إعصار

وتكلمت عن أوجه تبلى وعن صور ثبت.

أبو نؤاس
غَلَتِ الْمَطَامِعُ فِي الصُّدُورِ
اللهَ مِنْ هَوْلِ الْمَصِيرِ
اللهَ مِنْ غَدِ هَذِه الـ
ـدُّنْيَا السَّخِيَّةِ بِالْفُجُورِ
نَسِيَ الْإِلَهُ الْأَرْضَ فَانْـ
ـطَلَقَتْ تَعَثَّرُ بِالشُّرُورِ
مَجْنُونَةً لَا الْعَقْلُ يُمْـ
ـسِكُهَا وَلَا نُصْحُ النَّذِيرِ
مَجْنُونَةً يَسْعَى بِهَا
إِبْلِيسُ مَحْمُومَ الْمَسِيرِ
يَسْعَى بِهَا وَكَأَنَّمَا
حَمَلَ السَّعِيرَ إِلَى السَّعِيرِ
عَصَفَ الْقَضَاءُ فَحَمْحَمَا
تُ الْمَوْتِ مِلْءُ ذُرَى الْأَثِيرْ
وَارْبَدَّتِ الْآفَاقُ تَحْـ
ـمِلُ أَلْفَ شَرٍّ مُسْتَطِيرِ
غَدُكَ اصْطِبَاغُ الشُّهْبِ يَا
أَرَضُونَ مِنْ دَمِكِ الدَّرُورِ
غَدُكِ انْسِدَالُ اللَّيْلِ حَتَّى
آخِرِ الدَّهْرِ الدَّهِيرِ
غَدُكِ انْتِحَابَاتُ الثَّكَا
لَى النَّائِحَاتِ عَلَى الْقُبُورِ
الْبَاكِيَاتِ عَلَى الزُّهُو
رِ تَغِيبُ قَبْلَ شَذَا الزُّهُورِ
وَيْلُ الشَّبَابِ غَدَا يَمُو
تُ بِمَيْعَةِ الْعُمْرِ النَّضِيرِ
وَيْلُ امِّهِ مِنْ أَجْلِ مَنْ
جَدْوَاهُ بِالرَّمَقِ الْأَخِيرِ
مِنْ أَجْلِ أَيِّ إِلَهِ شُؤْ
مٍ قَامَ فِي وَهْمِ الْعُصُورِ
مِنْ أَجْلِ أَيَّةِ فِكْرَةٍ
شَوْهَاءَ تَنْخُرُ بِالضَّمِيرِ
أَمْ أَنَّهُ الْوَحْشُ الْقَدِيـ
ـمُ أَفَاقَ فِي الرَّجُلِ الْوَقُورِ
وَسَطَا وَزَمْجَرَ وَانْتَحَى
يَتَلَمَّظُ الدَّمَ فِي النُّحُورِ
مَاذَا يَكُونُ غَدٌ أَمَأْ
تَمَ ذَلِكَ الْغَرْبِ الْكَبِيرِ
أَيَكُونُ مَأْتَمَ عَالَمٍ
يَنْهَارُ فِي الْعَدَمِ الضَّرِيرِ

•••

خُيِّبْتَ يَا إِنْسَانُ مِنْ
إِنْسَانِ بُهْتَانٍ وَزُورِ
عَبْدٌ يَكُفُّ الظُّلْمَ أَنْـ
ـتَ خُزِيتَ مِنْ عَبْدٍ حَقِيرِ
فَكَأَنَّ يَوْمَ غَدٍ عَلَى
مَا فِيهِ مِنْ أَمْرٍ عَسِيرِ
يَوْمُ انْسِحَاقِ الْأَرْضِ يَوْ
مُ فَنَائِهَا يَوْمُ النُّشُورِ

•••

يَا رَبِّ عَفْوَكَ بَدِّلِ الـ
ـظُّلُمَاتِ بَدِّلْهَا بِنُورِ
رُحْمَاكَ رِفْقًا بِالْبَرِيءِ
وَبِالضَّعِيفِ وَبِالْفَقِيرِ
مَاذَا يُضِيرُكَ لَوْ صُرِفْـ
ـتَ أَخَا الْغُرُورِ عَنِ الْغُرُورِ
لَوْ تَخْطُرُ الدُّنْيَا بِبَا
لِكَ لَارْتَقَتْ فِتَنُ الشُّعُورِ
لَكِنْ نَسِيتَ الْأَرْضَ فَانْـ
ـطَلَقَتْ تَعَثَّرُ بِالشُّرُورِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤