الفصل العاشر

فغرت مينلي فمَها عند رؤية التنِّين أمامها. كان لونه أحمر فاقعًا، كثمرة نبتة فانوس الحظ، وله شارب أخضر زمرُّدي، وقرنان، وفوق رأسه كرةٌ لها لون الصخور الباهت تُشبه القمر. على الأقل هكذا بدا الجزء الظاهر لمينلي منه. فقد كان شِبهَ مُغطًّى بحبالٍ مجدولة لُفَّ بها بإحكام لتقييد حركته، وتجمَّعت دموعه المنهمِرة حوله في بحيرةٍ فضية.

لطالما تصوَّرت مينلي أن مقابلة تنِّين سيكون أمرًا مثيرًا وكذلك مُخيفًا. ولطالما صوَّرَت لها قصص أبيها التنانين في غاية الحكمة والقوة والهيبة. لكن ها هي ذا تقِف أمام تنِّين مُقيَّد يبكي! لم يُثِر في نفسها أي رهبة على الإطلاق. في الواقع، شعرت بالأسف تجاهه.

قال التنين باكيًا: «هل بإمكانك مساعدتي؟ أنا محتجَز.»

نفضت مينلي عنها دهشتها، وبدأت تسبح نحو التنين. وسألته: «ماذا حدث لك؟»

قال التنين: «القرود قيَّدتني وأنا نائم. أنا هنا منذ أيام.»

سبحت مينلي إلى التنين، وتسلَّقَت ظهرَه للخروج من الماء. وهناك، فتحت صُرَّتها، وأخرجت السكين الصغير الحاد الذي أحضرته معها، وبدأت في قطع الحبال.

سألته مينلي: «لماذا قيَّدَتك القرود؟»

قال التنين: «لأنني أردتُ التوغُّل أكثر في الغابة حتى أصل إلى أيكة أشجار الخوخ، والقرود لا تسمح لأي شخص بالمرور. ظلِلتُ عدة أيام أُحاول إقناعها بأن تسمح لي بالمرور بسلام، لكن التفاهم معها صعب للغاية. أخيرًا أخبرتُها أني سأستعمل القوة ما لم تأذن لي بالمرور. هي تعرف أنني ضخمٌ وقوي بما يكفي لأتمكن من المرور دون إذنها؛ لذلك عندما خلدتُ للنوم قيَّدَتني.»

سألت مينلي: «لماذا لا تسمح القردة لأحد بالمرور؟»

قال التنين: «لأنها مخلوقات جشِعة. لقد اكتشَفَت لتوِّها أشجار الخوخ التي تشكل الجزء التالي من الغابة. وهي ترفض السماح لأي أحد بالمرور؛ لأنها لا تُريد مشاركة الخوخ مع غيرها. وحتى عندما وعدتُها بألا أمَسَّ أيًّا من ثمار الفاكهة، لم تسمح لي بالمرور. إنها لا تُريد حتى أن يُشاركها أحد ولو مجرد رؤية أشجار الخوخ تلك.»

سألت مينلي: «لماذا عليك أن تذهب عبر الغابة؟ ألا يُمكنك أن تطير فوقها؟»

انهمر على وجه التنين مزيدٌ من الدموع بحجم حبَّات الليتشي.

قال مُنتحِبًا: «لا أستطيع الطيران. لا أعرف السبب. جميع التنانين الأخرى تستطيع الطيران. أما أنا فلا أستطيعه. ليتني أعرف السبب.»

قالت مينلي وهي تُربِّت على التنين وقد ازدادت أسفًا على حاله: «لا تبكِ. أنا ذاهبة إلى الجبل اللامتناهي لمقابلة عجوز القمر كي أسأله كيف السبيل إلى تغيير قدَر عائلتي. يُمكنك أن تأتي معي وتسأله كيف تتمكن من الطيران.»

سأل التنين: «أنت تعرفين مكان الجبل اللامُتناهي؟ لطالما اعتقدتُ أن مقابلة عجوز القمر أمرٌ مُستحيل. ولا بد أن يبلُغ المرء من الحكمة منزلةً عالية كي يعرف الطريق إليه.»

قالت مينلي: «غير صحيح. لقد دلَّتني على الطريق إليه سمكة ذهبية.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤