مصر أرض العمالقة
الشهيد عملاقٌ بطل، هو رجل يموت فداءً للوطن .. وما أكثر شهداء مصر في كل المجالات .. في الحرب والقتال، وفي الكفاح والصراع والنضال، وفي المقاومة ضد الاستعمار والاستغلال!
تضرب مصر العمالقة الرقم القياسي الأول بين دول العالم أجمع .. فهي وطن العمالقة الذين يجودون بالدم قبل المال، وبالروح قبل الجسد .. مصر بلدٌ نادر في هذا المضمار، لا يبارى ولا ينافَس بسهولة.
جادت مصر، من قديم الزمان، بالنفس والنفيس في سخاءٍ نادر .. لها الصدارة، ودائمًا في المقدمة، في جميع المواقف تضحي بأثمن ما عندها .. تضحي بالروح الطاهرة، وبالنفس الغالية، بالسر الأعظم الذي لا يعرف كنهه إلا الله جل جلاله.
تقوم عظمة مصر العظيمة على الشهداء والعمالقة الذين بنوا أهراماتها الخالدة، ومعابدها الشاهقة التي أدهشت العالم كله بجمالها وروعتها وفنِّها النادر الفائق، وصمودها وخلودها.
تقوم عظمة مصر العظيمة على الشهداء والعمالقة الذين كافحوا من أجل قناة السويس التي تجري مياهها في قلب الأرض المصرية .. مات ألوف وألوف من المصريين استشهدوا في سبيل شقِّ هذا الشريان الحيوي العتيد المفيد.
لا تنتهي حكايات مصر الشهداء، ولا يذكرها التاريخ إلا بكل فخر وإجلال وإعزاز، وحب وتقدير.
تجد الشهداء من أجل مصر في كل منحًى من مناحي الحياة .. تجدهم من الفقراء كما تجدهم من الأغنياء الواسعي الثراء.
فهذا فلاح مصر، عملاقٌ شهيرٌ صامدٌ صامت، يعمل في صمت ويعيش في هدوء وسكون …
يظل هذا الفلاح المثالي يفلح الأرض ويبذر الحب ويزرع النبت من أجل شعب مصر، ورفاهية شعب مصر وهنائه وسعادته، ومن أجل رخائه ورفعته .. يعمل فلاح مصر في هدوء لا يجعجع ولا يرفع عقيرته بالشكوى مما يعانيه، ولا سيما من الأمراض المستوطنة كالبلهارسيا والأنكلوستوما، وغير ذلك من الأمراض الفتاكة، ولكنه جُبل على الصمت وألف الهدوء، فيظل يعمل في الأرض التي يعيش من أجلها ويموت في أحضانها بنفسٍ راضية بقضاء الله، وروحٍ قانعة باللقمة البسيطة.
ما أكثر شهداء الفقر والجوع وشظف العيش والمرض والجهل في مصر! ورغم هذا ما خفضت مصر رأسها ولا طأطأت هامتها لأحد، ولا انحنت أمام أحد .. لم يستطع أي غازٍ أو مغتصب أن يدوسها أو يركلها أو يستعبدها .. صمدت مصر وانتصرت على أعتى شعوب الأرض جبروتًا وسلطانًا وقوة غاشمة.