الطيرة والتشاؤم بين المعري وابن الرومي١

أبو العلاء متشائم شديد التشاؤم، بل هو من أشد من عرفناهم تشاؤمًا، ولكنه — مع تشاؤمه الذي لا يقف عند حد — ليس من جماعة المتطيرين، بل هو أبعد من عرفناهم عن التطير.

وإنما نعني بالتشاؤم ذلك المذهب الذي يسميه الإفرنج “Pessimisme” ونريد أن نسميه بالعربية سخطًا، ونسمي أصحابه ساخطين، وهو مذهب جماعة المتبرمين بالعالم، الذين لا يرون فيه إلا شرًّا مستطيرًا لا يستطيعون دفعه، ولا أمل لهم في إزالته أو تحسينه، ولا ينظرون إليه إلا بمنظار شديد السواد، وعلى العكس من ذلك مذهب الرضى ويسميه الإفرنج “Optimisme” وهو مذهب من يحسنون الظن بالأيام وينظرون إلى العالم بمنظار رائق ناصع البياض؛ فيرون كل ما فيه يدعو إلى الغبطة، ويرونه سائرًا في طريق التقدم والكمال، وفي هذا مجلبة رضاهم وارتياحهم. وقد أشبع «ماكس نورداو» جماعة الساخطين سخرية وتعنيفًا، ورماهم بنقص في عقولهم في مقاله الذي كتبه عن السخط والرضى “Pessimisme & Optimisme” في كتابه الفلسفي الذي سماه الغرائب “Paradoxes”.
أما الطيرة “Maauvis Augure” ونقيضها الفأل، أو التيمن “Bon Augure” فمذهب آخر يختلف في نظرنا عن مذهب السخط والرضى كل الاختلاف، فقد يكون الإنسان ساخطًا أو راضيًا ولكنه لا يتطير ولا يتفاءل، وعلى العكس من ذلك، قد يكون من المتطيرين والمتفائلين، ولكنه — في الوقت نفسه — ساخط على الحياة أو راضٍ عنها.

وإنما الطيرة مذهب أساسه ربط الحوادث بغير أسبابها الحقيقية، وتعليل النفس بما لا يفيد، وترقب المناسبات والمصادفات لاستنتاج شيء وهمي لا أساس له من الصحة ولا قيمة له — عند العقلاء — وإنما يدعو إليها — في نظرنا — خفة العقل وعدم اطمئنان القلب. ولعل الإنسان لو رجع إلى نفسه يسائلها في أي ساعِها تميل إلى التعلل بأشباه هذه الخرافات؟ لرأى أن ذلك كثيرًا ما يحدث في أوقات الهلع والذعر من جراء مصاب فادح مذهل تملَّك على الإنسان قلبه وأطار لبه وحرمه طمأنينته؛ فجعله كالغريق يتلمس أتفه الأسباب وأقلها غناء لينقذ نفسه من الهلاك. فأما في ساعات اطمئنانه فقلما يأبه لذلك، اللهم إلا إن كان من ذلك النوع الذي أصبح له التطير ديدنًا وطبعًا، وهذا غير السخط الذي أساسه سوء الظن، وشدة الحذر، والنقمة على الحياة، والنظر إليها من جانبها الأسود!

انظر إلى تطيُّر الأمين — مثلًا — حين حاصره «طاهر» ولم نكن سمعنا بتطيره من قبل: قال «إبراهيم بن المهدي» وكان حينئذ مع الأمين: «خرج الأمين — ذات ليلة — يريد أن يتفرج من الضيق الذي هو فيه، فصار إلى قصر له بناحية «الخلد»، ثم أرسل إليَّ فحضرت عنده، فقال: «ترى طيب هذه الليلة وحسن القمر في السماء وضوءه في الماء على شاطئ دجلة! فهل لك في الشرب؟» فقلت: «شأنك.» فشرب رطلًا وسقاني آخر، ثم غنيته ما كنت أعلم أنه يحبه، فقال لي: «ما تقول فيمن يضرب عليك؟» فقلت: «ما أحوجني إليه.» فدعا بجارية متقدمة عنده — اسمها «ضعف» — فتطيَّرتُ من اسمها ونحن في تلك الحال، فقال لها: غنِّي بشعر الجعدي:

كليب لعمري كان أكثر ناصرًا
وأيسر جرمًا منك ضرج بالدم

فاشتد ذلك عليه وتطير منه، وقال: «غنِّي غير ذلك!» فغنَّت:

“أبكَى فراقكم عيني فأرقها
إن التفرق للأحباب بكَّاء
ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم
حتى تفانوا وريب الدهر عدَّاء

فقال لها: «لعنك الله! أما تعرفين من الغناء غير هذا؟»

فقالت: «ما تغنَّيت إلا ما ظننت أنك تحبه!» ثم غنَّت آخر:

أما ورب السكون والحرك
إن المنايا كثيرة الشرك
ما اختلف الليل والنهار وما
دارت نجوم السماء في الفلك
إلا لنقل السلطان عن ملك
قد زال سلطانه إلى ملك
وملك ذي العرش دائم أبدا
ليس بفانٍ ولا بمشترك

فقال لها: «قومي غضب الله عليك ولعنك!»

وكان له قدح من بلورٍ حسن الصنعة، وكان موضوعًا بين يديه؛ فعثرت الجارية به فكسرته، فقال: «ويحك يا إبراهيم! أما ترى ما جاءت هذه الجارية، ثم ما كان من كسر القدح؟ والله ما أظن أمري إلا قد قرب!»

فقلت: «يديم الله ملكك ويعز سلطانك ويكبت عدوك.»

فما استتم الكلام حتى سمعنا صوتًا: «قضي الأمر الذي فيه تستفتيان.»

فقال: «يا إبراهيم، أما سمعت ما سمعت؟» قلت «ما سمعت شيئًا!» — وكنت قد سمعت — قال: «تسمع حسًّا!» فدنوت من الشط فلم أرَ شيئًا — ثم عاودنا الحديث فعاد الصوت بمثله، فقام من مجلسه مغتمًّا إلى مجلسه بالمدينة.

قال: «فما مضى إلا ليلة أو ليلتان حتى قتل.»٢

فانظر إلى هذه الحكاية المحزنة وتأمل قليلًا، ألست ترى أن ضعف نفسيهما وحده هو السبب الأكبر في كل هذه الاستنتاجات؟ وتمثل كل ما حدث في تلك الليلة المروعة قد حدث في ليلة أنس وطرب؛ بل في ليلة عادية — إن شئت — أكانا يهتمان به كل هذا الاهتمام؟

وهذا الروع الذي أحسَّه إبراهيم المهدي — حين سمع اسم الجارية «ضعف» — هل كان يحس مثله إذا تبدَّل الموقف وكان انتصارًا وفوزًا؟ أولم تكن الجارية متقدمة عند الأمين؟ فكيف لم يتطير باسمها من قبل هذه المرة؟ وهل تحسبها غنَّت إلا ما حسبت أن مولاها يحبه؟ وكم غنَّته — هي أو غيرها — مثل هذه الأبيات فطرب وانتشى؟ ومن يدري فربما كان الأمين يميل إلى هذا النوع من الشعر المشجي، وكان هذا الميل مغريًا الجارية على غناء تلك الأبيات؟ وتمثل الأمين عاقب مسيئًا بالقتل على جرم فرَّط منه فخامره شيء من الندم — وإنه لكذلك — إذ غنَّته هذه الجارية نفسها هذا البيت بعينه؟

كليب لعمري كان أكثر ناصرا
وأيسر جرمًا منك ضرج بالدم

ألم يكن فيه حينئذ راحة يثلج لها فؤداه؟

وتمثل الجارية تغنيه هذا البيت قبل أن يقتل ذلك المسيء وهو يفكر في ذلك، أكان يتطير منه إذ ذاك؟ وأي أثر يكون له في نفسه حينئذ من سماعه؟ ألا يكون فيه إغراء بقتل ذاك المسيء؟

وتمثل البيتين الآخرين قد غنتهما الجارية — في موقف غير هذا — في موقف غرام مثلًا، في ساعة يفكر فيها الأمين في معشوق له — مات ولم ينعم به طويلًا — فكيف يكون أثرها في نفسه؟ وكيف يتمثَّل قولها: «إن التفرق للأحباب بكاء»؟ ولكن تغيَّر الموقف فتغيَّر المعنى.

واعكس الآية؛ فتمثل الأمين — في مكان المأمون — وأنه قد أوشك أن ينتصر على أخيه، وأنه قد سمع الأبيات الأخيرة وهو يحاصر مدينته؟ فأي أثر يتركه في نفسه قولها:

ما اختلف الليل والنهار وما
دارت نجوم السماء في الفلك
إلا لنقل السلطان عن ملك
قد زال سلطانه إلى ملك

وهكذا غيِّر الظروف، وتمثَّل آثار تلك الأبيات في نفسيهما؛ تجدها مختلفة يصل اختلافها إلى مسافة ما بين الضد والضد أحيانًا!

ثم ماذا في هذه الجملة التي غمَّت الأمين: «قضى الأمر الذي فيه تستفتيان»؟! ألم يكن فيها متأوَّلٌ حسن — لو شاء؟! ألم يسمعها عقب دعاء له بداوم ملكه، وإعزاز سلطانه، وكبت عدوه؟ فإذا قضى هذا الأمر فقد تم له ما أراد!

ولكن إخوان هذا الخليقة — كما يقول أبو العلاء — لا يحملون الأشياء الواردة على الحقيقة!

ومن أجمل ما رووه عن التطير والتفاؤل قول الرسول — عليه الصلاة والسلام: «ثلاثة لا يسلم منهن أحد؛ الطيرة والظن والحسد.» قيل له: «فما المخرج منهن يا رسول الله؟» قال: «إذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغِ.»

إذا أقررنا ذلك سهل علينا أن ندرك كيف كان أبو العلاء ساخطًا ولم يكن متطيرًا، أما «ابن الرومي» فربما لم يكن شديد السخط على الحياة، ولكنه كان على — الرغم من ذلك — إمامًا من أئمة المتطيرين، وفي رسالة الغفران ورسالة ابن القارح ما يزيدك اقتناعًا بطيرته، وحسبك أن تعلم أنه كان لا يلبس ثيابه إلا بعد أن يتعوَّذ، فإذا وصل إلى الباب نظر من خلال ثقب المفتاح، فإذا رأى ذلك الأحدب الذي تعوَّد مضايقته جالسًا، جبن فلم يخرج، وخلع ثيابه ثانية، وقد عرف «ابن الرومي» كيف ينتقم منه، ويثأر لنفسه منه، ببيتيه اللذين وسمه بهما آخر الأبد، وهما قوله:

قصرت أخادعه وغاب قذاله
فكأنه متربصٌ أن يصفعا
وكأنما قد ذاق أول صفعة
وأحس ثانية لها فتجمعا

ولابن الرومي — في تطيره — أخبار شتى، منها أن أبا الحسن الأخفش — غلام المبرد — كان كثيرًا ما يقرع بابه، فإذا رد عليه ابن الرومي مستفسرًا أجابه: «مرة بن حنظلة» فيتطير من ذلك ولا يجسر على الخروج بقية يومه، وقد هجاه في ديوانه مررًا هجاء مؤلمًا مقذعًا.

ولما كان هذا المقام لا يحتمل شيئًا من الإسهاب في تفصيل هذه النزعات وتحليلها، والمقارنة بينها، فإنا نكتفي بهذا القدر — على إيجازه — ونشير إلى رأي أبي العلاء في مذهب المتطيرين والمتفائلين، وتهكمه اللاذع بأصحابه، وسخريته الشديدة منهم، علاوة على ما ترى في هذا الفصل من حججه٣ الباهرة، وبراهينه القوية التي دلل بها على فساد ذلك المذهب، ثم نتبعها بنخبة مختارة تبين لك نزعة ابن الرومي إلى التطير، وإليك نخبة من كلام أبي العلاء في ذلك، قال:
تروم قياسًا للحوادث ضلةً
وتلك أصول ليس يجمعها الحصر
تعرض للطير السوانح زاجرًا
أما لك من عقلٍ — يكفُّك — زاجر؟
أغربانك السحم استقلت مع الضحى
سوانح، أم مرت حمائمك الورق؟
لا تفرحن بفالٍ — إن سمعت به —
ولا تطيَّر إذا ما ناعبٌ نعبا
فالخطب أفظع من سراء تأملها
والأمر أيسر من أن تضمر الرعبا
آليت لا يدري بما هو كائن
متفائل بالأمر أو متطير
كالدار صبحها سوى سكانها
فثوا بها وتحمل المتدير
زجر الغراب تطيرًا ونقيضه
ديك لأهل الدار أبيض أفرق
شاهدت قبَّرة فخفت تطيرًا
ما كل ميتٍ — لا أبا لك — يقبر!
لا يتطير بناعب أحد
فكل ما شاهد الفتى طيره
وما طير اليمين بمبهجاتي
فأخشى الهم من طير الشمال!»
وقد سمى المرء «الهزبر» تفاؤلًا
وليس بباقٍ في الليالي هزبرها!
وما أُسَرُّ لتعشير الغراب أسى
ولا أبكِّي خليطًا حل تعشارا
ولا توهمت أنثى الأنجم امرأة
ولا ظننت سهيلًا كان عشارا٤
وهل لحق التثريب سكان يثرب
من الناس؟ لا بل في الرجال غباء
وذو نجبٍ — إن كان ما قيل صادقًا —
فما فيه إلا معشر نجباء!

وانظر إلى سخريته الدقيقة في قوله:

رآني في الكرى رجل كأني
— من الذهب — اتخذت غشاء رأسي
قلنسوةً — خصصت بها — نضارا
كهرمز أو كملْك أولى خراس
فقلت — معبرا: «ذهب ذهابي
وتلك نباهة لي في اندراسي»
أقمت — وكان بعض الحزم يومًا —
لركب السفن أن تلقى المراسي

وإلى القارئ نخبة مختارة من شعر ابن الرومي تبين منزعه واعتقاده في الطيرة والفأل:

لا تهاون بطيرة أيها النظا
ر وأعلم بأنها عنوان
قف — إذا طيرة تلقتك — وانظر
واستمع — ثَمَّ — ما يقول الزمان!
قلما غاب من أمورك عنوا
ن مبين وللزمان لسان٥
لا تصدق عن النبيين، إلا
بحديث يلوح فيه البيان
قد أتى عن نبينا حبه الفأ
ل مضيئًا بذلك البرهان
فدع الهزل والتضاحك بالطيـ
ـرة، فالنصح مثمن مجان
أترى من يرى البشير بشيرا
يمتري في النذير يا وسنان٦
خبَّر الله أن مشأمة كا
نت لقوم وخبر القرآن
أفزور الحديث تقبل أم ما
قاله ذو الجلال والفرقان؟»
وقد تفاءلت له — زاجرًا
كنيته لا زاجرًا ثعلبا
إني تأملت له كنية
— إذا بدا مقلوبها — أعجبا
يصوغها العكس «أبا سابع»
وذاك فأل لم يعد معطبا
بل ذاك فأل ضامن سبعة
مثل الصقور استشرفت أرنبا
يأتون من صلب فتى ماجد
لا كذب الله ولا خيبا
وقد أتاه منهم واحد
فليتَنَظر ستة غيبا
في مدة تغمرها نعمة
يجعلها الله له تُرتُبا
حتى نراه جالسًا بينهم
أجل من رضوى ومن كبكبا
كالبدر وافى الأرض في نوره
بين نجوم سبعة فاحتبى
يعدي على الدهر إذا ما اعتدى
ويؤمن الناس إذا استرهبا

•••

تفاءلت والفأل لي معجب
فقلت — وما أنا بالعابث:٧
«أبو حسن وأبو مثله
كنيا أبي حسن ثالث!»

•••

أحذر أهل الأرض شؤم ابن طالب
فما زال مشحوذًا على من يصاحب
وقد جربت منه على «آل مخلد»
تجارب ليست مثلهن تجارب
أزيرق مشئوم أحيمر قاشر
لأصحابه، نحس — على القوم — ثاقب
وهل أشبه المريخ إلا وفعله
لفعل شبيه السوء شبه مقارب
أعوذ — بعز الله — من أن يضمني
وإياه في الأرض البسيطة جانب
شبيه «قدار» بل قدار شبيهه
وإن قيل: «كليم» وإن قيل «كاتب»
وهل يتمارى الناس في شؤم كاتب
لعينيه لون السيف، والسيف قاضب
ويدعى أبوه «طالبا» وكفاكم
به طيرة أن المنية طالب
ألا فاهربوا من «طالب» و«ابن طالب»
فمن طالب مثلهما طار هارب!
قل لغراب البين تبًّا له
إذا تعاطى القول في مذهب٨
أو رفع الصوت بشدو له
مثل سقيط الدمق الأشهب:
«اسكت لحاك الله من قائل
أجنف عن قصد الهوى أنكب»
لا تنطقن الدهر في محفل
واغضض على الكثكث والأثلب
أنت غراب خير أحواله
ما لزم الصمت ولم ينعب
فاترك نعيبًا شؤمه راجع
عليك يحدوك إلى معطب
يا بين أنت البين في عزة
بين غراب البين والأخطب٩
ينتقل الناس وأحوالهم
وأنت في الدنيا من الرتب١٠
إذا جلا عن منزل أهله
فأنت في أوتاده الرسب
أنت أثافيه وآناؤه
بشعب أهلوه ولم تشعب١١

هوامش

(١) فصل مختار من شرح رسالة الغفران للمؤلف.
(٢) انظر كتاب مصارع الخلفاء (ص٨٦).
(٣) ارجع إلى رسالة الغفران (ص٨١).
(٤) يقول: «لا أضمر حزنًا إذا سمعت الغراب يصيح عشر صيحات متتابعة، ولا أبكي جمعًا ذهب إلى «تعشار»، ولا أتوهم أن «الزهرة» امرأة كما تفعل العرب، ولا أن «سهيلًا» كان عشارًا باليمين.»
(٥) ومن قول ابن الرومي: «الفأل لسان الزمان، والطيرة عنوان الحدثان.» قال ابن رشيق: «وكان ابن الرومي كثير الطيرة، ربما أقام المدة الطويلة لا يتصرف؛ تطيرًا بسوء ما يراه ويسمعه، حتى إن بعض إخوانه من الأمراء افتقده، وأُعلم بحاله في الطيرة، فبعث إليه خادمًا اسمه إقبال ليتفاءل به، فلما أخذ أهبته للركوب، قال للخادم: «انصرف إلى مولاك فأنت ناقص، ومنكوس اسمك «لابقا». وابن الرومي القائل: «الفأل لسان الزمان والطيرة عنوان الحدثان.» وله فيه احتجاجات وشعر كثير.
(٦) كان ابن الرومي يحتج للطيرة ويقول: «إن النبي يحب الفأل ويكره الطيرة: أفتراه كان يتفاءل بالشيء ولا يتطير من ضده.» ويقول: «إن النبي مر برجل وهو يرحل ناقة ويقول: «يا ملعونة» فقال: «لا يصحبنا ملعون!» وأن عليًّا — رضي الله عنه — كان لا يغزو غزوة، والقمر في العقرب!» انظر خاتمة الجزء الثالث من ديوان ابن الرومي شرح المؤلف.
(٧) وليت شعري ماذا كان يقول ابن الرومي لو كان عابثًا؟
(٨) من أبدع ما قرأناه في إنصاف الغراب وتبرئته من تهمه التفريق، قول بعض الشعراء:
والناس يلحون غرا
ب البين لما جهلوا
وهل غراب البين إلا
ناقة أو جمل
وما على ظهر غرا
ب البين تطوى الرحل!
(٩) الصرد.
(١٠) جمع راتب وهو الثابت.
(١١) والقصيدة طويلة يمكن الرجوع إليها في ديوان ابن الرومي «في ص٤٤٨ ج٣».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤