التراث والثورة
«إن التراث في جوهره ليس مجموعةً من المسلَّمات أو البديهيات، بل هو مجموعة من الإجابات على أسئلةٍ طرحها الوجود على السلف.»
في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين، شهدَت مصر حَراكًا ديمقراطيًّا عارمًا، قاده شبابُها الواعي ومثقَّفوها المستنيرون وعمالُها الكادحون، ساعين إلى قيادة البلاد نحو آفاقٍ واعدة، وتبديد الغموض الذي اكتنف تراثَها لسنواتٍ طوال. في خِضَم هذه الفترة، ظهرَت في مصر تياراتٌ سياسية ودينية شتى، ذات توجهاتٍ فكرية متباينة، حاولَت كلٌّ منها إسقاطَ رؤيتها وأفكارها الخاصة على التراث. وفي ثنايا هذا الكتاب القيِّم، يقدِّم لنا الكاتب الكبير «غالي شكري» رؤيةً نقديةً عميقة للثقافة العربية، محاولًا فهمَ العلاقة بين الواقع المصري وتُراثه الزاخر بفنونه وآدابه، ومُستجليًا جوانبَ هذا التراث وصِلتَه بالثورة وما لحق بها من تغييرات.