جنة العفاريت

ويبدو له أن يطلع إلى أهل النار، فينظر إلى ما هم فيه، ليعظم شكره على النعم، بدليل قوله تعالى: قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ١   * قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ.

•••

فيركب بعض دواب الجنة ويسير! فإذا هو بمدائن ليست كمدائن الجنة، ولا عليها النور الشعشعاني،٢ وهي ذات أوحال وغماميل،٣ فيقول لبعض الملائكة: «ما هذه يا عبد الله؟» فيقول: «هذه جنة العفاريت الذين آمنوا بمحمد وذُكروا في الأحقاف، وفي سورة الجن، وهم عدد كثير».
فيقول: «لأعدِلَنَّ إلى هؤلاء، فلن أخلو لديهم من أعجوبة.» فيعرج عليهم، فإذا هو بشيخ جالس على باب مغارة، فيسلم عليه، فيحسن الرد، ويقول: «ما جاء بك يا إنسي؟» فيقول: «سمعت أنكم جن مؤمنون، فجئت ألتمس عندكم أخبار الجنَّان،٤ وما لعله يوجد لديكم من أشعار المردة.» فيقول ذلك الشيخ: «لقد أصبت العالم ببجدة٥ الأمر، فسل عما بدا لك».

فيقول: «ما اسمك أيها الشيخ؟» فيقول: «أنا الخيتعور أحد بني الشيطان، ولسنا من ولد إبليس، ولكنا من الجن الذين كانوا يسكنون الأرض قبل ولد آدم — صلى الله عليه».

أشعار الجن

فيقول: «أخبرني عن أشعار الجن، فقد جَمَع المعروف بالمرزباني قطعة صالحة.» فيقول ذلك الشيخ: «إنما ذلك هذيان لا معتمد عليه، وهل يعرف البشر من النظيم إلا كما تعرف البقر من علم الهيئة ومساحة الأرض! وإنما لهم خمسة عشر جنسًا من الموزون، قَلَّ ما يعدوها القائلون، وإن لنا لآلاف أوزان ما سمع بها الإنس، وإنما كانت تخطر بهم أطيفال منا عارفون، فتنفث إليهم مقدار الضوازة٦ من أراك٧ نعمان.٨ ولقد نظمت الرجز والقصيد قبل أن يخلق آدم بكور٩ أو كورين، وقد بلغني أنكم معشر الإنس تلهجون بقصيدة امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وتحفظونها الحزاورة١٠ في المكاتب، وإن شئتَ أمليتُك ألف كلمة على هذا الوزن على مثل منزِلِ وحَوْمَلِ، وألفًا على ذلك القرى يجيء على مَنْزِلُ وحومَلُ، وألفًا على منزلًا وحوملًا، وألفًا على منزلَه وحوملَه، وألفًا على منزلِه وحوملِه. وكل ذلك لشاعر منا هلك وهو كافر، وهو الآن يشتغل في أطباق الجحيم».

•••

فيقول: «أيها الشيخ، لقد بقي عليك حفظك!»

فيقول: «لسنا مثلكم يا بني آدم، يغلب علينا النسيان والرطوبة؛ لأنكم خُلقتم من حمأ١١ مسنون، وخُلقنا من مارج١٢ من نار».

فتحمله الرغبة في الأدب أن يقول لذلك الشيخ: «أفتُمْلِ عليَّ شيئًا من تلك الأشعار؟»

فيقول: «فإذا شئت أمللتُك ما لا تسِقه١٣ الرِّكاب١٤ ولا تسَعُه صحف دُنياك».

فيهمُّ بأن يكتتب منه، ثم يقول: «لقد شقيت في الدار العاجلة بجمع الأدب، ولم أحظَ منه بطائل، ولست بموفَّق إن تركتُ لذَّات الجنة وأقبلتُ أنتَسِخ آداب الجن، ومعي من الأدب ما هو كافٍ، لا سيما وقد شاع النسيان في أهل أدب الجنة، فصرت من أكثرهم رواية وأوسعهم حفظًا، ولله الحمد».

ويقول لذلك الشيخ: «ما كُنْيتك لأُكرمك بالتكنية؟» فيقول: «أبو هدرش، أولدت من الأولاد ما شاء الله، فهم قبائل بعضهم في النار الموقدة وبعضهم في الجنان».

فيقول: «يا أبا هدرش! ما لي أراك أشْيَب، وأهل الجنة شباب؟»

فيقول: «إن الإنس أُكرموا بذلك وحُرمناه؛ لأنا أُعطينا الحولة١٥ في الدار الماضية، فكان أحدنا إن شاء صار حية رقشاء،١٦ وإن شاء صار عصفورًا، وإن شاء صار حمامة، فمنعنا التصور في الدار الآخرة، وتُركنا على خَلْقنا لا نتغير، وعُوض بنو آدم كونهم فيما حسن من الصور، وكان قائل الإنس يقول في الدار الذاهبة: أُعطينا الحيلة وأُعطي الجن الحولة».

قصة الجني

«ولقد لقيت من بني آدم شرًّا، ولقوا مني كذلك، حتى رزق الله الإنابة،١٧ وأثاب الجزيل، فلا أفتأ له من الحامدين:
حَمَدْتُ مَنْ حَطَّ أوزاري ومَزَّقها
عني، فأَصْبَح ذنبي اليومَ مغفورا
وكنتُ آلَفُ مِن أترابِ قُرْطبة
خودا١٨ وبالصين أخرى بنت يَغْبُورا١٩
أزورُ تلك وهذي غيرُ مُكْتَرِث
في ليلة، قبل أن أَسْتِوْضِحَ النُّورا
ولا أمُرُّ بوَحْشِيٍّ ولا بَشَر
إلا وغادَرْتُه وَلْهَانَ مَذْعُورا
وأرْكَبُ الهيق٢٠ في الظَّلْماء مُعْتَسِفًا٢١
أو لا، فذَب٢٢ رياد٢٣ بات مغرورا
وأحضرُ الشرب٢٤ أعروهم بآبدة
يزجُّون عودًا ومزمارًا وطنبورا٢٥
فلا أُفارقهم حتى يكون لهم
فعلٌ يظلُّ به إبليس مسرورا
وأصرف العدل٢٦ ختلًا٢٧ عن أمانته
حتى يخون وحتى يشهد الزورا
وكم صرعتُ عوانًا٢٨ في لظى لهب
قامت تمارس للأطفال مسجورا٢٩
وذادني٣٠ المرء نوح عن سفينته
ضربًا إلى أن غدا الظنبوب٣١ مكسورا
وطرت في زمن الطوفان معتليًا
في الجو حتى رأيت الماء محسورا٣٢
وقد عرضت لموسى في تفرده
بالشاء٣٣ ينتج٣٤ عمروسًا٣٥ وفرفورا٣٦
لم أخله من حديث ما، ووسوسة
إذ دك ربك في تكليمه الطورا٣٧
أضللت رأي أبي ساسان٣٨ عن رشد
وسرت مستخفيًا في جيش سابورا٣٩
وساد بهرام جور،٤٠ وهو لي تبع
أيام يبني — على علاته — جورا٤١
فتارة أنا صل،٤٢ في نكارته،
وربما أبصرتني عصفورا
نلوح للإنس حولًا أو ذوي عور
ولم نكن قط لا حولًا ولا عورا٤٣

•••

ثم اتعظت، وصارت توبتي مثلًا
من بعد ما عشت بالعصيان مشهورا
حتى إذا انقضت الدنيا ونودي إسـ
ـرافيل: «ويحك هلا تنفخ الصورا»
أماتني الله شيئًا، ثم أيقظني
لمبعثي فرزقت الخلد مسرورا»

لغة الجن

فيقول: «لله درك يا أبا هدرش، فكيف ألسنتكم؟ أيكون فيكم عرب لا يفهمون عن الروم، وروم لا يفهمون عن العرب كما نجد في أجيال الإنس؟»

فيقول: «هيهات أيها المرحوم، إنا أهل ذكاء وفطن، ولا بد لأحدنا أن يكون عارفًا بجميع الألسن الإنسية ولنا بعد ذلك لسان لا يعرفه الأنيس».

حديث الرَّجم

«وأنا الذي أنذرت الجن بالكتاب المنزَّل، أدلجت في رفقة نريد اليمن، فمررنا بيثرب، ﻓ سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا.٤٤ وعدت إلى قومي فذكرت لهم ذلك، فتسرعتْ منهم طوائف إلى الإيمان، وحثهم على ما فعلوه أنهم رُجموا عن استراق السمع بكواكب محرِقات».٤٥

فيقول: «يا أبا هدرش! أخبرني — وأنت الخبير — هل كان رجم النجوم في الجاهلية، فإن بعض الناس يقول إنه حدث في الإسلام؟»

فيقول: هيهات! أما سمعت قول الأودي:

كشهاب القذف يرميكم به
فارس في كفه للحرب نار

وقول ابن حجر:

فانصاع٤٦ كالدري٤٧ يتبعه
نقع٤٨ يثور تخاله طُنُبا٤٩
ولكن الرجم زاد في أوان المبعث،٥٠ وإن التخرص لكثير في الإنس والجن، وإن الصدق لمعوز قليل، وهنيئًا في العاقبة للصادقين، وفي قصة الرجم قول:
مكة أقوت من بني الدردبيس٥١
فما لجني بها من حسيس٥٢
وقام في الصفوة من هاشم٥٣
أزهر٥٤ لا يغفل حق الجليس
يجلد في الخمر ويشتد في الـ
أمر ولا يطلق شرب الكسيس٥٥
ويرجم الزاني ذا العِرْس لا
يقبل فيه سؤلة٥٦ من رئيس

•••

وكم عروس، بات حراسها
كجرهم٥٧ في عزها أوجديس٥٨
غرت عليها فتخلجتها٥٩
بواشك الصرعة قبل المسيس٦٠
وأُدلج٦١ الظلماء في فتية
ملجن٦٢ فوق الماحل٦٣ العربسيس٦٤
في طاسم:٦٥ تعزف٦٦ جنّانه
أقفر الأمن عفاريت ليس٦٧
لا نسك في أيامنا عندنا
بل نكس الدين، فما إن نكيس٦٨
فالأحد الأعظم والسبت كالـ
اثنين، والجمعة مثل الخميس٦٩
لا مُجس نحن ولا هوَّد
ولا نصارى يبتغون الكنيس
نمزق التوراة من هونها
ونحطم الصلبان، حطم اليبيس٧٠

•••

نزين للشارخ٧١ والشيخ أن
يفرغ كيسا في الخنا بعد كيس
ونخرج الحسناء مطرودة
من بيتها عن سوء ظن حديس
نقول: «لا تقنع بتطليقة
واقبل نصيحًا لم يكن بالدسيس»
حتى إذا صارت إلى غيره
عاد من الوجد، بجَد تعيس
تذكره منها، وقد زوجت
ثغرًا كدر في مُدام غريس

•••

ونسخط المَلْك على المشفق المـ
ـفرط في النصح إذا الملك سيس
لا أتقي البر لأهواله
وأركب البحر أوان القريس٧٢
نادمت قابيل، وشيتا، وها
بيل على العاتقة الخندريس٧٣
ورهط لقمان، وأيساره
عاشرت من بعد الشباب اللبيس٧٤
ثمت آمنت، ومن يرزق الـ
إيمان يظفر بالخطير النفيس
جاهدت في بدر، وحاميت في
أُحد، وفي الخندق رعت الرئيس٧٥
وراء جبريل، وميكال نخـ
ـلي الهام، في الكبَّة٧٦ خلي اللسيس٧٧
والجمل٧٨ الأنكد شاهدته
بئس نتيج الناقة العنتريس٧٩
وزرت صفين٨٠ على شطبة٨١
جرداء، ما سائسها بالأريس٨٢
مجدّلًا٨٣ بالسيف أبطالها
وقاذفا بالصخرة المرمريس٨٤
وسرت قدام على غدا
ة النهر حتى فل غرب الخميس٨٥
صادف مني واعظ توبة
فكانت اللقوة٨٦ عند القبيس٨٧

فيعجب لما سمعه من ذلك الجني، ويكره الإطالة عنده فيودعه.

حديث الأسد

ويحُم،٨٨ فإذا هو بأسد يفترس من صيران٨٩ الجنة وحسيلها،٩٠ فلا تكفيه مئة ولا مئتان، فيقول في نفسه: «لقد كان الأسد يفترس الشاة العجفاء٩١ فيقيم عليها الأيام، لا يطعم سواها شيئًا.» فيُلْهَم الأسد أن يتكلم، وقد عرف ما في نفسه فيقول: «يا عبد الله! أليس أحدكم في الجنة تُقدَّم له الصحفة٩٢ فيأكل منها مثل عمر السموات والأرض، يلتذ بما أصاب، فلا هو مُكْتَفٍ، ولا هي الفانية، وكذلك أنا أفترس ما شاء الله، فلا تأذى الفريسة بظفر ولا ناب، ولكن تجد من اللذة كما أجد، بلطف ربها العزيز!»
«أتدري من أنا؟ أنا أسد القاصدة التي كانت في طريق مصر، فلما سافر عتبة بن أبي لهب يريد تلك الجهة، وقال النبي : «اللهم سلِّط عليه كلبًا من كلابك.» أُلهمت أن أتجوَّع له أيامًا، وجئت وهو نائم بين الرفقة، فتخللت٩٣ الجماعة إليه، وأُدخِلت الجنة بما فعلتُ».

حديث الحطيئة

فيذهب، فإذا هو ببيت في أقصى الجنة، كأنه حفش٩٤ أمة راعية، وفيه رجل ليس عليه نور سكان الجنة، وعنده شجرة قميئة،٩٥ ثمرها ليس بزاكٍ.٩٦

فيقول: «يا عبد الله! لقد رضيت بحقير».

فيقول: «والله ما وصلت إليه إلا بعد هياط ومياط.٩٧ وطراق من شقاء، وشفاعة من قربش، وددت أنها لم تكن».

فيقول: «من أنت؟» فيقول: «أنا الحطيئة العبسي.» فيقول: «بم وصلت إلى الشفاعة؟» فيقول: «بالصدق.» فيقول: «في أي شيء؟» فيقول: «في قولي:

أبت شفتاي اليوم إلا تكلما
بهجر،٩٨ فلا أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجهًا قبح الله خلقه
فقبح من وجه، وقبح حامله»

فيقول: «ما بال قولك:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس٩٩

لَمْ يغفر لك به؟» فيقول: «سبقني إلى معناه الصالحون، ونظمته ولم أعمل به، فحرمت الأجر عليه.» فيقول: «ما شأن الزبرقان بن بدر؟» فيقول الحطيئة: «هو رئيس في الدنيا والآخرة، انتفع بهجائي، ولم ينتفع غيره بمديحي».

هوامش

(١) مجازون.
(٢) البهيج.
(٣) جمع غُملول (بضم الغين) وهو الوادي الضيق الكثير الشجر والنبت الملتف، أو الوادي ذو الشجر الطويل القليل العرض الملتف، أو هو كل مجتمع أظلم وتراكم من الشجر.
(٤) الجنان جمع جان، والجان اسم جمع للجن.
(٥) أي العالم بدخلة الأمر وباطنه.
(٦) الشظية من السواك.
(٧) الأراك شجر يستاك بقضبانه.
(٨) مكان معروف.
(٩) مئة وخمسون أو مئتان، أي نحو قرنين.
(١٠) جمع حزور وهو الغلام.
(١١) طين أسود.
(١٢) شعلة ساطعة ذات لهب شديد أو نار بلا دخان.
(١٣) ما لا تحمله.
(١٤) الإبل.
(١٥) القدرة على التحول.
(١٦) منقطة بسواد وبياض.
(١٧) التوبة.
(١٨) الخود: المرأة الشابة.
(١٩) يغبور: اسم لملك الصين، كما يقال كسرى لملك فارس، وقيصر لملك الروم.
(٢٠) جمع أهيق وهو الظليم، أي ذكر النعام.
(٢١) سائرًا على غير هداية أو قاصدًا إلى لا غاية.
(٢٢) ثورًا وحشيًّا.
(٢٣) جمع ريد وهو الحرف الناتئ من الجبل، وهذا البيت يمثل للقارئ صورة ممتعة يلذ له أن يتخيلها، وهي براعة نعرفها في أبي العلاء الذي لم يفته أن يلائم بين سموق الجني وطول ذكر النعام في الشطر الأول من البيت، وبين ضخامته وعظم الثور الوحشي في الشطر الثاني، وليس أبدع من أن يتمثل الإنسان ذلك الجني راكبًا تلك النعامة الهوجاء ذات السوق الخفيفة أو ممتطيًا ذلك الثور الوحشي مع ضخامة جرمه وعنف جريه.
(٢٤) جمع شارب.
(٢٥) نوع من آلات الطرب له عنق طويل وستة أوتار من النحاس.
(٢٦) العادل الذي ترضى شهادته.
(٢٧) مخادعًا إياه.
(٢٨) العوان المرأة النصف.
(٢٩) المسجور اللبن الذي ماؤه أكثر من لبنه.
(٣٠) طردني.
(٣١) عظم ساقي، أي أن نوحا ظل يضربني لأغادر سفينته حتى كسر عظم ساقي. وفي هذا البيت دقة نحب ألا تفوت القارئ في كلمة المرء نوح، مع ملاحظة أن المتكلم جني يتكلم عن الإنس، أما الصورة الشعرية الجميلة التي يمثلها للقارئ هذا البيت فهي نظرنا أوضح من أن نشير إليها.
(٣٢) حتى انحسر الماء عن الأرض، أي انكشف.
(٣٣) جمع شاة.
(٣٤) ينتج، أي يلي نتاجها.
(٣٥) العمروس الخروف.
(٣٦) الفرفور الحمل، وهو يشير بذلك إلى حكاية رعيه الغنم لشعيب — عليه السلام — وهي معروفة، وقد ورد ذكرها في القرآن، في قوله تعالى: قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ. وقد أشار موسى — عليه السلام — إلى ذلك حينما سأله الله عن عصاه فقال: وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي.
(٣٧) يشير بذلك إلى قوله تعالى: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ.
(٣٨) ساسان جد دولة الطبقة الرابعة من ملوك الفرس المعروفة بالساسانية.
(٣٩) سابور هو ابن أزدشير حفيد ساسان بن بابك، ثاني ملوك الدولة الساسانية الفارسية.
(٤٠) بهرام جور هو ابن يزدجرد ملك الفرس، وهو الذي بنى مدينة جور، وتاريخه مفعم بالبطولة والأعمال الجريئة.
(٤١) جور مدينة بفارس بينها وبين شيراز عشرون فرسخًا، وهي طيبة النزهة يسير فيها الراحل من كل باب نحو فرسخ في بساتين وقصور، وإليها يُنسب نوع من الورد يعرف بالجوري، وهو شديد الحمرة، ويعد أجود أصنافه، وشهرة هذه المدينة بالورد كشهرة هجر بالتمر، ودارين بالمسك، وقطربل بالخمر.
(٤٢) حية دقيقة صفراء لا تنفع منها الرقية.
(٤٣) يقول: إنني كنت أبدو مرة في صورة صلّ كريه المنظر، وأخرى في صورة عصفور يزدهي الناظر حسنه، وكثيرًا ما كنا نظهر للإنس في صورة الحول والعور، على حين أننا أصحاء البصر، ولكنا نختار لأنفسنا الصورة التي يحلو لنا أن نبدو فيها.
(٤٤) ارجع إلى سورة الجن.
(٤٥) يشير إلى قوله تعالى في سورة الجن: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا.
(٤٦) انفتل راجعًا مسرعًا ومر.
(٤٧) كالكوكب الدري.
(٤٨) غبار.
(٤٩) الطنب حبل طويل يُشد به سرادق البيت، والمعنى أنه انفتل بسرعة الشهاب الساقط من السماء وقد خلف وراءه غبارًا مستطيلًا يشبه الحبل الطويل.
(٥٠) صرح أبو العلاء بهذا الرأي في اللزوميات فقال:
ولست أقول أن الشهب يومًا
لبَعْثِ محمد جعلت رجوما
(٥١) حي من أحياء الجن.
(٥٢) صوت خفي.
(٥٣) قام في الصفوة من هاشم، أي قام من نخبة بني هاشم، أي في خيرهم.
(٥٤) مشرق الوجه، يعني به النبي .
(٥٥) الكسيس: نبيذ التمر، ومعنى البيت أنه يُحرِّم كل أنواع الخمر ولا يبيح حتى هذا النوع من النبيذ.
(٥٦) شفاعة.
(٥٧) جرهم: قبيلة كانت في جهات مكة نزل بينهم إسماعيل.
(٥٨) جديس قبيلة من العرب كانت منازلها باليمامة، وكان معهم بنو عمهم طسم، فطغت طسم على جديس حتى كان رئيسها عمليق يدخل بالمرأة من جديس قبل أن يدخل بها زوجها. وحكاية ذلك أشهر من أن نتصدى لذكرها، وفيها تقول عفيرة، وهي من سادات جديس، حين افتضها عمليق قبل بعلها، فخرجت تولول شاقة جيبها كاشفة قُبُلها:
لا أحد أذل من جديس
أهكذا يُفعل بالعروس؟
ولما هاجت جديس على طسم بسبب هذا البيت مع القصيدة الدالية المشهورة التي أولها:
أيصلح ما يؤتى إلى فتياتكم
وأنتم رحال كثرة عدد الرمل
انتصرت عليها وانفردت بالعز، وظلت كذلك إلى أن أبادهم ملوك اليمن. وجرهم وجديس وطسم من العرب البائدة وقد ذكرهم أبو العلاء في شعره مرارًا، فمن ذلك قوله وهو التفاتة تاريخية رائعة:
سيسأل ناس ما قريش ومكة
كما قال ناس «ماجديس وما طسم»
وقوله في موضع آخر أثناء كلامه عن الترك:
لهم حيل في حربهم ما اهتدت لها
جديس، ولا ساست بها الملك جرهم
وقوله في ميميته الفذة التي حاور فيها الديك: «ورثت هدى التذكار من قبل جرهم».
(٥٩) جعلها تختلج.
(٦٠) قبل أن يمسها زوجها.
(٦١) أسير ليلًا.
(٦٢) من الجن.
(٦٣) الأرض الجدبة.
(٦٤) الأرض الجافة الغليظة.
(٦٥) المفازة لا أثر فيها.
(٦٦) تصوت.
(٦٧) شجعان، جمع أليس.
(٦٨) لا نفطن، أي أننا لا نفقه شيئًا في أمور الدين.
(٦٩) أشار أبو العلاء إلى هذا المعنى في لزومياته أكثر من مرة فقال:
لنا جمعة، والسبت يدعى لأمة
أطافت بموسى، والنصارى لها الأحد
فهل لبواقي السبعة الزهر معشر
يجلونها، ممن تنسك أو جحد؟
وقال:
فما هذه الأيام إلا نظائر
تساوت بها آحادها وسبوتها
(٧٠) اليبيس هو ما يبس من العشب، والبقول التي تتناثر إذا يبست، أو هو كل نبات يابس، ومعنى البيت: أننا نحقر التوراة فنمزقها، ونهزأ بالصلبان فنكسرها كما نكسر النبت اليابس.
(٧١) للشاب.
(٧٢) البرد الشديد.
(٧٣) الخمر.
(٧٤) أي الذي أخلق من كثرة اللبس.
(٧٥) بدر وأحد والخندق ثلاث وقائع مشهورة من غزوات النبي ، وهو يعني بالرئيس في واقعة الخندق أبا سفيان.
(٧٦) الكبة: الصدمة بين الخيلين في الحرب أو الزحمة.
(٧٧) يشير بذلك إلى ما ورد في القرآن من محاربة الملائكة في جانب المسلمين في تلك الوقائع في قوله تعالى: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ، إلى أن يقول: إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ * بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ، وقوله تعالى في سورة الأنفال: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ، وقوله في سورة الأحزاب: وجنودًا لم تروها.
(٧٨) يعني أنه شاهد واقعة الجمل.
(٧٩) العنتريس الناقة الغليظة، ومعنى البيت: «وقد شاهدت ذلك الجمل المشئوم الذي سميت باسمه الموقعة، فلا كان يوم ولدته أمه فيه، فإنه شر ما أنتجته تلك الناقة العنتريس التي خلفته».
(٨٠) موقعة صفين التي كانت بين علي ومعاوية.
(٨١) فرس معتدلة القوام.
(٨٢) الأريس الأكار، أي الحراث، يعني أن قائدها ليس بالغمر الذي لم يمارس أهوال الحروب.
(٨٣) راميًا بالسيف أبطالها إلى الأرض.
(٨٤) الملساء أو الشديدة.
(٨٥) الجيش، وسمي كذلك لأنه خمس فرق.
(٨٦) اللقوة، أي الناقة اللقوة، وهي كل ناقة سريعة القبول لماء الفحل.
(٨٧) القبيس، أي الفحل القبيس، وهو كل فحل سريع الإلقاح، ومعنى البيت: أن الوعظ صادف استمدادًا منه وهوى في نفسه، فانتصح به وأقلع عما كان فيه من الضلال والغي.
(٨٨) يسير.
(٨٩) قطعان بقر الوحش.
(٩٠) أولاد البقر مفردها حسيلة.
(٩١) الهزيلة.
(٩٢) القصعة الكبيرة المنبسطة.
(٩٣) دخلت بينهم أو خلال ديارهم.
(٩٤) بيت صغير جدًّا.
(٩٥) صغيرة.
(٩٦) ليس ناميًا.
(٩٧) هياط ومياط، أي اضطراب ومجيء وذهاب ودفع وزجر. والهياط أشد السوق في الورد، والمياط أشد السوق في الصدر.
(٩٨) فحش من القول أو قبيح من الكلام.
(٩٩) المعروف.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤