ضرب نقاط القوة عند الخصم^١

^١  عنوان هذا الفصل حرفيًّا، وحسب ما ورد في هامش إحدى النسخ المحقَّقة «ضرب أفضل العناصر المنتخبة من جنود العدو»، ويتناول المحتوى فنون مهاجمة القوة القتالية ذات التفوق لدى الطرف المعادي، وقد أحجمت عدة نسخ صادرة عن ترجمته؛ نظرًا للفراغات الكثيرة التي تتخلَّل عباراته، مما تعذر معه صياغة معنى واضح ومترابط لمحتواه، لكني حاولت بقَدْر ما أستطيع أن أترجم النص — مع عواره — وحسب الهيئة التي ورد بها في النسخة المُترجَم عنها (وكل النسخ تُورِد النص بهيئته المليئة بالثغرات والمساحات الخالية). ورأيت أن من حق القرَّاء — أو على الأقل بعض القراء ممَّن يتملكهم الفضول — أن يُطالعوا بأنفسهم حجم وشكل ما يتخلَّل المتن من فراغات؛ فالمادة، هنا، عبارة عن وثيقة ذات قيمة أثرية فضلًا عمَّا تحظى به (في الاعتبار الأول، بوصفها) مدونة تاريخية في فنون الحرب والقتال. وكشأن الوثائق القديمة دائمًا، فتآكُل الأطراف، وضياع الكلمات، وانمحاء الأحبار، بل اصفرار الأوراق وتَلَف وتهشُّم الجسم العام للوثيقة … كل ذلك يُضفي عليها طابعًا معهودًا من الخصائص التي تمنحها قَدْرًا من القيمة، وإذ نُطالع النص، بهذا المعنى، فلا نظن أنَّا نحتاج لعَيْن القارئ وإنما لذهنية المحقِّق ومذاق المطالع والمتأمل في قطع الآثار، أو قل إن المساحات الفارغة (وكما هو الحال في فنون التصوير الفوتوغرافي) تقود مسار العين الفاحصة — أحيانًا — وبحكم تبادل مواقع الاتزان البصري، إلى ما هو ممتلئ بالتكوين، … بالمعاني والكلمات، في حالة النص المنقول أمامنا، أي إن مساحات الفراغ تزيد في قيمة ما هو منظور ومقروء في النص المكتوب، هكذا أقدِّر وأرى!

^٢  وضع المحقِّقون في الجزء الخاص بشرح المتن، هذه العبارة: يبدو مما هو ظاهر في صياغة النص أنه شبيه بالمتن الوارد في الفصل بعنوان «التشكيلات القتالية العشر»، و«الأسئلة العشرة». وهو ما استوجب تدوين النص بعدهما مباشرة واستطرادًا على موضوعهما. ويظن المحقِّقون أن المحتوى الأساسي، هنا، ينصرف بشكل عام إلى كيفية «مهاجمة التشكيلات القوية للعدو.»