الفصل التاسع

يوم عاصمة النيل الأزرق

زيارة واد مدني يوم ٧ فبراير سنة ١٩٣٥

(١) حفلات السودان

أبى المواطنون السودانيون الأعزاء إلا أن يجددوا في كل يوم وساعة عواطف الكرم والإخاء والمودة بالنسبة إلينا، وهم في هذا التكريم، يرون أنهم يكرمون مصر ذاتها، مصر التي يحبونها حبًّا لمسناه وأحسسنا به، وهو لا يقل عن حبنا لها، ويشاركهم في هذه العواطف الكريمة موظفو الحكومة وأعضاء الجاليات الأجنبية والشرقية، ويقدر الجميع ما خسره السودان بعد خروج الجيش المصري منه، حيث كان ينفق الجنود والضباط مرتباتهم، وقد ترتب على ذلك إفلاس متاجر وطنية وأجنبية، أو على الأقل قلة ربحها.

(٢) الرتب والنياشين

وقد كان لإنعام جلالة الملك على مسيو كونتو ميخالوس رئيس الغرفة التجارية بالخرطوم بنيشان النيل من الطبقة الثالثة وقع عظيم في نفوس أعضاء البعثة والسودانيين؛ لأن الإنعام جاء دليلًا على قدر الحكومة المصرية وجلالة الملك لمجهود حضرته في توثيق العلاقات بين مصر والسودان والحفاوة بالبعثة المصرية.

ويجب أن ننتهز هذه الفرصة لتنبيه الحكومة المصرية إلى وجوب السعي للإنعام بالرتب والنياشين على زعماء السودان وأعيانه وكبار موظفيه، والحكومة الإنجليزية نفسها تمنح النياشين؛ فقد منحت وسام القديسَين ميخائيل وجورج من درجة فارس للسيد علي الميرغني، ومنحت نيشان الإمبراطورية مع لقب «سير» للسيد عبد الرحمن المهدي، وكان واجبًا أن تمنحهما الحكومة المصرية وتمنح غيرهما رتبة البشوية والنياشين الرفيعة، وهكذا.

(٣) حياة الأندية الاجتماعية والرياضية واليقظة

لفت نظرنا في السودان انتشار الأندية ونجاحها وحسن نظام أعضائها، وهذا دليل على الاستعداد للتقدم، والأخذ من المدنية بلبابها ومنافعها، فإن الأندية تعلم النظام، وتوجد التكافل، وتنشئ مجتمعًا يتمتع باللهو البريء.

كما لفت نظرنا تتبع مواطنينا السودانيين لجميع الحوادث السياسية وغيرها، وهم في هذه اليقظة والتعلق بمصر كإخواننا أبناء فلسطين ولبنان وسوريا، ورأيت القوم متتبعين لتفاصيل المسائل.

(٤) في حقول التجارب

وصلنا إلى واد مدني عند الساعة الثالثة والنصف صباحًا، وفي الساعة الثامنة من صباح اليوم توجهنا بالسيارات لزيارة حقول التجارب لنقابة الشركة الزراعية الإنجليزية لأراضي الجزيرة.

خطاب زراعي

ألقى مفتش حقل التجارب في واد مدني المحاضرة الزراعية التالية:

بالنيابة عن موظفي حقل تجارب شركة الجزيرة، يسرني السرور كله أن أرحب بكم في هذا الصباح هنا، ولأن نضع ترتيبًا يمكنكم من رؤية شيء من عملنا.

أُنشئ حقل تجارب الجزيرة منذ ١٧ عامًا، وقد تخصص موظفوه بالمشاكل الزراعية؛ وخاصة ما يتعلق بزراعة القطن التي ظهرت في أرض الجزيرة.

ولا يزال فريق من الناس يشك في إمكان الحصول على محصول مرضٍ من زراعة القطن بالجزيرة، وصدرت أخيرًا تصريحات قالت بأن تربة الجزيرة قد فسدت إلى مدى خطير، وأن الآمال المعقودة على زراعة القطن فيها قد استهدفت للخطر.

إن من أولويات واجباتنا هنا في حقل التجارب ملاحظة عوامل الفساد في تربة الجزيرة، ودراسة نتائج الري وتكون المحصول على هذه التربة. وبناءً على وقوفنا على هذه النتائج، نستطيع أن نصرح بأنه لا صحة مطلقًا في القول بأن هناك دلائل صادقة على اطراد الفساد في الجزيرة حتى الآن، ونحن نستطيع أيضًا أن نقول بأنه لا محل للتشاؤم في المستقبل.

سترون، في أثناء طوافكم في الحقول، أن قطعة أرض رويت وأنتجت محصولًا من القطن أو اللوبيا منذ ١٩١٧، ولدينا ما يدل على أن المحصول الذي ينتج من الأرض المذكورة في الموسم الحاضر يساوي — أو ربما يفوق — المحصول الناتج منها منذ خمسة عشر عامًا.

وستوضح لكم مشاهدتكم — كما آمل — أن لا أساس للإشاعات القائلة بأن أرض الجزيرة عرضة لفساد خطير وعاجل.

وقبل شروعكم في معاينة الأرض أود أن أذكر لكم شيئًا عن حقل التجارب: كما ذكرت لكم قبلًا أُنشئت المزرعة منذ ١٧ عامًا، وبلغت الآن ٨٠٠ فدان، منها ١٨٠ فدانًا لزراعة القطن و٢٢٠ لزراعة الذرة واللوبيا.

ويوزع العمل في هذه المزرعة على أقسام، تتعاون للوصول إلى غرض واحد.
  • القسم الزراعى: ووظيفته القيام بتجارب زراعية والتسميد والتخطيط وري الزرع والقيام بتجارب الاستنبات.
  • قسم ملاحظة النبات: يقوم بإحصاءات وأرقام فيما يتعلق بتقدم المحصول.
  • القسم الفيزيولوجي: يدرس فيزيولوجية المشروعات القطنية.
  • القسم الكيمائي: التغيرات الطارئة عند الري والمحصول ولابتكار وسائل تحسين حالة التربة.
  • قسم الحشرات: يدرس آفات المحاصيل الناتجة من الجزيرة ويقوم بتجارب ويرقبها.
  • القسم الباتولوجي: يدرس أمراض النباتات ومنها حشرة البلاك آرم والليف كيرل.
  • وأخيرًا قسم استيراد النبات: ويختص بانتخاب وتوليد أصناف عديدة من القطن والمحاصيل الأخرى. ا.ﻫ.
ثم زرنا حقول التجارب، وشهدنا ما يأتي:
  • (١)

    حقلًا زُرع قطنًا وفي السنة التالية زُرع لوبيا.

  • (٢)

    حقلًا زُرع قطنًا وفي السنة التالية زُرع ذرة.

  • (٣)

    حقلًا زُرع قطنًا وفي السنة التالية تُرك بورًا.

فكانت نتيجة التجربة أن الثالث جاءت زراعته القطنية بعد ذلك بزيادة محسوسة، والأول جاء بنتيجة أقل من الثالث بشيء يسير، والثاني جاء بنقص في المحصول.

وهناك حقل استمر مزروعًا قطنًا لمدة ١١ سنة، ثم تُرك بورًا لمدة سنة، ثم زُرع قطنًا فجاد المحصول بزيادة ٣٤ في المائة. وحقل ثانٍ استمرت زراعته القطنية ١١ سنة، ثم تُرك بورًا لمدة سنتين متواليتين، فجاءت زراعته القطنية بعد ذلك بزيادة قدرها ١٧ في المائة.

وحقل ثالث زرع قطنًا ١١ سنة، وتُرك بورًا لمدة ثلاث سنوات، فجاء بزيادة قدرها ٤٠ في المائة.

ونفهم من ذلك أن ترك الحقل سنة واحدة بورًا كافٍ في زيادة الإنتاج زيادة محسوسة، وأن زيادة الإنتاج، بعد عامين أو ثلاثة في البور، قليلة جدًّا، فلا تبرر الحرمان من إنتاج الأرض عامين أو ثلاثة.

ثم شهدنا ما يلي:
  • (١)

    حقلًا زُرع قطنًا وزُرع لوبيا في السنة التالية.

  • (٢)

    وحقلًا زُرع قطنًا ثم زُرع ذرة ثم ذرة.

  • (٣)

    وحقلًا زُرع قطنًا ثم زُرع ذرة ثم زُرع لوبيا.

فكان الأول أكثر الحقول إنتاجًا ويقاربه الثالث.

وحقلًا زُرع قطنًا عدة ٩ سنوات متوالية، ثم زُرع ذرة، ثم زُرع لوبيا، فكانت النتيجة لا بأس بها.

ينتج من ذلك أن الذرة تجهد الأرض، وأنه ليس من المصلحة زراعة الذرة بعد القمح، وأن زراعة اللوبيا لا تجهد الأرض ويحسن زرعها بعد القطن.

ثم زرنا معامل الأقسام، ورأينا الحشرات، وأخصها ذبابة البلاك آرم، تنقل العدوى من ورقة إلى ورقة في شجيرات القطن.

ويُجنى قطن الجزيرة ثلاث مرات في السنة، والجنية الأولى — وتسمى في السودان «تلجيطة»؛ أي «تلقيط» — هي الجنية الكبرى، وتزهر الشجيرات عقب الجنية الأولى وتموت الحشرات عند اشتداد الحر.

ثم شهدنا قطعًا من طينة حوض نهر الجاش وطينة من أرض الجزيرة، فتبين أن تربة الجزيرة بها أملاح تعطل سير الماء في الوصول إلى عمق كبير، وينتج الفدان في دلتا الجاش محصولًا أكبر من محصول الجزيرة. ولوحظ أنه كلما قل محصول الجزيرة، قل معه محصول الجاش نسبيًّا، وهذا يدل على أن العوامل الجوية لها تأثيرها الأقوى والأفعل؛ لأن كلًّا من أرض الجزيرة ودلتا الجاش لا يرتوي من الآخر.

في محلج القطن

figure
أعضاء البعثة أمام محلج واد مدني.

زرنا محلج القطن التابع للشركة، وهو أربعة عنابر، لكل عنبر ماكينة و٨٠ دولابًا، ويشتغل به ٣٠٠ عامل، ويوجد به نجار مصري. وباشملاحظ المحلج هو حضرة علي زكي أفندي. وبعد عزل البذرة من القطن يكبس القطن بالآلات، وتسع كل آلة بين ٤٠٠ و٥٠٠ رطل.

ثم زرنا المديرية وقابلنا المدير.

وفي واد مدني مدرستان ابتدائيتان، ومدرسة راقية أو ثانوية، ومدرسة يونانية، ومدرسة بنات إنجليزية بها خمسون بنتًا وأكثرهن غير إنجليزيات، وتوجد مدرسة ليلية لتعليم الأميين، وثلاث مساجد. وتنار المدينة بالكهرباء، وتُروى من خزان للماء، وعلى شاطئ النيل الأزرق حديقة واسعة محلاة بالأشجار والزهور، وتعطي منظرًا جميلًا يوحي بأسمى الخيال.

وواد مدني مدينة كبيرة نسبيًّا، منازلها من الطوب الأحمر المحروق.

وقد مررنا بالسوق وزغرد النساء، وكن يقلن: حيَّتكم تحية الرخاء والرزق. وقد سأل الدكتور محجوب إحداهن: هل أنت دنقلاوية؟

فقالت: «بنت ريف ما دنجلاوية.» أي لست من دنقلة.

ثم قالت: «مرحبًا بكم، الله يفرج عليكم. حبابكم، أهلًا وسهلًا. أبيض اليوم اللي جابكم.»

ثم تناولنا طعام الغداء مع الدكتور محجوب والشيخ أحمد عثمان القاضي على مائدة حضرة محمد صالح أفندي باشكاتب المديرية.

ثم حضرنا الساعة الخامسة حفلة الشاي التي أقامها حضرات التجار والأعيان، وكانت في متنزه واسع المدى على النيل الأبيض، وقد حضرها حضرات المشايخ والسادة والأفندية: مستر كنجدن نائب المدير، ومحمد صالح باشكاتب المديرية، وسليم جرجس رئيس الحسابات، ومستر ديفز مفتش أول، ومحمود العراقي نائب رئيس الحسابات، وكوسة بطرس مقاول وتاجر، ومستر بولتون مفتش المركز، وبولس بطرس وكيل بوستة، ومصطفى ندا مأمور مدني، ورشدي بطرس المحامي، ومحمد كنتباي أبو جيرجة مأمور ثان — جنايات، وعبد الرحيم عبدون، ومحمد الحسن عمر نائب مأمور، وأحمد الحاج العاقب قاضٍ شرعي، وحكيم بطرس محاسب أول، والشيخ مدثر علي البوشي قاضٍ شرعي مساعد، والقس طوبيا عبد المسيح عن الكنيسة الإنجيلية، وشمس الدين الحنفي، والقس بشارة من كنيسة الأقباط، وعثمان زيات سر تجار، وبقطر محروس بالمعاش، وإلياس تناوي، ومحمود خيري أفندي مساعد رئيس التسجيلات، وسيد شكري التاجر، وسلام مهنا محاسب أول المركز، وتوفيق فلتاءوس محاسب أول الري المصري، والدكتور طاهر يوسف، ومحمد أحمد عبد القادر مدرس، وحسن الصاغ شيخ السوق، ومحمود برهان رئيس حسابات مصلحة التجارب، ومصطفى العجاتي، ومحمد بادية، وعثمان أبو العلا، وأحمد البوشي، وأحمد الحضري، وأركستدس خسال، ورامجي سامجي، وإبراهيم الريح، وعلي محمود يحيى، وعيسى أبو عيسى، وشمس الدين الشافعي، وأبو زيد أحمد، والكوردي إخوان، وأحمد رمضان، واوارد قريوة، وعبد القادر إسماعيل، وإبراهيم السني، وتوفيق حبيب مهندس مقاول، ومستر واي مدير البنك الأهلي، وعبد العزيز عثمان القباني، وتوفيق عطا الله مدير الشركة الزراعية، ومستر تسيتورس مدير بنك باركليز، وكوستى بليفاتلش، والدكتور إفراميدس، والدكتور حاج ميخالي، وجون بوتاميتس محامٍ. وقد ألقى كل من حضرات الشيخ عثمان عوض أبو العلا وراغب دلال أفندي خطابًا، وفضيلة الشيخ مدثر البوشي القاضي الشرعي قصيدة عامرة.

وألقى صاحب العزة فؤاد أباظة بك كلمة شكر، وألقى الدكتور محجوب خطبة رقيقة فيها دعابة وفكاهة.

(٥) في نادي الموظفين

وقد استقبلنا بنادي الموظفين حضرات أعضاء لجنة النادي، وعلى رأسهم رئيس النادي حضرة محمد أفندي صالح باشكاتب مديرية النيل الأزرق، وسكرتير النادي الشاب عبد الله أفندي حامد البدوي، وكل من حضرات الندر أفندي مصطفى، ومحمد أفندي كنتباى، وأحمد أفندي بكر، وفهمي أفندي تادرس، وحبيب أفندي مصطفى، والأستاذ بشير أفندي حامد، ويوسف أفندي الديب، والأستاذ الشيخ عبد الله عبد الرحمن، والشيخ عباس صالح.

ومن الوجهاء فضيلة الأستاذ الشيخ أحمد العاقب قاضي شرعي المديرية، والأستاذ فيليب البستاني قاضي جزئي المديرية، وعبد الرحمن أفندي عبدون كبير مهندسي الري بواد مدني، ومدثر أفندي محمود كبير مهندسي الري بالمريبيعة، ونجيب أفندي شنودة، وبقطر أفندي محروس، ومحمود أفندي العراقي.

وألقى الشيخ عبد الله الأمير قصيدة جاء فيها:

قد طالع السودان يوم قدومكم
فأل سيسدل ضيقها برخائها
أوليتمونا إذ هبطتم أرضنا
مننًا خشينا العجز عن إحصائها
فالله يكلؤكم ويكلؤها معًا
وكفى بربك سامعًا لدعائها

(٦) في النادي اليوناني

ثم زار الأعضاء في الساعة العاشرة مساءً النادي اليوناني في واد مدني المعروف باسم (كلوب هلنج)، ويرأسه مسيو بليفاندس، ويشغل منصب نائب الرئيس الدكتور إفراميدمس وسكرتيره مسيو زاويديس الذين استقبلونا مع حضرات أعضاء النادي من رجال وسيدات بالترحاب، وقدموا إلينا الحلوى والمشروبات، وقد أسس النادي سنة ١٩٢٥، ويبلغ عدد أعضائه ٩٠ عضوًا، ويبلغ عدد أعضاء الجالية اليونانية ٣٥٠، من بينهم التجار وطبيبان ومحامٍ، ورسم اشتراك العضو في السنة جنيهان، وللنادي حديقة، وتُقام به الحفلات، ولا يشترك فيه سوى اليونانيين.

(٧) في النادي المختلط

ثم زرنا بعد ذلك النادي المختلط، ويرأسه حضرة الفاضل القاضي نسيب البستاني من أسرة البستاني الشهيرة بلبنان، وقاضي المحكمة الجزئية بواد مدني، وقد استقبلنا حضرته ومعه حضرة عطا الله باشكاتب شركة أراضي الجزيرة الإنجليزية، وحضرات الأعضاء من رجال ونساء بالحفاوة والإكرام. وقد أُنشئ النادي منذ سنتين، وله حديقة فسيحة وشرفات بديعة، ويقع قريبًا من محطة واد مدني، وله غرف للمطالعة والتنس والألعاب الرياضية وصالة راقصة، ورسم العضوية فيه جنيهان في السنة، وأكثر أعضائه من الجالية السورية واللبنانية، و١٥ عضوًا يونانيًّا، وأعضاء من الإيطاليين والأرمن، وعشرة أعضاء مصريين. وباب العضوية مفتوح لجميع الجنسيات.

وفي الساعة الحادية عشرة انصرف الأعضاء إلى القطار الخاص، حيث باتوا فيه إلا الدكتورمحجوب، فقد بقي حتى منتصف الليل يسمر ويتحدث، والجميع ملتفون حوله يصغون إلى أحاديثه وملحه وترديده العلاقات الطبيعية بين أبناء العربية في مصر والشام ولبنان وفلسطين والسودان، وكان يدخن النرجيلة — التي هي أحب الأشياء لدى الدكتور محجوب وصديقه المؤانس — وكلما هم الدكتور بالإنصراف ألحَّ عليه الحاضرون بالبقاء والمبيت في النادي، وطلبوا أن يتخلف عن البعثة في سفرها غدًا إلى الخرطوم. والدكتور متردد بين التخلف والسفر، ولكنه مقيد برابطة البعثة ومجتمعها فلا يستطيع تخلفًا.

(٨) النادي الإنجليزي

هذا وللإنجليز الموظفين في مديرية النيل الأزرق، التي عاصمتها واد مدني، وفي مكاتب شركة أراضي الجزيرة بها، نادٍ لا يؤمُّه إلا الأعضاء الإنجليز، وهم لا يختلفون مع أعضاء الأندية الأخرى، ورسم العضوية ستة جنيهات للرجل وخمسة للسيدات في السنة.

(٩) التضمخ بالصندل

في السودان عادةٌ لا بأس بها، ذلك أنه قد تعمد المرأة السودانية إلى إحداث حفرة في الأرض تضع فيها صندلًا أو أخشابًا ذات رائحة عطرية وتوقد النار فيها، ثم تجلس على الحفرة ويصعد الدخان إلى لباس المرأة وبدنها فتصيب من ذلك رائحة عطرية جميلة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤