك»، وقد كان على رأس العمال رئيسهم «وسرخبش» والكاتب «أمننخت» والعامل «أمنحتب». وقد قابل «باسر» هذه المظاهرة بقوله بصوت عالٍ: «إن هذه المظاهرة التي قمتم بها اليوم ليست مجرد مظاهرة، بل هي أنشودة ظفر لكم، إنكم تبتهجون على حسابي عند باب بيتي نفسه. فما معنى هذا وأنا عمدة «طيبة» الذي من واجبه أن يبلغ الفرعون (ما يحدث)؟ فإذا كنتم مبتهجين من أجل هذا المكان الذي كنتم فيه لفحصه، وهو الذي وجدتموه سليمًا، فإنه مع ذلك قد وجد قبر الملك «سبكمساف» وزوجه الملكية «نبخسي» منهوبين، وكان هذا الملك حاكمًا عظيمًا قد أنجز عشر مهمات خطيرة للإله «آمون رع» ملك الآلهة، وآثاره لا تزال باقية في المحراب الداخلي حتى يومنا.» وقد أجاب على ذلك العامل «وسرخبش» أن كل الملوك ومعهم زوجاتهم الملكيات وأمهاتهم وأولادهم، الذين يثوون في الجبانة العظيمة السامية، وأولئك الذين يثوون في «مكان الجمال» قد وجدوا سالمين. وأنهم مصونون ومحميون إلى الأبد، وأن نصائح الفرعون ابنهم الحكيمة تقبض عليهم في السجن وتحاكمهم بقسوة (أي المتهمين الذين يعبثون بالمقابر). وعندئذ أجاب «باسر» قائلًا: «هل تصنعون من كل هذا مفخرة؟» وبعد ذلك قال: «إن كاتبَيِ الجباني «حورشري» بن «أمنتحب» و«ببس» قد أتيا إليه ووضعا خمس حوادث اتهم فيها العمال، وأفشيا له أمر سرقات يعاقب عليها بالموت، ثم أضاف بأيمان مقدسة فيما يخص ذلك: «إني سأكتب للفرعون سيدي لأرسل رجالًا من قبله ليتصرفوا معكم جميعًا».»

وهكذا نجد أن «باسر» بدلًا من أن يسحب اتهاماته على أي صورة، فإنه أكدها وأضاف إليها أخرى جديدة. وفضلًا عن ذلك فإنه نوه بعدالة المحكمة العليا بحلفه أنه سيلجأ إلى الفرعون الذي على رأسها. وكل ذلك قد قيل في حضرة ساقي الفرعون، وقد بلغ ذلك في الحال إلى أذني «بورعا» عمدة «غرب طيبة»، ولما رأى «بورعا» أنه هوجم من جديد قضى جزءًا من اليوم الحادي والعشرين في كتابة تقرير كامل للوزير عن الإجراءات التي حدثت في مساء اليوم السابق. وبعد أن كرر الكلمات التي تبودلت بين «باسر» و«سرخبش» ختم خطابه كالآتي: «لقد وصلتني معلومات عن التهم التي وجهها عمدة «طيبة» إلى الناس التابعين للقبر العظيم الفاخر لملايين السنين للفرعون الذي في «غرب طيبة» وقد بلغتها لسيدي؛ لأن سماع اتهامات وإخفاءها من رجل في مثل مركزي يعد جريمة. وإني لا أعرف الآن معنى الجرائم التي قال عنها عمدة «طيبة» أنه قد سمع بها من كاتبي القبر الخاصين بالجزء الداخلي (أي مكان الدفن لا المعبد الجنازي) وهما اللذان يقفان في وسط العمال، وإن قدمي لا تستطيعان أن تصلا إليها (كناية عن أنه لا يمكنه أن يصل إلى كنه هذه الجرائم) ولكني أبلغها لسيدي، وأنه سيصل إلى عمق الاتهامات التي قال عنها عمدة «طيبة» أنه قد حدثه عنها كتَّاب الجبانة، وأنه سيكتب عنها للفرعون. وإنها لجريمة من هذين الكاتبين التابعين للجبانة أن يتصلا بعمدة «طيبة» ليضعا معلومات بين يديه؛ لأن والديهما لم يفعلا ذلك من قبل، بل كانا يضعان الأخبار أمام الوزير عندما يكون في الصعيد، وإذا اتفق أنه كان في الوجه البحري، فإن الشرطة وخدم جلالته التابعين للقبر كانوا يسبحون منحدرين في النهر ومعهم وثائقهم إلى أي مكان كان فيه الوزير لتعرض عليه. وإني أشهد في اليوم العشرين من الشهر الثالث من فصل الفيضان في السنة السادسة عشرة على التهم التي سمعتها عن طريق عمدة «طيبة»، وإني أضعها أمام سيدي مكتوبة حتى يكون في مقدوره أن يصل إلى عمقها في الصباح الباكر.»

وهكذا نشاهد أن المخاصمة الصامتة التي كانت بين العمدتين قد انفجرت أخيرًا إلى عداء ظاهر وحرب سافرة.

وقد تناولت المحكمة العليا الموضوع في اليوم الحادي والعشرين، وفي هذه الجلسة — إذا كانت وثيقة «إبوت» تذكر كل الموضوع — بحث موضوع «بيخال» والنحاسَيْنِ اللذين اتهما معه فقط. وقد اشتد الوزير «خعمواست» في التنديد بسلوك «باسر»، وأشار بنوع خاص إلى أنه هو وساقي الفرعون «نسيآمون» قد فحصا التهمة الخاصة بمقبرة الملكة «إسي» (إزيس) وأنهما قد عثرا على اللصوص المزعومين. ولما أُخذ هؤلاء اللصوص إلى مكان الحادث لم يكن في استطاعتهم بأية حال معرفة مكان القبر. وقد جيء بثلاثة النحاسين إلى المحكمة، وطلب «خعمواست» التحقيق معهم من جديد، وقد تم ذلك وأُخلي سبيلهم. وقد وجد أن «باسر» على الرغم من أنه عضو في هيئة المحكمة كان على غير حق فيما ادعاه. ولسنا في حاجة إلى فطنة كبيرة لنتصور أن الاتهامات الموجهة من «باسر» لا يمكن دحضها بتحقيق قضية «بيخال» من جديد فقط، ولكن يظهر أن الوزير كان قد فكر في أن عمدة «طيبة» يحتاج إلى توبيخ، وأن هذه كانت أسهل وسيلة لإزجائه إليه. على أن لدينا بعض كلمات في نهاية وثيقة «إبوت» تجعل الإنسان في حيرة من ناحية ما إذا كان المعتقد في «بيخال» ورفاقه وقتئذ أنهم أبرياء كما برهن الحكم الذي صدر بذلك، وهو: إن الأشراف العظام قد صفحوا عن نحاسي معبد «رعمسيس الثالث»، وقد سلموا إلى الكاهن الأكبر للإله «آمون» ملك الآلهة «أمنحتب» في هذا اليوم. ولكن الجزء الأخير من ورقة «ليوبولد» يوحي بأن تسليم المتهمين للكاهن الأكبر يعادل حفظ هؤلاء الرجال وحجزهم حتى يقرر عقابهم.

ويظهر «باسر» ثانية بوصفه عضوًا في المحكمة العليا في الثاني والعشرين، عندما أعيد النظر في تحقيق قضية «أمنبنفر» وشركائه. ولا بد أن «أمنبنفر» كان وقتئذ قد قدم معلومات مفصلة عن كشفه لهرم الملك «سبكمساف» ونهبه، وهذا ما نقرؤه في ورقة «ليو بولد الثاني». وعند نهاية المحاكمة سلم هو وكثير غيره إلى الكاهن الأكبر حتى تصل تعليمات من الفرعون عن عقابه. والظاهر أن ذلك كان على حسب القانون القديم، الذي يطلق للفرعون اليد العليا في إصدار الأمر بقتل المجرم أو تشويهه. على أن الحكم على «أمنبنفر» لم يكن نهاية محاكمة سرقة القبور، وهذه كانت شغل «خعمواست» الشاغل، وكذلك أخلافه لمدة أعوام مقبلة كما سنرى بعد. ولم نسمع عن «باسر» فيما بعد شيئًا، غير أنه لا ينبغي لنا أن نعلق أهمية كبيرة على ذلك؛ لأن المصادر التي بين يدينا لم تذكر — إلا نادرًا — عمد مدينة «طيبة». أما «بورعا» زميل «باسر» في غرب «طيبة»، فقد ظل يشغل وظيفته بعد هذه القضية ما لا يقل عن سبع عشرة سنة. وقد ذكر الدكتور «شرني» أن الكاتب «حورشري» كذلك بقي في وظيفته على الرغم من اعترافاته غير الحازمة «لباسر»، وهي التي وبخه عليها بعنف «بورعا».

ولا بد قبل أن نختم موضوع سرقة المقابر الملكية، التي جاء ذكرها في هذه الوثائق الثلاثة من أن نتحدث بعض الشيء عن المخطوطات التي حفظت لنا هذه الوثائق، التي تحتوي هذه الحوادث المثيرة للدهشة. فورقة «إبوت» وورقة «أمهرست وليو بولد الثاني» وثيقتان هامتان كتبهما كاتب واحد، وقد دونهما على بردي لم يستعمل من قبل، وقد صنعتا لتكتبا من وجه واحد فقط. ولا يشك الإنسان في أنهما سجلات حقيقية كالتي كانت تحفظ في المعابد والإدارات العامة.

وتدل البراهين الداخلية التي في ورقة «إبوت» وإشارة في ورقة «أمبراس» Ambras على أنهما كانا ضمن سجلات معبد «رعمسيس الثالث»، أما ورقة «المتحف البريطاني» رقم ١٠٠٥٤ فتختلف عنهما كثيرًا، فهي مثلهما في ظاهرها. وفي محتوياتها توحي بأنها على عكس الوثيقة الحكومية الرسمية. وتقرير الأستاذ «بيت» عن هذه الورقة صحيح إلى الحد الذي ذهب إليه، غير أن ذلك يحتاج إلى تكملة. فالسبب الذي من أجله بدأ الورقة من ظهرها، أي من الخلف، هو أن وجهها كان — فعلًا — مشغولًا بمتن آخر. ولما أتم كتابة الصحيفة الأولى من الظهر لوحظ أن الكاتب — على ما يظهر — غسل الكتابة الزائدة التي على وجه الورقة، ثم بدأ بكتابة سجلاته القضائية هناك. وتاريخ السنة الثامنة عشرة الذي نجده على وجه الورقة في السطر السابع من الصفحة الثالثة يجعلنا في حيرة من ناحية ما إذا كانت كل محتويات الورقة عبارة عن صور لمتون نسخت فيما بعد. والواقع أن إنشاءها مجزأ مثل ورقة «ماير (أ) Mayer A» كما سنرى بعد.

ويدل الخط الذي كُتبت به على أنه واحد في كل أجزائها، وأنه يقرب من خط الكتَّاب الذين كتبوا في عهد النهضة أكثر من خط الكتَّاب الذين عاشوا في عهد «رعمسيس التاسع»، ولكن في مقابلة ذلك يجب أن نذكر أنه توجد ملاحظات يظهر بداهة أنها ثانوية الأهمية وضعت أمام اسم كل فرد في قائمة اللصوص في الصفحتين اللتين على ظهر الورقة وهما الخامسة والسادسة؛ لتدل على ما إذا كان الأشخاص المذكورون قد قبض عليهم أم لا، وذلك يكون طبعيًّا فقط إذا كانت القائمة المذكورة معاصرة — أو تقرب من ذلك — للحوادث المسجلة.

وقيمة هذه الأوراق الثلاث من الوجهة التاريخية أنها تقارير صادقة لما حدث بالفعل. أما حكم الأستاذ «بيت» بأن حقائق ورقة «إبوت» غير محايدة لدرجة عظيمة؛ لأن «بورعا» كتبها معبرًا عن وجهة نظره هو، فإن ذلك يرجع إلى ارتباك في التفكير. فإذا كانت ورقة «إبوت» حقيقة غير محايدة فهل كانت تظهر انحيازها بطريقة خفية كالطريقة التي كتبت بها؟ وما قصده هو: أننا نحس شبهة عُبِّرَ عنها بلباقة في ورقة «إبوت» تدل على أن الوزير وكل أعضاء المحكمة العليا كانوا مناصرين بقوة عمدة المدينة الغربية «بورعا». هذا فضلًا عن أنه قد ذكر تقرير كامل في هذه الورقة عن أقوال «باسر» لسكان الجبانة. هذا إلى أن خطورة الجريمة التي ارتكبت في هرم «سبكمساف» لم يقلل من شأنها في ورقة «إبوت» ولا في ورقة «ليو بولد الثاني»، ولا يفوتنا أن الورقتين كتبتا بخط واحد، وإذا كانت ورقة «إبوت» لم تذكر زيارة الوزير لهرم «سبكمساف» في اليوم التاسع عشر، فإن ذلك يرجع إلى أن هذا الموضوع كان لا بد أن يبحث في ورقة مكملة لورقة «إبوت» تكون خاصة بالتهم التي وجهها «باسر» وتكمل إحداهما الأخرى. وبالاختصار نلحظ أن ورقة «إبوت» تكشف لنا عن حالة إحساس غاية في التحامل على «باسر» وفي صالح «بورعا»، غير أن هذا الإحساس قد دون بطريقة صريحة حسنة. والثقة التي نضعها نتيجة لذلك في ورقة «إبوت» بأنها وثيقة تاريخية يعتمد عليها يمكن أن نضعها كذلك في ورقة «ليو بولد الثاني»، غير أنه لا يمكن لأحد في العالم أن يخبرنا إلى أي حد كان «أمنبنفر» صادقًا في اعترافاته، وبخاصة إذا قسنا ما يحدث في عصرنا في أثناء التحقيق بما كان يحدث في الأزمان الغابرة، إذ كثيرًا ما نجد المحقق — وبخاصة في التحقيقات الإدارية — يأمر المتهم بأن يختم على ما يدونه هو على حسب أهوائه وميوله، وهذه الظاهرة لا تخفى على فطنة أي مصري حديث حقق معه رجال الإدارة من الذين لا ضمير لهم.

المجموعة «ﺟ»

(وتشمل الورقتين رقم ١٠٠٥٣ (وجه الورقة) ١٠٠٦٨ المحفوظتين بالمتحف البريطاني)

ولدينا مجموعة ثالثة من أوراق البردي خاصة بسرقات المقابر وغيرها من عهد «رعمسيس التاسع» كذلك محفوظة بالمتحف البريطاني، وتشمل المجموعة ورقتين تبحثان عن غنائم حصلت عليها عصابة مؤلفة من ثمانية لصوص من مقبرة أو مقابر، ويحتمل أنها من مقبرة «إزيس» زوج «رعمسيس الثالث»، السالفة الذكر. ونجد على الورقة رقم ١٠٠٥٣ بيانات أدلى بها هؤلاء اللصوص الثمانية عن توزيع أنصبتهم بالتوالي فيما بينهم من النحاس، وقد أدلى كل لص بالأشخاص الذين باع لهم، والكمية التي باعها، وقد ذكر أن القائمة قد عملت في معبد «ماعت» «بطيبة»، حيث كان اللصوص قد سجنوا بأمر من الوزير والكاهن الأكبر بقصد استرجاع النحاس المسروق بوساطة «بورعا» عمدة «طيبة» الغربية، وموظفين آخرين مختلفين من موظفي الجبانة الذين كان لهم الحق في مقاضاتهم؛ لا لأن السرقة كانت خاصة بالمقابر؛ بل لأن المتهمين كانوا كلهم ضمن أعضاء هيئة الجبانة.

ووجه الورقة رقم ١٠٠٦٨ التي من نفس ملف الورقة السابقة يبحث عن سرقة ذهب وفضة ومجوهرات أخرى عدا البرنز والنحاس.

والوثيقتان مؤرختان بالسنة السابعة عشرة من حكم الفرعون «رعمسيس التاسع». وهذان المتنان إذا بُحثا على حدة ما وجد فيهما القارئ إلا فهرس أسماء أشخاص وأمتعة مسروقة، غير أنه — لحسن الحظ — توجد لدينا حقائق أخرى تقلبها إلى قصة كاملة شيقة، وأعني بذلك يوميات لجبانة «طيبة» عثر عليها في تلك الجهة يرجع تاريخا إلى نهاية الأسرة العشرين.١٥

والجزء الباقي من هذه اليوميات يحتوي على جزء من اليوميات التي عملت في السنة السابعة عشرة من عهد الفرعون «نفر كارع رعمسيس التاسع»، وهي السنة التي حدثت فيها السرقات التي يبحثها وجه الورقة رقم ١٠٠٥٣، ووجه الورقة رقم ١٠٠٦٨ السالفتي الذكر.

الورقة رقم ١٠٠٦٨: British Museum. 10068: وهذه الوثيقة تعد تكملة للمتن الذي على وجه الورقة ١٠٠٥٣، ففي حين أن الأخيرة تقدم لنا شهادات ثمانية لصوص من حيث تصرفاتهم في النحاس، فإن الورقة التي نحن بصددها قد سجلت لنا بعض تفاصيل عن الذهب المسروق وكذلك الفضة والمواد الأخرى، وتتألف من ثمانية قوائم:
  • القائمة الأولى: تتحدث عن الغنيمة التي لا تزال في أيدي اللصوص. وقد ذكر أسماء اللصوص واحدًا فواحدًا، ودُوِّنَ مع كل اسم مقدار الذهب الجيد والذهب الأبيض والفضة والمواد الأخرى التي يملكها. وفي كل حالة نجد مجموعًا مدونًا للمعادن الثمينة كالذهب الجيد، والذهب الأبيض، والفضة.

    وكان المجموع الصحيح للملابس هو ٦٣، أما الأشياء الأخرى القليلة، فقد ذكرت دون تدوين مجموع.

    والغنيمة التي ذكرت في هذه القائمة قيل: إنها حملت مع اللصوص إلى معبد الإله «ماعت» في «طيبة». ونعلم كذلك من المتن أنها وضعت تحت حراسة الوزير والكاهن الأكبر «لآمون».

  • القائمة الثانية: سجل فيها تسلم بعض أشياء من معبد «ماعت» من المتاع المسروق الذي استولى عليه اللصوص وذهبوا به إلى تجار كل بيت. وهذه الأشياء كان قد استولى عليها كل من الوزير «خعمواست» والكاهن الأكبر «أمنحتب». وبعد ذلك تأتي قائمة بأسماء أربعة عشر تاجرًا ذكر مع كل مقدار الذهب الذي استولى عليه ثانية منه كل من الوزير «خعمواست» والكاهن الأكبر «أمنحتب»، ونجد في الصفحة الرابعة أن المجاميع الصحيحة خمسة دبنات وقدت واحد من الذهب و٣٢ قدتًا من الفضة، هذا إلى ثلاث حزم من الملابس ذكرت في هذه القائمة.

والجدول التالي يوضح لنا الأرقام والمجموعات التي في القائمة:

السارق ذهب جديد ذهب أبيض فضة المجموع
دبن قدت دبن قدت دبن قدت دبن قدت
المجموع ٩ ٢ ٣٩ ١ ١٨٨ ٥ ٢٣٦ ٨
نختمين ٢ ٦ ١٣ ٣٤ ٥ ٤٢ ٥
أمنيوا ٢٧ ٣٤ ٦
بنتاور ٥ ٢ ١٤ ٥ ١٧
أمنحتب ١ ١ ٧ ٥ ٣٤ ٥ ٤٣ ١
موسى ١ ٩ ٢٠ ٣ ٢٢ ٢
بيسون ٢ ٢ ٤ ٥ ١٢ ٢ ١٨ ٩
عنقن ١ ١ ٦ ٧ ٢٩ ٥ ٣٧ ٣
حوري ١ ٧ ٣ ٥ ١٦ ٢١ ٨

وهذه القائمة مؤرخة بالسنة السابعة عشرة، الشهر الثاني من فصل الشتاء، اليوم الحادي والعشرين. ونعلم أن هذه الأشياء قد سلمت إلى معبد «رعمسيس الثاني».

  • القائمة الثالثة: وعنوان هذه القائمة هو: الذهب والفضة التي أعطاها اللصوص رجال المدينة، ورجال غربي المدينة، وهي التي استولى عليها ثانية الوزير والكاهن الأكبر «لآمون»، ويتلو ذلك قائمة بخمسة عشر رجلًا يحملون ألقابًا منوعة، ومع كل ذكر كمية الذهب أو الفضة. والمجاميع هي: ثمانية قدات من الذهب وأربعة دبنات، وسبعة قدات من الفضة. هذا عدا ثمانين دبنًا من خشب «كتي». ونجد هنا أن مجموع كل من القائمتين الثانية والثالثة قد جمعا معًا ووصف المجموع بأنه «ما استولى عليه ثانية في هذا اليوم».
  • القائمة الرابعة: وتحتوي على جدول ذكر فيه خمسة رجال تسلموا ذهبًا من اللصوص، وقد أعادوه دون أن يطلب إليهم ذلك على ما يظهر.
  • القائمة الخامسة: (٦–٢٠–٢٥) أواني البرنز التي سرقها اللصوص، ودونها الكاهن الأول والوزير وهي التي استعادها أمير غربي طيبة «بورعا» وكاتب الحي «وننفر»، وهذه القائمة تتفق تمامًا مع ما جاء على وجه الورقة رقم ١٠٠٥٣ السالفة الذكر، وتحتوي على تعليمات كلتا الحالتين للأمير والكاتب باستعادة الغنيمة التي ذكرت وعرفت تفاصيلها على يد الوزير والكاهن الأكبر.

ويمكننا بعد ذلك أن نقدر طبيعة هذه الوثيقة وبخاصة إذا علمنا أنه قد جاء في يوميات الجبانة التي ذكرت في ورقة محفوظة في «تورين»، وهي التي أشرنا إليها فيما سبق.

«إنه في اليوم الحادي والعشرين من الشهر الثاني من فصل الشتاء سلم الوزير والكاهن الأكبر «لآمون» إلى موظفي الجبانة ثمانية لصوص، والفضة والذهب والملابس والزيت، وكل شيء وجد في حيازتهم.» والمتن الذي على ظهر الورقة رقم ١٠٠٦٨ يذكر لنا تسلم هذه الغنيمة، ولكن في أي صورة؟ ونجد أن القائمتين الثانية والثالثة ومجاميعهما مؤرختان باليوم الحادي والعشرين، وقد سجل فيهما تسلم ذهب وفضة وملابس كان قد استعادها الوزير والكاهن الأكبر «لآمون» من معبد «ماعت» بطيبة. يضاف إلى هذه المجاميع تلك التي في القائمة الأولى، وقد قيل عن الكل: إنها وردت إلى مخزن معبد «وسر ماعت رع مري آمون» (رعمسيس الثاني).

ويمكننا الآن معرفة نوع القائمة الأولى. فهي من الجائز نسخة مطابقة للوثيقة التي كتبت في معبد «ماعت» بطيبة، عندما أحضر إليه اللصوص الغنيمة التي كانت في حيازتهم. وتاريخ هذه القائمة لا يمكن تحديده على وجه التأكيد، ومن المحتمل أنه كان تاريخ القبض على اللصوص وإحضار أول غنيمة إلى معبد «ماعت» في اليوم الثامن من الشهر الأول، وهو تاريخ البردية رقم ١٠٠٥٣ التي سنتكلم عنها بعد.

وعنوان القائمة الرابعة مختصر حتى إنه ليس في إمكاننا أن نعرف فيما إذا كانت السلع التي ذكرت فيه قد وردت مباشرة إلى معبد «وسر ماعت رع»، أو أنها مثل السلع الباقية مرت أولًا بمعبد «ماعت» في طيبة.

أما القائمة الخامسة فإنها بمثابة تعليمات مكتوبة من الوزير والكاهن الأول إلى أمير «طيبة» وكاتب الحي؛ لإعادة بعض أوانٍ من البرنز مسروقة.

أما ظهر هذه الورقة فقد أرخ بالسنة، الشهر الثاني من فصل الشتاء، اليوم السادس عشر. ويلاحظ هنا أن الكاتب قد ترك العدد الدال على السنة دون كتابة.

أما عنوان الورقة فهو: في هذا اليوم تسلم الذهب والفضة والنحاس والملابس الخاصة بالجنود على يد الكاتب «تحتمس» والكاتب «خنسموسى» والتابع «شدمويا»، ويتلو ذلك قائمة بأسماء أشخاص أُعطي كل منهم مقدار من الذهب والفضة أو النحاس، وكذلك عدد من الملابس من هذا النوع أو ذاك. وهذه القائمة ليس لها بطبيعة الحال أية علاقة بقائمة أسماء اللصوص. ويلاحظ أن كل هؤلاء الجنود قد ذكروا بين أسماء أصحاب البيوت التي تشغل بقية ظهر الورقة.

أما المتن الأخير الذي يحتويه ظهر الورقة فيشمل قائمة بأسماء بيوت. وقد أُرِّخَ بالسنة الثانية عشرة، الشهر الثالث من فصل الصيف، اليوم الثالث عشر. وقد عنون: سجل بلدة «غرب المدينة» من أول معبد «من ماعت رع» حتى مستعمرة «مايونهس» (ومن المحتمل أن المساحة التي وضعت هنا تقع في داخل جدار محصن). وتبتدئ هذه القائمة بالكلمة «البيت» التابع. ويأتي بعد ذلك لقب مالك البيت واسمه، ولم يشذ عن ذلك إلا ثلاثة أماكن، وهي: معبد «سيتي الأول» و«رعمسيس الثاني» و«رعمسيس الثالث». ففي المثال الأول نجد بيت معبد «من ماعت رع»، الذي تحت سلطة الكاهن «حعبي ور»، والثاني كان تحت سلطة الكاهن سم «خعمؤبي» في حين أن الثالث لم يذكر معه أي كاهن، ومن المحتمل أن عبارة «بيت معبد» هنا تدل على المسكن والمباني الأخرى التي كانت تؤلف جزءًا من مباني المعبد.

وتشمل القائمة ١٨٢ بيتًا عدِّدت بالترتيب من الشمال إلى الجنوب. والنتيجة التي نستخلصها من ذلك هامة جدًّا لمعرفة جغرافية غربي «طيبة» في هذا العهد. فيوجد بين معبد «سيتي الأول» الجنازي ومعبد ابنه «رعمسيس الثاني» اثنا عشر بيتًا فقط، وبين معبد «رعمسيس الثاني» ومعبد «رعمسيس الثالث» يوجد فقط أربعة عشر بيتًا. وبين معبد «رعمسيس» ومستعمرة «مايونهس» لا يوجد أقل من خمسة وخمسين ومائة بيت. فأين تقع هذه البيوت العديدة؟ يقول الأستاذ «ونلك» الذي كشف عن هذه البقعة تمامًا أنه لا يوجد أية إشارات تدل على بيوت قديمة في المساحة الجنوبية لامتداد الخط الذي يربط بين معبدي «رعمسيس الثاني» والثالث، ويقترح أن قائمة الأسماء بعد أن تصل مدينة «هابو» تنحرف بشدة نحو الغرب وتتجه نحو «دير المدينة»، حيث كشفت بعثة الآثار الفرنسية عن عدد كبير من المنازل من هذا العهد، ولا نزاع في أن هذا هو الحل الصحيح لتحقيق موقع هذه البيوت. وعلى ذلك يمكننا أن نتخذ من هذه الوثيقة برهانًا على أنه في عهد الأسرة العشرين كان معظم السكان محتشدًا في «دير المدينة» أو على مقربة منها، وعلى ذلك كان اسمها القديم هو «مايونهس»، على أنه لا يمكن أن نحكم على عدد سكان غربي «طيبة» من عدد هذه البيوت، إذ ليس لدينا معلومات عن عدد الأشخاص الذين كانوا يسكنون في كل بيت، ولا عن عدد الأشخاص الذين كانوا يسكنون المباني التي تؤلف جزءًا من تخوم المعبد. فإذا كان لا يوجد إلا ١٨٢ منزلًا فقط على هذا الجانب من النهر فإن عدد السكان كان نسبيًّا متواضعًا.

ولدينا مجموعة هامة من البيوت في هذه الجهة وهي التي تقفو مباشرة معبد مدينة «رعمسيس الثالث». وهي التي لكاتب الجيش «قاشوتي» ولأمير «طيبة الغربية» «بورعا»، ولكاتب الحي «وننفر» ولضابطي المركز «آيننخت» و«أمنخعو»، وهؤلاء الموظفون الخمسة قد جاء ذكرهم في الورقة رقم ١٠٠٥٤ (راجع Pap. 10054, VS. PP. 2–4) مع «نسموت» الذي كان يشغل وظيفة مدير بيت لمغنية «آمون»، وذلك عند توزيع الحنطة لعمل الخبز، وواضح أنهم كانوا يؤلفون جزءًا هامًّا في إدارة غربي «طيبة»، على أن التصاق بيوتهم مباشرة بمدينة «هابو» يدل على أن هذا المعبد على أغلب الظن كان المركز الرئيسي لإدارة غربي «طيبة» في هذا العهد. وسنرى أهمية مجموعة هذه الأسماء من الوجهة التاريخية فيما يلي.
وسنحال هنا أن نفحص الوظائف التي كان يحملها أصحاب هذه البيوت لما في ذلك من فائدة. ويمكن تقسيمها كالآتي:
  • الكهنة: كاهن واحد يحمل لقب خادم الإله، وسبعة يحملون لقب الكاهن والد الإله، وواحد وأربعون يحملون لقب كاهن مطهر (أي كاهن عادي).
  • الكتبة: كاتب واحد للجيش، وواحد للخزانة، وكاتب للحي، وكاتب جبانة، وكاتبان للسجلات المقدسة، وسبعة كتبة لم تعين نسبتهم.
  • الموظفون الإداريون: أمير «طيبة الغربية» واحد، ضابطا مركز، ومراقب، ووكيل، ومشرف على الحي (أو الناحية).
  • أصحاب الحرف والتجارات: ذُكر طبيب، واثنان من رؤساء الشرطة، وسبعة من رجال الشرطة، وستة من رجال الإصطبل، ورئيس مخزن، وخازن، ورئيس عمال، ورئيس بوابين، وبواب، وحارس، واثنان من رؤساء البستانيين، وخمسة بستانيين، وثمانية عشر راعيًا، وستة عمال يد، وستة من الغسالين، وتسعة نحاسين، وصائغ، ومذهب، واثنا عشر سماكًا، وثلاثة نحالين، وأربعة من صانعي الجعة، وثمانية من صانعي الأحذية، وثلاثة من التابعين، واثنان من المبخرين، وكيال، وثلاثة من صانعي الفخار، واثنان من قاطعي الأخشاب، وواحد بدون لقب.

ويمكن أن نضيف إلى هذه القائمة الكاهن «حعبي ور» والكاهن «سم» «خعمؤبي»، وقد كانا يشرفان على معبدي «سيتي الأول» و«رعمسيس الثاني» على التوالي.

ولا نزاع في أهمية هذه القائمة في دراسة الأحوال الاجتماعية في مصر عند نهاية الأسرة العشرين، ويجب عند استعمالها ألا يفوتنا التنويه بتأليف سكان غربي «طيبة» المصطنع، حيث يحتمل أنه لم يكن هناك كثرة معاملات تذكر إلا فيما يختص بالمعابد الجنازية الملكية العديدة والجبانة، ففيما هو خاص بالأخيرة يلاحظ إذا استثنينا الكاتب «أفنآمون» أننا لا نجد موظفًا أو عاملًا في الجبانة بين ملاك هذه البيوت، وهذا يتفق مع البراهين الأخرى التي تميل إلى إظهار أن عمال الجبانة كانوا يسكنون في مكان مسور نظم لهم بخاصة، ولم يكونوا مبعثرين بين سكان غربي «طيبة».

وتدل شواهد الأحوال على أن هذه الورقة يرجع عهدها إلى عصر الملك «رعمسيس الحادي عشر» على وجه التقريب (راجع Tomb Robberiès p. 86 ff).
الورقة رقم ١٠٠٥٣: Pap. B. M, 10053 (Rect): كانت هذه الورقة سليمة في الأصل، ويبلغ طولها ٢١٥ سنتيمترًا، وارتفاعها ٤٢ سنتيمترًا، وقد أصابها عطب في أثناء الانفجار الذي حدث في بيت المستر «هاريس» بالإسكندرية، وهو الذي اشتراها سنة ١٨٦٠ على ما يظهر، ويقال: إنه عثر عليها بالقرب من «مدينة هابو».
وفي عام ١٨٧٢ اشتراها المتحف البريطاني، ولحسن الحظ كانت مس «هاريس» قد شفتها، وهذه الورقة تحتوي على متنين: المتن الذي على وجه الورقة وهو المعروف بمتن «أمهرست»١٦ (أ) ثم المتن الذي على ظهر الورقة (راجع B. M. 10052) وسنتحدث الآن عن المتن الذي على وجه الورقة.

وطبيعة هذا المتن ظاهرة جدًّا، وهو مؤرخ بالسنة السابعة عشرة من عهد الفرعون «نفر كارع» «رعمسيس التاسع». اليوم الثامن من الشهر الأول، من فصل الشتاء.

وهو يحتوي على شهادة ثمانية لصوص عن تصرفهم في بعض أشياء أو كميات من النحاس سرقت من «المكان الجميل» أو «وادي الملكات» من مقبرة لم تُعين، وهذه الشهادات قيل عنها: إنها دونت كتابة لمساعدة أمير غرب «طيبة» المسمى «بورعا»، وبعض موظفين آخرين تابعين للجبانة لاستعادة المتاع المسروق، وقد عمل هذا بلا شك بناء على طلب الوزير والكاهن الأكبر «لآمون»، اللذيْنِ حققا مع الرجال في معبد «ماعت» «بطيبة» حيث كانوا قد سيقوا إلى هناك.

والمتن يحتوي على ثمانية شهادات للصوص، وكل شهادة جاء فيها الصيغة التالية: «ما قاله فلان.» ولدينا من لص واحد منهم شهادتان كل واحدة منهما مستقلة عن الأخرى، ولم يذكر فيهما اسم، وليس لدينا سبب ظاهر في أنه — خلافًا لزملائه — قد أدلى بشهادتين منفصلتين، وكل قائمة تحتوي على سلسلة أسماء أشخاص ذوي ألقاب منوعة جدًّا، وكل اسم متبوع بكمية من النحاس مقدرة «بالدبن»، وفي أحوال نادرة نجد أن صفة الشيء المصنوع من النحاس قد ذكر مثل آنية «نو» أو مرآة أو آنية «قب» وهكذا.

وعلى الرغم من أن القوائم تدل على أنها خاصة بالنحاس، فإنه لدينا بعض أشياء من البرنز والذهب والفضة.

وهاك ترجمة هذا المتن:

الصفحة الأولى: (P1. XVII): (١) السنة السابعة عشرة، الشهر الأول من فصل الشتاء، اليوم الثامن في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري، سيد الأرضين «نفر كارع ستبن رع» بن «رع» رب التيجان (٢) «رعمسيس خعمواست مري آمون» محبوب «آمون رع» ملك الآلهة (٣) معطي الحياة أبد الآبدين مثل والده «آمون رع» ملك الآلهة و«موت» العظيمة سيدة «إشرو».

(٤) سجل شهادات: النحاس الخاص باللصوص الذين سرقوا «المكان الجميل» (٥) وحقق معهم الوزير «خعمواست» والكاهن الأكبر «لآمون» ملك الآلهة «أمنحتب» في معبد «ماعت» بطيبة (٦) وهي التي وضعت كتابة لأجل استعادتها على يد الأمير «بورعا»، وكاتب الحي (الناحية) و«ننفر»، ورئيس عمال (٧) الجبانة «وسرخبش» اﻟ … قادت، و(؟) الحمال «خنسموسى» التابع للجبانة.

(٨) شهادة اللص «أمنيوا» Amenua بن «حوري» التابع للجبانة.

(٩) المواطنة «إنر» زوج الكاتب «سني» المتوفى، آنية «قب» من البرنز زنتها ٣٥ دبنًا، وآنية «عا» من البرنز زنتها عشرة دبنات.

(١٠) التاجر١٧ «خنسوي» (؟) من بلدة «مرور» (كوم مدينة غراب) طست غسيل من البرنز زنته عشرون دبنًا.

(١١) الكاتب «باكنخنسو» التابع لمقر الملك (؟) عشرون دبنًا من النحاس.

(١٢) راعي الماعز «منتنخت» التابع لمعبد «آمون»، الذي تحت إدارة الكاهن الأكبر «لآمون»، عشرة دبنات من النحاس.

(١٣) العبد والبوَّاب «إنرك» التابع للكاهن الأكبر «لآمون»؛ خمسة دبنات من النحاس.

(١٤) السماك «نبان» التابع للكاهن الثاني «لآمون» عشرة دبنات.

(١٥) التاجر «نسسبك» بن «سنيري» التابع «لكوم مدينة غراب» إناء «نو» من البرنز، وطشت غسيل من البرنز وزنهما ثلاثون دبنًا من النحاس.

(١٦) شهادة اللص «بنتاور» بن «أمننحت» التابع للجبانة.

(١٧) الكاتب «مري رع» التابع للكاهن الأول «لآمون»، إناء «قب» من البرنز، وما زنته خمسة (؟) دبنات من النحاس.

(١٨) ضابط القارب «إفِيآمون» التابع للمعبد، الذي تحت إدارة الكاهن الأول «لآمون» عشرة دبنات من النحاس.

الصفحة الثانية: (P1. XVII): (١) النجار «بينفر» التابع لبيت المتعبدة الإلهية «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(٢) النساج «خنسموسى» بن «تحو نوزم» التابع لمعبد «آمون»؛ عشرة دبنات.

(٣) النساج «بحسي» التابع لمعبد «آمون»؛ عشرة دبنات.

(٤) النساج «تحو نوزم» التابع لمعبد «آمون»؛ عشرة دبنات.

(٥) الحارس «سدي» التابع لشونة الفرعون؛ عشرة دبنات.

(٦) النساج (؟) «ثايأمنميمو» التابع لمعبد «آمون»؛ عشرة دبنات.

(٧) الراعي «قني آمون» التابع للمتعبدة الإلهية «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(٨) رجل المطافي «سننفر» التابع لمعبد «سبك» رب الجبلين؛ عشرة دبنات.

(٩) السماك «نخت أمنواست»؛ خمسة دبنات.

(١٠) الكاهن المطهر «سدي» التابع لمحراب الملك «نب ماعت رع»، الذي تحت إدارة الكاهن سم «حوري»؛ خمسة دبنات.

(١١) شهادة اللص «نخت مين» بن «بنتاور» التابع للجبانة.

(١٢) التاجر «بورامنوت» الفيومي (مرور) خمسة دبنات.

(١٣) التاجر «نسسبك» بن «سنيري»؛ خمسة قدات من الذهب، وعشرون دبنًا من النحاس.

(١٤) النحاس «أمنحر إب» التابع للجبانة؛ ثلاثة دبنات من النحاس.

(١٥) صانع الأحذية «بأبنخت» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون»، الذي تحت إدارة الكاهن الأكبر «لآمون»؛ ثلاثة دبنات.

(١٦) صانع الأحذية «عشا تيخت» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون»؛ دبنان.

(١٧) العامل «وسرجات مر» التابع للجبانة؛ دبنان.

(١٨) المواطنة «عارف» التابعة للجبانة زوج العامل «حوري»؛ دبن واحد.

(١٩) المواطنة «تاكيري» التابعة للجبانة؛ دبن واحد.

الصفحة الثالثة: (P1. XVII): (١) التاجر «بيخال» من يد التاجر «بيسبتي»؛ خمسة دبنات.

(٢) التاجر «حور ماعت» بن «تبنر»؛ خمسة دبنات.

(٣) العامل «سننوزم» التابع للجبانة؛ خمسة دبنات.

(٤) حامل الماء «بناسونيآمون» التابع للكاهن الأكبر «لآمون»؛ عشرون دبنًا.

(٥) صانع الجعة «ونر» التابع للكاهن سم «حوري» لمعبد الملك «نبماعت رع»؛ ستة دبنات.

(٦) التاجر «بايونزم» التابع كوم مدينة غراب؛ خمسة دبنات.

(٧) غالي الزيت «سني» التابع لمعبد «خنسو»؛ ستة دبنات.

(٨) غالي الزيت «ببس» التابع لمعبد «آمون»؛ ثلاثة دبنات.

(٩) غالي الزيت «إتانفر» التابع لمعبد «آمون»؛ خمسة دبنات.

(١٠) التاجر «عشات قني» التابع «لكوم مدينة غراب»؛ سبعة دبنات.

(١١) كاتب المعبد «بانخت رسي تب» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون»؛ سبعة دبنات.

(١٢) العامل «كيسون» بن «أمننخت»؛ ثلاثة دبنات.

(١٣) البستاني «أنوا» التابع للمعبد الذي تحت إدارة مدير البيت للمعبد؛ دبنان.

(١٤) غالي الزيت «باكام بايويا» المشرف على الصيادين «لآمون»؛ ثمانية دبنات.

(١٥) المواطنة «تامت» من يد العامل «نحسي» التابع للجبانة؛ عشرة دبنات.

(١٦) شهادة اللص «أمنحتب» بن «بنتاور» التابع للجبانة.

(١٧) ضابط القارب «أفنآمون» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون»، الذي تحت إدارة الكاهن الأكبر «لآمون»؛ عشرون دبنًا.

(١٨) العامل «سننوزم» التابع للجبانة؛ خمسة دبنات.

(١٩) الكاهن المطهر والنحاس «بيخال» التابع لمعبد الملك «نبماعت»، الذي تحت إدارة الكاهن «سم» (حوري) عشرون دبنًا.

الصفحة الرابعة: (P1. XVIII): (١) الكاتب «باسر» التابع لبيت الفرعون؛ خمسة دبنات.

(٢) الخباز «حور موسي» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون»؛ خمسة دبنات.

(٣) الكاتب «شد سو خنسو» التابع لنساجي «معبد آمون»، الذي تحت إدارة الكاهن الأكبر «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(٤) التاجر «بكورنر» التابع لمعبد «خنوم» سيد «إلفنتين»؛ عشرة دبنات.

(٥) التاجر «نسسبك» بن «حوري» ووالدته تدعى «تي»؛ ثلاثون دبنًا من النحاس وستة قدات من الذهب.

(٦) النساج «بنونحاب» التابع لمعبد «آمون»، الذي تحت إدارة الكاهن الأول «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(٧) السقاء «بناسو نيآمون» التابع للكاهن الأول «لآمون»؛ خمسة دبنات.

(٨) الحارس «عاشفي» التابع لشونة «آمون»؛ خمسة دبنات.

(٩) شهادة اللص «موسى» بن «بنتاور» التابع للجبانة.

(١٠) العبد «محف بِنبِن» التابع للتاجر الذي يعيش في محراب «آمون» … عشرون دبنًا.

(١١) التاجر «نانجيترو» التابع لكوم «مدينة غراب»؛ أربعة قدات من الذهب وعشرة دبنات من النحاس.

(١٢) المواطنة «تاميت» من سكان «المدينة» = (طيبة) عشرة دبنات.

(١٣) الخازن «ررت» التابع لمعبد «آمون»، والذي يسكن في مأوى معبد «آمون»؛ مرآة من البرنز زنتها ستة دبنات.

(١٤) وأُعطي في فرصة أخرى؛ عشرة دبنات من النحاس.

(١٥) المشرف على النساجين «إري-برت» التابع لمعبد «آمون»؛ عشرة دبنات من النحاس.

(١٦) صانع جعة (؟) بيت المتعبدة الإلهية «لآمون» من يد العامل «بونش»؛ عشرة دبنات.

(١٧) النساج «بزز» التابع لمعبد «آمون» الذي تحت إدارة الكاهن الأول «لآمون»؛ خمسة دبنات.

(١٨) الخادم «ماهر بعل» التابع لبيت المتعبدة الإلهية «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(١٩) النساج «بمد وشبسينخت» التابع لمعبد «آمون» تحت إدارة الكاهن الأكبر «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(٢٠) المواطنة «تانبي» زوج «بنفروي» التابع لبيت المتعبدة الإلهية لآمون؛ عشرة دبنات.

الصفحة الخامسة: (P1. XVIII): (١) الكاهن المطهر «باسر» بن «وسرحات» التابع لمعبد «آمون»، الذي تحت إدارة الكاهن الأول «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(٢) التاجر «بورمنوت» التابع «لكوم مدينة غراب»؛ سبعة دبنات.

(٣) المشرق «ساو يبدمي» التابع لنساجي مغنية آمون «إنر»؛ خمسة دبنات.

(٤) شهادة اللص «بيسون» بن «إمنيوا Amenua» التابع للجبانة.

(٥) التاجر «نبان» التابع «لكوم مدينة غراب»؛ ثلاثون دبنًا من النحاس.

(٦) المواطنة «ترري» زوج اللص «موسى» بن «بنتاور» آنية «قعحت» من النحاس قيمتها؛ عشرة دبنات. والصندوق الذي يحتوي فضة، وهو الذي في يدي.

(٧) النساج «قنيمنو»: ونحاس إناء «قعحت»؛ وزنه عشرة دبنات.

(٨) العامل «برحتب» التابع للجبانة؛ عشرة دبنات.

(٩) العبد «تك» التابع «لآمون» الذي تحت إدارة الكاهن «آمون»؛ عشرة دبنات.

(١٠) المواطنة «تاسنت» زوج اللص «بيسون» آنية «مح-بق» من البرنز زنتها ثمانية دبنات.

(١١) الجندي «بكورنر» التابع للفرقة النوبية؛ عشرة دبنات.

(١٢) ضابط القارب «منتو آمون» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون» تحت إدارة الكاهن الأول «لآمون»؛ دبن واحد من الفضة.

(١٣) التاجر «ستخنخت» من يد المواطنة «ونمدي موت»؛ خمسة دبنات.

(١٤) آنية واحدة «عا» من البرنز. ووصل إلى المخزن صندوق يحتوي على فضة.

(١٥) المواطنة «تامي» زوج الغسال التابع لكاهن «آمون الأول»؛ عشرة دبنات.

(١٦) صانع الأحذية «بأَبْنخت» التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون»، تحت إشراف الكاهن الأول «لآمون»؛ خمسة دبنات.

(١٧) شهادة اللص «حوري» بن «أمنيوا» التابع للجبانة.

الصفحة السادسة: (P1. XIX): (١) السقاء «أهوتي» التابع للكاتب الملكي، وولي العهد «حوي»؛ خمسة عشر دبنًا من النحاس.

(٢) الغسال «ثوباو» (؟) التابع لمعبد «آمون» الذي تحت إدارة الكاهن الأول «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(٣) المواطنة «تاحنوت بثو» Tahenutpethew التابعة لغرب المدينة؛ سبعة دبنات.

(٤) المواطنة «تنت باوبا» التي تسكن في مخزن غلال معبد «خنسو»؛ عشرة دبنات.

(٥) السقاء «بنتحت نخت» التابعة للكاتب الملكي وولي العهد «حوي»؛ خمسة دبنات.

(٦) المواطنة «تمي» زوج الكاهن الرابع «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(٧) الغسال «خنسخعو» التابع للكاتب «آمِنْ إمْبرمُوتْ» التابع للكاهن الأول «لآمون»؛ خمسة دبنات.

(٨) النساج «روتيتي» التابع لمعبد «آمون» الذي تحت إدارة الكاهن الأول «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(٩) العبد «تاشس» التابع لمعبد «آمون» الذي تحت إدارة الكاهن الأول «لآمون»؛ عشرة دبنات.

(١٠) المشرف «بنون حب» التابع للنساجين الخاصين بكاتب معبد «آمون» المسمى «بابير سخر»؛ عشرة دبنات.

(١١) الكاهن المطهر «أهوتي عا» التابع لمعبد «منتو» رب «هرمنتس» (أرمنت) عشرة دبنات.

(١٢) المجموع: sic.

(١٣) شهادة اللص «بقن» بن «أمنوا» التابع للجبانة.

(١٤) العامل «بينفر» بن «بحمنتر» التابع للجبانة.

(١٥) العامل «بيسون» بن «بحمنتر» التابع للجبانة.

(١٦) الكاهن المطهر «خنسمحب» التابع لمعبد الملك «عاكاخبر».

(١٧) الكاتب «بنتاور» بن «حوري» التابع للمعبد الذي تحت إدارة مدير البيت.

(١٨) النساج «بسبت» التابع لمعبد «آمون» الذي تحت إدارة رئيس الكهنة.

الصفحة السابعة: (P1. XIX): (١) النساج «قينيمينو» الذي يعيش في المدينة؛ عشرة دبنات.

(٢) العامل «إزدنوزم» بن «بيكروي» التابع للجبانة؛ خمسة دبنات.

(٣) الملاح «نسآمون» التابع لكاهن «أنحور»؛ خمسة دبنات.

(٤) العبد «زاتي تكر» التابع لمعبد «آمون»؛ عشرة دبنات.

(٥) الجندي «بكورنر» التابع للفرقة النوبية؛ عشرة دبنات.

(٦) الكاهن المطهر والنافخ في البوق «سرت» التابع لمعبد «آمون»؛ ستة عشر.

(٧) الحارس «بنفر منب» التابع لشونة «آمون»؛ عشرة دبنات.

(٨) المواطنة «موت آمون» زوجة النجار «أمنرخ» التابع لمكان الصدق؛ عشرة دبنات.

(٩) الحارس «سدي» التابع لمخزن غلال «آمون»، الذي تحت إدارة المشرف على مخزن الغلال المزدوج؛ عشرة دبنات.

(١٠) الطبيب «بحاتيو» التابع لمعبد «آمون»؛ عشرة دبنات.

(١١) الحلاق «كنبن»؛ خمسة دبنات.

(١٢) المقعد (؟) «كنبن» الذي يعيش في محراب «من بحتي رع»؛ خمسة.

(١٣) سؤال اللص «حوري» بن «أمنيوا» التابع للجبانة.

(١٤) النساج «بمدو شبسينخت» الذي يعيش في بيت الفرعون في داخل معبد «محبت»؛ خمسة عشر دبنًا من النحاس.

(١٥) النحاس «بحيخات» التابع للجبانة؛ ستة دبنات من النحاس.

(١٦) الملاح «باتي»، الذي يعيش في «إبت» (الأقصر) في بيت الكاهن الأول «لآمون»؛ خمسة دبنات.

(١٧) الغسال «خاري» التابع للكاهن «منتو» رب «أرمنت» الذي تحت إدارة كاهن «منتو»؛ خمسة دبنات.

(١٨) التاجر «ختحسي» الذي يسكن على قارب التاجر «نسسبك»؛ عشرة دبنات، ودفعت للتاجر «حارشفخعو»؛ عشرة.

الصفحة الثامنة: (P1. XIX): (١) التاجر «أنري» التابع «لكوم مدينة غراب»؛ خمسة دبنات.

(٢) المواطنة «أنر» القاطنة غربي المدينة؛ خمسة دبنات.

تعليق: على الرغم من ذكر سلسلة من الأسماء في هذه القوائم التي — في ظاهرها — تبدو لأول وهلة مملة لا تسترعي الأنظار، إلا أنها للباحث في تاريخ مصر في هذا العصر، وبخاصة في حالة القوم الاجتماعية في البلاد في تلك الفترة، تكشف لنا عن حقائق مدهشة فنلحظ أولًا: أن نهب المقابر والمعابد في ذلك العصر كان شائعًا بين سكان «طيبة» الغربية وغيرها، وأن اللصوص الذين كانوا يقومون بنهب هذه الأماكن المقدسة كانوا لا يرعون إلًّا ولا ذمة في الوصول إلى أغراضهم، سواء أكانت هذه الأماكن لآلهة، أم لملوك، أم لأفراد من الأغنياء، وقد اشترك معهم في تلك الجرائم كل طبقات الشعب في تلك الجهة، وبخاصة رجال الدين الذين كانوا مكلفين بحراسة تلك الأماكن والمحافظة عليها، والظاهر أن المكان المسروق هنا ليس من الأماكن الغنية؛ لأن معظم الأشياء المسروقة منه مصنوعة من النحاس أو البرنز، ولم يذكر إلا أشياء قليلة من الذهب والفضة، على أنه من جهة أخرى يجوز أن يكون ما اعترف به اللصوص قد تخطوا فيه ذكر الذهب والفضة، أو أن الذهب كان قد سرق من قبل، وعلى أية حال فإن الكمية المسروقة قد استرعت أنظار الوزير والكاهن الأكبر «لآمون»، حتى إنهم قاموا بعمل تحقيق في السرقة كما فعلوا ذلك من قبل، عندما سرق قبر الملك «سبكمساف»، وزوجه «نبخعس»، وقبر بعض ثراة القوم.

وتدل شواهد الأحوال على أن المسروقات كانت تتناولها الأيدي، وتباع لتجار الآثار كما هي الحال في عصرنا، وقد ضرب تجار «مر-ور» (كوم مدينة غراب الحالية) بسهم صائب في شراء تلك المسروقات من اللصوص، كما هي الحال الآن مع تجار الأقصر.

وخلاصة القول في هذا الموضوع هو أن حالة البلاد في هذه الفترة كانت حالة بؤس وفقر، كما ذكرنا من قبل؛ مما دفع سكان «طيبة الغربية» إلى سرقة المقابر حتى يمكنهم أن يقتاتوا مما ينهبونه، والظاهر أن معظمهم كانوا يسكنون بجوار معبد «رعمسيس الثاني»، الذي كان تحت إشراف الكاهن الأكبر «لآمون»، ومن المدهش أن نرى من بين الأفراد الذين اشتركوا في إخفاء تلك المسروقات بعض الجنود، وعددًا عظيمًا من الكهنة الحفظة لهذه الأماكن المقدسة، وهكذا نرى أن رجال الدين في كل زمان ومكان لهم اليد الطولى في العبث بما كلفوا المحافظة عليه، والخروج على التعاليم التي يلقنونها للناس، وفي نفس الوقت يحرضونهم على محاربتها، ولا شك في أن مثل تلك الأشياء لا تحدث إلا عندما تصل أداة الحكم إلى أقصى درك الفساد، وهذا هو ما وصلت إليه مصر في نهاية الأسرة العشرين كما أشرنا إلى ذلك، وكما سنرى بعد.

سرقة أمتعة المعابد: تحدثنا فيما سبق عن سرقة المقابر الملكية وغيرها من مقابر الأفراد، ولدينا بعض متون خاصة بسرقة أمتعة المعابد وأثاثها، مما يدل على أن السرقات قد أصبحت علنية في المعابد الكبيرة، بعد أن كانت ترتكب خلسة في المقابر التي تحت جوف الأرض.
وقد ترك لنا السلف بعض الأوراق التي تحدثنا عن سرقات هذه المعابد، ونخص بالذكر منها وثيقتين محفوظتين «بالمتحف البريطاني» (راجع B. M. 10053 Verso; & Pap. B. M. 1083) وهاتان الورقتان — كما قلنا — تبحثان في سرقات ارتكبت لا في المقابر بل في أماكن مقدسة، فهي من نوع مختلف عن الوثائق الأخرى التي بحثناها فيما سبق. هذا إذا استثنينا المتن الذي على وجه الورقة رقم ١٠٠٥٤ (ص٣ سطر٧–١٧) وهو الذي يشبهها في محتوياته. ويلاحظ أن المتنين السالفين لا يبحثان في سلسلة حوادث موحدة؛ ولذلك سنتناول كلًّا منهما بالبحث على حدة.

المجموعة «د»

ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٠٥٣ ظهر الورقة: دون على وجه هذه الورقة متن كان يعرف لعدة سنين باسم ورقة «هاريس» حرف APapyrus Harris A. وقد تحدثنا عنه فيما سبق، والوثيقة التي على ظهر نفس الورقة ذات أهمية. وقد أصابها عطب، ولكن «الشف» الذي عملته مس «هاريس» لهذه الورقة قد ساعد على فهم معظمها، وتشمل خمس صحائف. ولما كانت الصفحة الأولى قد ضاعت أسطرها الأولى، فإن تحديد معناها أصبح من الصعب.

والظاهر أن كاتب المعبد «سدي» والكهنة كانوا قد تعودوا السرقة من مكان ما في غربي «طيبة». وقد قام مفتش على ما يظهر بكتابة تقرير عن سرقة «سدي»، هذا في كل تفتيش قام به، وقد بلغ مجموع هذه السرقات ثلاثمائة دبن من الفضة، وتسعة وثمانين دبنًا من الذهب.

والظاهر أن الذي ارتكب هذه السرقات فرد يدعى «أمنخعو»، وأن «سدي» الكاتب الذي كان مسئولًا عن الكشف عن هذه السرقات قد تقاضى ثمنًا للتغاضي عن ذلك، ويقال: إن هذه المحاكمة قد جرت في «طيبة» على يد الكاهن الأكبر «لآمون».

وتبتدئ الصفحة الثانية من هذه الوثيقة بتاريخ السنة التاسعة، الشهر الثاني من فصل الفيضان، اليوم الثالث والعشرون (أو الخامس أو السادس والعشرون) على أن وجود تاريخ جديد في هذه الصفحة لا يعني أن محتوياتها ليست لها علاقة بما سبق، بل الواقع أنه يظهر من استمرار الإشارات إلى كاتب المعبد «سدي» أن هذا هو البرهان الذي قدم في نفس هذه المحاكمة.

وتدل شواهد الأحوال على أن الأماكن التي سُرقت منها هذه الأشياء تقع في غربي «طيبة»، وأن معبد «رعمسيس الثاني» المسمى «الرمسيوم» كان المكان الذي نهب، وأن السرقة لم تقتصر على الذهب والفضة والنحاس، بل تعدَّت إلى سرقة الأخشاب الثمينة، وبخاصة من الأبواب. والمحتمل جدًّا أن تاريخ ظهر الورقة يرجع إلى حوالي السنة التاسعة من عهد النهضة أي: في عهد «رعمسيس الحادي عشر».

  • الترجمة: (P1s. XIX–XXI) الصفحة الأولى: (١) … (٢) … «بنحسي» … (٣) … «آمون» (٤) … «خنسو» … (٥) … (٦) … (٧) … (٨) غربي المدينة. وقد وُجد أن كاتب المعبد «سدي» وكهنة (٩) المعبد قد ارتكبوا ضررًا (؟) وقد دون كل سرقة ارتكبها في كل تفتيش (١٠) له. وقد بلغ ثلاثمائة دبن من الفضة، وتسعة وثمانين دبنًا من الذهب، وكان قد سرقها الكاهن «أمنخعو» (١٢) بن «بكبتاح»، وهي التي فحصها في المدينة (١٣) الكاهن الأكبر «لآمون»، وقد اتخذت الإجراءات لإعادتها (يلي ذلك نصف صحيفة بيضاء).
  • الصفحة الثانية: (P1. XX): السنة التاسعة، الشهر الثاني من فصل الفيضان، اليوم الثالث والعشرون (أو الخامس والعشرون أو السادس والعشرون) … «نسيآمون» بن «بيخال» … (٢) … «وسر ماعت رع ستبن رع» … (حوالي ثلاثة أسطر فقدت هنا) … (٣) الأربعة تغطى (؟) … (٤) … وقد أزلتها (٥) وأذبتها وطحنت (؟) … أنا … وسلمتها له وإلى (٦) الكاهن الشاب «نبنفر» ابنه، والآن عندما (؟) … شغلت الذهب وسلمته له، فإنه أخذني (٧) معه في داخل «وسر ماعت رع مري آمون» (اسم المعبد) وقت الظهيرة. وقد أحضر حامل خشب «كتي» ملك الفرعون «عاخبررع» (٨) ووضعه أمامي، وجعلني أنتزع الذهب الذي كان عليه (؟) وأخذه مني، وجعلني أولي ظهري (؟) وأُلقي بي خارج باب (٩) الحجرة المؤدية إلى (؟) الخزانة. وإنه هو الذي شغله مع الصائغ «أمنخعو» بن «بكشري» (؟) ولم يعطني قدتًا واحدًا منها. وقد سمعت شهادته، وقد قالوا له: أخبرنا عن كل الذهب الذي نزعته (١٠) من بيت الذهب للمك «وسر ماعت رع ستبن رع» (رعمسيس الثاني) الإله العظيم، وكذلك عن كل رجل كان معك وذهب؛ لينتزع ذهب (١١) عارضتي باب بيت الذهب التابع للملك «وسر ماعت رع ستبن رع» الإله العظيم. فقال: لقد ذهبت إلى عارضتي باب بيت الذهب ومعي رفاقي (١٢) وقد أحضرنا دبنين من الذهب منها وقسمناها فيما بيننا. وذهبنا مرة أخرى إلى الباب الشمالي التابع «لسدت إيادت» الخاص بالاحتفال اليومي، ونزعنا دبنين من الذهب منه (١٣) وقسمتها بين رفاقي. والآن بعد بضعة أيام ذهبت معهم مرة أخرى، وأحضرنا المحفة التي تحمل إلى «المحل السري» (المحراب) ونزعنا منها دبنين من الذهب (١٤) وقد قسمتها بيني وبين رفاقي بنفس الطريقة السابقة. (١٥) وقد قالوا له: ما الذي عندك لتقوله عن النحاس الذي أخذته، وهو الخاص برباط الباب العلوي للبوابة المصنوعة من حجر «إلفنتين»؟ فقال: «إن ملاحظي المشرف على الماشية قد أتوا … وذهبنا (١٦) إلى الباب وأخذنا أربعين دبنًا ونصفًا من النحاس. والآن عندما كنا واقفين نقسمهما أتي التابع «نخت آمون واست»، وأخذ سبعة دبنات من النحاس، وكذلك أتى الأجنبي (١٧) «بتاح خعو»، وأخذ ثلاثة دبنات من النحاس وأخذ الكاهن الشاب «باحرر» نصف دبن من النحاس، وبقي لنا ثلاثون دبنًا من النحاس فقسمناها (١٨) وقد أخذ على نفسه ميثاقًا قائلًا: إن كل ما قلته صدق، وإذا رجعت في كلمتي بعد الآن فلأُرسل إلى فرقة النوبيين (أي ينفى إلى بلاد كوش).»
  • الصفحة الثالثة (P1s. XX–XXI) (سطران أو ثلاثة مفقودة): (١) وصنعنا … وذهبت … (٢) منه، وقسمناها فيما بيننا، وذهبنا إليها ثانية وأخذنا … من النحاس … (٣) والآن بعد مضي بضعة أيام ذهبنا إلى باب البوابة المصنوعة من حجر «إلفنتين» وأحضرنا … ووضعناها في … (٤) فأخذ التابع «نخآمون واست» ٧ دبنات من النحاس، وأخذ الأجنبي «بيخال» ثلاثة دبنات من النحاس، وأخذ الكاهن الشاب «باحرر» نصف دبن من النحاس، وقد بقي لنا ثلاثون دبنًا من النحاس، وقد أخذ على نفسه ميثاقًا باسم الحاكم: «إذا كان كل ما أقول ليس بصدق، فإني أوضع على خازوق.»
    (٦) سؤال الكاهن والبستاني «كر» التابع للمعبد وقد سمعت شهادته. وقد قالوا له: قص علينا قصة ذهابك ونزعك هذا الذهب الذي كان على عارضتي الباب ومعك أصحابك (٧) فقال: إن كاتب المعبد «سدي» قد ذهب مع الكاهن والصائغ «توتي» إلى عارضتي الباب ونزعا منها دبنًا وثلاثة قدات ونصف من الذهب، وقد أخذها (أي سدي) إلى ضابط الجند «بمينو» (٨) وذهبنا ثانية إلى عارضتي الباب وأحضرنا ثلاثة قدات من الذهب، وكنا مع كاتب المعبد «سدي» والكاهن «توتي» والكاهن «بيسون» والمجموع أربع دبنات (٩) وذهبنا ثانية إلى عارضتي الباب مع كاتب المعبد «سدي»، والكاهن «نسيآمون» وأحضرنا خمسة قدات من الذهب وقسمناها (١٠) وذهبنا كرة أخرى إلى عارضتي الباب مع الكاهن «حوري» بن «بيخال»، وكاتب المعبد «سدي» والكاهن «نسآمون» إلى عارضتي الباب (هكذا Sic) وأحضرنا خمسة قدات من الذهب (١١) واشترينا بها غلة في طيبة وقسمناها. والآن بعد بضعة أيام أتى كاتب المعبد «سدي» ثانية محضرًا معه ثلاثة الرجال، الذين كانوا معه وذهبوا إلى عارضتي الباب ثانية (١٢) فأحضروا معهم أربعة قدات من الذهب وقسمناها بيننا وبينه، والآن بعد مضي بضعة أيام تشاجر رئيسنا «بمينو» معنا قائلًا لم تعطوني شيئًا، وعلى ذلك ذهبنا ثانية (١٣) إلى عارضتي الباب، وأحضرنا خمسة دبنات من الذهب وأعطوها بدلًا من ثور، وأعطوه «بمينو»، ولكن «ستخموسى» كاتب السجلات الملكية كان قد سمع صوته، وهددنا قائلًا: (١٤) سأبلغ ذلك لكاهن «آمون» الأكبر. وعلى ذلك أحضرنا ثلاثة قدات من الذهب، وأعطيناها كاتب السجلات الملكية «ستخموسى». وفي مرة أخرى ذهبنا ثانية وأعطيناه قدتا ونصفًا من الذهب. ومجموع الذهب الذي أعطى كاتب السجلات الملكية «ستخموسى» هو أربعة قدات ونصف من الذهب.
    (١٦) والآن بعد مضي بضعة أيام ذهب الكاهن «حوري» والكاهن «توتي» ليلًا ودخلا بيت الذهب، وانتزعا قطعة ذهبية من عارضتي الباب، ولكنا قد قبضنا عليهما وسلمناهما للكاتب «سدي» (١٧) فأخذها Sic وسلمها مذابة وأعطاها «بمينو» (١٨) فقال: إن الكاهن «توتي» والكاهن «نسآمون» قد ذهبا إلى أبواب السماء (أبواب المحاريب) وأشعلا النار فيها ونزعا ذهبًا وسرقاه مع الكاتب «سدي».

    (١٩) ثم قال: ذهبنا ثانية لعارضتي الباب نحن الثلاثة، ونزعنا ثلاثة قدات وقسمناها نحن الثلاثة (٢٠) وبعد بضعة أيام ذهب الكاتب «سدي» إلى عارضتي الباب مع الصائغ «توتي»، وأحضرا ثلاثة قدات من الذهب وسرقاها.

    (٢١) وقال: ذهبنا إلى عارضتي باب المعبد، غير أن أمير المدينة سمع بذلك، وأرسل رجالًا وقد وجدوها … إناء «قب» ووضعها في إنا «ونر» (٢٢) ووضع خاتم كاتب السجلات الملكية «ستخموسى» عليها وحملها معه، ولكن الذهب الآخر بقي في حوزتنا، فأخذناه وأذبنا ما كان معنا ووجدناه ثلاثة دبنات وثلاثة قدات من الذهب.

  • الصفحة الرابعة (P1. XXI): (١) … قسمناها بيننا … وقسمنا الباقي بيننا … (٢) … (٣) ذهبنا … (٤) … بيننا كلنا … (٥) وأحضر الكاهن «بيسون» وسُمعت شهادته. فقالوا له: ما لديك عن التهم التي … تعمل … (٦) فأخذ على نفسه ميثاقًا بحياة الحاكم قائلًا: «إذا كان كل ما قلته ليس بصدق فلأرسل إلى فرقة (النوبيين).»

    (٧) التهمة الخاصة بثلاثة الألواح من خشب الأرز، وهي التي أعطاها الكاتب «سدي» الكاتب «ثلنفر»، وهي الخاصة بالأرضية من الفضة للملك «رعمسيس الثاني» الإله العظيم.

    (٩) التهمة الخاصة بالباب العظيم من الأرز الخاص بحجرة الملك «رعمسيس الثاني» الإله العظيم، وهي التي أعطاها الكاتب «ثلنفر»، (١٠) وقد أخذها كاتب الجيش «كاشوتي».

    (١١) التهمة الخاصة بمحراب الإله «نفرتم»، وهو الذي قطعه النجار «بيسون»، فأعطى خمسة ألواح من الأرز لضابط الجنود «بمينو».

    (١٢) التهمة الخاصة بإطار باب بيت «التاسوع» المقدس، وهو الذي قطعه النجار «بيسون» والنجار «نسيآمون»، وقد صنعنا منه أربعة ألواح (١٣) وأعطياهما ضابط الجنود «بمينو».

    (١٤) تهمة خاصة بباب محراب «موت» المصنوع من الأرز، وهو الذي سرقه الكاتب «سدي»، وأعطاه ضابط الجنود «بمينو».

    (١٥) تهمة خاصة بالألواح الأربعة من الأرز الخاصين بالأرضية الفضية للفرعون «رعمسيس الثاني» الإله العظيم، وهي التي أعطاها الكاتب «سدي» للمواطنة (١٦) «تحرر» زوج الكاهن والد الإله «حوري»؛ وقد أعطاها النجار «أهوتي» التابع لمزار «حوي» (١٧) الجنازي. وقد صنعها تابوتًا داخليًّا لها.

    (١٨) تهمة خاصة بالعرش العظيم المصنوع من خشب «كتي» (؟) وهو الموضوع في معبد «رعمسيس الثاني» في المكان المسمى «مكانا الدقة» (؟) الخاص به، وهو الذي أعطاه الكاتب «سدي» (١٩) الكاهن «سم» التابع لمعبد «أمنحتب» صاحب الردهة.

    (٢٠) تهمة خاصة بثلاثة قطع من خشب مري لتمثال الردهة العظيم التابع للمعبد، وهو الذي أعطاه الكاتب «سدي» كاتب الجيش «عنر» التابع لمعبد «آمون» (٢١) وكان النجار «بيسون» هو الذي قطعه. وبعد ذلك أرسل إليه كاتب الجيش «عنر» ثانية قائلًا: أرسل إليَّ محرابًا (٢٢) من الأرز، وأعطاه الكاتب «سدي» محرابًا ارتفاعه ذراعان.

    (٢٣) تهمة خاصة بالعرش العظيم المصنوع من خشب «كتي»، وهو الموضوع في مكان الأساس (؟) وهو الذي سرقه النجارون الثلاثة التابعون لهذا المعبد والصائغ «توتي».

  • الصفحة الخامسة (P1. XXI): (١) … محل … (٢) … (٣) … (٤) … (٥) تهمة خاصة بالمحراب المصنوع من الأرز و… والخشب الذي سرقه كاتب السجلات الملكية «ستخموس»، وقد باعه في «طيبة» وتسلم ثمنه (بقية الصفحة بيضاء).

    وهذا المتن على ما به من تمزيق يكشف لنا عن حالة عدم العناية بالمعابد الإلهية والعبث بها. والظاهر أنها كانت حتى هذا العهد معنيًّا بأمرها، ويقوم على حراستها موظفون خاصون كما ذكرنا عند الكلام على ورقة «فلبور»، ولكن حالة البؤس والفقر وفساد نظام الحكم قد سرت في البلاد بصورة مفزعة. إذ نشاهد الكهنة والعمال وأصحاب الحرف لا يتورعون عن نزع الذهب والفضة والنحاس، التي كانت على تماثيل الآلهة وأبواب معابدهم ويبيعونها لسد حاجتهم، فقد ذكرنا في المتن الذي نحن بصدده أن بعض اللصوص باعوا أنصبتهم من المعادن المنهوبة، واشتروا به غلة من «طيبة»؛ ليسدوا بها رمقهم. وإذا كنا في حاجة إلى مثال يثبت أن الفقر كافر، وأنه يدفع الشخص إلى ارتكاب أفظع الجرائم، فإن بيع الكاتب «سدي» تمثال الإله الذي كان يعبده بعد تمزيقه قطعًا لدليل كافٍ، وهكذا نجد أن حالة البلاد على الأقل في أكبر عواصم مصر كانت تنحدر نحو الهاوية، وأن عمدة «طيبة الغربية» كان مكتوف اليدين مذهول العقل أمام النهب الذي كان يصيب جبانة «طيبة الغربية»، وقد اشترك في ذلك الرجال والنساء، حتى إن امرأة من أهالي تلك الجهة بمساعدة زوجها الذي كان كاهنًا قد انتزعت من أقدس مكان في معبد «رعمسيس الثاني» ألواحًا وصنعتها لنفسها تابوتًا داخليًّا تدفن فيه. والظاهر أن نزع الذهب والفضة والنحاس كان يعمل بفن؛ فقد كان يقوم به صياغ فنيون، وكذلك نزع الخشب كان يقوم به نجارون على مرأى ومسمع من الحراس والكتاب، ولا غرابة، فإنهم كانوا شركاءهم في الجريمة ويتقاسمون الغنيمة.

ورقة المتحف البريطاني ١٠٣٨٣: Papyrus B. M. 10383 هذه الورقة أهداها للمتحف البريطاني عام ١٨٥٦ المستر بورغ Mrs. Burgh، وطبعت ضمن الأوراق البردية في هذا المتحف (Select Papyrus. Part, II p. 7)، وطولها ٨٥ سنتيمترًا وعرضها ١٩ سنتيمترًا وتحتوي ثلاث صفحات.

والصفحة الأولى معنونة بالسنة الثانية، الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم الخامس والعشرون. وهو يوم فحص الذهب والفضة التي سرقت من معبد «وسر ماعت رع مري آمون» أي: معبد مدينة «هابو»، وكانت تلك السرقات قد بلغها الكاهن «أمنموسى» التابع لهذا المعبد الفرعوني، وقد أمر الفرعون بدوره الوزير «تب ماعت رع نخت» وموظفين آخرين هما: «من ماعت رع نخت» و«ينس»؛ ليقوما بعمل تحقيق. وتحتوي الصفحة الأولى على البرهان الذي قدمه كاتب الجيش «قاشوتي» عن تهمة معينة، وهي سرقة فضة انتزعت من حامل آنية (إذا كانت الترجمة صحيحة) غير أن هذه السرقة بنوع خاص ليس لها من الأهمية ما يدعو إلى تبليغ الفرعون، إلا إذا كان أمر الحراسة والعناية بمعبد «رعمسيس الثالث» موضع تشديد، وبخاصة أنه كان أعظم المعابد مكانة في هذا العهد كما شاهدنا في ورقة «فلبور».

وتحتوي الصفحة الثانية على الإدلاء بكيفية السرقة. أما الصفحة الثالثة فتبحث عن ملكية قطعة خشب قامت عليها منازعة، ومما يؤسف له أنه قد فقدت بعض الأسطر في نهاية الصفحة الثانية، مما تعذر معه تحديد علاقة هذه الفضة ببقية الورقة.

  • الترجمة: الصفحة الأولى: (P1. XXII): السنة الثانية، الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم الخامس والعشرون، يوم الفحص الخاص بالذهب والفضة، التي سرقت من معبد «وسر ماعت رع مري آمون» في بيت «آمون» (٢) وهي التي بلغ عنها الكاهن (خادم الإله) «أمنموسى» بن «تا» التابع لمعبد الفرعون. وقد أصدر الفرعون التعليمات بفحصها لعمدة «طيبة» والوزير «نب ماعت رع نخت» (٣) وللمشرف على خزانة الفرعون والمشرف على مخزن غلال الساقي الملكي «من ماعت رع نخت»، ولمدير البيت والساقي «ينس» (٤) وقد أُحضر كاتب الجيش «قاشوتي» التابع للمعبد، وقد عمل تحقيق عن قاعدة الآنية (زنتها) ستة وثمانون دبنًا من الفضة، وهي التي كانت قد سرقت وبلغ عنها الكاهن «بيسيني Peiseni» التابع لمعبد الفرعون، فقال: إنني لا أعرف ما حدث لها وكيف ينبغي لي هذا؟ فاستمع للقصة (؟) قال: (٦) إن كاتب الخزانة «ستخموسى»، وهو الذي كان مشرفًا على الأراضي، أتى وأخذ حامل الآنية هذا إلى حجرة الوزير التي في المعبد (٧) وقد قطع … دبنًا منها وأخذها. وبعد ذلك أتى الكهنة آباء الآلهة، والكهنة المطهرون، والكهنة المرتلون التابعون للمعبد، وأخذوا قاعدة الآنية ثانية وقطعوا … دبنًا من الفضة منها. المجموع خمسة دبنات والباقي ستة وثلاثون دبنًا من الفضة، وقد وكل أمر المحافظة عليها إلى «بورعا»، وقد أعيد وزنها ونقشت باسم الفرعون ووضعت في مكانها ثانية. وعندما جاء الفرعون سيدنا إلى المدينة عين الكاهن سم «حوري» للمعبد. وأتى «حوري» إلى المعبد وأمر بإحضار قاعدة الإناء هذه … ٢٦ (أو ٣٦) واستولى عليها (يلاحظ وجود بقية سطر والباقي فقد).
  • الصفحة الثانية (P1. XXII): (١) وقد قص قصة الألف والمائة دبن من النحاس، وهي التي كانت قد أحضرت من باب «ستاو» (؟).

    (٢) وقد قص قصة المائة والخمسين دبنًا من النحاس الخاصة بباب هذا …

    (٣) وقص قصة هذه الاثنين والعشرين والمائتَيْ دبنٍ من النحاس الخاصة بباب «سبتير» (اسم حجرة) التابعة للخزانة.

    (٤) وقد قص قصة هذه المائتين والألف دبنٍ من النحاس الخاصة بأبواب بيت الفرعون، وقد أحضر «بيسون» الكاهن المطهر، الذي كان حارسًا لبيت الفرعون وقال: إني غادرت بيت الفرعون عندما أتى «بنحسي»،١٨ وطرد رئيسي على الرغم من أنه لم يرَ معيبًا. (الباقي فقد).
  • الصفحة الثالثة (P1. XXII): (١) … هذه جانبي السفينة في مكانهما. وقد حضر تاجر وتعرف على السارية.

    (٢) غير أن الأمير «قد» أبى إعطاءه إياها. فذهب وبلغ عنها «تويتوي».

    (٣) الذي كان في طيبة مع الفرعون وأرسل «تويتوي» قائلًا: سلم السارية (٤) لتجاري، غير أن الأمير رفض تسليمه دون موافقة الفرعون سيده. (٥) وبعد ذلك تحدَّث «تويتوي» عن موضوع هذه السارية إلى الفرعون، فأرسل الفرعون حامل المروحة الأول قائلًا: أعطِ التاجر التابع «لتويتوي» هذه السارية، فقال الأمير: سأعطيه إياها. (٧) وتأمل فإنها موجودة في حيازة هذا التاجر «تويتوي» خلف جدار هذه التحصينات التابعة لهذا المعبد في هذا اليوم (الباقي فقد).

المجموعة «ﻫ»

ولدينا مجموعة أوراق من البردي مؤلفة من أربع وثائق عن سرقة المقابر وغيرها لبعضها اتصال ببعض، ويرجع عهدها إلى عصر «رعمسيس الحادي عشر» وهذه الوثائق هي:

(١) الجداول التي على ظهر ورقة «إبوت»، وهي المعروفة بالصفحة الثامنة من هذه الوثيقة.

(٢) ورقة «ماير A» Pap. Mayer A، وهي محفوظة بمتاحف «لفربول» Liverpool Free Public Museums، (٣) والورقة رقم ١٠٠٥٢ بالمتحف البريطاني، (٤) وأخيرًا الورقة رقم ١٠٤٠٣ بالمتحف البريطاني أيضًا.

محتويات هذه الأوراق: (١) تحتوي جداول «إبوت» على قائمتي لصوص. الأولى تنقسم قسمين:

«الأول» يشمل لصوص صناديق النفائس، و«الثاني» يشمل لصوص جبانة.

القائمة الثانية: تحتوي على أسماء لصوص فقط. (٢) وورقة «ماير» Pap. Mayer A تعد خليطًا من الوثائق القصيرة، التي لها علاقة بالمحاكمتين اللتين نوَّه عنهما في القائمتين التاليتين؛ إحداهما: خاصة بسرقات من أحد مباني «رعمسيس الثاني» وإدارة معبد «سيتي الأول»، والثانية: خاصة بسرقات من مقابر منوعة في الجبانة (راجع Mayer, Pap. A & B. pp. 5–10).
أما ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٠٥٢، فإنها تبحث في جرائم لصوص أقدم عهد ارتكب في جبانة «طيبة» الغربية. وأخيرًا تضيف الورقة رقم ١٠٤٠٣ المحفوظة بالمتحف البريطاني تفاصيل أخرى عن البراهين التي قدمت في المحاكمة الخاصة بصناديق النفائس التي ذكرت في ورقة «ماير A». هذه هي الروابط التي تجمع بين هذه الوثائق، وسنتحدث عنها ببعض الإيضاح.
وتاريخ ورقة «ماير A»، ووثيقتا المتحف البريطاني رقم ١٠٠٥٢ و١٠٤٠٣ هو العهد المعروف بعهد «النهضة»، الذي يقع في حكم «رعمسيس الحادي عشر».

أما جداول ورقة «إبوت»، فالمحتمل أنه قبل عهد الفرعون السابق بقليل.

جداول «إبوت»: تحتوي هذه الجداول كما ذكرنا من قبل على قائمتين بأسماء لصوص.

والجدول الأول ينقسم قسمين وهما: (١) لصوص صناديق النفائس، (٢) لصوص الجبانة فقط. وهذا الجدول مؤرخ في السنة الأولى من عهد النهضة، السنة التاسعة عشرة من عهد «رعمسيس الحادي عشر»، وذلك خلافًا لما يقوله «بيت» (Peet, The Great Tomb Robberies. pp. 129-30).
والجداول التي أمامنا في الورقة قيل عنها أنها نسخ من الأصل، أما الأصول فكانت مدونة بصورة مختلفة؛ لأن الأولى كان قد وضعها «بورعا» أمير «طيبة الغربية» أمام الفرعون، فالصفحة الأولى من ورقة «ماير» 8 A، والثانية وهما اللتان أرختا بتاريخ يرجع إلى سبعة أسابيع قيما بعد قد أعطاها نفس الموظف للوزير «نب ماعت رع نخت». ومن المحتمل أن الفرعون عندما تسلم القائمة الأولى أعطى التعليمات للوزير بفتح محضر، ومن أجل ذلك استحضر «بورعا» قائمة جديدة أتم من الأولى.
والجدول الأول يحتوي على جزأين: الجزء الأول يشتمل على أسماء عشرة لصوص من لصوص الجبانة، وقد كرر منهم تسعة في الجدول الثاني من لصوص الجبانة، ولم يشذ إلا اسم الملاح «خنسموسى»، وسنرى أن تسعة من هؤلاء العشرة قد ذكروا في المحاكمة التي سيأتي ذكرها في الورقة رقم ١٠٠٥٢، وكذلك في ورقة «ماير A» التي تبحث في سرقات الجبانة.
والجزء الثاني من هذا الجدول الأول (8, A, 14–18) يحتوي على أسماء خمسة لصوص من الذين سرقوا صناديق النفائس، وأربعة من هؤلاء لم يذكروا في الورقة رقم ١٠٠٥٢، وهي التي ليس لها صلة بسرقة صناديق النفائس، ولكنهم ذكروا — في ورقة «ماير» — بطبيعة الحال في الفقرات الخاصة بصناديق النفائس.
والجدول الثاني (A. 12 to B 22) يحتوي على أسماء واحد وثلاثين لصًّا من لصوص الجبانة، عشرة منهم جاء ذكرهم في الجدول الأول، كما ذكرنا من قبل.

وهذا الجدول الثاني قد روجع بلا شك وأضيف عليه أسماء جديدة؛ لأنه يحتوي على كل الأسماء الخاصة بالجبانة في الجدول الأول ما عدا البحار «خنسموسى» هذا مع إضافة أسماء جديدة. أما الأسماء الواحد والعشرون الجدد، فيوجد منهم ثلاثة عشر في الأجزاء الخاصة بالجبانة من ورقة «ماير» والورقة رقم ١٠٠٥٢ … إلخ.

الترجمة: الجدول الأول: (P1. XXII): (١) السنة الأولى (من عصر النهضة) الشهر الأول من فصل الفيضان، اليوم الثاني، المقابلة للسنة التاسعة عشرة من عهد «رعمسيس الحادي عشر». نسخة من سجل لصوص الجبانة وصناديق النفائس.

(٢) لصوص صناديق النفائس، وهي التي وضعها أمام الفرعون أمير غربي طيبة «بورعا».

(٣) الكاتب «تتي شري» بن «خعمواست» التابع لخزانة معبد «آمون» (وقد جاء ذكره في الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(٤) نافخ البوق «بربثومؤبي» بن «بورعا» التابع لمعبد «آمون» (ذكر في الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(٥) البوَّاب الأول «تحوتحتب» بن «بربثومؤبي» التابع لمعبد «آمون» (ذكر في الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(٦) النجار «تونآني» التابع لمكان الصدق، وهذا أجنبي (ذكر في الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(٧) البحار «بيكأمن» بن «باوا آمون» التابع لمساحة أرض (؟) «آمون» (ذكر في الورقة رقم ١٠٠٥٢ وفي ورقة «ماير»).

(٨) أخوه واسمه «أمنؤنبنخت».

(٩) العبد «سخا حتيأمون» التابع للتاجر «بازيمواست»، الذي في مدينة «حفاو» (ذكر في الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(١٠) الكاهن «بيرسخر» التابع «لخنسو» المراقب (ذكر في الورقة رقم ١٠٠٥٢، وكذلك في ورقة «ماير»).

(١١) الراعي «بوخعف» بن «أيوتي» Iuthi التابع لمعبد «آمون»، الذي في بلدة «أبب»١٩ (ذكر في ورقة «ماير»، وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(١٢) البحار «خنسموسى» بن «بيونزم» وأمه «تامسي» التابع لمعبد «آمون» (ذكر في ورقة «ماير» وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(١٣) لصوص صناديق النفائس.

(١٤) الكاتب «بيبكي» بن «نسيآمون»، وأمه «إسي» (إزيس) التابع لمعبد «وسر ماعت رع مري آمون» (ذكر في ورقة «ماير»).

(١٥) الكاهن «ثانفر» بن «باي إنبمس» التابع لمعبد «آمون» (ذكر في ورقة «ماير»).

(١٦) الأجنبي «بنحسي»، الذي كان كاهنًا للإله «سبك» صاحب «برعنخ» (ذكر في ورقة «ماير»، وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(١٧) الأجنبي «بيكآمن» الذي يسكن في بلدة «آرمنت» (ذكر في ورقة «ماير»).

(١٨) مربي النحل «سبكتخت» بن «إري نفر» التابع للمعبد (ذكر في ورقة «ماير»).

الجدول الثاني: (8 A. 19 to 8 B 22): (١٩) السنة الأولى (من عصر النهضة) الشهر الثاني من فصل الفيضان، اليوم الرابع والعشرون، المقابلة السنة التاسعة عشرة (عهد رعمسيس الحادي عشر) نسخة من سجل لصوص.

(٢٠) الجبانة الذي أعطى الوزير «نبماعت رع نخت» من يد أمير غرب المدينة المسمى «بورعا».

(٢١) نافخ البوق «أمنخعو» التابع لمعبد «آمون» … «بربثو».

(٢٢) الطفل «بشري» التابع «لنررنن» (؟).

(٢٣) محمص البخور «سدشو خنسو» التابع لمعبد «آمون» وأخواه (؟).

(٢٤) «وسر حتنخت» من بلدة «الأشمونين» الذي يعيش في حديقة …

(٢٥) الأجنبي «باقارانا» الذي كان تابعًا لدير بيت «آمون».

(٢٦) العبد الصغير «أفتموت» التابع لمعبد «موت»، الذي يشتغل في الذهب (ذكر في ورقة «ماير» وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(٢٧) التابع «ونآمون» بن الكيال «بورعا» التابع لمدير بيت «آمون» (ذكر في «ماير»، وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

الجدول الثاني: (P1s. XXIII—XXV): (١) الكيال «بوخعف» بن «قاقا» التابع لمعبد «آمون» (ذكر في ورقة «ماير»، وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(٢) الراعي «بوخعف» التابع لمعبد «آمون».

(٣) الراعي «بايس» بن «نبان» (ذكر في ورقة «ماير» وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(٤) الكاتب «تتي شري» بن «خعمواست» التابع لأمين خزانة معبد «آمون» (ذكر في جداول «إبوت»).

(٥) الكاتب «باعامتا ومت» Paoemtaumt … «باعا متومت» بن «بورعا» (ذكر في الورقة رقم ١٠٠٥٢، وفي ورقة «ماير»).

(٦) الأجنبي «مينمواست» فيكون الرابع عشر (؟).

(٧) الأجنبي «ثوناني» التابع لمكان الصدق.

(٨) الأجنبي «بيكآمن» بن «باوا آمون».

(٩) الأجنبي «أمن عابنخت» ابن شرحه (أي كالسابق).

(١٠) الأجنبي «سخا حتيآمون» خادم التاجر «بسيمواست».

(١١) الكاهن «باير سخر» التابع «لخنسو المراقب».٢٠

(١٢) الخادم «بكنني» التابع لمعبد «آمون» (ذكر في ورقة «ماير» وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(١٣) حامل الماء «كر» التابع لمزار قبر الملك «داخبر كارع» (ذكر في ورقة «ماير» وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(١٤) الكاهن «بيونش». وكان مع ضابط الجنود «أفنآمون» (ذكر في ورقة «ماير»).

(١٥) البحار «بيخال» الذي كان مع ضابط الجنود «أفنآمون» (ذكر في ورقة «ماير» وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(١٦) الأجنبي «بينحسي» وهو كاهن الإله «سبك» لبلدة «برعنخ».

(١٧) البواب الأول «تحوتحتب» بن «بربثومؤبي» (جاء في جداول «إبوت»).

(١٨) كاتب الجيش «عنخف» بن «بتاحمحب» التابع لمعبد «آمون» اسمه الكامل «عنخفآمون» (ذكر في ورقة «ماير» وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(١٩) كاتب الجيش «أفنآمون» ابن شرحه (أي كالسابق الذكر في الورقة رقم ١٠٠٥٢، ويجوز في ورقة «ماير»).

(٢٠) الخادم «كزر» التابع لمعبد «آمون» (ذكر في ورقة «ماير»).

(٢١) صانع الجعة «بنحتمنوت» التابع لضابط الجنود «أفنآمون» (ذكر في ورقة «ماير»، وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

(٢٢) الفلاح «عازر» التابع لمعبد «منتو» (ذكر في ورقة «ماير» وفي الورقة رقم ١٠٠٥٢).

الورقة رقم ١٠٠٥٢ بالمتحف البريطاني: هذه الورقة يبلغ طولها ١٨٠ سنتيمترًا، وعرضها ٣٦ سنتيمترًا، وقد كتبت من الوجهين بيد الكاتب الذي دون ورقة «ماير Mayer»، وتحتوي على ثماني صفحات على الوجه وتسع على الظهر. وقد ضاع منها بعض أجزائها.
وأول تاريخ فيها هو السنة الأولى من عصر النهضة، الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم الخامس، والعنوان: في هذا اليوم عقدت محاكمة الأعداء الكبار، وهم اللصوص الذين انتهكوا حرمة المكان العظيم عندما عملوا اﻟ … وانتهكوها في الردهة (؟) والمحكمون المحققون هم نفس الذين حققوا في ورقة «ماير» Mayer A أي: «نبماعت رع نخت» و«منماعت رع نخت» و«ينس» ثم «بميآمون». وقد استغرقت المحاكمة من اليوم الخامس إلى اليوم العاشر من الشهر الرابع من فصل الصيف. ويدل المتن على أنه في اليومين السادس والسابع كانت تعقد المحكمة مرتين في اليوم. كما يحدث الآن أحيانًا، وهذه الوثيقة تظهر مربكة لأول وهلة، وبخاصة الجزء الأخير منها، ولكن الإنسان عندما يدقق النظر يفهم أنها تبحث في مجموعتين مميزتين من السرقات التي لها علاقة باسم رئيس العصابة في كل من المجموعتين. وسنطلق على واحدة منهما اسم عصابة «بوخعف» والثانية عصابة «أفنآمون». على أن هذا التمييز ليس واضحًا في الوثيقة بصفة خاصة، وعلى أية حال فإن هذه الوثيقة، كغيرها من التقارير الخاصة بالمحاكمة، قوائم تحدثنا عن ضرب المتهمين، وانتزاع بينات منهم بهذه الكيفية. ولا نزاع في أن الحقيقة قد استخلصها القضاة وكتبوا عنها تقريرًا مختصرًا؛ ليطلع عليه الفرعون عندما كان ينطق بالحكم كما هو معلوم من أنه كان يفعل ذلك في الحالات التي كانت أعظم خطرًا من هذه.

وينقسم متن الورقة جزأين وسنتحدث عن كل منهما فيما يلي:

الجزء الأول: قضية «بوخعف»: وتاريخ هذه القضية اليوم الخامس. وقد حقق في هذا اليوم مع الراعي «بوخعف»، فسئل أن يقص قصة هجومه على المقابر الملكية. وقد حاول أن يهرب من الموضوع بعدم ذكر زيارته للمقابر، بل أخذ يقص حادثه وقعت فيما بعد. والظاهر أنه من بين الاثني عشر رجلًا الذي اشتركوا مع «بوخعف» في السرقة الأصلية ستة كانوا بقيادة «شد سو خنسو» و«بربثو» قد تسللوا دون علم اللصوص الآخرين ليحضروا الفضة المسروقة، وهي التي، كما جاء في المتن، كانت مخبأة مؤقتًا في مقبرة الكاتب «بن» … وقد سمع بذلك «بوخعف» وهو أحد الذين أُخفي عليهم هذا الأمر، فقام بصحبة اللصوص الآخرين، الذين لم يعلموا ما كان يقوم به إخوانهم، وانقضوا عليهم، وطلبوا إليهم أن يعطوهم نصيبهم من الغنيمة، وقد تسلموه فعلًا. على أن احتيال «بوخعت» للهروب من سرد الحقيقة لم يخدع المحكمة التي طلبت إليه ثانية أن يقص عليها حملته الأصلية الأولى على المقابر، ولما لم يعترف جُلد مرة أخرى أدلى بعدها بزيارته لمقبرة الملكة «حبرزت»، وقد اعترف أنه وجدها مفتوحة من قبل، وهنا قد حدثت محاورة قصيرة شيقة خلال اعترافه بينه وبين كاتب الجبانة «نسأمنؤبي»، الذي تجده على ما يظهر في خلال كل المحاكمة يعمل بمثابة مستشار غير رسمي للادعاء، غير أنها لسوء الحظ لم توجد كاملة لعطب في الورقة عند هذه النقطة.
أما الملكة «حبرزت» فيجوز أنها موحدة بالأم الملكية «حمرزت»، التي عثر على اسمها على قطعة حجر رملي في دير «البخيت» (L. D. III 218 b: & Guathier. R. III p. 174)، ولدينا اسم مماثل لذلك ويجوز أنه صورة أخرى لنفس الاسم يحمله والد الأم الملكية «إزيس»، التي دفنت في المقبرة رقم ٥١ في مقابر الملكات.

وبعد ذلك يقدم لنا «بوخعف» قائمتين: الأولى تحتوي على أسماء الاثني عشر رجلًا الذين كانوا معه في المقبرة، والقائمة الثانية بأسماء الرجال الذين باع لهم الأشياء المسروقة ومعظمها من الذهب والفضة.

وقد عنونت الصفحة الثالثة بكلمة «تحقيق»، وفيها وصف الشاهد الأول «شد سو خنسو» زيارة القبر الأولى، التي لم يشترك فيها «بوخعف» إلا عند ذهابه ليطالب بنصيبه في الغنيمة. أما الشاهد الثاني وهو «بربثو»، فقد قال عن نفس هذا الحادث: إنه أُخذ من بيته بوساطة رجال آخرين؛ ليذهبوا لإحضار الأشياء التي كانت في قبر الكاتب «بن» — (بقية الاسم ضاعت). والشخص التالي الذي حقق معه هو «أمنخعو»، وقد أكد «بربثو» أنه قد اتهمه زورًا، وذلك لما بينهما من ضغائن، وبعد أن ضرب عدة مرات — وكانت آخر مرة ضرب فيها بعد الأولى قبلت قصته وأخلي سبيله، وعلى ذلك لم يظهر اسمه في الأطوار الأخيرة للمحاكمة التي سجلت في ورقة ماير Mayer A. والشاهد الذي يلي ذلك عبد يدعى «دجاي» ملك «بوخعف». وقد أكد أن «بوخعف» قد حصل على الفضة من «نسآمون» وشركائه، ولكنه قدم قائمة بأسماء رجال كانوا حاضرين عند تقسيم الغنيمة في بيت «بربثو»، وقد أضاف إليها أسماء أخرى عند التحقيق معه ثانية في اليوم السادس، ويدل على أنه قد وجه اتهامات معينة ضد بعض هؤلاء الرجال، غير أنهم لم يسجلوا في الورقة.

وفي اليوم السادس وهو اليوم الثاني من أيام التحقيق مع اللصوص، سئل حارق البخور «نسآمون» وقد أضاف اسمًا واحدًا إلى العصابة وهو «بينفري» التابع لبلدة «كوم مدينة غراب» (مر-ور) وقد حاول في أول الأمر أن يقنع المحكمة بأنه هو وزملاؤه لم يسرقوا من القبر إلا بعض أوانٍ من الفضة، ولكنه عندما جلد كرة أخرى اعترف كذلك بأنه أخذ الكفن المصنوع من الفضة من الجسم، وهي جريمة من أبشع الجرائم السالفة. وقد حاول كاتبا الجبانة اللذان كانا حاضرين في التحقيق أن يجعلاه يعترف بأن السرقات المنوَّعة، التي ذكرها كانت خاصة بثلاث مقابر، غير أنه أصرَّ على تأكيده بأن كل الفضة كانت من مقبرة واحدة.

وفي الصفحة السادسة نجد أننا في وسط محاكمة امرأة، وهي بلا نزاع زوج لص قد مات أو فقد، ولا بد أن بداية اعترافاتها كانت في الأسطر المفقودة التي في نهاية الصفحة السابقة. وهي تصف قسمة غنيمة قد أخذت منها نصيب زوجها، وقد أجبرت على رده ثانية لرجلين من اللصوص الآخرين بعد بضعة أيام. بعد ذلك نجد أن أربعة من المسجونين وزوجتي اثنين قد أحضروا لأجل أن يتهم كل واحد منهم زميله، ثم ينادي حارق البخور (أو المبخر) «نسيآمون»، ويصف العرض الأصلي الذي عرضه عليه عامل الجبانة «بور يختف» بمثابة نصيب له ولزملائه في بعض الخبز. وبعبارة أخرى يرشدهم إلى المقبرة التي يمكنهم سرقتها وهم في مأمن. وهذا الرجل هو بلا شك «بور»، الذي ذكر في الصفحة الأولى وهو الذي أرشد إلى قبر الملكية «حبرزت».

وفي اليوم السابع شهد «بنفرحاو» على «أمنخعو» بن «موت محب»، وعند هذه النقطة في الورقة تأتي قصة أخرى يرجع بعدها الكلام إلى القصة الأولى التي نحن بصددها، وقد صار التحقيق في نفس اليوم السابع مساء (الصفحة الثالثة عشرة من الورقة) فنجد التحقيق مع «بكنني» الذي يقال: إن «بوخعف» قد أعطاه دبنين من الفضة. وكذلك حقق مع «موت مويا» زوج «بورعا» بدلًا من زوجها الذي كان على ما يظهر قد توفي، وقد جاء ذكره في قائمة اللصوص التي قدمها «بوخعف»، وكذلك حقق مع «موت مويا» زوج الكاتب «نسآمون».

اليوم الثامن. جلسة المساء: حقق مع السماك «بنختمؤبي». والحادثة التي يذكرها ليس لها علاقة بسرقة «بوخعف» ولا بسرقة «أفنمنتو» بل يجوز أنها الحادثة التي جاء ذكرها في الورقة رقم ١٠٠٥٤ بالمتحف البريطاني (B. M. 10054 ro. 3, 1–5) ولا يمكننا أن نذكر السبب الذي من أجله حوكم هنا، وكذلك في ورقة «ماير» (Mayer. A. 5, 9) إلا أن المفهوم من هذه المحاكمات هو أنه عند الكشف عن سرقة، فإن شباك رجال الشرطة كانت تطرح في نطاق واسع، وكل إنسان يقع في الأحبولة كان من الذين عرفوا أو يظن أن لهم علاقة ما بالسرقات أو اللصوص.

وما يتبقى من الوثيقة ينحصر في بعض تحقيقات مع أشخاص لهم صلة بأشكال منوعة في الموضوع، غير أنها ليست ذات بال؛ ولذلك لا داعي للمضي في تحليلها تحليلًا مستوفيًا. ولدينا حقيقة واحدة تستحق الذكر وهي الخاصة بكاتب الجيش «حوري» بن «أفنآمون» التابع لمكان «تحوت» وهو الذي أُحضر للمحاكمة؛ لأن والده قد دخل المقابر وسرق منها صناديق النفائس. وهذه هي الإشارة الوحيدة إلى صناديق النفائس في هذه الورقة. والواقع أن التهمة الموجهة إلى «أفنآمون» قد جاءت عرضًا؛ لأن لها علاقة بالمقابر.

قضية «أفنآمون»: حدثت كل هذه المحاكمة في اليوم السابع، وقد بدأت بالتحقيق مع الخازن «أفنمنتو» الذي جعله المحققون يقص قصة هجومه على المقابر هو و«أهومح» و«أفنآمون»، وقد ذكر أن «كربعل» والبحار «نسآمون» في استطاعتهما أن يدليا بأسماء الذين كانوا هناك كلهم. ولدينا هنا حادثة ليس لها علاقة ما بالجزء السابق من الورقة؛ لأن اللصوص الذين ذكروا فيها يختلفون كلية عن سابقيهم.

والشاهد التالي هو «سخاحاتي آمون»، وهو الذي اعترف بادئ الأمر أنه كان في بعض المقابر بالقرب من بلدة «جبلين»، ثم يفسر علاقته «بأهومح» و«أفنآمون» (الذي كان على ما يظن السبب في القبض عليه) بأنها علاقة جاءت عرضًا، بَيْدَ أن هذا العذر كان واهيًا جدًّا في نظر المحكمة. ولكنه بعد الجلد مرة ثانية اعترف بأنه كان في مقابر غرب «الجبلين» ومقابر غربي «طيبة»، ولكن التحقق من تعيين السارق كان صعبًا جدًّا.

أما اللصوص الثلاثة الذين أتوا بعد السابق، وهم «ثوناتي» و«بنتاور» و«بيكآمن»، فقد دافعوا عن براءتهم.

وكان البحار «نسآمون» أحد الرجال الذين اقترح «أفنمنتو» أن يؤتى به وكان فعلًا في خدمة «أفنآمون». وعلى أية حال فإن تصريحاته لم تدون.

ولدينا كذلك التحقيق مع فرد يدعى «بيخال» الصغير، وما أدلى به له أهمية واضحة، فإنه يقص أن والده قد رأى صندوق مومية مسروقًا من مقبرة في يد كاهنين اشتريا عدم إباحته بالسر بقميص قدم له هدية.

ثم يجيء ذكر التحقيق مع «إزيس» زوج «كر» وكان زوجها قد اتهم في سرقة فضة من المقابر العظيمة. وهذه المرأة قد بدت عليها آثار النعمة بشرائها عبدًا، وقد طُلب إليها أن توضح مصدر ثروتها، وقد شهد عليها أحد خدَّامها المسمى «بينخ».

وباقي هذا الجزء تحقيق مع أشخاص لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه القضية، وسيأتي ذلك في الترجمة.

الترجمة: (Plates XXV–XXXV) الصفحة الأولى: (P1. XXV): (١) السنة الأولى من عصر النهضة، الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم الخامس، في هذا اليوم أُجري التحقيق مع الأعداء الكبار وهم اللصوص الذين انتهكوا حرمة المقابر العظيمة، وذلك عندما قاموا … وانتهكوا حرمتها (٣) في الردهة٢١ (؟) على يد حاكم المدينة (طيبة) والوزير «نبماعت رع نخت» والمشرف على خزانة الفرعون، والمشرف على مخزن الغلال «منماعت رع نخت»، ومدير البيت، وساقي الفرعون (٥) «ينس»، وحامل مروحة الفرعون؛ مدير البيت، والساقي الملكي «بميآمون» كاتب الفرعون.
(٦) تحقيق: أُحضر راعي معبد «آمون» المسمى «بوخعف»، فقال له الوزير: عندما كنت تزاول ذلك العمل الذي كنت مشغولًا فيه (٧) وقبض عليك الإله، وأحضرك ووضعك في يد الفرعون، خبرني إذن عن كل الرجال الذين كانوا معك (٨) في المقابر العظيمة. فقال: أما عني فإني فلاح تابع لمعبد «آمون»، وقد أتت المواطنة «نسموت» (٩) إلى المكان الذي كنت فيه وقالت لي: «إن بعض الرجال قد عثروا على بعض شيء يمكن بيعه مقابل خبز، فدعنا نذهب حتى يمكنك أن (١٠) تأكل منه معهم.» وهكذا كلمتني. وقد وجدت النافخ في البوق «بربثو» (١١) والأجنبي «وسرحات نخت» التابع لأمير المدينة (أي طيبة) وحارق البخور (المبخر) «شد سو خنسو» وحارق البخور «نسيآمون» التابع لمعبد «آمون» (١٢) وحارق البخور «عنخفنخنسو» التابع لمعبد «آمون» و«أمنخعو» ابن المغني التابع لمائدة «حوري». والمجموع ستة. وقد جمع من كل واحد منهم عشرة دبنات من الفضة (١٣) وأعطوها إياي فيكون المجموع ستين دبنًا من الفضة. وقد حقق معه بالعصا فقال (١٤) قف سأتحدث. فقال له الوزير: قص قصة ذهابك لمهاجمة المقابر العظيمة الفاخرة (١٥) فقال: إن «بور» أحد عمال الجبانة هو الذي دلني على مقبرة الملكة «حبرزت» (١٦) فقالوا له: إن القبر الذي ذهبت إليه على أية حالةٍ وجدته؟ فقال: لقد وجدت أنه كان مفتوحًا (١٧) فعلًا. فحقق معه بالعصا ثانية، وعندئذٍ قال: قف سأخبركم. فقال له الوزير: قل ما فعلته (١٨) فقال: لقد أخذت التابوت الداخلي المصنوع من الفضة وكفنًا من الذهب والفضة أنا والرجال الذين كانوا معي (١٩) وكسرناهما وقسمناهما فيما بيننا؛ فقال له كاتب الجبانة «نسأمنمؤبي»: إذا ذهبت وسرقت جلد ماعز من حظيرة ماعز، وجاء واحد آخر يتبعني فهلا أخبر عنه حتى أجعل العقاب يقع عليه كما يقع عليَّ أيضًا؟ فقال: سواء أكان العقاب؟ … أنا وحدي (؟) أو في عصابة … (٢٢) … في عشرة … معه في عصابة أخرى (٢٣) (الباقي فقد).
الصفحة (أ ب): على يسار الأسطر من (١٢–١٥) تجد ما يأتي: (١) النافخ في البوق «بربثو».

(٢) «شد سو خلسو».

(٣) «نسآمون».

(٤) «عنخفنخنسو».

(٥) «أمنخنعو» ابن المغني التابع لمائدة القربان.

الصفحة الثانية: (P1. XXV–XVI): (١) قائمة بأسماء الرجال الذين أعطاهم «بوخعف» قائلًا: إنهم كانوا في عصابة اللصوص التي كانت معه.

(٢) العامل «بوريختف» بن «حورمين».

(٣) كاتب السجلات المقدسة «نسآمون».

(٤) حارق البخور «شد سو خنسو».

(٥) حارق البخور «نسآمون» المسمى «ثاي باي».

(٦) «أمنخعو» ابن المغني التابع لمائدة القربان المسمى «حوري».

(٧) حارق البخور «عنخفنخنسو».

(٨) العبد الصغير «أمنخعو» بن «موت محب».

(٩) الأجنبي «وسرحات نخت» الذي في كنف المشرف على الصيادين «لآمون»، وهو في خدمة أمير «المدينة».

(١٠) البحار «بورعا» التابع لمعبد «آمون».

(١١) القياس «بورعا» بن «قاقا» التابع لمعبد «آمون».

(١٢) القياس «باعا متا ومت».

(١٣) النافخ في البوق «بربثو».

(١٤) المجموع ثلاثة عشر رجلًا. كانوا معي في القبر، وقد اعترف عليهم.

(١٥) وقال: بحياة الإله وبحياة الحاكم، إذا كان هناك رجل كان معي.

(١٦) وقد أخفيته فليقع عليَّ عقابه.

(١٧) أما عن أين يوجد نصيب الراعي «بوخعف» من هذا المعدن الثمين (أي النقود) فقال:

(١٨) (أخذ) الخادم «بكنني» التابع لمعبد «آمون» دبنين من الفضة.

(١٩) والمشرف على حقول المعبد «آمون» «أخنمنو» أخذ دبنًا واحدًا من الفضة وخمسة قدات من الذهب بدلًا من أرض.

(٢٠) وقد أعطاه فضلًا عن ذلك «أمنخعو» بن «موت محب» دبنين من الفضة.

(٢١) وأعطاه الراعي «بوخعف» ثورين.

(٢٢) والكاتب «أمنحتب» المسمى «سرت» التابع لمعبد «آمون» (أخذ) دبنين بدلًا من أرض، مقابل أربعين دبنًا من النحاس، ومقابل عشر حقائب شعير.

(٢٣) الخادم «شدبج» مقابل ثمن العبد «دخاي». دبنين من الفضة (٢٤) وستين دبنًا من النحاس، وثلاثين حقيبة من الحنطة، وهي التي أخذت بدلًا منها فضة و(٢٥) ستة عشر … ملابس «روز» من نسيج الوجه القبلي الجميل الذي عرضه أربع أذرع، ورداءان «دايو» من النسيج الملون.

(٢٦) السايس «خنسموسى» بن «تاي إري» خمسة قدات من الذهب.

(٢٧) صانع الذهب الذي عاش في البرج (؟) خمسة قدات من الذهب.

(٢٨) نسآمون خادم «بيبكين» خمسة قدات من الذهب.

(٢٩) «نسموت» زوج «بينحسي» خمس دبنات من الذهب.

(٣٠) تحقيق آخر: في الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم العاشر، قال:

(٣١) إن ضابط البحارة للقارب وزاي «خنسمحب» ٢ … و٢ … المجموع ٤.

(٣٢) غالي الزيت «نسآمون» بن «ببس» (؟) … فضة.

(٣٣) مربي النحل «حابي عا» … من الفضة.

(٣٤) اﻟ … «آمون» …

(الأسطر التالية فقدت تمامًا.)

الصفحة الثانية: (١) (P1. XXVI): (ما يأتي كتب بخط صغير على يسار الأسطر القليلة الأولى من الصفحة الثانية).

وقال: أعطيت خمسة دبنات من الفضة لحارق البخور «بنمنتنخت» التابع لمعبد «آمون» بدلًا من (٢) عشرة هنات من الشهد.

(٣) وقال: وأعطيت ثلاثة قدات من الفضة «إيرسو» خادم الكاهن الأكبر «لآمون» (٤) وقال: أعطى اللص العبد الصغير «أمنخعو» بن «موت محب» خمسة قدات من الفضة (٥) «عاشفتمواست» كاتب مدير بيت «آمون» بدلًا من … من الخمر، وقد أخذناها إلى بيت المشرف على الفلاحين ووضعنا عليها هنين من الشهد وشربناها.

(٧) وقال: مر بإحضار حارق البخور اللص «شد سو خنسو» حتى يمكننا أن نخبركم عن موضوع الفضة كل على حدته، وقد أحضر حارق البخور ليؤيده (٩) وقالا سويًّا: إن اللص «أمنخعو» أعطى (١٠) دبنًا واحدًا وخمسة قدات من الفضة لحارق البخور «بنمنت نخت» في مقابل مكيال «مزكت» واحد من الشهد، والآن قال حارق البخور «بنمنت نخت» (١٢) قد أُعطي مكيال «مزكت» آخر من الشهد، وإن اللص «أمنخعو» أعطاه دبنًا واحدًا وخمسة قدات من الفضة في مقابلها. فيكون المجموع ثلاثة دبنات من الفضة (١٤) وقال: أعطيت دبنًا وخمسة قدات من الفضة صانع الذهب «إفنموت» التابع لمعبد «موت».

الصفحة الثالثة: (P1. XXVI–XXVII): (١) تحقيق: أُتي بحارق البخور «شد سو خنسو» التابع لمعبد «آمون»، وقال له الوزير: أخبرني عن بعض رجال كانوا معك في المقابر (٢) فقال: كنت نائمًا في بيتي فأتى إلى المكان الذي كنت نائمًا فيه ليلًا «أمنخعو» ابن المغني التابع لمائدة القربان «حوري»، والأجنبي «وسرحات نخت» (٣) والنافخ في البوق «بربثو» وحارق البخور «نسيآمون»، الذي يدعى «ثاي باي»، وقالوا لي: اخرج إنا ذاهبون لنحضر هذه الصفقة (؟) من الخبز ونأكلها، فأخذوني معهم وفتحنا المقبرة وأخذنا منها … كفنًا من الذهب والفضة فكسرناه (٦) ووضعناه في سلة وأحضرناه معنا وقسمناه، وجعلناه ستة أجزاء وأعطينا (٧) جزأين «أمنخعو» ابن المغني التابع لمائدة القربان «حوري»؛ لأنه قال: إنه هو الذي دلنا عليه، وأعطى أربعة أجزاء أربعة منا أيضًا، والحجر الذي كانوا يزنون به ملقى هناك في بيت المواطنة «نسموت» زوج النافخ في البوق «بربثو» إلى يومنا هذا. والآن تأمل؛ إن أخت «موتمويا» هذه وهي زوج «بربثو» (١٠) قد ذهبت إلى المكان الذي كان فيه «بوخعف»، وقالت له: لقد ذهبوا ليحضروا الفضة، وعلى ذلك حضر (١١) الراعي «بوخعف» مع كاتب السجلات المقدسة «نسآمون»، والقياس «بورعا» والبحار «بورعا» والقياس (١٢) «باعامتا ومت» بن «قاقا» و«أمنخعو» بن «موت محب» المجموع ستة، وقد أحضروا الوزن المصنوع من الحجر من بيت (١٣) «نسموت» زوج «بربثو»، وأخذوا أنصبتنا الأربعة وسرقوها. والآن (١٤) قال والدي لهم: أما عن الحبل الخاص ﺑ … الذي وضعته على رقبة الصبي فإنك أتيت لتسلب نصيبه، ومع ذلك فإن عقابه سيلحق به غدًا. ولكن «أمنخعو» بن «موت محب» (١٦) قال له: أنت أيها الرجل الشيخ الفاني، ليت شيخوخته تكون تعسة، إذا قُتلت وألقيت في الماء (١٧) فمن الذي سيبحث عنك، وقد حقق معه بالعصا والفلقة فقال: قف سأعترف، فقال له الوزير: لقد كان كذبًا قولك: إن عشرة دبنات من الفضة لكل رجل هو ما أعطاه هذا الرجل (أي بوخعف) وشركاؤه (١٩) وإنه لم يبقَ لك شيء. فقال: لقد بقي لكل رجل منا بعض الشيء فاتجرنا به وأنفقناه، فحقق معه (٢٠) بالعصا مرة أخرى. فقال: لقد سمعت أنه سلة مملوءة بالذهب من الجبانة كانت في حوزة البواب الأول «تحوت حتب».٢٢
(٢٢) تحقيق: وقد أحضر نافخ البوق «بربثو» التابع لمعبد «آمون»، فحلف اليمين بالحاكم قائلًا: إذا قلت (٢٣) كذبًا فلأمزق وأرسل إلى بلاد «كوش». فقال له الوزير: حدثني عن قصة ذهابك لمهاجمة المقابر العظيمة عندما قمتم بالتخريب العظيم هناك. فقال: (٢٥) عندما كنت جالسًا في بيت المغني التابع لمائدة القربان «حوري» أتى ابنه «أمنخعو» وأحضر معه «وسرحات نخت» (٢٦) وحارق البخور «شو سو خنسو» وحارق البخور «نسآمون». المجموع: أربعة. فقالوا لي: اخرج سنذهب لنسلب (٢٧) الأشياء التي في مقبرة الكاتب «بن» … فأخذوني مع … وأحضرنا هذا الكفن من الذهب والفضة (٢٨) … وكسرناه ونحن … (بعض أسطر مفقودة في نهاية الصفحة).
الصفحة الرابعة: (P1s. XXVII-XXVIII): (١) قف سأعترف. فقال: لم أرَ شيئًا آخر. فقال له كل من المشرف على خزانة الفرعون، والمشرف على شونة الغلال، وساقي الفرعون «منما عت رع نخت»: (٢) خبرني فيما إذا كنت لم تذهب إلى القبر. فقال: لقد كنت هناك مع الرجال الذين قلت عنهم بالضبط (٣) فقالوا له: خبرني عن كل رجل سمعت عنه أو رأيته. فقال: لقد سمعت عن الجزار «بننسوت تاوي» غير أني لم أره بعيني، فامتحن كرة أخرى بالعصا. فقال: لقد سمعت أن سلة (؟) كانت في حوزة البواب الأول (٥) «تحوت حتب» مملوءة بالذهب الخاص بالجبانة.
(٦) تحقيق: ثم أحضر نافخ البوق «أمنخعو» التابع لمعبد «آمون». فقال له الوزير: ما قصة ذهابك (٧) مع حارق البخور «شد سو خنسو»، عندما هاجمتما هذا القبر العظيم وأحضرتما منه هذه الفضة (٨) بعد أن كان اللصوص قد دخلوه، فقال: إن هذا بعيد عني.٢٣ إن «بربثو» هذا (٩) النافخ في البوق عدوي. لقد تشاجرت معه، وقلت له: إنك سيحكم عليك بالموت (١٠) بسبب هذه السرقة التي ارتكبتها في الجبانة. فقال لي: إذا ذهبت للموت فسآخذك معي، وهكذا تحدَّث إليَّ. (١١) فامتحن بالعصا على قدميه ويديه فقال: لم أر أي إنسان قط. ولو كنت قد رأيت (١٢) لأخبرت عنه، وامتحن بالعصا الغليظة وبالفلقة فقال: لم أرَ (١٣) شيئًا قط ولو كنت قد رأيت لأخبرت عنه، فحقق معه مرة أخرى في الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم العاشر، ووُجد بريئًا من السرقة (١٤) وأُخلي سبيله.
(١٥) تحقيق: ثم أحضر «دجاي» عبد الخادم «شدبج»، الذي كان في خدمة الراعي «بوخعف» (١٦) فقالوا له: ما قصة ذهابك مع «بوخعف» سيدك ومع الرجال الذين كانوا معه؟ فقال: إني لم (٥) أرها. وما هذا الموضوع الخاص بكمية من الفضة! لقد وجدها في حيازة مطلق البخور «نسآمون» واللصوص الذين كانوا معه. فامتحن بالعصا فقال: فليكن. سأعترف. فقال: كان هناك «أخنمنو» الذي كان (١٩) المشرف على الفلاحين … (بعض كلمات محيت) الراعي «بايس» أخو «بوخعف» والراعي (٢٠) (بزازا) الحارس (؟) لخزانة الحرس «أهاوتي» التابع لمعبد «آمون» (٢١) وقال: لقد كانوا يقسمون الفضة في بيت نافخ البوق «بربثو».
(٢٢) الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم السادس، وقد أُتي به ثانية وحقق معه يومًا آخر، وقد طلب إليه الحلف بالحاكم بألا يتكلم الكذب وإلا عوقب بإرساله إلى بلاد «كوش» (٢٣) فقالوا له: عندما كنت واقفًا هنا أمس أمام المحكمة، لقد دللتنا على الطريق، عندما كانت الأرض مظلمة (؟) إلى المحكمة، غير أنك لم تستنفد (٢٤) قصتك. فقال: إن ما قلته هو الصدق، غير أني لم أخبر عن كل الرجال الذين رأيتهم مع «بوخعف» فقال: لقد كان هناك (٢٥) مطلق البخور «نسيآمون»، والمشرف على الفلاحين «أخنمنو» و«بننفر أحاو» عبد المغني «موت محب» التابع لمعبد «موت»، والمراقب «حوي» (٢٦) على الأراضي المنبسطة التابعة ﻟ «بخفت حر» وأخو المراقب هذا «بنشنمح» والراعي «بزازا»، وحامل الماء «بيخال» التابع لمقصورة (٧) الملك «حقا ماعت رع»، و«بامري» (هاتان الكلمتان شطبتا بالأحمر) والنائب «تحوت محب» التابع لمعبد «آمون» (وقد مات) والجندي «أهوتي نفر» التابع لفرقة النوبة (٢٨) (وهو يعيش في الأقصر) والراعي «بايبس» أخو «بوخعف» و«أمنبيثو» عبد «أيوننفر آمون» الخادم (٢٩) التابع للكاهن الأكبر «لآمون» الذي … في إقليم الصقر، وكذلك «بايس» أخو «بوخعف» sic و(٣٠) «بينوزم» ابن النجار … «آمون» والنحاس «كازازا» … (٣١) العبد … (بعض أسطر فقدت هنا في آخر الصفحة).
الصفحة الخامسة: (P1. XXVIII–XXIX): (١) التاجر «باينفري» التابع «لكوم مدينة غراب» (مرور).

(٢) السنة الأولى الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم السادس: اليوم الثاني في التحقيق مع لصوص المقابر العظيمة على يد الوزير وموظفي مكان التحقيق الذين وكل إليهم هذا الأمر.

(٤) تحقيق: أحضر مطلق البخور «نسيآمون» المسمى «ثاي باي» التابع لمعبد «آمون»، وقد وجه إليه اليمين بالحاكم (٥) قائلًا: إذا تكلمت كذبًا فلأمزق وأرسل إلى بلاد «كوش»، فقالوا له: حدثنا عن قصة ذهابك (٦) مع شركائك لمهاجمة المقابر العظيمة، عندما أحضرت هذه الفضة من هناك واستوليت عليها. فقال: «ذهبنا إلى مقبرة وأحضرنا بعض أوانٍ من الفضة منها و(٨) قسمناها بيننا نحن الخمسة.» وعندئذ امتحن بالعصا، فقال: «لم أرَ شيئًا آخر (٩) وما قلته هو ما رأيته.» فامتحن بالعصا ثانية. فقال: قف سأعترف، فقال له الوزير: ما هذه الأواني (١٠) التي سلبتها (؟) فقال: بعض أواني «ثب» من الفضة وقطع «رر» من الذهب. فامتحن كرة أخرى بالعصا (١١) فقال: لقد سلبنا بالضبط الكنز الذي تحدثت عنه. فقال له الوزير: أخبرني عن بعض الرجال الذين كانوا معك. فقال: كان هناك التاجر «بينفري» (١٢) التابع «لكوم مدينة غراب»، ومعه الرجال الذين أعطى اللصوص الآخرون قائمة بهم، فامتحن مرة أخرى بالعصا (١٣) فقال: قف سأعترف. لقد أحضرنا الكفن المصنوع من الفضة من القبر، وكسرناه ووضعناه في سلة (١٤) وقسمناه بيننا نحن الخمسة. وقال الكاتب «تحتمس» التابع للجبانة: إن القبر الذي سلبنا منه أواني «ثب» المصنوعة من الفضة والحلي غير القبر، الذي سلبنا منه الكفن أي إنهما قبران. فامتحن بالعصا فقال: قف سأعترف. فقال: هذه (١٦) الفضة هي التي سلبناها ولم أرَ شيئًا آخر. فامتحن بالفلقة فقال: قف سأعترف. إن هذه قصة حقيقية عن ذهابي. فقال له الكاتب «نسأمنؤبي» التابع للجبانة: (١٨) أخبرني عن كل رجل أُعطي فضة من هذه الفضة. فقال أُعطي بعضها الكاتب «تتي شري» ورئيس البوابين (١٩) «بكامباوبا»؛ لأنا أعطيناهما عندما سمعا عنها، على الرغم من أنهما لم يذهبا إلى هذا القبر معنا (٢٠) غير أن حجر الميزان الذي وزنا لهما به كان صغيرًا وليس بالحجر الكبير الذي قسمنا به لأنفسنا (٢١) وقد حقق معه مرة أخرى فقال الكاتب «نسأمنؤبي» التابع للجبانة: وعلى ذلك فإن القبر الذي تقول: إنك أحضرت منه أواني «ثب» المصنوعة من الفضة هو قبر آخر، أي إنهما قبران منفصلان عن الكنز الأصلي. فقال: إنه كذب (ما تقول) لأن أواني «ثب» تابعة للكنز الأصلي الذي أخبرتك عنه سابقًا (٢٣) فإن الذي فُتح هو قبر واحد فقط، فامتحن ثانية بالعصا ومد في القلقة (٢٤) فلم يعترف بأي شيء خلافًا لما قاله.

(٢٥) هذا اليوم في أثناء الليل. (٢٦) تحقيق: أحضر رئيس البوابين «بكامباوبا»، فوجه إليه اليمين بالحاكم قائلًا: إذا قلت كذبًا (٢٧) فلأمزق وأرسل إلى «كوش» فقال الوزير … (٢٨) فقال: أما عني فقد أشعلت النار في بعض خشب (بعض أسطر فقدت).

الصفحة السادسة: (P1. XXIX): (١) … مع كاتب السجلات المقدسة «نسآمون»، والآن بعد أن انقضت بضعة أيام أتى أخي هذا (٢) مع الأجنبي «وسرحات نخت»، ومطلق البخور «شد سو خنسي» ومطلق البخور «نسآمون» و«بربثو» (٣) المجموع أربعة رجال، وذهبوا إلى هذا المصنع (؟) وذهبت معهم فوبخوني (٤) فقلت لهم: ما الذي سآكله معكم (أي ما نصيبي الذي سآخذه) فقال لي أخي هذا: اذهبي وائتيني بخمس قطع من الخشب٢٤ (كانت تستعمل لعمل القسمة؟) فأحضرتها لهم (٥) وقسموا كمية الكنز وعملوه أربعة أجزاء، فكانت عشرة دبنات من الفضة ودبنان من الذهب وخاتمان نصيبًا لكل رجل منا، فأخذت نصيب زوجي ووضعته جانبًا في حجرة خزانتي و(٧) أخذت دبنًا واحدًا من الفضة منها، واشتريت به «حب شاشا» (نوع من الحبوب ذكر في الأوراق الطبية) وبعد انقضاء بضعة أيام أتى «أمنخعو» بن (٨) «موت محب» مع كاتب السجلات المقدسة «نسآمون»، وقال لي: سلمي هذا الكنز. وكان مع أخي «أمنخعو» نفسه، وقالوا لي سلمي هذا الكنز، ولكني أجبتهم بجسارة (١٠) إن أخي لن يجعل أحدًا يتدخل معي، وهكذا تحدثت، وعلى ذلك ضربني «أمنخعو» بحربة في إحدى ذراعي وسقطت (؟) فقمت، ودخلت حجرة خزانتي وأحضرت (١٢) هذه الفضة وسلمتها له مع دبنين من الذهب وخاتمين: واحد منهما من اللازورد (١٣) الحقيقي، والثاني من الفيروز. وكان يشتملان على ذهب وزنه ستة قدات من الذهب الجميل في صياغتهما وتركيبهما، ثم قالت: لم أرَ شيئًا آخر.
(١٤) تحقيق: ثم أحضر الراعي «بوخعف»، ومطلق البخور «شد سو خنسو»، (١٥) ونافخ البوق «بربثو»، والمواطنة «نسموت» زوجه، والمواطنة «موتمويا» (١٦) زوج كاتب السجلات المقدسة «نسآمون»؛ ليجعل كل واحد منهم يتهم زميله في أثناء وقوفهم جميعًا هناك (١٧) فقال مطلق البخور «نسآمون»: إن عامل الجبانة هذا «بور يختف» قد خرج وأتى إلى المكان الذي كان فيه «أمنخعو» ابن مغني مائدة القربان «حوري»، فقال له: اخرج لأعطيك (١٩) هذا الجزء وإنك ستعطيني منه نصيبًا. ولكن لا تعطني٢٥ أكثر من اللازم حتى لا يكشف أمري زملائي من عمال الجبانة، وهكذا تحدث وذهبتُ مع «أمنخعو» و(٢١) «شد سو خنسو»، و«بربثو» … (بعض أسطر مفقودة).
الصفحة السابعة: (P1s. XXIX-XXX): (١) الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم السابع.
(٢) تحقيق: أُحضر «بنفراهاو» عبد المغني «موتمحب» التابع للمعبد وحلف اليمين بالحاكم (الملك) قائلًا: (٣) إذا تكلمت كذبًا فلأمزق وأوضع على خازوق. فقال: إن «أمنخعوا» بن «موتمحب» كان شريك «بوخعف» والعصبة الذين كانوا معه؛ وقد خرج من بيت الراعي «بوخعف» فأحضرا معه (رداء-زابو) من نسيج الوجه القبلي وأعطاها إياي (٥) فغسلته وانحدر في النهر في القارب المسمى «القضيب الفاخر» (بامدوشبسي) وأخذه معه، فامتحن بالعصا (٦) وقالوا له: قص قصة هذه الفضة التي رأيتها في حيازة سيدك هذا فقال: لقد رأيت بعض الفضة (٧) في حيازته وهي سميكة مثل سمك أواني «ثب» المصنوعة من النحاس، غير أني لم أضع قدمي في هذا القبر (٨) ونظرتها فقط بعيني (٨) في حيازة «أمنخعو» بن «موتمحب» سيدتي.
(٩) تحقيق: وأُحضر رجل المخزن «إفنمنتو» التابع لمعبد «منتو» سيد «أرمنت»، وحلف اليمين بالحاكم قائلًا: إذا تكلمت كذبًا (١٠) فلأمزق وأرسل إلى بلاد «كوش»، فقالوا له: ما عندك لتقوله عن موضوع المقابر التي هاجمتها مع (١١) الرجال الذين أرسلهم «أفنآمون» ضابط الجنود مع «إهومح» أخيه على رأسهم؟ (١٢) فقال: إن «أفنآمون» كان كاهنًا للإله «منتو» وكان «باسمدت» التابع لمعبد «منتو» يسكن معه، وكنت أبا في بيت «أفنآمون» مع العامل «بننفر» التابع للجبانة والأجنبي «بنحسي» الصغير (١٤) فامتحن بعصا فقال: إني لم أرَ شيئًا آخر، فضرب بالعصا مرة ثانية وقالوا له: (١٥) خبر عن كل رجل كان في المقابر. فقال: مروا بإحضار «كربعل» والبحار «نسآمون» ليخبراكم عن كل رجل (١٦) كان معهما. فضرب بالعصا الغليظة (مد في الفلقة) فقال: قف سأعترف. وضرب ثانية بالعصا وبالعصا الغليظة، ومد في الفلقة ولكنه لم يرد الاعتراف بشيء.
الصفحة الثامنة: (P1s. XXX-XXXI): السنة الأولى، الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم السابع. اليوم الثالث للتحقيق مع اللصوص الأعداء الكبار.
(٢) تحقيق: أحضر هناك «سخا حاتي آمون» عبد التاجر «بسنواست»، فقال له الوزير (٣) ما قصة ذهابك لمهاجمة المقابر العظيمة مع الرجال (٤) الذين معك؟ فقال: إن ذلك بعيد عني (كما يقال: في أيامنا الشر بره وبعيد عني). القبور العظيمة! (٥) إذا كانوا يقتلونني بسبب مقابر «إيوميترو» (مكان «الرزيقان» الحالية) إن هذه هي المقابر التي كنت فيها. فضُرب بالعصا مرة ثانية (٦) فقال: لقد أعطيت بعض الشعير للعامل «بنفر» وأعطاني قدتين من الفضة غير أني وجدتهما رديئتين (مزيفتين) وعدت لأردهما له، وعندئذٍ خرج الراعي «أهومح» (٨) وأخو «أفنآمون» وقالا لي: ادخل، وأخذاني إلى (٩) حجرة سكنهما في بيتهما، واتفق أنهما كانا واقفين يتشاجران، وقال أحدهما لصاحبه: (١٠) لقد زيفت في أمر الفضة على الرغم من أني أنا الذي دللتك على القبر، وهكذا تحدث ابن «بنفر»؛ هذا العامل (١١) إلى الراعي «إهومح» والآن قال الكاتب «تحتمس» له: إنك حارس مخزن (١٢) الرجال (؟) فكيف حدث أنك كنت تقف معهما عندما كانا يتشاجران إذا لم يكونا قد أعطياك نصيبًا؟ فقال: إنهما لم (١٣) يعطياني نصيبًا! ولماذا يكونان مدينين لي؟ فضُرب بالعصا وبالمقرعة ومد في الفلقة (١٤) فقال: قف سأعترف. وقال: لقد كنت في غربي «إيوميترو» مع «نسآمون» الذي كان رئيسًا للشرطة (مازوي) و(١٥) وكنت في غربي «طيبة» معه أيضًا. وكنت في غربي «حفاو» (بلدة قريبة من الجبلين) مع الأجانب التابعين «حفاو» (١٦) كلهم، فضُرب ثانية، ولكنه قال: لم أرَ شيئا آخر.
(١٧) تحقيق: وأُحضر التجار «ثوناني» التابع لمكان الصدق، وحلف اليمين بالحاكم قائلًا: إذا تكلمت كذبًا فلأشوَّه، وأرسل إلى بلاد «كوش». وقال له الوزير: ما قصة ذهابك إلى المقابر العظيمة (؟) (١٩) قال: لقد رأيت العقاب الذي لاقاه اللصوص في زمن الوزير «خعمواست»، فهل من المحتمل أن (٢٠) أذهب لأبحث عن الموت في حين أني أعرفه (أي عقاب الموت) فضرب ثانية على قدميه ويديه، فقال: لم أرَ (٢١) شيئًا ولم أفعل شيئًا، فقال له الوزير: انظر لقد ضربت ولكن إذا (٢٢) أتى بعض الأشخاص واتهمك فإني سأفعله٢٦  Sic (أي أقتلك). فقال له: إذا أتى إنسان ما واتهمني فإنك توقع عليَّ أي عقوبة فظيعة، فضرب مرة ثانية بالعصا والمقرعة (ومد في الفلقة) (٢٤) فقال: إني لم أرَ إنسانًا قط. ولم يرد أن يعترف.
(٢٥) تحقيق: وأحضر الأجنبي «بنتاور» التابع لفرقة «كوش» فحلف اليمين بالحاكم قائلًا؛ إذا قلت كذبًا فلأشوه، وأوضع على خازوق. فقال له الوزير: ما قصة … (بعض الأسطر مفقودة من نهاية الصفحة).
الصفحة التاسعة: (P1. XXXI): (١) تحقيق: أحضر الأجنبي «بيكآمن» التابع لمساحة أرض «آمون»، فوجه إليه اليمين بالحاكم قائلًا: إذا تكلمت غير الصدق فلأشوه، وأرسل إلى بلاد «كوش»، فقال له الوزير: ما قصة ذهابك (٣) لمهاجمة المقابر العظيمة (؟) فقال: إذا عرف أني رأيت قدتًا واحدًا من الفضة أو الذهب من المقابر فليوقع عليَّ أي عقاب فظيع مهما كان. فضرب ثانية (٥) بالعصا، فقال: لم أرَ شيئًا، فضرب ثانية بالعصا (٦) وبالمقرعة واللولب (مدَّ في الفلقة) غير أنه لم يرد أن يعترف (بياض حوالي خمسة عشر سطرًا).
(٧) تحقيق: وأحضر البحار «سآمون» التابع للمشرف على ماشية «آمون» الذي كان ضابط الجنود «أفنآمون»، وقد وجه إليه اليمين بالحلف بالحاكم (هنا في الأصل سطران أبيضان وبقايا سطر آخر).
الصفحة العاشرة: (P1. XXXI): تحقيق: أحضر البستاني «بيجال» الصغير بن «أمنمحب» التابع لمعبد «خنسو منمؤبي» فوجه إليه اليمين بالحاكم قائلًا: إذا تكلمت كذبًا فلأشوه، وأوضع على خازوق. فقال له الوزير: (٣) ما عندك عن موضوع المقابر العظيمة التي هاجمتها مع الرجال الذين كانوا معك؟ فقال: إني لم أذهب قط. دعني أقص عليك القصة؛ إن والدي قد عبر إلى جزيرة «أمنمؤبي». وقد وجد تابوتًا داخليًّا في حيازة الكاهن «أي» (أوحعبي) التابع لمقصورة الملك «منخبر رع» له الحياة والصحة والسعادة (٦) وفي حيازة الكاهن «كامواست» التابع لهذا المعبد وقد قالا له: إن هذا التابوت الداخلي ملكنا (؟) وإنه ملك شخص عظيم (؟) (٧) وقد كنا في مسغبة فذهبنا وسلبنا، ولكن كن صامتًا وسنعطيك رداء «دايو». وهكذا تحدَّثوا إليه (٨) وقد أعطوه رداء «دايو»، ولكن والدتي قالت له: أنت أيها الرجل العجوز الغبي إن ما فعلته هو ارتكاب سرقة (٩) وهكذا تحدثت إليه، وقد ضرب بالعصا. وعلى ذلك قال لم أرَ أي شيء قط. (١٠) فضرب ثانية ولكنه لم يرد أن يعترف، وقد ضرب (Sic النهاية).
(١١) تحقيق: وقد أُحضرت المواطنة «إسي» (إزيس) زوج البستاني «كر» التابع لمقصورة «رعمسي» (١٢) وقد حلف اليمين بالحاكم على أنها إذا تكلمت كذبًا فيجب أن تشوه، وتوضع على خازوق (١٣) وقال لها الوزير: ما هذه الفضة التي أحضرها لك زوجك من المقابر العظيمة (١٤) فقالت: إنني لم أرها، فقال لها الكاتب «تحتمس»: كيف اشتريت العبد الذي اشتريته؟ فقالت: لقد اشتريته في مقابل محاصيل (؟) من الحديقة. فقال (١٦) لها الوزير: فليُؤتَ بخادمها «باينخ» حتى يتهمها، فأحضر العبد «باينخ» (١٧) فأمر بحلف اليمين بالحاكم بنفس الطريقة فقالوا له: ما الذي عندك لتقوله؟ فقال Sic هي قصة هذه الفضة التي سلبها سيدك؟ (١٨) فقال: عندما خرب «بينحسي» بلدة «حارداي»٢٧  Gynopolis اشتراني النوبي الصغير «بوتحا آمون» والأجنبي (١٩) «بنتسخن» اشتراني منه وأعطاني دبنين من الفضة ملكًا لي، والآن عندما قتل (٢٠) اشتراني البستاني «كر».
الصفحة الحادية عشرة: (Pls. XXXI-XXXII): (١) تحقيق: أحضر صانع الجعة «نسبرع» التابع لمعبد «رع» من سطح معبد «آمون» وأمر بحلف اليمين قائلًا: إذا تكلمت الكذب (٢) فلأشوه وأرسل إلى بلاد «كوش». فقالوا له: ما لديك لتقوله؟ بعيد عني جدًّا، بعيد عني جدًّا (الشر بره وبعيد عني) فضرب بالعصا، فقال: لم أرَ شيئًا.
(٤) تحقيق: أحضرت المواطنة «أرينفر» زوج الأجنبي «بينحسي» بن «تات» فحلفت اليمين بالحاكم (قائلة): إذا تكلمت كذبًا فأرسل إلى بلاد «كوش» (٥) فقالوا لها: ما عندك لتقوليه عن هذه الفضة التي سلبها زوجك «بينحسي»؟ فقالت: إني لم أرها. فقال لها الوزير: كيف اشتريت الخدم معه؟ فقالت: إني لم أرَ أية فضة! وإنه قد اشتراهم عندما كان في العمل الذي كان يشتغل فيه. (٧) فقالت لها المحكمة: ما قصة الفضة التي صنعها «بيحسي» ﻟ «سبكمساف»؟ فقالت: لقد حصلت عليها في مقابل شعير في سنة الضبع عندما حدث قحط.
(٩) تحقيق: أحضر كاتب الجيش «عنخفآمن» بن «بتاح محب» التابع لمعبد «آمون» وحلف اليمين بالحاكم قائلًا: إذا تكلمت كذبًا فلأشوه (١٠) وأُرسل إلى بلاد «كوش». وقالوا له: ما قولك في قصة هجومك هذه على المقابر العظيمة مع أخيك «أفنآمون» بن «بتاح محب»؟ فقال: بعيد ذلك عني، بعيد ذلك عني، إني لا أعرف المقابر. إن رجالي هم الذين كانوا في الغرب (١٢) وذهبوا إلى الجبانة، فإذا كنت سأقتل بسبب رجالي فإن هذه جريمتي (يقصد برجاله الجنود)، وقد ضرب بالعصا ولكنه لم يُرد أن يعترف.
(١٤) تحقيق: أحضر المراقب «بابيرسخر» التابع لمعبد «آمون». وأمر بحلف اليمين بالحاكم قائلًا: إذا تكلمت الكذب فإني أشوه، وأوضع على الخازوق. فقالوا له: ما قصة ذهابك لمهاجمة المقابر العظيمة؟ فقال: بعيد ذلك عني، بعيد ذلك (١٦) عني، فضرب بالعصا، فقال: فليكن، وسأتكلم، غير أنه لم يعترف.
(١٧) تحقيق: أُحضر الكاهن «بونش» التابع لمعبد «موت» وقد طُلب إليه اليمين بالحاكم قائلًا: إذا تكلمت كذبًا فلأشوه، وأوضع على الخازوق (١٨) فقالوا له: ما لديك لتقوله؟ فقال: إني لم أرَ أي أحد، وقد عشت على بيت (؟) صغير تابع لمعبد «موت»، فضرب بالعصا (١٩) غير أنه لم يعترف.
(٢٠) تحقيق: أحضر البحار «خنسموسى» بن «بينوزم» التابع لمعبد «آمون». وقد وجه إليه الحلف باليمين بنفس الكيفية السابقة. فقالوا له: ما لديك لتقوله عن موضوع هذه (٢١) الفضة التي قال عنها البحار «بورعا» إنك اشتريتها؟ وقد ضرب بالعصا. وقال: لا تقل كذبًا؛ إن ذلك غير صحيح قطعًا (وفي مكان آخر نجد): «إذا جعلني أن أقول الكذب فسأكذب؛ أي إني قد فعلت الصدق، ولكن إذا داومت ضربي فلا بد أن أخترع قصة ما لأخلص نفسي بها من العذاب.» فضرب (٢٢) ثانية بالعصا، غير أنه لم يرد أن يعترف.
(٢٣) تحقيق: أُحضر … «آمون» وقد وجه إليه اليمين بالحاكم قائلًا: إذا قلت كذبًا فلأشوه وأرسل إلى بلاد «كوش». (٢٤) فقال: فليؤمر بإحضار … والمواطنة «موت». لا يوجد موضوع لا يعرفون عنه شيئًا، وهم كان الذي … (باقي الصفحة فقد).
الصفحة الثانية عشرة: (P1s. XXXII-XXXIII): (١) تحقيق: أحضر العبد الرقيق «كربعل» (٢) فقال: عندما قتل «أفنآمون» إخوة رؤسائي (٣) ذهبت معه إلى القارب، وذهبت إلى «جدار الجبار»٢٨ (٤) والآن عندما وصل إلى بلدة «باوز محتين» … قالوا له: إن (٥) رجالك كانوا يسرقون الغرب (أي غربي «طيبة» حيث المقابر) فقال: الزم الصمت، ولا تخبر أحدًا، وعندما عاد (٦) ووصل إلى المدينة (أي: طيبة) أتوا قائلين لي: يا «كربعل» اذهب مع (٧) رفاقك، وأحضروا هذا الثور من «أهومح» أخيه (٨) ولكني قلت: إني لن أذهب فهل أنا الذي أتيت من «سوريا» أرسل إلى بلاد «كوش» (أي إني قد أتيت من «سوريا»، وهي بلاد رديئة فهل أرتكب جريمة لأرسل إلى بلاد «كوش»، التي هي أسوأ حالًا منها فأكون كالمستجير من الرمضاء بالنار) (٩) دع سيدي يعلم بذنبي ويضربني من أجله، وهكذا تكلمت (١٠) وقد رفضت الذهاب. دع «بيثو» يحضر وزوج «أفنآمون» (١١) و«منتسعنخ» الكاهن التابع للإله «منتو». فإذا اتهموني فإني أنال العقاب الذي تريدونه.
(١٢) تحقيق: في نفس اليوم مساء أحضر حارس المخزن «تحوتمحب» (١٣) التابع لمعبد «منتو» سيد «أرمنت» فقالوا له: احلف اليمين بالحاكم ألا تقول كذبًا، فقال له الساقي الملكي (١٤) «ينس»: قص علينا قصة ما فعلت. فحلف يمينًا بالحاكم قائلًا: إني لم (١٥) أضع قدمًا في المقابر. فضرب بالعصا فقال: قف (١٦) سأعترف. فقال: إني لم أرها، فضرب ثانية (١٧) بالعصا على قدميه وعلى يديه، وبالمقرعة، واللولب (مد في الفلقة) فقال: إني لم (١٨) أرها فإذا أمرتم بالكذب فسأكذب، فضرب ثانية بنفس الطريقة. فقال: لقد سمعت «بنحتمنون» و«إهومح» و(٢٠) «بينحسي» الصغير، والعامل «بنفر»، غير أني لم أرهم بعيني. لا تجبروني (٢١) على الكذب. (٢٢) وأحضر الكاهن والد الإله «منتسعنخ» التابع لمعبد «منتو» لسؤاله. فقال: لقد كنت في «أرمنت» (٢٣) وسمعت أن «أفنآمون» Sic (انتهى) تحقيق Sic.
(٢٤) تحقيق: أحضر الكاتب «تتي شري»، فوجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا (٢٥) فقالوا له: ما لديك لتقوله عن هذه الفضة التي أعطاها إياك رجال هذه العصابة (٢٦) الذين أعطوك هذه الفضة؟ فقال: لقد تسلمت بعض الفضة حقًّا! دع (٢٧) من يتهمني بالحضور ودعه يتهمني. وكل شيء سيقول: إنه أعطاه إياي أكون قد تسلمته (أي إنه لا يوجد أحد يقول: إنه أعطاه فضة) (٢٨) وأحضر مطلق البخور «نسآمون» المسمى «ثاي باي» فقالوا له … (باقي السطر فقد، ويحتمل أن بعض الأسطر قد فقد بعد ذلك).
الصفحة الثالثة عشرة: (P1. XXXIII): (١) تحقيق: أحضر البحار «بيخال». وقد أمر بالحلف بالحاكم ألا يقول كذبًا (٢) فقالوا له: ما قصة عبورك بالرجال لترسيهم على هذا الجانب (٣) وتسلب هذه الفضة؟ فقال: إني لم أعبر بهم. فقد جاء رسول «أفنآمون» (٤) إليَّ وقال لي: اعبر بالرجال وأرسهم على هذا الشاطئ. وهكذا قالوا لي (٥) فقلت لهم: إذا قلتم لي ذلك عن هذا البحار الصغير فإنه (٦) سيأخذهم، وهكذا قلت لهم. وأعطيتهم البحار الصغير، فقال له ساقي الملك «ينس»: (٧) أي رسول أتى إليك من قبل «أفنآمون»؟ فقال: إنه «أهومح» أخوه (٨) الذي أتى إليَّ. ثم قال: فَلْيُؤْتَ بالبحار «نسآمون» ودعه يتهمني، فأُحضر «نسآمون» (٩) فقالوا له: ما عندك لتقوله؟ فقال: إن «بيخال» لم يرها (أي إنه أنا الذي عبرت بالرجال).
(١٠) تحقيق: أحضر الخادم «بكنني» بن «وننفر» التابع لمعبد «آمون». وأمر (١١) بحلف اليمين ألا يتكلم كذبًا، فقالوا له: ما عندك لتقوله عن موضوع المقابر؟ (١٢) فقال: بحياة «آمون»، وبحياة الفرعون، إذا وجد أن لي علاقة بالرجال، (١٣) أو أنهم أعطوني قدتًا واحدًا من الفضة، أو قدتًا واحدًا من الذهب فلأشوه، وأوضع على خازوق. وقد ضرب بالعصا. قال (انتهى هكذا).
(١٥) تحقيق: وأحضرت المواطنة «موت مويا» زوج القياس «بورعا»، فقالوا لها: ماذا تقولين فيما يخص زوجك «بورعا» هذا الذي سلب هذه الفضة عندما كان في بيتك (١٧)؟ فقالت: إن والدي قد سمع أنه ذهب إلى هذا القبر، وقال لي: لن أسمح لهذا الرجل أن يدخل (١٨) بيتي، فضربت ثانية، فقالت: إنه لم يحضر لي قط حمله (أي: السرقة) (١٩) فضربت مرة أخرى بالعصا الغليظة واللولب (مدت في الفلقة) فقالت: إنه سرق (٢٠) هذه الفضة ووضعها في بيت المشرف على حجرة «روتي» زوج «تابكي» (٢١) أخت القياس «بورعا».
(٢٢) تحقيق: وأحضرت المواطنة «موت موا» زوج كاتب السجلات المقدسة «نسآمون» (٢٣) وطلب إليها أن تحلف بالحاكم ألا تقول الكذب. فقالوا لها: ما لديك لتقوليه؟ (٢٤) فقالت: عندما حدثت حرب الكاهن الأكبر سرق (٢٥) هذا الرجل متاعًا ملك والدي، وقال والدي: لن أسمح للرجل أن يدخل (٢٦) بيتي والآن … خلافًا … (والباقي مفقود).
الصفحة الرابعة عشرة: (١) تحقيق: أحضر الخادم «بينوزم» التابع لمعبد «آمون» بسبب شهادة العبد «دجاي» (٢) فأمر بحلف اليمين على ألا يقول الكذب. فقالوا له: ما لديك لتقوله بخصوص موضوع أواني الفضة التي يقولون عنها: إنها كانت في السلة مع أواني المرمر في الأرض المنبسطة؟ (٤) فأقسم قائلًا: إذا كُشف أني قد وضعت قدمًا على هذه الحصباء (٥) فلأوضع على خازوق، وقال: دع أي رجل يحضر ليتهمني فأحضر العبد «دجاي» فقال (المتهم): إن هذا الرجل قد أتى إليَّ (٦) عندما عاد من هناك، وقال لي: لقد أتيت من المعبد، وإن لديه بعضًا من الخبز (يقصد غنيمة) وكانت السلة (؟) موضوعة (٧) في بركة (؟) وفيها الأواني. فقال العبد «دجاي»: إن كل ما قاله كذب، (٨) إنه قال للجارية «شد سو موت» لا تعترفي بأي شيء، املئي نفسك بشجاعتي في هذا … (٩) امتحان منفرد، ولا تعترفي بشيء. (١٠) الشهر الرابع. اليوم الثامن في المساء.
(١١) تحقيق: أحضر السماك «بنختنؤبي» التابع لأمير المدينة، وقد أمر بحلف اليمين على (١٢) ألا يقول كذبًا فقالوا له: ما قصة ذهابك ومهاجمتك «المقابر العظيمة» مع (١٣) اللصوص الذين كنت معهم، والذين كنت معهم بمثابة نوتي (لتعبر معهم النهر)؟ فقال: لقد عبرت باللصوص من «مركز الصقر» وأرسيتهم على هذا الجانب، فقالوا له: ومن كانوا هم؟ (١٥) فقال: النحاس «وارسي» التابع للجبانة، والكاهن «بنخترسي» بن «بونش» التابع لمعبد «خبر ماعت رع» (رعمسيس العاشر) (١٦) والنجار «إتنفر»، وقد أحضرتهم إلى المدينة (طيبة) فقالوا له: هل رأيت ما كانوا يحملون؟ فقال: لم أر. فامتحن ثانية بالعصا. فقال: لا تكذبوا عليَّ فإني لم أرهم.

فقال له الوزير والمحكمة: أي نوع من الأحمال كانوا يحملون على ظهورهم؟ فقال: إن أشياءهم كانت على ظهورهم غير أني لم أرها (١٩) وقد حقق مع الخادم «بينوزم» ثانية بخصوص الكلمات التي قال العبد «دجاي»: إنه استعملها مع العبد «شد سو موت» (٢٠) وهي: ألا تعترف بأي شيء يمكن أن يسألوك عنه هذه المرة، فإذا ثبت بقلب قوي فإني سأخرج سالمًا. وقد حقق معه ثانية في الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم العاشر، وأخلي سبيله.

(٢٢) تحقيق: أحضر الكاتب «باعامتاومت» (٢٣) وأمر بالقسم على ألا يقول الكذب، فقال: بحياة «آمون» وبحياة الملك، إذا كشف أن لي علاقة ما بأحد اللصوص، فليُجدع أنفي وأذني، وأوضع على خازوق. فضرب بالعصا، وقد كشف أنه قد ضبط بسبب القياس «باعامتاومت» بن «قاقا».

(٢٦) تحقيق: أحضر … (٢٧) فقال: إني سمعت أن … (الباقي فقد).

الصفحة الخامسة عشرة: (P1s. XXXIV-XXXV): (١) تحقيق: أحضر البحار «أمنحتب» بن «أريعا»، وقد حلف اليمين ألا يقول كذبًا. فقالوا له: ما لديك لتقوله عن (٢) زوج أختك الذي كنت معه في المقابر؟ فقال: دع إنسانًا ما يحضر ليتهمني، فإذا وجد أن ذلك صحيح استطعتم أن توافقوا على أي عقاب مريع. وقد حقق معه ووجد أنه بريء من جهة اللصوص.
(٤) تحقيق: أحضرت المواطنة «موتمحب» زوج صانع الذهب «رعموسى»، الذي اعتاد أن يذيب الذهب والفضة لهم (٥) وحلفت اليمين ألا تقول كذبًا. فقالوا لها: ما لديك لتقوليه عن موضوع هذه الفضة (٦) التي اعتاد اللصوص أن يحضروها لزوجك «رعموسى»؟ فقالت: إنه لم يحضر قط هذه الفضة عندما كان في (٧) بيتي، وإني إحدى زوجات أربع، توفيت اثنتان وواحدة لا تزال حية؛ ودعوها (٨) تتهمني. فقال الوزير: خذوا هذه المرأة، واحفظوها سجينة إلى أن يوجد لص (٩) يتهمها.
(١٠) تحقيق: وأحضر كاتب الجيش «حوري» بن «أفنآمون» التابع لمحل «تحوت» (أي إدارة السجلات في المعبد) في بيت «آمون» بسبب أن والده كان في المقابر (١١) وكذلك سرق من صندوق النفائس هذا. فقال له الوزير: هل فعل والدك بيده الخروق التي عملت؟ (١٢) فقال: إن والدي قد اشترى عبدًا وسماه ﻫ … «آمون»، ولكن «بنحسي» أخذه، وقال فضلًا عن ذلك «حنوتنخن» و(١٣) «تابكي» وخادم تابع له «ستخ-بيكا» وأمة صغيرة كانت للكاتب «تنمنخت» (المعنى غير مفهوم).
(١٤) تحقيق: وأحضر قاطع الأحجار «حوري» التابع لأعمال الفرعون الذي كان يسكن في مدينة … (١٥) وقد وجد بريء بالنسبة للصوص.
(١٦) تحقيق: أحضر الخادم «بيبونزم» التابع لمعبد «آمون» (١٧) وأخذ على نفسه الميثاق بالحاكم قائلًا: إذا وجد أن لي صلة باللصوص فلأوضع على خازوق. (١٨) وقد حقق معه ووجد أنه بريء فيما يخص اللصوص.
(١٩) تحقيق: أحضر صانع الذهب «سوا آمون» التابع لمعبد «آمون». وقد حلف اليمين (٢٠) فقالوا له: ما لديك لتقوله عن ابنك هذا الذي كان معك؟ Sic (النهاية!)
(٢١) تحقيق: أحضر الأجنبي «أهاوتي-نفر» بن «نخ» (٢٢) فقال: هذا بعيد عني هذا بعيد عني، (بعد الشر عني) (٢٣) وقد امتحن بالعصا ووجد بريئًا …
(٢٤) تحقيق: أحضر الراعي «بايس Pais» … (بعض أسطر قليلة فقدت).
الصفحة السادسة عشرة: (P1. XXXV): (١) تحقيق: أحضر الراعي «سوا آمون» التابع لمعبد «آمون»، وحلف اليمين … (٢) فقال: إني لم أرها. فامتحن بالعصا. هو …
(٣) تحقيق: أحضر السماك «بيوخد» التابع لمقصورة … (٤) فقال: إن رئيسي أرسل ليبحث عني قائلًا. دع … (٥) عشرة دبنات من النحاس إلى «شد سو خنسو»، وأعطاني حزمة (؟) … (٦) «بنمنتنخت». وأحضر العبد «دجاي»؛ ليتهمه … (٧) كتابة.
(٨) تحقيق: أحضر الراعي «بوخعف» التابع لمعبد «آمون» بسبب … (٩) هذه الفضة التي قالوا عنها: إنها أعطيت المشرف على الحقل «أخنمنوت» … (١٠) يتكلم كذبًا. فقالوا له: عندما تكون واقفًا أمام المحكمة … (١١) هذا المشرف على الحقل، خبر بقصة ما فعلته … (١٢) فقال: إن «أمنخعو» بن «موتمحب» سرق … (١٣) «أخنمنوت»، إنه زوج لهذه الأخت الصغرى … (١٤) فأعطينه ثلاث دبنات من الفضة.

(١٥) الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم العاشر.

(١٦) أحضر النحاس «حوري» الذي يسمى «قازازا» … (١٧) وقد وجد أنه غير متصل باللصوص، وأطلق سراحه.

(١٨) وقد حقق ثانية مع البواب الأول «تحوتحب» وحلف اليمين بالحاكم … (١٩) عن ذهابك إلى المقابر، فقال: إني لم أذهب … (٢٠) وقد أحضر الراعي «بوخعف» النافخ في البوق «بن» … (٢١) وقد أعيد إلى السجن لتحقيق آخر.

ورقة٢٩ ماير «أ»: هذه الورقة المكتوبة بالخط الهيراطيقي، وهي المعروفة بورقة «ماير» حرف «أ» و«ب» محفوظة الآن في متحف «لفربول» الأهلي٣٠ تحت رقمي (M. III 62 & III 86)، وقد أهداها المستر «ماير» سنة ١٨٦٧ لهذا المتحف مع مجموعة كبيرة أخرى من الآثار المصرية. وهاتان الورقتان قد عثر عليهما في «طيبة» كما يدل على ذلك محتوياتهما، وربما كانتا تؤلفان جزءًا من ملف الأوراق التي نحن بصددها الآن. وقد كتب عنهما الأثري «جدون» (A. Z. (1873) pp. 39 ff. & A. Z. (1874) pp. 61) ثم تلاه «سبيجلبرج» غير أنه لم ينشر إلا جزءًا من الترجمة (راجع Liverpool Museum Report Nr 5 1891).
وقد نشر «برستد» بعض أجزاء من الورقة حرف «أ» من متن «سبيجلبرج» (Br. A. R. IV, § 273) ويلاحظ أن «برستد» قد نسب خطأ القبر الذي انتهكت حرمته في الورقة حرف (ب) للفرعون «أمنحتب الثالث»، وقد قفاه في ذلك الأستاذ بيت (J. E. A. Vol. II p. 204 ff).

والورقة في حالتها الراهنة تحتوي على بردية واحدة طولها ١٤٣٠ مليمترًا، وعرضها ٤٢٥ مليمترًا وقد قُطعت جزأين.

وتاريخها: السنة الأولى من عصر النهضة الذي يقابل السنة التاسعة عشرة من عهد الفرعون «رعمسيس الحادي عشر».
محتويات الورقة: يلاحظ في كل كتب التاريخ المتداولة التي جاء فيها ذكر هذه الورقة أنها تُعزى إلى محاكمة اللصوص، الذين سرقوا مقبرتي «رعمسيس الثاني» و«سيتي الأول» في «وادي مقابر الملوك»، وهذا رأي خاطئ. والواقع أنها خاصة بسرقة صناديق صغيرة فيها كنوز كانت موضوعة في بيت مال معبد «مدينة هابو»، الذي أقامه الفرعون «رعمسيس الثالث» وقد سميناها هنا صناديق «النفائس».
  • (١)

    وهذه الورقة تحتوي على سلسلة وثائق صغيرة متعلقة بمحاكمتين منفصلتين: إحداهما عن تهمة سرقة أو تسلم أشياء مسروقة من مقابر في الجبانة، والأخرى خاصة بتهمة إتلاف وسرقة بعض صناديق نفائس.

  • (٢)

    وهذه الورقة لا تحتوي إلا على أجزاء من سجل كل من هاتين المحاكمتين.

  • (٣)

    وأن هذه الصناديق ليس لها أية علاقة بمقبرتي «رعمسيس الثاني» و«سيتي الأول».

والواقع أن هذه الورقة تنقسم سبعة فصول يمكن ترتيبها كالآتي:
  • الجزء الأول. (ص١–٧): وهو مقدمة للجزء الثاني والرابع ويتناول الصناديق. ويحتوي التاريخ والعنوان وقائمة بأسماء أعضاء المحكمة.
  • الجزء الثاني. (ص١ سطر ٨ إلى ص٣ سطر ٥): وعنوانه «المحاكمة». ويحتوي على حقائق خاصة بصناديق النفائس.
  • الجزء الثالث. (ص٣ سطر ٦ حتى نهاية ص٥): وقد أرِّخ باليوم السابع عشر من الشهر الرابع من الصيف وعنوانه: محاكمة سائر لصوص الجبانة.
  • الجزء الرابع. (ص٦ سطر ١–٧): وعنوانه: محاكمة بقية لصوص صندوق النفائس.
  • الجزء الخامس. (ص ٨ إلى نهاية ص٩): مؤرخ باليوم الخامس عشر من الشهر … من فصل الصيف وعنوانه: تجديد محاكمة اللصوص. ومحتويات هذا الجزء هي أسماء الأشخاص الذين فيه ويبرهن على أن هذا الجزء يتناول نفس الحوادث التي في الجزء الثالث.
  • الجزء السادس. (ص١٠): ويتناول كما نرى الإشارات إلى «بوخعف»، وهي نفس الأمور التي في الجزأين الثالث والخامس.
  • الجزء السابع. (ص١١–١٣): ويحتوي على ثمانية قوائم تشمل سجلات خاصة بمصير بعض العابثين، وبين هذه القوائم اثنتان A1, A2 خاصتان على وجه التأكيد بلصوص صندوق النفائس. أما القوائم الستة الباقية B1 to B6 فتتناول لصوصًا من لصوص الجبانة، وقد ذكر ذلك صراحة في حالة واحدة وفي الخمس الباقية، استنتاجًا من الموازنة بين المحتويات، وأسماء لصوص القوائم الأخرى، والأسماء التي جاءت في الأجزاء: الثالث والخامس والسادس.
ومن هذا المختصر أصبح من الواضح أن هذه الورقة تحتوي على طائفتين من الوثائق متباينتين:
  • المجموعة «أ»: وتشمل الأجزاء: ١، ٢، ٤ والقوائم (أ١) و(أ٢) من الجزء السابع، وهي التي تتناول موضوع التلف أو السرقات من صندوق أو صندوقين. والأشياء القليلة التي ذكرت وكلها من النحاس.
  • والمجموعة الثانية «ب»: وتشمل الجزء الثالث والخامس والسادس، هذا بالإضافة إلى القائمتين ب (١) وب (٦) من الجزء السابع، وتتناول السرقات التي وقعت في الجبانة. والتهم الموجهة إلى اللصوص من هذه المجموعة هي بوجه خاص: أنهم ذهبوا إلى الأماكن (أي مقابر الملوك) أو أنهم تسلموا أشياء مسروقة وأغلبها فضة والنادر من الذهب، أو أنهم كانوا في بعض الحالات متصلين بالسرقات أو اللصوص، والمقابر التي سرقت هي مقبرتا الملكتين «نسموت» و«بكورل» ومقبرة ثالثة لم يظهر اسمها في السجلات (راجع ص٤ س٢–٤).

ومما يبرهن على أن هاتين المجموعتين منفصلتان ما نلحظه عند فحص أسماء اللصوص والمشتبه فيهم، فمثلًا لا نجد اسمًا واحدًا ذكر في المجموعة حرف «أ» قد جاء ذكره قط في المجموعة «ب» إلا اسم «بينحسي» فقد كان متهمًا في القضيتين كما يتضح ذلك جليًّا من جداول «ورقة إبوت». هذا ولدينا براهين أخرى نستخلصها من جداول «إبوت» تعطينا الحق في تقسيم الوثائق التي في ورقة «ماير» (أ) قسمين مميزين تتناول موضوع صناديق النفائس والجبانة على التوالي.

ولا نزاع في أن ورقة «ماير» (أ) لا تحتوي كل إجراءات المحاكمة التي اتخذت في كلتا القضيتين للفاحص المدقق في محتويات الورقة. وسنذكر بعضها هنا على سبيل المثال:

(١) فمن بين خمسة اللصوص الخاصين بسرقة محتويات صناديق النفائس الذين ذكروا في القائمة «ب» من جداول «إبوت» نجد أن الحقائق الفعلية التي جاءت في ورقة «ماير» (؟) خاصة فقط بثلاثة لصوص، أما الاثنان الآخران وهما الكاهن «ثانوفر» و«سبكنخت» فقد ذكرا فقط في الجزء السابع.

والقائمة التي ذكرت في الصفحة الحادية عشرة (سطر ١–١٦) تقدم لنا تفاصيل عن أربعة عشر من لصوص صندوق الفرعون. ومن بين هؤلاء لا نجد إلا ستة أشير إليهم في مكان آخر في الورقة وذلك في القائمة (١٣) «أ». وعلى ذلك لا تحفظ لنا الورقة أي حقيقة عن هؤلاء. ويلاحظ في القائمة (١٣) «أ» أن عنوانها: «شهادات اللصوص المتهمين بسرقة صندوق النفائس في الشهر الثاني، اليوم العاشر»، وما يأتي بعد ذلك ليس سلسلة شهادات كما كنا ننتظر، ولكن قائمة مؤلفة من أربعة عشر شخصًا الذين شهدوا، فإذا كانت الشهادات قد سجلت فإنها لم تكن في هذه الورقة.

وكذلك لم يذكر لنا قط مصير اللصوص.

المحاكمة الخاصة بالجبانة

  • (١)

    إن الجزء الثالث وهو القسم الأول من الورقة الذي يتناول السرقات من الجبانة قد عنون بما يأتي: «محاكمة باقي اللصوص.» وعلى ذلك فإن بعضهم كان قد حوكم من قبل فعلًا.

  • (٢)

    والجزء الخامس وهو القسم التالي الذي يتناول هذه المحاكمة قد عنون: «المحاكمة» (عادة محاكمة اللصوص). ويلاحظ أنه لا يوجد من بين الرجال الذين سجلت محاكمتهم في هذا الجزء أحد ذكر في الجزء الثالث، وعلى ذلك فإنهم لا بد قد حوكموا من قبل وأن الورقة لم تذكر إلا الإجراءات.

  • (٣)

    وجاء في الصفحة الرابعة (سطر ١٣ وسطر ١٥) ذكر شخصين قد حوكما بسبب شهادة العبد «دجاي»، وفي الصفحة الرابعة (سطر ١٨) طلب «دجاي» وسئل عن شهادته، وقد أنكر المتهمان صحة تهمته، ونحن نعلم من جانبنا أن شهادة «دجاي» الأصلية لم تذكر في هذه الورقة.

  • (٤)

    وفي الصفحة الرابعة (سطر ٢–٤) سئل «بوخعف» أن يذكر المقابر التي فتحها فذكر مقبرتي الملكة «نسموت» و«بكورل»، وأضاف أن المجموع يكون ثلاثًا. فاسم المقبرة الثالثة كان مفهومًا ضمنًا أنه معروف للمحكمة، ونحن نعلم أنه لم يذكر في أي سطر من أسطر هذه الوثيقة، وذلك دليل واضح على أن كل الإجراءات في هذا التحقيق ليست أمامنا في هذه الورقة.

  • (٥)

    يلاحظ أنه في قائمة (صفحة ١٢ سطر ٨) أسماء ستة رجال يدعون لصوص الجبانة الذين حقق معهم؛ لأنهم كانوا في الأماكن (المقابر الملكية) ومن بين هؤلاء الستة نعرف أن «بوخعف» و«دجاي» و«بربثو» قد حقق معهم في نقط صغيرة لها علاقة باشتراك آخرين في الجريمة. أما التحقيق الأصلي معهم فلم يسجل هنا. وسئل رابع يدعى «أفنآمون» في موضوع عبوره مع اللصوص إلى الشاطئ الآخر. أما الشاهدان الآخران وهما «شد سو خنسو» و«نسآمون»، وكلاهما مطلق بخور فلم نجد لهما أي ذكر في الورقة.

الترجمة:
  • الجزء الأول: (الصفحة ١ من سطر ١–٧): السنة الأولى من عصر النهضة، الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم الخامس عشر، في هذا اليوم حدثت محاكمة لصوص صندوق النفائس الخاص بالملك «وسر ماعت رع ستبن رع» الإله العظيم، وكذلك المحاكمة الخاصة «بالأربعين بيت»٣١ الفرعون «من ماعت رع سيتي الأول»، وهي التي كانت موضوعة في خزانة معبد ملك الوجه القبلي والوجه البحري و«سر ماعت رع مري آمون»، وهم الذين أعلن عنهم رئيس الشرطة «نسآمون» على حسب دورهم، وقد كان واقفًا هناك مع اللصوص عندما وضعوا أيديهم على صناديق النفائس وقد ضربت أرجلهم وأيديهم في التحقيق؛ لأجل أن يعترفوا بما فعلوه بالضبط على يد العمدة، والوزير «نب ماعت رع نخت»، والمشرف على الخزانة المزدوجة، والمشرف على مخازن الغلال المزدوجة «ممن ماعت رع نخت» ومدير البيت و… «ينس» حامل مروحة الفرعون، ومدير البيت، وساقي الفرعون «بامري آمون» كاتب الفرعون.
  • الجزء الثاني: (من ص١ سطر ٨ إلى ص٣ سطر ٥): تحقيق: أحضر الأجنبي «بيكآمن» الذي كان في خدمة المشرف على ماشية «آمون» وقد وجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا. فقالوا له: كيف كانت حالة ذهابك مع الرجال الذين كانوا معك وسلبتم صناديق النفائس، التي كانت في خزانة معبد الملك «وسر ماعت رع مري آمون»؟ فقال: لقد ذهبت مع الكاهن «تاشري» بن الكاهن والد الإله التابع للمعبد «حوري»، والكاتب «بابكي» بن «نسآمون» التابع للمعبد، والأجنبي «نسمنتو» التابع لمعبد «منتو» سيد «أرمنت»، والأجنبي «بينحسي» بن «ثات»، الذي كان كاهن الإله «سبك» صاحب «برعنخ»، و«تاتي»، وهو رجل ملك «بينحسي» بن «ثات»، الذي كان كاهن الإله «سبك» صاحب «برعنخ» والمجموع ستة رجال.
    الصفحة الأولى (سطر ١٣): وأُحضر رئيس الشرطة «نسآمون»، وقالوا له: كيف وجدت الرجال؟ (أي اللصوص) فقال: لقد سمعت أن رجالًا قد ذهبوا ليرتكبوا عسفًا في صندوق النفائس هذا، وقد ذهبت ووجدت فعلًا هؤلاء الرجال الستة الذين ذكرهم اللص «بيكآمن»، وإني أشهد عليهم هذا اليوم. ثم قال رئيس الشرطة «أمن» … إن «بيخال» بن «تاخارو» مشترك في الجريمة.
    الصفحة الأولى (سطر ١٧): ثم حُقق بالعصا مع الراعي اللص «بيكآمن» التابع لمعبد «آمون» الذي كان تابعًا للمشرف على ماشية «آمون». وقد ضرب بالمقرعة ضربًا مبرحًا على قدميه. ووجه إليه حلف اليمين بأن يعاقب بالتشويه إذا قال كذبًا. فقال: إن ما قلته هو بالضبط ما فعلت. وقد اعترف بها في شهادته (؟) قائلًا: لقد فعلت ما فعلت بوصفي واحدًا من هؤلاء الرجال الستة وقد أخذت … منهم واستوليت عليه.
    الصفحة الأولى (سطر ٢١): وأحضر اللص الأجنبي «نسمتو»، وقد امتحن بالضرب بالعصا (وضرب) بالمقرعة على قدميه ويديه. ووجه إليه يمين بالتشويه إذا قال كذبًا فقالوا له: كيف كانت حالة ذهابك لارتكاب العسف بصندوق النفائس هذا مع شركائك؟

    فقال: لقد ذهبت ووجدت هؤلاء الرجال الخمسة وكنت سادسهم، فأخذت … منهم (؟) واستوليت عليه.

    الصفحة الثانية (سطر ١): وأُحضر الراعي «قر» التابع لمعبد «آمون» وهو أجنبي. وقد امتحن بالعصا وضرب بالمقرعة على قدميه ويديه، ووجه إليه يمين بعقاب التشويه إذا قال كذبًا. فقالوا له: كيف ذهبت مع شركائك هؤلاء وارتكبتم العسف بهذا الصندوق؟ فقال: إن الأجنبي «بينحسي» قد أخذني وجعلني أحرس بعض الغلة، فملأت حقيبة مع … حب. وقد كنت نازلًا فسمعت صوت الرجال وكانوا في هذه الخزانة. فوضعت عيني في الثقب ورأيت «بابكي» «وتاشري» في داخلها فناديت عليه (؟) قائلًا: تعال، فخرج عليَّ بخاتمين من النحاس في يده وأعطاهما إياي فأعطيته حقيبة ونصف حقيبة من الشعير في مقابلهما، وقد أخذت واحدًا منهما وأعطيت «عانفسو» الأجنبي الآخر.
    الصفحة الثانية (سطر ١٠): وأُحضر الكاهن «نسآمون» بن «بابكي» بسبب والده فامتحن بالضرب بالعصا، وقالوا له: كيف ذهب والدك مع الرجال الذين كانوا معه (؟) فقال: إن والدي كان حقًّا هناك عندما كنت لا أزال طفلًا صغيرًا وليس لي علم بما فعل، فضرب ثانية فقال: لقد رأيت العامل «حوت-نفر» داخل الخزانة في هذا المكان الذي كان فيه الصندوق، ومعه الراعي «نفر» بن «سنور» والصانع «ونتحوي» بن «حوتي» والمجموع ثلاثة. وهؤلاء هم بالضبط الأفراد الذين رأيتهم. وإذا كان المقصود هو الذهب فإنهم هم الأفراد الذين يعرفون، فضرب بالعصا فقال: إن هؤلاء الثلاثة هم بالضبط الذين رأيتهم.
    الصفحة الثانية (سطر ١٧): وأحضر النساج «وننخت» بن «تاتي» التابع للمعبد فامتحن بالضرب بالعصا، وكذلك ضرب بالمقرعة على قدميه ويديه. ثم وجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا. فقالوا له: والآن خبرنا عن كيفية ذهاب والدك عندما ارتكب التخريب في صندوق النفائس مع شركائه فقال: إن والدي كان قد قتل وأنا طفل، وقالت لي والدتي: إن رئيس الشرطة «نسآمون» أعطى بعض … من النحاس لوالدي، وتأمل فإن ضباط الجنود الأجانب قتلوا والدك وأخذوني للمحاكمة، وأن «نسآمون» أخذ النحاس الذي كان قد أعطاه إياي وإنه موضوع … ثم أُحضرت المواطنة «إننري» زوج الكاهن «تاشري» بن «حوري»، فامتحنت بالضرب بالعصا ثم ضربت بالمقرعة على قدميها ويديها ووجه إليها يمين بألا تقول كذبًا، فقالوا لها: كيف كان ذهاب زوجك وكسره هذا الصندوق وأخذ النحاس منه؟ فقالت: إنه أحضر بعض النحاس الخاص بالصندوق فاتجرنا به وصرفنا ثمنه.
  • الجزء الثالث: (ص٣ سطر ٦ إلى نهاية الصفحة الخامسة): الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم السابع عشر. فمحاكمة باقي لصوص الجبانة.
    الصفحة الثالثة (سطر ٧): أحضر عبد السجن «أمنخعو» بن «سبد-موسى»، وقد أحضر بوصفه وارثًا بسبب الحارث «باورعا» بن «قاوي» وقد امتحن بالضرب (؟) وكبلت قدماه ويداه ووجه إليه يمين بألا يقول كذبًا، وقد سمعت شهادته فقالت المحكمة: أما ما يخصه فهو أخو زوجه. دعه يحضر لمواجهته. ففك أسره وأصبح حرًّا.
    الصفحة الثالثة (سطر ١٠): وأحضر الراعي «نسآمون» بن «تاتو»، فامتحن بالضرب بالعصا وكبلت يداه ورجلاه ووجه إليه يمين بألا يقول كذبًا، والعامل «بيخال» الصغير بن «أمنمحب» التابع لمعبد «خنسو» ملك «أمنؤبي»، وقد امتحن ثانية بالضرب بالعصا وكبلت رجلاه ويداه (؟) ووجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا، وقد وجد بريئًا من السرقات، وأطلق سراحه، وأحضر البحار «أمنحوتب» بن «إري عا» التابع لمعبد «آمون»، الذي تحت إدارة الكاهن الأعظم «لآمون»، وقد امتحن ثانية بالعصا وكبلت قدماه ويداه (؟) ووجه إليه يمين بألا يقول كذبًا، وقد وجد بريئًا من السرقات وأطلق سراحه.
    الصفحة الثالثة (سطر ١٨): وأحضر الجزار «بننستاوي» بن «بس» والحاجب «بربثو»، فقال: سمعت أنه كان في الأماكن (أي المقابر الملكية) غير أني لم أره بعيني، وقد امتحن بالعصا وكبلت يداه ورجلاه، ووجه إليه يمين بألا يتكلم كذبًا، فقالوا له: كيف كانت حالة ذهابك مع «بوخعف» إلى الأماكن التي يقول عنها «بربثو» هذا الحاجب أنك كنت فيه معه (؟) فقال: إنه كذب، إني لم أرها. فأحضر الحاجب «بربثو»، فقال له: ما عندك لتقوله؟ فقال: إن هذا الرجل شريك «بوخعف» في الجريمة، وإنه سرق ثورًا ملك كبير البوابة (التشريفاتي) «حوتي» بالاشتراك معه ومع المراقب «سركت أمنخعو»، وعندئذ قالت المحكمة: دع «بوخعف» يحضر هنا فأحضر الراعي «بوخعف»، فقالوا له: ما عندك لتقوله؟ فقال: إنه لم يكن معي أبدًا. فما معنى رؤيته مع «أمنخعو» بن «حوري» ومع «نسآمون» بن «أزدي» …! وما موضوع الذهاب معه! إنه لم يذهب قط. فامتحن ثانية بالضرب بالعصا ثم قالوا له: تعال أخبرنا عن الأماكن الأخرى التي فتحتها، فقال: لقد فتحت قبر الزوجة الملكية «نسموت»، فقال: إني أنا الذي فتحت قبر الزوجة الملكية «بكررل» للملك «منماعت رع» أي: المجموع ثلاثة. فقال له الوزير؛ تعال خبرني أين وضعت هذه الفضة، فقال: ذهبت أمامه … عندما عمل بينحسي اﻟ … والتابع «نسعا شفيت». وهذا الرجل الذي كان مدير بيت استولى على بيتي، وقد استولى على ثلاثة دبنات من الفضة، ومائة وخمسين دبنًا من النحاس مصنوعة أوانٍ، وخمسة أزواج (؟) وثمانية عشر رداء (رود) من نسيج الوجه القبلي، ورداءين (ديو) من النسيج الملون، وثمانية «كنت» (ملابس) ورداء (ذاي) واحدًا من النسيج الملون، ودبنًا واحدًا من الذهب، وثلاثين دبنًا من النحاس المطروق، وقلادة واحدة من الذهب الجميل وزنها ثلاثة قدات من الذهب، واستولت المواطنة «إستي» زوج العامل «قر» على دبن من الفضة وأعادت قدتين من الفضة، وبقي في حوزتها ثمانية قدات. وأخذت بنت الأجنبي «أمنمآمون» بن «تاست-تحوت» خمسة قدات من الفضة … (؟) وبنت صانع الذهب (راجع J. E. A. Vol. 32, p. 28 Note 5) «إفنموت» استولت على دبنين؛ لأنه هو الذي … (؟) لأجلنا وقسمناها قسمة عادلة بيننا ثانية (؟) فقال «عاشفيتمواست»: أما عن الأشياء التي يقول عنها «بوخعف» إنها ملك أخته موت «ساتو»، فإنها أعطتها مدير البيت.
    (٤ س١٢): وأحضر العبد «أمن بايثو» ملك التابع «إن-ونفر آمون» التابع للكاهن الأول «لآمون»، فامتحن بالضرب بالعصا، ووجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا عن شهادة العبد «دجاي» فقال: إني لم أرَ شيئًا، دع أي إنسان يحضر ليتهمني.
    (١٤ س١٥): وأحضر حامل آلة الكي (حوت نفر) الذي تحت إدارة نائب «كوش» بسبب ما قاله العبد «دجاي».

    وقد امتحن بالضرب بالعصا، وكبلت يداه ورجلاه، ووجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا. فقالوا له: ما لديك لتقوله عن مقابر الفرعون التي سرقتها؟ فقال: إنه كذب، إني لم أرها. دع مفتشي «طيبة» يحضروا … إني أعيش على وجبة صغيرة (؟) وخرق قليلة. وأحضر العبد «دجاي» فقالوا له: ما لديك عن شهادة «حوت نفر» هذا الرجل الذي تقول عنه: إنه كان في الأماكن (المقابر الملكية) فقال: إني لم أره. أما ذهابي وإياه إلى اﻟ … وقد وجد بريئًا من السرقة، وأطلق سراحه.

    (٤، ٢١): وأحضر البناء «ونآمون» التابع لمعبد «آمون» الذي تحت إدارة الكاهن الأول «لآمون»، وقد امتحن بالضرب بالعصا وكبلت قدماه ويداه (؟) ووجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا، فحقق معه ثانية ووجد بريئًا من السرقات وأطلق سراحه.
    (٥ س١): وأحضر العبد العامل «باينخنؤبي» ملك العامل «كر» التابع لمزار قبر … فامتحن بالضرب بالعصا، ووجه إليه اليمين بألا يقول الكذب، فقال له: تكلم عن «بكي» بن «بابنتبوت» (؟) الذي كان في الأماكن (المقابر الملكية) وسُمعت شهادته على الأمة «تاريبمح» وابنها «إمننستاوي نخت» وعبد النساج «وسرحات نخت» فقال: إن المواطنة «زات» أختي أعطت مائة حقيبة من الشعير، وأعطى المفتش «خري» الذي في بيتها مائة حقيبة من الشعير.
    الصفحة الخامسة (سطر ٩): وأحضر السماك «باوننؤبي» المنتمي إلى أمير «طيبة»، فامتحن بالضرب بالعصا وكبلت قدماه ويداه، ووجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا، وقالوا له: كيف عبرت باللصوص؟ فقال: لقد عبرت بهؤلاء اللصوص وأعطوني حقيبة من الشعير ورغيفين. وقد وجد (؟) أنه أعطي قدتين من الذهب وقد سلمهما.
    الصفحة الخامسة (سطر ١٣): وأحضر العبد «بي نفر عاحي» وقد قيل: إنه غسل ملابس «داي» المصنوعة من نسيج الوجه القبلي (سلمت)؟ من «أمنخعو» و«موت محب»، وقد قال (؟) إنها ملك الفرعون … وهو في يدي المحكمة.
    الصفحة الخامسة (سطر ١٥): وأحضر حارس الباب «تحومحب» التابع لمعبد «آمون».

    وأحضر الراعي «نسآمون» الذي تحت إدارة المشرف على ماشية «آمون» وقد امتحن بالضرب بالعصا، ووجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا. وقالوا له: إنك كنت تسكن مع «إهي مح» وهو أخو «أفنآمون» الذي كان ضابطًا للجند، وإنك كنت معه في الأماكن (مقابر الملوك) فقال: إنه كذب، إني لم أره ولم أذهب معه. وقد امتحن بالضرب بالعصا وكبلت قدماه ويداه، ووجد بريئًا من السرقات وأطلق سراحه.

  • الجزء الرابع: (الصفحات من ٦-٧ حتى السطر الثالث): التحقيق مع سائر لصوص صندوق النفائس:
    الصفحة السادسة (سطر ١): قال «نسآمون» بن «بايبكي»: رأيت «حوت نفر» و«ونتحوي» والراعي «نفر». دعهم يحضرون.
    الصفحة السادسة (سطر ٣): وقد أحضر العامل «حوت نفر» بن «أمنخعو» وقد وجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا فسمعت شهادته فقال: لقد أتى الأجانب، واستولوا على المعبد عندما كنت مكلفًا بحراسة بعض حمير ملك والدي. وقد قبض على «باهاتي» الأجنبي وأخذني إلى قرية «أبيب»، والآن قد ارتكب عسفًا (ووقف عن العمل) «أمنحتب»، الذي كان الكاهن الأكبر «لآمون» مدة ستة أشهر. والآن بعد أن انقضى خمسة أشهر من أيام الاضطهاد الذي عمل (؟) «لأمنحت»، الذي كان كاهنًا أكبر «لآمون»، فإن هذا الصندوق نهب ثم أشعلت فيه النار. ولكن عندما أعيد (؟) النظام قال أمير غربي «طيبة»، وكاتب الجيش «باسمننخت» وكاتب الجيش «قاشاتي»: دعنا نجمع الخشب (خشب الصندوق) وعلى ذلك فإن عبيد السجن لن يشعلوا النار فيه. فجمعوا ما تبقى ووضعوا خاتمًا عليه وإنه سليم حتى اليوم. أما عن هذا المكان الذي فيه بقية الصندوق،٣٢ فإن معه خشب فرن العمال، وقد اتفق أني ذهبت هناك لأخذ الخشب منه. ثم قال: دع من بلغ ضدي يحضر هنا. فأحضر «نسآمون» بن «بايبكي». فقالوا له: ما عندك لتقوله عن هؤلاء الرجال الثلاثة الذين تكلمت عنهم؟ فقال: نظرتهم يسرعون إلى هذا المكان … عن أي شيء هذا؟٣٣ هل رأيتهم يفضون هذا الخاتم؟ إني لم أرهم يفضون هذا الخاتم قط. لقد قلت ذلك من الخوف. وقد أحضر «حوت نفر» ثانية. فقالوا له: لقد ذهبت إلى هذا المخزن فقال: إن ما في المخزن هو بعض الخشب والفحم من متاع المعبد، وقد وضعتها هناك لأجل أن أحفظ Sic هذا الخاتم (ربما أنه وضعها فوق الصندوق ليخفيه).
    (٦ سطر ٢٠): وأحضر الأجنبي «عانفسو»، ووجه إليه اليمين ألا يقول كذبًا فسمعت شهادته إذ قال: لقد كنت جالسًا حارسًا لبعض الغلة مع الأجنبي «قر» والآن تأمل! لقد ذهبت إلى أسفل ووجدت الكاهن «تاشري»، والكاتب «بايبكي» واقفين يقرعان في المخزن، ورأيت وجههما من ثقب (؟) في الباب، وقد أحضرا لي خاتمين … وأعطياهما إياي أنا و«قر» فأعطيته واحدًا، ونصف حقيبة شعير، ونصف ربع حقات من … حب مقابلهما، ولم أرَ شيئًا آخر.
    (٧ سطر): وأحضر العبد «وسرحات نخت». فقالوا له: ما عندك لتقوله؟ وماذا بالنسبة لأخيك (؟) الذي … «باينخت» يقول: إنه موجود في كنفك؟ فقال: إنه في كنف العبد «باي … آمون». دعه يحضر فهو في إقليم «باور».
  • الجزء الخامس: (صفحة ٨ إلى آخر ٩) الصفحة الثامنة (سطر ١): السنة الثانية من عصر النهضة (… الشهر من) فصل الصيف، اليوم الخامس عشر. تجديد التحقيق مع اللصوص.
    الصفحة الثامنة (سطر ٢): أحضر الكاهن «باونش» بن «أمنحتب» التابع لمعبد «موت». وقد امتحن ثانية بالعصا، وقد وجه إليه اليمين بعقاب التشويه إن هو قال كذبًا. فقالوا له: عندما كنت واقفًا أمام المحكمة من قبل قالوا لك: تحدث عن كيفية ذهابك، غير أنك لم تخبر … دون أن تعلم أن ما عملته يدك سيسقط (؟). إن الامتحانات التي سيعملونها معك ستكون مؤلمة، فيدك ستوجعك بسبب ما ستفعله، لم أرَ شيئًا. لقد سبوني بسبب بيت ملكي. فامتحن ثانية بالضرب بالعصا ضربًا مبرحًا. فقال: إني لم أر شيئًا … وقد امتحن مرة ثانية وحبس لأجل أن يحقق معه مرة أخرى.
    الصفحة الثامنة (سطر ١٠): أحضر صانع الجعة «تسبرع» وامتحن بالضرب بالعصا، ووجه إليه اليمين بألا يقول كذبًا، فقالوا له: تعال قص قصة دبن الذهب الذي أعطيته كاهن الإله «منتو» بدلًا من رداء «زاي»، وعن أربعة الدبنات من الفضة التي أعطيتها … «تابيكي». فقال: سأقص قصتها، وإذا وجد كذب فيها فلأوضع على خازوق! لقد اشتريتها من «المشوش»، وحصلت على دبن الذهب من «نسآمون» و«باجب» … و«حوري» بن «سوعا» …
    الصفحة الثامنة (سطر ١٦): وأحضر كاتب الجيش «عنخفنآمون» بن «بتاح محب»، وقد امتحن بالضرب بالعصا وضرب بالمقرعة على قدميه ويديه، ووجه إليه اليمين بأن يعاقب بالتشويه إن تكلم كذبًا. وقالوا له: خبرنا عن كيفية ذهابك إلى الأماكن (مقابر الملوك) مع أخيك. فقال: دع شاهدًا يحضر هنا ليتهمني، فامتحن مرة أخرى. فقال: لم أرَ شيئًا، وقد وضع تحت الحجز ليحقق معه مرة أخرى.
    الصفحة الثامنة (سطر ٢٠): وأحضر النوتي «خنسموسى» بن «بينوزم»، فقالوا له: تحدث عن كيفية ذهابك لتحضر هذه الفضة. وقد امتحن بالضرب بالعصا فقال: لقد سمعت عندما كنت مسجونًا مع عبد السجن «أفنمنتو» أن «نسبرع» أعطى فضة في مقابل جعة. فامتحن بأن ضرب ضربًا مبرحًا ووضع في الحجز.
    الصفحة الثامنة (سطر ٢٣): وأحضر عبد السجن «إفنمنتو» التابع لمعبد الإله «منتو» سيد «أرمنت» فقالوا له: ما لديك لتقوله عما قرره النوتي «نسآمون» الذي عبر بك إلى هذا الجانب مع شركائك في الجريمة، الذين سيأتون (؟) ليتهموك؟ لقد قلت: دع إنسانًا يحضر ليتهمني. وقد أحضر البحار «نسآمون» واتهمه فقال: لقد كنت أنا الذي عبرت به مع الراعي «أهومح»، وقد امتحن ثانية ووضع تحت الحجز.
    الصفحة التاسعة (أ) (سطر ٢): تهمة ضد (؟) «نسآمون» بن … «إري عا» و(؟) «قني» (؟) باكا «أمباويا» أعطى قضيبين من الذهب رجلًا. تهمة خاصة ﺑ (؟) … من الذهب وهي التي قال «لنسآمون»: قسمها معه على الرغم من أنه لم يعطهم إياها (هكذا).
    الصفحة التاسعة (سطر ١): وأحضر اﻟ … «تحوتمحب» التابع لمعبد «منتو». فقالوا له: ماذا عندك لتقوله؟ فقال: لا تقولوا لي أنك كنت هناك! إني متأكد! وقد أحضر صانع الجعة «بانختمني» و«عازار» والأجنبي «بنوزيت» الذين كانوا … مع «أفنآمون» و«إفنمنتو» والراعي «أهومح»، والأجنبي «بينحسي» الصغير سينجيكم إني متأكد. لا تسبوني. وقد امتحن ووضع تحت الحجز.
    (٩ سطر ٥): وأحضر التابع «ونآمون» تابع المشرف على ماشية «آمون»، وقد امتحن بالعصا ووجه إليه اليمين بالعقاب بالتشويه إذا تكلم كذبًا، فقالوا له: ما عندك لتقوله؟ فقال: أما عن الذي أعطاني فضة أو رآني فدعه يتهمني، حقًّّا إني أقسم «بآمون» سيدي. فامتحن بالضرب بالعصا، ووضع تحت الحجز.
    الصفحة التاسعة (سطر ٩): وأحضر العبد وحامل الماء «كربعل»، ووجه إليه يمين بألا يقول كذبًا، وإلا عوقب بالتشويه. فقالوا له: ما عندك لتقوله؟ فقال: إن «منتسعنخ» (؟) قبض على عبد السجن «أفنمنتو» و«عازار» فحقق معهما قائلًا: ما الذي أحضرتماه من هناك؟ إني لم أرَ ذلك بعيني، وقد امتحن بالعصا، ووضع تحت الحجز.
    الصفحة التاسعة (سطر ١٣): وأحضر الكاتب «تاشري» فقالوا له: ما لديك لتقوله؟ فقال: أعطيت دبنين ونصفًا من الفضة، وانظر لقد بقي منها عشرة قدات. أما عما يقولونه فليؤكدوه. وقد حقق معه ووضع تحت الحجز.
    الصفحة التاسعة (سطر ١٥): وأحضر الأجنبي «سخاحتآمون» فقالوا له: ما لديك لتقوله؟ فقال: إن كل ما نطق به في من قبل هو ما سأقوله الآن. فامتحن بالضرب بالعصا، وقالوا له: ما لديك لتقوله؟ فقال: أعطيت بعض الغلة وهي ثلاث حقائب إلى الصانع «سانفر» التابع للجبانة، وأعطاني بدوره قدتين من الفضة وقد حملتها له قائلًا: لا إنها (مزيفة) ولكني عجزت عن وجوده (؟) والآن خرج الراعي «أهومح» ووضعوا أرغفة في مخزن. وقد تسمعت إليهم عندما كانوا واقفين يتشاجرون على قطعة من الفضة، فقال: فلأوضع في مأزق (؟) وهذا ما قاله أحدهما لزميله.
    الصفحة التاسعة (سطر ٢٠): وأحضر الأجنبي «بيكآمن» التابع لمساحة أرض «آمون». فامتحن بالضرب بالعصا فقال: إني لم أرها، فوضع تحت الحجز (قبض عليه).
    الصفحة التاسعة (سطر ٢٢): وأحضر الصانع «ثوناني» التابع «لمكان الصدق»، وقد امتحن بالضرب بالعصا، وقالوا له: ما عندك لتقوله؟ فأجاب: إني لم أرَ شيئًا. فامتحن بالضرب بالعصا ووضع تحت الحجز.
    الصفحة التاسعة (سطر ٢٤): وأحضر المفتش «بائير سخر» الذي كان كاهنًا للإله «خنسو»، فامتحن بالضرب ووجه إليه يمين بألا يقول كذبًا فقال: دعوا رجلًا يحضر ليتهمني. فامتحن ثانية فقال: لم أرَ شيئًا، فامتحن بالعصا ووضع تحت الحجز.
  • الجزء السادس الصفحة العاشرة: الصفحة الثالثة عشرة (سطر ١): الرجال الذين أحضروا في …
    الصفحة العاشرة (سطر ٢): أحضر المشرف على الفلاحين «أخنمنو» فقالوا له: ما عندك لتقوله عن هذه الفضة التي قال «بوخعف» قد أعطيتها؟ فقال: لقد تسلمت خمسة قدات من الذهب ودبنًا من الفضة، وثورين من «بوخعف»، وتسلمت دبنين من الفضة من «أمنخعو» و«موت محب»، والمجموع في حوزته خمسة دبنات من الذهب، وثلاثة دبنات من الفضة وثوران، فأطلق سراحه. فقال الوزير: دع هذه الفضة ترد إلينا فقال: سأردها.
    الصفحة العاشرة (سطر ٨): وأحضر «حوت نفر» بن «نخ» التابع لمعبد «منتو» سيد «زرو». وامتحن بالضرب. وقالوا له: ما عندك لتقوله؟ فقال: لم أر شيئًا فأطلق سراحه.
    الصفحة العاشرة (سطر ١٢): أحضر الراعي «سوعا-آمون» التابع لمعبد «آمون»، فامتحن بالضرب بالعصا، ووجه إليه يمين بألا يقول كذبًا. وقد وجد بريئًا من السرقات، وأطلق سراحه.
    الصفحة العاشرة (سطر ١٥): وأحضر الراعي «بايس» فامتحن بالعصا، ووجه إليه يمين بألا يقول كذبًا، وقد وجد بريئًا من السرقات وأطلق سراحه.
    الصفحة العاشرة (سطر ١٨): وأحضر الخادم «بكني» التابع لمعبد «آمون». فقالوا له: ما لديك لتقوله عن هذه الفضة التي أعطاكها «بوخعف»؟ فقال: لقد تسلمت هذين الدبنين من الفضة وصرفتهما فأطلق سراحه.
    الصفحة العاشرة (سطر ٢١): وأحضر كاتب الجيش «حوري» بن «أفنآمون» بسبب والده فقد قالوا: إنه كان في الجبانة، وفي دهليز البيتِ، على الرغم من أن هذا الرجل (أي حوري) لم يذهب، إذ كان وقتئذٍ طفلًا. فقالت المحكمة: دع هذه الأمة «بكي» تؤخذ إلى الجبانة، وقد ترك في يدي المشرف على الخزانة.
    الصفحة العاشرة (سطر ٢٥): وأحضر التابع با … ر … «نخت»، فقالوا له: ما لديك لتقوله؟ فقال: لم أرَ شيئًا، دعني أتهم.
  • الجزء السابع. (صفحة ١١ إلى ١٣) القائمة الأولى «أ١»: الصفحة الحادية عشرة (سطر ١): السنة الثانية من فصل الفيضان، اليوم الثالث عشر، أسماء لصوص صندوق النفائس الخاص بالفرعون:
    • الكاتب «تحتمس» بن «سرحات».
    • الفلاح «نسمنتو» التابع لمعبد «منتو».
    الصفحة الحادية عشرة (سطر ٥): الكاهن (حم) (؟) المسمى «نسآمون».

    الفلاح «قر» التابع لمعبد «آمون».

    النساج «شد سو خنوم» التابع للمعبد.

    السايس «عانسو نآمن».

    النساج «وننخت».

    الصفحة الحادية عشرة (سطر ١٠): الفلاح «بيخال».

    الراعي «بيكآمن».

    مطلق البخور «عنخ إري آمف».

    الكاهن «ثانفر».

    التابع «باي أكح».

    الصفحة الحادية عشرة (سطر ١٥): اﻟ … «باي بن».

    المواطنة «إننري».

    القائمة «ب١» الصفحة الحادية عشرة، (سطر) ١٧: الرجال الذين سجنوا في الشهر الأول من فصل الفيضان اليوم ١٣ + س:
    • غالي الزيت «بنفرعحي».
    • الجندي «بنتاور».
    • المواطنة «باي إمنتاور».
    • «ماتوعا إن تي ماعت».
    • «موت مويا».
    • «حرر».
    • «نسموت».
    • «تاعا نحستي».
    القائمة «ب٢» الصفحة الثانية عشرة، (سطر ١): لصوص الجبانة الذين حقق معهم، ووجد أنهم كانوا في الأماكن (أي المقابر الملكية):
    • اللص الراعي «بوخعف» التابع لمعبد «آمون» تحت إدارة مدير البيت.
    • اللص الحاجب «بربثو» التابع لمعبد «آمون».
    • اللص مطلق البخور «سدسو خنسو» شرحه.
    • اللص مطلق البخور «نسآمون» الذي يدعى «ثايأحي».
    • اللص عبد السجن «أفنآمون» التابع لضيعة «منتو» رب «أرمنت».
    • اللص العبد «دجاي». لم يقبضوا على … ولكن الكاتب «تحوت» … قال: إنه كان هناك.

    المجموعة ستة.

    القائمة «ب٣»: الرجال الذين تسلموا بعض الفضة عندما … ولو أنهم لم يذهبوا …
    • الكاتب «تاشري» بن «خعمواست».
    • مغني «بوتو» «المسمى باكا إمباوبا». المجموع رجلان.
    القائمة «ب٤»: الصفحة الثانية عشرة، (سطر ١٢): قائمة بأسماء اللصوص الذين أحضروا من المكان الذي كان فيه الفرعون، وحقق معهم، ولو أن اللصوص قالوا: إنهم لم يكونوا معهم، والذين انحدروا في النيل:
    • كاتب الجيش «عنخفنآمون» بن «بتاح محب».
    • الكاهن «بونش» بن «أمنحتب».
    • الكاهن «بائير سخر» التابع للإله «خنسو المخترع».
    • التابع «ونآمون» المشرف على ماشية «آمون».
    • عبد السجن «تحوت محب» التابع لضيعة «منتو».
    • البحار «خنسموسى» بن «بينوزم».
    • البحار «بيخال» وجد أنه بحار «نسآمون»، وهو الذي عبر باللصوص (إلى الشاطئ الآخر).
    • العبد السقاء (؟) «كربعل».
    • النوتي «بايكامون» بن «باوع آمون».
    • الصانع «ثوناني» التابع لمكان الصدق.
    • الأجنبي «سخاحتآمون» التابع للتاجر «باوع إمواست».
    • صانع الجعة «نسبرع آتون» التابع لسقف معبد «آمون».
    • البواب الأول «تحوتحتب». وقد أحضر أمام الفرعون. ولم يحضر إلينا كتابة.
    القائمة «أ٢»: الشهادات التي أداها لصوص صندوق النفائس في الشهر الثاني، اليوم العاشر:
    • «بايبن».
    • «عنخ إري آمف».
    • «سبك نخت».
    • «شد سو خنوم».
    • «ثانفر».
    • «بيخال».
    • «سابار».
    • «تحتمس».
    • «تاتوت» (؟)
    • «حوري» بن «إني».
    • «باسمون».
    • رئيسا الشرطة للمعبد.
    • المشرف على عبيد السجن «تحوت محب».
    • «بانفر» البواب.
    • «بنباون حور».
    • الصانع «بنتا حتنخت».
    • «ونآمون» بن «عامروت» الذي …
    • «حوري» بن «بسنخت».
    • «نسي».
    • «أمنخعو» بن «بننا».
    القائمة «٥ب»: اللصوص الذين أعدموا على الخازوق: سبعة رجال.

    اللصوص الذين قتلوا في الحرب في الإقليم الشمالي: خمسة عشر رجلًا.

    اللصوص الذين قتلهم «بينحسي» ثلاثة رجال، وهؤلاء الذين كانوا … رجلان. المجموع خمسة رجال.

    هؤلاء الذين حبسوا ولا يزالون أحياء وفي صحة: تسعة عشر رجلًا.

    اللصوص الذين هربوا: ستة رجال.

    هؤلاء الذي حوكموا:
    • الجندي «بنتاور» التابع لجنود «كوش».
    • «بنفرعح».
    • «إمنبابثو»؛ وقد أطلق سراحه.
    • «بننستاوي»: أطلق سراحه.
    القائمة «٦ب»: النساء اللائي سجنَّ:
    • المواطنة «نسموت» زوج الحاجب «بربثو» التابع لخزانة الفرعون.
    • المواطنة «موت مويا» زوج كاتب السجلات المقدسة «نسآمون» بن «خرحت».
    • المواطنة «تاعا إنحمتي» زوج «وسر حنتخت» التابع لخزانة الفرعون.
    • المواطنة «موت محب» زوج صانع الذهب «رعموسى».
    • المواطنة «حرر» زوج الحارس «باوع متاومت» التابع لخزانة الفرعون.
    • المواطنة «تانفري» زوجه الأخرى فتكونان اثنتين.
    • المواطنة «موت مويا» زوج الحارس «باورعا» بن «قاوي» التابع لخزانة الفرعون.
    • المواطنة «منوعا إنني ماعت» زوج الخادم «كِزر».
    • المواطنة إسي (إزيس) زوج «كربعل».
    • المواطنة «تاي أمت تاور» زوج الفلاح «بايس».
    • المواطنة «إري نفر» زوج ال سرد «باينحسي» بن «ثات».
ورقة المتحف البريطاني رقم ١٠٤٠٣: اشتريت هذه الورقة من «وسيلي» عام ١٨٥٦ كما جاء في سجل «المتحف البريطاني»، وقيل: إنه عثر عليها في «طيبة» ويبلغ طول البردية حوالي ٤٥ سنتيمترًا، وارتفاعها ٣٥ سنتيمترًا، ويدل متن هذه الورقة على أنه يشبه كثيرًا ما جاء في ورقة «ماير A».
وعنوان الورقة ١٠٤٠٣ هو: السنة الثانية من عصر النهضة، الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم السادس عشر (وهذا التاريخ يزيد سنة ويومًا عن تاريخ ورقة «ماير A» السالفة الذكر).
دون كاتب الجبانة «نسآمنؤبي» شهادات لصوص صندوق النفائس. وهذا الكاتب «نسآمنؤبي» كان أحد المحققين، الذي جاء ذكره في كل من ورقة «ماير A» وبردية «المتحف البريطاني» رقم ١٠٠٥٢، وتدل الكلمات الأولى منها على أننا نبحث في سرقات مشابهة جدًّا لسرقة الجزء الخاص بصندوق النفائس في ورقة «ماير A»، وقد ارتكبت الجريمة جزئيًّا بنفس اللصوص. فنجد البواب «إهاويتي نفر» قد سئل ليذكر كل الرجال الذي رآهم يدخلون هذا المكان، ويرتكبون تخريبًا في معدات صندوق النفائس هذا، وكان بينهم فرد يدعى «نبتحتنخت» قال عنه: إنه يعرف كل شيء عن قضية الصندوق الخفيف ملك «رعمسيس نخت»، ويضيف أن مدبري هذه الجريمة هم نفس الرجال الذين أتلفوا صندوق النفائس الخاص «برعمسيس الثاني»، وكذلك الخاص «بمعبد سيتي»، وقد أحضر «نبتحتنخت»، ووصف كل تفاصيل الهجوم على صندوق النفائس ملك «رعمسيس نخت».

والظاهر هنا أن المحاكمة الحالية خاصة فعلًا بصندوق «رعمسيس نخت» وأن «إهاويتي نفر» يقترح تحقيق هذا الموضوع مع «نبتحتنخت»، وقد أضاف بطريقة عرضية محضة أن المجرمين هم نفس رجال العصابة الذين أتلفوا صندوق النفائس الخاص «برعمسيس الثاني»، وكذلك الصندوق الخاص بمعبد «سيتي».

  • الترجمة: (P1s. XXXVI-XXXVII) الصفحة الأولى: (P1. XXXVI): (١) السنة الثانية من عصر النهضة، الشهر الرابع من فصل الصيف، اليوم السادس عشر. أخذ كاتب الجبانة «نسأمنؤبي» (٢) شهادات لصوص صندوق النفائس الذي كان في المعبد (٣) وقد أحضر العامل «إهاويتي نفر» التابع لمعبد الملك «وسر ماعت مري آمون» في معبد آمون (٤) فقالوا له: إنك بواب هذا المعبد. تعال وخبرنا عن كل رجل رأيته يدخل هذا المكان، ويرتكب تلفًا لقفل (أو غطاء؟). صندوق النفائس هذا، فقال: مر بإحضار النجار «نبتحتنخت» ليخبرك بكل ما حدث (٧) لصندوق النفائس ملك «رعمسيس نخت»، الذي كان كاهنًا أكبر للإله «آمون». وأولئك الذين فعلوا هذه الفعلة هم أنفسهم الذين ارتكبوا تلفًا في صندوق النفائس ملك الفرعون «وسر ماعت رع ستبن رع» (٩) الإله العظيم؛ ولهذا الصندوق (جس بر) ملك الفرعون «من ماعت رع» (سيتي الأول). وهكذا قال، وعلى ذلك أحضر النجار «نبتحتنخت». وقد لقن القسم بالحاكم بأن يعاقب بالتمزيق بألا (١١) يتكلم كذبًا، وقد سمعت شهادته فقال: إن البواب «بينفر» قد أرسل النساج «تاتي» إليَّ قائلًا (١٢) تعال. فذهبت إلى المكان الذي كان فيه وقال لي: اذهب أنت (١٣) مع «تاتي» وأحضر نحاس هذا الصندوق. ملك «رعمسيس نخت» الكاهن الأكبر (١٤) «لآمون». فذهبت معه ووجدت النساج «تتي» والنساج (١٥) … أخاه، وحارس القارب «باثان آمون» ومطلق البخور (١٦) ون … «آمون» بن «وسرحات»، والكاتب «تحتمس» بن «وسرحات»، والكاتب «حوري» بن «سني»، ورئيس البستانيين (١٧) «بتاحمحب»، والنحاس «بيسون» بن «إمنحر-إب» الذي مات، والكاتب «تتي شري» بن والد الإله «حوري» مجموع اللصوص (١٩) عشرة رجال، وأنا الحادي عشر. وقد أخذت بعض أحجار كبيرة، ووقفوا (٢٠) يكسرون أطراف عمد صندوق النفائس هذا ملك الكاهن الأول «لآمون» (٢١) فقلت لهم: لا تتلفوا هذا الخشب؛ لأنهم قد كسروا طرفي العمود الأوسط (٢٢) واحدًا من الأمام، وواحدًا من الخلف. وكذلك كسروا الأطراف الأربعة (٢٣) الأخرى فيكون المجموع ستة (أطراف) وكان الكاتب «بيبك» والكاهن المطهر «تتي شري» اللذان أخذا حلقتي عمود من النحاس، ووضعاهما في اﻟ … الاثنين منها. وقد أعطونا (٢٥) أربع حلقات من النحاس لسبعة من اللصوص منا. وقد قسمناها (٢٦) بيننا في بيت المواطنة «عا–مر»، فكان نصيب كل واحد عشرة دبنات من النحاس، (٢٧) فيكون المجموع تسعين دبنًا من النحاس، ولكن الأجنبي «بيزر» من بلدة «إيوميترو». والأجنبي «حور مواست» التابع لمعبد «سيتي» أتيا إليَّ قائلين: سلم (٢٩) هذا النحاس الذي أعطيته. وهكذا قالوا لي وأخذ الأجنبي «حور مواست» التابع لمعبد «سأتي».
  • الصفحة الثانية (P1s. XXXVI-XXXVII): (١) عشرة الدبنات من النحاس ملك النحاس «بيزون» بن «أمنحر-إب» (٢). وقد سرق الكاتب «تحتمس» والكاتب «حوري» بن «سني» لأنفسهم (٣) غطاء من النحاس من هذا الصندوق. والاثنان كانا معًا. وقد حلف يمينًا بالحاكم قائلًا: إن كل ما أقوله صدق، وإذا قلت كذبًا فلأوضع على الخشب (خازوق).
  • الصفحة الثالثة (P1. XXXVII): (١) أحضرت المواطنة «تاعبر» وقد امتحنت بالضرب بالعصا (٢) وقالوا لها: تعالَيْ وقصي قصة قطعة النحاس هذه التي تقولين عنها: إنها في حيازة (٣) الفلاح «بيخال» بن «بشنمح» وأنه قطع نصفها (٤) وباعه، وهي التي ذهبت من أجلها إلى بيت ضابط المركز «أمنخعو». والآن قد اتفق أني كنت جالسة (٦) جوعى تحت الجميز (ربما كانت مستجدية) واتفق أن الرجال كانوا يتجرون في النحاس (٧) وكنا جالسين جوعانين. وهكذا قلت له. تأمل فإنه قد قص الموضوع (٨) على «بيخال» وإني لم أقصه.

    (٩) فأحضر الفلاح «بيخال» بن «بشنمح» وقد امتحن بالضرب بالعصا، ولويت رجلاه ويداه، وأمر بالقسم بالحاكم بأن يعذب بالتمزيق إذا قال كذبًا، فقالوا له: تعال خبرنا عن قصة هذا … النحاس التي تقول عنها المواطنة «تاعبر»: إنها في حيازتك (١٣) وهي التي كان سمكها مثل سمك ذراع الرجل، وقد قطعت نصفها وبعته (١٤) فقال: كذب. إني لم أرَ قط صندوق النفائس هذا بعيني ولا يوجد (١٥) إنسان يتهمني. فامتحن ثانية بالضرب بالعصا (١٦) فقال: إني لم أره. فقال له الكاتب «نسأمنؤبي»: ولكنه أنت الذي شاهدت قطعة النحاس (١٧) فقال: إني لم أرها. فقالوا له: أما عن … ابن «منتي» هذا الأجنبي فخبرني عن كل ما رأيته في حوزته، وقيل إنه من صندوق النفائس هذا (١٩) فقال: إن ما رأيته هو شيء خاص بالكاتب «بنتحتنخت» (٢٠) قد أحضره وكان يحمله إلى بيت (الكاهن) والد الإله «أمنخعو». ولم أر شيئًا آخر (٢٢) وأحضرت المواطنة «شدح نخت» زوج الفلاح «بيخال» وكانت جارية (؟) (٢٣) مع الكاهن المطهر واللص «تتي شري». وقد امتحنت بالضرب بالعصا (٢٤) ولويت قدماها ويداها. وحلفت القسم بالحاكم بأن تعاقب بالتمزيق (٢٥) إذا تكلمت كذبًا، فقالوا لها: عندما كنت جارية مع الكاهن المطهر واللص «تتي شري» (٢٦) هل كنت أنت التي تفتحين لأولئك الذين يدخلون، وتغلقين بعد الذين يخرجون بوصفك واحدة منهم (؟) فأخبريني عن الرجال الذين رأيتهم (٢٨) يدخلون في هذا المخزن الذي كان فيه صندوق النفائس؛ ليقوموا بإتلافه. وقد امتحنت كرة أخرى بالضرب بالعصا، وحلفت اليمين بالحاكم ألا تقول كذبًا، فقالت: لم أر أحدًا قط، وإذا كنت قد رأيت أحدًا لأخبرتكم.

ورقة «ماير ب»: متن هذه الورقة يحتوي على أربعة عشر سطرًا أفقية، وبعض قطع لا فائدة منها لعدم فهمها. والواقع أن هذه الورقة هي قطعة من ورقة كانت كبيرة، فأولها وآخرها قد ضاع، ولا تحتوي في حالتها الراهنة على تاريخ، كما أن الأشخاص الذين ذكروا فيها لا يمكن بأي احتمال قرنهم بالأشخاص الآخرين الذين ذكروا في الأوراق الخاصة بسرقة المقابر. يضاف إلى ذلك أن هذه الورقة لا تتناول نفس سلسلة الحوادث كأية ورقة أخرى، إذ فضلًا عن أن اللصوص الذين ذكروا فيها يختلفون عن لصوص المقابر الأخرى، نجد أن القبر الذي جاء ذكره فيها بأنه سرق، وهو قبر الفرعون «نب ماعت رع مري آمون» (رعمسيس السادس) لم يشر إليه في أية وثيقة أخرى من الوثائق التي نشرت حتى الآن.
الترجمة: … (١) مائة وخمسون دبنًا من النحاس، فتشاجرت وقلت له: إن القسمة التي عملتها ليست عادلة قط، فإنك أخذت ثلاثة أجزاء وأعطيتني واحدًا، وهكذا قلت له (٢) وقد وزنا الفضة التي عثرنا عليها، وقد بلغت ثلاثة دبنات من الفضة. وقد أعطاني دبنًا وخمسة قدات من الفضة، وأخذ دبنًا وخمسة قدات. فيكون المجموع ثلاثة دبنات من الفضة.

(٣) والآن بعد بضعة أيام ذهب الأجنبي «بايس» إلى بيت الأجنبي «نسآمون» ووجد الأشياء موضوعة هناك، فاستولى عليها وأرسل (٤) الأجنبي «نسآمون» إليَّ قائلًا: تعال، وكان الأجنبي «بايس» جالسًا معه، فقال له الأجنبي «بايس»: أما عن الفضة التي وجدتها أنت كما يقولون لي (؟) (٥) فإنك لم تعطني شيئًا منها، وإني سأبلغ عنها أمير الغرب (أي غرب طيبة) وضباط الناحية وهكذا قال لنا، فتملقناه وقلنا له: سنأخذك إلى المكان الذي وجدناها فيه (٦) وأنت كذلك ستحضر بعض شيء لنفسك. وهكذا قلنا له.

والآن بعد بضعة أيام اجتمعنا مع الأجنبي «بايس» وصانع المعدن «بنتحنخت»، وصانع المعدن «حوري» (٧) والأجنبي «نسآمون» المجموع خمسة رجال. وذهبنا في يوم واحد، فأخذنا الأجنبي «نسآمون» وأطلعنا على (٨) قبر الملك «من ماعت رع مري آمون» له الحياة والفلاح والصحة، الإله الطيب، فقلنا له: أين عامل الجبانة الذي كان معك؟ فقال لنا: إن عامل الجبانة قد قُتل (٩) ومعه «بابك» الصغير الذي كان معنا، وهو الذي لم يرد أن يدعنا نخرج (؟) وهكذا قال هو لنا. وقد مكثت أربعة أيام في نقبه وكنا حاضرين نحن الخمسة، وفتحنا القبر ودخلناه فوجدنا سلة موضوعة على ستين … صناديق (؟) ففتحناها ووجدنا … من البرنز، وسوارًا (؟) من البرنز، وثلاثة طسوت غسيل من البرنز، وطست غسيل، وآنية «نو» لصب الماء على الأيدي من البرنز، وآنيتين «قب» من البرنز، وآنيتين «بوننت» من البرنز، وآنية «قب» وآنية «أنكر» … من البرنز (١٢) وثلاثة أوانٍ «باس» من النحاس. وقد وزنا نحاس الأشياء، ونحاس الأواني، ووجدنا أنه خمسمائة دبن من النحاس (؟) (١٣) وكان نصيب كل رجل مائة دبن من النحاس … فتحنا صندوقين مملوءين بالملابس، فوجدنا أثواب «ديو» من الصنف الجميل للوجه القبلي … وأثواب «إدج» وخمسة وثلاثين رداء (سبعة من نسيج الوجه القبلي الجميل، تقع نصيب كل رجل). ووجدنا سلة من الملابس موضوعة هناك ففتحناها، فوجدنا خمسة وعشرين رداء «رود» من النسيج الملون فيها، فكانت خمسة أردية (رود) من النسيج الملون تقع (نصيب لكل رجل ١٥ …)

وهذا المتن على الرغم من انتقاص طرفيه يكشف لنا عن حقيقتين عظيمتين؛ الأولى: أن مقابر الملوك المعاصرين كانت عرضة للخطر كمقابر الملوك القدامى، الذين مضت عليهم عشرات المئات من السنين. والثانية: أنه لو حكمنا بما ذكر عن محتويات هذا القبر، وقرناها بما جاء في مقبرة «توت عنخ آمون» مثلًا لوجدنا الفرق العظيم بين ما كان عليه ملوك الأسرة الثامنة عشرة من جاه وغنى وثروة، وما كان عليه ملوك الأسرة العشرين من فقر وشح، ولا أدل على ذلك من أن ملوك الأسرة الثامنة عشرة، كانت توجد في مقابرهم القناطير المقنطرة من الذهب، وملوك الأسرة العشرين كانت محتويات مقابرهم لا تخرج عن النحاس الذي كانت قيمته لا تزيد على واحد في المائة بالنسبة للذهب. وهكذا نخرج من هذه الجذاذة من البردي بنذير الخطر الذي كان يهدد البلاد بسبب سوء النظام من جهة، والفقر والبؤس من جهة أخرى. هذا بالإضافة إلى أن الملك «رعمسيس السادس» صاحب هذه المقبرة، ولم يمضِ على دفنه إلا سنين قلائل، قد انتهكت حرمته، وبدد شمل محتوياته على الرغم من ضآلتها وعلى الرغم مما كان للفرعون من قداسة في نفوس الشعب.

«ورقة إمبراس»: هذه الورقة موجودة «بمتحف فينا» في مجموعة أوراق البردي رقم ٣٠ (راجع A. Z. (1876) P. P. I. ff). وقد نشر صورة منها «فون برجمان». ويبلغ طول هذه الورقة ٣٨ سنتيمترًا وارتفاعها ١٨ سنتيمترًا، ومكتوبة من جهة واحدة.

ويدل ظاهرها على أنها كاملة، وتحتوي على صحيفتين: الأولى تتألف من تسعة أسطر، والثانية من اثني عشر سطرًا. وقد أرخت بالسنة السادسة من عهد النهضة، ولم يذكر في التاريخ لا الشهر ولا اليوم، وترجمة السطرين الأولين يدلان على كنه الورقة إذ كانت خاصة بالضرائب؛ فحص الوثائق الخاصة بالضرائب التي أحضرها رئيس الضرائب من أهل البلاد، وهي التي كانت في آنيتي «قب». والإناء الأول يحتوي على وثائق مختلفة المادة، وعلى ذلك لم ترتب في مجاميع مثل التي في الإناء النائي تحت أي عنوان عام.

والوثيقتان الأوليان فيها تُدعيان «فدنو»، وهي مكتوبات خاصة بالضرائب. والوثيقة الثالثة هي سجل تفتيش قام به الكاهن «أمنخعو» الخاص بأكاليل «آمون-خنم-نحج». غير أننا لا نعلم ما هي هذه الأكاليل. أما عن مجموعة الوثائق التالية فليس فيها صعوبة. ففي السطر السادس نقرأ عن سجلات معبد «مدينة هابو» الذي أقامه «رعمسيس الثالث». وهذه السجلات لا بد أنها كانت في نوعها تشبه السجلات التي وجدت في «معبد اللاهون» ومعظمها الآن في «برلين». ومما يؤسف له جد الأسف أنها لم تصل إلينا حتى الآن. وقد جاء ذكر ورقة أخرى يظهر أنها مكررة مع الأخيرة، وكذلك ذكرت أربعة ملفات صغيرة فيها سجلات معبد. ولم يبقَ لنا من هذه البرديات التسع التي كانت في الإناء الأول واحدة.

والإناء الثاني يحتوي على وثائق خاصة باللصوص. فالوثيقة الأولى سجل فيها إيصال بذهب وفضة ونحاس، وجد أن عمال الجبانة قد سرقوها. والقبر الذي أخذ منه هذه السرقات لم يُعين، وعلى ذلك لا يمكننا تحقيق الوثيقة على وجه التأكيد. وإذا لم تكن هي الورقة رقم ١٠٠٦٨ فلا بد أنها وثيقة مماثلة لها. والورقة التالية (ص٢ س٤) وهي خاصة بتفتيش المقابر، ولا يمكن إلا أن تكون ورقة «إبوت». ويأتي بعد ذلك وثيقة تدعي التحقيق مع الرجال الذين وُجد أنهم خربوا حجرة الدفن (؟) ثم الورقة الخاصة بالتحقيق الخاص بمقبرة «سخمرع شد تاي»، ولا يمكن أن تكون تقريبًا غير ورقة «أمهرست»، التي تحدثنا عنها مع تكملتها بورقة «ليو بولد الثاني».

ويأتي بعد ذلك ورقة عنوانها: التحقيق الخاص بقبر قائد الجيش العظيم الذي عمل مع النحاس «وارسي»، والظاهر أن هذا النحاس قد يكون نفس الرجل الذي أشير إليه باسم «باوارسي» في الورقة ١٠٠٥٤ (ص٧ س٢) حيث قد اتهم بأنه قد ذهب مع آخرين لسرقة مقابر غربي «طيبة».

وقد جاء ذكر حادثة مماثلة لهذه الورقة رقم ١٠٠٥٢ حيث نجد الاسم قد كتب «وارسي» وعلى أية حال فإنه لا توجد أية إشارة لقبر قائد عظيم، وعلى ذلك لا يمكن توحيد وثيقة «إمبراسي» لا بالورقة رقم ١٠٠٥٢ ولا بالورقة رقم ١٠٠٥٤.

ولدينا وثيقة أخرى (ص٢ س١٠) عنوانها: قائمة بالشهادات الخاصة بالنحاس والأشياء، التي باعها اللصوص من «مكان الجمال»، ولا بد أن تكون هي الورقة رقم ١٠٠٥٣ من الوجه، وقد وصفت في هذه الوثيقة (وجه ص١ س٤) بنفس الكلمات تقريبًا. وكذلك لدينا قائمة لصوص (ص٣ س١١) غير أنها على ما يظهر قد فقدت.

والوثيقة الأخرى في هذه الصفحة (ص٢ س١٢) عنوانها: التحقيق مع الأجنبي «بيقح» بن (؟) «ستخمحب» وقد فقدت.

وبذلك تنتهي القائمة الثانية، وتحتوي على ثماني وثائق خاصة باللصوص. وقد أمكننا أن نتعرف على ثالث بالتأكيد نسبيًّا وهي: ورقة «إبوت»، وورقة «أمهرست»، والورقة رقم ١٠٠٥٣ (من الوجه).

ويلفت النظر في هذه التحقيقات أنها كلها تشير إلى مجاميع السرقات المبكرة، وهي: «إبوت»، و«أمهرست» رقم ١٠٠٥٤، ومجموعة «تورين» التي تشغل السنتين السادسة عشرة والسابعة عشرة من حكم «رعمسيس التاسع».

ويجد القارئ تفاصيل عن هذه الأوراق فيما كتبه الأستاذ «بيت» (راجع The Great Tomb-Robberies. P.p. 177–180).
  • الترجمة: (P1. XXXVIII) الصفحة الأولى: (P1. XXXVIII): (١) السنة السادسة من عصر النهضة. فحص سجلات رجال الضرائب٣٤ التي استولى عليها رئيس الضرائب من الأهلين، التي كانت في الإناءين (٣) والملفان اللذان يحملان سجلات الفضة الخاصة بالضرائب، وهي التي استولى عليها رئيس الضرائب من الأهلين.

    (٥) سجل الفحص الذي عمله الكاهن «أمنخعو» عن أكاليل «آمون-الممنوح-بالأبدية».

    (٦) سجلات معبد ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وسر ماعت رع مري آمون في بيت آمون».

    (٧) الورقة الأخرى التي كان عليها صورة من السجلات.

    (٨) أربعة الملفات التي كان عليها السجلات.

    (٩) المجموع: ملفات البردي التي كانت في الإناء تسع وثائق.

  • الصفحة الثانية (P1. XXXVIII): (١) الوثائق الخاصة باللصوص التي كانت في الإناء الآخر.

    (٢) سجل تسلم الذهب والفضة والنحاس التي وجد أن (٣) عمال الجبانة قد سرقوها: واحد.

    (٤) فحص المقابر ذات الهرم: واحد.

    (٥) التحقيق مع الرجال الذين وجد أنهم قد نهبوا (؟) (٦) مقبرة في غربي المدينة.

    (٧) الفحص الخاص بهرم ملك الوجه القبلي والوجه البحري «سخم ماعت رع شد تاوي»: واحد.

    (٨) الفحص الخاص بقبر القائد العظيم للجيش (٩) الذي أُجري مع النحاس «وارسي».

    (١٠) شهادات خاصة بالنحاس والأشياء التي باعها اللصوص من «مكان الجمال»: واحد.

    (١١) قائمة اللصوص: واحدة.

    (١٢) التحقيق مع الأجنبي «بيقح» بن (؟) «ستخمحب»: واحد.

(٢) المحاكمات الجنائية في مصر القديمة استنباطًا من الأوراق التي فحصناها هنا

تحدثنا فيما سبق عن سرقات المقابر الملكية وغيرها، وكذلك الاعتداء على المعابد وسلب أثاثها. وقد رأينا المحاكمات التي قام بها رجال القضاء والمحاكم، وعلى رأسهم الوزير لمعاقبة الجناة، ورد السرقات إلى أماكنها إذا أمكن. وقد جمعنا المواد الخاصة بهذا الموضوع في فصل واحد، على الرغم من أنها حدثت في عهود ملوك مختلفين، ولكن يلاحظ أن معظمها وقع في عهد «رعمسيس التاسع» وعهد «رعمسيس الحادي عشر». والواقع أن الوثائق الخاصة بذلك العهد تقدم لنا مادة هامة عن الإدارة القضائية في مصر في تلك الفترة. وهو موضوع صعب التناول لقلة الوثائق التي وصلت إلينا عنه، وقد كان أوَّل من كتب فيه الأستاذ «سبيجلبرج»،٣٥ ثم الأستاذ «بيرن»،٣٦ وأخيرًا كتب الأستاذ «زيدل»،٣٧ وغيره من الكتَّاب الذين جاء ذكرهم في سياق الكلام في كتاب «مصر القديمة».

وعلى أية حال فإن أوراق البردي التي ترجمناها هنا لها أهمية عظيمة في درس المسائل الجنائية على وجه خاص، وسنحاول هنا أن نستخلص منها ما يمكن استخلاصه بقدر ما تسمح به هذه المتون، وما لدينا من مصادر أخرى.

ولا بد أن نلحظ هنا منذ البداية أن هذه المتون ليست كلها من نوع واحد، فورقة «إبوت» وورقة «أمهرست» و«ليو بولد الثاني» تؤلف مجموعة قائمة بذاتها، فهي ليست تقريرًا عن محاكمة، بل بحثًا من نوع خاص. والمجموعة التي تتألف منها الورقة رقم ١٠٠٥٣ والورقة رقم ١٠٣٨٣ وكذلك جزء من متن، والورقة رقم ١٠٠٥٤ تبحث في سرقات ليست من مقابر بل من معابد. أما سائر الأوراق الأخرى فتبحث في سرقات من الجبانات، ولكن مجموعة الأوراق التي تشمل الورقة رقم ١٠٠٥٣، والورقة رقم ١٠٠٦٨، فتتميز بأن اللصوص المتهمين فيها كانوا كلهم من هيئة عمال الجبانة العظيمة، ولا بد أن نلحظ هذه الفروق حتى يمكننا أن نصل إلى نتيجة جاءت عن روية وبحث، والأسئلة التي يجب أن نصل إلى حلها — وهي التي تهم رجال القانون — ما يأتي:
  • (١)

    من الذي ابتدع العمل ضد المجرمين؟

  • (٢)

    ما نظام المحكمة التي حاكمت هؤلاء المجرمين؟

  • (٣)

    كيف كانت الإجراءات عند المحاكمة؟

  • (٤)

    في يد من كانت سلطة النطق بالحكم، وما العقوبات التي كانت توقع؟

وسنتناول كلًّا من هذه الأسئلة على حسب الترتيب الذي وضعناها فيه:

من الذي ابتدع العمل ضد المجرمين؟ أو من الواضع لقانون العقوبات؟

لا شك في أن الوزير كان يلعب أهم دور في إدارة القضاء في مصر كما أشرنا إلى ذلك من قبل (راجع مصر القديمة ج٢ وج٣ وج٤) وبخاصة ما جاء في نقوش الوزير «رخ من رع»، وفي العهد الذي كتبت فيه «ورقة إبوت» أي: عهد «رعمسيس التاسع»، وما قبله مباشرة لم يكن في البلاد غير وزير واحد٣٨ وهو «خعمواست»، وكان مقر وظيفته «طيبة» وهو الذي بلغه «بورعا» أمير غربي «طيبة» أوَّلًا بالسرقات التي تناولناها في ورقة «إبوت» (ص١ س٧–٩) وقد خطا «بورعا» هذه الخطوة على ما يظهر بسبب مركزه بوصفه أمير غربي «طيبة»، ورئيس الشرطة في الجبانة، وهذا بالطبع يجعله مسئولًا عن حفظ المقابر سليمة.

وقد وجه تقريره عن الحالة، لا للوزير وحده، بل كذلك للأشراف، وسقاة الفرعون؛ على أنه في الوقت نفسه لم يكن الموظف الوحيد الذي كان في مركز يجعله يبلغ مثل هذه الجريمة، إذ نجد في المتن أن «باسر» أمير «طيبة» الشرقية قد أبلغ التلف المزعوم الذي لحق بقبر الفرعون «أمنحتب الأول»، وقد وجه تقريرًا لنفس الهيئة التي قدم لها تقريره «بورعا» غير أنه قد وُضع هنا بتفاصيل أكثر. ويلاحظ هنا أنه لا توجد أية إشارة للفرعون، وأن الوزير وعماله على ما يظهر قد قاموا بعمل تحقيق بدون أي إشارة إلى الفرعون أو تلقي تعاليم منه.

ومن جهة أخرى نجد أن «باسر»، عندما تضايق من المظاهرات المعادية له التي قامت بها هيئة عمال الجبانة هدد بإبلاغ الفرعون مباشرة (أو أبلغه فعلًا) عن سلسلة جديدة من التهم كان قد قدمها له كتاب الجبانة. ولا نعلم إذا كان «باسر» قد نفذ تهديده أم لا. ومن المحتمل أن تقديم موظف مرءوس تقريرًا مباشرًا للفرعون دون أن يُعرض على الوزير أوَّلًا كان أمرًا غير مألوف، والظاهر أن «باسر» في هذه الحالة قد شعر بأن الوزير كان معاديًا له، ويمكن على ذلك أن يهمل، أو على أية حال يستخف بأية تهم يمكن أن يقدمها له.

ومن هذه الحادثة نحصل على طرف ثمين من المعلومات، وهي أن الإجراء السليم عند حدوث مخالفات في المقابر أن يقوم كتاب الجبانة بتبليغ الوزير مباشرة إذا كان في الوجه القبلي، وإذا لم يكن هناك كان على الشرطة وأتباع جلالته للجبانة أن يقفوا أثر الوزير منحدرين في النهر، حاملين وثائقهم الخاصة به لتقدم له، ومن ثم نعلم أن الفرعون لم يظهر فعلًا في القصة التي قصت في «ورقة إبوت».

أما في المتن الذي على وجه الورقة رقم ١٠٠٦٨ (ص١ س٥-٦) فنسمع أن اللصوص قد بلغ عنهم «بورعا» وكتاب الحي «وننفر»، والوزير والكاهن الأكبر «لآمون»، وهذان الموظفان الكبيران أمرا بالقبض على الطوائف المتهمة، ونلحظ في قرن اسم الوزير باسم الكاهن الأكبر أهمية ملحوظة، وذلك أنه لما كان الكاهن الأكبر «لآمون» أكبر سلطة روحية في البلاد، فإنه كان بلا شك يهمه معرفة أية جريمة يكون من شأنها تدنيس أي معبد أو قبر. وهنا كذلك نجد أن الفرعون لم يكن له دخل في القصة، على الرغم من أن ذلك يمكن أن يعزى من جهة أخرى إلى قلة التفاصيل التي في متناولنا.

ولدينا محاكمتان كان للفرعون دخل فيهما، ففي متن الورقة رقم ١٠٠٨٣ نقرأ أن الكاهن «أمنموسى» قد أبلغ الفرعون سرقة أو سرقات من الفضة والذهب من المعبد، فأمر الفرعون الوزير والساقيين بتحقيق القضية. وفي نفس الورقة نجد سرقة معينة من الفضة بلغها كاهن المعبد المختص للفرعون. ومن الورقة رقم ١٠٠٥٢ (ص٣ س٢-٣) نعلم أن بعض لصوص المقابر قد حقق معهم الوزير وأشراف «مكان التحقيق» الذين وكل إليهم أمره. ولما كان الوزير يعد أكبر سلطة في البلاد بعد الفرعون، فلا بد أن الأخير كان هو الذي وكل القضية إليه ولمحكمته للفصل فيها، ويؤكد هذا الرأي ما جاء في ورقة «إبوت» خاصًّا بنفس القضية. فنجد في هذه الوثيقة أن «بورعا» يضع قائمة لصوص أمام الفرعون، وبعد سبعة أسابيع يضع قائمة مصححة وأطول من السابقة أمام الوزير. ولا بد أنه على ما يظهر في المدة التي بين هذين التاريخين كان الفرعون قد سلم القضية إلى الوزير.

وعلى ذلك فلدينا هنا قضيتان: إحداهما قضية سرقة من معبد، والأخرى قضية سرقة من مقابر، وفي كلتيهما وكل الفرعون أمر المحاكمة بلا نزاع إلى الوزير ورفاقه الأشراف، ومن المحتمل إذن أن هذا كان هو الإجراء المتبع في كل القضايا التي من هذا الطراز والضخامة. وليس لدينا في وثائق أوراق البردي التي في متناولنا ما يتعارض مع هذا الرأي؛ لأنه على الرغم من عدم وجود إشارة إلى الفرعون في حادثة ورقة «إبوت» صريحة إلا أنه لا بد أن نذكر أن هذه الحالة كانت خاصة جدًّا، وأن المحاكمة الوحيدة فيها (ص٧) كانت محاكمة قد عُرضت لغرض خاص عن رجال عُرف عنهم أنهم غير مذنبين، مما لا يكاد يجعلها محاكمة بالمعنى القضائي المعروف.

كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟

لقد عُملت محاولات من وقت لآخر للبرهنة على وجود محاكم قضائية في مصر القديمة ثابتة على وجه التقريب. وقد أثبتت معظم هذه المحاولات وجود أسماء جماعات في يدها على ما يظهر وظائف قضائية مثل٣٩ «ستة البيوت العظيمة»، أو هيئة «قنبت» التي ظهرت في عهد الدولة الحديثة. وفي العصر الذي نبحث فيه ظهرت الهيئة الأخيرة والحقائق عنها، هي التي جمعها الأستاذ «سبيجلبرج» (Stud. U. Mat. Pp. 13. ff) و«جاردنر» (راجع: Inscriptions of Mes. pp. 33 ff.) وغيرهما يجعل من البين أنه في عهد الدولة الحديثة كانت توجد محكمة تجلس للفصل في القضايا المدنية والجنائية تسمى غالبًا «قنبت» أو بتعبير أوفى «قنبت شزمو» أي: محكمة المستمعين، وأعضاء هذه المحكمة كان يشار إليهم بلفظة «سرو» أي: «أشراف» أو وجهاء. وقد أبان الأستاذ «جاردنر» أنه في المنازعة التي ذكرت في نقوش «مس»، وهي التي يرجع تاريخها على وجه عام إلى عهد الأسرة التاسعة عشرة، أنه توجد محكمتان «قنبت»، وهما: «قنبت» الكبيرة، ومقرُّها «هليوبوليس» تحت رياسة الوزير؛ و«قنبت» المحلية في «منف»، وتحتوي على أشراف المدينة «سرو»، ويشار إليها أحيانًا بأشراف المدينة. ويقابل المحكمة الكبيرة في «هليوبوليس» أخرى مماثلة لها في «طيبة» يرأسها وزير الوجه القبلي في الوقت، الذي كان يوجد فيه للبلاد وزيران، وكذلك كانت الحال عندما كان لا يوجد في البلاد إلا وزير واحد.
وفي المادة التي نجدها في الأوراق البردية التي فحصناها فيما سبق لم نصادف ذكر محكمة «قنبت» إلا مرة واحدة، وهي بالضبط «قنبت» الكبيرة التي في «طيبة» (راجع: Abbot p. 7) ويسمى أعضاؤها «سرو» أو بتعبير أدق «الأشراف العظام» (نا-سرو-عا) (راجع ص٧-٨) وتتألف من «الوزير» وكاهن «آمون» الأكبر، والكاهن الثاني «لآمون»، وساقيين من سقاة الفرعون، ومدير بيت «المتعبدة الإلهية»، ونائب قائد الجيش للخيالة، وحامل علم البحرية، والأمير «باسر» حاكم «طيبة الشرقية». ويلاحظ في إجراء هذه المحكمة أن المحاكمة الفعلية التي عملت مع ثلاثة النحاسين لم تكن إلا ثانوية فقط؛ لأن غرضها الرئيسي كان التخلص، ويحتمل عدم تتبع التهم التي قدمها «باسر»؛ الذي كان أحد أعضائها، ضد هيئة عمال الجبانة.
وهذا هو المثل الوحيد الذي جاء في أوراق البردي التي بحثناها، وفيه ذكر محكمة على النحو السابق. حقًّا نعلم مع ذلك تأليف الجماعات التي أدارت الكثير من التحقيقات، فنعلم مثلًا أن القضية العظمى الخاصة بسرقة المقابر في ورقة «ماير» Mayer A، وكذلك في الورقة رقم ١٠٠٥٢ قد أجرى التحقيق فيها الوزير «نبماعت رع نخت»، والمشرف على الخزانة، والمشرف على مخزن الغلال «منماعت رع نخت»، والساقيان «ينس» و«بميآمون».

وهؤلاء الأشخاص لا بد أنهم كانوا مثل الوزير والأشراف «سرو» الخاصين «بمكان التحقيق الذي وكل أمره إليهم» السالف الذكر (راجع الورقة رقم ١٠٠٥٢ ص٥ س٢-٣).

أما المحاكمة التي نقرأ عنها في ورقة «أمهرست-ليوبولد الثاني»، فقد قام بها الوزير والساقي وحاجب الفرعون وأمير «طيبة»، وهؤلاء هم على الأقل الأشخاص الذين كتبوا عنها تقريرًا للفرعون. وهؤلاء الموظفون الأربعة أنفسهم قد قاموا قبل ذلك ببضعة أيام بالتحقيق الذي سجل في الورقة رقم ١٠٠٥٤ عن سرقة المقابر. ولا يمكننا أن نذكر هنا أية محكمة أو جماعة من الموظفين قد حاكموا المجرمين الذين جاء ذكرهم في ورقتي ١٠٠٥٣ و١٠٠٦٨ السابقتي الذكر؛ فقد حبسوا أوَّلًا في معبد «ماعت» «بطيبة»، ثم سلمهم الوزير والكاهن الأكبر إلى موظفي الجبانة للمحافظة عليهم. وتحدثنا يوميات الجبانة عن التحقيق الذي أجري مع الرجال وزوجاتهم، غير أنه لم يأتِ ذكر الذين قاموا بهذا التحقيق. ونعلم أن استعادة المتاع المسروق كان قد قام به الوزير والكاهن الأكبر «لآمون».

وإذا حاولنا أن نوحد أي جماعة من هذه الجماعات الصغيرة بالمحكمة الكبرى الطيبية، أو نزعم أن أية واحدة منها كانت تؤلف محكمة قضائية ثابتة، فإن ذلك لا مبرر له كلية. وتدل كل الاحتمالات حقيقة على عدم صحة هذا الرأي، فتأليف المحكمة العظيمة «قنبت» قد ذكر في ورقة «إبوت»، ومع ذلك فإن الموظفين الذين كانوا يعملون في ورقة «أمهرست-ليو بولد الثاني»، والورقة رقم ١٠٠٥٤ وهي التي كانت قد كُتبت بعد يوم أو يومين من تاريخ «إبوت» لا يزيد عددهم عن أربعة، ولا يمكن أن يؤلفوا بأنفسهم محكمة كبيرة (قنبت). والمعقول في مثل هذه الأحوال أن هذه القضايا التي كانت غاية في الأهمية بسبب انتهاك حرمة المقابر والمعابد، كان الفرعون يكل أمر التحقيق فيها لثلاثة أو أربعة من أعلى الموظفين في الحكومة في العصر الطيبي.

طريقة المحاكمة

إن طبيعة المجرم المصري يمكن التحقق منها تمامًا إذا أمكن فهم الأحوال التي تختلف فيها عن المحاكمة العصرية. فالأشخاص الذين كان لهم علاقة بالقضية المنظورة أمام المحكمة هم أعضاء التحقيق والمجرمون والشهود، ولم يكن هناك أي محكمين، كما لم يكن هناك محامون لكلا الفريقين. وجماعة المحققين أنفسهم تتألف من مدعٍ وقاضٍ ومحكمين. ولم يكن هناك مجلس للدفاع، فلم يكن في مصر القديمة إذن مدافعون، فقد كان الأبرياء على ما يظهر يضعون ثقتهم في سرد قصتهم في صورة بسيطة خالية من كل تزويق ويأملون بعد ذلك في أحسن النتائج.

وهذه الأحوال٤٠ لم تكن شائعة فقط في القضايا الجنائية بل كذلك في المحاكمات المدنية، وكان يوجد طبعًا في القضية حزبان: المدعي والمدعى عليه، وكان كل منهما يقوم بتسيير قضيته فيقدم الأدلة كتابة أو بإحضار شهود، وكان القاضي أو القضاة ينطقون بالحكم بعد سماع القضية.

وفي هذه الأحوال يمكن الإنسان أن يذهب إلى أن الإجراءات عند المحاكمة كانت غاية في البساطة، فالمشتبهون — وكان كثير منهم برآء كما كان يتضح ذلك بعد — كان يقبض عليهم، وفي كثير من الأحوال كان يقبض على زوجاتهم معهم. وكان يؤتى بهم واحدًا فواحدًا أمام الأعضاء المحققين، ويُسألون أسئلة من نوع معلوم.

وهذه الأسئلة كانت في معظم الأحيان يساعد الإجابة عليها نوع من التعذيب، ويلاحظ أن العلاقة الوثيقة التي توجد في العقلية المصرية بين فكرة السؤال وبين فكرة الحض على جواب صادق قد عبر عنها في اللغة المصرية ببعض جمل مثل: «يمتحن بالضرب.»

والطرق التي كانت تستعمل لحض الشاهد على الكلام ثلاث، وكلها قد ذكرت في الورقة رقم ١٠٠٥٢ (ص٥ س٢٣، ص٧ س١٧) وهي العصا أو فرع الشجرة (نقز) وكذلك الضرب بالفلقة (المد في الفلقة كما يعبر عنه في عصرنا).

وقد كان التعذيب من أي نوع يستمر حتى يقول الشاهد: قف، سأعترف. وبعد ذلك يتلو بيانه، فإذا وجد أنه غير مُرْضٍ ضُرب ثانية أو عذِّب، وقد يحدث أن يشفع ذلك بالضرب مرة ثالثة، وكان هذا الضرب يؤدي إلى الاعتراف عادة بالمعلومات المطلوبة، أو إذا لم يؤدِ إلى ذلك فإن هذا الجزء من المحاكمة كان ينتهي بقول الشاهد: إني لم أرها، أو بقول الكاتب الذي يسجل الشهادة: إنه لا يريد الاعتراف. وقد كان يعترف أحيانًا بغير الحقيقة من شدة ألم الضرب.

وفي كثير من الأحوال لم يذكر لنا اسم واضع الأسئلة للمسئول؛ لأنه في معظم الأحيان يعبر عنه بضمير الغائب عادة، قال واحد له: قص قصة ذهابك لمهاجمة المقابر … إلخ، وفي حالات قليلة على أية حال قد ذكر أن الوزير (الورقة رقم ١٠٠٥٢ ص٣ س١٨، ٤ س٦) أو ساقي الفرعون يضع سؤالًا، وكذلك نجد من وقت لآخر كاتبي الجبانة يضعان أسئلة، ولم يُذكرا ضمن الأشخاص الذين يؤلفون هيئة التحقيق ولكنهما كانا حاضرين بلا شك ليمثلا مصالح الجبانة (ص١ س١٩، ص٥ س١٤، ١٧). وبالإضافة إلى التعذيب كانت توجد طريقة أخرى كان يُظن أنها ذات أثر في استخلاص الحقيقة من الشاهد أو الجاني، وذلك بحلف اليمين؛ غير أن هذه الطريقة لم تحل محل التعذيب؛ لأننا نجد في كثير من الحالات أن الطريقتين كانتا تستعملان والاسم الذي استعمل للقسم هو «حياة السيد» أي: الملك. وأصل هذه الصيغة يرجع كما هو معلوم تمامًا إلى قسم بحياة الملك، وغالبًا بحياة الإله أيضًا، مثال ذلك: بحياة «رع»، وبحياة الملك سأفعل … إلخ.

وكان يقال عند التعبير عن حلف اليمين أن الشاهد أخذ اليمين٤١ أو أن اليمين قد أعطي له، وأبسط صيغة لليمين كان يضاف لها «ألا أتكلم الكذب.» وأحيانًا نجد في ألفاظه إشارة إلى العقاب الذي يوقع في حالة الحنث باليمين، مثال ذلك: «على شرط أنه يشوه» أي: يُجدع أنفه وأذنه. ولدينا عقوبتان أخريان من نوع خاص: إحداهما الوضع على الخازوق. والثاني هو النفي إلى بلاد «كوش»، أو بعبارة أكثر تفصيلًا إلى فرقة «كوش». ومن هذا يجب أن تفهم أنه كانت توجد حامية في مكان قاصٍ مثل «كرما»، أو فرقة جنود كانوا يشتغلون عمالًا في مناجم الذهب في بلاد النوبة، وهذا هو نفس المتبع في أيامنا مع المجرمين الذي يبعثون إلى الطور وغيره من الأماكن النائية.

على أنه توجد صيغ كثيرة لحلف اليمين؛ فنجد مثلًا في الورقة رقم ١٠٠٥٢ (ص٢ س١٥) أن سجينًا قد نطق يمينًا بكلماته هو كالآتي: بحياة «آمون»، وبحياة الملك؛ إذا وجد أي رجل معي قد أخفيت اسمه فليوقع عليَّ عقابه … إلخ.

والأشخاص الذين حُقق معهم في هذه المحاكمات لا ينحصرون في المجرمين، بل كذلك في شهاد الجريمة، والذين تصرفوا في الأمتعة المسروقة، وكذلك الذين رآهم آخرون في جوار الأماكن أو المقابر التي اعتدي عليها أو خربت. وفي حالة أو حالتين قبض على أشخاص أبرياء (الورقة رقم ١٠٠٥٢ ص١٤ س٢٥). والظاهر أن كل الشهود، سواء أكان يعتقد أنهم مذنبون أم أبرياء، قد عوملوا جميعًا معاملة واحدة عند التحقيق معهم، وقد ضرب أكثر من شخص من المواطنين الأبرياء مرة أو أكثر من مرة قبل أن تجد لجنة التحقيق أو المحكمة أنه بريء من أية علاقة باللصوص، ثم يطلق سراحه (راجع الورقة رقم ١٠٠٥٢ ص٤ س٤، ص١٤ س٢١) وإذا اتفق أن مجرمًا قد مات فإن ابنه أو زوجه كان يؤتى به أو بها للتحقيق فيما ارتكبه المتوفى (راجع «ماير A») من جرائم.

وكذلك يمكن أن يحقق مع خادم فيما يخص سيده (الورقة رقم ١٠٠٥٢ ص٧ س٢، ص١٠ س١٦).

وقد كان ضمن حيل القضاة أن يواجهوا الشهود بعضهم بالبعض الآخر. وقد كان المشتبه في أمره أحيانًا يترافع عن براءته، ويضيف إلى ذلك قوله: «دع أي رجل يتهمني أن يحضر إلى هنا.» وفي بعض الأحيان لا تجد المحكمة على ما يظهر جوابًا على ذلك، ولكن في أوقات أخرى كان يؤتى بالمتهم في الحال، ويوجه إليه تهمته، وفي حالة واحدة أحضر عدد من المساجين أمام المحكمة لأجل أن يتهم بعضهم البعض الآخر (راجع الورقة رقم ١٠٠٥٢ ص٦ س١٦). وفي حالة أخرى (الورقة رقم ١٠٠٥٢، ص٢ (١) س٧) نجد سجينًا يطلب إحضار أحد رفاقه لأجل أن يصدق على ما قاله، فأحضر الرجل في الحال وصدق على ما أدلى به المتهم.

وكل من يقرأ المحاكمات التي في الورقة رقم ١٠٠٥٢، وورقة «ماير A» لا يشك في أن ما جاء فيها من طرق الأسئلة يعتبر أكثر من الدرجة الثالثة بالنسبة لنا، ومع ذلك قد حصل بها على مقدار ضخم من المعلومات الصحيحة؛ وإنه لمن الصعب أن نكوِّن فكرة عن مقدار عدم نجاح هذه الطرق، فهل كانت بسبب عدم القدرة على الحصول على حقائق هامة، أو بالنسبة للحصول على بيانات كاذبة؟ وهذا ما لا يمكن الحكم به، ففي ورقة ١٠٠٥٢ (ص١٤ س٢٠–١) نقرأ عن رجل أخبر شاهدًا عليه بألا يعترف بأي شيء، وبذلك ينجيه، ولكن مما يؤسف له أن كلام المحرض قد سمع، وبلغ للمحققين، وتجد مرة واحدة لا ثانية لها (Mayer A, 6, 17) أن رجلًا عندما ووجه بأفراد كان قد اتهمهم سحب اتهامه ثم قال: «لقد قلت ذلك من الخوف.» وهذه هي أمثلة تلقي بعض الشك على قيمة الطرق التي استعملت في التحقيق، على أن القائمة الكبيرة بالمحكوم عليهم، وهي التي نجدها في نهاية ورقة «ماير A» ترى فيها شاهدًا بارزًا على مقدار مهارة الطرق التي استعملها «إسكتلنديارد» المصري للقبض على المتهمين.

السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع

ليس لدينا، مما يؤسف له، إلا مادة قليلة عن هذه الموضوعات؛ وذلك لأن الأوراق التي في أيدينا لا تزيد كثيرًا عن كونها سجلات دونت فيها الحقائق الواقعة التي وردت في المحاكمة، ولكن كان يحدث أحيانًا في القضية التي كان قد سجل فيها المحاكمات تسجيلًا كاملًا، وأعني قضية الورقة رقم ١٠٠٥٢ و«ماير A»، والورقة رقم ١٠٤٠٣ أن نرى بعض التعمق في الأحكام عن طريق سلسلة القوائم التي تختتم بها ورقة «ماير A». وهذه القوائم لا تخلو من صعوبات، كما سيظهر حالًا حتى عندما ندرسها مع كل الحقائق التي أمام أعيننا. فالقائمة «٢ب» (وإني أتناول هنا فقط المحاكمة الخاصة بالسرقات من الجبانة) تحتوي على ستة أسماء، وقد عنونت: لصوص الجبانة الذين حقق معهم، ووجد أنهم كانوا في الأماكن أي في المقابر. وهؤلاء إذن هم الرجال الذين وجدوا مذنبين بسبب التهمة الرئيسية الخاصة بالسرقة من المقابر.

والقائمة «٣ب» تقدم لنا رجلين تسلما بعض الفضة من آخرين عندما هدداهم بالفضيحة (؟) … على الرغم من أنهما لم يذهبا. وهذه العبارة قد فسرها لنا ما جاء في الورقة ١٠٠٥٢ (ص٥ س١٨-١٩) حيث نجد لصًّا يصرخ بأنه هو ورفاقه قد أعطوا بعضًا من الفضة لهذين الرجلين، عندما سمعا عنها (أي السرقة) على الرغم من أنهما لم يذهبا معنا إلى هذا القبر. فهذان الرجلان قد أخلى سبيلهما فيما يخص التهمة الأصلية وهي السرقة؛ غير أنه قد حكم عليهما بسبب تسلم فضة عرف بأنها مسروقة.

والقائمة «٤ب» ذات عنوان مربك: (قائمة باللصوص الذين أحضروا من المكان الذي كان فيه الفرعون وحقق معهم) ولو أن اللصوص قالوا: إنهم لم يكونوا معهم، والذين انحدروا في النيل. ويلاحظ أن الرجال الذين تحتويهم هذه القائمة ما عدا واحدًا وهو «نسبرع» صانع الجعة، لهم علاقة بما سميناه قضية أو حادثة «إفآمون» (راجع التعليق على الورقة رقم ١٠٠٥٢) غير أن معلوماتنا يظهر أنها غير كافية لتوضيح عنوان هذه القائمة. إذ يتساءل الإنسان: من هم اللصوص الذين قالوا: إن هؤلاء لم يكونوا معهم؟ هل كانوا هم اللصوص الستة الذين ذُكروا في القائمة «٢ب»؟ وأين كان الفرعون في هذا الوقت؟ وبطبيعة الحال لم يكن في «طيبة»، ولماذا ذهب الرجال منحدرين في النيل؟ كل هذه مسائل تحتاج إلى أجوبة.

والظاهر أن القائمة «ب٥» هي التي تلخص كل الموقف. فنحن لا نعلم شيئًا ما عن سبعة الرجال الذين حكم عليهم بالجلوس على خوازيق، كما لا نعلم كذلك شيئًا ما عن الخمسة عشر الذين قضوا نَحْبَهم في القتال الذي دار في الإقليم الشمالي، ولا عن الثلاثة الذين قتلهم «بينحسي» والاثنين الذين كانوا … ويأتي بعد ذلك: لصوص قد سجنوا ولا يزالون أحياء وفي صحة: تسعة عشر رجلًا. وإنه لمن الصعب أن نعتقد أنه قد وجد من باب المصادفة أن مجموع القائمتين «ب٢»، و«ب٤» هو كذلك تسعة عشر. وبعد ذلك يأتي ستة رجال قد هربوا، وأخيرًا أربعة رجال قد فصل في قضيتهم. وظاهر أن هذا القرار قد أخذ صورة البراءة يدل على ذلك أن اثنين قد أطلق سراحهم قطعًا، على حين أن التهمة التي كانت وجهت لثالث، ويدعى «بنفر أحاو»، هي أنه غسل ملابس مسروقة لسيده. أمَّا ما قرر عن الشخص الرابع المسمى «بنتاور» (راجع الورقة رقم ١٠٠٥٢ ص٨ س٢٥ … إلخ) فإنه بكل أسف وجد ممزقًا، ولكن نزعم أنه قد برئ أيضًا.

وهذه القوائم في حين أنها تمدنا بملخص غاية في الأهمية عن المحاكمة، وترينا عرضًا أنه كانت توجد محاكمات سابقة من هذا النوع، كان من نتائجها الحكم على سبعة بالإعدام؛ لا تعلمنا الشيء الكثير عن المسلك الذي اتبعه أصحاب السلطة في ذلك. ولا شك في أن القرارات التي وصل إليها قد وضعها الحكام المحققون بعد أن سمعوا الشهادات، وكذلك بعد الاستشارة فيما بينهم. على الرغم من أنه لم يبقَ لنا أي سجل عن هذا. ولا يمكن أن يكون العقاب على سرقة المقابر، وهي جريمة مزدوجة الفظاعة؛ لأنها تشمل إلحاق الضرر، بل أحيانًا إتلاف أجسام الموتى، إلا الإعدام.

وإذا كنا في حاجة إلى البرهان على ذلك فلدينا ما جاء في القائمة «ب٥» التي اقتبسناها فيما سبق، وكذلك ما جاء في الورقة رقم ١٠٠٥٢ (ص٨ س١٩-٢٠) حيث نجد شاهدًا يقول: لقد رأيت العقاب الذي وقع على اللصوص في زمن الوزير «خعمواست»، فهل أنا الرجل الذي يذهب ليبحث عن الموت بنفسه، في حين أني أعرف ما يعني؟ ومع ذلك فإن اللصوص لم ينفذ فيهم الإعدام في الحال؛ لأننا قد رأينا الآن أن تسعة عشر منهم في السجن أحياء، وفي صحة، والسبب المحتمل لذلك أن أحكام الإعدام هذه كانت تعرض على الفرعون للتصديق عليها قبل أن تنفذ، وهذه المحاكمة كما رأينا فيما سبق قد وكل أمرها الفرعون لجماعة من الموظفين وعلى رأسهم الوزير، فأي شيء أكثر طبعية من أن هذه كان من واجبها محاكمة المذنبين فيطلقون سراح الأبرياء على مسئوليتهم، ولكن يعرضون المجرم على الفرعون ليلاقي حتفه؟ ونجد مثل هذا الإجراء في ورقة (أمهرست وليو بولد الثاني ص٣ س٩) حيث نقرأ وضع التحقيق معهم، واتهامهم كتابة. وأرسلت رسالة إلى الفرعون بخصوص ذلك من الوزير، وساقي الفرعون، وحاجبه، وأمير «طيبة»، وإنه لمن المجحف طبعًا أن نستخلص من حقائق هذا النوع أن عقاب الإعدام في مصر كان يوقع بأمر الفرعون فقط. فهذه محاكمات حكومية ذات أهمية عظيمة تبلغ في أهميتها تقريبًا بلا شك تلك المحاكمة، التي تحدثنا عنها في مؤامرة حريم القصر في عهد «رعمسيس الثالث» وهي المؤامرة التي دبرت لقتله، على أن إحالة الفرعون أمر محاكمة المتآمرين على قتله في تلك القضية إلى محكمة خاصة أعطاها قوة الحكم بالإعدام أو براءة المتهمين، مما يجعلنا نظن أن الفرعون كان في الأحوال العادية قد حفظ لنفسه هذا الامتياز.

ولا نعلم إلا القليل عن الطريقة التي كان ينفذ بها حكم الإعدام في مصر القديمة، وقد أخبرنا أن سبعة رجال قد نفذ فيهم حكم الإعدام فيما سبق بالخازوق، وهذا العقاب يشار إليه كثيرًا عند حلف اليمين في أثناء تأدية الشهادة. والعبارة هي: إذا وجد أني تكلمت كذبًا فلأوضع على خازوق. وليس لدينا شواهد أخرى من الأدب المصري عن هذا العمل الفظيع الذي كان عظيم الانتشار في بلاد «مسوبوتاميا»، وفي مصر في القرون الوسطى أيام حكم المماليك.

(٣) «أمنحتب» الكاهن الأكبر «لآمون» في عهد «رعمسيس التاسع»

تحدثنا فيما سبق عن السرقات التي حدثت في المقابر والمعابد الواقعة غربي «طيبة» في عهد «رعمسيس التاسع» بخاصة، وفي نهاية الأسرة العشرين بعامة. وقد رأينا أن الكاهن الأول «لآمون أمنحتب» قد كان له شأن عظيم في هذه التحقيقات؛ إذ كان يحتل فيها المركز الذي يلي الوزير. ولا غرابة فإن كل ما لدينا من معلومات توحي بأن كهنة «آمون»، وعلى رأسهم الكاهن كان نفوذهم يتزايد باطراد. وقد تحدثنا عن «نسآمون» فيما سبق، غير أننا لا نعرف حتى الآن المدة التي مكثها في هذه الوظيفة، ومن أجل ذلك أصبح من المستحيل علينا أن نحدد العهد الذي خلفه فيه أخوه «أمنحتب».

فإذا كان صحيحًا كما يدعي «بتري»٤٢ أنه تزوج من «إزيس» بنت «رعمسيس السادس» في أثناء حياة هذا الفرعون، فلا بد من أن نعترف بأنه شغل هذه الوظيفة حوالي (١١٦٢–١١٥٩) ولكن ليس لدينا ما يبرهن على أنه تزوج من «إزيس» هذه، وكون هذه الأميرة تحمل لقب «الزوجة الإلهية لآمون»، ولقب «المتعبدة الإلهية» لا يعني قط كما يعتقد «بتري» أنها كانت امرأة كاهن أكبر. فنحن نعلم صفة الزوجات الثمان اللائي ينسبن إلى الكاهن الأكبر «لآمون» في عهد الأسرة الثامنة عشرة حتى الأسرة العشرين، فسبع منهن كن «الحظيات العظيمات لآمون»، وواحدة كانت مغنية بسيطة له، وسنبين أنه في عهد الأسرة الواحدة والعشرين قد تزوجت من «بينوزم الأول» الفرعون الكاهن امرأة كانت تحمل لقب «المتعبدة الإلهية»، وإذا كنا قد وجدنا أنها تحمل هذه الألقاب السابقة، فذلك بوصفها أميرة ملكية (وقد كانت بنت الفرعون «بوسنس الأول») وأنها كانت زوج ملك لا زوج كاهن، هذا فضلًا عن أن الملكة «كارعما» زوج «شيشنق الأول» حملت هذه الألقاب فيما بعد، وكذلك الملكة «مري موت كرعماما» زوج الملك «تاكلوت الثاني»، وأخيرًا لم نجد «أمنحتب» هذا يشير إلى زوجه على آثاره العديدة التي خلفها لنا. والواقع أن «أمنحتب» لو كان فعلًا قد تزوج من «إزيس» هذه التي تنسب إلى البيت المالك لما تردد في ذكر هذه الصلة ببيت الفرعون. (والحوادث الهامة التي تنسب إلى هذا الكاهن هي التي وقعت في عهد «رعمسيس التاسع» ١١٥٦–١١٣٦ق.م)، وقد أرَّخ عدد كبير من الوثائق التي ظهر فيها اسم هذا الكاهن العظيم للسنين التالية من عهد هذا الفرعون، وبخاصة السنة العاشرة والسادسة عشرة والسابعة عشرة.
والظاهر أن «أمنحتب» بن «رعمسيس نخت» — وقد كان مغرمًا بنسبته إلى أبيه «ليبرز» صفة الوراثة في الأسرة — قد رقي من وظيفة الكاهن والد الإله إلى وظيفة الكاهن الأكبر «لآمون» مباشرة، فكان مثله في ذلك كمثل والده. ويلاحظ أنه في نقشين من نقوش «الكرنك» ذكرت مع اسمه وألقابه العبارة التالية: «على عرش والدة الكاهن الأكبر «لآمون» ملك الآلهة «رعمسيس نخت».» (راجع G. Lefebvre. Inscrip. Nr. 34 et 41) وكذلك كان «أمنحتب» مثل والده يشغل في القصر الملكي وظيفتي سكرتير الملك ومدير البيت، وكان كذلك مهندس عمارة. وفي الحق تلقبه النقوش فقط: المدير العظيم لكل أشغال جلالته. ومن المحتمل أنه كان مكلفًا ببناء المباني القليلة التي شرع في إقامتها «رمسيس التاسع» في «طيبة» (راجع Br. A. R. IV. & 490) فنشاهد في معبد الكرنك على واجهة الأثر المهدم، الذي يشمل محراب «تحتمس الثالث» المصنوع من المرمر، بقايا نقش يشيد بذكرى الأعمال التي نفذت في المعابد الجنازية الخاصة بفراعنة الرعامسة، وبخاصة «رعمسيس الثالث» و«رعمسيس السادس» على يد أحد الكهنة العظام قد مُحي اسمه. ويظن كل من «مسبرو» و«برسند» أن هذا الاسم الممحو هو اسم «أمنحتب»، وهذا محتمل جدًّا. وعلى أية حال فإن نشاط «أمنحتب» كان بارزًا في الكرنك نفسه في ضيعة إلهة، أو بعبارة أخرى في إقطاعية الكاهن الأكبر. وتشير النقوش الممزقة بكل أسف، التي على قاعدة تمثاله الوحيد إلى أعمال البناء التي قام بها … ومحضرًا (؟) عمالًا في كل الأعمال العظيمة، فبنيت «المكان العظيم» الواقع جنوبي البحيرة … وأقمت ثانية هذا … لمعبد «آمون»، وشيدت أبوابه المزدوجة المصنوعة من خشب «مري» المزينة بالنقش الغائر بالذهب الجميل … وقد بنيته بطريقة ممتازة بشغل دقيق … (راجع Musée du Caire, No. 36348 Legrain, A. S. V. p. 21). وربما كان المقصود هنا جزءًا من مسكن الكهنة العظام الذي رأينا فيما سبق أن «رومع-روي» منذ ثمانين سنة مضت قد أصلح فيه المباني الخاصة بالخبازين، وصناع الجعة (راجع مصر القديمة جزء ٦).
وأعمال البناء التي قام بها «أمنحتب» وقد ذكرت بتفصيل كثير في نقش آخذ الآن في الانمحاء عامًا بعد عام، حُفر في نهاية الجدار الشرقي من الردهة الداخلية للبوابتين السابعة والثامنة، وهذا المتن الهام (راجع Lefebvre. Ibid. p. 267 (j)) يعود بنا إلى الأصول القديمة إلى مساكن الكهنة العظام والإصلاحات التي أجريت فيها. وهذا المتن يصف بالتفصيل الأعمال التي قام بها «أمنحتب»: «عمل تحت إدارة من تسلم تعليمات جلالته؛ الكاهن الأول «لآمون رع» ملك الآلهة «أمنحتب» إذ يقول: لقد وجدت هذا المسكن المقدس للكهنة العظام (١) «لآمون» من الزمن القديم، وهو الذي في أملاك «آمون رع» ملك الآلهة قد صار خربًا، وهذا البناء كان قد أقيم في عهد الملك (٣) «خبر-كا-رع» بن «رع» (سنوسرت الأول) وقد تم بناؤه جيدًا (في هذا الوقت) (وفيما بعد) قد أصلح ثانية بطريقة ممتازة بشغل متقن (٤) وعلى ذلك فإني أمرت بتحديد سمك جداره من الخلف والأمام، وأقمت (؟) على هذا الجدار، وعملت عمده وإطارات الباب (٥) العظيمة بالحجارة بشغل متقن، ووضعت فيه بوابات عظيمة من خشب الصنوبر جمعت بصورة جميلة، وأقمت على جداره العظيم المصنوع من الحجر الذي يطل خارج اﻟ (؟) … لكاهن «آمون» الكبير الذي في بيت «آمون». وقد وضعت لبابه العظيم المصنوع من الصنوبر أقفالًا من البرنز، ونقوشًا غائرة من الذهب الجميل … وأقمت بوابته العظيمة (؟) المصنوعة من الحجر التي تؤدي إلى البحيرة الشمالية على (اﻟ …) (٨) طاهر لبيت «آمون»، وأحطته بجدار من اللبن، ونصبت اللوحات العظيمة المصنوعة من الحجر، على إطارات البوابة، وعلى العمد (؟) (٩) وعلى الأبواب المصنوعة من الصنوبر، وعملت … من الأحجار الضخمة التي سُحبت حتى هناك، ونحتت … (١٠) باللقب الملكي باسم الملك العظيم (سيدي …) وأقمت خزانة جديدة في الردهة العظيمة باللبنات … (١١) … عمد من الحجر، وأبواب من الصنوبر منقوشة … (١٢) … جلالته، وكانت خلف مخزن دخل «آمون» …» والنقوش التي تأتي بعد ذلك بها فجوات كبيرة جدًّا، وفي نهاية النقش صلاة محفوظة موجهة بلا شك للإله «آمون»؛ ليحفظ «رعمسيس التاسع» و«أمنحتب» نفسه.
وهذا المتن كما قلت قد نقش في داخل ردهة البوابتين السابعة والثامنة، وهو قريب جدًّا من الباب الخلفي المؤدي إلى البحيرة، وإلى مسكن الكهنة العظام، والباب الخلفي معاصر للبوابتين، ويرجع تاريخه إلى الأسرة الثامنة عشرة؛ غير أن جدرانه لم تكن مزينة، وقد كان أول من زخرفه «أمنحتب»، ففي اللوحة التي في شمال الكوة نقش منظر مثل فيه «أمنحتب» لابسًا جلد الفهد، ومقدمًا «لرعمسيس التاسع» الأزهار، والكاهن الأكبر هنا قد صور بنفس حجم الملك، فيقول له: «لك٤٣ طاقة «منتو» المبجل في «طيبة» سيد النصر، وأمير الأقواس التسعة، رئيس الآلهة وملكهم، ليته يعطيك القوة على الجنوب، والنصر على الشمال.» واسم الكاهن الأكبر مصحوب هنا بألقابه الرئيسية: «عمل تحت إدارة ذلك الذي تسلم التعليمات من جلالة الأمير حامل الخاتم الملكي، السمير الوحيد، والثقة الممتاز عند سيده، والكاهن والد الإله، محبوب الإله، أعظم الرائين «لرع-آتوم» في «طيبة»، والكاهن «سم» لأفق الأبدية (أي المنقطع لسدانة قبر الفرعون) وفاتح أبواب السماء؛ ليرى من يوجد فيها (أي أبواب المعبد) الطاهر اليدين ليقدم البخور للإله «آمون» في المسكن العظيم للرئيس، والمدير العظيم للأشغال في بيت «آمون» الكاهن الأول «لآمون»؛ ملك الآلهة «أمنحتب» ابن الكاهن الأول «لآمون» بالكرنك «رعمسيس نخت».»
وعتب الباب وعارضتاه الخارجيتان قد بدئ في تزيينهما؛ فنجد في وسط العتب قد نقش طغراء «رعمسيس التاسع» جالسًا على علامة ضم الأرضين وحولها إلهان يمثلان النيل يربطان النباتين اللذين يرمزان إلى جنوب الوادي وشماله، وعلى اليسار يشاهد «آمون» جالسًا، يتقبل تحية الكاهن الأكبر «أمنحتب» ومرتديًا ملابس الاحتفال راكعًا أمام الإله، وكان المنتظر هنا أن يتقبل تحيات الفرعون. وفي الجهة اليمنى كان قد بدئ في تصوير المنظر نفسه، ولكن لم ينقش منه غير صورة الإله، وصورة الكاهن الأكبر لم تكن موجودة (راجع L. D. III. 237 d).
والظاهر أن الحفار قد قُوطع في عمله لسبب لا نعرفه.٤٤ وكذلك ترك كل عارضة الباب اليمنى خالية من النقوش. أما العارضة اليسرى فإنها قد زينت بشريطين غير متساويين في الطول، وقد اختفى الجزء العلوي منهما، ويتألف الشريط الأول من ثلاثة أسطر عمودية كتبت موازية، ويبتدئ كل منهما بدعوات للملك «رعمسيس التاسع» موجهة إلى الإله «آمون رع» ملك الآلهة، أو للآلهة «موت» أو للإله «خنسو»، وتنتهي كل من هذه الأدعية الثلاثة بالصيغة الآتية: «عملت تحت إشراف من تسلم تعليمات جلالته. الأمير والكاهن والد الإله، صاحب اليدين الطاهرتين، رئيس الكهنة، والد الإله المحبوب، من الإله الكاهن الأول «لآمون رع» ملك الآلهة «أمنحتب».» والمتن الثاني الذي يتألف من سطرين، وهو المكتوب على الشريط الآخر يلفت النظر بعض الشيء: «(١) … يقول: إني رجل يعظم الإله، وينفذ أحكامه، ويمشي دائمًا على طرقه، ومن يضعه (الإله) في قلبه، وإني كنت سعيدًا في هذا اليوم أكثر من أمس؛ وفي الفجر المقبل سأكون أكثر سعادة أيضًا، وإني رجل يداه منضمتان على قضيب سكان السفينة، ويؤدي في حياته وظائف نوتي «آمون».» (٢) … يقول: «إني رجل عامل الخير لاسم سيده في «الكرنك» والذي يعمل لتبقى ذكراه أبديًّا، في «المكان الفاخر»، أمام الروح الفاخر، لسيد الآلهة، وإني المدير العظيم للأشغال في بيت «آمون»، ومسير كل طوائف الحرف تحت أمري».

وبقية الجدار الخارجي، الذي يمتد شمالي الباب الخلفي كان كذلك قد زينه هذا الكاهن الأكبر النشط حوالي منتصف حكم «رعمسيس التاسع»، وقد عمل فيه ثلاث لوحات أفردت للإشادة بذكره هو، والواقع أنها تمثل الفوز الذي أحرزه «أمنحتب».

وفي اللوحة الوسطى مثل «أمنحتب» الكاهن الأكبر مرتين، وهاتان الصورتان الضخمتان تواجه إحداهما الأخرى وتملآن كل الإطار. وقد مثل لابسًا الملابس الرسمية، وتشمل ثوبًا طويلًا طُرح فوقه جلد الفهد، ويحلي جيده ثلاثة عقود، وينتعل حذاء، ويمسك بيده أزهارًا، وأمامه مائدة القربان محملة بالقربان، وتدل شواهد الأحوال على أنه يقدم التحية لنفسه، وكلا صورتيه محاطة بمتون لم يبقَ منها إلا بعض نُتَف. وتحتوي فقط على صيغ دينية تتلى لأجل الكاهن الأكبر؛ فمثلًا الصيغة التي نقرؤها خلف الصورة التي على اليسار هي (راجع G. Lefebvre. Insc. No, 28): (١) «… الذي ليس له مثيل، ليت الإله يعمل ليبقى اسمي، ويكون مخلدًا، وثابتًا مدة الأبدية لروح الأمير، حامل الخاتم الملكي، والسمير الوحيد، ووالد الإله، محبوب الإله، والكاهن المرتل المدرب، والماهر اليد، وحامل الإله في الأحفال، الكاهن الأول … إلخ.» (٢) «… بنور عينيه ليمد الإله في خيط حياتي في حين أني أرى صليه، وأن يصير فمي مملوءًا بأغذية بيته لأجل روح الأمير الممتلئ عناية بهذا الإله الطيب، والمعتني بآثار سيده، والعامل على أن تبقى ذكراه للأبدية، الكاهن الأول … إلخ.»

واللوحتان اللتان تكنفان اللوحة الوسطى إحداهما على اليسار (الجنوب) والأخرى على اليمين (الشمال) وقد ألفتا بصورة موحدة، غير أن النقوش التي تتبع المناظر المصورة قد اختلفت متونها، ولكنها تشابهت في محتوياتها، وسنكتفي هنا بوصف أكثر اللوحتين سلامة وبقاء، وهي التي على اليمين؛ فيظهر فيها الملك واقفًا لابسًا خوذة الحرب، ومرتديًا قميص الأحفال، وعباءة فضفاضة، ويحلي جيده عقد مؤلف من صفين، ويقبض بيده اليسرى على صولجان طويل، ويده اليمنى ممتدة نحو «أمنحتب» الذي كان يرتدي جلبابه الطويل، ويحلي جيده عقد مؤلف من أربعة صفوف، وينتعل حذاء مثل الذي ينتعله الفرعون، وقد رفع ذراعيه علامة الاحترام والتحية للفرعون، ويلاحظ هنا أن الكاهن الأكبر قد رسم بنفس الحجم الذي رسم به الفرعون، كما شاهدنا في الصورة التي على الباب الخلفي، والفرق الوحيد الذي يميز الملك عن «أمنحتب» الكاهن الأول، هو أن الملك كان يقف على طوار صغير على حين أن قدمي الكاهن الأكبر كانتا تقفان على الأرض. ولما كان المثَّال يقصد أن يظهر بطريقة ما التساوي في الطول بين صورة الفرعون، وصورة الكاهن الأكبر، فإنه قد صور المديرَيْن — اللذين كانا يقفان بجوار «أمنحتب» للقيام بإلباسه أو تضميخه بالعطور — بحجم أقل منه مرتين؛ إذا لا يكاد الواحد منهما يصل في الرسم إلى حزامه.

ويلاحظ أنه قد وُضع بين الملك والكاهن الأكبر ستة حوامل عليها أوانٍ وأقداح وعقود من المعادن الثمينة. وهذه الأشياء هي المكافأة التي يقدمها «رعمسيس التاسع» إلى «أمنحتب» كما يدل على ذلك الخطاب الذي ينطق به الملك شخصيًّا قائلًا للعظماء والندماء الذين حوله: «لتمنح إنعامات عدة، ومكافأة يخطئها العد من الذهب الجميل ومن الفضة؛ وآلاف من كل شيء طيب، الكاهن الأول «لآمون رع» ملك الآلهة «أمنحتب» بسبب الآثار الممتازة التي عملها بعدد كبير في بيت «آمون رع» ملك الآلهة، وهي المكتوبة باسم الإله الطيب ملك الوجه القبلي والوجه البحري «رعمسيس التاسع».»

ولدينا كذلك نقش مؤلف من سبعة عشر سطرًا فيها تاريخ وتفاصيل الأحفال؛ وتدل على الإنعامات التي أعطيها «أمنحتب» (Lefebvre Insec. No. 42).

السنة العاشرة، الشهر الثالث من فصل الزرع، اليوم التاسع عشر في بيت «آمون رع» ملك الآلهة: قِيد الكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة إلى الردهة الكبيرة «لآمون» المسماة: «تعلن مدائحه» لأجل أن يعظم فيها بالكلام الطيب المنتخب. والعظماء الذين تقدموا لإطرائه كانوا: مدير خزانة الفرعون (٥) والمدير الملكي «أمنحتب»، والمدير الملكي «نسآمون» وسكرتير الفرعون، والمدير الملكي «نفر كارع أم بآمون» (٦) حاجب الفرعون.

الأشياء التي قيلت له بمثابة مدح وتعظيم في هذا اليوم، في الردهة العظيمة الخاصة «بآمون رع» ملك الآلهة هي: ليت «منتو» يباركك، وليت يباركك روح «آمون رع» ملك الآلهة و«برع حوراختي» (٨) و«بتاح» العظيم في جنوبي جداره، سيد حياة الأرضين (منف) و«تحوت» رب الكلام المقدس، وآلهة السماء، وآلهة الأرض (٩) وليته يبارك لك روح «رعمسيس التاسع» رئيس مصر العظيم، والطفل الذي تحبه كل الآلهة بسبب العمل الذي أنجزته! وإن عشر الحصاد والضرائب والجزية (١١) التي على ناس بيت «آمون رع» ملك الآلهة ستكون تحت سلطانك، وإنك تقدر الضرائب التي ستدفع لك كلية على حسب مقدارها (؟) وستعمل (١٢) … وستعمل على أن يملئوا داخل الخزائن والمخازن وشون بيت «آمون رع» ملك الآلهة. وفضلًا عن ذلك فإن ضريبة الرءوس والأيدي ستتألف منها مئونة «آمون رع» ملك الآلهة، (١٤) وهي التي كنت تجعلها فيما سبق تحمل إلى الفرعون سيدك، وهذا هو واجب الخادم الطيب المفيد (١٥) للفرعون سيده، والذي يبسط مجهوداته ليعمل كذلك ما يفيد الفرعون سيده … (١٧) … الذي تعمله، وهاك التعليمات التي أُعطيت مدير الخزانة، ورئيس مديري الفرعون (١٨) لمكافأتك ولتعظيمك ولتدليكك بزيت الصمغ الحلو؛ ولأجل أن يعطوك أحواضًا من الذهب والفضة المحفوظة (؟) للخادم الطيب، وهي التي يعطيكها (؟) الفرعون سيدك. وأعطوها إياه سرمديًّا في … الردهة العظيمة لمعبد «آمون» في هذا اليوم …

وفي أسفل اللوحة نقشت ثلاثة أسطر طويلة (Lefebvre. Ibid No. 43) معددة المكافآت التي نالها «أمنحتب» وهي: عقد ملكي، وعقد من الخرز، وصندوق صغير، وإكليل ملكي، ومشابك ملكية، وأشياء ثمينة منوعة، وكلها من الذهب الجميل وتزن عشرة دبنات، وأوانٍ من الفضة بأشكال منوعة تزن عشرين دبنًا. فيكون الكل ثلاثين دبنًا من الذهب والفضة، وخلافًا لذلك خبز ولحوم وجرار من الجعة، وشراب الخروب، وزيت الصمغ، وأخيرًا عشرون «أرورا» من الأرض المزروعة شعيرًا، وهي التي أمر رئيس مخازن الغلال أن يعطيها إياه.
وهكذا نرى أن «أمنحتب» الذي كان يحمل فعلًا ألقابًا ورتبًا سامية — إذ كان رئيس الكهنة للوجهين القبلي والبحري، وحامل خاتم الفرعون، والسمير الوحيد، ورفيق الملك العظيم في قصره — قد أغدق عليه المكافآت ذات الثمن الباهظ في حفل يذكرنا كثيرًا بالحفل الذي أقيم للوزير «باسر»، وهو الذي تسلم فيه هدايا مشابهة من يد الفرعون «سيتي الأول» (راجع مصر القديمة ج٦) (اقرن كذلك ما جاء على لوحة اللوفر = pierret, Louver.II p.10 C 218) حيث يرى الإنسان رئيس الحريم الملكي «حورمين» يتسلم الذهب بمقدار عظيم من يد نفس الملك «سيتي الأول»،٤٥ ولكن لا يغيب عن الذهن أن مثل هذه الإنعامات قد حدثت في عهد الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة، ولكنها كانت مفردة للشجاعة والجدارة عادة (ولم يشذ عن ذلك إلا الإنعام الذي أغدق على الكاهن والد الإله «نفرحتب»،٤٦ ولكن يمكن أن يفسر ذلك بدون شك لرغبة الملك «حور محب» في الحصول على رضا كهنة «آمون». ولدينا استثناء آخر حدث في عهد الأسرة العشرين، وهو ما عمل لحمى الكاهن الأكبر «رعمسيس نخت» المسمى «أمنمؤبت»، الذي تكلمنا عنه فيما سبق). وهذه الإنعامات كان يمنحها الضباط الذين تميزوا بشجاعتهم في ساحة القتال أو الوزراء العظام الذين وقفوا حياتهم على خدمة البلاد الإدارية، فكان يخرج من بين هؤلاء الكهنة الذين كان من أبرز صفاتهم المهارة في الدسائس.٤٧ ومنح هذه العطايا الثمينة الكاهن «أمنحتب» كان مشفوعًا بكلمات مدح يستغرب الإنسان أن توجه من الفرعون إلى تابعه، والشيء الذي زاد في كبرياء «أمنحتب» أكثر من هذه الهدايا هو رؤيته أن الامتيازات التي نالها كانت تفوق في أهميتها حد المألوف. والنقش السابق على الرغم مما جاء فيه من عبارات مبهمة يدلنا على أن بعض الدخل، الذي كانت تجبيه فيما سبق الخزانة الملكية؛ لأجل أن تدفعه إلى خزانة «آمون» كان يجب منذ الآن أن يجبى مباشرة بوساطة كتاب المعبد، ثم يدفع مباشرة إلى خزانة «آمون». وعلى ذلك أصبحت مالية «آمون» مستقلة في صورة ما، وحل الكاهن الأكبر محل الفرعون في جبايتها ومراقبتها، واستعمال جزء من دخل الحكومة. ومن البدهي أن «أمنحتب» الذي كان على علم بما يجري في البلاد، والذي كان يخاف على منفعته الشخصية، قد ضغط على «رعمسيس التاسع» الضعيف. والواقع أن مصر كانت في عهد أواخر ملوك الرعامسة تنحدر سنة بعد سنة نحو الفقر، ولم يكن لدى الفراعنة مال لإرسال الحملات إلى بلاد النوبة أو إلى «سوريا»، وكان أمر الدلتا و«منف» قد أُهمل، ووقفت الأعمال العامة، وقطعت الهبات التي كان يغدقها الفرعون على كهنة «طيبة»؛ ولولا أن «أمنحتب» هذا الرجل النافذ البصيرة قد نجح كما رأينا في تحويل جزء من موارد الدولة العادية لمنفعة «بيت آمون» لساءت حالتهم.
ونفهم أن هذا الكاهن الأكبر كان معجبًا بقوته، ولذلك فإنه مِثْلُ الكاهن الأكبر «رومع روي»٤٨ قد نقش صورته على جدران المعبد، ولكنه قد تغالى في جرأته لدرجة أنه تجاسر على أن يصور صورته بنفس حجم صورة الفرعون، وبذلك أصبح مساويًا له في أعين الشعب كله، ومما لا شك فيه أنه منذ هذه اللحظة قد فكر في إيجاد طريقة يمكنه بها أن يحل محل سيده على كرسي الفراعنة العريق في القدم.

وقد اكتفى «أمنحتب» مدة النصف الثاني من حكم «رعمسيس التاسع» أن يلاحظ الموقف متمتعًا بالميزات التي اكتسبها، ومع ذلك نجد أنه كان يقوم بكل دقة بالواجبات التي كلف بها، ومن ثم نراه كما ذكرنا آنفًا يتدخل في التحقيقات القضائية، التي عملت في الجبانة الطيبية، وفي القضايا الشهيرة التي تبحث عن ذلك.

ولا نزاع في أن الثروة التي جمعت في مقابر العظماء والملوك كان لا بد أن تلهب شره المجرمين، والموظفين أنفسهم الذين وُكل إليهم أمر حراسة هذه الآثار. ولا أدل على مقدار الكنوز التي كانت تحويها مقابر هؤلاء الملوك من الذخائر النفيسة، التي كشف عنها في مقبرة «توت عنخ آمون» في أيامنا. هذا ولدينا فكرة عن ثروة هذه المقابر، مما جاء على لسان لصوص مقبرة «سبكمساف» وزوجه، وقد فصلنا فيها القول عند الكلام على ورقة «أمهرست» و«ليوبولد الثاني». وقد رأينا أن الكاهن الأكبر «أمنحتب» قد عين في تحقيق السرقات المختلفة، كما عين مرتين لهذا الغرض على حسب ما جاء في ورقة «ماير A». ومتن هذه الورقة كما نعرف خاص من جهة بتخريب بعض مقابر الجبانة الطيبية (ومن بينها مقبرتا الملكتين «نسموت» و«بكورل»). ومن جهة أخرى بنهب «صندوق نفائس» ثم إحراقه، وكان يحتوي على أشياء غريبة كانت على ما يظهر ملك الكاهن الأكبر «أمنحتب»، وقد كان في الأصل في مخزن معبد «رعمسيس الثالث» بمدينة «هابو». ولكن في هذه المرة لم يقم «أمنحتب» بدور عضو من لجنة التحقيق أو عضو في المحكمة المكلفة بمحاكمة المجرم، بل ذكر اسمه في جملة ليست بالتأكيد ظاهرة تمامًا؛ غير أنها على جانب عظيم جدًّا من الأهمية في تاريخ «أمنحتب»، وفي تاريخ مصر نفسها في نهاية عصر الرعامسة.
وهاك الترجمة الأخيرة لهذه العبارة (راجع: J. E. A. Vol XIII. p. 254) على حسب رواية ورقة «ماير A»: وقد أحضر العامل «حوت نفر» بن «أمنخعو» بعد ذلك. وقد وُجه إليه اليمين بالملك على ألا يقول كذبًا، وسُمعت شهادته وقال: إن الأجانب أتوا، واستولوا على المعبد عندما كنت مكلفًا برعاية بعض الحمير لوالدي، وقد قبض على «بحتي» وهو أجنبي وأخذني إلى «إبت» (الأقصر) عندما كان «أمنحتب» الذي كان رئيسًا لمعبد «آمون» قد أُقصي مدة ستة أشهر. واتفق أنني عدت بعد تسعة أشهر من إقصاء «أمنحتب» الذي كان رئيسًا لمعبد «آمون» عندما كان صندوق النفائس هذا قد لحق به عطب، وأشعل فيه النار، والآن بعد أن عاد النظام قام أمير غرب «طيبة»، وكاتب الخزانة «بسمن نخت»، وكاتب الجيش «قاشوتي»: دعنا نجمع الخشب حتى لا يحرقه رجال المخزن. وعلى ذلك أحضروا ما كان قد تبقى، ووضعوا خاتمًا عليه، وإنه سليم إلى هذا اليوم. والآن فيما يخص هذا المكان الذي فيه بقية صندوق النفائس فقد حفظ فيه خشب العمال الخاص بالفرن، واتفق أني ذهبت هناك لأخذ الخشب، ثم قال: دع من يتهمني يحضر هنا. فأحضر «نسآمون» بن «بييك» فقالوا له: ما عندك لتقوله عن هؤلاء الرجال الثلاثة الذين سميتهم؟ فأجاب: شاهدتهم يذهبون إلى هذا المكان … ماذا تقصد؟ شاهدتهم يكسرون الخاتم! إني لم أرهم قط يكسرون هذا الخاتم، لقد قلت ذلك خوفًا.

وقد أحضر «حوت نفر» ثانية فقالوا له: لقد ذهبت إلى هذا المخزن، فأجاب: إن ما كان موضوعًا في المخزن هو بعض خشب حريق خاص بالقربان المقدسة، لقد وضعته هناك لحفظ (؟) هذا الخاتم.

وسواء أكانت هذه العبارة صحيحة في تفاصيلها أم لا فإننا نخرج منها بحقيقة تاريخية لها قيمتها. فمهما كان أمر إبعاد هذا الكاهن الأكبر «أمنحتب» فإنه استمر على أقل تقدير مدة تسعة أشهر. والواقع أن الحادث كان من الأهمية بمكان لدرجة أن العمال استعملوه للتأريخ به كما يؤرخ العامة عندنا «بثورة عرابي» فيقال: ولد فلان في «هوجة عرابي»، وقد صحبه حوادث غريبة وقعت في مصر؛ لأنه من الجائز أن الأجانب الذين استولوا على المعبد، ويحتمل أنه معبد «مدينة هابو» كانوا يقومون بأعمالهم المشروعة كما سنفصل ذلك بعد.

وهل من الممكن أن نحدد هذه الحادثة؟ حقًّا نجد في ورقة «ماير A» (Mayer A I. 10 ff) أن «نسآمون» متهم «حوت نفر» قد أُحضر للتحقيق معه بسبب والده. وقد سئل أن يقص قصة ذهاب والده (ليتلف صندوق النفائس) مع شركائه، فأجاب: لقد كان والدي حقًّا هناك عندما كنت طفلًا صغيرًا وليس لي علم بما قد فعل. وقد حقق معه كرة أخرى بعد أن ضرب، فاتهم «حوت نفر» واثنين آخرين بأنهم كانوا في هذا المكان حيث صندوق النفائس. و«حوت نفر» هذا لم ينكر وجوده هناك غير أنه ينكر أنه اشترك في الجريمة الأصلية، وهي تهمة لم يرتكبها قط «نسآمون»، فهو يعترف أنه كان في المكان الذي فيه الصندوق الصغير، ولكن بعد التلف الذي حاق به وكان موجودًا لسبب شرعي تمامًا.
والجريمة الأصلية وهي التي يمكن أن نضعها تاريخيًّا بين الشهر السادس والتاسع لإبعاد «أمنحتب» على حساب كلام «حوت نفر»، قد حدثت عندما كان الشاهد «نسآمون» ولدًا صغيرًا. وفي زمن التحقيق معه بوصفه شاهدًا في السنة الأولى من عصر النهضة (وهي تتفق جزئيًّا مع السنة التاسعة عشرة من عهد «رعمسيس التاسع») كان «نسآمون» كاهنًا، ولم يعد بعد ولدًا صغيرًا. وإنه لمن الصعب أن نحدد هذه الفترة، ولكن لا بد أن تكون عدة سنين، ولا تكاد تقل عن ثلاث أو أربع. والسنين الأخيرة من عهد «نفر كارع» «رعمسيس التاسع» كانت سنين مليئة بالشدة والاضطراب؛ وذلك لأنه في السنة الثالثة عشرة من حكمه حدثت سرقة القبور التي تكلمنا عنها عند الكلام على ورقة «إبوت» وورقة «أمهرست وليو بولد الثاني»، وكذلك التي دونت في الورقة رقم ١٠٠٥٤ المحفوظة «بالمتحف البريطاني» في حين أنه في السنة السابعة عشرة حدثت السرقات التي دونت في ورقة «هاريس» A (pap. B. M. 10054 Recto) وبعض وثائق محفوظة في «تورين»، والهجوم الذي حدث على صندوق النفائس يمكن أن يكون قد حدث قبل السنة السابعة عشرة. ومن المحتمل أن يكون قبل السنة الثالثة عشرة؛ غير أن ذلك ليس ضروريًّا.

ولدينا إشارات عدة في أوراق البردي من هذا العهد تدل على الفوضى، التي يمكن أن تكون لها علاقة بالفترة التي أبعد فيها «أمنحتب». وقد أصاب الأستاذ «سبيجلبرج» عندما لاحظ أن نفس الحادث قد ذكر في الورقة ١٠٠٥٢ بالمتحف البريطاني (ص١٣ س٢٤) حيث نجد شاهدًا اسمه «موت مويا» يقول عن شخص معين: «والآن عندما وقع حرب الكاهن الأول سرق هذا الرجل سلعًا ملك والدي.» وإبعاد «أمنحتب» كان قد نفذ بشدة بالغة لدرجة أنه كان يستحق أن يطلق عليه اسم «حرب».

وكذلك نجد في متن «ورقة ماير» (pap. Mayer A 13, b 2) أن بعض اللصوص قد ذكروا بأنهم قتلوا «في حرب الإقليم الشمالي»، وبعد ذلك نقرأ في نفس السطر التالي عن اللصوص الذين ذبحهم «بينحسي». وهذه الواقعة في ذاتها يمكن أن تكون حالة قتل عادية، غير أنها تعيد إلى ذاكرتنا فقرة جاءت في بردية (Pap B. M. 10054 (10-11 ff)) بالمتحف البريطاني. حيث نجد امرأة تدعى «إسي» زوج «كر» قد اتهمت بأنها قد تسلمت فضة مسروقة من زوجها، وعندما أنكرت ذلك سئلت أن تفسر «مِن أين لها هؤلاء العبيد الذين تملكهم؟» وقد وُجد أن تفسيرها غير مقنع، وأحضر أحد العبيد، وسئل كيف أنه أصبح في خدمتها. فقال: «عندما خرب «بينحسي» بلدة «حارداي» حصل عليَّ النوبي الصغير «بوتح آمون» ثم اشتراني النوبي «بنتسخن» منه. وقد أعطاني دبنين من الفضة (لاحظ مقدار ثمن العبد هنا). وبعد أن قتل اشتراني البستاني «كر» بثمن.» ونحن نعلم أن «حارداي» هي «سينوبوليس» Cynopolis عاصمة مقاطعة «ابن آوى»، وكانت قد خربت على يد رجل يدعى «بينحسي» النوبي، ويمكن أن نأخذ كلمة نوبي التي ذكرت هنا، والتي جاءت في فقرة «ورقة ماير A» لا على أنها علم بل بمعناها الحرفي «هذا النوبي»، أي ذلك النوبي الشهير الذي يعرفه كل إنسان في ذلك العهد. ومما تجدر ملاحظته أن العبد بعد تخريب المدينة المذكورة انتقل من يد نوبي لآخر على التوالي لاقى ثانيهما حتفه ذبحًا. والآن يتساءل الإنسان هل نفهم أن هذه الحرب كانت مجرد حرب محلية في مصر، أو هل حدث غزو نوبي اخترق البلاد شمالًا حتى مقاطعة «ابن آوى»؟ وهل قتل النوبي الثاني المالك للعبد «بنتسخن» يشير إلى استرجاع المصريين للمدينة؟

وعلى أية حال هل هذه الحرب هي التي أشير إليها في فقرة سلفت بمثابة «الحرب في الإقليم الشمالي»؟

ومهما يكن حل هذه المسألة فإن النوبيين لم يكونوا وحدهم هم الأجانب الذين ثبت لدينا وجودهم في مصر في هذا الوقت. فقد رأينا من قبل أن «حوت نفر» قد سلبه أجانب إذ قبضوا عليه في المعبد، هذا إلى إشارات كثيرة عن أجانب في متون هذا العصر (J. E. A. Vol. XII G 258 ff)، حيث نجد أنه في يوم خاص من أيام السنة الثالثة عشرة من حكم «رعمسيس التاسع» العبارة التالية: «إن عمال الجبانة لم يقوموا بأي عمل؛ لأنه لا يوجد أجانب.» (راجع Mayer Pap. A V B, 4) وفي جزء آخر من يوميات جبانة «طيبة» من السنة الثالثة من حكم الفرعون «خبر ماعت رع» يتحدَّث عن عدم قدرة هيئة العمال على الاستمرار في العمل بسبب الأجانب أو اللوبيين، وكذلك نجد على قطعة بردي من عهد ملك غير معلوم من هذا العهد في السنة الثامنة من حكمه أن عمال المدينة قد أرسلوا للوزير رسالة يخبرونه أن «المشوش» زاحفون على «طيبة». وفي قطعة أخرى من نفس اليوميات نفهم منها أن غزوة هؤلاء «المشوش» قد ذكرت بتفصيل كبير. وعلى أية حال فإن هذه الإنذارات بقرب غزو البلاد قد مكثت سنين عدة، والظاهر أنها كانت المقدمة للحركة التي انتهت بغزو اللوبيين كما سنرى بعد.

وتحتوي كتابات يوميات السنة الثالثة عشرة من حكم هذا الفرعون على عدة إشارات تدل على خيبة الهيئة الحاكمة، وعدم قدرتها على إعطاء عمال الجبانة جراياتهم، وسواء أكان ذلك عاديًّا في عهد الرعامسة، أم يرجع إلى أسباب خاصة من النوع الذي نسعى في تتبعه، فإن هذا لا يمكن الجزم به. ونذكر أن «إري نفر» زوج «بنحسي» التي اعترفت أنها حصلت على بعض الفضة ببيع غلة في «سنة الضباع»، عندما كان الناس جياعًا (راجع الورقة رقم ١٠٠٥٢ ص١٢ س٨). وهذه إشارة إلى قحط حدث في البلاد ليس سببه قاصرًا فقط على نقصان النيل.

وزراء هذا العهد: وأخيرًا يجب أن نلفت النظر إلى حقيقة غريبة عن الوزراء في هذا العهد. ففي ورقة «إبوت» (ص٤ سطر ١٠) نعلم أن «نبماعت رع نخت» كان وزيرًا في السنة الرابعة عشرة من حكم الفرعون «نفر كارع» (رعمسيس التاسع) ولكن نعلم أنه في زمن المحاكمة التي وردت في وثيقة «إبوت»، أي السنة السادسة عشرة، لم يكن «نبماعت رع-نخت» هو الوزير بل كان «خعمواست»، ومع ذلك فإنه في الجداول التي على ظهر ورقة «إبوت» التي أُرخت بالسنة الأولى من عهد النهضة وهي التي تقابل السنة التاسعة عشرة على ما يظهر من حكم «رعمسيس الحادي عشر» وكذلك في ورقة «ماير A» وورقة «المتحف البريطاني» رقم ١٠٠٥٢، وكذلك الورقة رقم ١٠٣٨٣ كان الوزير هو «نبماعت رع نخت» ثانية. هذا فضلًا عن أن «خعمواست» لم يكن وزيرًا بعد، وحتى لو كان يوجد في تلك الفترة وزيران، فإن وزير الوجه القبلي هو الذي كان له علاقة بأحوال «طيبة» (راجع Gardiner. Inscrip. of Mes p. 33, Notes 495) وذلك لأنه في ورقة «المتحف البريطاني» رقم ١٠٠٥٢ (ص٨ س١٩) نلحظ أن شاهدًا يقول: «لقد رأيت العقاب الذي وقع على اللصوص في زمن الوزير «خعمواست».» ومن ذلك يظهر جليًّا أنه في وقت التحدث لم يكن «خعمواست» وزيرًا. على أننا لا نعرف السبب الذي من أجله عزل «نبماعت رع نخت» بين عام ١٤ وعام ١٧ من حكم «رعمسيس التاسع»، ولا السبب الذي من أجله أعيد ثانية. فهل هذا العزل والتعيين له علاقة بعصر النهضة أي «إعادة الولادات»، وهو اسم بلا نزاع وضع ليدل على عهد جديد، وليس من الضروري على يد فرعون جديد. والظاهر أنه بين اختفاء «نبماعت رع نخت» وظهوره ثانية تولى أمر الوزارة وزير يدعى «وننفر». ولكن ما هو أدهى ظهور «وننفر» ثانية على ما يظهر بعد «نبماعت رع نخت» في عهد «رعمسيس الحادي عشر»، كما سنرى بعد (راجع Rec. Trav. XIII 6178). ولا زلنا في حيرة كيف نفسر كل تلك التقلبات، التي يرجع سببها إلى عدم معرفتنا إلا القليل عن تاريخ هذا العهد.

نهاية عهد «أمنحتب» الكاهن الأكبر

وبعد هذه الجولة في تاريخ وزراء هذا العهد نعود إلى سياق حديثنا عن الكاهن الأكبر «أمنحتب» ونهاية عهده. والواقع أننا نجهل كيف انتهت حياته. ومن المحتمل إذن أنه قد اختفى خلال وقوع إحدى تلك الحوادث الخطيرة، التي كانت قد أثرت عليه كما أثرت على الوزير نفسه فجعلته يعتزل الحكم أو يجبر على اعتزاله. ومن المحتمل إذن أنه كان قد أجبر على التخلي عن مهام أعماله. ومن الحقائق العظيمة التي لها أهميتها أنه وجد على التوابيت الخشبية التي تنسب إليه، وهي الموجودة «بمتحف اللوفر»،٤٩ عدد عظيم من ألقابه الدينية إلا لقب الكاهن الأكبر فإنه لم يذكر. ومن ثم يمكن الإنسان أن يستنبط أنه عند موته لم يكن يشغل منصب رياسة الكهانة. ويحتمل أنه قد حل محله وقتئذ الكاهن الأكبر «حريحور»، ويلاحظ كذلك أنه لم يصل إلينا من تماثيله إلا تمثال واحد ممزق بدرجة مريعة، فهل هذا من طريق المصادفة؟ أو حدث عمدًا، ومن جهة أخرى هل هذه التوابيت خاصة به حقيقة؟ والواقع أننا لسنا متأكدين من هذا، ويعضد هذا الشك أن المخروط الجنازي الوحيد الذي وصل (راجع Wiedemann Grabkegel. I. 13) إلينا باسمه قد ذكر عليه بجانب لقبه: السكرتير والمدير العظيم للبيت الملكي، لقب الكاهن الأول «لآمون رع». وعلى ذلك لن نعطي رأيا قاطعًا في هذا الموضوع عن نهاية عهد «أمنحتب» بوصفه الكاهن الأكبر «لآمون» إلى أن تصل إلينا معلومات وثيقة يعتمد عليها. وسنتناول هذا الموضوع ثانية عند ذكر الرأي الذي أدلى به «مونتيه» عن عصر النهضة.

(٤) الآثار التي خلفها «رعمسيس التاسع»

الإسكندرية

  • (١)
    قطعة من تمثال وجدت بالقرب من عمود بومبي (عمود السواري) تمثل «رعمسيس التاسع» راكعًا وقابضًا بيديه أمامه على لوحة أو آنية، وعلى جانب الجزء الباقي نقرأ تحت الذراعين: رب الأرضين «نفر كارع ستبن رع» محبوب «آتوم» رب «هليوبوليس». وهذه القطعة قد جُلبت من «عين شمس» (راجع A. S. V. p. 116-117).
  • (٢)
    مائدة قربان عليها اسم الفرعون «رعمسيس التاسع»، عثر عليها في الإسكندرية بالقرب من عمود «بومبي»، وهي الآن «بالمتحف المصري» (Ahmed Kamal. Tables. d’ Offrardes Cat. Gen. Cairo 79-80).

منف

العجل «إبيس الثالث» مات في عهد «رعمسيس التاسع».

والقبر الذي كان فيه هذا العجل كان منقوشًا عليه اسم فرعونين، ويبرهن ذلك وجود إناءين في مكانهما الأصلي في كوة سليمة لم تُمس، وقد وُجد أحدهما في الآخر، وكتب على أكبرهما اسم الملك «رعمسيس سبتاح». وعلى الثاني، وهو الصغير، اسم الملك «رعمسيس التاسع» «نفر كارع ستبن رع». ولا نزاع في أن الملك الأول ينسب إلى الأسرة التاسعة عشرة. (راجع Porter & Moss. III. 207) وفي «منف» وجدت كذلك قطعة من الحجر كتب عليها اسم «رعمسيس التاسع» (راجع Ibed p. 227).

الفيوم

ويوجد في «المتحف المصري» عتب باب وعارضته لقبر شخص يدعى «حوري»، وقد كتب على العتب اسم الفرعون «رعمسيس التاسع» ولقبه.

وعلى الجهة اليمنى واليسرى من هذا العتب، يشاهد «حوري» راكعًا ومتعبدًا للفرعون. وقد كتب أمامه: صلاة للفرعون من «حوري» هذا بوصفه كاهنًا وكاتب الجنود. وعلى عارضة الباب نُقشت صيغة القربان العادية «لآمون رع» ملك الآلهة، ورب السماء، وحاكم «طيبة»، والإله العظيم رب الأبدية، ووالد الآلهة … إلخ لروح الكاهن الأول للإله «سبك» «حوري»؛ وكذلك نقش عليه صيغة قربان أخرى للإله «حرشفي» رب الأرضين، ورب «إهناسيا المدينة»، ورب السماء وللملك «رعمسيس التاسع»؛ ليقدموا قربانًا لرئيس الكهنة لكل آلهة الفيوم «حوري»، ومن ثم نعلم أن هذا الموظف كان يحمل ألقابًا هامة في عهد هذا الفرعون، وأن قبره كان في هذه الجهة (راجع Rec. Trav, XIV. p. 28).

الكرنك

وقد تكلمنا على بعض الآثار التي تركها في «الكرنك» عند الكلام على الكاهن الأكبر «أمنحتب» هذا بالإضافة إلى أن «رعمسيس التاسع» أقام بابًا في الجهة الشرقية من الردهة التي بين البوَّابتين الثالثة والرابعة (Champ. Not. Descrip. II 127) وقد نُقش على عارضة الباب منظر يشاهد فيه هذا الفرعون يتسلم علامة الحياة من الآلهة «رعت تاوي» وعلى باقي العارضة نشاهد منظرين للفرعون يتعبد «لآمون رع».
وكذلك وُجد نقش على صقر باسم هذا الفرعون (راجع Wiedemann Gesch. p. 519).

الدير البحري

وُجد حق من العاج والبرنز وخشب الجميز عليه اسمه (راجع Maspero. Momies Royales. p. 584).
وكذلك وجد له في «الكرنك» قطعة من لوحة بين الجناح الجنوبي للبوابة الرابعة والمسلة الجنوبية «لتحتمس الأول» (راجع L. R. III (1) 2/0 (XVI) 3).

نقوش كاهن المعبد «أمي سب»: بالكرنك

وُجدت لهذا الكاهن نقوش على المباني التي تحيط بمسلة «تحتمس الثالث» في الصف الأسفل (راجع A. Z. XLIV. p. 40–1). وهذه النقوش كما يقول «زيته» كانت منقوشة نقشًا رديئًا وقد تآكل كثير منها، وهي على حسب طرازها، والخط الذي كتبت به ترجع إلى عهد الرعامسة، وهي لشخصية معروفة لنا من عهد «رعمسيس التاسع» وأعني بذلك كاتب المعبد «أمي سب»، وهو الذي اغتصب لنفسه مقبرة كبيرة لأحد عظماء الأسرة الثامنة عشرة في جبانة «شيخ عبد القرنة»، والنقوش التي وضعها هذا الرجل العظيم في معبد الكرنك تستلفت الأنظار، وهي من نوع سلسلة النقوش التي نجدها منذ عهد «سيتي الثاني»، وهي التي كان يسمح الكهنة الأول أصحاب النفوذ الممتاز لأنفسهم بكتابتها في معبد إلههم.

والواقع أن أقدم كتابة نقشها الكهنة لأنفسهم في معبد «آمون» «بالكرنك» من عهدي «سيتي الثاني» و«ستنخت» توجد على البوابة الثامنة، وبعد ذلك نجد صور الكاهن الأول «أمنحتب» ونقوشه من عهد «رعمسيس التاسع» كما ذكرنا، والأخير معاصر للكاتب «أمي سب» هذا الذي دون نقوشه على الجدار الموصل بين البوابة السابعة، والبوابة الثامنة، وبعد ذلك نجد كتابات الكاهن الأكبر «حريحور»، ومناظره في عهد «رعمسيس الحادي عشر» في معبد «خنسو» بالكرنك، وهي التي نجد فيها أنه كان يحل محل الفرعون … إلخ كما سنرى بعد.

والنقوش التي نحن بصددها (Rec. Trav. II, p. 155) قد نشرها «بوريان»، ومن بعده «ماكس مولر» بصورة أدق، غير أنه لم يفهم مضمون النقش، وقد وضع لها أخيرًا الأستاذ «زيته» ترجمة بيَّن بها معنى هذا المتن وهي:
  • (١)

    توزيع خبز القربان الأبيض الذي يحضره كاتب المعبد «أمي سب» من بيت «آمون» إلى ردهة «آمون» يوميًّا: ثمانون رغيفًا «جسو» (نوع من الخبز).

  • (٢)

    رئيس الحمالين، والحمالون: ستة أرغفة «جسو» شهريًّا.

  • (٣)

    رئيس حاملي القربان، وحاملو القربان: ستة أرغفة وعشرة، فيكون المجموع ستة عشر رغيفًا «جسو».

  • (٤)

    رئيس العمال … ستة أرغفة بيضاء …

  • (٥)

    رئيس المغنين …

  • (٦)

    المشرف على المغنين والمغنيات …

ومن ذلك نفهم أن النقش يتناول موضعًا بسيطًا، إذ يشير إلى الخبز الأبيض «جسو»، الذي كان يحضره الكاتب «أمي سب» يوميًّا إلى ردهة المعبد، ويعطي كل طائفة٥٠ من خدام المعبد نصيبه. ومفهوم بطبيعة الحال أن التوزيع الذي نجده هنا للخبز الأبيض، لا بد كان توزيعًا جديدًا كان قد أدخل في مدة خدمة «أمي سب» كاتب المعبد.
ويوجد «لرعمسيس التاسع» لوح نقش عليه اسمه «بالمتحف البريطاني» (راجع York & Leake. Mon. Prin. Brit. Mus. Xl, 3.2).
وكذلك له تمثال مجيب «بالمتحف البريطاني» (B. M. 8570–1).
وفي متحف «كوبنهاجن» مسلة صغيرة باسم «رعمسيس الأول» اغتصبها «رعمسيس التاسع» (راجع Schmidt, Musée de Copenhagen. 19).
وفي متحف «مرسيليا» مائدة قربان أخرى باسم «رعمسيس الثاني» اغتصبها «رعمسيس التاسع» Mespero, Catalogue Marseilles 15.
وفي متحف «أفنيون» بفرنسا نقوش باسم «رعمسيس الرابع» اغتصبها «رعمسيس التاسع» (Wiedemann Gesch, p. 520).

الكاب: مقبرة «ستاو» الكاهن الأكبر للإلهة «نخبت»

عاصر الكاهن «إستاو» عدة فراعنة من عهد «رعمسيس الثالث» حتى «رعمسيس التاسع» وقبره يعد أحدث قبر عليه نقوش في مدينة «الكاب». وعلى الرغم من أنه نقش بعد مضي أربعمائة سنة من آخر مقبرة في هذه البلد فإنه نقش على طرازها ورسم على منوالها.

  • واجهة القبر: يشاهد لوحة رسم عليها المتوفى وزوجه يتعبدان للإله «رع حوراختي-خبري». وفي أسفل هذا أنشودة (راجع Champ. Notices Disc. I. 270). ويشاهد على الجانب الأيمن من الباب منظر إحراق القربان (راجع: Rec. Trav. XXXI p. 5th fig 4).
  • المدخل: فوق المدخل يشاهد «حوي» والد «ستاو» يقدم القربان للإله «رع-حوراختي-آتوم» (راجع L. D. Tex. IV. p. 49).
ثم ينزل الزائر إلى الحجرة الجنازية في أربعة سلالم، وهذه الحجرة تؤدي إلى ثلاث حجرات أخر. وعلى الجدار الأيسر من هذه الحجرة بعض مناظر مهشمة كانت تمثل الحرث والحصاد، ثم أربعة قوارب كانت مجهزة للعيد الثلاثيني للفرعون «رعمسيس الثالث». وقد تكلمنا عنه في عهد «رعمسيس الثالث» (راجع مصر القديمة ج٧). وقد شرح الأستاذ «جاردنر» هذا المنظر شرحًا ممتعًا (راجع A. Z, XLVIII, p. 50 ff.) والمنظر الذي نحن بصدده يشغل النصف الأعلى من النهاية الغربية للجدار الشمالي، وعند نهاية الركن من اليسار من أعلى يرفرف صقر كما يمثل كثيرًا مرسومًا على صورة الفرعون، والمفهوم أن الملك هنا هو «رعمسيس الثالث»، وقد نُحتت صورته متجهة نحو اليمين (وقد محيت الآن) وأمام الفرعون كان المنظر مقسمًا صفين، وما في الصورة هو ما تبقى من الصف الأعلى. أما الصف الأسفل فلا يزال موجودًا منه بقايا قاربين يتحركان نحو اليمين أي: بعيدًا عن الملك. والقارب الأول الذي على اليمين قد نشر شراعه وهو يجر سفينة مقدسة مشابهة من كل الوجوه للتي في الصف الأعلى، وعلى ذلك يمكن استنباط أن السفينة كانت تجري منحدرة في النهر نحو الملك في عاصمته بالدلتا، وفيما بعد إلى أعلى النهر إلى معبد «الكاب».

ويلاحظ أن محراب الإلهة «نخبت» كان أحمر اللون، والعقاب الذي فوقه أخضر أزرق بساقين بيضاوين، وشريط أحمر يخترق الجناحين، وجسم السفينة كان أزرق أخضر، ولكن المقدمة، والغزالتين، والسير الذي على جانب السطح لونت بالأحمر، وملابس الكاهنين بيض بخطوط حمر، والقارب الذي يجر السفينة أحمر اللون كذلك، وذقنه بيضاء والمجاديف حمر، وصفحاتها بيض، والشريطان اللذان يتدليان من الدفة أحدهما أحمر والثاني أبيض.

وفي الصف الأسفل نشاهد نفس القارب الأحمر ذي السكان الأبيض، وهو يجر السفينة الملونة باللون السابق. ويمكن رؤية بقايا رأس الغزالتين والحيوان الذي على السطح هو الفهد. ويقف كاهنان، واحد خلف الفهد والثاني أمامه كما في الصورة العليا.

والنقش الذي فوق القاربين قد نشر أكثر من مرة.٥١
وقد حاول الأستاذ «برستد» ترجمة هذا النص (B R. A. R. IV, & 414) غير أنه أخطأ تمامًا في فهم معنى المنظر، وهاك الترجمة:

السنة التاسعة والعشرون … الشهر … الفصل، اليوم … في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري، سيد الأرضين «وسر ماعت رع مري آمون» بن «رع» رب التيجان «رعمسيس حاكم هليوبوليس». العيد الثلاثيني الأول. أمر جلالته حاكم العاصمة، الوزير «تا» بإحضار القارب المقدس للإلهة «نخبت» للعيد الثلاثيني، وأن تقام أحفالها المقدسة في بيت العيد الثلاثيني.

الوصول إلى «بررعمسيس مري آمون» (قنتير) روح الشمس العظيمة في السنة التاسعة والعشرين … الشهر … الفصل.

اليوم.

استقبال المقدمة «حاوسر» للقارب المقدس بالملك شخصيًّا.

والتفسير التاريخي لهذا المنظر سهل تمامًا. وذلك أن «إستاو» يذكر هنا حادثة من أهم الحوادث، التي مرت عليه في تاريخ حياته، وهي الحادثة التي قاد فيها الوزير «تا» قارب الإلهة «نخبت» ربة الكاب؛ لتشترك في العيد الثلاثيني للفرعون «رعمسيس الثالث».

ولا نزاع في أن «ستاو» نفسه بوصفه الكاهن الأكبر للإلهة قد صاحبها في هذه الزيارة لعاصمة الملك «بررعمسيس» في الدلتا، ومن المحتمل أنه هو الذي صُوِّر أمام المحراب الذي في القارب المقدس. وهذا المحراب لا بد كان يشمل صورة للإلهة؛ غير أننا لسنا على يقين مما إذا كانت هذه الصورة هي التي كانت تعبد يوميًّا في معبدها، أو إذا كانت صورة تمثال مكررة لصورة «آمون الطريق» التي نقرأ عنها في قصة «ونآمون» (راجع كتاب الأدب المصري القديم ج١ ص١٦١). وقد جاء في هذا القبر منظر يشاهد فيه المتوفى يقدم قربانًا لهذا الفرعون في السنة الرابعة من حكمه (راجع L. D. Text IV. p. 49-50).
وأخيرًا لدينا متن ذُكر فيه النحات الذي نحت مناظر هذا القبر على ما يظهر (راجع Rec. Trav. XXIV, p. 185) وهو الذي تحدث عنه الأستاذ «سبيجلبرج» ببعض التفصيل إذ يقول: من الفروق المميزة بين تاريخ الفن الإغريقي، وتاريخ الفن المصري أننا لا نجد شخصيات بارزة في الأخير، ولا نزاع في أن ذلك فيه شيء من الحقيقة، فإننا لا نجد في تاريخ الفن المصري أشخاصًا بارزين، كما يلاحظ ذلك في الفن الإغريقي؛ غير أننا نجد من وقت لآخر فنانين بارزين لهم شخصيتهم، ولا يقلدون غيرهم، فقد كان من الطبيعي أن يعرف البازُّون من رجال الفن.٥٢ أو نجد نقشًا مثل الذي تركه «أرتسن» الذي أظهر فيه هذا الفنان الذي يرجع إلى عهد الدولة الوسطى، وظيفة الفنان العبقري (راجع Maspero. Bibl, Egyptol, VII p. 427). وأمثال هؤلاء الفنانين قليلون.
ولدينا مثال من هؤلاء الفنانين الموهوبين عُثر عليه في مقبرة «ستاو» الكاهن الأكبر للإلهة «نخبت» بمدينة «الكاب» من عهد «رعمسيس التاسع»، كما ذكرنا ويدعى «مري رع» وهاك النص الذي جاء معه:

… لم يكن تلميذ فنان (أو رسامًا مقلدًا) بل كان قلبه نفسه يرشده، ولم يرشده رئيس له، بل كان مفتنًّا ماهرًا بأصابعه، وقلبه ذكي في كل عمل. وقد أحضره الكاهن الأول للإلهة «نخبت» المسمى «ستاو» المرحوم؛ ليزين قبره بالرسوم في السنة الثالثة من عهد ملك الوجه القبلي والوجه البحري «نفر كارع» «رعمسيس التاسع» معطي الحياة.

وفي نفس القبر نجد نقشًا آخر هو:

قربان ملكي تقدمه «نخبت» البيضاء صاحبة «نخن» سيدة «فعج»، و«حتحور» سيدة الجبانة لروح الكاهن، وكاتب كتاب الإله، وكاهن «ماعت»، وكاتب القربان في بيت «خنوم» والإلهة «نبوت» (إلهة في إسنا) «مري رع» المرحوم. وإنه هو الذي عمل هذه الرسوم بنفس أصابعه، عندما أتى إلى قبره ليزين قبر المرحوم «ستاو» الكاهن الأكبر للإلهة «نخبت».

تأمل! ما أنجزه «مري رع» المرحوم، كاتب كتاب الإله؛ فإنه لم يكن تلميذًا مبتدئًا (أو رسامًا مقلدًا) فقد كان قلبه نفسه مرشده، ولم يدله رئيس، وقد كان رسامًا ذكيًّا ماهر الأصابع، ذكي الفؤاد في كل شيء.

ولا نزاع في أن هذين المتنين متحدان في المعنى والألفاظ تقريبًا. ويمكن الإنسان أن يكمل الجزء الناقص في بداية المتن الأول من نهاية المتن الثاني. ومن ثم نعلم أن «مري رع» كان مفننًا يعمل في الرسوم الدينية لمعبد «إسنا»، وأن الكاهن «ستاو» الذي كان يسكن في «الكاب» على مقربة منه، دعاه ليزين له قبره بالنقوش بوصفه الكاهن الأكبر لهذه الجهة. وقد قام «مري رع» بتزيين هذا القبر بالنقوش على حسب تصميم وضع من قبل، كما قام من قبله الفنان «حوي» برسم مقبرة «أنحور خعو» (راجع عهد رعمسيس الرابع).

أسرة الكاهن «ستاو»: تدل النقوش التي في هذه المقبرة على أن «ستاو» صاحبها قد ورث لقب الكاهن الأول للإلهة «نخبت» من والده «حوي». وكان والد زوجه كاهنًا أكبر لإله «هيرا كنيوبوليس» (إهناسيا المدينة) المجاورة. فنجد على نصف الجدار الجنوبي لباب المقبرة اثنين جالسين يتقبلان القربان من ولدٍ لهما ضاع اسمه، وفوق هذين الاثنين نقرأ النقش التالي: «والد كبرى حظيات «نخبت» «عات ورت» المرحومة، ورئيس كهنة الإله … صاحب «نخن» «نب مس» المرحوم، وزوجه ربة البيت «موت مويا» المرحومة.» ويلاحظ في هذا النقش أن السيدة «عات ورت» في مكان آخر تدعى «زوج ستاو». ولا شك في أنها لذلك نالت اللقب الغريب: الحظية٥٣ الأولى للإلهة «نخبت» وقد تزوج أخو الكاهن «ستاو» — لوالده — من ابنتين من بناته (أي من بنتي أخيهما). والبرهان على ذلك ليس فيه شك أو إبهام، وذلك لأننا نجد رجلًا وزوجه ممثلين جالسين أمام «ستاو» (الجدار الجنوبي) وفوق رأسيهما نقرأ: أخوه زوج ابنته محبوبته، تشريفاتي الزوجية الملكية «نسآمون» المرحوم. زوجه ربة البيت «خنت سخمت»، وبجوارهما رجل وصف بأنه أخوه زوج ابنته محبوبته الكاهن والد الإله للإلهة «نخبت» كاتب الكتاب المقدس «باكري» المرحوم ابن الكاهن الأول للإلهة «نخبت» «حوي» المرحوم. ويلاحظ أن زوج هذا الأخ الأخير لم يذكر اسمها، وكذلك لم يذكر اسم بنت أخرى «لستاو» كانت قد تزوجت ابن «رعمسيس نخت» الكاهن الأكبر «لآمون» المعاصر لهذه الأسرة. ويشاهد هذا الرجل بوصفه شخصية ذات رتبة ممتازة واقفًا على رأس جماعة هذه الأسرة، التي يمكن أن نستخلص منها هذه المقدمات (على الجدار الجنوبي) وقد كتب فوقه الكلمات التالية: زوج ابنة محبوبه الكاهن والد الإله «لآمون رع»، ملك الآلهة «مري بارست» المرحوم ابن الكاهن الأكبر «لآمون» ملك الآلهة «رعمسيس نخت» المرحوم. وكذلك نجد له بنتين أخريين: «شدومدوات»، و«تايونزمت» المرحومة. وكانت كل منهما تشغل وظيفة مغنية «آمون» (الجدار الغربي عند الباب الجنوبي).

ومما هو جدير بالذكر هنا أن كل أولاد «ستاو» — عدا واحدًا — كانوا يشغلون وظائف دينية في معبد المدينة مسقط رأسهم. وأسماؤهم وألقابهم هي: (١) ابنه محبوبه الكاهن الثاني «لنخبت» (باسمسو) المرحوم. (٢) ابنه الكاهن والد الإله «لنخبت» (حوي) المرحوم. (٣) ابنه سائق عربة رب الأرضين «أمنواح سو» المرحوم. (٤) ابنه الكاهن والد الإله «لنخبت» … أي: المرحوم. (٥) ابنه الكاهن والد الإله «لنخبت» (نسآمون) المرحوم. (٦) ابنه الكاهن والد الإله … المرحوم. ونجد له ابنًا سابعًا يسمى «ثب مس» (على الجدار الجنوبي). ويحتمل أنه كان أصغر أولاده، وكان في الوقت الذي يزين فيه قبر والده لا يزال يحمل لقب الكاهن المطهر «لنخبت»، وهو أقل لقب يحمله كاهن.

وهذه العلاقات لها بعض الأهمية إذ تظهر لنا — كما شاهدنا في غير هذا القبر — الغرض المقصود الذي كانت تسعى إليه أسر الكهانة في ذلك العصر، وهو حفظ عدد عظيم من وظائف الكهنة في أيديهم. وقد شاهدنا أن «ستاو» كان لا يزال عائشًا في السنة الرابعة من حكم «رعمسيس التاسع»، عندما كانت سلطة الكهنة وسيطرتهم على كل مرافق الدولة آخذة في الازدياد المطرد، حتى انتهت بقيام دولتهم وتأسيس الأسرة الواحدة والعشرين.

والحقائق التي نستخلصها من مقبرة «ستاو» تدل على أن قوة الكهنة «آمون»، التي كانت دائمًا في الصعود قد أعارت شيئًا من عظمتها للكهنة المحليين بطرق شتى وأهمها المصاهرة. وكانت الرتب المدنية في خدمة الفرعون ليست ذات سوق رائجة وقتئذ في حين كانت الألقاب الدينية تزداد قيمتها ازديادًا عظيمًا. وإنه لطبعي إذن أن مثل هذه الحالة كانت تدعو إلى خلق طوائف كهانة وراثية، وهي التي نقرأ عنها في كتب مؤلفي اليونان عن مصر (راجع Wiedemann, Herodot. Zweiter Buch p. 179).
السلسلة: وجد نقش فيها مثل فيه الفرعون «رعمسيس التاسع» يتعبد فيه لثالثوث «طيبة» والإله «سبك» (راجع Baedeker. (1928) 361).
ويدل ما لدينا من معلومات على أن «ستاو» صاحب هذه المقبرة قد عمر طويلًا، وأنه شغل وظيفة كاهن مدة لا تقل عن ست وخمسين سنة تقريبًا (راجع petrie, Hist. of Egyp. III, p. 184).

آثار أخرى لهذا الفرعون

(١) في متحف باريس توجد لوحة باسمه من الخشب (راجع Wiedemann Gesch. 519). وكذلك عثر له على رمز الثبات الخاص بالإله «أوزير» نُقش عليه اسم «رعمسيس التاسع» (راجع petrie Ibid III, p. 180). هذا إلى خاتم وتعويذة وهي عين من الكرتلين في مجموعة «بتري»، وفي مجموعة (جرانت إبردين).
ونقل «لبسيوس» صورة هذا الفرعون في كتابه (راجع L. D. III. 234a, 300, 74) هذا إلى صورة له على قطعة من ورق البردي بدون لون وعليها اسمه (راجع Champ. Notices p. 718): رب الأرضين «نفر كارع ستبن رع». وفي تورين قائمة بأسماء الزيوت عليها اسمه (راجع pleyte. pap. Turin 48).
وفي برلين بردية عليها أنشودة عادية للشمس باسم هذا الفرعون (راجع L. D. VI, 199 & Chabas Choix des Textes 29).
وفي المتحف البريطاني «إستراكون» عليها رسم تخطيطي من منظر جدار نقش عليه اسمه (راجع Birch. Insc. Hieratic Demotic I. B. M. No. 5620) ووجدت له «إستراكون» بالمتحف المصري مؤرخة بالسنة العاشرة من حكمه (راجع Daressy, Ostraca No. 25199) كما يوجد له إستراكا أخرى بالمتحف المصري (راجع Ibid, 25021, 185, 201) وعلى «الإستراكون» رقم ٢٥١٨٤ بالمتحف المصري كذلك تصمم مقبرة باسمه (راجع Rev. Archeol. PI. XXXII, p. 235).
وأخيرًا يوجد بالمتحف المصري صندوق صغير من الخشب والعاج، عليه اسم هذا الفرعون (راجع Maspero, Guide, (1915) p. 391).

مقبرة «رعمسيس التاسع»

لم يعثر على مومية هذا الفرعون، والظاهر أنها لم تفلت من يد اللصوص الذين طالما اقتفى أثرهم في عهده. وتدل شواهد الأحوال على أنها كانت قد فُقدت عندما خبأ الكهنة موميات الملوك المختلفين؛ لأنها لم توجد في قبر «أمنحتب الثاني» ولا في خبيئة «الدير البحري»، ومع ذلك فقد وجد صندوق صغير باسمه خاص بأثاث دفنه قد حمله الكهنة إلى خبيئة «الدير البحري». وكان قبر هذا الفرعون مفتوحًا في عهد البطالمة، وقد نظف في الأزمان الحديثة؛ ويحمل (رقم ٦). وهو يحتوي على حجرتين صغيرتين عند المدخل، ثم ثلاثة ممرات وحجرتين كبيرتين، ثم ممر رابع، وأخيرًا حجرة الدفن. ومعظم النقوش التي على الجدران كانت قد رسمت فقط ولم تحفر، وتختلف أجزاء منها في كتابتها من حيث النوع والسرعة لدرجة أنه قد وجد على جدرانه كتابة بالهيراطيقية الخالصة بدلًا من الهيروغليفية المعتادة. والمتون التي زينت جدرانه هي «أنشودة الشمس» من كتاب الموتى وغيرها من المتون الدينية وبخاصة الفصول ١٢٣، ١٢٥، ١٢٦، ١٣٠، وكتاب ما في العالم السفلي وبخاصة الأجزاء: الأول، والثاني، والثالث. وهذا القبر يحتوي على أقدم مثل لأطوار عمر الإنسان وهي: الطفولة، والشباب، والرجولة المبكرة، والرجولة الكاملة، ثم الشيخوخة.

وقبر هذا الفرعون يخترق جانب الجبل بانحدار خفيف، ولا نجد الانحدار العظيم إلا في الممرات الداخلية، وهذا الانحدار هو ما نجده عادة في المقابر التي قبل عهد هذا الفرعون.

وعلى درج السلم المؤدي إلى داخل القبر من اليمين نقش للملك لم يتم بعد، وعلى عتب الباب رسم قرص الشمس، وصورة الملك على كلا الجانبين يتعبد إليه، وخلف الملك نشاهد الإلهة «إزيس» على اليسار، والإلهة «نفتيس» على اليمين.

  • الممر الأول: وعندما ينزل الإنسان إلى الممر الأول يلاحظ على يمينه صورة الملك يحرق بخورًا، ويقدم آنية للإله «آمون-رع-حوراختي» (وهو صورة مركبة لإله «طيبة» العظيم «آمون»، وإله «هليوبوليس» إله الشمس، وقد مثل هنا بكبش له أربعة رءوس) والإلهة «مرسجرت» إلهة الموتى في «دير المدينة» (محبة الصمت). وعلى الجدار المقابل يشاهد الفرعون يؤدي الشعيرة المعروفة بتقديم القربان الملكي أمام الإله «حرمخيس» والإله «أوزير». والأول هو صورة هليوبوليتية للإله «رع» الذي وحد معه الملك، والآخر إله الموتى العظيم. وبعد ذلك بقليل يشاهد الإنسان على اليمين تسعة ثعابين يتبعها تسعة عفاريت لها رءوس ثيران، وتسعة أشكال كل منها موضوع في شكل بيضي، وتسعة صور برءوس أبناء آوى. وهذه هي تاسوعات لمخلوقات من مخلوقات العالم السفلي ترسم عادة في تفسير كتاب «سياحة الشمس في العالم السفلي»، وهو الذي كتب هنا. وهذا الكتاب هو المعروف بكتاب «ما في العالم السفلي». وعلى الجدار المقابل (٤) من الفصل الخامس والعشرين بعد المائة من كتاب الموتى، وهو الذي يبرأ فيه المتوفى من كل الآثار التي كانت ترتكب في عالم الدنيا فيقول: إني لم أزنِ. ولم أسرق، ولم أكذب، ولم أعتدِ على حدود آخر … إلخ.٥٤ وتحت هذا المتن صورة كاهن ملابسه في هيئة الإله «حورا يونموتف» (أي حور سند والدته) ويصب العلامات الدالة على «الحياة» و«الثبات» و«الفلاح» على الفرعون في محراب أمام «آمون» والإلهة «مرت سجر» إحدى إلهات الموتى.

    ويجب أن نذكر في تفسير هذا المنظر أن الإله «حور» بعد موت والده «أوزير» قيل: إنه ساعد والدته في دفن الإله المتوفى، وإنه في آنٍ واحد تغلب على أعداء والده وبخاصة الإله «ست». وبهذه الكيفية عندما توفي الملك وتمثل في «أوزير» كان المنتظر أن يساعد ابنه البيت الملكية، ويقوم بأداء الشعائر الجنازية للملك الراحل. وفي المنظر الذي أمامنا يلاحظ أن «حور» يلبس خصلة الشعر المدلاة على صدغه وهي الدالة على أنه أمير ملكي. ويشاهد هنا أربع حجرات على كل جانب اثنتان وليس على جدرانها نقوش. والظاهر أنها كانت تستعمل لخزن القرابين.

  • الممر الثاني: ينتقل الزائر بعد ذلك إلى الممر الثاني، فيشاهد على كلا الجانبين الثعبان الذي يحرس الباب؛ فالذي على اليسار يقال: إنه يحرس الباب لمن يسكن القبر. والذي على اليمين يقال عنه: إنه يحرس بوابة «أوزير». وعلى اليسار يشاهد الفرعون متقدمًا نحو القبر. وتحمل اسمه إلهة أمامه تقوم له بوظيفة الحاجب. وبعد ذلك نجد على اليسار نقشًا من كتاب الموتى ونرى بعده الملك٥٥ يتعبد للإله «خنسو-نفرحت-شو» وهو إله في صورة إنسان برأس صقر يخاطب الفرعون بالكلمات التالية: «لقد أعطيتك قوتي وسني وسدتي وعرشي على الأرض لتصير روحًا في العالم السفلي، وإني أعطي أسماء روحك وجسمك العالم السفلي أبديًّا.»
  • الممر الثالث: يشاهد على الجدار الأيسر مسير الشمس في أثناء الساعة الثانية وبداية الساعة الثالثة من الليل. وعلى الجدار الأيمن يشاهد الفرعون يقدم صورة العدالة للإله «بتاح» الذي تقف بجواره إلهة العدل. وبالقرب من ذلك صورة القيامة حيث تشاهد مومية الملك مضطجعة على جبل بذراعيها المرتفعتين على الرأس. وفوق ذلك صورة جُعَل وقرص الشمس وهي تشرق. والجُعَل رمز للخلق الجديد يخرج من القرص ليجلب الحياة مرة أخرى للأرض. ولما كانت الشمس تجدد نشاط العالم في كل صباح فإن مومية الملك كذلك ستعود للحياة ثانية عند قيامتها، ثم يشاهد على هذا الجدار والمقابل له ثلاثة صفوف من الشياطين؛ الواحد منها فوق الآخر. ففي الصف الأعلى نشاهد ثماني شموس في كل منها رجل أسود واقف على رأسه، وفي الصف الأوسط نشاهد ثعابين يخترقها سهام، ونساء يقفن على تلال، وجعل في قارب ينتهي عند المقدمة والمؤخرة برءوس ثعابين. وفي الصف الأسفل شياطين مختلطة بثعابين، وأربعة رجال منحنين إلى الخلف يقذفون من أفواههم جعارين.
    وفي الجهة المقابلة نشاهد صورة كاهن مماثل، يقبض على آنية من الماء تسيل على علم كبش «خنوم» إله الشلالات، التي يظن أن ماء النيل الظاهر المقدس ينبع منها. وهذان الكاهنان يرتديان جلد الفهد التقليدي. والظاهر أن المقصود منهما أنهما يهبان الملك الحكمة والطهر. ثم يمر الإنسان بعد ذلك إلى حجرة محمولة على أربعة أعمدة، ومن ثم إلى حجرة الدفن حيث يرى الإنسان حوضًا مقطوعًا في الصخر كان فيه تابوت مصنوع من الجرانيت، غير أنه فقد. ويشاهد على الجدران آلهة وشياطين، وعلى سقف الحجرة المقبب رسم صورتان لإلهة السماء (تمثلان الصباح والمساء) وتحت ذلك مجموعات من نجوم وقوارب. ويلفت النظر في حجرة الدفن صورة للطفل «حور» خلف الحوض المذكور، وقد مثل جالسًا في داخل قرص الشمس المجنحة. ومن الجائز أن هذه الصورة رمز لتجديد الحياة والشباب بعد الموت (راجع Baedeker’s Egypt 1928. p. 303; WeigaII. Guide p. 198. ff; petrie, History of Egypt Vol III. p. 1837).
١  راجع: et, Great Tomb Robberies of the XXth Dynasty p. 7 & J. E. A. vol. XIV, pp. 52 ff.
٢  كتب عن هذه الأوراق الأستاذ «بيت» كتابًا خاصًّا برهن فيه على براعة فحصه وعلو كعبه في هذا الموضوع، ولكن منذ أن كتب كتابه ظهرت بحوث أخرى غيرت الحقائق التي وصل إليها، وسنعتمد على كتابه في فحص هذا الموضوع مع تصحيح الأخطاء (راجع: Peet, Great Tomb Robberies etc.).
٣  هل يقصد المكان الذي دفن فيه الفرعون المؤله «أمنحتب الأول»؟
٤  أي الذي تمثاله في حديقة المعبد.
٥  ربما يقصد بلفظة «نفرو» هنا النهائية وبذلك تكون الحجرة النهائية للقبر … (J. E. A. Vol. 143, Note 4).
٦  ربما كان أميرًا لا ملكًا (راجع مصر القديمة ج٤).
٧  راجع: Turin Journal of Year 17. Recto B. 8, 2 ff.
٨  راجع: The Amharest Papyrus, London 1899.
٩  لم يأخذوا نفس المجوهرات على الرغم من قيمتها؛ لأن اسم الملك أو الملكة كان مكتوبًا عليها، وبذلك كان يُكشف سر جريمتهم، وهذه من الحيل التي نراها الآن في كثير من السرقات.
١٠  قرأ الأستاذ «بيت» هذا التاريخ «اليوم الرابع عشر» مما عقد الموضوع، ولكن الأستاذ «جاردنر» قرأه «اليوم التاسع عشر»، وقد وافقه على هذه القراءة الأستاذ «شرني»، وهذه القراءة الجديدة تتفق مع ما جاء في ورقتي «إبوت» و«ليو بولد الثاني»، فمن الأولى نعلم (ص٢ س٩–١٢) أنه حدثت نوبة سرقة عظيمة للقبور بعد حملة التفتيش التي قامت في اليوم الثامن عشر، وهؤلاء اللصوص قد حقق معهم في الحال، إما في مساء يوم ١٨ أو في صبيحة اليوم التاسع عشر، وعلى أية حال حدث ذلك قبل زيارة الوزير وساقي الفرعون للجبانة في اليوم التاسع عشر. ومن ورقة «ليو بولد الثاني» كما أشرنا من قبل أصبح من الواضح أن «أمنبنفر» قد اعترف باشتراكه في سرقة مقبرة الملك «سبكمساف» قبل ظهر اليوم التاسع عشر. حقًَّا إن هرم «سبكمساف» لم يذكر في اعترافات «أمنبنفر» غير المرتبطة، المؤرخة باليوم التاسع عشر في ورقة «المتحف البريطاني» (… Brit. Mus. Pap. 10054) ولكن الحجة المتجمعة من المصادر الثلاثة تجعل من المحتمل أن نهب القبر الملكي المذكور قد ذكر على لسانه في الوقت نفسه.
١١  «نفرتاري» زوج «أحمس الأول» وقد كانت مؤلهة في هذه الجبانة.
١٢  راجع: Davies, Ancient Egyptian Paintings III, 125, 126, 128.
١٣  أو أن المحقق كان يقول ما يريد، ثم يجعل المتهم يصدق على قوله كما يحدث ذلك الآن في تحقيقات بعض رجال البوليس المغرضين، إذ يكتب ما يريد ويأمر المتهم بعد ذلك بالإمضاء بخاتمه أو بصمة أصبعه.
١٤  ولا يبعد أن يكون هذا الاعتراف بتحريض من «باسر»؛ ليحط من قدر زميله «بورعا» حاكم طيبة الغربية التي كانت تقع فيها السرقات، أو على الأقل جعله يقول مثل هذا القول في التحقيق.
١٥  راجع: Botti-Peet, II Giornale della Necropoli di Tebe.
١٦  راجع: Newberry, Amharest Papyri. p. 29.
١٧  يلاحظ هنا أن كل التجار الذين ذكروا في هذه الورقة ينسبون إلى هذه الجهة.
١٨  و«بنحسي» هذا قد لعب دورًا خطيرًا في سياسة البلاد في تلك الفترة كما سنرى بعد (راجع J. E. A. Vol. XII p. 257-8).
١٩  قرية يحتمل أنها بالقرب من «طيبة».
٢٠  لقب للإله «خنسو».
٢١  ردهة المحكمة.
٢٢  هذه هي نفس الشائعات التي نسمع عنها في أيامنا عن سرقات المقابر والكنوز، وبالطبع تلعب المبالغة المتناهية دورها في ذلك «وتصبح الحبة قبة» كما يقول المثل السائر.
٢٣  يقصد هذا التعبير «بعد الشر عني»، وهو لا يزال مستعملًا حتى الآن في مصر الحديثة.
٢٤  هل كانت قطع الخشب هذه تستعمل كالأزلام عند العرب؟
٢٥  يلاحظ أن هذا اللص كان ماهرًا، إذ لم يرد أن يأخذ نصيبًا كبيرًا من القيمة حتى لا يفضح أمره بين العمال الفقراء أمثاله في الجبانة فيسألون: من أين له هذا المال، وهذه الطريقة تعمل في أيامنا هذه.
٢٦  وربما كان المقصود «إنك قد أخذت نصيبك من الضرب مثلهم»، ولكن الوزير أضاف إلى ذلك أنه إذا حضر أي شخص واتهمك فإني سأوقع عليك عقاب الموت أيضًا.
٢٧  راجع ما كتبه «بيت» عن هذا الحادث (J. E. A. Vol. XIII, p. 275).
٢٨  هذا المكان يظهر أنه غير معروف حتى الآن.
٢٩  كتب عن هذه الورقة الأستاذ «إرك بيت» كتابًا خاصًّا يعتمد عليه في بحثنا هنا.
٣٠  راجع: Liverpool Free Public Museum.
٣١  ربما يقصد صناديق النفائس أيضًا.
٣٢  أي الذي تبقى بعد الذي حرق منه.
٣٣  أي ما هذا الذي يقال (قيل ذلك بنوع من الغضب والحنق).
٣٤  لم يفهم الأستاذ بيت كلمة «شت» بمعنى الضرائب ولذلك كتبها بالمصرية. وقد تحدثنا عن هذا الموظف الكبير فيما سبق عند الكلام على ورقة «فلبور».
٣٥  راجع: Studien und Materialen Zum Rechtswesen des Pharaonenreiches. Hanover 1892.
٣٦  راجع: Prèrenne. Histoire des Institution of Droite Privé de L’Ancienne Egypte. Tom I–III Bruxelles.
٣٧  راجع: Seidel, Legacy of Egypt. p. 198 ff.
٣٨  راجع: Gardiner, Inscriptions of Mes. p. 33 Note 4.
٣٩  راجع مصر القديمة ج٢.
٤٠  راجع: Gardiner. Inscriptions of Mes. A. Z. LXXIII p. 105 A. Z. 1879 pp. 71 ff. (Pap. Berlin 3047) & Blackman J. E. A. Vol XI pp. 249 ff; Ibid XII. pp. 176 ff.
٤١  راجع مقالًا ممتعًا عن عقد الأيمان الأثري «ولسن» John A Wilson, The Oath in Ancient Egypt. Journal of Near Eustenn studies Vol. VII July, 1943 p. 129.
٤٢  راجع: Petrie. Hist. of Egypt. Vol III p. 178 ff.
٤٣  راجع: Lefebvre, Inscriptions No. 29.
٤٤  ربما يرجع السبب في ذلك أن «أمنحتب» كان قد أقصي عن عمله كما سترى بعد.
٤٥  راجع: مصر القديمة ج٦.
٤٦  راجع: Dumichen. Histor. Inschriften II, Pl XLe; Benedite Mem. Miss V. p. 497 et Pl. V.
٤٧  راجع: Lefebvre, Histoires Des Grands Pretres p. 180.
٤٨  راجع مصر القديمة ج٦.
٤٩  راجع: Wreszinski, Die Hohenpriester des Amon No. 33.
٥٠  وهذا يذكرنا بخبز الجراية الذي كان الأزهريون يتسلمونه حتى عهد قريب جدًَّا.
٥١  راجع: Champ. Notices Descr. I, 271; Brugsch Recueil II, 72, 2, Brugsch, Thesaurus 1129 & L. D. Text. IV. p. 49.
٥٢  راجع: A. Z, 1893. p. 97; Ibid 1900. p. 107, Ibid. 1894. p. 126, Davies, Rock Tombs of Shiekh SaÏd. p. 18, Note 3.
٥٣  كان لقب «الحظية الأولى» في الأصل لا تعطاه إلا الكاهنة الأولى «لآمون». وعلى كل حال فقبل منتصف الأسرة الثامنة عشرة بدأ هذا اللقب يُعطى كاهنات آلهة أخرى … إلخ (A. Z. 48. p. 5 Note 2) مثل الإله «خنسو» و«تحوت» و«مين» و«أوزير».
٥٤  راجع مصر القديمة ج٥.
٥٥  ويلاحظ في صورة هذا الملك أن شاربه وخدَّيْه قد نبت فيها الشعر على غير العادة وذلك يدل على أن الملك كان حزينًا وأنه قد أرخى لحيته كما نشاهد ذلك في أيامنا، وقد كتب عن هذه العادة «هردوت» والأثري «كرستوف» (راجع: Bul. Instit. Fr. D’Archeol. Tom, XLV. pp. 197 ff).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤