المنطق الوضعي
«أنا مؤمن بالعلم، كافر بهذا اللغو الذي لا يجدي على أصحابه ولا على الناس شيئًا؛ وعندي أن الأمة تأخذ بنصيب من المدنية يكثر أو يقل، بمقدار ما تأخذ بنصيب من العلم ومنهجه.»
جاءت الفلسفة الوضعية كنتاج لما سبقها من فلسفات ركَّزت جُل جهدها في نزع السلطة الفلسفية وانتشالها من هيمنة اللاهوت والفلسفة الميتافيزيقية، ووضع كل ما يعايشه البشر في واقعهم اليومي ضمن البحث العلمي، لا تحت تأثير الأهواء والآمال الغيبية، أخلاقية كانت أو دينية، وفي ظل هذا كله ظهرت الوضعية المنطقية في العقد الثالث من القرن العشرين كنتاج لـ «حلقة فيينا – ١٩٢٤م» المتأثرة بأفكار «إرنست ماخ» و«لودفيغ فتغنشتاين». وفي هذا الكتاب يحلل الدكتور زكي نجيب محمود المنطق الوضعي مبينًا غرضه وقضاياه البسيطة والمركبة، ونظرياته ومناهجه، مع وقفة مع الأورغانون الجديد وديكارت وقوانين الطبيعة والاحتمالات، ليكون قد ألمَّ بجوانب المنطق الوضعي كله مراعيًا في ذلك طلاب المنطق وهواته.