الفصل الثاني

كيف سافرت البعثة المصرية للسودان؟

أذاعت الجمعية الزراعية الملكية في يناير سنة ١٩٣٥ البيان التالي عن الأسباب التي حملتها على تنظيم البعثة المصرية إلى السودان:

أوفدت الجمعية الزراعية الملكية في شهري يناير وفبراير من العام الماضي حضرة مديرها للسفر للسودان وأعالي النيل والأوغاندا والبلاد المكونة لأفريقيا الشرقية والشلال الشرقي لجمع المعلومات والمشاهدات عن زراعة القطن في وادي النيل، وقدم بها مذكرة للجمعية الزراعية وللجنة القطن الدولية المنعقدة في القاهرة في شهر فبراير من العام الماضي، ثم قدم حضرته اقتراحات لحضرة صاحب السمو الأمير عمر طوسون رئيس الجمعية بشأن تنمية العلاقات بين مصر والسودان.

وبعد أن درستها لجنة المشروعات بالجمعية قرر مجلس إدارتها بجلسة ٩ أغسطس سنة ١٩٣٤ الموافقة على ما يأتي:
  • (١)

    إعداد مكان لمعروضات السودان في المعرض الزراعي الصناعي القادم.

  • (٢)

    تنظيم رحلة للسودان في شهر يناير سنة ١٩٣٥ مكونة من أعضاء الغرف التجارية والجمعية الزراعية وكبار الزرَّاع والتجار في مصر.

  • (٣)

    مشروع تأليف شركة من أهالي مصر والسودان لمشتري أراضي زراعية بالسودان واستثمارها.

  • (٤)

    دراسة إنشاء فرع للجمعية الزراعية بالخرطوم.

  • (٥)

    دعوة بنك مصر لإنشاء فرع له بالخرطوم.

وفي صباح الخميس ٢٦ يوليو سنة ١٩٣٤ قابل مدير الجمعية حضرة صاحب الدولة رئيس الوزراء بالإسكندرية، وعلم من دولته موافقته على ذلك، كما أنه قابل حضرة صاحب السعادة الحاكم العام للسودان وباحثه في ذلك، ووافق سعادته على وجهة نظر الجمعية بإنماء العلاقات الاقتصادية بين مصر والسودان، وعلى عزم الجمعية تخصيص محل في المعرض الزراعي الصناعي القادم لمعروضات السودان الزراعية والصناعية، وعلى اتصال المدير بالغرف التجارية بمصر والإسكندرية والخرطوم للقيام بما يلزم لهذا الشأن وترتيب رحلة من التجار والزراع للسودان في شهري يناير وفبراير سنة ١٩٣٥ لدراسة المشروعات الزراعية والتجارية.

كما أن بنك مصر رحَّب بفكرة وجود فرع له بالخرطوم متى وجد السبل ممهدةً لهذا المشروع، وبناءً على كل ذلك قامت لجنة الجمعية الزراعية المكونة من حضرات أصحاب السعادة والعزة عبد الحميد بك فتحي ناظر مدرسة الزراعة العليا بالجيزة سابقًا، وحضرة صاحب العزة ألفونس بك جريس مدير قسم الزراعة سابقًا، وحضرة صاحب العزة فؤاد بك سلطان، وحضرة صاحب السعادة رشوان باشا محفوظ وكيل وزارة الزراعة سابقًا، وعبد الحميد أباظة بك، وفؤاد أباظة بك مدير الجمعية — بدراسة كل ما يلزم لتنفيذ الفكرة، وفعلًا قد تمت جميع الإجراءات الخاصة بذلك، واشترك فيها مندوبون عن الجمعية الزراعية والنقابة الزراعية العامة والغرف التجارية بمصر والإسكندرية والمنصورة وكبار التجار والزراع … إلخ، وقد زاد عددهم عن الثلاثين عضوًا (كشف الأسماء طيه). وعمل بروجرام للسفر والتنقلات بقطار مخصوص فيه معدات الراحة والنوم والأكل.

وجاء في المحاضرة التي ألقاها حضرة صاحب العزة فؤاد أباظة بك المدير العام للجمعية الزراعية الملكية في الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الخميس ٢٥ أبريل سنة ١٩٣٥ بدار الجمعية الجغرافية الملكية بالقاهرة ما يلي:

كان لي الشرف بأن حاضرتكم في العام الماضي عن رحلتي لأعالي النيل وشرق أفريقيا، وقد كنت سافرت في صباح ٧ يناير سنة ١٩٣٤ بالطيارة من مصر الجديدة للخرطوم فوصلتها مساء اليوم نفسه، واستأنفت السفر في اليوم التالي طائرًا أيضًا إلى جوبا في حدود السودان القبلي، وفي صباح ثالث يوم كنت في عنتبة وكمبالا، ثم جنجا على شواطئ فيكتوريا نيانزا والبلدة الأخيرة ينبع منها النيل عند مساقط ريبون، وبعد أن تفقدت مزارع القطن في أوغندا وكينيا ركبت الباخرة من ممباسا إلى مقديشو عاصمة الصومال الطلياني التي زرتها سنة ١٩١١ ثم عدن وجيبوتي، وتركت الباخرة عند مصوع مخترقًا الإرتريا بالسيارة إلى كسلا حيث بدأت رحلتي السودانية الثانية في العام الماضي، وكانت الأولى في سنة ١٩١١ والثالثة في هذا العام.

وقد ذكرت في ختام كلمتي عن رحلة سنة ١٩٣٤ ما يأتي:

أن العناية تامة بإعطاء مصر ما يلزمها من مياه الري واستعمال ما يزيد عن احتياجاتها في ري وزراعة أراضي إخواننا السودانيين، ولكن الأحوال «بالسودان» في الوقت الحاضر من الوجهة الاقتصادية والتجارية البحتة ليست على ما يرام، بل يلزم زيادة التعاون والتآزر الزراعي والتجاري (بين مصر والسودان). أما كيف يكون ذلك، فمن الوجهة الاقتصادية البحتة حسب تخيلي الضعيف ليس من الصعوبة بمكان.

ثم عرضت فكرتي بتكوين بعثة مصرية لزيارة السودان لغرض تنمية العلاقات الاقتصادية بين القطرين الشقيقين على حضرة صاحب السمو الأمير عمر طوسون رئيس الجمعية الزراعية الملكية، فشمل المشروع بعطفه وتشجيعه، واشتغلنا بدرس الفكرة بعد ذلك في لجنة خاصة شُكلت بالجمعية الزراعية الملكية لهذا الغرض، واتصلت بمندوب حكومة السودان في مصر، ثم كان لي السرور بأن قابلت بالإسكندرية في يوليو الماضي دولة رئيس الوزراء إذ ذاك عبد الفتاح يحيى باشا وسعادة السير استيوارت سايمز حاكم عام السودان، وشرحت لكل منهما على انفراد أغراض البعثة وما ينتظر منها من النتائج بين مصر والسودان، فوافق عليها كل منهما، إذ إن ذلك في صالح علاقات البلدين، ثم اتصلت بجناب رئيس الغرفة التجارية السودانية الذي كان موجودًا وقتها بالقطر المصري، وتباحثت معه لأول مرة في تفاصيل المشروع وكان يعمل لتحقيق مثل هذا الغرض أيضًا من جانبه.

وفي ٩ أغسطس سنة ١٩٣٤ قرر مجلس إدارة الجمعية الزراعية الملكية برئاسة حضرة صاحب السمو الأمير عمر طوسون ما يأتي:
  • (١)

    إعداد بناء للسودان في المعرض الزراعي الصناعي القادم.

  • (٢)

    تنظيم رحلة للسودان في شهري يناير وفبراير سنة ١٩٣٥ مكونة من أعضاء الغرف التجارية وكبار الزراع في مصر.

  • (٣)

    دراسة مشروع تأليف شركة من أهالي مصر والسودان لمشتري أراضٍ زراعية واستثمارها.

  • (٤)

    بحث إنشاء فرع للجمعية الزراعية بالخرطوم.

  • (٥)

    دعوة بنك مصر لإنشاء فرع له بالخرطوم.

وقد نُفِّذ البرنامج بحذافيره حيث تكونت البعثة المصرية ممن يمثلون الجمعية الزراعية وجمعية خريجي الزراعة والنقابة الزراعية العامة والغرفتين التجاريتين بالقاهرة والإسكندرية وكبار الزراع والتجار والأعيان، وفيهم الطبيب والمهندس والحقوقي، ومندوبين عن الصحافة المصرية، ويرافقهم مصور الجمعية للسينما والفوتوغرافية وفراش يساعده وجابوا جميعًا أنحاء السودان الشمالية، ووقفوا بأنفسهم على الحالة ورأوا بأعينهم ما كان غامضًا علينا، وتحروا الأغراض التي سافروا من أجلها، وبحثوا محتملات كل منها، وكان قيام البعثة من مصر في ٢٥ يناير سنة ١٩٣٥ عن طريق السويس. ا.ﻫ.

•••

وهذه هي الشروط التي وضعتها الجمعية الزراعية وطلبت من كل مسافر قبولها:
أنا … أقرر ما يأتي:
  • (١)

    مبلغ الخمسين جنيهًا الذي دفعته لمصاريف الرحلة هو قيمة تقدير مصاريف السفر من القاهرة إلى بور سودان — طوكر كسلا — سنار — الأبيض — واد مدني — الخرطوم — وادي حلفا — الشلال — القاهرة، بما في ذلك اللوكندات وعربات النوم والأكل، أما مصاريف المشروبات والطلبات الزائدة عن الترتيبات المعتادة مثل طلب حمام خصوصي في اللوكندات أو عربة نوم مفردة في الباخرة أو في عربات النوم أو أكل مخصوص، فيدفعها المسافر زيادة عن الخمسين جنيهًا أولًا فأولًا للوكندات وخلافه.

  • (٢)

    اجتماع المسافرين يكون بمكتب الجمعية الزراعية الملكية صباح الجمعة ٢٥ يناير سنة ١٩٣٥ للنقل بعربات ثورنيكروفت وأمتعة المسافرين تُنقل بعربات اللوري، ويصير إخطار حضراتهم فيما بعد عن ساعة القيام بالضبط، أما من يريد السفر للسويس مباشرةً فيكون على حسابه.

  • (٣)

    بما أن الرحلة لها حالة خاصة فمن المفهوم أن حضرات أعضاء الرحلة يراعون الظروف المحيطة بها فيبتعدون عن الاشتغال أو المباحثة في الأمور السياسية والدينية؛ لأن الغاية المقصودة من هذه الرحلة هي تنمية العلاقات الزراعية والاقتصادية بين مصر والسودان، ولهذا فإن إلقاء الخطب أو البيانات في الحفلات أو غيرها لا يكون إلا بعد اطلاع اللجنة المنظمة للرحلة على ما سيقال مقدمًا، وتسليم كل كلمة لحضرة فؤاد أباظة بك.

(١) خطاب مسيو كونتو ميخالوس الرئيس الفخري لغرفة السودان

في أبريل سنة ١٩٣٤ خطب مسيو كونتو ميخالوس رئيس الغرفة التجارية بالخرطوم يومئذ ورئيس شرف لها الآن، فقال:
كلكم تعلمون أن جنود الجيش المصري أُجلُوا عن السودان بسبب الحوادث التي وقعت — لسوء الحظ — في سنة ١٩٣٤، فكان خروج الجيش خسارة كبيرة أصابت تجارة البلاد، وهذه الخسارة تقدر بمليون جنيه على الأقل في العام ولم تعوض من مورد آخر. وقد جاءت سنوات الرخاء بعد خروج الجيش فلم تشعر البلاد بوطأة حرمانها من هذا المورد إلى درجة خطيرة، وإن تكن المدن التي تشبه الخرطوم بجزى وشندي والأبيض والعطبرة والمراكز الأخرى قد شعرت بالصدمة على أثر وقوعها تقريبًا، ولما حلت الأزمة ساءت الأحوال فاضطرت الشركات التجارية، حتى في الخرطوم نفسها، إلى غلق أبوابها، وأخليت دور الأعمال والعمارات، ولا تزال خالية إلى يومنا هذا.
figure
مسيو كونتو ميخالوس رئيس شرف غرفة السودان التجارية.

وكم أود أن أرى المساعي تُبذل لزيادة روح التعاون بين مصر والسودان، وفي الإمكان القيام بأول خطوة في هذه السبيل، بإلغاء جميع القيود والموانع بين البلدين، ولست أشك أنه إذا أزيلت القيود التي تمنع المصريين من دخول البلاد فإنه لا يأتي إلى السودان شخص واحد من غير المرغوب فيهم أكثر من ذي قبل، بل يجد المصريون المسالمون الأذكياء طريقهم إلى هنا، فيساعد وجودهم ومصالحهم مساعدة كبيرة على ترقية السودان ورخائه.

وتُنفق مصر اليوم بضعة ملايين من الجنيهات على إنشاء خزان جبل الأولياء، وستنفق ملايين أخرى في خلال السنوات القادمة على مشروعات أخرى للري، علاوةً على الإعانة السنوية التي تدفعها للمحافظة على النظام.

فلأجل كل هذه الأسباب، ولأجل المصالح الأخرى الكبيرة الموجودة بين البلدين، أرى أن الصداقة وحسن النية أمران جوهريان بالنسبة إليهما. وإني أرجو أن لا يسيء أحد إدراك غايتي، ولا يراني قد تجاوزت حدودي في توجيه هذه الدعوة. ومن حسن حظنا أن حاكمنا العام اكتسب خبرة طويلة بأحوال الشعب؛ سواء في مصر أم في السودان، لذلك تجدونني موقنًا بأنه سيفسر ملاحظاتي هذه تفسيرًا صحيحًا.

وقد علق فضيلة الشيخ أحمد عثمان القاضي على هذا الخطاب بأنه لا توجد قيود لمنع سفر المصريين.

تصريحات سير مافي

وفي سنة ١٩٣٣ صرح سير جون «مافي» الحاكم العام للسودان يومئذ لجريدة «المقطم» بأن مصر سوق طبيعية للسودان «لحاصلاته»، وأن السفر إلى السودان مباح للمصريين، وأنه لا يمنع من السفر سوى العنصر المثير؛ سواء أكان مصريًّا أم إنجليزيًّا أم أجنبيًّا.

زيارات الشيخ أحمد عثمان القاضي

وكان فضيلة الشيخ أحمد عثمان القاضي رئيس تحرير جريدة «حضارة السودان» في أثناء إجازاته الصيفية التي ابتدأت في مصر منذ صيف ١٩٣٢ في مصر يُعنى بحثِّ كبار المصريين والصحفيين على السفر إلى السودان.
figure
لفيف من أعضاء البعثة في ميناء بور سودان في قارب ينظرون في سطح زجاجي قاع البحر العجيب.

(٢) الجمعية الزراعية الملكية

تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك «فؤاد الأول» ورياسة حضرة صاحب السمو الأمير عمر طوسون
أسست الجمعية١ في ٢٢ أبريل سنة ١٨٩٨ على يدَي المغفور له حضرة صاحب السمو الأمير حسين كامل، وسميت حينذاك بالجمعية الزراعية الخديوية، وفي سنة ١٩١٥ سميت بالجمعية الزراعية السلطانية على أثر ارتقاء مؤسسها عرش مصر، فتكون مدة رياسة سموه لها من سنة ١٨٩٨ إلى سنة ١٩١٥. وفي سنة ١٩٢٥ سميت بالجمعية الزراعية الملكية لوضعها تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول ملك مصر الحالي، ورئيسها الثاني هو المغفور له الأمير كمال الدين حسين نجل المغفور له السلطان حسين كامل، ومدة رياسته لها سنة ١٩١٥ إلى يوم وفاته في ٦ أغسطس سنة ١٩٣٢. وقد انتُخب حضرة صاحب السمو الأمير عمر طوسون رئيسًا للجمعية في يوم ٣ سبتمبر سنة ١٩٣٢ خلفًا للمرحوم الأمير كمال الدين حسين.

أما أغراض الجمعية الأساسية فهي السعي في تحسين الشئون الزراعية وترقيتها بالقطر المصري بالوسائل المشروعة جميعًا وإقامة المعارض الزراعية والصناعية … إلخ.

وليست الجمعية الزراعية الملكية ملحقة بأية جمعية أو نقابة أخرى، بل لها نظام يكاد يكون فريدًا في بابه.

فمع أنها ليست جمعية تعاونية بالتعريف التعاوني فإن اتجاه أغراضها وسير أعمالها يتمشى مع روح التعاون بين الزرَّاع والجمعية.

وهي تتألف من أعضاء أصليين وعددهم ٤٠٠ عضو، ولهم وحدهم حق الحضور في جلسات الجمعية العمومية السنوية، وأعضاء منتسبين لا حدَّ لعددهم.

وفيما عدا ذلك فجميع الأعضاء؛ أصليين ومنتسبين، متساوون في الحقوق والامتيازات في أثمان ما يشترونه من الأسمدة والبذور ودخول المعارض، وليست لهم حصة أو نصيب في أموال الجمعية ولا في أرباحها أو خسائرها.

ويجتمع هؤلاء الأعضاء مرة في كل سنة بهيئة «جمعية عمومية» تُعرض عليها نتيجة الأعمال التي قامت بها الجمعية في خلال السنة والمشروعات التي يقترح مجلس إدارة الجمعية القيام بها.

ويتولى شئون الجمعية مجلس إدارة لا يزيد على اثنين وثلاثين عضوًا من أعضاء الجمعية، أربعة عشر منهم يجب انتخابهم من الأربع عشرة مديرية، والثمانية عشر الباقون يُنتخبون بناءً على معارفهم وخبرتهم.
  • الرئيس: حضرة صاحب السمو الأمير عمر طوسون.
  • الوكيل الأول: حضرة صاحب السعادة سيد خشبة باشا.
  • الوكيل الثاني: حضرة صاحب السعادة عيسوي زايد باشا.
وللجمعية لجان فرعية مختلفة؛ وهي:
  • (١)

    اللجنة الإدارية.

  • (٢)

    لجنة الأسمدة والبذور.

  • (٣)

    لجنة المعرض.

  • (٤)

    لجنة متحف القطن.

  • (٥)

    اللجنة المالية.

  • (٦)

    اللجنة الزراعية.

  • (٧)

    لجنة تربية الحيوانات.

  • (٨)

    لجنة القضايا والمطالبات.

  • (٩)

    لجنة المشروعات.

مركز إدارة الجمعية العام بداخل الحديقة التابعة للجمعية، وهي الواقعة على شارع الخديوي إسماعيل بالجزيرة بمصر، حيث يوجد بها ديوان الجمعية والأقسام الفنية الملحقة بها ومتحف القطن.

وتنقسم أعمال الجمعية إلى أربعة أقسام رئيسية؛ وهي:
  • (١)

    قسم الإدارة العمومية والأسمدة والبذور.

  • (٢)

    الأقسام الفنية.

  • (٣)

    قسم تربية الحيوانات والطيور.

  • (٤)

    متحف القطن.

  • أولًا: قسم الإدارة العمومية والأسمدة والبذور

    أهم أعمال هذا القسم هو الإشراف العام على إدارة جميع أعمال الجمعية بوجه عام وعلى توزيع الأسمدة الكيماوية والبذور وإقامة المعارض الزراعية والصناعية … إلخ إلخ.

  • ثانيًا: الأقسام الفنية

    وهي أقسام تكاثر البذور، تربية النباتات والكيميا والحشرات.

    وتقوم هذه الأقسام بتجارب زراعية، ومباحث كيماوية على الأراضي وطرق إصلاحها، وخواص الأسمدة، ودرس طبائع الحشرات ومقاومتها، وطبائع النباتات واستكثار أنواع جيدة منها. وقسم تربية النباتات التابع للجمعية الزراعية الملكية هو الذي ابتكر نوع القطن المعروف باسم «القطن المعرض»، وقد انتشرت زراعته نظرًا لصفاته الطيبة ومحصوله الوافر.

    ويدير هذه الأقسام أخصائيون في علوم النباتات والكيميا والحشرات والزراعة.

  • ثالثًا: قسم تربية الحيوانات والطيور

    أهم أعمال هذا القسم تربية الماشية والأفراس العربية الأصلية، وتوزيع خيول طلائق لتحسين نسل الخيول بالقطر المصري، وكذلك تحسين أنواع الدجاج، ويوزع هذا القسم الخيول في أنحاء القطر في المدة ما بين شهر أكتوبر وشهر أبريل من كل سنة، وتبقى في البلاد لاستخدامها في الوثب.

    ويدير هذا القسم أخصائيون في تربية الماشية والخيول والدجاج.

  • رابعًا: متحف القطن

    للجمعية الزراعية الملكية متحف خاص للقطن تأسس سنة ١٩٢٣ بناء على اقتراح رئيس الجمعية السابق المغفور له الأمير كمال الدين حسين، ويحتوي هذا المتحف على كل شيء له علاقة بزراعة القطن وصناعته؛ مثل: أنواع الأقطان التي تُزرع في القطر المصري، وفي مختلف البلدان الأجنبية؛ الصناعات القطنية وجميع أدوارها من غزل ونسج وخيوط ومنسوجات مع بيان عيوبها؛ الصناعات التي تُستعمل فيها الأقطان وبذرة القطن على العموم؛ الآفات والحشرات التي تفتك بالقطن وطرق إبادتها؛ الطرق الحديثة المتبعة لتحسين أنواع الأقطان ونقاوة بذرها وحليجها؛ الأسمدة الكيماوية وما يحسن استعماله منها؛ خرائط عن المناطق العالية التي يُزرع فيها القطن؛ إحصائيات ومعلومات فنية … إلخ.

    ويُفتح المتحف للجمهور من الساعة ٩ صباحًا إلى الساعة ١ بعد الظهر يوميًّا، ما عدا أيام الاثنين والأعياد الرسمية … والدخول مجانًا.

    وقد زار هذا المتحف بعد ظهر يوم ٢٦ يناير سنة ١٩٢٧ حضرات أعضاء مؤتمر الاتحاد الدولي لأصحاب مغازل القطن ومعامل نسجه الذي عُقد في القطر المصري من ٢٧ يناير إلى ٥ فبراير سنة ١٩٢٧، وأجمعوا في قراراتهم على أن المتحف المذكور فريد في بابه من كل الوجوه.

أماكن توزيع أسمدة الجمعية وبذورها

توزيع أسمدة الجمعية وبذورها معهود به إلى:
  • مركز الجمعية بالجزيرة بالقاهرة.

  • ووكلاء الجمعية بالإسكندرية.

  • مخازنها في أنحاء القطر وعددها ٢٤.

  • عملائها بالبلاد وعددهم ٢٤٩.

  • حلقات الأقطان وعددها ٤.

وقد بلغ مجموع متوزعات الجمعية سنة ١٩٣١–١٩٣٢ من أنواع نيترات الصودا وسوبر فوسفات الجير وسلفات النوشادر وسلفات البوتاسا وسياناميد ونيترات الجير والجبس الزراعي ما ينوف عن ٥٥٠٤٠ طنًّا.

رأس مال الجمعية

لما كان لا بد للجمعية من موارد مالية لتقوم بأعمالها خدمة للمزارع المصري فقد اتبعت في تصريف الأسمدة والبذور طريقة تعود عليها ببعض الربح للقيام بحاجتها ولتنمية رأس مالها تدريجيًّا.

والشطر الأكبر من رأس مال الجمعية من أرباح الأسمدة الكيماوية التي تجمدت عامًا بعد عام، وكذلك من الإعانات المالية التي كانت الحكومة تقدمها للجمعية في سنيها الأولى. وقد بلغ رأس مال الجمعية الزراعية الملكية في آخر أكتوبر سنة ١٩٣٢ (الاحتياطي العام) مبلغ ٥٠٠٠٠٠ جنيه مصري، وبلغ قيمة الاحتياطات مبلغ ٤١٤٥٦ جنيهًا و٩٥٢ مليمًا، هذا بخلاف الأطيان والمباني … إلخ، التي تبلغ قيمتها ١١٦٠٧٦ جنيهًا و٢٧ مليمًا حسب قيمتها في ٣١ أكتوبر سنة ١٩٣٢، وبلغ الإيراد في سنة ١٩٣٣ المنتهية في ٣١ أكتوبر سنة ١٩٣٤ مبلغ ٨٧٧٤٥ جنيهًا و٧٦٣ مليمًا، والمصروفات مبلغ ٧٠٠٤٥ جنيهًا و٢٠٩ مليمات، والأرباح مبلغ ١٧٧٠٠ جنيه و٥٥٤ مليمًا.

وليست لأحد من أعضاء الجمعية حصة في رأس المال المذكور، بل هو ملك مشاع للأمة المصرية موقوف على خدمتها والعمل لصالحها.
figure
رشوان محفوظ باشا رئيس البعثة.

ولد سعادته في يوم ٥ أبريل سنة ١٨٨٣ ميلادية، وتعهده والده المرحوم محفوظ رشوان بك من أعيان الحواتكة، وقد كان — رحمه الله — عضوًا بأول مجلس نواب في عهد ساكن الجنان إسماعيل باشا الخديوي، واستمر بعد ذلك عضوًا بالجمعية العمومية.

وقد تلقى الباشا أول تعليمه بمكتب قريته الحواتكة من أعمال مركز منفلوط مديرية أسيوط، ثم انتقل إلى مدرسة أسيوط الابتدائية ونال منها الشهادة الابتدائية سنة ١٨٩٥، ثم التحق بالمدرسة التوفيقية الثانوية بالقاهرة ونال الشهادة الثانوية «بكالوريا» سنة ١٨٩٩، ثم التحق بمدرسة الحقوق الخديوية وتخرج منها حائزًا لليسانسيه سنة ١٩٠٣.

بعد ذلك ابتدأت حياته العملية؛ فعُيِّن في يوليو سنة ١٩٠٣ في وظيفة معاون إدارة بمركز الجيزة، فمعاون ضبط مديرية الجيزة، فمأمورًا للضبط بمديرية الدقهلية في نوفمبر سنة ١٩٠٥، فمأمورًا لمركز ميت غمر دقهلية في مارس سنة ١٩١٠، فوكيلًا لمديرية الفيوم في يناير سنة ١٩١٤، فوكيلًا لمديرية الغربية في أبريل سنة ١٩١٤ فوكيلًا لمديرية البحيرة في مايو سنة ١٩١٥ فمديرًا لأصوان في أول فبراير سنة ١٩١٦ فمديرًا لبني سويف في أغسطس سنة ١٩١٧ فمديرًا لقنا في يونية سنة ١٩١٩ فمديرًا للمنوفية في مايو سنة ١٩٢١ فمديرًا للغربية في ديسمبر سنة ١٩٢٤ فوكيلًا لوزارة الزراعة في مارس سنة ١٩٢٥ فوكيلًا للداخلية في أبريل سنة ١٩٢٩، فوكيلًا للزراعة في أكتوبر سنة ١٩٢٩، وأُحيل إلى المعاش في يناير سنة ١٩٣٠.

الإعانات المالية

تمنح الجمعية إعانات مالية لبعض الهيئات الزراعية تشجيعًا لها على مواصلة أعمالها المتعلقة بالزراعة، وكذلك لبعض الجمعيات الأخرى على سبيل المعونة في أعمالها الخيرية.

وقد منحت أخيرًا الهيئات الآتية المبالغ الموضحة؛ وهي:
جنيه
١٠٠ النادي الزراعي.
٣٠٠ النقابة الزراعية المصرية العامة.
١٠٠ اتحاد المزارعين.
٥٠ جمعية العروة الوثقى الخيرية الإسلامية.
٥٠ جمعية المؤاساة الإسلامية.

(٣) أسماء حضرات أعضاء البعثة المصرية

  • (١)
    رشوان محفوظ باشا: رئيس البعثة وعضو مجلس إدارة الجمعية الزراعية (وكيل وزارة الزراعة سابقًا).
  • (٢)
    عبد الحميد فتحي بك: عضو مجلس إدارة الجمعية الزراعية (ناظر مدرسة الزراعة العليا سابقًا).
  • (٣)
    ألفونس جريس بك: عضو مجلس إدارة الجمعية الزراعية (مدير قسم الزراعة والإكثار بوزارة الزراعة سابقًا).
  • (٤)
    عبد الحميد أباظة بك: عضو مجلس إدارة الجمعية الزراعية (مدير الجمعية الزراعية الملكية سابقًا ومندوب جمعية خريجي مدرسة الزراعة).
  • (٥)
    فؤاد أباظة بك: مقرر البعثة ومدير عام الجمعية الزراعية الملكية.
  • (٦)
    الدكتور إبراهيم الشوربجي بك: طبيب الجمعية الزراعية الملكية.
  • (٧)
    محمود مصطفى علي أفندي: رئيس قسم التفتيش بالجمعية الزراعية.
  • (٨)
    إسكندر ناجي: مصور الجمعية الزراعية الملكية.

من النقابة الزراعية:

  • (٩)
    يوسف نحاس بك: سكرتير عام النقابة.
  • (١٠)
    الأستاذ مصطفى نصرت المهندس: عضو النقابة.
  • (١١)
    الأستاذ أحمد أبو الفضل الجيزاوي: عضو النقابة.

من الغرفة التجارية بمصر:

  • (١٢)
    السيد عبد المجيد الرمالي: سكرتير الغرفة التجارية.
  • (١٣)
    محمد حسين الرشيدي أفندي.
  • (١٤)
    محمد حسن قاسم أفندي.
  • (١٥)
    محمد عبد الرحيم سماحة أفندي.
  • (١٦)
    محمود مصطفى الجمال أفندي — والأربعة تجار وأعضاء بالغرفة.

من الغرفة التجارية بالإسكندرية:

  • (١٧)
    الأستاذ علي شكري خميس: سكرتير الغرفة.
  • (١٨)
    محمود أبو العلا أفندي.
  • (١٩)
    عبد الرحمن نوفل أفندي.
  • (٢٠)
    عبد المجيد السيد محروس أفندي — تجار وأعضاء بالغرفة.

من الغرفة التجارية الإنجليزية بمصر:

  • (٢١)
    المستر سدني ساير.

من كبار الزرَّاع والتجار والصحافيين وغيرهم:

  • (٢٢)
    إلياس عوض بك.
  • (٢٣)
    عطا عفيفي بك.
  • (٢٤)
    الدكتور محجوب ثابت.
  • (٢٥)
    إسماعيل بركات بك.
  • (٢٦)
    الحاج أمين حجاج الزيني.
  • (٢٧)
    الأستاذ السيد حسين عيسى.
  • (٢٨)
    أحمد الحناوي أفندي.
  • (٢٩)
    الأستاذ فخري لوقا الزق.
  • (٣٠)
    المستر حكيم «لم يسافر».
  • (٣١)
    الأستاذ عبد الله حسين المحامي: مندوبًا عن «الأهرام».
  • (٣٢)
    الدكتور رياض شمس المحامي: مندوبًا عن «الجهاد».
  • (٣٣)
    أحمد حسن قاسم أفندي (مسافر بالطيارة يوم ٦ فبراير سنة ١٩٣٥).
  • (٣٤)
    علي أحمد: فراش الجمعية الزراعية.
وبسبب انحراف صحة حضرة صاحب العزة أحمد حمدي سيف النصر بك نائب رئيس النقابة الزراعية العامة وعضو الوفد المصري ورئيس المجلس الأعلى لاتحاد نقابات العمال، لم يستطع أن يرافق البعثة عند سفرها، وهو ما كان موضع أسف الأعضاء وأهل السودان جميعًا، الذين يحبونه حبًّا صادقًا وهو يبادلهم هذا الحب بأضعافه.
figure
محطة الخرطوم.

(٤) برنامج الرحلة

أذاعت الجمعية الزراعية قبيل السفر ما يأتي:

يكون اجتماع حضرات المسافرين الساعة مساء الجمعة ٢٥ يناير سنة ١٩٣٥ في ديوان الجمعية الزراعية بالجزيرة، والقيام يوم الجمعة ٢٥ يناير الساعة ٣. السفر من القاهرة إلى السويس بالسيارات في الساعة ٣ مساء يوم ٢٥ يناير سنة ١٩٣٥.
السفر من السويس إلى بور سودان. مساء الجمعة ٢٥ يناير على مركب شركة هندرسن.
الوصول إلى بور سودان. صباح الاثنين ٢٨ منه.
زيارة جزء من المسافرين لطوكر وجزء آخر لسواكن وجزء لبلدة بور سودان وأسواقها. الثلاثاء ٢٩ منه.
السفر من بور سودان. الساعة ٦ مساء يوم الأربعاء ٣٠ منه.
الوصول إلى كسلا. الساعة ٤:١٥ مساء يوم الخميس ٣١ منه.
السفر من كسلا. الساعة ٨ من مساء يوم الجمعة أول فبراير.
الوصول إلى القضارف. الساعة ٤:٣٥ صباح يوم السبت ٢ فبراير.
السفر من القضارف. الساعة ٠:٣٠ مساء يوم السبت ٢ فبراير.
الوصول إلى سنار. الساعة ١١:٣٥ مساء يوم السبت ٢ فبراير.
السفر من سنار. الساعة ١١:٣٠ مساء يوم الأحد ٣ فبراير.
الوصول إلى كوستى. الساعة ٣:٤٠ صباح يوم الاثنين ٤ فبراير.
السفر من كوستى. الساعة ٩:٤٥ صباح يوم الاثنين ٤ فبراير.
الوصول إلى تندلتي. الساعة ٠:٢١ مساء يوم الاثنين ٤ فبراير.
السفر من تندلتي. الساعة ٠:٣٢ مساء يوم الاثنين ٤ فبراير.
الوصول إلى أم روابة. الساعة ٣:٣٤ مساء يوم الاثنين ٤ فبراير.
السفر من أم روابة. الساعة ٤:٥٤ مساء يوم الاثنين ٤ فبراير.
الوصول إلى الأبيض. الساعة ٩:٤٥ مساء يوم الاثنين ٤ فبراير.
السفر من الأبيض. الساعة ٧:٣٠ مساء يوم الثلاثاء ٥ فبراير.
الوصول إلى كوستى. الساعة ٤:٥٠ صباح يوم الأربعاء ٦ فبراير.
السفر من كوستى. الساعة ٨ مساء يوم الأربعاء ٦ فبراير.
الوصول إلى واد مدني. الساعة ٢:٥٥ صباح يوم الخميس ٧ فبراير.
السفر من واد مدني. الساعة ١٢ ظهر يوم الجمعة ٨ فبراير.
الوصول إلى الخرطوم (زيارات مختلفة في الخرطوم وأم درمان لها برنامج خاص). الساعة ٦ مساء يوم الجمعة ٨ فبراير.
زيارة جبل الأولياء. يوم الأحد ١٠ فبراير.
السفر من الخرطوم. الساعة ٨ صباح يوم الجمعة ١٥ فبراير.
الوصول إلى العطبرة. الساعة ٣:٣٠ مساء يوم الجمعة ١٥ فبراير.
السفر من العطبرة. الساعة ٣:٥٥ مساء يوم الجمعة ١٥ فبراير.
الوصول إلى وادي حلفا. الساعة ٧:٤٥ صباح يوم السبت ١٦ فبراير.
السفر من وادي حلفا. الساعة ٩ صباح يوم السبت ١٦ فبراير.
الوصول إلى الشلال. الساعة ١:٣٠ مساء يوم الأحد ١٧ فبراير.
السفر من الشلال. الساعة ٣:٣٠ مساء يوم الأحد ١٧ فبراير.
الوصول إلى مصر. الساعة ٧:٣٠ صباح يوم الاثنين ١٨ فبراير.
figure
أعضاء البعثة في ميناء بور سودان عقب نزولهم من الباخرة.

(٥) المعرض الزراعي الصناعي لسنة ١٩٣٦

ننشر فيما يلي بيان الجمعية الزراعية عن المعرض:

بدأت لجنة المعرض بالتماس مقابلة حضرة صاحب الجلالة الملك لاستئذانه في إقامة المعرض الزراعي الصناعي القادم وتحديد ميعاده.

وفي الساعة الواحدة بعد ظهر يوم الثلاثاء ١٧ أبريل سنة ١٩٣٤ تشرف بالمقابلة حضرة صاحب السمو الأمير عمر طوسون رئيس الجمعية، وحضرات أصحاب السعادة والعزة سيد خشبة باشا وعيسوي زايد باشا وحسن سعيد باشا ورشوان محفوظ باشا وعلي إسلام باشا ومحمود مهنا بك والمسيو بيو بك وفؤاد أباظة بك، أعضاء لجنة المعرض، فاستأذنوا جلالة الملك في إقامة المعرض الخامس عشر بالجزيرة بمصر في أواخر سنة ١٩٣٥، فتفضل جلالته وأذن للجمعية بإقامته تحت رعايته السامية في ديسمبر سنة ١٩٣٥ بدلًا من أكتوبر سنة ١٩٣٥؛ نظرًا لوجود جلالته في ذلك الوقت بالإسكندرية للمصيف.

وعقب التشرف بالمقابلة السنية قابلت اللجنة حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء طالبةً من دولته وحضرات أصحاب المعالي الوزراء مدَّ يد المعونة لمشروع المعرض، وإحاطته بكل وسائل المساعدة حتى يأتي خليقًا برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك المُعظَّم، ولائقًا بمقام الأمة المصرية وبمكانة الجمعية الزراعية الملكية.

وقد كتبتْ رياسة مجلس الوزراء إلى جميع الوزارات بتقديم كل معاونة لتمهيد سبل النجاح للمعرض، وقد أُجِّل افتتاح المعرض إلى فبراير القادم سنة ١٩٣٦.

(٥-١) إشغال حديقة الخديوي إسماعيل للمعرض

طلبت الجمعية من وزارة الأشغال التصريح بإشغال حديقة كوبري إسماعيل بالجزيرة لإقامة الملاهي والمطاعم والمقاهي بها؛ نظرًا لأن أرض الجمعية الحالية سيُشغل جزء كبير منها بإقامة سرايتين كبيرتين لتخصيصهما لمعروضات الوزارات والمصالح الحكومية، وقد صرحت الوزارة بذلك.

رغبةً من الجمعية في اقتباس ما تقوم بعمله البلاد الأخرى في معارضها الزراعية لزيادة العناية بتحسين المعرض، قد انتدبت الجمعية حضرة حسين فريد بك وكيل المدير العام لزيارة المعرض الزراعي الذي أقيم في أول الصيف الماضي بإيرفروت بألمانيا، وستعمل الجمعية ما يلزم نحو تنفيذ اقتراحاته بما تراه، وقد قدَّم به تقريرًا خاصًّا.

وانتدبت وزارة التجارة والصناعة حضرة الأستاذ أحمد صادق عفيفي مدير قسم المعارض بالوزارة للمعاونة في إقامة القسم الصناعي بالمعرض، وكذلك ستعاون الغرف التجارية واتحاد الصناع في هذا القسم، وقد انتخبت شركات بنك مصر المكان اللائق لها والمناسب لمعروضاتها. وقد وُضع كتالوج للمعرض.

واتجهت الإدارة نحو تحويل إحدى المباني الباقية من المعرض السابق لجعله مُصَلى لائقة بإقامة الفروض الدينية.

ووافقت إدارة السكة الحديد على الامتيازات الآتية:
  • تخفيض ٥٠٪ من أجور نقل المعروضات من بلاد القطر المصري إلى مصر وبالعكس.

  • تخفيض ٥٠٪ من أجور سفر العارضين والعمال.

  • تخفيض ٥٠٪ من أجور سفر الزائرين.

وطلبت الجمعية من وزارة المعارف التصريح باستلام أرض ملاعب الكرة بالجزيرة لاستعمال جزء منها في إقامة معروضات المدارس الصناعية والزراعية وغيرها التي تشرف عليها وزارة المعارف، والجزء الباقي منها لمعروضات أخرى. وقد وافقت الوزارة على طلبها.

واتصلت الجمعية بوزارة المعارف في صدد موافقة مصلحة التنظيم على عمل شارع بين حديقة الزهرية وأرض ملعب الكرة للوصول به للنادي الأهلي وشارع الجبلاية، فوافقت وزارة المعارف على ذلك.

وقد وافقت مصلحة التنظيم على وضع مواسير من الأسمنت المسلح في قناة وابور مصلحة التنظيم الموجود برصيف شارع الجبلاية بجوار سور الجمعية لغاية سور نادي الألعاب؛ وذلك لغرض تسهيل إيجاد مكان لوقوف العربات المنتظرة.

واتخذت إدارة الجمعية الإجراءات التنفيذية لطرح مناقصة بناء سرايتين لمعروضات الحكومة. وبعد عمل الرسومات بمعرفة حضرة مهندس الجمعية والمقايسات التفصيلية، وعرض ذلك كله على مجلس الإدارة، رسا العطاء لبناء السراي الكبرى على الخواجه بيانكي وشركائه بمبلغ ٢٩٥٠٠ جنيه، وتعهد المذكورون بإتمام البناء في مدة سنة، انتهت في منتصف أغسطس، وقد نُفِّذ العمل.

أما مدخل المتحف والسراي الصغرى فقد طرحت المناقصة عنها فرسا العطاء على المعلم صيام محمد وشركاه بمبلغ ١٩٥٠٠ جنيه، على أن يتم البناء في تسعة أشهر، انتهت فى منتصف يوليو، وقد انتهي البناء كله الآن.

ولما كانت واجهة سراي الزراعة محجوبة عن شارع المعرض ببناء مظلة الدواجن، وكان المقرر في التصميم الأصلي لتقسيم باقي أرض المعرض المعمول بمعرفة المغفور له الأمير كمال الدين حسين أن ينشأ أمام السراي من الجهة المذكورة حديقة مكان هذه المظلة، فقد نُقلت المظلة المذكورة لمكان أنسب.

وعملت كذلك عمليات أخرى مناسبة لقسم تربية الحيوانات.

وعندما تقرر تنفيذ فكرة بناء سراي معروضات الحكومة والمصالح التابعة لها استلزم هذا التنفيذ نقل مظلتين كانتا موجودتين في الأرض المخصصة للأبنية المذكورة، ولما كانت المحلات الباقية لمعروضات الآلات الزراعية غير كافية لذلك نقلت هذه المظلات لاستعمالها في توسيع مكان عرض الآلات الزراعية. ا.ﻫ.
figure
مكتب شركة مصر للسياحة ببور سودان. ويُرى عبد اللطيف أبو رجيلة أفندي مدير المكتب وعن يساره فؤاد أباظة بك.
١  كانت هناك جمعية زراعية وطنية من الأعيان قبل إنشاء الجمعية الحالية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤