بالإرادة سنبني مصر
ليس كل شيء في مصر الآن على خير ما يرام .. فقد أنهكتها الحروب، ونالت من ماليتها، وأعجزتها كثيرًا .. ولكن مصر اليوم غنية ببنيها وشبابها وسواعد رجالها.
وأقوى ما تعتمد عليه مصر اليوم هو الإرادة .. فإرادة مصر إرادةٌ فولاذيةٌ جرانيتية .. إرادةٌ مصمتة وليست جوفاء أو خرقاء .. إرادةٌ متينة كالصخر الجلمود .. وعلى هذه الإرادة، ستبني مصر نفسها من جديد .. ستقوِّم المعوجَّ وتقاوم الأعطاب، وتقضي على الفوضى الضاربة أطنابها في بعض النواحي.
ومصر كأمة، لها إرادةٌ قادرةٌ بناءة، كامنة في باطنها وفي أرضها الصلبة، ونيلها القوي الشكيمة الهادر الأزلي، الممتد بلا حدود، وداخل حدود أكثر من قُطر.
يروي تاريخ مصر القديم والحديث، عشرات المرات التي تمكنت فيها مصر بالإرادة من النهوض من كبواتها وعثراتها وأوقاتها العصيبة الرهيبة.
كم من غريبٍ أجنبي سحقته مصر تحت قدمَيها، وكم من غازٍ صلفٍ معتد، ركلته مصر وطردته شر طردة خارج أراضيها؛ فخرج يجرُّ أذيال الخزي مدحورًا محسورًا.
إذن، فبالإرادة ستعمل مصر على إصلاح أحوالها، وتقضي على أخطاء الماضي التي ارتكبتها حفنة من أبنائها المارقين الفاقدي الضمير.
وبالإرادة ستزدهر مصر، وتنبع وتشرق من جديد؛ فيبدو كل شيء فيها جميلًا جذابًا .. ليس تخليص مصر من قاذوراتها وأدرانها بالأمر المستحيل .. خلق الله سواعد أبنائها قويةً فولاذية لهذا الغرض .. لإزالة غبار الزمن وأتربة الماضي والحاضر .. وليس القضاء على مشاكل المواصلات والتليفونات بالقضايا المعجزة التي تقف مصر أمامها موقف العاجز المكتوف الذراعَين .. ففي مصر عقولٌ مفكرة، وشبابٌ قويٌّ قادر .. وبالتعاون الإرادي ستتخلص مصر من هذه المتاعب الصغيرة التي يجسمها لنا العدو شامتًا فينا كي يفتَّ في عضدنا ويوهن من عزيمتنا، ولكن بعون الله وبالإرادة سينصلح كل شيء ويعتدل كل شيء ويحلو ويروق .. بفضل الإرادة إرادة كل مصريٍّ محب لأرض مصر ويحلم بها عروسًا لنفسه.