الباب الحادي عشر

لا طريق للخروج

ذهب ستيفن في فترة ساعة الغداء من اليوم التالي، لزيارة مخدومة المستر باوندرباي، وكان هذا الأخير يتناول طعام الغداء مع مدبرة بيته مسز سبارسيت.

فقال المستر باوندرباي: «ما خطبك الآن يا ستيفن؟»

انحنى ستيفن وقبعته في يده.

فسأله المستر باوندرباي بقوله: «هل جئت لتقدِّم شكوى؟»

قال: «لا يا سيدي.»

أزاح المستر باوندرباي طبقه بعيدًا عنه، وانحنى إلى الخلف، وقال: «إذَن، فأخبرني بسرعة، لماذا أتيت؟»

فقال: «جئت، يا سيدي، طلبًا لنصيحتك. أريدها بشدة، تزوجت منذ تسع عشرة سنة، وكانت فتاة صغيرة السن وجميلة. وكنت رقيقًا معها، ولكن الأمور ساءت الآن.»

فقال المستر باوندرباي: «سمعت كل هذا من قبل، وأنها أدمنت شرب الخمر، وتوقفت عن العمل، وباعت الأثاث والملابس.»

فقال ستيفن: «فصبرت عليها، وعدة مرات ذهبت إلى البيت لأجد كل ما أملكه قد ذهب، وأنها أنفقت النقود على الخمر، وأراها راقدة على الأرض فاقدة الوعي.»

وبينما ستيفن يتكلم، تعمقت كل تجعيدة في وجهه لتبين ما يقاسيه من محن، فقال: «ظللت مدة خمس سنوات أدفع لها نفقة لتظل بعيدة عني، ولكني ذهبت في الليلة الماضية فوجدتها راقدة على الأرض.»

فقال المستر باوندرباي: «أعرف كل هذا قبل الآن، باستثناء الجزء الأخير، إنه أمر سيئ، ما كان يحق لك أن تتزوجها إطلاقًا.»

فقال ستيفن: «جئت إليك يا سيدي لتخبرني كيف يمكنني التخلُّص منها.»

فقال المستر باوندرباي، وهو ينهض من مقعده: «ماذا تعني؟ عن أي شيء تتكلم؟ لقد أخذتها للسراء وللضراء.»

قال: «صادقت أفضل امرأة موجودة في الدنيا ولولاها ولولا خاطرها، لجُننت.»

رفعت مسز سبارسيت رأسها تنظر إلى فوق وقالت: «أخشى أنه يريد التحرُّر ليتزوج هذه المرأة التي يتكلم عنها، يا مستر باوندرباي.»

فقال ستيفن: «هو كذلك، قرأت في الصحف أن العظماء والأغنياء لا يرتبطون معًا إلى الأبد، ويمكنهم التحرُّر من زيجاتهم التعيسة ليتزوجوا مرة ثانية يجب أن أتحرَّر من هذه المرأة، وأريد أن أعرف كيف يتم لي ذلك.»

فقال المستر باوندرباي: «لا سبيل لخروجك من هذا المأزق!»

قال: «إن هربت منها، فهل هناك قانون يعاقبني؟»

– «طبعًا، هناك قانون يعاقبك.»

– «وإن تزوجت المرأة الأخرى، فهل هناك قانون يعاقبني؟»

– «طبعًا، هناك قانون لذلك.»

فقال ستيفن: «والآن، أستحلفك باسم الرب، أن تدلني على قانون يساعدني!»

فقال المستر باوندرباي: «هناك قانون يمكن أن يساعدك، ولكنه يكلفك الكثير من النقود.»

قال: «كم؟»

– «أظنه يكلفك من ألفٍ إلى ألفٍ وخمسمائة جنيه، أو ضعف ذلك.»

فقال ستيفن: «أما من قانون آخَر؟»

فأجاب المستر باوندرباي، بقوله: «بالتأكيد لا يوجد قانون آخَر.»

فقال ستيفن، وقد امتقع لونه بشدة: «لماذا إذَن يا سيدي كل شيء صعب ومتعب؟ الحياة صعبة ومتعبة، وكلما أسرع إلى حتفي كان أفضل.»

قال ستيفن قوله هذا وأحنى إليهما رأسه، وخرج من الحجرة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤