الرتبة الحُباريَّة (ألكْتُريدس)

Order (Alectorides)

تشمل هذه الرتبة الحُبارَى والكركي والمرعة والغر. وهي طيورُ صيدٍ هامة، كما أن لها بعض خصائص الطيور الخوَّاضة.

الفصيلة الحُبارية (أوتيديداي)

Family (Otididae) = Bustards
Bustard Family

قال الدميري في كتابه حياة الحيوان الكبرى: ذكَر الحُبارى اسمه الحَبْرج، وفرخ الحبارى اسمه الجنبر.

الموجود منها الآن في العالم هو ٢٣ نوعًا، وهذه الحباري مشهورة عند العرب يردِّدونها في كلامهم العام؛ حيث إنها منتشرة في بلاد العرب عندهم؛ لأنها طائرٌ صحراوي أو شبه صحراوي، ومنها الكبير الجسم الذي يقرُب من حجم الديك الرومي، مثل حُبارة كوري التي يصل طولها إلى ٤٤ بوصة. وهي تسير بتأنٍّ وجسمها أفقي ورأسها معتدلٌ قائم، أما وسط القمح والشعير فتسير بحذَر تُخرِج رأسها ثم تخفضها ثانية، وإذا طارت جرت على الأرض أولًا ثم ارتفعَت في الجو، ولها استعراضٌ عرسي؛ إذ يرفع الذكر ذيله أمام أنثاه وينشره ثانية ليستجلب ويستهوي فؤادها، ويُرخي كذلك جناح الذُّل لها، وقد يحدُث عِراكٌ مع العدو الدخيل يتسبَّب عنه إراقة الدماء ونزع بعض الريش. وهذه الحُبارى تجلس ورأسها غائرة في صدرها وتستريح في ضوء الشمس، وهي أكبر أنواع الحُبارى قاطبة؛ إذ إن طولها أكثر من متر.

وعائلة الحُبارى عمومًا محصورٌ وجودها في الدنيا القديمة؛ منها الكبير الجسم للغاية كما ذكَرنا، ومنها المتوسط، سريعة العَدْو على الأرض للغاية، وقليلًا ما تطير إلا إذا دعَتْها الظروف القهرية، وتُحب الأراضي المكشوفة أو التي بها قليلٌ من الأعشاب، ومعظم الحُبارى يقطن في أفريقية، وقليلٌ منها يغشَى أوروبا وآسيا، كما يُوجد نوعٌ واحد منها في أستراليا، ويُعرَف عن العائلة قَدْر ٢٥ نوعًا، يُوجد منها الآن حاليًّا على قيد الحياة ٢٢ نوعًا، تقطن كل أفريقية ووسط وغرب آسيا وشرق أوروبا وجنوب غربها، وبلاد العرب، وأستراليا، وهي ١١ جنسًا. الأقدام متوسطة الطول، تحتوي على ٣ أصابع، والأجنحة مستديرة، وأطول قوادمها الثالثة، والذيل من ١٦ : ٢٠ بوصة، وهو خَشِن وغزير، ويغزُر الريش على الرأس والعنق، والذكور أكبر من الإناث وأجمل لونًا منها، والصغير يشبه الإناث، وهي تختص بوجود كيسٍ جلدي كبير تحت جلد العنق تجاه القصبة الهوائية ينتهي إلى أسفل اللسان، وينحدر إلى العظمة الشوكية، ولا يُوجد هذا الكيس إلا في الذكور المسنَّة، ويمتلئ بالهواء في فترات التزاوج، وينكمشُ في غير هذه الأوقات، ولكن تبين عندئذٍ الفتحة التي تحت اللسان. مأواها البراري والحقول الفسيحة المستوية، وهي تتحاشى مناطق الغابات وكثيف الأشجار، وتعيش على انفراد، وتارةً في أسرابٍ صغيرة، وتزداد هذه الأسراب بعد فترات التكاثر.

الطيور التي تقطن الأصقاع الجنوبية منها هي آبدة لا تبرح أمكنتها، أما قاطنات المناطق المعتدلة فمنها المهاجرات ومنها المتجولات، ورغم ثقل أجسامها فهي سريعة العَدْو الذي تستعين به على الخبء، كما أنها أيضًا تُجيد الطيران عند اللزوم، وهي حَذِرةٌ للغاية.١

طعامها الحبوب والبذور، كما تقتات أيضًا الثمار وأوراق النباتات والخضرة النامية في المروج والحشائش.

فترة التكاثر هي في أواخر الخريف حيث يختص كل ذكَر بأنثاه ولا يتعداها. والعُش في حفرة بين حقول الحنطة أو حشائش البراري. والحضانة تقوم بها الأنثى فقط، وهي حوالي ٣٠ يومًا، والبيض من ٢ : ٤ بيضات، وإذا فقس البيض وبلغَت الأولاد أشُدها قادَتْها الأم وحدَها، ثم بعد حينٍ يعود الذكَر إلى أُسرته ويقوم حارسًا عليها، وتحتاج الصغار إلى وقتٍ طويل حتى تبلُغ رشدها ويكمُل نمُوها ويمكنها الاستغناء عن آبائها.

جنس الحبارى الصغيرة (أُوتِسْ)

Genus (Otis) = Little Bustard

تستوطن طيور هذا الجنس أوروبا وآسيا الوسطى، وتتميز بأن المنقار فيها أقصرُ من طول الرأس، كما لا يُوجد لها طوقٌ واضح في أسفل العنق (وسادة عنقية). نوعٌ واحد منه في مصر نادر الوجود.

حُبارى شرقية صغيرة

Little Bustard (Eastern Form)
(Otis tetrax orientalis)
  • الوصف: الطول حوالي ١٧ بوصة. لوحة (٦٩) شكل (١).
  • الموطن: بعضها من الأوابد والبعض من القواطع. تتوالد صيفًا في السهول العظمى من وسط أوروبا وآسيا وفي غرب سيبيريا والتركستان وأفغانستان وجنوب روسيا ورومانيا واليونان وجنوب إيطاليا، وسردينيا وكل أيبيريا ومعظم فرنسا، وغرب البلقان.

    تهاجر شتاءً جنوب مواطن توالُدها، فترحل إلى مصر وجنوب غرب آسيا والهند، وشُوهِدَت صُدفة في شمال غرب أوروبا وفي قبرص.

  • مميزاتها: في حجم الدجاجة المنزلية الكاملة النمو الكبيرة، طويلة الرقبة والأرجل. تغشَى السهول العُشبية الفسيحة، تارةً تقترب من الإنسان، وتارةً تكون حَذِرة للغاية. قوية الطيران متموِّجة في طيرانها، وتظهر أجنحتها بيضاءَ للغاية في طيرانها. ترعى في الغسَق والغلَس (عند دخول الظلام بعد المغرب وعند الفجر وبزوغ الصباح)، لذيذة اللحم للغاية. تجري على الأرض بسرعة مثل الحجل. يميز الذكَر الطَّوقُ الطولي في الرقبة، الذي يعمل زاويةً من أعلاه، وهو أبيض اللون وسط سواد الرقبة.٢
  • موطنها في مصر: أثبَت هيجلن وجودها شتاءً في مصر على الحافة الشمالية من الدلتا، وأنه شاهدها مرارًا تُباع في سوق الإسكندرية، كما أنه يُوجد بالمتحف الحيواني الآن بالجيزة واحدةٌ صِيدَت من الغطة من مصر السفلى في ٨ ديسمبر سنة ١٩٢٣م. وسُجِّلَت كذلك من سينا.

جنس الحبارى الأصلية (حبارة ماكوين) شلاميدوتس

Genus (Chlamydotis) = Houbara
= Macqueen’s Bustard

تستوطن طيور هذا الجنس قارتَي آسيا وأفريقية، وتمتاز بأجسامٍ متوسطة وتيجان من الريش على الرءوس، ووسادةٍ شعرية على جانبَي الرقبة، لا يختلف الشقَّان اختلافًا ملحوظًا.

جنسٌ واحد منه في مصر على نوعَين.

الحُبارى حبارة ماكوين الشرقية

Macqueen’s Bustard (Eastern Form)
= (Houbara) (Chlamydotis undulata macqueenu)
  • الوصف: الطول حوالي ٢٨ بوصة. انظر لوحة (٦٩) شكل (٣).
  • الموطن: من الأوابد ومتجولة. تقيم طول السنة حيث تتوالد في آسيا من منخفض نهر الفولجا وسهول الخزرج ومنطقة بحر آرال القزوينية، والعراق وبلاد العرب شرقًا إلى غرب سيبيريا والتركستان وأفغانستان وبلوخستان.

    وهي تعبُر هضبة البامير لتقضي الشتاء في شمال غرب الهند، كما أن البعض منها يهاجر في نفس الشتاء إلى بلاد العرب فيزداد عددُها.

  • في مصر: يُوجد في المتحف الحيواني بالجيزة اثنان منها، حُصل عليهما من ليبيا في يونيو وديسمبر. نادرة الإقامة في سينا طول السنة، ولُوحظَت فيها في سهولها الشمالية.
    figure
    لوحة رقم (٦٩).
  • مميزاتها: في حجم أنثى الدجاج الرومي، ولكن أرجلها أطول منها. تأكل الحشرات إضافةً على البذور والخضروات. الباقي كالسابقة.
  • توالُدها: تبيض الأنثى من ٢ : ٤ بيضات لونها بني زيتوني، بها بقعٌ مُعتِمة، تُوضَع في منخفضٍ في الرمال قليلٍ على وجه الصحراء. تفضِّل الأنثى الحفر الرملية وسط الأعشاب المحاطة بالأشجار الصغيرة للاختباء بها، ويمكنها بذلك أن تجري بسرعة خلال الأشجار هذه. يُوضَع البيض في مارس وأبريل. لم يُعثَر على توالُدها في مصر، ولو أن عرب سينا يذكُرون أنها تتوالَد هناك عندهم.

حبارة ماكوين الصحراوية

Macqueen’s Bustard (Saharan Form)
(Chlamydotis undulata undolata)
  • الوصف: الطول حوالي ٣٠ بوصة. لوحة (٦٩) شكل (٤).
  • الموطن: من الأوابد. تقيم طول السنة. في الصحراء الكبرى الأفريقية غرب وادي النيل.
  • في مصر: حُصل عليها من الضبعة ووادي النطرون في فبراير وأبريل ونوفمبر. كما شُوهِدَت كثيرًا بين واحة سيوة والسلوم في فبراير سنة ١٩٢٠م، وهي تقريبًا شائعة طول السنة حول وادي النطرون، ولكن لا تُوجد شتاءً في الواحات الداخلة والخارجة، وإنما تُرى فقط فيهما في الربيع، ويظهر أنها تتوالَد على حافة الصحراء، وفي الأرض ذات المحاصيل الشاسعة التي يندُر أن تغشَاها.
  • مميزاتها: كسابقتها من أبناء جنسها، غير أنها أكثرهم حذرًا لتعقُّب الصيادين لها دائمًا بالصيد.
  • التوالد: عُثر على بيضةٍ واحدة قرب وادي النطرون في ١٠ أبريل سنة ١٩١٩م، وهي تمتاز عن السابقة بأن الخطوط الرفيعة المنكسرة السوداء في أجزائها العليا أكثف من الشرقية، كما أن الريش العلوي على القنزعة أشد سوادًا من الشرقية (الذي على جوانب الرقبة)، أما ريش القنزعة ففيه خطوطٌ رفيعةٌ منكسرة بنية غامقة. يشُق الذيل أربعةُ خطوطٍ عرضية زرقاء جوانبها سوداء، في حين أن الشرقية يُوجد بها ٣ خطوطٍ فقط. الباقي كالشرقية تمامًا.
١  تجري لمسافاتٍ طويلة أمام العدُو، وقد يصيدها العربان حيةً بالفرسان بعد أن ينال منها الجهد؛ لأنها لا تُحسِن الطيران إلا قليلًا.
٢  للذكَر كيسٌ في رقبته يمتلئ بالهواء وينتفخ خصوصًا في فترة التزاوج.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤