الْعَجُوزُ وَالْمَوْتُ

كَانَ حَمَّالٌ عَجُوزٌ انْحَنَى ظَهْرُهُ انْحِنَاءً مِنَ السِّنِّ وَالْكَدْحِ يَجْمَعُ أَعْوَادًا فِي الْغَابَةِ، حَتَّى نَالَ مِنْهُ التَّعَبُ وَالْيَأْسُ فَرَمَى حُزْمَةَ الْأَعْوَادِ وَصَاحَ: «لَمْ أَعُدْ أُطِيقُ هَذِهِ الْحَيَاةَ. آهٍ! كَمْ أَوَدُّ أَنْ يَأْتِيَ الْمَوْتُ وَيَأْخُذَنِي!»

لَمْ يَكَدِ الْعَجُوزُ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى ظَهَرَ «الْمَوْتُ»؛ ذَلِكَ الْهَيْكَلُ الْعَظْمِيُّ الْمُرَوِّعُ، وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا تُرِيدُ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ؟ لَقَدْ سَمِعْتُكَ تُنَادِينِي.» فَرَدَّ الْحَطَّابُ: «مِنْ فَضْلِكَ يَا سَيِّدِي، هَلْ أَطْمَعُ فِي أَنْ تُسَاعِدَنِي فِي رَفْعِ هَذِهِ الْحُزْمَةِ مِنَ الْأَعْوَادِ إِلَى كَتِفِي؟»

•••

«كَثِيرًا مَا نَأْسَفُ حِينَ تُلَبَّى رَغَبَاتُنَا.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤