الفصل الثالث عشر

هل قَتَلَ ريتشارد الثالث أميرَي البرج؟

«كل الروايات تحكم عليَّ بأنني شرير.» هكذا جعل شكسبير ريتشارد الثالث يشكو قبل وفاته بفترة وجيزة. وأي شرير! فها هو أمامنا رجل لم يتردد في قتل الملك هنري السادس القديس ووريثه الشاب إدوارد … أو في إغراق أخيه جورج (في وعاء ضخم من النبيذ الحلو) … أو في الزواج من أرملةِ أحد ضحاياه، ثم قتْلها بالسمِّ حين ظهرت عروس محتملة أخرى ذات علاقات أفضل على الساحة. وكانت الفعلة الأكثر شناعة على الإطلاق، والتي أكَّدت سمعة ريتشارد السيئة، هي اختطاف وقتل «أميرَي البرج». فقد كانا مجرد طفلين، وكانا ابني شقيق ريتشارد، ولكنهما وقفا حائلًا بين عمِّهما والعرش.

ولكن إذا كان ريتشارد في دراما شكسبير لديه سبب مقنع للقلق بشأن سمعته، فقد استطاع الملك الحقيقي أن يلتمس العزاء لنفسه في معرفة أنه كان سيأخذ أكثر من نصيبه من المدافعين. فبعد خمسمائة عام من وفاته، استمر قاتل أميري البرج في إلهام كتَّاب القصص البوليسية، وأبرزهم جوزفين تاي صاحبة الرواية الأكثر مبيعًا «ابنة الزمن». وتضم جمعية ريتشارد الثالث أكثر من ثلاثة آلاف عضو كرَّسوا جهودهم لتطهير اسمه.

كان ريتشارد في عيون المدافعين عنه ضحية لحملة دعائية نظمها هنري السابع، أول ملوك أسرة تيودور الذين خلَّفوا بطلهم في الحكم. ويرسم هؤلاء «الريتشارديون» صورة مختلفة على نحوٍ مذهل لريتشارد: فهو جندي شجاع، وملك مهموم بالحكم، وأخ مخلص. كما أن لهم أفكارهم الخاصة بشأن قاتل أميري البرج.

•••

كان الرجل المسئول عن النظرة التقليدية لريتشارد كتجسيد للشر، بما يفوق شكسبير، هو توماس مور؛ فهو من وضع الحبكة الأساسية التي اتبعها شكسبير والكتاب التيودوريون. وقد قام مور بتأليف كتاب «تاريخ الملك ريتشارد الثالث» فيما بين عامي ١٥١٤ و١٥١٨ وقام بتنقيحه في أواخر عشرينيات القرن السادس عشر.

نشأ ريتشارد الجلوستري — من جلوستر — كما كان معروفًا قبل أن يصبح ملكًا، في كنف شقيقه الأكبر الملك إدوارد الرابع. وكان ريتشارد الأكثر إذعانًا مخلصًا لإدوارد، الذي كافأه في المقابل بالعديد من الألقاب والممتلكات التي تمركزت بشكل أساسي في شمال إنجلترا.

وفي أبريل عام ١٤٨٣، تُوفِّي إدوارد عن عمر يناهز الأربعين، بعد حياة من الإفراط في الطعام والشراب والنساء، تاركًا ابنين؛ إدوارد اثني عشر عامًا، وريتشارد عشرة أعوام. وكانت أمنية الملك على فراش الموت أن يصبح ابنه الملك إدوارد الخامس، على أن يكون أخوه (ريتشارد) «وصيًّا» على العرش حتى يبلغ الصبي من العمر ما يؤهله لتولي الحكم بمفرده.

لم يُرضِ هذا الترتيب زوجة إدوارد الرابع، إليزابيث وودفيل. وبينما كان ريتشارد في الشمال، نجحت في إقناع المجلس الملكي في لندن برفض وصايته، ثم أرسلت رسالة عاجلة إلى أخيها أنطوني، تطلب منه إحضار إدوارد الصغير إلى لندن حتى يمكن تتويجه في الحال.

ولدى معرفته بالمؤامرة، أسرع ريتشارد إلى الجنوب، معترضًا سبيل أنطوني وودفيل وإدوارد. وبعد مأدبة احتفالية في المساء، قام ريتشارد بالقبض على أنطوني وودفيل وإرساله إلى الشمال، حيث أعدم بعدها بفترة وجيزة. بعد ذلك، اصطحب ريتشارد ابن أخيه الصغير إلى لندن؛ حيث أسكنه برج لندن، الذي كان آنذاك قصرًا ملكيًّا وليس سجنًا.

ولكن استمرت الخطط في اتجاه تتويج الملك الصغير، وأقنع ريتشارد الملكة بأن تدع ابنها الأصغر يلحق بإدوارد ليحضر مراسم التتويج. وتعهد ريتشارد بإعادة الصبي فور انتهاء التتويج. وكان ما ساهم أكثر في إقناعها بلا شك قوات ريتشارد التي أحاطت بحرم الملكة في دير ويستمينستر.

في غضون ذلك، كان ريتشارد في حاجة لذريعة ما للمطالبة بالعرش لنفسه. وظهرت تلك الذريعة بلا أي جهد في يونيو، في صورة معروف أسداه روبرت ستيلينجتون، أسقف باث وويلز. فقد كشف ستيلينجتون للمجلس الملكي عن أن زواج إدوارد الرابع بإليزابيث وودفيل كان باطلًا؛ لأنه في وقت ما عقد قرانه بامرأة أخرى هي إليانور باتلر. وبذلك يكون الأميران اللذان في البرج ابنَي زنا … وأبناء الزنا لا يستطيعون وراثة العرش.

ومع غرق جورج الأخ الآخر لإدوارد الرابع، في النبيذ المذكور آنفًا، لم يكن هناك شخص آخر في ترتيب وراثة العرش سوى ريتشارد الجلوستري.

شعر ريتشارد في تلك اللحظة أن التاج في قبضته. وفي أواخر يوليو أو أوائل أغسطس، أرسل خطابًا إلى سير روبرت براكنبري — مسئول الأمن بالبرج — يأمره بقتل الأميرين، إلَّا أن براكنبري رفض.

ومن ثَمَّ، أسند ريتشارد المهمة إلى جيمس تيريل، وهو مؤيد له ذو شخصية طموحة، وقد استعان بتابعين أمينين في هذه المهمة. وبحسب رواية مور، انتظر تيريل بالخارج بينما تسلل الآخران إلى أعلى حيث الأميران النائمان، «وعلى حين غِرَّة قاما بلفَّهما داخل أغطيتهما»، وضغطا «بقوة على فميهما بالحاشية الريش والوسائد»، ثم قام الرجال الثلاثة بدفن الجثمانين «أسفل الدرج في عمق الأرض وفق مقاسات محددة تحت كومة كبيرة من الأحجار.»

إذا كان ريتشارد هو الشرير في قصة مور، فقد كان البطل هو هنري السابع، الذي ذبح ريتشارد عام ١٤٣٥ في ساحة معركة بوسورث، واضعًا نهاية لحرب الوردتين الدموية ومؤسسًا لسلالة الملوك التيودوريين السعيدة.

أو هكذا كتب مور. ولكن هل كان هذا صحيحًا؟

•••

كان من الصعب على الجميع حتى أنصار ريتشارد التشكيك في نزاهة سير توماس مور وأمانته. فقد كان في النهاية الرجل الذي أُعدِم عام ١٥٣٥ لأن ضميره لم يكن ليسمح له بأن يجاري خطة هنري الثامن لتطليق كاثرين — من أراجون — والزواج من آن بولين. فقد كان مور كاتبًا، وفيلسوفًا، وقديسًا (بعد تطويبه عام ١٩٣٥) بالمعنى الحرفي إلى حدٍّ كبير.

figure
لا تُظْهِر اللوحات الأولى لريتشارد أيَّ علامات للظهر المُحْدَوْدِب أو الذراع غير المكتملة النمو، اللذين استخدمهما شكسبير ومور للتعبير عن تشوهه الأخلاقي والجسدي كذلك. (مكتبة الكونجرس.)

ولكنهم شككوا. ففي عام ١٧٦٨، وصف سير هورَس والبول مورَ بأنه «مؤرخ قادر على توظيف الحقيقة فقط كمادة لاحمة في نسيج من الخيال.» فلا يمكن إنكار أنه كان مخطئًا في حقائق معينة، منها وصفه لتشوهات ريتشارد. فلم يظهر الظهر المحدودب والذراع غير مكتملة النمو في أي مرجع معاصر آخر.

شكك أنصار ريتشارد كذلك في مصادر مور. فقد كان مور في الخامسة فقط من عمره حين اعتلى ريتشارد العرش، وفي السابعة حين تُوفِّي؛ لذا من الواضح أن كتاباته لم تكن عن مشاهدة شخصية. ولعل الكاردينال جون مورتون، الذي عاش مور صباه في منزله، كان أحد مصادره، وهو مصدر من الصعب أن نتخيل وجود مصدر آخر أكثر تحاملًا منه؛ فقد تعرض مورتون للسجن والنفي على يد ريتشارد الثالث.

إلى جانب أن مور لم ينته من كتابه «تاريخ الملك ريتشارد الثالث» ولم ينشره، حسبما أشار أنصار ريتشارد؛ ولذا خمَّنوا أنه ربما يكون قد تخلَّى عن المشروع عندما علم الحقيقة بشأن ريتشارد وهنري.

والأهم من ذلك، فقد ذهب أنصار ريتشارد إلى أن رواية مور لم تكن منطقية؛ فلو كان المجلس الملكي قد حكم بالفعل بأن الأميرين أبناء زنا ومن ثم لا يمكنهما وراثة العرش، فلماذا اضطُر ريتشارد لقتلهما؟ ولو أن هنري قد وجد أن الأميرين غير موجودين حين استولى على البرج في عام ١٤٨٥، فلماذا لم تَثُرْ ثائرته بشأن ذلك، أو على الأقل يبحث عن الجثمانين؟

كل ذلك في نظر أنصار ريتشارد يشير إلى أن هنري هو المجرم؛ فذهبوا إلى أن دافعه كان في قوة دافع ريتشارد على الأقل. فباعتباره ابن عمٍّ بعيد إلى حدٍّ ما لكلٍّ من ريتشارد والأميرين، فقد كانت حجته في المطالبة بالعرش أضعف كثيرًا من ريتشارد … وميئوسًا منها إلى حدٍّ كبير لو كان أيٌّ من الأميرين على قيد الحياة.

كان لكل هذه الأسئلة إجابات لدى أتباع المذهب التقليدي. فما من شك أن مجلس ريتشارد قد أعلن عدم شرعية الأميرين، ولكن ريتشارد كان يعلم أن هنري السابع يمكنه بنفس السهولة إقناع مجلسه بنقض القرار. وما داما على قيد الحياة، فبإمكان الأميرين دائمًا أن يكونا مصدر تهديد لعرشه وسببًا لتجمع أعدائه.

أما بالنسبة إلى هنري، فقد كان هناك العديد من الأسباب التي تفسر احتمال عدم قيامه بأيِّ شيء بشأن الأميرين بعد الاستيلاء على العرش. لعله لم يكن يعلم يقينًا بما حدث لهما. وربما يكون قد اعتقد أن الجميع يلقون بالمسئولية في ذلك على ريتشارد. وربما خشي لو اعترف بأنه لا يعرف مكان الأميرين أن يؤدي ذلك إلى ثورات من أجلهما.

وهناك بالفعل ما يدعم هذا الخوف. ففي أثناء حكم هنري، توحَّدت القوى المناهضة للحكم التيودوري مرتين حول قائدين زعما أنهما الأميران. وقد اتضح أن «إدوارد» الذي قاد ثورةً شعبية اندلعت عام ١٤٨٧ هو لامبرت سيمنيل، ابن نجار بأكسفورد وصانع لآلات الأرغن. وفي عام ١٤٩١، زعم رجل أنه الأمير الأصغر ليتضح بعد ذلك أنه بركين وُربِك؛ فربما يكون قد اكتسب بعض المعلومات المفيدة من والده، الذي كان في وقت ما يكسب قوت يومه من توريد السجاد للبلاط الملكي.

وهكذا فإن الحجج المؤيدة والمعارضة لكلٍّ من ريتشارد وهنري قد تمَّ تداولها على مدى قرون، وكان المقام الرفيع لكلٍّ من مور وشكسبير بشكل عام يعطي ثِقلًا للتقليديين، إلَّا أن ريتشارد قد حظي بدفاع قوي، منذ وقت مبكر يرجع إلى عام ١٦١٩، من سرد تاريخي تصحيحي للسير جورج باك. شيء واحد فقط هو ما بدا أكيدًا: أن نفس الحقائق يمكن أن تؤدي إلى استنتاجات مختلفة.

بعد ذلك، وفي ثلاثينيات القرن العشرين، تبدَّلت الحقائق.

•••

في عام ١٩٣٣، خضع دير ويستمينستر أخيرًا لضغوط من جانب أنصار ريتشارد لفتح المقبرة التي يُفترَض أن رفات الأميرين مدفون بها. وكان قد حدث في عام ١٦٧٤، وبحسب تعليمات من تشارلز الثاني لإخلاء موقع بالقرب من البرج الأبيض، أن اكتشف عمالٌ صندوقًا يحتوي على هيكلين عظميين صغيرين. وعلى الفور أعاد الموقع للأذهان وصف مور لمكان الدفن، وخلص تشارلز إلى أن العظام كانت للأميرين. وأضافت قطعة من المُخْمَل وُجدَت وسط العظام مصداقية واعتمادًا للاستنتاج؛ إذ لم يكن أحد يرتدي المُخْمَل سوى أفراد الطبقات العليا.

وأمر تشارلز بإعادة دفن الجثمانين في دير ويستمينستر، حيث ظلَّا هناك لمدة ٢٥٩ عامًا أخرى.

وقد كانت الدراسة التي أُجريَت عام ١٩٣٣ على يد لورانس تانر، مسئول أرشيف ويستمينستر، وويليام رايت — رئيس الجمعية البريطانية للتشريح — قديمة للغاية على نحوٍ لم يسمح بالتأريخ بالكربون، فضلًا عن تقنية الحمض النووي. ولكن تانر ورايت استطاعا استخدام الأدلة الخاصة بالأسنان لتقدير أن الطفل الأكبر كان في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، والأصغر فيما بين التاسعة إلى الحادية عشرة. وقد كان إدوارد في الثانية عشرة وريتشارد في العاشرة حين اختفيا.

ولم يكن ذلك دليلًا قاطعًا على أن ريتشارد كان قاتلًا، إلَّا أنه يعزز على الأقل جانبًا من رواية التقليديين.

بعد ذلك بعام، ظهر دليل آخر، وهذه المرة في المكتبة المحلية بمدينة ليِل، وكان عبارة عن تقرير كتبه راهب إيطالي يُدعَى دومينيك مانشيني عام ١٤٨٣. وعلى عكس مور، كان مانشيني في لندن خلال الشهور العصيبة التي تولَّى فيها ريتشارد مقاليد الحكم. وقد أوضح الراهب نيَّته مسبقًا: «سأعرض كتابةً المكائد التي حصل بها ريتشارد الثالث على العرش.»

وصف مانشيني كيف انتقل الأميران إلى الغرف الداخلية للبرج وكيف كان معدل ظهورهما يقل ويقل تدريجيًّا، إلى أن غابا عن الأنظار تمامًا. أما فيما يتعلق بالطريقة التي تُوفِّي بها الملك الشاب، فلم يذكر مانشيني سوى أنه «كان هناك بالفعل اعتقاد أنه قد تمَّ التخلص منه.»

استفاد أنصار ريتشارد من حقيقة أن مانشيني لم يتهم ريتشارد بجريمة القتل بشكل صريح ومباشر. وأشاروا أيضًا إلى أن ما ذكره ربما لم يكن سوى نميمة. ولكن يظل التقرير، على أقل تقدير، دليلًا على أن الروايات بشأن قسوة ريتشارد لم تكن مجرد تلفيقات لمسئولي الدعاية اللاحقين في العهد التيودوري. حتى في زمنه، كان واضحًا أن هناك الكثير من الناس كانوا يظنون أن ريتشارد قد قتل الأميرين.

لم تكن مكاشفات القرن العشرين كافية في نظر الغالبية العظمى من المؤرخين لإدانة ريتشارد. فقد كانت الأدلة جميعها عرضية، وقليل من المؤرخين هم من أنكروا على أنصار ريتشارد شكَّهم المنطقي. ولكن التاريخ ليس بساحة قضاء؛ فلا بد للمؤرخين أن يعكفوا على دراسة الاحتمالات، وليس الأمور الممكنة. لقد كان لدى آخرين دوافع للتخلص من الأميرين، ولكن أيًّا منها لم يكن قويًّا كدافع ريتشارد. كان لدى آخرين فرصة أيضًا، وكذلك ريتشارد، ومن الصعب أن نتخيل شخصًا آخر يتخلص من الأميرين دون أن يعلم ريتشارد شيئًا عن ذلك.

ولكن إذا كان معظم المؤرخين قد خلصوا إلى أن ريتشارد مدان على الأرجح بجريمة القتل، فبإمكان أنصاره أن يجدوا بعض العزاء في إجماع رأي يقضي بأنه لم يكن بأيِّ حالٍ ذلك الوحش المنقطع النظير الذي صوَّره مور وشكسبير. لقد كان ريتشارد في قتله للأميرين يحذو حَذْوَ سوابق مماثلة راسخة؛ فقد اغتيل إدوارد الثاني بناءً على أوامر زوجته، التي تولَّت زمام الحكم نيابة عن ابنها إدوارد الثالث، فيما تُرك ريتشارد الثاني يتضور جوعًا حتى الموت على يد هنري الرابع، وقُتل هنري السادس بناءً على أوامر إدوارد الرابع.

لقد استدعى ريتشارد إلى الأذهان كلَّ هذه الاغتيالات. فلم تكن إنجلترا في العصور الوسطى قد عرفت ملكًا مخلوعًا، وأغلب الظن أن تلك كانت نظرة ريتشارد لابنَي أخيه؛ لذا فمن المُرجَّح للغاية أن يكون «العنكبوت الأحدب» الذي وصفه شكسبير رجلَ عصرِه.

لمزيد من البحث

  • Dominic Mancini, The Usurpation of Richard III (Oxford: Clarendon Press, 1969). Mancini may have filled his report with bias and gossip; nevertheless, he was there. Translated and with an introduction by C. A. J. Armstrong, who discovered the document.
  • Paul Kendall, ed., Richard III (New York: W. W. Norton, 1965). Brings together the two most prominent early antagonists in the debate, with the full texts of More’s History of King Richard III, first published in 1543, and Horace Walpole’s Historic Doubts on the Life and Reign of King Richard the Third, first published in 1769.
  • Lawrence Tanner and William Wright, “Recent Investigation Regarding the Fate of the Princes in the Tower,” Archaeologia 84 (1935). If only they conducted a DNA test …
  • Josephine Tey, The Daughter of Time (New York: Macmillan, 1951). A 20th-century Scotland Yard inspector concludes that Richard was framed in a novel that’s a fine detective story but less convincing as history.
  • Paul Kendall, Richard the Third (New York: W. W. Norton, 1955). A readable and sympathetic biography that points the finger at the duke of Buckingham.
  • Elizabeth Peters, The Murders of Richard III (New York: Warner Books, 1986). A moderately entertaining English country house mystery, originally published in 1974, in which a bunch of Ricardians dress up as their heroes, then find themselves living through—or rather, dying through—reenactments of his crimes.
  • Charles Ross, Richard III (Berkeley: University of California Press, 1981). A comprehensive portrait of Richard’s life and his very bloody times.
  • Alison Weir, The Princes in the Tower (New York: Ballantine Books, 1992). The most recent and one of the most persuasive cases against Richard.
  • Bertram Fields, Royal Blood (New York: Regan Books, 1998). Fields, a Hollywood lawyer, would definitely have gotten his client off on the grounds that there’s reasonable doubt about his guilt, but he’s less convincing when he tries to prove Richard’s innocence.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤