الباب الثامن

لا تتعجب إطلاقًا

بعد ذلك ببضعة أيام، جلست لويزا وأخوها توم في حجرة استذكار الدروس، وأخذا يتكلمان.

فقال توم: «أنا أكره حياتي يا لو، وأكره كل إنسان ما عداكِ.»

وقالت لويزا: «أنتَ لا تكره سيسي. فهل تكرهها يا توم؟»

قال: «إنها تكرهني.»

فقالت أخته: «كلا؛ إنها لا تكرهكَ، أنا متأكدة من هذا.»

قال: «يجب أن تكرهني، يجب أن تكرهنا جميعًا. سيرهقون رأسها بهذا العمل، على ما أظن، فقد بدأ لونها يمتقع.»

كانا يجلسان بجانب الوطيس. لويزا في الركن الأكثر ظلامًا، تنظر أحيانًا إلى أخيها، وأحيانًا تلاحظ النار وهي تشتعل.

فقال توم: «أنا غبي؛ مجرد حمار، وأحب أن أرفس مثل الحمار، وبالطبع، لن أرفسك يا لو، ولكن عندما أذهب لأعيش مع العجوز باوندرباي، سآخذ بثأري.»

– «ثأرك يا توم؟»

قال: «أقصد أن أمتع نفسي قليلًا، وأخرج وأرى الحياة، سأعوض نفسي عن الطريقة التي عوملت بها في هذا البيت.»

فقالت لويزا: «ستجد المستر باوندرباي يفكِّر مثل تفكير أبي. وهو أشد قسوة، وليس رحيمًا مثل أبي.»

فضحك توم وقال: «لا يهمني ذلك، سأعرف كيف أسوس العجوز باوندرباي.»

قالت: «وما طريقتك التي ستسوسه بها يا توم؟ هل هي سر؟»

قال: «إن كانت سرًّا، فهي ليست بعيدة، إنها أنتِ؛ فأنتِ عزيزة على نفسه، ويعمل أي شيء من أجلكِ، فإذا قال لي شيئًا لا أستسيغه، فسأقول له: «ستغضب من هذا أختي لويزا، يا مستر باوندرباي.»

نظرت لويزا إلى النار وهي تفكِّر.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤