الفصل الخامس عشر

طرائق التدريب الخمس١

قال سونبين: إن الخبير بشئون التدريب العسكري لن يُقدِم على المساس بالمبادئ الأساسية والقواعد العامة (التي تحكم هذا الباب من فنون الحرب) حال الإقامة في المعسكرات وعند بناء المخيمات والمواقع. ثم إنه لن يجرؤ على تعديل تلك المبادئ وَفْق هواه. وهي — في مجموعها — تتكوَّن من نقاط خمس: الأولى: تدريب القوات في الجانب السلوكي وفي تنظيم التشكيلات. والثانية: التدرب على التحرك وإقامة المعسكرات. والثالثة: التدريب فيما يتصل بقواعد الضبط والربط داخل الوحدات. الرابعة: التدرب بخصوص التشكيلات القتالية. الخامسة: التدرب على التمويه والتخفِّي كوسيلة قتال للهجوم المباغت (ولنتحدَّث بتفصيل أكثر) فما هي الطريقة الأولى المتعلقة بتدريب القوات في النواحي السلوكية؟ [يفسِّر المحققون ذلك بأنها طريقة تتصل بكيفية تشكيل الوحدات بالإضافة إلى المعايير السلوكية.] إن ما يُسمى ﺑ [فراغ]، البر بالوالدين، احترام الأكبر سنًّا، حسن معاشرة الزوج، فهي خمس خصال أخلاقية يجب على المقاتل التحلِّي بها، فإذا لم تتوافر فيه (أي واحدة منها)، فلن يطأ بقدمه ساحة قتال، ولن يركب عربة حربية، حتى لو كان من أمهر الرماة طرًّا. وكل ماهر في الرماية فلا بد أن يكون مكانه إلى الجهة اليسرى من المركبة العسكرية، ومن برزت قدرته على القيادة، (فسيجلس في المنتصف، حيث …) يقود المركبة، ثم يقعد في أقصى اليمين من لا يملك أيًّا من المهارتين المذكورتين، سعة كل مركبة ثلاثة جنود فقط. وكل خمسة أفراد يشكلون «أو» [جماعة]، بينما تتشكل اﻟ «لي» [الصف العسكري] من عشرة أفراد، في حين أن مائة فرد يمكن أن يتشكَّل منهم «تسو» [تُنطق كما في «داتسون»]، وكل ألف فرد يشكلون وحدة قيادية [حرفيًّا: وحدة ذات طبول حربية]، وكل عشرة آلاف فرد يشكلون «رونغ» [جيش]، وكلما زاد النطاق الذي يتسع لاستيعاب أعداد أكثر من الأفراد، أمكن تشكيل وحدات عسكرية مقاتلة. فتلك هي طريقة التشكيل الداخلية للقوات، لكن ماذا عن الطريقة الثانية في التدريب على التحرُّك وإقامة المعسكرات؟ (ولشرح ذلك، أقول …) ينبغي على قادة الوحدات تحمُّل المسئولية كاملة إذا ما تحطمت المركبات وأنهكت الخيول، ولتكن مسئوليتهم في ذلك أن يقودوا [فراغ]، إذا ما صادفتهم عقبات أو ظروف معوقة، بحيث يبادرون على الفور إلى [فراغ] وفي هذا الكفاية، فتلك هي، إذَن، الطريقة المتعلقة بالتحرك وإقامة المعسكرات، لكن ما هي طريقة التدريب بشأن قواعد الانضباط داخل الوحدات؟ [فراغ]، فتلك هي قواعد الضبط والربط داخل الوحدات وكيفية التدرب عليها، فما هي طريقة التدرُّب على التشكيلات القتالية؟

إن الإمداد والتسليح أهم ركن في التشكيل القتالي وجزء لا يتجزَّأ منه، [فراغ]، بحيث يمكن تفعيل كل جوانبه. وهكذا، فعلى هذا النحو يمكن استخدام طرق متعددة لتنظيم القوات، بالإضافة إلى الكثير من الأشكال المختلفة لتوزيع الوحدات، وذلك فيما يتعلَّق بالحديث عن طرائق التشكيلات القتالية، فماذا عن أساليب التخفي كوسيلة من وسائل (اقرأ: تكتيك) القتال؟ … [فراغ].

***

[ورد في خاتمة هذا الفصل عدة عبارات قصيرة بالصينية الكلاسيكية، غير مزودة بشرح أو تعليق، وقد أحجمت عن ترجمتها لغموض تركيبها وكثرة الفراغات البينية وسط مفرداتها القليلة المتناثرة.]

١  يتناول هذا الفصل خمس نقاط تتصل بتنظيم القوات وكيفية توزيع التشكيلات وطرق الإعاشة، وإقامة المنشآت العسكرية، بالإضافة إلى ما يتعلق بطرق وفنون الالتحام مع قوات العدو، لكن المشكلة أن جزءًا كبيرًا من المتن قد أصبح تالفًا بالدرجة التي يصعب معها الوصول إلى معنى واضح للمحتوى.
والجدير بالذكر، أن هذا الفصل لم يدخل ضمن نصوص الكتاب الذي بين أيدينا في نسخته الصادرة سنة ١٩٧٥م؛ بسبب الشكوك التي ثارت حول صحة المتن في هذا الجزء ومدى اتصاله بأفكار الكتاب الأساسية، ومن ثَمَّ، فقد تشكَّلت مجموعة من الخبراء رأت إمكانية استيعاب هذا الفصل ضمن محتوى الكتاب، وهكذا فقد صدرت نسخة مزيدة منه في ١٩٨٥م، وهي النسخة التي اعتمدتها طبعات كثيرة، من بينها تلك الطبعة التي اهتممت بترجمتها إلى العربية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤