الفصل السابع

ما هي خطوط نازكا؟

في سبتمبر من عام ١٩٢٦، تسلَّق اثنان من علماء الآثار — البيروفي توريبيو ميخيا والأمريكي ألفريد كروبر — المنحدرات الصخرية الواقعة بالقرب من بلدة نازكا في جنوب غرب بيرو، وكانا يعتزمان فحص جبَّانة قريبة. بعد ذلك، عندما توقفا للحظات ونظرا إلى الصحراء الحصوية المنبسطة من أعلى، لاحظا وجود سلسلة من الخطوط الطويلة المستقيمة تمتد عبر الأفق. واعتقد كلا الباحثَين أن تلك الخطوط هي نظام للريِّ من نوع ما، ولم يُولِها أيٌّ منهما الكثير من التفكير بخلاف ذلك.

وحتى ثلاثينيات القرن العشرين، حين بدأت خطوط الطيران التجارية في التحليق فوق الصحراء، لم يدرك الطيارون والمسافرون أن هناك المزيد والمزيد من هذه الخطوط، بل والمزيد فيما يتعلق بأصولها. فقد استطاعوا من فوق السحاب رؤية المئات من الخطوط، التي يتجه الكثير منها إلى الخارج من نقاط مركزية، والبعض منها يمتد لأميال باستقامة تامة. كذلك كانت هناك أشكال أخرى تراوحت بين مثلثات ومستطيلات، وأشباه منحرف، وحلزونات، والعديد من أشكال الحيوانات. وبحسب ما كتبه عالم الأنثروبولوجيا أنتوني أفيني، فإن المشهد من السماء كان أشبه بسبورة لم يُمْحَ ما عليها في نهاية حصة هندسة مليئة بالشرح والتوضيح.

عند نزول عالِمَي الآثار إلى الأرض، أقبلا على فحص الخطوط والأشكال وَرَأَيَا أنها قد نُقشَت عن طريق إزاحة الحصى الذي يغطي الصحراء جانبًا. وأسفل هذا الحصى كانت هناك رمال فاتحة برزت واضحةً وسط بقية الرمال؛ لأن الحصى الأدكن كان قد كوَّن حدًّا بمحاذاة الخطوط والأشكال. وقد أدرك عالما الآثار كذلك أن هذه الرسومات بمجرد رسمها استطاعت أن تبقى على حالتها الأصلية لأجل غير مسمًّى؛ فقد كانت الصحراء حول نازكا في غاية الجفاف (إذ تتلقَّى قرابة عشرين «دقيقة» من الأمطار في السنة)، كما لم تهبَّ عليها الرياح؛ حتى إن هذه الخطوط قد يصل عمرها إلى قرون أو حتى آلاف السنين. وبالفعل، فإن بقايا الفخاريات التي وُجدَت بمحاذاة بعض الخطوط بدت تشير إلى أن بعضها قد تكوَّن منذ أكثر من ألفي عام.

تساءل العلماء: ما الذي يمكن أن يكون قد أوحى لفناني تلك الفترة باختيار مثل هذه الرسومات الصعبة؟ ولماذا رسموا نقوشًا بهذه الضخامة، حتى إنه لم يكن بالإمكان التعرف عليها من مستوًى أرضي؟ خمَّن البعض أن سكان نازكا القدماء ربما يكونون قد عرفوا كيفية الطيران، باستخدام نوع من الطائرات الشراعية البدائية أو مناطيد الهواء الساخن. أو ربما، وفقًا لأشهر التفسيرات لوجود الخطوط والأشكال، لم يكن سكان نازكا هم من رسموها، وإنما زائرون من الفضاء الخارجي؛ وبحسب هذه النظرية، فقد كانت الخطوطُ عبارةً عن مهابط لمركبات الفضاء الخارجي، والأشكالُ مواقعَ هبوط لها.

كانت نظرية الفضاء الخارجي، التي تسبَّب في شهرتها الكِتاب الأكثر مبيعًا «مركبات الآلهة؟» لمؤلفه إيريك فون دانيكن، خيالًا محضًا. فلم تقم على أكثر من تشابُه سطحي للغاية بين جزء صغير من النقوش الصحراوية وأحد المطارات الحديثة. ولكن كتاب فون دانيكن، شأنه شأن نظرية أن سكان نازكا القدماء كان بمقدورهم الطيران، قدَّم على الأقل تفسيرًا من نوع ما للنقوش الضخمة والغامضة.

كيف استطاع العلماء أيضًا تفسير هذه الخطوط التي نُقشَت في الرمال؛ ولكن لم يكن بالإمكان رؤيتها إلا من السماء؟

•••

جاءت أولى الدراسات الجادة لخطوط نازكا في عام ١٩٤١، حين قام مؤرخ أمريكي يُدعَى بول كوسوك بزيارة الصحراء. كان كوسوك أيضًا يبحث عن حلِّ اللغز بالنظر إلى السماء. وجاءته لحظة الإلهام في حين كان يشاهد غروب الشمس، فإذا به فجأة يلاحظ أنها تغرب فوق نهاية أحد الخطوط الطويلة بالضبط. وبعد لحظة، أدرك أن اليوم هو ٢٢ يونيو، أقصر يوم في السنة واليوم الذي تغرب فيه الشمس في أقصى الشمال الغربي.

figure
لمَّا لم يكن بالإمكان رؤية خطوط نازكا — مثل طائر الطنان الضخم هذا — إلَّا من أعلى، فقد خمَّن بعض العلماء أن البيروفيين القدماء ربما كانوا يعرفون كيفية الطيران. (حقوق الطبع محفوظة لبيتمان/كوربيس.)

يسترجع كوسوك الأمر لاحقًا بقوله: «أدركنا في الحال بسعادة جمَّة أننا قد وجدنا، فيما يبدو، مفتاحَ حلِّ اللغز! فلا شك أن سكان نازكا القدماء قد نقشوا هذا الخط لتمييز الانقلاب الشتوي. وإذا كان الأمر كذلك، فمن المُرجَّح للغاية أن تكون العلامات الأخرى مرتبطة بطريقة ما بأنشطة فلكية وأخرى ذات صلة.»

اضطر كوسوك لمغادرة الصحراء قبل أن يتسنَّى له إجراء دراسة أكثر شمولًا؛ لذا استعان بمساعدة ماريا رايشي؛ وهي معلمة رياضيات في ليما، ألمانية المولد. وبنهاية العام، كانت رايشي قد اكتشفت أن اثني عشر خطًّا آخر قد أدَّت إما للانقلاب الشتوي أو الانقلاب الصيفي. وخلص كوسوك ورايشي إلى أن الصحراء كانت «أكبر كتاب فلك في العالم». وبتمييز المواقع الفلكية المهمة في الأفق، عملت أيضًا الخطوط كتقويم ضخْم.

ذهب منتقدو كوسوك ورايشي إلى أنه مع امتداد هذا العدد الضخم من الخطوط في هذا العدد الضخم من الاتجاهات المختلفة، فإنها مجرد مصادفة أن يكون البعض منها في محاذاة مع الشمس. وصارت هناك حاجة لمقاربةٍ أكثر منهجية.

كان هذا بالضبط ما عزم جيرالد هوكينز — حين وصل إلى بيرو في عام ١٩٦٨ — على تقديمه؛ وبدا الرجل المناسب تمامًا لتلك المهمة. فقد كان فلكيًّا وليس عالم آثار، وكان تحليله الذي توصل إليه بمساعدة الكمبيوتر للمحاذاة السماوية في ستونهنج قد أقنعه بأن تلك الأطلال كانت يومًا ما مرصدًا فلكيًّا. فبدأ هوكينز مهمته بتخصيص فريق للتحليق فوق الصحراء والتقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي استُخدمت لوضع خريطة دقيقة للخطوط، ثم قام بتغذية الكمبيوتر بمواقع الشمس والقمر والنجوم المختلفة عبر الأفق، مع تعديلها بحيث يأخذ في الاعتبار التغيرات التي حدثت تدريجيًّا على مدار الألفي عام المنصرمة. وفي النهاية، وقع اختياره على ١٨٦ خطًّا من قسم معين من الصحراء.

وجد هوكينز أن ٣٩ خطًّا من اﻟ ١٨٦ قد تطابق كلٌ منها مع أحد المواقع الفلكية. قد يبدو ذلك رائعًا، ولكن مع كثرة المواقع الفلكية الموجودة للاختيار من بينها، كان ذلك فعليًّا خيبة أمل ضخمة. فقد أمكن التنبؤ بأن قرابة ١٩ خطًّا وافق المحاذاة مع المواقع الفلكية من منطلق المصادفة وحدها، والكثير من التوافقات الأخرى كانت في الواقع «مزدوجة»؛ حيث أدى خطٌّ واحد إلى انقلاب شتوي في اتجاه، وانقلاب صيفي في الاتجاه الآخر. أضف إلى ذلك أن أكثر من ٨٠ بالمائة من الخطوط المختارة كانت تسير في اتجاهات عشوائية تمامًا.

ومن ثَمَّ خلص هوكينز، المؤيد الأكبر لوجود تفسير فلكي لستونهنج، إلى أن «نظرية تقويم الشمس والقمر والنجوم قد قُضِي عليها بواسطة الكمبيوتر» في نازكا.

•••

في أوائل ثمانينيات القرن العشرين، قامت عالمة الآثار الكندية برسيس كلاركسون بجمع شظايا الفخار الموجودة بمحاذاة الخطوط، ثم قارنتها بالفخار المعروف مصدره من حقب متعددة من عصر ما قبل التاريخ البيروفي. وكان الاستنتاج المدهش الذي توصلت إليه هو أن بعض الشظايا (خاصةً تلك القريبة من رسوم الحيوانات) يرجع تاريخها إلى ما بين عامي ٢٠٠ قبل الميلاد و٢٠٠ ميلاديًّا، في حين تطابقت الأخرى مع طراز فنِّيٍّ ساد بعدها بألف عام تقريبًا.

كانت النتائج بالنسبة إلى أولئك الساعين لإيجاد تفسير للخطوط مثيرة؛ فإذا كانت الرسوم والخطوط قد نُقشَت على مدار تلك الفترة الطويلة، وإذا كانت قد مثَّلت أعمال أناس من حقب مختلفة تمامًا، إذن فقد تكون أيضًا قد خدمت مجموعة متنوعة من الأهداف. بعبارة أخرى، هناك أكثر من تفسير قد ينطبق على الخطوط، أو بالعودة إلى استعارة أفيني، لعل السبورة كانت مغطاة بأعمال لم تُمحَ، ليس لحصة واحدة، بل للعديد من حصص الهندسة المختلفة.

كان للتفسيرات التالية التي ظهرت في أواخر ثمانينيات القرن العشرين صلة دائمة بالماء؛ ولا غرابة في ذلك بالنظر إلى ندرته في الصحراء. فقد ذهب عالم الأنثروبولوجيا يوهان راينهارد إلى أن بعض الخطوط ربما تكون قد ربطت نقاطًا معينة في منظومة الريِّ بأماكن العبادة، ربما كجزء من أحد طقوس الخصوبة. واتخذت تصاميم الطيور العديدة مدلولًا جديدًا، لا سيما أن مزارعي نازكا في العصر الحديث يفسرون رؤية طيور البلشون، أو البجع، أو الكوندور كدلالات لنزول المطر؛ وربما كان رسم الطيور والحيوانات الأخرى طلبًا لهطول المطر.

لاحظ عالما أنثروبولوجيا آخران، هما أفيني وهيلين سيلفرمان، أن الخطوط تتلازم مع العديد من المواقع الجغرافية. فقد كانت معظم الخطوط مصممة في نفس الاتجاه الذي تدفَّق فيه الماء بعد العاصفة الممطرة الصحراوية النادرة، والعديد منها كان له نفس اتجاه المجاري المائية القريبة حيث كانت المياه تجري يومًا ما. لم يكن أفيني وسيلفرمان يعتقدان أن الخطوط كانت مصارف ريٍّ — إذ كانت من الضحالة مما يتعذر معها أن تكون مصارف — ولكنهما اتفقا في الرأي مع راينهارد في وجود صلة شعائرية من نوعٍ ما بين الخطوط والماء.

كذلك تعاون أفيني مع عالم آخر في الأنثروبولوجيا، هو توم زوداما — وهو خبير في شعب الإنكا الذين حكموا جزءًا كبيرًا من بيرو حين وصل الإسبان. أدرك زوداما أن كوزكو، عاصمة إمبراطورية الإنكا، صُمِّمَت كشبكة من الخطوط المستقيمة التي تنطلق كشعاع من معبد الشمس، في منتصف المدينة. وكان للتصميم الشعاعي مدلول ديني واجتماعي للإنكا، وفقًا للمؤرخين الإسبان الأوائل. وخلص زوداما وأفيني إلى أن التصميم الشعاعي للعديد من الخطوط الصحراوية قد أشار إلى أن سكان نازكا كانت لهم معتقدات مماثلة.

بَحَثَ عالم آخر في الأنثروبولوجيا، هو جاري أورتون، عن أشياء موازية في ممارسات السكان المعاصرين للقرى الجبلية بالقرب من كوزكو. فراح أورتون يصف كيف شارك أهل قرية باكاريكتامبو، أثناء احتفالات معينة، في طقسٍ يتمثل في كنْس الطرقات الطويلة الرفيعة للساحة العامة. ومن ثَمَّ لم يبْدُ بعيدًا عن مخيلة أورتون أن يتصور سكان نازكا القدماء وهم يؤدُّون طقسًا مماثلًا على الخطوط الصحراوية.

•••

في تلك الأثناء، واصلت ماريا رايشي الحياة في نازكا، ليس فقط كخبيرة في الخطوط، بل أيضًا كحارسة لها. وبعد أن حوَّلت أعمال فون دانيكن نازكا إلى وجهة سياحية، استخدمت رايشي مواردها المالية المحدودة لجلب حراس أمن. حتى بعد أن صارت سيدة عجوزًا، كانت تجوب الصحراء على كرسيِّها المتحرك، وتقوم بطرد السياح إذا خشيت أن يُلحقوا ضررًا بالخطوط. فكانت في نازكا بطلة قومية.

في بداية تسعينيات القرن العشرين، أصبحت ماريا رايشي وشقيقتها — ريناتِه رايشي — في غاية اليقظة والانتباه، على الأقل وفقًا لبعض الباحثين. فقد قام حراس ماريا رايشي بمنع كلٍّ من كلاركسون وأورتون من العمل في الصحراء مؤقتًا، متَّهمين الأولى بسرقة قطع خزف مكسورة والأخير بتعمُّد الإضرار بالسهول. فربما كانت ماريا رايشي، حسبما أشار منتقدوها، تحاول الحفاظ على نظريتها الفلكية وكذا خطوطها.

وإذا كان الأمر كذلك، فقد تكون ماريا رايشي، التي تُوفِّيت عام ١٩٩٨ عن عمر يناهز الخامسة والتسعين، قد استمدت بعض السلوى من أحدث التحليلات الفلكية التي أجراها أفيني وفلكيٌّ بريطاني يُدعَى كلايف راجلز. فشأنهما شأن هوكينز، وجدا — أفيني وراجلز — أن المحاذاة السماوية لا يمكن أن تبرر غالبية خطوط نازكا. غير أنهما قد خلصا، على عكس هوكينز، إلى أنه كانت هناك العديد من حالات المحاذاة مع المواقع الفلكية لدرجةٍ تجعل من المستحيل أن تكون جميعها مجرد مصادفة. لاحظ أفيني كذلك أن بعضًا من الخطوط الشعاعية في كوزكو قد كانت في محاذاة مع مواقع للشمس والقمر والنجوم؛ ما أدى به إلى استنتاج أن علم الفلك كان له دور ما في نازكا، وإن كان دورًا أصغر كثيرًا مما تخيله كوسوك أو رايشي.

كان قراء فون دانيكن أيضًا سيصابون بخيبة أمل بلا شك بفعل أحدث ما تمَّ التوصل إليه من التفكير بشأن الخطوط. فنطاق النظريات المتداخلة — الفلكية، والزراعية، والدينية — لا يوفر الرضا نفسه الذي كان سيتوافر في وجود تفسير واحد. ولكن للأسف، فمن المستبعد تمامًا أنه قد كان هناك تفسير واحد استطاع أن يبرر وجود كلِّ الخطوط والرسوم.

غير أن هناك الكثير من الأمور المشتركة فيما بين النتائج الأخيرة لأفيني وسيلفرمان وأورتون وزوداما، وآخرين غيرهم، أكثر مما يبدو الحال للوهلة الأولى. فقد بدأ كلٌّ من هؤلاء الباحثين بالبحث عن صلات بين سكان نازكا والثقافات البيروفية الأخرى، سواء أكانت قديمة أم حديثة. وكلٌّ من هذه الصلات ساعد في فهم خطوط نازكا.

لقد أُطلِق على الخطوط «إحدى عجائب العالم القديم»؛ مما يوحي بأنها كانت لافتة للنظر، لدرجةٍ تجعل من الصعب فهمها في سياق أيِّ شيء آخر معروف عن آثار أمريكا الجنوبية. ولكن العكس صحيح من وجهة نظر أحدث علماء الآثار والأنثروبولوجيا، ومؤرخي نازكا: فإذا كنا سنفهم الخطوط على الإطلاق، فلا يمكن لذلك أن يتحقق إلا في سياق عالمها.

لمزيد من البحث

  • Paul Kosok and Maria Reiche, “The Mysterious Markings of Nazca,” Natural History (May 1947). The astronomical thesis, with which everyone who came after had to (and still has to) contend.
  • Erich von Däniken, Chariots of the Gods? (New York: G. P. Putnam’s Sons, 1969). The Nazca lines make up just one element of von Daniken’s case that aliens once visited Earth; his other “proof” includes the Easter Island statues and the pyramids of Egypt.
  • Gerald Hawkins, Beyond Stonehenge (New York: Harper & Row, 1973). In spite of his negative conclusions about Nazca, Hawkins makes a strong case for the astronomical sophistication of ancient humans.
  • Tony Morrison, The Mystery of the Nasca Lines (Suffolk, Eng.: Nonesuch Expeditions, 1987). A fine popular survey, though with a great deal of not particularly interesting biographical information about key researchers (especially Reiche). Superb photos.
  • Evan Hadingham, Lines to the Mountain Gods (New York: Random House, 1987). An excellent summary of others’ theories, leading up to Hadingham’s own speculation that the drawings were directed at the gods on whom the Nazcans depended for water.
  • Anthony Aveni, ed., The Lines of Nazca (Philadelphia: American Philosophical Society, 1990). A collection of essays by the leading researchers, including Clarkson, Urton, Silverman, Ruggles, and Aveni himself, all offering a pan-Andean approach to the lines.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤