الفصل العشرون

وقد كان خالد سعيدًا ناعم البال في حياته الجديدة، مُغتبطًا بما أتيح له من نعمة حين تزوج «مُنى» وأصهر إلى الحاج مسعود، ولم يمض عام وبعض العام على هذا الصهر حتى رزقته «مُنى» غلامًا ذكرًا سمَّاه محمدًا، وصوِّرْ ما شئت من سروره بمقدم هذا الغلام الذي جاء حسن الطلعة جميل المنظر ميمون النقيبة بعد هاتين الصبيتين البائستين، نعم! إن لله لحكمة تعيا العقول عن إدراك كنهها وتعمق حقائقها، لقد غرس أبوه في داره شجرة البؤس فشقيت بها أمه، وشقيت بها نفيسة وأسرتها، وشقيت بها الصبيتان، ولقد غرس الحاج مسعود في داره شجرة النعيم فسعد بها هو، وسعد بها حموه، وسعدت بها مُنى، فليت أم خالد عاشت حتى تشارك في هذا النعيم وحتى تسعد بهذا الحفيد! وكان قلب خالد يخفق كلما ذكر هذه النعمة، وما أكثر ما كان يذكرها! لأنه كان يشفق أن تسقط في أثنائها ثمرة من أثمار تلك الشجرة البغيضة التي رسخت أصولها، ونمت فروعها في دار أبيه، وقد تواترت نعم الله على خالد، فرزقته «مُنى» غلامًا آخر وغلامًا ثالثًا، حتى شارك امرأته في الخوف من حسد الحاسدين على هؤلاء الصبية الذكور الذين أخذ بعضهم يتبع بعضًا لا تخالف بينهم صبية.

ويُصبح خالد ذات يوم وإذا الأسرة في خِلاف شديد وخصام يُوشك أن يبلغ العنف، فقد تحدث الشيخ في مجلسه أمس، ولم يكن خالد حاضرًا هذا المجلس، بأنَّه قد وجد لخالد عملًا خيرًا من عمله في محكمة المدينة يُؤجر عليه بما يعدل راتبه مرتين غير ما يسوقه إليه من رزقٍ لا حرج فيه، فهذا العمل في بعض مرافق الدائرة السنية، وما أكثر الخير الذي يُساق مباركًا موفورًا إلى الذين يعملون في مرافق الدائرة السنية! ولا عيب لهذا العمل إلا أنه سيضطر خالدًا إلى ترك مدينته وأسرته وشيخه وذوي قرابته لينتقل إلى مدينة أخرى في أعلى الإقليم مما يلي الصعيد، ولكن خالدًا رجلٌ لا يجد بالانتقال بأسًا ولا يلقى فيه مشقة، والأمد بعد قريب بين المدينتين، وما هي إلا ساعات لمن يقطع الطريق ماشيًا، وساعات أقل لمن يقطعها على دابة، فأمَّا إذا اتخذ المسافر هذا البدع الجديد الذي جاء من القاهرة منذ حين والذي هو حديد يمشي على حديد، ويرسل بين يديه دخانًا وغبارًا، ويشق الجو من حوله بالصفير والأزيز والشهيق، هذا الذي يسمونه القطار، فإنه يقطع المسافة في ساعة وبعض ساعة، وما ينبغي لخالد أن يضيع هذه الفرصة أو أن يُخَيِّب أمل الشيخ فيه، فلم يكن الشيخ حين وجد هذا العمل واختار له خالدًا يفكر في هذا الفت وأسرته وحدهما، وإنما كان يفكر مع ذلك في نفسه وفي طريقته أيضًا، فقد كانت هذه المدينة التي يريد أن يرسل إليها خالدًا هي المدينة الوحيدة التي استعصت عليه بين مدن الإقليم، فلم تُرسل إليه الوفود والهدايا في المواسم والأعياد، ولم تنتدب من فقرائها ولا من أغنيائها من يصحب الشيخ في حجه على نفقته الخاصة أو على نفقة الشيخ، ولم تكن تحفل به إن عبرها مع أصحابه مسافرين على ظهور الخيل أو مرَّ بها مع أصحابه مسافرين على ظهر النيل، قد استقر الشيخ في ذهبيته واستقر أصحابه في السفن التي كانت تتلوها، بل كثيرًا ما تجهمت المدينة لهؤلاء السفر الغرباء، حتى كان الشيخ يأمر ألا ينزل أصحابه بها، وألا ترسو سفنه على شواطئها مخافة أن يصيبه ويصيبهم من أهلها بعض ما يكرهون، ذلك أن هذه المدينة وما حولها من القرى كان لها شيخها أو كان لها بيت طريقتها الذي تلتف حوله وتعتز به وتثوب إليه عند الملمات، وتُنَافس به غيره من المشايخ وبيوت المشايخ.

وكان الشيخ الكبير، رحمه الله، لا يُعنى بهذه الأشياء، ولا يحفل بهذه الصغائر، ولا يلتفت إلى من يُقبل عليه أو يُدبر عنه؛ لأنه لم يكن يبتغي استعلاءً ولا جاهًا ولا بُعد صوت، وإنما كان يرى حياته جهادًا في سبيل الله؛ فمن ثاب إليه تلقاه لقاءً حسنًا وعلمه مما علمه الله، ومن نأى عنه لم يفكر فيه إلا مستغفرًا له وراجيًا له الخير والصلاح، فأما الشيخ الشاب فمع أنه لم يقصر في ذات الله فإنه على ذلك لم يقصر في ذات الدنيا، ولم يكن يطمئن إلى أن تقوم المدينة مستعصية مُريبة بين مدن الإقليم، فكان يتمنى أن يرسل إليها رسولًا، أو يُقِرَّ فيها داعية، أو يكون له فيها منزل ينزل فيه إذا مرَّ بالمدينة برًّا أو من طريق النيل، فلما وجد هذا العمل — وأكبر الظن أنه قد جَدَّ حتى وجده — رضيت نفسه واستبشرت، وحزم أمره واصطنع السياسة والحكمة، فلم يفكر في أن يرسل إلى المدينة رسولًا أو يقر فيها داعية، وإنما اكتفى أول الأمر بأن يذهب هذا الموظف، فيُقيم في المدينة كغيره من موظفي الدائرة السنية، ويتخذ لنفسه فيها دارًا رحبة، وينفق فيها راتبه وأكثر من راتبه، فسيأتيه فيها رزق كثير، وسيمده حموه بخير كثير، وسيألفه أهل المدينة ويطمئنون إليه ويجعلون له بينهم مكانًا رفيعًا، فإذا استقر هذا الموظف في بيئته الجديدة تلك عامًا وعامًا، ومر الشيخ بالمدينة مصعدًا أو مصوبًا، لم يكن بأس من أن ينزل ضيفًا عليه هو وأصحابه، وما كان أكثر أصحابه هؤلاء؛ وهناك يفرح من يفرح، ويحزن من يحزن، ويغتاظ من يغتاظ، ولكنه سينزل في المدينة ويقيم فيها اليوم أو الأيام، ويقيم فيها حلقة الذكر أيضًا، وكان الشيخ يطرب طربًا غريبًا إذا رأى في خياله أنه سيقيم حلقة الذكر في هذه المدينة التي استعصت على أبيه ولكنها لن تستعصي عليه.

ولم يتحدث الشيخ بشيء من هذا إلى أصحابه حين ذكرهم أنه وجد هذا العمل واختار له خالدًا، وإنما ذكر مزايا هذا العمل الجديد وحاجة خالد إلى اتساع الرزق؛ فقد أصبح صاحب أسرة ضخمة له بنون وبنات، وينبغي أن يلتمس لهم من رزق الله، ولمَّح تلميحًا خفيفًا بأننا قد نزور خالدًا بين حين وحين، فرضى أصحابه، وحمد بعضهم للشيخ هذا السعي الحسن، ووجد بعضهم على الشيخ في دخيلة نفيسه؛ لأنه لم يجد إلا خالدًا يُؤثره بهذا العمل الذي يغل على صاحبه خيرًا كثيرًا، فأما علي ومسعود فقد سمعا ورضيت قلوبهما وابتهجت نفوسهما، وشكرا للشيخ عطفه وحبه: يشكره علي باسمًا، ويشكره الحاج مسعود ودموعه تنهل، ويجدُ الشيخ ما يرضيه من بكاء هذا وابتسام ذاك.

وعاد علي ومسعود إلى أهلهما حين تقدَّم الليل، وأصبح خالد فغدا إلى عمله في المحكمة، فلما عاد إلى أهله رأى في داره اضطرابًا واختلافًا، فلما سأل عن ذلك أنبأته «مُني» وهي تضحك بأن الشيخ قد وجد له عملًا آخر في مدينة أخرى من مدن الإقليم، وأن أمها ضيقة بهذا الانتقال رافضة له؛ لأنها لا تحب أن تفارق ابنتها ولا أن تفارق حفدتها، وإنما تريد أن تراهم متى شاءت، تريد أن تراهم مُصبحة إن أعجبها أن تراهم مُصبحة، وأن تراهم مُمسية إن أحبت أن تراهم آخر النهار، وأن يزوروها إن أرادوا وتستزيرهم هي إن أرادت. فأمَّا هذه المدينة التي يُسافر المُسافر إليها على ظهور الخيل أو الإبل أو الحمر أو في هذا القطار البغيض، فليس لها فيها أرب، لن تأذن بأن يُفرق مفرق بينها وبين ابنتها، وحسبها بالموت مُفرقًّا للمحبين. فإذا ذُكر لها ارتفاع الراتب وكثرة ما سيصيب ابنتها من الخير سخرت من ذلك ورفعت له كتفيها وقالت: ما حاجة خالد إلى ارتفاع الراتب وإلى هدايا الناس والخير عندنا كثير! وهل شكا خالد أو أحد من أهله تقتيرًا في الرزق أو ضيقًا في ذات اليد؟! فإذا ذُكر لها أنَّ الشيخ هو الذي وجد هذا العمل واختار له خالدًا، أخذها غيظٌ شديد، وقالت: إنَّ أتباع الشيخ كثيرون، منهم الشباب والكهول والشيوخ، فما باله لم يختر إلا خالدًا؟ خلُّوا بيني وبين الشيخ، فلئن لقيته لأغيرنَّ من رأيه، فإن لم أستطع فسأعصي أمره مجاهرة له بالعصيان؛ أفتظنون أنِّي أخاف الشيخ أو أفرق منه؟! لقد رأيته صبيًا يدرج، ولقد لاعبته وداعبته قبل أن يبلغ العاشرة من عمره؛ اتخذوه لكم شيخًا؛ فأمَّا شيخي أنا فقد مات، ولو كان حيًّا ما فَرَّقَ بيني وبين ابنتي.

وكان زوجها يُحاول إرضاءها عن اختيار الشيخ، يلطف لها حينًا ويعنف بها حينًا آخر، فلا يبلغ منها شيئًا. فلمَّا ارتفع الضُّحى، أقبلت إلى ابنتها ثائرة تُريد أن تنتقل إليها الثورة، عصيَّة تريد أن تحملها على العصيان، ولكنها تحدثت وتحدثت إلى ابنتها، فلم تر فيها ميلًا إلى الثورة، ولا استعدادًا للعصيان، فلما سألتها مغيظة عن رأيها، قالت «مُنى» في صوت هادئ مضطرب بعض الشيء: ومتى كان لي في مثل ذلك رأي؟! إنما الرأي لخالد، فأنا مُقيمة إن أقام، ومُرتحلة إن ارتحل، هنالك تحولت ثورة الأم فجأة إلى حُزنٍ عميق، فانحازت إلى زاوية من زوايا الحجرة التي كانت تتحدث فيها إلى ابنتها، وأغرقت في بكاء صامت مُتَّصل.

ولو كُشِفَ للناس عما كان في قلبها إذ ذاك لرأوا فيه شيئًا من خيبة الأمل والاستعداد للإذعان؛ فقد رأت من زوجها إصرارًا، ومن ابنتها إيثارًا لطاعة الزوج، وماذا تستطيع أن تصنع وحدها أمام هذه القوى التي تكاثرت وتظاهرت لا تُريد إلا أن تُفرِّق بينها وبين ابنتها؛ ومتى لقيت من الحياة خيرًا؟! أما زوجها فمشغول بشيخه وتجارته، وأما بناتها فلا تكاد إحداهن تتزوج حتى تَنسى كل شيء وكل إنسان إلا زوجها وبنيها، وماذا تُنكر عليهن وهنَّ لا يزدن على أن يسرن سيرتها! فقد نسيت هي دارها وأمها منذ زُفت إلى الحاج مسعود؛ فلِمَ لا تنسى «مُنى» دارها وأمها منذ زفت إلى خالد، ثم تنجم في قلبها الساذج عاطفة مُؤلمة تُشبه الغيرة وما هي بالغيرة؛ فهي لم تلد لزوجها إلا بنات، وهؤلاء بناتها يلدن لأزواجهن البنين، فهن أحسن منها حظًّا، وأعظم منها نصيبًا من الخير، وآثر منها عند أزواجهن، ولو أنها ولدت للحاج مسعود غُلامًا أو غلامين لكانت له معها سيرة غير سيرته هذه، ثم تلوم البائسة نفسها على ما ساورها من سوء الظن بزوجها، وهو الذي لم يقدِّم إليها إلا خيرًا وبرًّا، وهو الذي لم يفكر في أن يدخل عليها ضرة لعلها تلد له غلامًا، بل هو الذي لامها أشدَّ اللوم وعنفها أشد التعنيف وأنذرها بأنه سيشكوها إلى الشيخ حين ألحت عليه منذ سنتين في أن يتخذ زوجًا ثانية لعلها تلد غلامًا، فما ينبغي أن يئول أمر هذه الدار إلى البنات وأزواجهن من الغرباء، وكانت جادة في هذا الإلحاح، وكانت قد اختارت للحاج مسعود بنفسها فيما بينها وبين نفسها زوجته الثانية، ولكن الحاج مسعود كان جادًّا في رفضه وجادًّا في إنذاره بأن يرفع أمرها إلى الشيخ، وقد زاد حبه لها منذ تلك المحنة، واشتدَّ عطفه عليها، حتى لقد كان يصطحبها معه إلى الحج إيثارًا لها بالخير وكراهية لفراقها؛ فما ينبغي أن يسوءُ ظنها به أو يفسد رأيها فيه، وما ينبغي لها إلا أن تُطيعه وتُذعن لأمره، إنه سيفرق بينها وبين ابنتها؛ فليكن ما يريد، فلولا أنَّ الله قد كتب ذلك لما خطر هذا الخاطر للشيخ، ولما ألحَّ فيه الحاج مسعود، وهل خُلِقَ النساء في هذه الحياة إلا لطاعة الأزواج والإذعان للقضاء المكتوب؟!

فلمَّا عرف خالد ذلك تردد ساعة بين الرضا والسخط، ولكنه لم يلبث أن اطمأن إلى الرضا؛ فهو لم يتعود أن يُخالف عن أمر الشيخ، وهو مَدين بما في حياته كلها من خير وشر للشيخ ولأبيه، فأمَّا الشيخ الكبير فقد زوجه نفيسة وأذاقه ثمرة البؤس، ولكنَّه خطب به «منى»، وأما الشيخ الشاب فقد زوجه منى وفتح له أبوابًا من الخير، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا.

وهو يُقبل مع امرأته على حماته يُسليانِها ويُعزيانها ويترضيانها، حتى تُظهر الرضا وفي نفسها إذعان، ولكنه إذعان ساخط مغيظ.

فإذا قصَّ خالد أمره على أخيه وصديقه سليم، قال له هذا ضاحكًا: لم تنبئ بأمرك جاهلًا! فقد علمت منه مثل ما تعلم، وقد سُررت له وحمدته للشيخ وإن كنت لأضمر له حبًّا عميقًا، وأكاد أندم على أنِّي لست من أتباعه وشيعته، فلو قد كنت منهم مثلك لجاز أن يجد لي عملًا كالذي وجده لك، يبسط لي في الرزق ويخرجني من هذه المدينة التي أخذتُ أبغضها أشدَّ البغض وأضيق بأهلها أشد الضيق. قال خالد أتحب أن أكلمه في ذلك؟ قال سليم: لا تفعل! فإنِّي لم أحسن رعاية حقه، ولا أراني قادرًا على أن أستأنف معه سيرة جديدة؛ فقد ألحقني أبوه بعملي كما ألحقك بعملك، فوفيتَ أنت للرجلين، ووفيتُ أنا للشيخ الكبير وقصرت في ذات الشيخ الصغير، وماذا تريد أن أصنع؟ لقد لاعبته صبيًّا، وداعبته وخاصمته شابًّا، فكيف تريدني على أن أرى فيه الآن شيخًا له فضل أبيه، أتراني أستطيع أن أدين لك بمثل ما تدين به للشيخ، وإنما نحن أتراب، لعبنا معًا، ونشأنا معًا، ثم افترقت بنا طُرُق الحياة، فأصبح هو شيخ طريق، وأصبحت أنا كاتبًا في المديرية، وأصبحت أنت كاتبًا في المحكمة، أستغفر الله، بل موظفًا في الدائرة السنية يقبض في آخر الشهر ثمانية جنيهات لا أربعة. قال خالد وهو يضحك: صدق الله العظيم: مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا. ثم سكت خالد حينًا ثم قال: ولكني غير مطمئن إلى هذا الانتقال كل الاطمئنان. قال سليم: لا تكن محمقًا، راتب ضخم، وخير كثير، وفراق لهذه المدينة، ورضا الشيخ، ماذا تريد أكثر من ذلك؟! وهمَّ خالد أن يتكلم، فمضى سليم في حديثه قائلًا: لا تهتم لنفيسة وابنتيها، فسأرعاهن بعد سفرك كما ترعاهن أنت الآن، وأنت تعرف بر زبيدة بهن وحبها لهن، أليست جلنار خطب سالم؟! قال خالد وهو يضحك: وصلتك رحم! فما كنت أشك أنك ستقوم مقامي منهن. قال سليم: ولكن ذلك لن يعفيك من أن ترزقهن وتُعين أباك. قال خالد: وهل في ذلك شكٌّ؟ سَأُيَسِّر عليهن في الرزق، وسأضعف لأبي معونته. ولم تمض أسابيع حتى كان خالد قد استقر في مدينته تلك النائية القريبة، واستأنف عمله الجديد، ثمَّ لم تمض أشهر حتى كانت «مُنى» قد رَزَقَتْهُ غلامًا رابعًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤