الفصل الخامس

انتقاء القوات١

قال سونبين: «يتوقَّف النصر العسكري، أساسًا، على انتقاء القوات (الأصلح للقتال)، كما أن ما تتحلَّى به القوات من الشجاعة والإقدام يعتمد، بالدرجة الأولى، على ما تتميَّز به من الضبط والنظام. إن الأساس في المرونة القتالية يقوم على إدراك مزايا الأوضاع العامة [إدراك الموقف الاستراتيجي]، ولا شك أن صلابة القوات تصدر، أصلًا، من صلابة إيمانها ومتانة عمادها من الثقة والإخلاص [… بما يقود معنويات المقاتلين للامتثال لتوجيهات قياداتهم].

إن التدريب هو القاعدة التي تدعم كفاءة القوات، (واعلم) أن انتصارًا سريعًا وحاسمًا هو أعظم مكسب للوطن، كما أن قوة الأوطان ومجدها الحقيقي يُقاس بمدى ما تمنحه من الرفاهية واللياقة [حرفيًّا: ما تمنحه من الراحة واستعادة طاقاتها المهدرة]، ثم إن أسباب تدهورها واضمحلالها تنشأ عما تتردَّى فيه من حملات عسكرية متكرِّرة.»

وقال سونبين: «إن المستوى الخلقي الرفيع يعد قاعدة صلبة تترسَّخ بتراكم التجارب ورصيد السنين والأيام. إن الإخلاص والإيمان والثقة تقوم جميعًا على مبدأ من الجزاء العادل والمكافأة النزيهة. إن أعظم المبادئ العسكرية يقوم على كراهية الحرب، إن الفوز بثقة الجنود هو الضمان الحقيقي للنصر [فراغ] …» وقال سونبين: «ثمَّة خمسة شروط لإحراز النصر على الدوام: (أولًا)، أن يحوز القائد ثقة السلطة الحاكمة [حرفيًّا: الإمبراطور] بما يمكنه من إدارة معركته على نحو مستقل. (ثانيًا)، أن يسبر القائد غور المعارك ويدرك طرائقها وأساليبها. (ثالثًا)، أن يحوز القائد ثقة جنوده. (رابعًا)، أن يقوم التكاتف بين القائد والأفراد. (خامسًا)، أن يجيد القائد تقدير أحوال العدو بدقة، بالإضافة إلى إلمامه بخصائص وتضاريس أرضه، (فكل ذلك ضمان للنصر بلا جدال).»

وقال سونبين: «تنجم الهزيمة عن خمسة أسباب، وهي: (أولًا)، أن يفقد القائد استقلاله وسلطته تحت تأثير خضوعه التام لسيطرة الحكم عليه [اقرأ: سيطرة الإمبراطور]. (ثانيًا)، أن يجهل القائد فنون الحرب وقواعدها. (ثالثًا)، أن يقع الشقاق بين القائد وزملائه. (رابعًا)، أن يعجز عن الاستفادة من الجواسيس، (خامسًا)، أن يفقد القائد ثقة جنوده.»

وقال سونبين: «مناط النصر في إخلاص القائد لبلاده، [في إحدى النسخ المحقَّقة، يرد بعد عبارة «مناط النصر …» فراغات في الأصل] وفي عدالته ونزاهته عند المكافأة والجزاء؛ وفي مقدرته على استغلال نقاط ضعف عدوه، [في إحدى النسخ المحققة يرد فراغ بعد عبارة «استغلال نقاط …»، وهو ما استكملته النسخة التي أترجم عنها].»

وقال سونبين: لا ينبغي لمَن تناءت عنه ثقة (جلالة الإمبراطور) أن يتولى قيادة القوات، [فراغ].

***

[يتلو المتن الأصلي للكتب، عدة فقرات غير مترابطة؛ لما يتخللها من فراغات، أكبر الظن أنها من إضافات النُّسَّاخ في عصور متفرِّقة، ولم يحاول المحقِّقون ضبط عباراتها وترجمتها، لكني سأحاول نقلها إلى العربية، فيما يلي: …]

«… فالباب الأول هو الأمانة، والثاني هو الإخلاص، أما ثالثهما فهو الجرأة … فكيف بالإخلاص، ولمَن يكون إذَن؟ وأقول لك إن المعنى يعود إلى الإخلاص لجلالة الملك، وماذا عن الأمانة؟ وأجيب بأنها الأمانة في المكافأة والمجازاة، فماذا عن الجرأة … إن مَن يحيد عن الإخلاص لمليكه، لن يجرؤ على قيادة جيشه، ومَن لم يتوخَّ النزاهة في المكافأة والمجازاة، فلن تبذل له الجنود الاحترام، أما مَن يقتحم ساحة الحرب بغير اقتدار، فلن تهابه الجنود.»

مائتان وخمسة وثلاثون [كذا]
١  ورد عنوان هذا الفصل في خلفية الورقة الواردة بالنسخة الأصلية وهو اقتباس حرفي ممَّا جاء في الفقرة الأولى من فقراته، حيث يرد النص هكذا: «يتحدَّد عنصر النصر في المعارك على كيفية اختيار المقاتلين … إلخ» وتدور الفكرة الأساسية لهذا الفصل حول العوامل التي تحدد أسباب النصر أو الهزيمة؛ ولهذا يعده النقاد مكملًا لما ورد في الباب الأول من كتاب «فن الحرب» لسونزي، تحت عنوان «التخطيط».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤