مصر النضال
من قديم الزمان واسم مصر يرتبط بالنضال الشريف من أجل الحرية والانطلاق والتحرر والديمقراطية.
ومصر كأمة نضال، تضرب المثل الأول والأعلى في العالم كله .. فنضال مصر معروف ويُحتذى ويُعمل به في عدة بلاد من الدنيا.
مصر لا ترهب النضال ولا تهاب القتال، ولها في النضال تاريخٌ طويل، بل تواريخُ طويلةٌ مشرفةٌ مسجلة بسطور من نور وحروف من نار .. تاريخها في الوطنية كله شرر وأضواء وأنوار. له في القلوب رنين وأصداء يحكي قصص الوفاء والولاء، من مصر الفداء إلى بنيها الأشداء الأجلاء العظماء.
نضال مصر ضد الاستعمار نضالٌ طويل له هيبته وشوكته، وله جلاله وسيرته .. وفي سبيل النضال ضد الاستعمار، أراقت دماء بنيها في سخاء وبلا حساب، وثارت ثورتها العارمة، وتصدى له رجالها البواسل الأفذاذ الأوفياء، وأفنوا أنفسهم وأرواحهم، وماتوا وهم يكررون اسم مصر عاليًا، مقرونًا بأحلى العبارات وأشجى التحيات والأمنيات.
أما نضال مصر ضد مراكز القوى فنضالٌ آخر من طابعٍ آخر، ولكن مصر المناضلة عرفت كيف تقضي عليهم وتلفظهم لفظ النواة وتتخلص منهم، وتطوي صفحتهم السوداء التي يندى لها جبين الوطن الشريف الأمين العريق، ذو الماضي المشرق المجيد.
وناضلت مصر في سبيل رفعة الفلاح والعامل وأدخلتهما مجلس الشعب. فجلس الفلاح بجانب الوزير والموظف والرئيس والمدير، ورفع هو والعامل صوتيهما عاليًا جهوريًّا يجلجل تحت قبة البرلمان، فكان ذلك قصةً جديدة من قصص النضال الممتاز الذي تعرَّضت له مصر في عزة وكرامة.
وظهرت الأحزاب وتعددت أهدافها ومشاربها فظهرت قصة نضال جديدة تعرضت لها مصر، فبرز إلى حيز الوجود من جديد حزب الأحرار وحزب الوفد، وظهرت رءوس حسبناها ماتت واندثرت، وأكل عليها الدهر وشرب و«بال» وحسبنا أنه لن تقوم لها قائمة .. ولكن مصر النضال، ناضلت من أجل الديمقراطية الحقة، وأبرزت رجالها وحشدت حشودهم وكتلتهم ليحموا البلاد من الأزمات التي تتعرض لها، وكي لا يكون بمصر حكم الفرد الواحد المستأسد المتوحش، الذي يأبى أن يسمع صوت أحد غير صوته هو ليس غير.
وكما نجحت مصر قديمًا في نضالها، من أجل الحرية ضد الاستعباد، نجحت مصر حاليًّا في جميع نضالاتها من أجل الرخاء والرفاهية ورفعة الإنسان المصري ككيان وبنيان، وصار اسم «مصر» على كل لسان في داخل البلاد وخارجها .. وصار العالم كله يذكر اسم «مصر» النضال ويهابها ويحترمها ويقدسها ولا يقبل أن يدوس أحد، كائنًا من كان، على كرامتها أو يخدش حياءها، أو يهددها بغزو أو عدوان.
ولمصر النضال من أجل العروبة قصةٌ طريفةٌ رائعة كل الروعة. قادرة تمامًا، أثبتت بها مصر أنها أم العروبة والعرب في كل مكان وأينما وجدوا .. كما أثبتت أنها قلعة العروبة التي لا تُهزم ولا تزلزل ولا تتغير.