مسرد المصطلحات

  • البنيوية: مثلما يوحي المصطلح، هي النظرية التي تقول إن تفاعلاتنا الاجتماعية — بدايةً من لغتنا (فرديناند دي سوسور)، ووصولًا إلى منطق المجتمعات «البدائية» (كلود ليفي شتراوس)، وأيديولوجياتنا (لوي ألتوسر)، ومساعينا الأدبية (رولان بارت)، وحتى لاوعينا (جاك لاكان) — عُرضة بالأساس للقواعد والقوانين اللاواعية التي تسبق وتوجِّه أفعالنا الواعية. وبسبب تركيزها على الهيكل البنيوي أكثر من المحتوى (المجرد والعام أكثر من الملموس والخاص)، بالإضافة إلى إسقاطها الإبداع الفردي من الاعتبار، فقد اعتُبرت مضادة ﻟ «الفلسفة الإنسانية» بصفة عامة وللوجودية بصفة خاصة.
  • التواصل غير المباشر: الأسلوب الملتوي لنيل الانتباه التعاطفي من الجمهور بهدف توصيل القيم والمشاعر التي لولا ذلك لخضعت للتفكير العقلاني أو رُفضت تمامًا. للفنون الجميلة فعالية خاصة في هذا النوع من التفكير «الملموس».
  • سوء النية: مصطلح استخدمه سارتر، وهو يرى أن الجميع يقعون فيه بسبب التركيب المزدوج «للموقف» الإنساني؛ أي واقعيته وتساميه في الآن ذاته. يحافظ الوجود «الصادق» على هذه الازدواجية في توتر إبداعي. يحاول خداع الذات الهروب من هذا التوتر (و«القلق» الناجم عنه) إما بإسقاط التسامي إلى الواقعية أو بتصعيد الواقعية إلى التسامي. تمثل كلتا المحاولتين إنكارًا لكياننا الأنطولوجي؛ وهما لهذا السبب عبثيتان.
  • الصدق: حالة الاعتراف بفردية المرء المستقلة. في نظر هايدجر، ينطوي هذا على تقبل الإنسان بثبات لوجوده المتجه نحو الموت؛ وفي نظر سارتر، هو تحمل الإنسان لحريته ومسئوليته المطلقة. ولكل فيلسوف وجودي تعريفه الخاص لهذه «الفضيلة».
  • العدمية: الإيمان بأنه لا وجود للقيم المطلقة، وبأن الحقيقة ذاتية محضة، وبأن الوجود الإنساني لا معنى له. آمن نيتشه بأن «القطيع» سيستسلم لنوع معين من العدمية بعد فقدانه إيمانه بالله، لكن «الأرواح الحرة» هي التي ستصمد في وجه هذا البلاء عن طريق اعتناق هذا الموقف واختلاق حقيقتها وقيمها الخاصة.
  • الفلسفة الإنسانية: النظرية الفلسفية التي تضع الإنسان في محور الكون. تعتمد صورها المتعددة — على سبيل المثال: الإلحادية والدينية والماركسية والنهضوية والإغريقية الكلاسيكية وما شابهها — على ما تعتبره أفضل صورة كاملة يمكن للإنسان الوصول إليها.
  • الفينومينولوجيا: إحدى الحركات الفلسفية البارزة في القرن العشرين، التي أسسها إدموند هوسرل. استخدمها الوجوديون — أمثال هايدجر وسارتر — كمنهج للوصف المتزمت لموضوعات الوعي.
  • القصدية: السمة المميزة للوعي في نظر هوسرل، التي يستطيع الوعي بها أن يستهدف (يقصد) موضوعًا ما في العالم. هذا يحرر الفينومينولوجي من مشكلة «الربط» بين العقل والواقع الخارجي الموروثة في الفلسفة الحديثة عن طريق نظرية المعرفة «الداخلية/الخارجية» لرينيه ديكارت (١٥٩٦–١٦٥٠).
  • القلق: وعي بحرية المرء كإمكانية مطلقة. وهو يختلف عن «الخوف» الذي ينصبُّ على موضوع معين. وهكذا، يمكن أن يخاف المرء السقوط من فوق منحدر شاهق لكنه يشعر بالقلق بسبب إمكانية السقوط من فوقه.
  • الكائن هنا: المصطلح الذي استخدمه هايدجر للإشارة إلى الطريقة الإنسانية اللائقة في الوجود. باستخدامه هذا المصطلح بدلًا من استخدام كلمة «الإنسان»، فإنه يتجنب «الفلسفة الإنسانية» التقليدية التي تقيِّد على نحو عفوي تميُّز الإنسان بالتركيز على الزعم بأن الإنسان «حيوان عاقل».
  • ما بعد البنيوية: غالبًا ما ترتبط بما بعد الحداثة، وهي تتسم بطبيعة فلسفية واجتماعية علمية أكثر منها أدبية وجمالية. وهي أيضًا تتجاوز «شكليات» البنيوية لمصلحة تعددية العقلانيات ونقد الذات الصانعة للمعنى في الفينومينولوجيا والوجودية. تضم الحركة ميشيل فوكو (١٩٢٦–١٩٨٤) وغيره من البنيويين السابقين، مثل جاك لاكان (١٩٠١–١٩٨١) ورولان بارت (١٩١٥–١٩٨٠)، من بين فلاسفتها.
  • ما بعد الحداثة: بديل نقدي للحداثة أكثر من كونها مجرد خلف لها، وهي ترفض التشديد على الذات وعلى الوعي الذي يميز كلًّا من الفينومينولوجيا والوجودية. على الرغم من شيوع استخدام المصطلح إلى درجة صار معها عديم المعنى من الناحية العملية، فإنه بلسان مناصره البارز جان فرانسوا ليوتار (١٩٢٤–١٩٩٨) يرفض «اللغة السردية الشارحة» مثل النظرية الماركسية عن التاريخ باعتباره صراعًا طبقيًّا وينادي ﺑ «انشطار» المعنى؛ أي التفتيت المتعذر إصلاحه للأجزاء الموحَّدة الحاملة للمعنى في المجتمع المعاصر.
  • الموقف: يوجد البشر «في الموقف»، أي إنهم ينغمسون في معطيات حياتهم الواعية مثل نسبهم وجنسيتهم وجنسهم وهويتهم الاجتماعية وخياراتهم السابقة. هذه هي «واقعيتهم». لكنهم أيضًا «يتسامون» بهذه المعطيات عن طريق الأسلوب الذي يرتبطون به بواقعيتهم؛ على سبيل المثال: بالخزي أو الكبرياء، بالاستسلام أو الصمود، بالأمل أو اليأس. الموقف الإنساني مزيج غامض بالفطرة يجمع بين هذين المقومين؛ الواقعية والتسامي، المعطيات والمخرجات. (انظر خداع الذات.)
  • الهيرمينوطيقا: منهج لتفسير وفهم معاني «النصوص»، وهو يشمل بصورة عامة أحلام ورموز ونوايا الفاعلين الآخرين، بما في ذلك المرء نفسه.
  • الوجود: من المنحى الاشتقاقي، فإنه يعني «البروز خارجًا»؛ فالبشر يوجدون، والأشياء ببساطة كذلك. يربطه الوجوديون ﺑ «الوقتية الوجدانية» لا سيما مع المستقبل باعتباره إمكانية. يتجسد الوجود بوضوح في تشبيهات بلاغية كتلك التي استخدمها كيركجارد: «ما معنى أن توجد؟ أن توجد يعني أن تقف في طابور طويل للغاية ثم لا تشتري التذكرة عندما تصل إلى الشباك. لا، أن توجد يعني أن تتشبث باستماتة بشعر عنق الحصان وهو يجري في الوادي. لا، أن توجد أشبه بأن تكون في أشد استعجال ممكن وأنت راكب على ظهر مهر بطيء.» (انظر تواصل غير المباشر.)
  • الوقتية الوجدانية: مصطلح طوَّره هايدجر، واقتبسه سارتر وآخرون، لكن صاغه كيركجارد. وهو يشير إلى الأبعاد الثلاثية لزمننا المُعاش منفصلًا عن زمن «الساعة» الكمي، أي الماضي باعتباره «إلقاءً» أو واقعية، والمستقبل باعتباره «تصورًا» أو تجليًا، والحاضر باعتباره «سقوطًا» أو انغماسًا في الحياة اليومية العادية. وهو يستفيض في النظرة الوجودية بأننا بصفة أساسية مقيدون بالزمن، لكنه يركز على بُعد المستقبل باعتباره إمكانية، بل فوق كل شيء، أكثر إمكانياتنا ملاءمة، ألا وهو وجودنا المتجه نحو الموت.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤