الفصل السابع

خسائر المعارك١

إن كل مَن أراد أن يجبر الأهالي في البلد الخاضع للاحتلال [حرفيًّا: بلد العدو] على اتباع عادات مستهجنة ومرفوضة بالنسبة لهم، فإنه يُغامر بإبراز نقائصه مقابل ترجيح كفة مزايا العدو، بل يستهلك قوته العسكرية بغير فائدة [العبارة الأخيرة، بدءًا من «فإنه يغامر بإبراز …»، وردت في أحد النصوص المحقَّقة، لكنها لم تَرِد في عدد آخَر من النصوص]، وكذلك فمَن أراد أن يسدَّ ما لديه من حاجات على حساب موارد العدو [حرفيًّا: الزيادة في موارد العدو] فهو يسير بقوَّاته نحو الهلاك.

إن العجز عن صدِّ هجوم العدو [حرفيًّا: عن صدِّ أسلحة العدو الماضية] برغم التحصينات الدفاعية القوية، يصيب القوات بالإحباط والكَبْت (هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى …) وعندما تعجز الأسلحة عن أداء دورها المأمول فتفشل في اختراق دفاعات العدو، بمتانتها وجودة تحصيناتها، تكون الهزيمة هي النتيجة المحتومة.

[في بداية الفقرة التالية، ورَدَ في أحد المتون عبارة يتخلَّلها فراغ، نصُّها كالتالي: «إن عجز القوات … من الحكمة». غير أن مصادر أخرى محقَّقة، أوردت له ترجمة بالصينية الحديثة، هي التي اعتمدت عليها وأخذت بها في نَقْل الفقرة كلها.]

إن عجز القوات عن تحقيق النصر، يرجع إلى جهل القائد بكيفية توزيع وتحريك التشكيلات، وعدم تحديده لاتجاهات الهجوم. إن وقوع القائد في مشاكل وعَقَبات شتَّى، برغم حنكته في توزيع التشكيلات وبراعته فيما يتصل بتوزيع الوحدات ووعيه التام بتضاريس الأرض، يعني أن مثل هذا النوع من القادة ليست لديهم دراية بالعلاقة بين النصر الحاسم [حرفيًّا: وحسب الترجمة الصينية «النصر الاستراتيجي» («جان لوي» تحديدًا، بمعنى استراتيجي)] والنصر العسكري.

عندما تعجز القوات عن تحقيق النصر، برغم ما تحظى به من تأييد الأهالي لها [وردت عبارة «برغم ما تحظى به من تأييد»، في أحد النسخ المحقَّقة، بينما خَلَت النسخ الأخرى من أي ذكر لها مكتفية بمساحة ضئيلة من الفراغ]، فالسبب في ذلك يرجع إلى عجز هذه القوات عن حشد وحداتها القتالية بالكثافة المطلوبة. أما إذا لم تستطع الجيوش الحصول على الدعم الشعبي، كان ذلك دليلًا على عدم تبصر مثل هذه الجيوش ببواطن أخطائها. (ولا بد من الانتباه إلى أن …) ندرة تحقيق النصر برغم كثرة الاشتباك وغزارة اللقاءات القتالية مع العدو إنما ترجع كلها إلى التقاعس عن استغلال الفرص السانحة، وإذا أفلتت من القوات فرصة التغلُّب على العدو فلأنها خالفت إرادة الناس. (واعلم) أنه لا يتزلزل كيان جيش إلا بما تردَّد حوله من الأراجيف والإشاعات، ثم إن وقوع الجيش في حيرة من أمره وعجزه عن تقدير احتمالات النصر أو الهزيمة، يعود، أساسًا، إلى جهله بكيفية اتخاذ الاستعداد الكافي للقتال.

أما إذا ضيَّعت الجيوش فرصة مواتية دون أن تستغلها على النحو الأمثل، أو إذا حانت لها الفرص السانحة فتخاذلت تردُّدًا وتهيُّبًا، أو إذا أدركت ما شاب قيادتها من أخطاء، دون الإسراع في تلافيها بحسم، فذلك كله من أسباب الوقوع في التهلكة.

(واعلم) أنه إذا أمكن للناهب الجشع أن يصبح عفيفًا شريفًا، أو للطائش أن يصبح رشيدًا، أو للمتردِّد أن يصير حازمًا، وللجبان أن يغدو شجاعًا جريئًا، فذلك هو السبيل إلى النصر في ساحات المعارك. ولن تمنح السماء ولا الأرض مجدًا لمَن سار على طريق الهلاك، ولن تخيِّبا رجاء مَن سعى جادًّا إلى المجد والقوة والعنفوان، [فراغ].

***

[ورد في ختام هذا النص، وبعد فاصل ضئيل، فقرة مليئة بالثغرات، بدرجة يتعذَّر معها ترجمتها في عبارة مفهومة، ومع ذلك فقد آثرتُ نَقْلها، على علاتها، إلى العربية، على النحو التالي: …] «جيش [فراغ]، وإذا أريد للبلاد أن [فراغ]، يحل بالقوات التعب والإنهاك، ويبذل الكثير من [فراغ]، فلا يصمد أمام العدو.

ثم إن الجيش [فراغ]، بلد ذو عدد وافر من الجند، [فراغ]، وهنالك لا يمكن للقوات أن [فراغ].»

١  يدور موضوع هذا الفصل حول مختلف العوامل التي تتسبَّب في الخسائر أثناء العمليات، مع عَرْض الاقتراحات والآراء بشأن الوسائل الكفيلة بتوفير أسباب الظفر في المعارك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤