جيل من الرواد
«كان الفن أداةً من أدوات الحياة، يمتد إلى كل عنصرٍ من عناصرها، من الإناء إلى البناء، ومن حُلي الزينة إلى محاريب المساجد وشبابيكها، ومن قطع النسيج الصغيرة، إلى واجهات المباني الضخمة.»
في هذا الكتاب، يرسم «بدر الدين أبو غازي» لوحةً توثيقية حيَّة لنشأة الفن التشكيلي في مصر، مُتتبِّعًا بداياته الأولى، ومسلطًا الضوء على مسيرة جيل الرُّواد، الذي مهَّد الطريق له في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. فبدايةً، يُحدِّثنا المؤلف عن تأسيس مدرسة الفنون الجميلة عام ١٩٠٨م، وهي تُعَد نقطة تحوُّل مفصلية في تاريخ الفن التشكيلي المصري، ثم يستعرض السِّيَر الذاتية والإسهامات الفنية لعددٍ من رُواد هذا الفن، مثل: «محمود مختار» رائد النحت المصري، الذي أسَّس «جماعة الخيال»، وترك وراءه أعمالًا خالدة، مثل تمثالَي «نهضة مصر» و«سعد زغلول». كما يسرد «أبو غازي» أعمالَ فنانين كبار، منهم: «يوسف كامل»، و«أحمد صبري»، و«محمد حسن»، و«محمود سعيد»، كما يتناول إسهام الفنانين الأجانب، الذين انصهروا في نسيج الفن المصري، وأثَّروا فيه، كذلك يُبرز الدور المحوري الذي لعبته الصالونات والجمعيات الفنية، وفي طليعتها «صالون القاهرة» و«جمعية محبِّي الفنون الجميلة»، في تشكيل الذائقة والنقد الفني.