الفصل الرابع

من كان ثيسيوس؟

كانت مآثر وإنجازات ثيسيوس ضخمة؛ فقد جلب الديمقراطية إلى أثينا، وانضم إلى جيسون وبحَّارة الأرجو في سعيهم لجلب الصوف الذهبي، وحارب المحاربات الشرسات المعروفات باسم بنات الأمازون (وهي الحرب التي انتهت بلا نصر أو هزيمة). ولكن كل هذا خبا رونقه أمام إنجازه الأعظم، وهو ذبْح المينوتور. دارت القصة التي رواها بلوتارخ بالكامل في القرن الأول الميلادي، ولكنها كانت معروفة بالطبع قبل ذلك، على النحو التالي:

تزوج الملك القوي مينوس — الذي كان يحكم اليونان من قصره في كريت — من باسيفايي، التي وقعت في غرام ثور جميل. طلبت باسيفايي من المخترع ديدالوس أن يبني لها بقرة من الخشب حتى تستطيع الاختباء بها ومعاشرة الثور. وأنجبت بعد ذلك المينوتور الرهيب، الذي كان نصفه إنسانًا ونصفه ثورًا، وكان مغرمًا بلحم البشر لسوء الحظ.

توجه مينوس إلى ديدالوس، الذي قام بدوره ببناء متاهة لاحتجاز المينوتور، وفيها كان الملك كلَّ تسعة أعوام يرسل أربعة عشر شابًّا أثينيًّا ليأكلهم المينوتور، وفي الوقت نفسه للانتقام لموت ابن مينوس، أندروجيوس، على أيدي الأثينيين. لم يكن أحد من الشباب يعود مطلقًا؛ على الأقل حتى تطوع ثيسيوس — ابن الملك الأثيني أيجيوس — للذهاب. وكان قد وعد والده بأن يعود رافعًا شراعًا أبيض احتفالًا بنجاحه.

قبل حدوث ذلك، وفي كريت، كانت أريادنه — ابنة مينوس — قد وقعت في حبِّ الشاب الشجاع وأعطته كرة خيط. وعندما ذبح ثيسيوس المينوتور، اتَّبع الخيط المفكوك للخروج من المتاهة. وهكذا انتهت التضحية القاسية بشباب أثينا، وانتهت معها سيطرة كريت على أثينا.

لم تكن تلك نهاية سعيدة بالنسبة إلى أريادنه، التي هجرها ثيسيوس في طريق عودته إلى أثينا، أو بالنسبة إلى أيجيوس، الذي ألقى بنفسه من أعلى جُرُف حين وجد سفينة ابنه ولا يزال عليها الشراع الأسود (حيث كان ثيسيوس قد نسي تغيير الأشرعة). ولكن ميزة ذلك على الأقل أنه قد سرَّع باعتلاء ثيسيوس العرش.

بالطبع تنتمي رواية بلوتارخ، المليئة بالعناصر الخارقة للطبيعة، لعالم الخرافات. ولكن تساءل المؤرخون الأوائل عن احتمالية حفظ الخرافة ذكرى حية عن أي إمبراطورية كريتية حكمت بلاد الإغريق في أحد عصور ما قبل التاريخ. وفي عام ١٩٠٠، وصل آرثر إيفانز، مدير المتحف الأشمولي بأكسفورد، إلى كريت وأقنعه ما رآه — مثلما أقنع كثيرين آخرين — بأن كريت لم تكن فقط مركزًا لإمبراطورية عظيمة، بل بأن قصة ثيسيوس لم تكن بالروعة التي بدت عليها حينها.

•••

كان إيفانز مناسبًا على نحو مثالي للتنقيب في كريت؛ فباعتباره أكاديميًّا من الجيل الثالث، كان خبيرًا بالكتابة القديمة، التي جاء إلى كريت بحثًا عنها في المقام الأول. كما كان مؤيِّدًا لاستقلال كريت؛ ما عاد عليه بنفع عظيم بعد أن تحررت كريت من الحكم التركي عام ١٨٩٩. والأفضل من كلِّ ذلك أن إيفانز قد ورث ثروة من تجارة أبيه في الورق؛ ما أتاح له تجاوز المفاوضات الشائكة المعتادة وشراء الأرض التي أراد التنقيب فيها ببساطة. وكانت الرواية المحلية واضحة بشأن موقع قصر كنوسوس، وهو قصر مينوس، في وادي كايراتوس، وكانت تلك هي النقطة التي بدأ فيها إيفانز الحفر.

وفي غضون أسابيع، كان واضحًا أن هذا الموقع موقع استثنائي. فلحسن الحظ لم يُبْنَ عليه في العصور الإغريقية أو الرومانية؛ ومن ثَمَّ تمكَّن العمال سريعًا من الوصول إلى أطلال قصرٍ يعود للعصر البرونزي. ويا له من قصر! فقد كان يمتد على عدة أفدنة، وسرعان ما استدعى إلى الذهن صورة متاهة، بغرفه وممرَّاته المتعددة المظلمة. ولم يسع إيفانز سوى أن يتخيل الزوار الأثينيين القدماء وقد عادوا إلى ديارهم ويرْوُون حكايات عن وقوعهم في متاهة بدت بلا نهاية. وفي منتصف القصر كان هناك بهْو كبير، فتساءل إيفانز: هل يمكن أن يكون هذا هو مأوى ذلك المخلوق الذي وُصف في الخرافة مينوتور؟

figure
«الثور في كل مكان»، هكذا كتب آرثر إيفانز عن اكتشافاته في كنوسوس. وكان أشهر هذه الاكتشافات وأكثرها تميزًا هذه اللوحة الجَصية (الفريسكو) التي جسَّدت رجلًا يقفز فوق ثور هائج، وأدت بعلماء الآثار للتساؤل عن وجود قدر من الحقيقة في قصة ذبح ثيسيوس للمينوتور. (حقوق الطبع محفوظة لولفجانج كايلر/كوربيس.)

ولكن جاء عام ١٩٠٠ ليشهد أكثر اكتشافات إيفانز إثارة بين جميع اكتشافاته؛ لوحة تجسِّد شابًّا يقوم بحركات بهلوانية على ظهر الثور، في حين وقفت شابتان بجانبه، على ما يبدو أنهما إما كانتا تبحثان عن رفقتهما أو في انتظار دورهما. وسرعان ما تمَّ العثور على مزيد من الصور لثيران ومصارعين يقفزون فوقها، بعضها على أختام منقوشة وبعضها في شكل تماثيل صغيرة من البرونز أو العاج.

تشاور إيفانز الذي تملَّكه الذهول والدهشة مع الخبراء البديهيين في هذا الموقف؛ وهم مصارعو الثيران الإسبان. فسألهم إذا كان هذا النوع من القفز على الثيران المجسد في الفن الكريتي ممكنًا. وأجاب مصارعو الثيران بأنه لا يمكن القيام به، على الأقل إذا كان القافزون على الثيران يتمنون النجاة والبقاء أحياء. ولكن الدليل كان دامغًا على أنَّ شكلًا من القفز على الثيران كان يحدث هناك. وأيًّا ما كانت الرخصة الفنية التي ربما يكون الفنانون الكريتيون والقاصُّون الأثينيون قد حصلوا عليها، فمن الواضح أن الثيران كانت جزءًا لا يتجزأ من هذه الثقافة. وربما كان الشباب الذين تمَّ تصويرهم أسرى يونانيين تمَّ تدريبهم من أجل حلبة المصارعة مثل مصارعي روما القديمة.

أطلق إيفانز على هذه الثقافة اسم «المينوسية» تيمُّنًا بملكها الأسطوري (أو ربما لم يكن أسطوريًّا للدرجة). وكان مقتنعًا أن المينوسيين، كما حكت قصة ثيسيوس، حكموا بلاد الإغريق يومًا ما، فارضين سيطرتهم على البرِّ الرئيسي سياسيًّا وفنيًّا. وكان إيفانز يعتقد أن المينوسيين هم مَن وضعوا الأسس التي بُنيَت عليها الإنجازات اللاحقة لليونانيين القدماء: فشِعر هوميروس، وفلسفة أفلاطون، وتحفة البارثينون المعمارية، كلها إنجازات أشيرَ إليها في الثقافة المينوسية.

كان مما عزَّز ثقة إيفانز في أفكاره هو اكتشافه لعدد من الألواح الطينية في كنوسوس. ولعلك ستتذكر أن البحث عن الكتابات القديمة كان الباعث الأول لإيفانز للذهاب إلى كريت. ومن الواضح أن الألواح، التي كُتِبت بحروف أبجدية عُرفَت بعد ذلك بالكتابة الخطية «أ» والكتابة الخطية «ب»، قد عزَّزت اعتقاد إيفانز بأن المينوسيين لم يكونوا فنَّانين فحسب، بل ومثقفين أيضًا.

وللحفاظ على أمجاد الحضارة المينوسية، بدأ إيفانز عام ١٩٠١ في ترميم القصر في كنوسوس. فأعاد بناء الجدران والأعمدة العلوية التي تلاشت منذ زمن، وكذلك جزءٍ من سقف القصر. واستعان بفنان سويسري، يُدعَى إميل جيليرون، لإحياء وتجديد اللوحات الجصية. وكانت النتيجة موقعًا أثريًّا مختلفًا تمامًا عن أي موقع أثري في عصره أو عصرنا؛ فبدلًا من النظر إلى مجرد أطلال عالية، صار بإمكان الجميع حتى السياح الذين لا يملكون أيَّ خلفية تاريخية أن يكوِّنوا إدراكًا واضحًا للمدى والعظمة الكاملين للفن والمعمار المينوسي.

واجه إيفانز اتهامًا من منتقديه بخلق نسخةٍ للتاريخ أشبه ببطاقةٍ بريديَّة. فقد جادلوا بأنه عاد غيرَ ممكن تحديدُ قدرِ ما اكتشفه من الحضارة المينوسية وقدر ما ابتكره. وبالمعايير الأثرية اللاحقة، كان منتقدو إيفانز على حقٍّ بلا شك؛ فما من عالم آثار اليوم كان ليسمح بأية عمليات ترميم على الموقع الفعلي لأي تنقيب. ولكن إنصافًا لإيفانز، ينبغي أن نضيف أنه كان أكثر حرصًا بكثير بشأن الحفاظ على سجلٍ دقيق ومصور لِما وجده مقارنةً بالعديد من معاصريه. ورغم ما قد يلقاه المنتقدون من غضاضة في الاعتراف بهذا، فإنه قام أيضًا بخلق موقعٍ غاية في الإثارة، حتى إن الزائرين منذ ذلك الحين لم يعد يَسَعُهم سوى مشاركته شغفه بالمينوسيين.

•••

برزت مشكلة أكثر جوهرية بالنسبة إلى رؤية إيفانز للتاريخ اليوناني عندما قام علماء آثار آخرون — على رأسهم آلان ويس في عشرينيات القرن العشرين، وكارل بليجن في الثلاثينيات من القرن نفسه — بالتنقيب عن مواقع على البر الرئيسي اليوناني. وهناك وجدوا دليلًا على وجود ثقافة كانت في طور الازدهار في نفس وقت حكم المينوسيين لكريت. كانت هذه الحضارة «المسِّينية» مستقلة بشكل واضح عن المينوسيين، ولها على الأقل نفس القدر من القوة والنفوذ، إن لم تكن بنفس القدر من الرقي كجاراتها في الجنوب. وذهب ويس وبليجن إلى أن المسِّينيين ربما يكونون بالفعل قد هزموا المينوسيين وتولوا زمام كنوسوس، على الأرجح بعد عام ١٥٠٠ قبل الميلاد.

وبشكلٍ ما، بدا ذلك تأكيدًا إضافيًّا على وجود بعض الأساس لأسطورة ثيسيوس في التاريخ. فقد كان الأثينيون، شأنهم شأن المسِّينيين، يونانيين؛ ومن ثَمَّ يمكن أن يكون انتصار ثيسيوس رمزًا لمعركة فعليةٍ ما أو سلسلة من المعارك التي انتصر خلالها اليونانيون المسِّينيون على الكريتيين المستبدين. غير أن إيفانز لم يكن ليقتنع بأيٍّ من ذلك. فقد كان على قناعة شديدة بتفوق وأفضلية المينوسيين، لدرجة أنه أصر على أن الكوارث الطبيعية فحسب — ربما زلزالًا — هي القادرة على إنهاء حكمهم. ولو أن بعضًا من مثل هذه الكوارث مكَّنت المسِّينيين من إزاحة المينوسيين من كنوسوس، لظل إيفانز متأكدًا من أن القوة العسكرية للمسِّينيين، وليس ثقافتهم، هي التي كان لها اليد العليا.

بات موقف إيفانز يواجه صعوبة متزايدة بعد عام ١٩٣٩، حين اكتشف بليجن، الذي كان لا يزال ينقب على البر الرئيسي، المزيدَ من الألواح الطينية المكتوبة بالكتابة الخطية «ب»، وهي نفس الأبجدية التي وجدها إيفانز في كنوسوس. صحيحٌ أن الاكتشاف ربما يكون قد فُسِّر ليعني أن المينوسيين قد جلبوا كتابتهم إلى الشمال وقدَّموها لليونانيين، ولكنه أيضًا زاد من احتمالية أن تكون الكتابة الخطية «ب» — والكتابة بشكل عام — اختراعًا مسِّينيًّا وليس مينوسيًّا.

تُوفِّي إيفانز عام ١٩٤١ دون أن يعرف مطلقًا ما كان مكتوبًا على ألواحه الثمينة. وبعد أحد عشر عامًا، تمكن أخيرًا مايكل ونتريس — وهو عالم هاوٍ في فك الشفرة يستخدم التِّقْنيات التي اختُرعت خلال الحرب العالمية الثانية — من فكِّ الشفرة. كانت الكلمات المكتوبة على اللوح تصيب بخيبة أمل أو إحباط؛ فلم تكن شعرًا عظيمًا أو فلسفة رائعة، بل كانت في أغلبها قوائم من السلع التي كانت مُخزَّنة في كنوسوس وأماكن أخرى. ولكن اكتشاف ونتريس كان في غاية الأهمية؛ إذ اتضح أن الكتابة الخطية «ب» كانت نظامًا لكتابة اللغة اليونانية؛ وبالطبع كانت يونانية قديمة وصعبة، ولكنها يونانية على أي حال.

كان هذا يعني أن الكتابة جاءت إلى كريت من اليونان وليس العكس، كما كان إيفانز يدَّعي دائمًا. ويظل قائمًا احتمال أن المينوسيين كانت لهم كتابتهم الخاصة؛ إذ لعله يتضح أن الكتابة الخطية «أ» — التي لم تُحلَّ شفرتها — مينوسيةٌ. ولكن بعد اكتشاف ونتريس الخارق بات من المستحيل تصوير مسِّينا كمجرد مركز عسكري للحضارة الكريتية؛ بل على العكس، فقد كان واضحًا أن اليونانيين المسِّينيين كان لديهم حضارة قوية خاصة بهم. وفي مرحلة ما، أبعد بكثير مما اعتقد إيفانز — وربما حتى تحت قيادة أمير يُدعَى ثيسيوس — جاء هؤلاء اليونانيون إلى كريت وفتحوها.

•••

لم تضع الكتابة الخطية «ب»، بأيِّ حال، نهاية للمجادلات المحيطة بالمينوسيين. فبحلول ستينيات القرن الماضي، كان معظم علماء الآثار قد أجمعوا على أن المسِّينيين قد فتحوا كريت، ولكن لم يكن هناك إجماع على الكيفية التي فعلوا بها ذلك. وظلَّ بعض علماء الآثار، وأبرزهم سبيريدون ماريناتوس، مقتنعين بأن ثمَّة كارثة طبيعية قد أضعفت المينوسيين إلى حدِّ فتح الباب أمام المسِّينيين.

كان ماريناتوس يعتقد أن تلك الكارثة تمثَّلت في اندلاع بركان على جزيرة تيرا، التي تقع على بعد قرابة سبعين ميلًا شمال كريت. وفي عام ١٩٦٧، ذهب ماريناتوس إلى تيرا بحثًا عن دليل، وسرعان ما اكتشف أكثر مما كان يرجوه: بلدة كاملة تعود للعصر البرونزي محفوظة أسفل طبقة من الرماد البركاني. لم يكن هناك حاجة هنا للإصلاح والترميم على طريقة إيفانز؛ فقد كانت هذه المنازل لا تزال كما هي لم تُمَس بطريقة لافتة للنظر، والكثير منها مزخرفًا بالفن والتحف الفنية على الطريقة المينوسية؛ مما يشير إلى أن تلك المنطقة كانت مستعمرة كريتية. وكان الشيء الوحيد المفقود هو الناس، كان لديهم فيما يبدو ما يكفي من الوقت للفرار قبل انفجار البركان.

كان ذلك اكتشافًا غير عاديٍّ؛ نسخة كريتية من مدينة بومبي الرومانية ولكن أقدم مرتين. ولكن هل يمكن لانفجار بركاني على جزيرة تيرا أن يكون قد أجهز على الحضارة الكريتية؟ هكذا اعتقد ماريناتوس. فقد ذهب إلى أن البركان ربما يكون قد ثار بفعل الزلازل، التي بدورها تسببت في أعاصير تسونامي التي دمرت كريت. وزعم أن الزلازل والأعاصير، على أقل تقدير، قد ألحقت دمارًا كان كفيلًا بمنح المسِّينيين نقطة انطلاقهم. ولو كان إيفانز على قيد الحياة، لشعر أن حجج ماريناتوس قد ثأرت له بالتأكيد.

غير أن معظم علماء الآثار وعلماء الفروع المعرفية الأخرى لم يقتنعوا بذلك. فمن ناحية كانت التواريخ غير متطابقة؛ فقد حدَّد معظم علماء البراكين تاريخ انفجار بركان تيرا ما بين عام ١٦٠٠ و١٧٠٠ قبل الميلاد؛ أي قبل التاريخ التقديري لانهيار الحضارة المينوسية بأكثر من مائة عام. علاوة على ذلك، على الرغم من الدمار البركاني الواضح في تيرا، لم يكن هناك أيُّ ترسبات مهولة للرماد على كريت، ولم يكن هناك أيضًا دليل على أن الماء المتدفق من أعاصير تسونامي قد وصل إلى كنوسوس، فضلًا عن تدميرها، بل إن الأدلة الأثرية الكائنة على كريت بدت تشير إلى أن النار، وليس الرماد أو الماء، قد أحدثت الكثير من الدمار هناك.

ومن ثَمَّ، أنكر معظم العلماء — ولكن ليس جميعهم بأي حال — وجود دور مهمٍّ لبركان تيرا في انهيار الحضارة المينوسية.

هل هذا يعني أن ثيسيوس قد لعب هذا الدور بدلًا منه؟ أن ثيسيوس (أو اليونانيين الذين جاء لتمثيلهم) قد ذبح المينوتور (أو بالأحرى المينوسيين الذين يمثلهم الوحش)؟ تلك أسئلةٌ لا يمكن إيجاد إجابات كاملة لها، بالنظر إلى القرون التي تفصلنا عن زمن بلوتارخ، وتلك التي تفصل بلوتارخ عن عصر ثيسيوس. ولكن هذا لا يعني بالتأكيد أنه لم يتحقق أي تقدم في طريق الإجابة عليها؛ على العكس، فاكتشافات المائة عام المنصرمة استوفت بعض التفاصيل المعقولة بشأن ما كان يبدو يومًا ما قصة خيالية بحتة.

لمزيد من البحث

  • Arthur Evans, The Palace of Minos (London: Macmillan, 1921–1936). Evans’s own account of the discoveries at Knossos, in four volumes.
  • Anne Ward, ed., The Quest for Theseus (New York: Praeger, 1970). Essays on how the Theseus legend originated and developed in art and literature, from the classical era to the present.
  • Hans Wunderlich, The Secret of Crete, trans. from German by Richard Winston (New York: Macmillan, 1974). Wunderlich argues, provocatively but ultimately unconvincingly, that Knossos was never lived in, but was, like the Egyptian pyramids, a royal tomb.
  • Sylvia Horwitz, The Find of a Lifetime (New York: Viking, 1981). A readable biography of Evans, with a balanced presentation of the controversies until its publication.
  • D. A. Hardy et al., Thera and the Aegean World III (London: Thera Foundation, 1990). These proceedings of a major international conference, held in Thera in 1989, include more than a hundred papers by archaeologists and other scientists. The clear consensus was that the Theran eruption was not responsible for the end of Minoan civilization.
  • J. Lesley Fitton, The Discovery of the Greek Bronze Age (Cambridge, Mass.: Harvard, University Press, 1996). An authoritative account of the excavations at Troy, Mycenae, Knossos, Thera, and other Greek Bronze Age sites.
  • Rodney Castleden, Atlantis Destroyed (New York: Routledge, 1998). Other Greek legends besides Theseus’s may be rooted in Minoan Crete. Of these, the best known is undoubtedly that of Atlantis, which Plato (writing in the fifth century B.C.) described as a great island civilization that, following earthquakes and floods, was swallowed up by the sea. Many writers have speculated that Crete was Atlantis, destroyed by the Thera volcano and accompanying earthquakes and floods. This is an argument that faces many obstacles, and not just those cited in this chapter. For example, Plato described Atlantis as having been in the Atlantic, though Crete is clearly in the Mediterranean. And Plato put the destruction nine thousand years before his time, while the actual span was closer to nine hundred years. Castleden is the latest to make the case for Crete as Atlantis, and he’s also one of the most reasonable, but it remains an unlikely scenario. Sometimes myths are just myths.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤