الرَّجُلُ وَالثُّعْبَانُ

دَاسَ ابْنُ قَرَوِيٍّ ذَيْلَ ثُعْبَانٍ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، فَاسْتَدَارَ الثُّعْبَانُ وَعَضَّهُ فَمَاتَ. غَضِبَ الْأَبُ فَأَخَذَ فَأْسَهُ وَطَارَدَ الثُّعْبَانَ فَقَطَعَ جُزْءًا مِنْ ذَيْلِهِ؛ وَلِذَلِكَ بَدَأَ الثُّعْبَانُ يَلْدَغُ الْعَدِيدَ مِنْ مَاشِيَةِ الْفَلَّاحِ انْتِقَامًا مِنْهُ، وَأَلْحَقَ بِهِ خَسَائِرَ فَادِحَةً. رَأَى الْفَلَّاحُ أَنَّ مِنَ الْأَفْضَلِ أَنْ يَعْقِدَ تَسْوِيَةً سِلْمِيَّةً مَعَ الثُّعْبَانِ، فَأَحْضَرَ إِلَى مَخْبَئِهِ طَعَامًا وَعَسَلًا وَقَالَ لَهُ: «دَعْنَا نَنْسَ وَنَصْفَحْ؛ رُبَّمَا كُنْتَ عَلَى حَقٍّ فِي أَنْ تُعَاقِبَ وَلَدِي وَتَنْتَقِمَ مِنِّي فِي مَاشِيَتِي، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ عَلَى حَقٍّ بِالتَّأْكِيدِ حِينَ حَاوَلْتُ أَنْ أَثْأَرَ لَهُ. أَمَّا وَقَدْ أَصْبَحَ كِلَانَا رَاضِيًا فَلِمَاذَا لَا نَتَصَافَى مَرَّةً ثَانِيَةً؟»

قَالَ الثُّعْبَانُ: «لَا، لَا، خُذْ هَدَايَاكَ؛ أَنْتَ لَا تَسْتَطِيعُ أَبَدًا أَنْ تَنْسَى مَوْتَ وَلَدِكَ، وَلَا أَنَا بِمُسْتَطِيعٍ أَنْ أَنْسَى فُقْدَانَ ذَيْلِي.»

•••

«قَدْ تُغْتَفَرُ الْإِسَاءَاتُ، وَلَكِنَّهَا لَا تُنْسَى.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤