تقديم

ما أقل حظ كتب الفنون في مصر … إنها كالأزهار النادرة في حياتنا الثقافية، تتفتح في فترات متباعدة، كلما وجدت يدًا ترعاها، أو دار نشر تعتني بها، ولكن نصيبها من الرعاية والاهتمام ضئيل رغم حاجة العقل المصري والذوق المصري إليها، ورغم دورها الكبير في حلبة الثقافة.

في الكلمة إحياء لفنون الشكل، ونشر لها، ولكن من يرعى الكلمة لتقوم برسالتها في التعريف بالفنون.

لقد أدركت جمعية محبي الفنون الجميلة أزمة الكتاب الفني في مصر، واستشعرت حاجة الثقافة إليه؛ فأرادت، على قدر إمكانياتها، أن تسهم في هذا المجال بنشر كتيبات عن الفنون، تقدم إبداعاتها إلى القارئ الذي ينشد الثقافة العامة … قد لا يكون فيها ما ننشده من أبهة الطباعة والإخراج، ذلك أمر لا تستطيعه غير الدولة ودور النشر الكبرى، ولكن فيها متطلبات الكتاب الفني العام، الذي نسعى إلى أن يكون كأداة من أدوات تقديم الثقافة الفنية للقارئ الذي يتطلع إلى المعرفة، والإحاطة بالاتجاهات والتيارات العامة، والإلمام بتاريخ الحركة الفنية في بلادنا.

في حدود هذه الأهداف، نرجو أن نكون قد وُفِّقنا في إصدار هذا الكتاب الأول عن عصر الروَّاد وجيلهم، بمناسبة العيد الذهبي للجمعية؛ ليكون حلقةً في سلسلة تتابع اتجاهات الفن المصري المعاصر.

من الله التوفيق.

figure

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥