الفصل الرابع والعشرون

لماذا طار هس إلى اسكتلندا؟

لا تزال معركة بريطانيا تُذكَر بوصفها «الساعة الفضلى» في تاريخ الأمة، لكونها فترة جمعت ما بين المشقة والبطولة. ففي ١٠ مايو ١٩٤١، ألحقت قنابل اللوفتواف دمارًا هائلًا بقلب لندن. وفي نفس الليلة، تسلَّل طيَّار ألماني بمفرده عبر الدفاعات الساحلية لبريطانيا، وهبط بالمظلة على الأرض، على مسافة ليست ببعيدة من مزرعة دوق هاملتون في لاناركشير باسكتلندا.

عثر مزارع اسكتلندي على الطيَّار وهو يضمِّد كاحله الذي أُصِيب بِالْتواء، وتحفَّظ عليه ولم يكن معه أيُّ سلاح سوى مِذْراة. ولم يقل الطيار سوى أنه في «مهمة خاصة»، ولا بد أن يلتقي الدوق.

وصل الدوق في العاشرة من صباح اليوم التالي. وأخبر الطيارُ هاملتون، متحدثًا الإنجليزية، أن هتلر يرغب في وقف القتال، وأنه قد سافر جوًّا إلى إنجلترا لإجراء محادثات سلام مع هاملتون وآخرين من الإنجليز المتفهمين. كذلك قدَّم الطيار نفسه لهاملتون؛ فهو رودولف هس، نائب زعيم الرايخ الألماني.

وكما كان متوقعًا، نتج عن رحلة هس عناوين صحفية مثيرة حول العالم. فقد كان هس رئيس الحزب النازي، والمؤلف المشارك الفعلي لكتاب «كفاحي»، وأحد أعضاء دائرة هتلر الداخلية. والمدهش أن ردود الأفعال الرسمية التي سرعان ما توالت من برلين ولندن كانت واحدة إلى حدٍّ كبير: هس رجل مجنون، على الرغم من أنه قد يكون مثاليًّا. لقد تصرف من تلقاء نفسه تمامًا، دون علم أو تشجيع هتلر أو تشرشل أو أي شخص مسئول في أيٍّ من الحكومتين.

منذ البداية، شكك كثيرون في التصريح الرسمي بأن هس قد تصرف من تلقاء نفسه. فقد اعتقد البعض أن هتلر أرسل صديقه ورفيقه القديم لعقد اتفاق سلام مع إنجلترا، لعله يستطيع أن يوجه جيوشه ضد روسيا بدلًا منها. وظن البعض أن هناك سرًّا أكثر غموضًا؛ وهو أن هس، بعيدًا عن فكرة وصوله المفاجئ، كان لديه سبب وجيه للاعتقاد بأنه سيقابله أصدقاء، من ضمنهم مسئولون رفيعو المستوى في الحكومة البريطانية.

•••

لو كان هتلر يعلم أيَّ شيء عن مهمة هس مسبقًا، فهو لم يبيِّن ذلك. فقد وصفت روايات شهود العيان من منتجعه الجبلي، حيث استدعى معاونين رفيعي المستوى للتعامل مع الأزمة، زعيمَهم بأنه كان محزونًا، والمشهدَ بالارتباك الشديد. وكتب رئيس هيئة أركان الحرب الجنرال فرانز هالدر في يومياته أن هتلر «كان في حالة من الذهول التام.»

وما إن صار واضحًا أن هس بين أيدي البريطانيين، حتى سارعت برلين بإصدار سلسلة من التصريحات الصحفية تأسف فيها ﻟ «هلاوس» هس، وتؤكد للعالم بأنها لن يكون لها أدنى تأثير على الحرب.

أمر هتلر باعتقال الكثير من رفاق هس، من بينهم خادم نائب الزعيم، كارلهينز بينتش، وصديقه ومستشاره غير الرسمي ألبريشت هاوسهوفر، الذي اعترف إلى الجيستابو بأنه ناقش مع هس المصالح المشتركة لهم في السلام مع بريطانيا، ويعتقد معظم المؤرخين أنه مَن زرع فكرة القيام بمهمة سلام في رأس هس. كذلك اعترف هاوسهوفر بأنه قد تحدث إلى هس عن أصدقائه البريطانيين الكثيرين، الذين كان من بينهم دوق هاملتون.

كذلك تمَّ القبض على منجِّمين وعرافين من جميع أنحاء ألمانيا. فوفقًا لتقارير صحفية نازية، ربما يكون الاضطراب العقلي الذي كان هس يعاني منه قد تركه عرضة لتأثيرهم.

من الصعب تحديد القدر الحقيقي من هذه الأحداث، والقدر الاستعراضي منها. فلا شك أن النازيين كانوا أساتذة في الدعاية، وتطلبت منهم قضية هس كلَّ مهاراتهم. فقد كان إقدام الألمان على إرسال مبعوث سلام ومعركة بريطانيا على أشدها، فضلًا عن إرسال مبعوثٍ رفيع المستوى مثل هس، سيُفسَّر حتمًا بأنه علامة ضعف؛ لذا كان من الضروري بشكل واضح أن ينأى هتلر بنفسه عن هس.

ظنَّ بعض الشهود، من بينهم بينتش، أن هتلر يمثِّل، وأنه يعرف عن هذه المهمة أكثر بكثير ممَّا صرح به. وقال كلٌّ من هاوسهوفر وزوجة هس — إلزا — إنهما كانا يعتقدان أن هس قد ناقش الفكرة العامة الخاصة بالقيام بمهمة سلام مع هتلر، رغم أنه لم يزعم أيٌّ منهما معرفة هتلر بأي تفاصيل. واسترجع آخرون فيما بعدُ اجتماعًا عُقد في ٥ مايو بين هتلر وهس تعالت خلاله الأصوات؛ ربما لقيام هس بإخبار هتلر عن خطته.

كان ستالين من بين أولئك الذين لم يقتنعوا بالقصة الرسمية التي أُعلنَت. فعلى الرغم من معاهدة عدم الاعتداء التي وقَّعها عام ١٩٣٩ مع ألمانيا، لم يكن يثق بهتلر. وحين أغارت القوات الألمانية على روسيا في يونيو، بعد شهر فقط من رحلة هس، نظر إلى الأمر كدليل على أنه كان على حقٍّ. فقد كان يعتقد أن هس حتمًا جزء من مؤامرة ألمانية بريطانية لإنهاء معركة بريطانيا والتعاون معًا في تدمير البلاشفة.

ولم يتخلَّ ستالين عن شكوكه قط. فحسبما استرجع تشرشل في روايته لتاريخ الحرب عام ١٩٥٠، واجهه ستالين بشأن هس في عام ١٩٤٤، خلال لقائهما في موسكو. وكرر تشرشل التصريح الرسمي: هس «حالة مرضية» ورعونته ليس لها علاقة بسير الأحداث. وتحت وطأة انزعاجه من شكوك ستالين، أصرَّ تشرشل على أنه قد عرض الحقائق كما يعرفها وأنه يتوقع أن تلقى القبول. فردَّ ستالين بقوله: «هناك أمور كثيرة تحدث حتى هنا في روسيا وليس بالضرورة أن يخبرني بها جهاز استخباراتنا السري.»

وكان مضمون ذلك واضحًا: لم يكن الألمان وحدهم هم من تورطوا في مؤامرة هس، بل كان هناك جواسيس بريطانيون أيضًا.

•••

مع انهيار الاتحاد السوفييتي وفتح الكثير من أرشيفات جهاز الاستخبارات السوفييتية، استطاع المؤرخون الغربيون لأول مرة استخلاصَ لمحةٍ عن نوع المعلومات الاستخباراتية التي كانت تعزِّز شكوك ستالين. ففي عام ١٩٩١، نشر المؤرخ البريطاني جون كستيلُّو نتائج دراسته لملفات هس بجهاز الاستخبارات، وخلص إلى أن ستالين كان على حقٍّ على طول الخط.

ضمت الملفات تقريرًا من عميل سوفييتي وصف رحلة هس بأنها «ليست تصرفًا ينبع من رجل مجنون … بل كانت تنفيذًا لمؤامرة سرية من جانب القيادة النازية لعقد اتفاقِ سلام مع بريطانيا قبل بدء الحرب مع الاتحاد السوفييتي.» وبدأ عميل آخر تقريره بالقول صراحة بأن «القصة المذاعة عن وصول هس إلى إنجلترا دون سابق إنذار غير صحيحة.»

وبحسب جواسيس سوفييت، كان هس يراسل دوق هاملتون منذ فترة طويلة، على الرغم من أن هاملتون لم يكن يعلم بذلك، ففيما يبدو كان جواسيس بريطانيون يعترضون سبيل خطابات هس إلى هاملتون، ثم يرسلون الردود باسم هاملتون، مشجعين هس على الحضور. فقد كان الأمر برمته خدعة بريطانية وقع فيها نائب الزعيم الذي لم يخامره أيُّ شك.

وجد كستيلُّو نظريات مشابهة في أحد ملفات الاستخبارات العسكرية الأمريكية يرجع تاريخه لعام ١٩٤١ رُفعَت عنه السرية في عام ١٩٨٩. لقد كانت التقارير الأمريكية والسوفييتية متشابهة إلى حدٍّ كبير في الواقع، حتى إن كستيلُّو استنتج أنها كانت حتمًا مستقاة من نفس المصدر. فقد ساقت كلتاها، على سبيل المثال، نفس المقولة التي ذكرها طبيبٌ فحصَ الطيارَ الألماني بعد أسْره مباشرة. وحين أعلن الطيار أنه رودولف هس، داعبه الطبيب قائلًا إن المستشفى أيضًا به مريض يظن نفسه سليمان.

رأى كستيلُّو أن الأدلة الجديدة دمَّرت أكذوبة صمود إنجلترا البطولي بشجاعة ضد الهجوم النازي، وحلَّت محلَّها صورة للحكومة البريطانية وهي متردِّدة إزاء الحرب، في ظل وجود حزب مهم يسعى لتحقيق السلام، ويعمل على قدم وساق لاستبدال تشرشل ليحل محله رئيس وزراءَ أكثر ميلًا لاسترضاء هتلر. لم يكن لدى خصوم تشرشل سوى بصيص من الأمل في إمكانية هزيمة هتلر؛ فبالنظر إلى أن الوصول إلى ميناء بيرل هاربر كان لا يزال يتطلب شهورًا وإلى معارضة الانعزاليين الأمريكيين القوية للحرب، كان الشيء الوحيد المؤكد أن الاستمرار في القتال بمفردهم كان سيعني استمرار نزيف الأرواح والممتلكات. ولم يكن منطقيًّا في نظر كستيلُّو أن يكون هس قد هبط من السماء دون سبب للاعتقاد بأن دوق هاملتون سوف يكون في انتظاره للاجتماع به، مهما كان أهوج، أو ساذجًا، أو معتوهًا.

رأى آخرون، وأبرزهم المؤرخ البريطاني بيتر بادفيلد، أن الأدلة على استدراج البريطانيين لهس إلى إنجلترا مقنعة، إلَّا أنهم خلصوا إلى أنها ربما كانت عملية من تدبير جهاز الاستخبارات السري، وليس مخططًا ضد تشرشل. فعلى خطى ستالين، ظن بادفيلد أن مهمة هس كانت جزءًا من حملة بريطانية صُمِّمت لإقناع هتلر بالتخلي عن معركة بريطانيا وتركيز قواته على روسيا بدلًا منها. وخمَّن بادفيلد أن هتلر أيضًا كانت لديه أسبابه لإرسال نائبه إلى إنجلترا. فربما يكون هتلر قد فكَّر أنه في حال فشل المهمة، كان ستالين سيعتقد أن ذلك يضمن استمرار معركة بريطانيا. وكان من شأن ذلك أن يمنح هتلر الفرصة للانقضاض على السوفييت بغتة.

وبموجب هذه النظرية، كان هس لعبة في يد كلٍّ من تشرشل وهتلر؛ كان تشرشل يأمل في إقناع هتلر بالاتجاه شرقًا، بينما كان هتلر يأمل في إقناع ستالين بأنه سيتوجه غربًا.

•••

figure
كان ستالين، بصفة خاصة، يعتقد أن رحلة رودولف هس إلى اسكتلندا لم تكن تصرُّف رجل مجنون، بل جزءًا من مخطط نازي بريطاني سري لتوحيد القوات ضد الاتحاد السوفييتي. وفي الصورة يظهر هس في محبسه عام ١٩٤٥. (مكتبة الكونجرس.)

لأنهما أثارا جدلًا واسعًا مثل كتبهما، لم ينجح كستيلُّو أو بادفيلد في تغيير إجماع الرأي بخصوص مهمة هس. ولعل من أسباب ذلك أن مجرد اتفاق الجواسيس الأمريكيين والسوفييت على شيء لا يعني أنه كان صحيحًا. فالأرجح، بحسب معظم المؤرخين، أن كليهما اعتمد على نفس المصادر، وأن هذه المصادر كانت خاطئة. وقد تتكشف القصة كاملة في عام ٢٠١٧، حين تُفتَح كلُّ ملفات الحكومة البريطانية الخاصة بهس.

غير أنه من ملفات الجهاز الاستخباراتي السري البريطاني التي فُتحَت بالفعل، يتضح أن صديق هس، ألبريشت هاوسهوفر (وليس هس نفسه) كان على اتصال بدوق هاملتون. فبعض خطابات هاوسهوفر تشير إلى علاقة وثيقة بين هاوسهوفر وهاملتون؛ وثيقة لدرجة أن كستيلُّو لاحظ دلالات على المثلية الجنسية.

ففي سبتمبر ١٩٤٠، كتب هاوسهوفر لهاملتون، داعيًا «أصدقاءه ذوي النفوذ» ﻟ «إدراك الأهمية التي تنطوي عليها حقيقة تساؤلي عما إذا كان بوسعكم توفير بعض الوقت لنتحدث معًا.» فقد كان هاوسهوفر، بعلم هس على الأرجح، يستشعر بشكل واضح إمكانية إجراء محادثات سلام.

غير أن خطاب هاوسهوفر لم يصل إلى يد هاملتون. فقد اعترضته الاستخبارات البريطانية، وتحفَّظت عليه لمدة خمسة أشهر. وليست واضحةً أسبابُ قيامهم بذلك. ربما لأن تشرشل قد أوضح بشكل قاطع أن إجراء محادثات سلام أمرٌ محال. أو ربما لأن جهاز الاستخبارات السوفييتية السري قد ردَّ باسم هاملتون، بقصد إلقاء طعم لهاوسهوفر ثم اصطياد هس بدلًا منه.

وأيما كان الطعم، فمن الواضح أن نائب الزعيم كان متلهفًا لالتقاطه. فقد كان هس يعلم مدى إعجاب هتلر الممتزج بالاستياء من بريطانيا ويعلم أيضًا بكراهيته التامة لبلاشفة روسيا. وبصرف النظر عن مناقشته الأمر مع هتلر صراحة، فقد كان هس يعلم أن مهمة سلامٍ ناجحة ستكون من دواعي سرور الزعيم. علاوةً على ذلك، كانت هذه فرصة لهس لاستعادة بعضٍ من نفوذه الذي شعر بأنه يتلاشى. فقد كان هس رجل هتلر الثاني في الأيام الأولى للنازية، ولكن بحلول عام ١٩٤١ بات نفوذه يتقلص نتيجة ظهور منافسين على شاكلة مارتن بورمان، ونتيجةً أيضًا لتركيز هتلر على الأمور العسكرية.

ولا يزال أفضل تفسير على الأرجح لدوافع هس هو ذلك الذي كتبه تشرشل عام ١٩٥٠. فبعد وصْف غَيرة هس من الجنرالات الذين طغوا عليه، راح يتخيل أفكار هس: «إن لديهم أدوارهم ليلعبوها. ولكن أنا، رودولف، سوف أتفوق عليهم جميعًا بفعلٍ ينمُّ عن الإخلاص الباهر وأحضر لزعيمي كنزًا وارتياحًا أعظم من كلِّ ما يجلبونه له جميعًا. سوف أذهب وأعقد سلامًا مع بريطانيا.»

كانت خطة هس للسلام مصيرها الفشل. فبدافع من الولاء والطموح، وربما بخدعة من جهاز الاستخبارات السري البريطاني، أخفق في إدراك أنه بحلول عام ١٩٤١ كان أوان السلام قد ولَّى. فلم يكن تشرشل وحده هو من صار الآن ملتزمًا بالحرب بقوة، بل الشعب البريطاني أيضًا.

أدرك تشرشل أن مهمة هس لم يكن لها أية صلة بمسار الحرب، وهو ما بدا جليًّا منذ أول لحظة علم فيها بهبوط هس على أرض بريطانيا. وبعد أن التقى الدوق هاملتون بهس، هرع الدوق لتقديم تقريره إلى رئيس الوزراء. وراح تشرشل، الذي كان يخطط لمشاهدة فيلم سينمائي في ذلك المساء، ينصت في نفاد صبر، ثم ردَّ قائلًا: «حسنًا، سواء أتى هس أم لم يأتِ، سوف أذهب لمشاهدة الإخوة ماركس.»

لمزيد من البحث

  • Winston Churchill, The Grand Alliance (Boston: Houghton Mifflin, 1950). Volume 3 of Churchill’s magnificent history of World War II, full of not just the author’s recollections but also his directives, telegrams, and other documents that illuminate the British government’s pursuit of the war.
  • Ilse Hess, Prisoner of Peace (London: Britons Publishing Co., 1954). Hess’s letters to his wife and son from England, Nuremberg, and Spandau Prison.
  • James Douglas-Hamilton, Motive for a Mission (London: Macmillan, 1971). As the son of the Duke of Hamilton, Douglas-Hamilton grew up immersed in the Hess mystery. Surprisingly, though, his book is more about Haushofer than either Hamilton or Hess. Haushofer emerges as a fascinating and tragic figure: with ties to both the Nazis and the resistance, he ended up despising himself and welcoming his death at the hands of the Gestapo.
  • W. Hugh Thomas, Hess: A Tale of Two Murders (London: Hodder & Stoughton, 1988). Thomas, a British surgeon who examined Spandau’s inmate, discovered to his amazement that he had none of the scars that should have remained from Hess’s World War I injuries. Thomas concluded that the man who died in prison in 1987 couldn’t have been Hess. His theory was that Himmler shot down the real Hess over the North Sea, then sent his carefully schooled double to England. Thomas’s 1979 book The Murder of Rudolf Hess makes many of the same arguments. A 1989 Scotland Yard report reasonably concluded otherwise.
  • John Costello, Ten Days to Destiny (New York: William Morrow, 1991). Though Costello didn’t succeed in overturning the traditional view of the Hess mission, his book makes a convincing case that at least some British leaders were not averse to a deal with Hitler.
  • Peter Padfield, Hess (London: Weidenfeld & Nicolson, 1991). Hess as the pawn of both Hitler and Churchill.
  • Louis Kilzer, Churchill’s Deception (New York: Simon & Schuster, 1994). Goes even farther than Costello in arguing that some inside the British government were behind the German invasion of Russia. Though provocative, Kilzer (like Stalin) is too eager to explain everything by conspiracies. Sometimes (though, of course, not always) the official story also turns out to be the real story.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤