حارة اليهود
«إن السكوت عن المقاومة — رغم كل شيء — طريقٌ إلى الجنون.»
يضمُّ هذا الكتابُ مجموعةً متميزةً من القصص القصيرة التي حِيكَت بأسلوبٍ سرديٍّ بديع، وتعود بنا زمنيًّا إلى النصف الأول من القرن العشرين، وتُجسد جميعُها — عبر دلالاتٍ رمزية — فكرةً رئيسيةً واحدة، وهي مقاومة الاحتلال؛ ففي قصة «حدث استثنائي في حيِّ الأنفوشي» يحكي الكاتب «محمد جبريل» عن قدوم أسراب من طيور السمان، تنتشر بين الناس، وتستوطن كل الأمكنة في الحي، وتُسيطر على مُقدَّراته. ويحكي في قصة «الطوفان» عن إخفاق الناس في مقاومة المخلوق الأسطوري الضخم الذي حلَّ على مدينتهم. وفي قصة «حارة اليهود» التي تتجلَّى فيها المقاومةُ في أبهى صُوَرها ومعانيها، يثأر «محمد جعلص»، أحد فتوَّات الحي، لابنه «علي» الذي سقط قتيلًا على يد ساكني الحارة من اليهود، ونرى كيف يقاوم وينتقم ويستعيد حقَّه. وعلى هذا المنوال نطالع في الكتاب قصصًا أخرى شائقة، تطرح السؤال المتجدد: تُرى هل من سبيلٍ لرفع الظلم وإنهاء الاحتلال؟