الفصل الرابع عشر

لينكد إن: الجمهور المهني

نحن نركِّز على خلق قيمة من خلال مساعدة الشركات في تغيير طريقة التوظيف والتسويق والبيع، بينما نمكِّن الشركات أيضًا من القضاء على الزيارات دون موعد مسبق لصالح العملاء المُحتمَلين المتحمسين.1
جيف وينر
يريد الرئيس التنفيذي لشركة لينكد إن جيف وينر (@JeffWeiner) منك أن تعرف بعض الأمور:
  • (١)

    لينكد إن أكثر بكثير من مجرد موقع للوظائف.

  • (٢)

    لينكد إن أكثر بكثير من مجرد حافظة بطاقات مهنية رقمية.

  • (٣)

    لينكد إن أكبر شبكة تواصل مهنية في العالم.

لا تكن مستاءً إذا كنت لا تعرف أمرًا أو أمرين من هذه الأمور؛ فرغم كل شيءٍ، كان العالم مُركِّزًا جل تركيزه على الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر في السنوات القليلة الماضية. وبينما ظلَّ لينكد إن خارج دائرة الضوء، فقد نمَّى قاعدة مستخدميه ونَوَّعَ نموذج أعماله لوضع مزيد من التركيز على المحتوى عالي الجودة وتنمية المجموعات. وبقيامه بذلك، تطوَّرت الخدمة من مكان ينشر فيه الأفراد سيرهم الذاتية على الإنترنت إلى خدمة يرعى فيها الأفراد والشركات هُويَّاتهم المهنية.

(١) المحتوى والتأثير

يعني هذا التطوُّر أنه من المرجح أن يلعب لينكد إن دورًا أكثر أهمية في جهود «تنمية جماهيرك الخاصة» على نحو يفوق ما كان يلعبه قبل بضع سنوات. في الواقع، إذا كنت شركة تتبع نظام التسويق بين المؤسسات، فقد تبدو لينكد إن واحدة من القنوات الأكثر أهمية لك.

هذه هي الحال حتمًا بالنسبة إلى شركة ميد سيتي ميديا (@MedCityNews)، وهي شركة تأسَّست عام ٢٠٠٩ لتقديم الأحداث والأخبار والمعلومات للعاملين في قطاعَي الرعاية الصحية وعلوم الحياة المتناميين. ووفقًا للرئيس التنفيذي والمؤسِّس المشارِك كريس سيبر (@ChrisSeper)، كان لينكد إن في البداية مجرد مصدر ﻟ «الموظفين» المُحتمَلين الراغبين في الكتابة لصالح موقع النشر الأساسي للشركة www.medcitynews.com. ومع ذلك، يقدم لينكد إن للشركة في الوقت الراهن ما يأتي:
  • إمكانية الوصول إلى «الأعضاء المؤثرين» في قطاع الرعاية الصحية.

  • مقدِّمات ﻟ «شركاء» التوزيع والمُعْلِنين المُحتمَلين.

  • توزيع محتوى ميد سيتي الإخباري ﻟ «الباحثين» و«الْمُرَوِّجِين».

  • وسيلة لكسب «متابعين».

إنَّ هذه النقطة الأخيرة مثيرة للاهتمام على نحو خاص؛ حيث إن كريس جزءٌ من برنامج محتوًى مشروط بتوجيه دعوة يُسمَّى «لينكد إن إنفليونسر» LinkedIn Influencers، الذي أُطلق في أكتوبر ٢٠١٢ ويمنح قادة الفِكر، المختارين في قطاعاتٍ معينة، القدرة على نشر المحتوى مباشرةً على لينكد إن وبناء «متابعين» مباشرةً لهذا المحتوى.2
يكتب لصالح برنامج لينكد إن إنفليونسر عمالقة القطاعات مثل السير ريتشارد برانسون (@SirRichardBranson)، وبيل جيتس (@BillGates)، وجاك ويلش (@Jack_Welch). وفي سبتمبر ٢٠١٣، أصبح لدى كريس من ميد سيتي ٢٠١٦٥ «متابعًا» عبر لينكد إن إنفليونسر مع منشوره الأكثر شعبيةً — «لماذا أفرح عندما يترك موظفيَّ شركتي» — الذي حقَّق أكثر من ٤٠٠ ألف مشاهدة.3 وعلى الرغم من أنه برنامج لا يكتب فيه إلا المدعوون فحسب في الوقت الحاضر، فإن هذه المبادرة تشير إلى استراتيجية لينكد إن الطويلة المدى لأن يصبح مركزًا للمحتوى المهني من الأشخاص «المؤثرين».

(٢) المتابعون والترويج

بينما لا يستطيع الأشخاص المؤثرون على لينكد إن مراسلة «متابعيهم» مباشرةً في الوقت الحاضر، فقد وفَّرَ الموقع منذ فترة طويلة لكل عضو القدرة على نشر محتوًى يستطيع «متابعو» شركتك قراءته ضمن علامة تبويب «الصفحة الرئيسية». وعلى غرار فيسبوك، كلُّ منشور يسمح ﻟ «متابعيك» ﺑ «الإعجاب» و«التعليق» و«المشاركة». ومع ذلك، فإن نسبة «الاستفادة من المنشور» أفضل بكثير من فيسبوك، حيث إن المهنيين فحسب هم مَنْ يرون منشوراتك.

كانت إتش بي (@HP) أول شركة تفهم أهمية لينكد إن بالنسبة إلى أعمالها فهمًا تامًّا، حيث أصبحت أول شركة يتجاوز عدد «متابعيها» مليون «متابع» في فبراير ٢٠١٣.‏4 وفي ذلك الوقت، وضع هؤلاء المتابعون المليون شركة إتش بي في مرتبة أعلى بدرجة واحدة عن ٤٣ مليون جهة اتصال أخرى على لينكد إن وأعلى بدرجتين عن ١٣٨ مليون جهة اتصال، وهو ما يمثل أكثر من نصف العضويات على لينكد إن بأكملها! وهكذا، على غرار فيسبوك وتويتر، أصبح لينكد إن الآن مكانًا يستطيع فيه «الباحثون» أن يصبحوا «متابعين» الذين سرعان ما يتحوَّلون إلى «مُرَوِّجين» لعملك.

(٣) المجموعات

السبب الأخير لتضمين لينكد إن في خطط «تنمية جماهيرك الخاصة» هو قدرته على بناء «مجموعات لينكد إن»، حيث يستطيع المهنيون المتماثلون في التفكير مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام لديهم. وقد لا يتفق مستخدمو لينكد إن المخضرمون عندما يسمعون كلمة «المجموعات»؛ لأنها ميزة قديمة هَيْمَنَ عليها في كثير من الأحيان صخب أكثر بكثير من أي استفادة. ومع ذلك، كما هي الحال مع أي مجموعة على لينكد إن أو فيسبوك أو أي مكان آخر، تمتلك المجموعات الناجحة:
  • تركيزًا منفردًا.

  • أعضاء نشطين.

  • اعتدالًا قويًّا من خبراء المجال.

  • قيمة مُقدَّمة لكل الأعضاء (وليس فقط الترويج لراعي المجموعة).

يستطيع أيُّ مستخدم على لينكد إن — فردًا كان أو شركة — أن يُنشئ مجموعة على لينكد إن، وتظهر تحديثات الأعضاء على نحو آلي من قِبل لينكد إن عبر البريد الإلكتروني وتُوَزَّع على الصفحة الرئيسية للأعضاء. وتشمل أمثلة مجموعات لينكد إن النطاقَ الواسعَ من مجموعات «مستخدمي» برمجيات التسويق بين الشركات؛ حيث يشارك الأعضاءُ النصائح والأفكار المتعلقة بمقدِّم خدمة محدَّد. ثم تأتي الشركة المُصنِّعة لتكنولوجيا الرعاية الصحية فيليبس (@Philips)، التي ترعى مجموعة تُسمَّى «الابتكارات في مجال الصحة» لتعزيز الحوار حول مشاكل تكنولوجيا القطاع الصحي.5 وفي الحقيقة، تخضع الفرصُ التي تتيحها مجموعات لينكد إن للمبادئ نفسها التي تحكم «تنمية الجماهير الخاصة»، وهي: قدرة شركتك على جذب جمهور نابض بالحياة وإشراكه والمحافظة عليه.
ومؤخرًا، بدأت لينكد إن أيضًا في إنشاء «مجموعات مموَّلة» مثل «كونكت: شبكة النساء العاملات».6 ومع وجود أكثر من ١٥٠ ألف عضوة في يوليو ٢٠١٣، أضحت المجموعة تشبه مبرِّد مياه افتراضيًّا تستطيع عنده النساء العاملات مشاركة النصائح والرؤى وفرص التوظيف. وهذه المجموعة يديرها موظفو لينكد إن، وتتيح لمموِّلها — شركة سيتي (@Citi) — إمكانية الوصول إلى الجماهير المتنقلة الجذَّابة للغاية.
إذا كان هذا يبدو مألوفًا، فإنه ينبغي أن يكون كذلك. يبني موقع لينكد إن آلة وسائل إعلام متلاقية تمكِّن الشركات من شراء وسائل الإعلام المدفوعة، والاستفادة من وسائل الإعلام المملوكة، وإنشاء وسائل إعلام مكتسبة بطرق موجَّهة للغاية وقابلة للقياس. وسيكون من الحكمة أن تبني الشركات على اختلاف أنواعها «متابعين» على لينكد إن حتى تصل إلى أفضل نتائج في:
  • اجتذاب «الباحثين» وتحويلهم.

  • إشراك الأشخاص «المؤثرين» في مجال عملها.

  • إيجاد «الموظفين» و«الشركاء» وإشراكهم.

  • الاستفادة من «الموظفين» و«الشركاء» ﮐ «مُرَوِّجين».

  • إنشاء مجموعات من «الأعضاء» حول موضوعاتٍ معينة ذات صلة.

  • التسويق المتبادل لجماهير «المشتركين» و«المعجبين» و«المتابعين» الآخرين عبر القنوات الأخرى.

باختصار، إذا كانت صفحة شركتك على لينكد إن لم تتغيَّر عمَّا كانت عليه في العام الماضي، فقد حان الوقت لإعادة النظر في مدى ملاءمة هذه القناة لخطط «تنمية جماهيرك الخاصة» اليوم.

سلايد شير: سحب نقطة في باوربوينت

في مايو ٢٠١٢، استحوذت لينكد إن على منصة مشاركة المحتوى المهني سلايد شير (@SlideShare) مقابل ١١٩ مليون دولار.7 وهي تشبه نوعًا من «يوتيوب لعرض ملفات بي دي إف وشرائح باوربوينت»، ونشأت منصة سلايد شير كمكان لمشاركة العروض التقديمية مع جمهور عالمي. وفي يونيو ٢٠١٢، كان هذا الجمهور يتألف من ٦٠ مليون زائر يولِّدون أكثر من ١٣٠ مليون مشاهدة للصفحات شهريًّا.8
يتمثل إغراءُ سلايد شير الأساسي في القدرة على جذب «الباحثين»، وإلهام «الْمُرَوِّجِين»، وبناء «المتابعين»؛ فعلى غرار لينكد إن نفسه، يمكنك متابعة أعضاء من الأفراد أو الشركات، ومشاركة المحتوى على أية شبكة اجتماعية، والتعليق على العروض التقديمية. علاوةً على ذلك، يمكن للمستخدمين تضمين العروض التقديمية على المواقع الإلكترونية ومنشورات المدونات مثل مقاطع الفيديو من موقع يوتيوب، وهي ميزة توسِّع إلى حد بعيد مدى الوصول إلى الجمهور عن طريق «الْمُرَوِّجِين». وعلى الرغم من أن عروض باوربوينت التقديمية لا تبدو كالأمور التي تستقطب الزيارات، فإن أفضل العروض على سلايد شير تحقِّق ملايين وملايين المشاهدات.9
بفضل الإمكانية الحديثة لدمج نماذج جمع البيانات في العروض التقديمية، أصبحت سلايد شير الآن إحدى القنوات التي تسمح للشركات بتحويل «الباحثين» إلى «عملاء مُحتمَلين». وإضافةً إلى ذلك، مع إطلاق لينكد إن «للإعلانات على سلايد شير»، يمكنك الآن تحويل العروض التقديمية إلى إعلاناتٍ تُعْرَض داخل صفحات لينكد إن.10

مَن كان سيفكر في ذلك؟ تنمية الجماهير الخاصة عن طريق باوربوينت! ربما لم ينتهِ زمن العجائب.

لمحة عن لينكد إن
سنة التأسيس ٢٠٠٢
الجماهير الخاصة «الباحثون» وكذلك «المُرَوِّجون» و«المتابعون».
الجهد المطلوب منخفض إلى متوسط اعتمادًا على الاستثمار في إنشاء المحتوى ومشاركته.
الجهة المالِكة للبيانات يمتلك المستخدمون محتواهم، ولكنهم يمنحون لينكد إن ترخيصًا غير محدود لاستخدامه. و«المتابعون» خاصتك، ويسمح لينكد إن لك بتصدير جهات الاتصال الخاصة بك.*
المستخدمون في أنحاء العالم ٢٣٨ مليون مستخدم في يوليو ٢٠١٣.
المهارات المطلوبة الكتابة وإدارة الصفحة.
حُرَّاس البوابة الإعلامية لينكد إن ومستخدموه.
نقاط القوة لينكد إن هو الشبكة الاجتماعية العالمية الفعلية للتسويق بين الشركات حيث يتواصل المهنيون مباشرةً مع غيرهم من المهنيين.
يوفر الطابع المهني قدرًا أكبر من الاستفادة الفعلية من المنشورات على عكس الشبكات الاجتماعية العامة.
القدرة على بناء المجموعات الخاصة والمشاركة فيها التي تيسِّر مشاركة المجموعات، والمحادثات، والاتصال المباشر.
تساعد خياراتُ إنشاء وتوزيع المحتوى المتزايدة في أن تصبح صفحة الشركة على لينكد إن من وسائل الإعلام المملوكة.
يسمح استخدام لينكد إن على نحو متزايد كسيرة ذاتية نابضة بالحياة بتقديم رُؤًى تُنَشِّط قدرات الاستهداف الإعلاني على نحو بالغ الدقة.
تسمح إمكانات البحث بتحديد أهداف المبيعات والأشخاص المؤثرين في المجال ومجموعة متنوعة من المعلومات التنافسية الأخرى ذات الصلة بجهود «تنمية الجماهير الخاصة».
التحديات أدى توسُّع الميزات السريع إلى إحداث بعض الارتباك لدى المستخدمين.
قد تقف ميزتا التوظيف والبحث عن وظيفة حائلًا دون استخدام الموقع من قِبل أولئك الذين يرونه في هذا السياق وحسب.
البرامج المشروطة بتوجيه دعوة (مثل «لينكد إن إنفليونسر») تتيح لبعض المستخدمين مزايا نشر المحتوى وتوزيعه ومزايا ترويجية.
†  Sean Ludwig, “LinkedIn Reports Strong Q2 Results, Membership Grows to 238M Users,” VentureBeat, August 1, 2013, http://venturebeat.com/2013/08/01/linkedin-reports-strong-q2-resultsmembership-grows-to-238m-users/.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤