صداقة: مع ابن شقيق فيتغنشتاين
«كل ما فعلتُه كان البحث في مفكرتي عن تلك المواضع التي كتبتُها عن باول، مستحضِرًا إياه عبر هذه الملاحظات التي تعود في بعض الأحيان إلى ١٢ عامًا مضَت، وكما ألاحظُ الآن، أستحضِره على الهيئة التي أودُّ الاحتفاظَ به عليها، باول الحي، وليس الميت.»
بأسلوبٍ أدبيٍّ آسِر، يروي لنا الكاتب الألماني الشهير «توماس برنهارد» علاقته الاستثنائية ﺑ «باول فيتغنشتاين». إنه ابن شقيق الفيلسوف النمساوي «لودفيغ فيتغنشتاين»، رجلٌ هوى به القدَر ليصبح نزيلًا في إحدى المصحَّات العقلية، بعد أن تبدَّدَت ثروته وأضحى وحيدًا مُعدمًا. وكان «باول» قريبًا من «برنهارد» الذي كان يتلقَّى العلاج في مصحَّةٍ لأمراض الرئة في أواخر ستينيات القرن العشرين. ومِن رحم الألم والوحدة، نشأت بينهما صداقةٌ فريدة وعميقة استمرَّت فترةً من الوقت، حتى داهمَهما شبح الموت وفرَّق بينهما. وهذه الرواية ليست مجرد حكايةٍ عن صداقةٍ عابرة، بل هي جزءٌ حميم من سيرة «برنهارد» الذاتية، صفحة مطوية من تأملاته العميقة في معاني الوجود والفناء، وفي جوهر الأدب والفن.