أحمد زكي أبو شادي

ولد سنة ١٨٩٢
figure

هو الشاعر المجدِّد، والأديب الحر المفكِّر، الدكتور أحمد زكي أبو شادي.

وُلِد سنة ١٨٩٢ بالقاهرة، من أسرة عريقة في الوطنية، وأبوه المرحوم محمد أبو شادي أحد كبار المحامين الذين نالوا المكانة الرفيعة في عالم المحاماة وممن جاهدوا في الحركة الوطنية، ووالدته السيدة أمينة نجيب من السيدات الأديبات الشاعرات، وكان أخوها المرحوم مصطفى نجيب١ أديبًا وطنيًّا وصديقًا ونصيرًا للمرحوم مصطفى كامل.

أتم دراسته الابتدائية ثم الثانوية في المدارس المصرية، وظهرت مواهبه الشعرية والأدبية في هذه المرحلة من الدراسة، وكان من تلاميذ مصطفى كامل في الوطنية، ودخل كلية الطب بالقاهرة، ولم تصرفه الدراسات الطبية والعلمية عن الاستمرار في دراساته الأدبية؛ فأحب الشعر وتذوَّقه، وأقبل على نظمه وهو في هذه السن المبكِّرة، وشعره رقيق مُمتِع، يمجِّد الوطنية وينزع إلى الحرية والتجديد والخروج على الأساليب القديمة، واحتفظ بهذا الطابع على تعاقُب السنين، وأكمل دراسته الطبية في إنجلترا، وتعمَّق في الآداب الإنجليزية إلى جانب دراسته من قبلُ للآداب العربية، وازداد تعلقًا بالتجديد في الأدب والشعر، ولما عاد إلى مصر تنقَّل في مناصب الحكومة وصار أستاذًا للبكترولوجيا بكلية الطب بجامعة الإسكندرية ومديرًا للمعمل البكترولوجي بالمستشفى الحكومي بها.

كان ولا يزال يصدُر في شعره عن إلهامه وعقيدته وإيمانه، وفي ذلك يقول عن نفسه:

وهل كان شعريَ غير إيمان مُهجتي
وعِشقي وإحساسي ولَحني المردَّدِ

وكوَّن مدرسةً أدبيةً تزعَّمها، ترمي إلى الثورة على القديم والدعوة إلى الحرية في الفكر والأدب والفن، وكان لهذه المدرسة مجلة أدبية تُسمَّى مجلة «أبولو» الشعرية الأدبية، أصدرها أبو شادي في القاهرة سنة ١٩٣٢، وكانت لأنصار الجديد من الشعراء والأدباء، وتكاد تكون المجلة الشعرية الوحيدة التي ظهرت في العالم العربي، وقد استمرت نحو ثلاث سنوات ثم احتجبت.

وقد صادف أبو شادي في حياته الحكومية والأدبية عنتًا وأذًى من رؤسائه وأنداده، واستُهدف من أجل نزعته الحرة لشتى ضروب المناوأة؛ فاعتزم الهجرة من مصر، وهاجر فعلًا إلى نيويورك في سنة ١٩٤٦، وهناك رحَّبَت به الدوائر الأدبية والعلمية ترحيبًا عظيمًا، وأخذ ينشر في الصحف والمجلات العربية والأفرنجية في أمريكا ثمار أدبه وشعره، ونفحات آرائه وأفكاره، كما أخذ يُذيع من «صوت أمريكا» مرتَين في الأسبوع، وأسَّس في نيويورك «رابطة مينرفا» الشعرية الأدبية على غِرار «جمعية أبولو»، وقدَّرَته الحكومة الأمريكية والجامعات والمعاهد والمؤسسات الثقافية في العالم الجديد، وانتُخب أستاذًا للأدب العربي بمعهد آسيا بنيويورك، وهو يتولاه إلى اليوم بجدارةٍ تفخر بها مصر، ويُعَد أبو شادي رائدًا من رواد النهضة الأدبية والفكرية الحديثة، وهو رغم هجرته إلى العالم الجديد دائمُ الصلة بوطنه بواسطة الصحافة في أمريكا وفي مصر، وبواسطة مريديه وتلاميذه الممتازين الذين اقتبسوا من روحه التقدمية وتعلُّقه بالحرية وإيمانه بما يقول ويكتب.

وهو في أحاديثه ومحاضراته لا يفتأ يذكُر مصر ويُناضِل عنها ويحنُّ إليها ويُشيد بها وبعلمائها وأدبائها وكُتابها وتاريخها، وهو في غربته خير سفير أدبي لمصر في العالم الجديد.

وله عدة دواوين من الشعر نحا فيها مَنحى التجديد والابتكار، وحلَّق في سماء الفن والخيال والسمو الفكري.

نذكُر منها ديوان «أنداء الفجر» وهو أول دواوينه ومختارات من نظمه سنة ١٩١٠، و«أنين ورنين» وهو صُوَر من شعر الشباب، و«الشفق الباكي» وقد ظهر سنة ١٩٢٤، و«الينبوع»، و«أشعة وظلال» وقد نُشِر سنة ١٩٣١، و«أطياف الربيع» و«فوق العباب» وقد طُبِع سنة ١٩٣٥، و«عودة الراعي» وقد ظهر سنة ١٩٤٢.

ومن آخر دواوينه «من السماء» وقد ظهر في نيويورك سنة ١٩٤٩، ويضم معظم شعره من سنة ١٩٤١ إلى ١٩٤٩.

هذا عدا ما أخرجه من الكتب والمؤلَّفات والقصص والمسرحيات.

رثاؤه لمصطفى كامل

قال من قصيدة له في فبراير سنة ١٩٠٨، وكان لا يزال طالبًا بالمدرسة الثانوية، يرثي مصطفى كامل:

يا مصرُ حلَّق طير اليأس في أفقٍ
داجٍ بأحزان شعب كان ساليها
مات الرئيس فماتت بعده هممٌ
قد كان نبراس فكر منه يُجليها

إلى أن قال:

سارت به أمة أحيا مَداركها
حتى إلى القبر وارت فيه حاميها
ودَّت لوَ انَّ صروف الدهر تأتيها
وتِلكُم النفس هذا الشعب يفديها
والكل يلبس ثوبًا للحِداد أسًى
على الفقيد وما من مات يهديها
أبصارها نكست من فوقها كُتِبت
عبارةٌ كان صدقُ الحس يُمليها
مصر الفتاة مرور العمر تذكُره
لروحه لم تزَل تعدو أمانيها

مَفخرة رشيد

وله في سنة ١٩٢٥ قصيدة وطنية من نيف وستين بيتًا، نظمها تمجيدًا لذكرى معركة رشيد التي وقعت يوم ٣١ مارس سنة ١٨٠٧ بين المصريين والإنجليز، وفاز فيها أبطال رشيد على الجيش البريطاني الذي زحف على مدينتهم يريد احتلالها، فصمدوا له وقابلوه في الشوارع واستبسلوا في الدفاع عن مدينتهم حتى صدوه عنها وهزموه، وارتد عن المدينة بعد أن فقد في المعركة ١٧٠ قتيلًا و٢٥٠ جريحًا و١٢٠ أسيرًا، ٢ وكانت هذه المعركة حقًّا مفخرة لرشيد، أشاد أبو شادي أيضًا في قصيدته بالمعركة الثانية التي وقعت في «الحماد»، وانتهت كذلك بهزيمة الجيش البريطاني.

قال:

روِّحينا بأحاديث الجلال
وبنفحٍ من هواهم غيرِ بالِ
واسمحي يا «مصرُ» أن نُزجي لهم
مُنتهى فخرِ رجالٍ برجالِ
ما عرفنا قدرَنا إن لم نحُزْ
سيرةً منهم تُغذِّينا بحالِ
وبآمالٍ لآتٍ غالبٍ
إنَّ آتي المجد من ماضي الخيالِ
خاطئٌ مَن ظنَّ ماضيه بلا
مُرشدٍ يهدي إلى غالي المآلِ
ما نما شعبٌ بلا جهدٍ مضى
وتبقَّى فيه تَذكارُ الفعالِ
هي أحلامٌ وأعمال بنَت
في سنينٍ وسنينٍ كلَّ غالي
هو مهدٌ وُلِدت فيه العُلا
بأناة وكفاح ونوالِ
لم تجئ طفرةَ جيلٍ لاعبٍ
إنما جاءت على طولِ الليالي
كابرٌ عن كابرٍ قد صانها
بمراعاةٍ وأخلاقِ المعالي

إلى أن قال مُحييًا ذكرى أبطال رشيد الذين صدوا جيش الغزاة المستعمِرين:

روِّحينا «مصر» من ذكراهمُ
تلك ذكرى عن بلوغٍ لمُحالِ!
بلِّغينا كيف أودى عزمُهم
بصعابٍ قُمنَ أقسى من جبالِ!
كيف هزُّوا قوةً أكبرَها
عالمُ القوة والحرب الضلالِ!
كيف ضحَّوا للرمال دمهم
في دفاع العز عن تلك الرمالِ!
كيف أفنَوا من جنودٍ صوَّبت
نحوهم أقوى معدَّاتِ القتالِ!
كيف كيف استبسلوا في واجب
وأقاموا المُلك وضَّاءَ الخلالِ؟!

•••

يا «رشيد» الذكرُ حيٌّ خالد
لعظيمِ الجُهد معدومِ المثالِ
أنت ثغرٌ ناطقٌ في رسمه
حُرمةَ الماضين ﻟ «النيل» الزُّلالِ

إلى أن قال:

مثلَ ما أذكى لها شُبانها
فتحدَّوا خَصمَهم قبل السؤالِ
كالجراد نشرُهم فيك على
ربَواتٍ يرقبون وتلالِ
فإذا العادون جاءوا ما بهم
ثقةٌ إلا وضاعت في مَلالِ
وأتَت فرقتهم في نشوةٍ
عنك فارتدَّت خيالًا في خيالِ!٣
بين قتلى وحيارى هربوا
وضحايا لإسارٍ وعقالِ
ثم جاءوا في خميسٍ لجِبٍ
وعَوادٍ لم تكن جالت ببالِ٤
من متاريسٍ كفَت رؤيتها
لحساب وعقاب ونكالِ!
وعديد بين باغي مَدفعٍ
أسودِ الوجه وإمدادٍ مُوالِ!
وأبَوا إلا حصارًا هائلًا
فدفعت الحصر دفعًا بالعوالي!
وغنمت كل ما كان لهم
من شموخ وإباءٍ قبل مالِ
رحلوا رحلةَ جانٍ ضائع
بئس يوم الخُسرِ من يومِ ارتحالِ!

•••

هكذا بالبأس تحيا أمةٌ
لا بخوف أو غُلوٍّ أو خبالِ
هكذا بالوحدة الحسناء لا
يعدم الإصباحَ أبناءُ الهلالِ
إن شعبًا يتحدى «انجلترا»
في مجالِ الحق شعبٌ لا يُنالِ
وبنين ينشدون مثل ما
أحسن الآباءُ أولى باكتمالِ
إنما الأمة من أفرادها
في ثبات ووفاء ونِزالِ

إلى أن قال:

إيهِ قومي قُمتُ فيكم ذاكرًا
«نافرين» الأمس في مُشجى المقالِ
وأنا اليوم طَروبٌ ذاكرٌ
دُرةَ التاريخِ شعَّت كاللآلي
فلَنا كلتاهما عنوانُ ما
يحفظ التاريخُ من غالٍ وحالِ
أيُّ مصريٍّ درى ما لقَّنا
من عظات ثم أضحى وهو سالي؟
أيُّ جمعٍ من خصالٍ حرةٍ
لم تكرِّم جمعَ هاتيك الخصالِ؟
أيُّ شعبٍ في جلال وسنًى
يدَّعي أنَّا عبيد ومَوالي؟
كلُّنا فردٌ له أمتُه
حظه بل قصده في كلِّ حالِ
لا سُباتٌ — هان أم طال بنا —
ما يؤدِّي بعُلانا لانحلالِ
في طِلابِ المجد أن تمضي بنا
فترةٌ للَّهو أو دَورُ انتقالِ
خاب مَن ظنَّ الرقادَ ميتةً
كم أُسودٍ رقدَت تحت الظلالِ!

•••

آن رَجعُ الجهدِ قومي فانفضوا
سِنة اللهو وهيَّا للمجالِ!
بسلاح العلم قبل السيف قد
صارت الحربُ أعاجيبَ اشتغالِ
رُب خيطٍ من نسيج القطن لا
يبلغ المَدفع منه كفعالِ
عالمٌ فيه الفنون قوةٌ
والصناعات وليست للجدالِ
عملٌ مُستتبَعٌ لا ينقضي
لاقتصاد وانتفاع واشتمالِ

•••

أمَّتي! أحلى دُعائي دعوةٌ
لكِ من قلبي بها أسمى ابتهالي؟

رثاؤه لفريد

قال سنة ١٩١٩ من قصيدة له في رثاء محمد فريد:

سلُوا «برلين» عمَّن حل فيها
يُفتِّت كبدَه المرضُ العنيدُ
مضى يستوهب الأيام عمرًا
تتم به المَساعي والجهودُ
فلم يذهب بعِلته طبيبٌ
ولم يُكتَب له عمرٌ جديدُ
وخرَّ على السرير وحبُّ مصر
على تبريحِ علَّته يزيدُ
فيا لهفي عليك وأنت كهلٌ
غريب عن أحبَّته بعيدُ
تموت فلا ترى مثواك أمٌّ
ولا أختٌ ولا زوجٌ ودودُ
ولا يروي ثراك أخٌ شقيقٌ
بدمعته ولا طفلٌ وليدُ

الحياة كفاح

قال سنة ١٩٣٣ من قصيدة له عن «المجاهد الجريح» يصف الحياة وكأنها كفاح وجهاد:

شهدتُ من الدنيا المعارك والمُنى
تشوق الفتى نحو المعارك والخَطبِ
فصِرتُ كجنديٍّ جريحٍ مضمَّدٍ
يئنُّ ولكن كم يحنُّ إلى الحربِ
ويهرب من حُكم الحِجا في وُثوبه
إلى ساحة الهيجاء والموقف الصعبِ
توالت جراحاتي وأُوذِيت دائمًا
وهيهات أُلقِي من سلاحي ومن دأبي

يدعو الشعب إلى مجاهدة الفساد

وقال من قصيدة له في ديوانه «عودة الراعي» سنة ١٩٤٢:

يا شعب قُم وانشد حقو
قك فالخنوع هو الممات
«تشكو الغريب وعلة الشـ
ـكوى الزعامات الموات»
قد عمَّت الفوضى وقد
دب الفساد بكل شَي
فإذا سكنت فلن تُعدَّ
ولن يفي لك أيُّ حي

•••

ما دمت تقبل أن تكـ
ـن من الضحايا كالعبيد
سيسومُك القُوَّام والـ
أسياد ألوانَ القيود

•••

يا شعبُ كيف تُطالِب الـ
ـغُرباء بالبر السخي
وتُطيق مُلكَك في محا
باة وفي نهب وغي

•••

هيهات يُعطى الحقَّ مَن
ألِف التهاون في الحقوق
هذا هو العدل الصحيـ
ـح وغيره عَينُ المروق

•••

انهض وحاكِم بائعيـ
ـك إلى الهوى وإلى الفساد
أو مُت ذليلًا لا يُقا
س بذلِّه حتى الجماد

يودِّع مصر

وقال يودِّع مصر ويذكر أسباب هجرته في قصيدة له عنوانها «لمَ ارتحلت؟»:

سألوني لم ارتحلت؟ كأني
لم أُجِبهم بسيرتي نصفَ قرنِ
شاديًا بالطليق من شعريَ البا
كي أغنِّي لمجدهم ما أغنِّي
وحياتي لعزِّهم في كفاح
ككفاح الشعاع في وسطِ دجنِ
مُثلٌ لن تُحَد نوعًا وعدًّا
كنجوم السماء في كلِّ فنِّ
وتبلَّغتُ بالعذاب وبالبؤ
س مرارًا وكل حظي التجنِّي
وكأني وحدي المُسيء بإحسا
ني لعصري أو أنه لم يسعني
ما كفاهم أني أُعاني وجودي
في وجودٍ بقاؤه محضُ غبنِ
ما كفاهم أني أُواصِل ليلي
بنهاري لأجلهم وسطَ منِّ
ما كفاهم أني أضحِّي بروحي
حينما عزَّ من يضحِّي ويُفني
ما كفاهم أني تناسيت نفسي
فوق نسيانهم حقوقي وأمني
ما كفاهم أني لهم ذلك الرا
ئد يشقى كالراح في أسرِ دنِّ
ما كفاهم أني ارتضيت شقائي
لي جزاءً ويهدمون وأبني
ما كفاهم هذا وهذا فنادَوا
بعقوقي وما رعَوا حق سِني
ثم حالوا بين المثالية العلـ
ـيا لفكري وبين شعبي وبيني
فترحَّلت حيث تُحترَم الأحـ
ـرار حيث الهواء طَلقٌ لذهني
وأظلُّ الوفيَّ رغم اغترابي
لبلادي ما غُيِّبت قط عني

القلب الباكي

ومن قصيدة له نظمها في عيد ميلاده عام ١٩٤٨ يُناجي فيها الوطن قائلًا:

يا مصر لولاك ما فارقت في حُرَقي
أزكى الجِنان ولا عُوقِبت لولاكِ
أهواكِ في غربتي أضعاف ما سمحت
به المقادير في قُربي وأهواكِ
ما العيد عنديَ عيد في مَباهجه
أنا الغريب فعيدي يوم ألقاكِ
على سلام وفي حريةٍ شملت
لا أن أعود لأغلال وأشراكِ
الثلج حولي أحنى في تحرُّره
على فؤاديَ من ضيم بدُنياكِ
والنفي أسعد أيامي إذا فرضوا
ذل الجباه لمأفون وأفَّاكِ
يا رُب مُقترِب في حُكمِ مُغترِب
وضاحكٍ كلُّ ما في قلبه باكي

الحنين إلى الوطن

قال يصف حنينه إلى الوطن وتعلُّقه به في غربته:

نَفيان نفيُ مغرَّب عن أمتي
عانٍ ونفي معذَّب في وحدتي
وحيالي الأفراح شتى ما لها
حدٌّ فلا ألقى النعيم بنعمتي
قالوا فررتَ وما فررتُ وإنما
كافحتُ في وطن به حُريتي
وضربتُ بالحرمان أمثال الهدى
للعاملين وكم شقيتُ لأمتي
لم أُعنَ بالأشكال قدرَ عنايتي
بتمسكي بمبادئي في ثورتي
حرقَ البخورَ لمن أذلَّ بلاده
وحرقتُ في إعزازها من مُهجتي
وجعلتُ ما عانيتُ قربانًا لها
وأظلُّ في سقمي وفي شيخوختي
«وطني! رضِيتك مُنصفًا في قدره
جهدي وإخلاصي وغاية غيرتي»

يتشوق إلى مصر

ومن قصيدة له في حفلةٍ أُقِيمت لتكريمه في نيويورك سنة ١٩٥٠:

تركتُ مصر وقلبي لوعة ولظًى
لجَنةٍ ضُيِّعت في نومِ جنَّانِ
فدًى لها — لو أباحت — كلُّ ما ملكت
نفسي وما وهبت في حبها الجاني
تركتها وبِودي غيرُ ما حكمت
به المقادير في أشجانِ لهفانِ
وقلتُ علِّي على بعدٍ أُشارِفها
وأنفخ الصورَ إن فاتته نيراني
«اثنان خُلِّدت الدنيا لأجلهما
الحب والنيل مذ كانا بإنسانِ»

الوطن بأبنائه

قال في اعتراف المواطنين بأقدار الرجال وأنه من مظاهر الوطنية السليمة:

إذا عرفَ الرجال حقوق بعض
لبعضٍ نُزِّهوا عن كلِّ ضعفِ
فتنتظم البلاد بهم وتسمو
ويغدو الفرد معدودًا بألفِ

تأملات

ومن قوله في قصيدة له بعنوان «أقصى الظنون»:

ما الخَلقُ ما هذه الدنيا ومَنشؤها؟
ما الفكر ما الجوهر الباقي وما العدمُ؟
مسائلٌ هي للأحقاب باقيةٌ
كما سيبقى الردى والشك والألمُ
أجلُّ فرض لها وهمٌ وأيسره
وهمٌ وقد يستوي الدهماء والعَلمُ

الوطنية والعروبة

ومن قصيدة له يعبِّر فيها عن وطنيته وعروبته:

إن العروبة والكنانة ملَّتي
دينٌ يوحِّده الوفيُّ العابدُ
فلِمَوطني روحي وكل جوارحي
ولكم حنينيَ والشعور الماجدُ
يكفي لنا النَّسب العتيد مجمِّعًا
فجميعنا صيدٌ رماه الصائدُ

نداء الحرية

ومن قصيدة له سنة ١٩٥١ يُناجي الشعب ويمجِّد جهاده ضد الاحتلال في معركة القتال:

«بُورِكت يا شعب الكنانة ثائرا
حرًّا ويا وطن البطولة قاهرا»
أُزجي إليك تحيتي من خاطرٍ
دامٍ ومن قلبٍ يذوب مَشاعرا
يأبى النفاق ولا يبوح بغيرِ ما
جعل الحياة نفائسًا وذخائرا
ليس الصديق هو المقرَّب وحده
ولرُب مهجورٍ يُظَن الهاجرا
«إن كان غيَّبني العتاة فمُهجتي
لك أين كنت مُكافحًا ومُناصرا»
آبى مساوَمة الطغاة وإن أذق
شر الأذاة، مُواليًا لك ذاكرا
إن كان يُعوِزنا السلاح فربما
خلق الإباء بنا السلاح الباترا!

•••

وحشٌ للاستعمار يُمعِن شره
بِاسم الحضارة والتقدم ساخرا
وكأنما حسِب العقول نفاية
للناس أو بعض الهواجس دائرا
هل يُصلِح المِذياع من آثامه
حين الرصاص يَصيح أرعن كافرا؟
حين الفظائع قد خطَبن بألسُن
للنار واعتلت الجِراح مَنابرا؟
حين الأساطير التي يُدلي بها
سبَّت بصائر للورى وسرائرا؟
حين الخرائب صارخات حوله
مثل اليتامى لا تمثِّل عامرا؟

•••

إن كان حُسن الظن ذنبًا أولًا
فيه فكيف يُعَد ذنبًا آخرا؟
هو غاية الإجرام للوطن الذي
عانى وعانى مِن أذاه خسائرا
لن يمنح الوطن المفدَّى صفحه
لفتًى يُخادِع أو يخادع صابرا
ويرى بالاستعمار بعض خلاصه
هل كان الاستعمار إلا جائرا؟
«قرنٌ من التغرير علَّم نشأنا
أن يحذروه مُفاوِضًا ومُشاوِرا»
حذرًا بَني وطني! فذاك عدوُّكم
مهما تقلَّب في المظاهر ماكرا
لا تمنحوه سوى القطيعة وحدها
فمن القطيعة ما يكون الزاجرا
أو ما يكون به الخلاص ليومكم
وعدٌ نؤمِّل فيه بعثًا باهرا!
حذرًا بَني وطني وكُونوا وحدة
فعَّالة لا ضجة وحناجرا!
ليست سلامتكم مجالًا هيِّنًا
إن السلامة قد تكون مَخاطرا
لا تأسفوا — مهما حزنتم — للأُلى
ذهبوا الضحايا في «القناة» حرائرا
حمل الأديم من النجيع وصية
تبقى لأحقابٍ تدوم ذواكرا
خلُّوا التغنيَ بالجدود وفضلهم
مهما تلألأ روعةً ومَفاخرا
فهو الغنيُّ بذاته عن ذكره
إلا ليُلهِم غافيًا أو شاعرا
وخذوا بأسباب لمنعةِ حاضر
إن الحقيقة ما تمثِّل حاضرا
كُونوا من الشهداء في إعجازكم
بثباتكم لا تجعلوه العابرا
لا عذرَ بعد اليوم عند تهاوُن
إن التفوق لا يُطيق مَعاذرا!

يُهاجِم فاروقًا قبل خلعه

ومن قصيدة له نشرها في مجلة «الشهباء» التي تصدَّر في حلب — عدد أبريل سنة ١٩٥١ — يُهاجِم فيها فاروقًا قبل خلعه بعام، ويشبِّهه بالكركدن، وهي من بليغ شعره الوطني، قال:

من دمعة الشعب ومن كدِّه
ومن دم الأمة في نَردِهِ
مملَّك الحد على صفوها
يا ليتها تملك من حَدِّه
كم يجعل الدين حِبالاته
ليخنق المُصلِح في مَهده
قد عضَّها النحس وما عضَّه
إلا فمٌ يرشف في وجده
يمرِّغ الأمة في رجسه
ويسرق الأمة في رَنده
عانت به وبأوشابه
في قُربه الجاني وفي بُعده
مُنتفِخًا، يمزح مُستغرِقًا
في اللهو، كالصائد في صيده
كالكركدنِّ الذي يزدهي
في قبحه يُسخَر من قدِّه
لم تُعطِه غانيةٌ قُبلة
إلا كمن تهزأ من رشده
أو بادلته نكتة حلوة
إلا ومغزاها مدى نقده

•••

حتَّامَ يا قومُ ضلالاتُكم
تمكِّن الفاجر من قصده؟
كنا نرجِّيه مثال الهدى
فأصبح الغاشم في حقده
كنا نغنِّيه أغاني العُلا
فأصبح المُبدَل من حمده
كنا نفدِّيه بأرواحنا
في روحه العالي وفي زهده
ما باله أضحى فتًى ماجنًا
الشارد الخادع في وعده؟
حتَّامَ يستهزئ من مَجدكم؟
حتَّامَ؟ والخسة من مجده
حتَّام يسترسل في غيِّه؟
حتَّامَ؟ والسوقةُ من جنده
حتَّامَ أعلاكم له صاغرٌ؟
حتَّامَ؟ بل أهون من عَبدِه
أعقلكم دون دفين الثرى
لو يعقل الميِّت في لحده

يُحيي ثورة ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢

وقال سنة ١٩٥٢ من قصيدة له مُحييًا ثورة سنة ١٩٥٢:

بوركت يا وطني العزيز محرَّرًا
سمحًا وفي كل القلوب حبيبا
لو أستطيع كتبت شعريَ من دمي
حتى أزيد بشعري الترحيبا
لو أستطيع سألت كل خميلة
وبعثت بالشعر المنوَّر طيبا
لو أستطيع زفَفتُ ما أنا عاشق
ليكون قربانًا أعز قريبا
لو أستطيع بعثت مِن ضحك الضحى
كنزًا ومن لهف الغروب نسيبا
لو أستطيع وهبت كلَّ مُكافحٍ
عمرًا تكرَّر في الخلود عجيبا
لو أستطيع أعَدتُ أعوامًا مضت
لتقصَّ أحلامًا رأت ووجيبا
لو أستطيع بذلتُ أضعاف الذي
حُمِّلت في إيثاريَ التعذيبا
لو أستطيع غسلت ساحة دُوركم
بمدامعي ورشَشتُها تطييبا
لو أستطيع هربت من شيخوختي
ورجعت أرفل في الشباب قشيبا

يُنادي بإلغاء المَلكية

من قصيدة له في أكتوبر سنة ١٩٢٥ يدعو إلى إلغاء الملكية:

اقطعوها وانبذوا مَن دعاها
نعمةً إنا شبِعنا من أذاها
قد خُدِعنا في الذي قالوا لنا
عن جَناها بئس ما يجني جناها
أثرٌ أحيا قرونًا سلفت
وأمات العصرَ٥ في بَغيٍ تناهى
قلتُ «أحيا» ليته الحُلم الذي
كان أحيا الأمس إصلاحًا وجاها
إنما أحيا شرورًا سلفت
زوَّقوها كي يعدُّوه إلها
خدعونا حقبة واستسهلوا
أن يُضِلوا الشعب في الذل فتاها٦
كم تغنَّينا بحبٍ صادق
فرأينا مَن هوى فيمن تباهى
سلطةُ الشعب هي الأم التي
أنمَت الأحرارَ لا دعوى سواها

يُحيي الجمهورية المصرية

وقال من قصيدة له في ١٩ يونيو سنة ١٩٥٣ يُحيي الجمهورية المصرية بعد إعلانها:٧
إذا الحُكم للجمهور أصبح رائدًا
أبى الحق أن يلقى به العارَ والظُّلما
فيا أمة «النيل» المبارَك حاذري
— وقد نلتِ ما تَهوَين — أن تخلُقي الضَّيما
ولا تقبلي التفريق في أي مَظهر
فمن يقبل التفريق يستأهل الرَّجما

•••

أُعيذُك من وهمٍ يصير عقيدة
فكم أمةٍ هانت بإعزازها الوهما
أُعيذُ «جمالًا»٨ والزعيم «محمدًا»٩
بحِذقهما من حدِّ مَطلبك الأسمى
قد انتزعا من قبلُ حظَّك عَنوة
وما برحا والدهر كالطائش الأعمى
تجبَّر واستعلى فردَّاه صاغرًا
وقد كان كالمحموم سكران بالحُمَّى
وها أنتِ بالعهد الجديد طليقةٌ
ومُنجِيةٌ أعلامَ نهضتك الشُّمَّا
ففي كل شبر مِن ثراك خميلةٌ
وقد كانت الويلات تغتاله قَضما
وفي كل ركن مِن ربوعك ملجأٌ
تلوذ به خيرُ المواهب أو تُحمى

•••

فيا «مصر» عُضِّي بالنواجذ حُرة
على ما كسبتِ اليومَ واغتنمي اليوما
وهيا أعدِّي للغد المُرتجى عُلًا
تبزُّ بإعجازٍ لها كلَّ ما تمَّا
إخاءً وتنظيمًا وعلمًا وهمة
وفنًّا تهز الغافلين أو الصُّمَّا
ولا تشتكي من لاعج اليُتم بعدما
أزلتِ بهذا النصر من دمك اليُتما
ألا في سبيل المجد ما قد غنمتِه
وها هو قد أضحى لكل الورى غُنما
فإنَّك للأقوام أُمثولة الهدى
وما خصَّ شعبًا يستفيق ولا قوما

•••

تبارَك ربي حين يُنصِف أمةً
تعافُ ذليلَ العيش واليأسَ والنوما
عزيزٌ على مِثلي البِعاد وقد زهَت
منائرك الزهراء تستقبل السَّلما
عزيزٌ وفي قلبي حنانٌ مؤرِّق
وحسبي — على رغمي — مفارقتي الأمَّا
إذا جئت هذا اليوم أُزجي تهانئي
فمن قلبِ محرومٍ تهلَّل إذ يُدمى
ولكن نفس الحر نفسٌ عجيبةٌ
تعيش على الأضداد مهما تكُن غُرما

يذكُر مصر ويحنُّ إليها

وقال من قصيدة أخرى يذكر مصر ويحن إليها:

لا تنهروا روحي لفرط وُلوعها
دَمعي الذي تأبَون بعضُ دموعها
ألقَت بيَ الأحداث دون ربوعها
وأظلُّ أحيا في صميم ربوعها
تثبُ الرُّؤى حولي بأنفاس الرُّبى
ونوافح الغُدران حول ربيعها
وتهزُّني الذكرى فأُشرِق بالأسى
والذكريات وُهوبها كمنوعها

•••

كم واهمٍ أني سلَوت وما درى
معنى السلوِّ وحرقتي لجموعها
إني الفتى الوافي بكى حصباءها
كبُكائه لسمائها وزروعها
دنيا الصباحة والجمال تلألأت
بحنانها وتراقصت بولوعها
أجد الخضوع لها أحبَّ عبادة
شتان بين عبادتي وخضوعها

•••

لو أستطيع طردت عن أزهارها
غير الندى والشمس غِبَّ طلوعها
وحمَيتها مما أغار تجنيًا
وجعلت أضلاعي أبرَّ دروعها
وبعثتها من نومها وجعلتها
في عزمها كالشمس بعد هجوعها
وأثَرتها لعظائم ومَفاخر
سيَّان بين وضيعها ورفيعها

•••

مصر الحبيبة جنةٌ لا أشتهي
منها الخيار فخيرُها بجميعها
أهوى لها الإعزاز كيف تمثَّلت
بحياتها وتصوَّرت بصنيعها
إن كان عاقَبني الزمان بغربتي
فلقد أفاء عليَّ حُلم بديعها
أو لم تنَل عيني شعاع سنائها
فلقد جنَت عيني طيوف نزوعها
وتركنني في حيرةٍ لا تنتهي
والنفس حيرتها أشد صدوعها
ركعَت بمحراب الجمال بوهمها
وتبتَّلت في حبها وركوعها
وأذابت الأحلام في ألحانها
والدمع والتقبيل يوم رجوعها!
لا تنهروا روحي لفرط وُلوعها
دمعي الذي تأبَون بعض دموعها

ذكرى الشهداء

وقال في «ذكرى الشهداء»:

ذكرى يردِّدها الزمان الوافي
ألَقُ الشموس لها من الأفوافِ
شعَّت على مر السنين وعمرُها
عمر البطولة بآل كلَّ شغافِ
مُتغلغِلًا بنُهى الفوارس دافعًا
مَن يُحجِمون إلى الخلود الضافي
اليوم يوم صَلاتنا لجلالها
واليوم نُقرئها الحنان الوافي
وعلى الثرى نجثو نقبِّل تربةً
عبقَت بحُرِّ شعورِها الرفافِ
ما كان بالخافي على مُستلهِمٍ
شهم وليس على الأبيِّ بخافي

•••

إنا بَني الأحرار نعرف قدرها
ونشيمها في النور والأطيافِ
وبكلِّ معنًى للعظائم شامخ
وبكل نبع للحقيقة صافي
لا مَجد غير الحق يبقى ناصعًا
سمحًا على رغم الردى المُتلافي

•••

هذي مقابرهم وتلك دماؤهم
مثل النجوم ونورها الشفافِ
هيهات يُدرِكها الطغاة وربما
سجدوا لها رغمًا عن الآنافِ
سيجيء يوم للحساب، قُضاتُهم
تلك العظام، بغضبةِ الإنصافِ!

•••

يا أمة الأحرار دُومي حرة
والتضحيات لك الجلال الكافي
وبحسبك الشهداء ضمَّخ ذكرهم
هذا الأثير وشاع في الألطافِ
يومٌ كهذا اليوم تهتف عنده
مُهَج الشعوب العانيات هتافي
وتُعِزه الدنيا التي حلمت به
حلمي وتزأر وثبةُ الآلافِ!

يُهاجِم الاستعمار ويُنادي بالثورة

ومن قصيدةٍ به يُهاجِم فيها الاستعمار ويُنادي بالثورة عليه، نظمها سنة ١٩٢٥ لمناسبة الصراع بين الحرية والاستعمار في تونس، قال في مطلعها:

ثُوروا على الظلم العتي جهارا
لا ترهبوه وإن يكُن جبَّارا!
النار لم تُخلَق لغير مُجاهِد
طلب العظائم حين خاض النارا
لا بد من صَهر اليقين بشعلة
حتى يخلَّص رائعًا قهارا
خلُّوا الرصاص مدويًّا من حولكم
لا بد أن يهوي وأن يتوارى
هذي البداية للنهاية لم يدُم
حُكمٌ أسفَّ به الدخيل فبارا
مرَّاكشٌ ثارت عليه وفي غدٍ
سنرى الجزائر تصفع الجبَّارا

•••

أممُ العروبة نخوة وأرومة
وثقافة، أتقدِّس استعمارا؟
خسئوا وضلوا والخسيس بطبعه
يلقى الكرامة والمكارم عارا
يا ويلهم ومن الضحايا حولهم
لُسنٌ تحدَّث في الصموت مرارا

•••

«فرحات»١٠ ليس بأولٍ أو آخر
لجرائم روَّعننا تكرارا
ما كان الاستعمار إلا سُبة
ولوَ انَّها لبست حُلًى ووقارا
يلهو به المستعمِرون كأنْ نسوا
عقبى الذين يُلاعِبون النارا
قالوا: «هو النِّعم الجزيلة فيضُه»
واستنطقوا الأدهار والآثارا
فتضاحكت منهم وفاضت عبرةً
ودمًا وآلامًا حوَت وشرارا

إلى أن قال:

إن قدَّر المستعمِرون خضوعها
أبدًا فقد فقدوا لهم أعمارا
ومن الشعوب الساكنات ثوائر
في حين يُسمَع غيرها هدَّارا
لن يستطيع الذلَّ مَن تجري بهم
تلك الدماء وتخلق الأحرارا
١  والد الأديب الأستاذ سليمان نجيب.
٢  راجع في تفصيل معركة رشيد كتابنا «تاريخ، الحركة القومية الجزء الثالث، عصر محمد علي».
٣  يقصد معركة رشيد.
٤  يقصد معركة «الحماد» التي تقع جنوبيَّ رشيد بين النيل وإدكو، وقد وقعت فيها المعركة الثانية بين الإنجليز والمصريين يوم ٢١ أبريل سنة ١٨٠٧، وكانت أشد وأقوى من معركة رشيد، وهُزِم فيها الجيش البريطاني أيضًا هزيمة ساحقة، انتهت بفشل الحملة البريطانية وجلاء الإنجليز عن الديار المصرية في سبتمبر سنة ١٨٠٧.
٥  أي العصر الحاضر.
٦  فتاه: أي فضلَّ.
٧  أُعلِنت الجمهورية في مصر يوم ١٨ يونيو سنة ١٩٥٣.
٨  جمال عبد الناصر.
٩  محمد نجيب.
١٠  الزَّعيم العمالي التونسي الذي اغتاله الفرنسيون.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤