الفصل السادس عشر

جوجل بلَس: المغمور العظيم

ما الذي يبنيه هناك؟ ما الذي يبنيه هناك؟ يحقُّ لنا معرفة ذلك …1
توم ويتس

في ألبومه «ميول فارييشنز» لعام ١٩٩٩، ألقى المؤلِّف الموسيقي توم ويتس قصيدته الآسِرة بعنوان «ما الذي يبنيه هناك؟» بمصاحبة صوت طَرْقٍ على معدن في الخلفية، يتخذ ويتس شخصية صاحب منزل مصاب بجنون الشك يفكر في حديقة جاره الغامض الميتة، وعمليات تسليم الطرود المتكررة، والأنشطة التي يقوم بها في وقتٍ متأخر من الليل في الطابق السفلي. وصلت الملاحظات المضطربة إلى ذروتها عندما طرح ويتس السؤال في المقطع قبل الأخير — «ما الذي يبنيه هناك؟» — قبل إنهاء الأغنية بجرعة من الغضب المبرَّر بحقه في المعرفة بقوله: «يَحقُّ لنا معرفة ذلك!»

على مدى السنوات القليلة الماضية، كان المسوقون المسترقون للنظر من فوق سياج جوجل يطرحون التساؤل نفسه تمامًا حول جوجل بلَس؛ المدخل رفيع المستوى لعملاق البحث في فضاء التواصل الاجتماعي. ما هذا؟ ماذا يفعلون؟ «ما الذي يبنونه هناك؟»

تنبع هذه الحيرة من حقيقة أنه خلال سنوات وجوده العديدة، لم يرسِّخ جوجل بلَس هوية واضحة — قيمة مقترحة ساحقة — يستطيع معظم المسوقين (أو المستخدمين في هذا السياق) فهَمَها. فهو حقًّا له تصميمٌ لطيف، ومن الرائع للغاية أن تتمكَّن من استضافة محادثات فيديو دون تكلفة مع عدة أشخاص بفضل خدمة جوجل هانج آوتس Google Hangouts المتاحة فيه. ولكن برؤية ما يمتلكه فيسبوك من الأضعاف المضاعفة من المستخدمين وحجم المشاركة الذي يفوقه، يحقُّ لنا نسأل:

لماذا نحتاج إلى شبكة اجتماعية أخرى في حياتنا؟

يجيب عن هذا السؤال النائبُ الأول لرئيس جوجل للقطاع الهندسي فيك جندوترا (@VicGundotra)، ببساطة بأن:
«جوجل بلَس هو جوجل.»2
ما يعنيه فيك هو أنَّ جوجل بلَس ليس شبكة اجتماعية قائمة بذاتها، وإنما يمثل المرحلة التالية في تطوُّر جوجل ككل؛ جوجل ٢٫٠، إذا صحَّ التعبير. وبرؤية الأمر من هذا المنظور، فإن جوجل بلَس مهم للمسوقين بعددٍ من الطرق المختلفة كثيرًا عن فيسبوك:
  • (١)
    «تأثير البحث»: كما يقول خبير مجال البحث داني سوليفان (@DannySullivan): «وجودك على جوجل بلَس يعني أنك سوف تحتل مكانًا أفضل في نظام ترتيب الصفحات على جوجل.»3 وتظهر الصورة الرمزية لحساب جوجل بلَس بجوار نتائج البحث للكُتَّاب الذين لديهم حساباتٌ مرتبطة على جوجل بلَس. وهذا يبرز النتيجة على نحو أكبر ويعزِّز نسبة النقر إلى الظهور. وكذلك عندما تسجِّل دخولك إلى أحد منتجات جوجل، فإن جهات اتصالك على جوجل بلَس تؤثر على ترتيب النتائج المعروضة.
  • (٢)
    «تسجيل الدخول في جوجل بلَس»: كان فيسبوك رائدًا في تسجيل الدخول الاجتماعي بوصفه شكلًا من أشكال التسهيل على المستهلكين الذين سَئِموا تذكر كلمات المرور المختلفة. أما جوجل بلَس، فيأخذ الأمور لأبعد من ذلك؛ إذ يكافئ المواقع التي تقدم خيار تسجيل الدخول الاجتماعي من خلاله بظهور أفضل في عمليات البحث.4
  • (٣)
    «توصيات المحتوى»: تستخدم جوجل التوصيات (إجراء +١) والمشاركات لتحديد توصيات المحتوى للمستخدمين عبر الأجهزة والمنصات المتعددة (جوجل وجوجل بلَس ويوتيوب وما إلى ذلك).5
  • (٤)
    «إنشاء منتدى جوجل بلَس»: مع الاعتماد القوي عليه بين المطورين، يُعَدُّ جوجل بلَس مصدرًا قيِّمًا للتفاعل داخل منتديات التكنولوجيا. في الواقع، ينظر مقدم التكنولوجيا المفتوحة المصدر ريد هات (@RedHatNews) إلى جوجل بلَس باعتباره الشبكة الاجتماعية الأكثر أهمية لها.6
  • (٥)
    «جوجل بلَس هانج آوتس»: اشتُهرت الخدمة المجانية للدردشة عبر الفيديو التي تضم مستخدمين متعددين في الوقت نفسه من خلال إعلانها الذي ضمَّ «الدمى المتحركة» ذي مابيتس، (@MuppetsStudio)، ولكنَّ المسوقين يستخدمونه كوسيلة لإجراء مقابلات فيديو، والتدريب عبر الإنترنت، وإطلاق العروض التقديمية، وأكثر من ذلك.7

إذا كنت تستشعر شيئًا من المحاباة هنا، فلستَ وحدك. جوجل تستخدم قوتها السوقية في البحث (جوجل) والفيديو (يوتيوب) والأجهزة المحمولة (أندرويد) لزيادة استخدام جوجل بلَس. وهذا هو السبب في أن شركتك ربما لا تستطيع تجاهل جوجل بلَس، حتى لو كان يضيف «شيئًا آخر» إلى قائمة مسئولياتك. ورغم أن جماهير «المتابعين» الخاصة الذين يمكنك اكتسابهم عبر جوجل بلَس الآن قد يكونون ذوي قيمة محدودة، فإن قيمتهم ﮐ «مُرَوِّجين» يساعدونك على جذب المزيد من «الباحثين» لا يمكن إنكارها.

وحتى إذا لم تكن ثمة فائدة من جوجل بلَس سوى احتمالية إسهامه في زيادة عدد «الباحثين»، فإنه يمثل قناة «تنمية جماهير خاصة» تستحق التقييم بالنسبة إلى شركتك. وقد لا يبدو عادلًا للقنوات الأخرى مثل فيسبوك التي تبني قواعد مستخدميها دون الاستفادة من أكبر محرك بحث في العالم، وأكبر موقع لبث مقاطع الفيديو، وأكبر مقدِّم لخدمات البريد الإلكتروني، وأكثر نظام تشغيل للأجهزة المحمولة انتشارًا، ولكن كلُّ شيء مباح في الحب والتسويق.

وجهة نظر من خبير بحث حول جوجل بلَس

يعرف راند فيشكين (@randfish) شيئًا أو شيئين عن جوجل، وبوصفه رئيسًا تنفيذيًّا ومؤسِّسًا لشركة موز (@Moz)، فإنه كان يحلِّل عملاق البحث لسنواتٍ من أجل تقديم المشورة إلى المسوقين حول كيفية تحسين المحتوى والروابط، وتحسين محركات البحث عمومًا.
عندما يتعلق الأمر بجوجل بلَس، فإنه يكون نشطًا، ولكن بطريقة أقرب إلى لينكد إن من فيسبوك. ولأن جوجل بلَس يجذب جمهور البارعين في النواحي التكنولوجية، يرى راند فيه مكانًا رائعًا للعثور على «مُرَوِّجين» لمحتوى موز، فضلًا عن إمكانية الوصول المباشر إلى الأشخاص «المؤثرين». وعلاوةً على ذلك، بسبب ارتفاع نسبة الاستفادة من المنشورات، فإنه يرى نسبة النقر إلى الظهور على جوجل بلَس ضِعف نسبتها عند «متابعيه» على تويتر.8

في الوقت الحالي، تتمثل أفضل خمس أساليب في التسويق لموز لدى راندي في: الموقع الإلكتروني، والمدونة، والبريد الإلكتروني، وتويتر، وجوجل بلَس (مع افتقاد فيسبوك بالكاد لنصيبٍ من ذلك). أما فيما يتعلق بالتساؤل عمَّا إذا كان جوجل بلَس سيكتسب أهمية في السنوات المقبلة، فإنَّ راند يكتفي بالابتسام. هو يعلم أنه من الأفضل ألا يراهن ضد جوجل.

لمحة عن جوجل بلَس
تاريخ الإطلاق ٢٨ يونيو ٢٠١١.
الجماهير الخاصة «المتابعون» وكذلك «الباحثون» و«المُرَوِّجون».
الجهد المطلوب متوسط إلى كبير اعتمادًا على حجم إنتاج المحتوى.
الجهة المالِكة للبيانات يملك المستخدمون محتواهم، ولكن يمنحون جوجل ترخيصًا غير محدود لاستخدامه. و«متابعوك» أيضًا خاصتك، ولكن لا يمكنك نقلهم مباشرةً إلى قنوات أخرى.
المستخدمون في أنحاء العالم يقدرون ﺑ ٣٤٣ مليون مستخدم نشط في ديسمبر ٢٠١٢.* ومع ذلك، تشير إحصائيات أخرى إلى ١٣٥ مليون مستخدم نشط فقط من أصل ٥٠٠ مليون حساب.
المهارات المطلوبة الكتابة، والموثوقية، والاستجابة، ومهارات متوسطة في كتابة النصوص البرمجية/التصميم.
حُرَّاس البوابة الإعلامية جوجل والمستخدمون.
نقاط القوة حرية إنشاء صفحة للشركة أو نشر التحديثات أو اكتساب المستهلكين والتفاعل معهم. والمشاركة الآلية السلسة من خلال انتشار أزرار «+١» و«تعليق» و«مشاركة» داخل منتجات جوجل وعبر الرموز الاجتماعية المُثبَّتة على المواقع الإلكترونية في أرجاء شبكة الإنترنت.
الشعبية على جوجل بلَس بدأت تؤثر على نظام ترتيب الصفحات والعرض على جوجل. يستطيع المؤلِّفون ربط ملفاتهم الشخصية مع محتواهم بحيث تظهر صورتهم الرمزية بجانب محتواهم، وهو ما يعزِّز من نسب النقر إلى الظهور.
العديد من فوائد الترويج مثل فيسبوك، ولكن فقط مع جمهور أقل.
رائعٌ للعلامات التِّجارية في مجال التكنولوجيا وغيرها من العلامات التِّجارية التي تستهدف جمهور الذكور بسبب التفاوت بين الجنسين (يتكوَّن المستخدمون من ٧٠٪ رجال و٣٠٪ نساء في يونيو ٢٠١٣).§
التحديات تساؤلاتٌ حول الفوائد ومعدل اعتماد المستخدمين الحقيقي عليه. تساؤلاتٌ عالقة حول ما إذا كان المستخدمون قد انضموا فعليًّا أم أُجْبِروا على ذلك بسبب استخدام جوجل قوتها السوقية في القنوات الأخرى.
لا يتضمن ميزاتٍ جديدة أو «تطبيقًا شديدَ التفوق» عدا جوجل هانج آوتس؛ لذا يواصل المستهلكون التساؤل عن السبب وراء وجوب استخدامه.
تفاعُل أقل بكثير بين النساء (على النقيض من بينترست).
في المتوسط، تفاعُل أقل بكثير من فيسبوك لكل منشور (توصيات وتعليقات ومشاركات).
يتطوَّر الموقع بسرعة بما يتيح له الحصول على حصة سوقية، وهو ما يمكن أن يكون في صالح المسوقين أو ضدهم على حدٍّ سواء.
“Social Platforms GWI.8 Update: Decline of Local Social Media Platforms,” GlobalWebIndex, January 22, 2013, www.globalwebindex.net/social-platforms-gwi-8-update-decline-of-local-social-media-platforms/.
†  Jemima Kiss, “On Social Media Marketing: Plus Points,” The Guardian, June 2, 2013, www.guardian.co.uk/technology/2013/jun/03/google-plussocial-media-jemima-kiss.
‡  Cyrus Shepard, “Amazing Correlation Between Google +1s and Higher Search Rankings,” The Moz Blog, August 20, 2013, http://moz.com/blog/google-plus-correlations.
§  “Welcome to Google+ Social Statistics,” accessed August 6, 2013, http://socialstatistics.com/.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤