الخسوف والكسوف١

(١) ذعر الأقدمين منهما — وبضع أساطير الأولين عنهما

لا نكاد نسمع — في هذه الأيام — بقرب حدوث خسوف أو كسوف؛ حتى نترقبه بفارغ الصبر، فإذا وقع اندفعنا إلى رؤيته متهافتين تحفزنا الرغبة العلمية الصحيحة، أما في غابر الأزمان فقد كان للناس شأن آخر — على نقيض ذلك — إذ لم يكونوا يفهمون لحدوثهما معنى؛ إلا الإنذار بوقوع نكباتٍ وويلاتٍ عاجلة.

أثر الخسوف في جيش الإسكندر

ولقد كاد يتحتم الفشل على الإسكندر في موقعة «إربل»، وكاد يكتب لجيشه الخذلان بسبب الخسوف؛ إذ جنَّ الليل، وخسف القمر على مرأى من رجال الجيش الذين أيقنوا أنه نبوءة صادقة بالهزيمة؛ فدبَّ الخوف في قلوبهم، وسرى الوهن والفتور إلى عزائمهم، لولا ما بذله الإسكندر من جهد في تسكين روعهم، وإعادة الحماسة إليهم، وليس هذا إلا مثلًا واحدًا لما كان يسود الناس في تلك الأزمان من الأوهام التي نجمت عن جهلهم علم الفلك، وقوانين الطبيعة.

أثر الخسوف في نجاح كولمب

ويذكر لنا المؤرخون الذين كتبوا عن اكتشاف أمريكا، أن «خرستوف» مدينٌ بحياته وحياة رجاله لعلم الفلك، ولولاه لماتوا جوعًا، فقد نفدت ذخيرتهم في «جمايكا»، وضن عليهم الأهلون بالزاد لما كانوا يشعرون به من الكراهية لهؤلاء الغرباء، وكان «كولمب» يعلم أن القمر لا بد أنه مخسوف في الليلة التالية؛ فجمع رؤساء العشائر وخطبهم متوعدًا إياهم بشر النكبات إذا أصروا على عنادهم وأبوا أن يلبوا طلبته، ومما قاله لهم: «سترون غدًا مبلغ سلطاني على الطبيعة؛ حين أبدأ بحرمان بلادكم ضوء القمر!»

والحق أن رؤساء القوم قد ساورهم القلق حين سمعوا منه هذا الوعيد، وتملك نفوسهم ذعرٌ غامض لا يعرفون كنهه، فقد كانوا يخشون سطوة هؤلاء البيض الذين جابوا الأرض والمحيط حتى وصلوا إليهم، على أنهم أخفوا ذلك القلق، وأظهروا «لكولمب» كثيرًا من التجلُّد؛ إذ لم يدُر بخلدهم أن قوته — مهما عظمت — تستطيع أن تغيِّر من نظام الشمس أو القمر؛ فخرجوا من عنده يهزون أكتافهم ساخرين.

فلما حانت الليلة التالية ورأوا بأعينهم ضوء القمر يتضاءل ثم يتلاشى بعد ذلك خلع الذعر قلوبهم؛ فأسرعوا ضارعين إلى «كولمب» أن يرفع عنهم تلك النقمة. وبهذه الحيلة ظفر «كولمب» بكل ما يحتاجه من الزاد بعد أن وعدهم بإرجاع الضوء إلى القمر في الحال، وما كادوا يبصرون البدر مؤتلقًا زاهيًا في السماء بنوره الفضي حتى آمنوا بقدرة «كولمب» وهيمنته على عناصر الطبيعة كلها.٢

أمثلة من خرافات المتقدمين

ولقد كان المتقدمون — سواء منهم الغربيون والشرقيون — يذعرون أشد الذعر كلما وقع كسوف أو خسوف، وكان للخرافات عندهم سوق رائجة؛ وإليك بعض ما كانوا يتناقلونه ويؤمنون بصحته من تلك الأساطير:

كان يعتقد بعضهم أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا إذا وقعا فريسةً لشرير من العمالقة أو المردة التي تسعى لالتهامهما، فكان «الأوريون» ينسبون ذلك إلى مارد عملاق اسمه «مابويا»، يعزون إليه كل ما يصيبهم من شر أو يحل بأرضهم من طوفان أو بلاء، بينما يتخيل «الهندوس» أن ذلك المارد على صورة حية هائلة، ويعتقد جيرانهم أنه نمر غاية في الضخامة، ويتمثله آخرون كلبًا عظيم الجرم من كلاب البحر؛ أما أهالي سومطرة وملقا فكانوا يدينون بأن القمر والشمس لا ينكسفان إلا لأن حية كبيرة تلتف حول أحدهما لتخنقه.٣

وفي أساطير بعض الأمم «أن الشمس والقمر امرأتان، وأن النجوم بنات القمر، وأن الشمس قد كان لها في غابر الزمان بنات كبنات القمر.»

قالوا: «ثم خشيتا٤ أن يعجز الناس عن احتمال كل هذا النور والحرارة؛ فاتفقتا على أن تأكل كل منهما بناتها، أما القمر فنكثت بعهدها، وأخفت بناتها عن عين الشمس التي برَّت بوعدها ولم تتردد في أكل بناتها، على أنها لم تكد تفعل حتى أظهرت القمر بناتها من مخبئهن؛ فلما رأت الشمس ذلك غيظت من القمر، وأنشأت تطاردها لتقتلها، ولا تزال كذلك إلى اليوم، وقد تدنو منها فتعضها وهذا هو الخسوف.»

رأي الهنود في النيرين

«ومن سنَّة بعض حكماء الهنود — فيما يقول الشهرستاني — أنهم إذا نظروا إلى الشمس قد أشرقت سجدوا لها، وقالوا: «ما أحسنك من نور! وما أبهاك وما أنورك! لا تقدر الأبصار أن تلذ بالنظر إليك!

فإن كنت أنت النور الأول الذي لا نور فوقك فلك المجد والتسبيح، وإياك نطلب، وإليك نسعى لندرك السكنى بقربك، وننظر إلى إبداعك الأعلى، وإن كان فوقك وأعلى منك نور آخر — أنت معلولٌ له — فهذا التسبيح وهذا المجد له، وإنما سعينا وتركنا جميع لذات العالم لنصير مثلك، ونلحق بعالمك، ونتصل بمساكنك. إذا كان المعلول بهذا البهاء والجلال فكيف يكون بهاء العلة وجلالها ومجدها وكمالها؟! فحق لكل طالب أن يهجر جميع اللذات ليظفر بالجوار بقربه، ويدخل في غمار جنده وحزبه».٥
وفي الهند فرقتان تعبد إحداهما الشمس، والأخرى القمر:
  • عبدة الشمس: «فأما عبدة الشمس — كما يقول الشهرستاني — فقد زعموا أن الشمس مَلَكٌ من الملائكة، ولها نفس وعقل، ومنها نور الكواكب وضياء العالم، وتكوُّن الموجودات السفلية، وهي ملك الفلك يستحق التعظيم والسجود والتخير والدعاء.
    ومن سنتهم أن اتخذوا إليها (صنمًا) بيده جوهر — على لون النار — وله بيت خاص باسمه، وقفوا عليه ضياعًا وقرابين، وله سدنة وقوَّام، فيأتون البيت ويصلون ثلاث كرَّاتٍ، ويأتيه أصحاب العلل والأمراض فيصومون له ويصلون ويدعون ويستشفون به».٦
  • عبدة القمر: «وأما عبدة القمر، فقد زعموا أنه مَلَكٌ من الملائكة يستحق التعظيم والعبادة، وإليه تدبير هذا العالم السفلي والأمور الجزئية فيه، ومنه تتضح الأشياء المتكونة واتصالها إلى كمالها، وبزيادته ونقصانه تعرف الأزمان والساعات، وهو تلو الشمس وقرينها، ومنها نوره، وبالنظر إليها زيادته ونقصانه.
    ومن سنتهم أن اتخذوا صنمًا — على صورة عجل — وبيد الصنم جوهر. ومن دينهم أن يسجدوا له ويعبدوه، وأن يصوموا النصف من كل شهر ولا يفطروا حتى يطلع القمر، وهم يأتون صنمه بالطعام والشراب واللبن، ثم يرغبون إليه، وينظرون إلى القمر ويسألونه حوائجهم، فإذا استسهل الشهر علوا السطوح، وأوقدوا الدخن، ودعوا عند رؤيته ورغبوا إليه، ثم نزلوا عن السطوح إلى الطعام والشراب والفرح والسرور، ولم ينظروا إليه إلا على وجوه حسنة.٧ وفي نصف الشهر إذا فرغوا من الإفطار؛ أخذوا في الرقص واللعب والمعازف بين يدي الصنم والقمر».٨

كيف كانوا يدفعون عنهم نكبات الخسوف والكسوف

وهكذا كثرت الإشاعات، وتعددت الأوهام، فلم تسلم منها أمة قديمة من سكان المعمورة كلها.

أما الوسائل التي كانوا يدفعون بها تلك النكبات الموهومة التي يترقبون وقوعها زمن الخسوف أو الكسوف فهي كثيرة؛ أهمها أنهم كانوا يتظاهرون — رجالًا ونساء — ثم يحدثون أقصى ما يستطيعون من جلبة وضوضاء؛ ليخيفوا تلك الجبابرة — أو المردة — التي تحاول التهام الشمس أو القمر، فكنت ترى — في حيثما ذهبت — رجلًا يحمل معه طنبورًا أو بوقًا، وإلى جانبه امرأة أو فتاة معها دف — أو ما يقوم مقامه إن أعوزها الدف٩ — وربما ربط بعض الأمم كلابهم وانهالوا عليها جلدًا بالسياط بكل ما فيهم من قسوة حتى يرتفع عواؤها إلى عنان السماء.

أما الصينيون فكانوا يضيفون إلى ذلك خروج جنودهم إلى ساحات الفضاء متنكبين أقواسهم فلا يزالون يطلقون سهمامهم — بلا انقطاع — رغبةً في إنقاذ الكوكب المخسوف.

وقد كان بعض المتقدمين يعلل الخسوف والكسوف — فيما يقول مؤرخو اليونان والمشارقة — بأنه ناجمٌ من طوفان أتي من الجحيم؛ فغمر الشمس أو القمر وسبَّب الكسوف، وكان هذا الاعتقاد يدفعهم إلى دق النواقيس — في كل مكان — استنزالًا للرحمة، وطردًا لتلك الأرواح الشريرة التي سببت لهم هذا البلاء.

وكان من عادة الإيطاليين أن يلجئوا إلى ذلك حتى في أوقات اشتداد العواصف. ولم يكن الفرنسيون أقل هلعًا من غيرهم عند حدوث الكسوف، فلم تكد تنكسف الشمس في يوم ١٦ يونية سنة ١٤٠٦ حتى انخلعت قلوبهم من الذعر، وهرع جمهورهم إلى الكنائس معتقدين أن آخرة العالم قد حانت، مؤثرين أن يموتوا في الكنائس شهداء أبرارًا، ولم يكن رعبهم من الكسوف الذي وقع في شهر أغسطس من عام ١٦٥٤ بأقل من سابقه، ولقد مرض لويس الرابع عشر ملك فرنسا العظيم مرضًا خطيرًا بسبب ما لحقه من الرعب من كسوف ٣ مايو سنة ١٧١٥

وكان ذلك خاتمة الحوادث التي أثارها الكسوف والخسوف، ثم استنار الناس وعلموا حقيقة هذه الظاهرة، فلم يعد يخشاها أحد!

(٢) ابتهاج المتأخرين بهما

ولم يكد يتقدم علم الفلك حتى عرف الناس ما لم يكونوا يعرفون، وأدركوا ما في تلك الأساطير من خطلٍ؛ فتبدَّل خوفهم أمنًا وطمأنينة، ماذا؟ بل انقلب الأمر من النقيض إلى النقيض؛ فأصبحوا يترقبون — بفارغ الصبر — رؤية الكسوف والخسوف، وآية ذلك ما أظهروه من الغبطة والفرح بالكسوف الذي وقع في باريس يوم ٢٢ مايو من سنة ١٧٢٤؛ فقد حدث ذلك قبيل الغروب، وكان بدؤه في الساعة ٥:٣٥:١٨ مساء، وقبل أن تنقضي ساعة أصبح الكسوف تامًّا، وغطيت صفحة الشمس كلها بظلام دامس؛ فبدل النهار ليلًا حالك الإهاب، وظهرت النجوم في السماء، ولكن فرح الجمهور المتلهف لم يطل، فقد أرخى الليل سدوله — بعد دقيقتين — قبل أن يتملى الناس برؤية هذا المنظر الرائع — منظر خروج الشمس من ذلك الظلام الحالك الذي غطى صفحتها — فقد توارت عن العيان، ومالت إلى الأفق الغربي بين أسف الجمهور ولهفته، وكان رجال البلاط قد أعدوا عدتهم لرؤية ذلك الكسوف، وجلسوا في أعلى مكان في القصر الملكي — ومعهم نظاراتهم الفلكية — وفي وسطهم الملك الشاب «لويس الخامس عشر»، وكانت سنُّه حينذاك أربعة عشر عامًا، وجلس إلى جانبيه الفلكيان الشهيران اللذان يعدان أكبر رجال الفلك في ذلك العصر؛ وهما «جاك كاسيني» و«جاك مور الدي»، فكان لويس يشهد ذلك الكسوف من خلال مرقبٍ كبيرٍ أمامه، وكان يسمع منهما غرائب ما يشرحان له من طرائف علم الفلك بأذنٍ سميعة وقلب واعٍ، ولم يكد ينتهي ذلك الكسوف حتى أعقبته فكاهةٌ طريفة ظلت حديث عصره ردحًا من الزمن: فقد رأى الملك سيدتين من سيدات البلاط تقبلان في اللحظة التي غربت فيها الشمس، فقال لهما مازحًا: «لقد فاتكما هذا الكسوف، فانتظرا الكسوف التالي بعد قرنين.» ولكن إحداهما ابتدرته قائلةً بسذاجة نادرة: «كيف؟ ألا يستطيع «كاسيني» الفلكي إذا أمرته جلالتكم أن يعيد لنا تلك الظاهرة من جديد؟»

فأغرب الملك في الضحك وتبعه رجال حاشيته في ذلك مجاراةً له، ولم يفُت أحد ظرفاء ذاك العصر أن ينظم أغنيةً جميلةً ضمنها تلك النادرة!

وقد شغل الناس بالحديث عن ذلك الكسوف زمنًا ما؛ فنسوا كل كلام سواه، وعلقوا على صدورهم شارات رمزوا بها إلى الكسوف، وصنعوا ألوانًا من الحلوى أطلقوا عليها اسم الكسوف؛ منها رقاقة ابتكرها تاجر من تجار الحلوى أسماها «رقاقة الكسوف»، وهي رقاقة بيضاء مغطاة بطبقة سوداء من الشكولاته، رمزًا إلى نور الشمس المكسوف، كما مثلوا على المسارح كوميديا ذات ثلاثة فصول اسمها كوميديا الكسوف!

وفي هذا أكبر دليل على مقدار ما وصل إليه ابتهاج المتأخرين بالكسوف واحتفائهم بوقوعه.

•••

على أن الفلكيين كانوا في حاجة إلى الاستزادة من الدرس؛ فأخذوا يترقبون بفارغ الصبر وقوع كسوف آخر.

ومضى على ذلك ثلاثة أرباع قرن سهلت في أثنائها المواصلات، وأصبح من اليسير على العلماء أن يسافروا إلى أي مكان يقع فيه الكسوف، فلم يفتهم أن يذهبوا إلى أواسط فرنسا لمشاهدة كسوف ٨ يوليو ١٨٤٢، ولمشاهدة الكسوف الذي وقع في «الماليزيا» و«الهند» في ١٨ أغسطس سنة ١٨٦٨. ورحل العلماء من كل صوبٍ لرؤية الكسوف الذي وقع في إسبانيا وشمال أفريقيا في ٣٠ أغسطس سنة ١٩٠٥، وكان كسوفًا كليًّا توفروا على درسه بروية واطمئنان.

وفي السابع عشر من شهر إبريل سنة ١٩١٢؛ وقع في فرنسا كسوف لا يقل خطره عن كسوف سنة ١٧٢٤ الذي أسلفنا ذكره؛ فخفَّ سكان باريس وغيرهم إلى مشاهدته في الضواحي؛ لا سيما في منطقة «سان جرمان».

فضل الطيران على رجال الفلك

ولا يفوتنا أن نذكر — قبل ختام هذا المقال — أولًا فضل أداة الطيران لرجال الفلك، وكيف أعانهم على درس الكسوف الذي وقع في ١٠ سبتمبر سنة ١٩٢٣ في «كاليفورنيا»؛ حيث ذهب العلماء من أقاصي الأرض رغبة في درسه، ولقد كاد يعتريهم الخبال ويستسلمون لليأس؛ حين رأوا الضباب يحجب عنهم السماء وشمسها فلا يتبينون شيئًا، ولكن العلماء تمكنوا بفضل الطيارات من اجتياز هذه العقبة؛ فحلَّق سربٌ مؤلفٌ من سبع عشرة طيارة إلى ارتفاع خمسة آلاف متر، ثم تمكنوا من رؤية السماء، وتصويرها، ونجحوا في إدراك ما يبتغون.

ومع تلك الدجنة الحالكة التي سبَّبها الضباب، فإن العلماء لم يوفقوا في حياتهم إلى مثل ما وصلوا إليه في هذه المرة — بفضل الطيران — من النتائج الباهرة!١٠

هوامش

(١) قدمت مجلة الإخاء هذا المقال بالكلمة التالية: «هذه إلمامة رائعة تمثل ذعر الأقدمين من الخسوف والكسوف، وبعض أساطيرهم العجيبة التي كانوا يتناقلونها ويعللون بها حدوثهما، وهي — إلى طرافتها — تلخص لنا رأي الأقدمين في الخسوف والكسوف، واعتقادهم في الشمس والقمر، أحسن تلخيص.»
(٢) من ألطف ما يرويه لنا المؤرخون عن كولمب أنه رسا ذات يوم على بعض سواحل أمريكا، وبينما هو جالس مع أهل تلك الجهة ألقى عليهم بعض الأسئلة؛ فلما أجابوه طلب إلى كاتبه أن يكتب ما قالوا ففعل، ولم يكد يراه القوم سطَّر بقلمه على الورق حتى ذعروا وفر أكثرهم من المجلس؛ لاعتقادهم أنه ساحر يخط رموزًا من السحر، وقد بذل كولمب جهده حتى تمكن من إقناعهم بالبقاء.
(٣) وفي قصة «سيف بن ذي يزن» أسطورة ممتعة عن دابة هائلة الجرم «من دواب البحر» مولعة باختطاف الشمس، يصفها الشيخ «جواد» راوي تلك الأسطورة فيقول: «واعلم يا ولدي أن هذه الدابة خلقها الله وشغلها بالشمس، فإذا نظرتها — وهي مشرقة من المشرق — دارت بوجهها تروم اختطافها فلا تلحقها، وعند نزولها للمغرب تنقلب إلى جهتها وتروم أن تلتقمها بفمها فلا تلحقها؛ فتخبط رأسها بالأرض حتى تدوخ، فيدركها النوم فتنام حتى يحين موعد شروق الشمس، فتفيق الدابة من نومها فنجد الشمس قد ظهرت من المشرق فتنحرف إليها تريد اختطافها فتكون الشمس قد ارتفعت، فتدور معها وهي ناظرة إليها إلى أن تغرب … وهكذا.»
ارجع إلى «ج ١ ص٤٧» من القصة.
(٤) ليلاحظ القارئ أن الشمس والقمر في هذه الخرافة امرأتان، وأن الضمير يعود عليهما — لذلك — مؤنثًا.
(٥) الشهرستاني.
(٦) الشهرستاني.
(٧) لا يزال بعض الناس إلى اليوم لا ينظرون إلى القمر في أول استهلاله الأعلى وجه من يحبونه تفاؤلًا منهم بذلك.
(٨) الشهرستاني.
(٩) ولا تزال هذه العادة شائعة في أغلب القرى المصرية إلى اليوم بعد أن دخل فيها قليل من التغيير.
(١٠) اقتباس وترجمة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤