ألبير كامو
ألبير كامو: روائي وصحفي وفيلسوف فرنسي شهير، حازت أفكاره قَبولًا جماهيريًّا واسعًا، ووجدت صداها لدى المشتغلين بالفلسفة والأدب.
وُلد في الجزائر عام ١٩١٣م، وكان لنشأته في أسرة فقيرة تأثيرٌ كبير في تطوُّر آرائه حول المساواة والعدالة الاجتماعية؛ وهو ما حثَّه على الدفاع عن حقوق الجزائريين وتحسين أوضاعهم في ظل الاستعمار الفرنسي والتحيُّز إلى قضايا اليسار بعد مغامَرته في الانتماء إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، ثم استقالته منه لاحقًا.
التحق بجامعة الجزائر ودرَس فيها الفلسفة وتأثَّر بمعلِّمه «جان غارنييه» الذي عرَّفه على أعمال «نيتشه» و«أندريه جيد» وغيرهما. وبالرغم من وهَنِ صحته وتشخيصه المبكِّر بالتهاب الرئة في سن السابعة عشرة، فإنه كان حارس مرمى فريق جامعته في الجزائر، واستمر حبه لكرة القدم إلى آخِر عمره، حتى إنه عدَّها منبعَ إلهامه في حياته، كما كانت تجرِبة مرضه منبعَ إلهامه في فلسفته؛ حتى إنه قال في تصريح صحفي قُبَيل وفاته، وبعد فوزه بجائزة نوبل: «كلُّ ما أعرفه عن الأخلاق والالتزامات أنا مَدِين به لكرة القدم.»
كان محِبًّا للحياة، وكثيرًا ما أُسِيء فَهم فلسفته أو على الأقل اجتُزِئت من سياقها. وعلى الرغم من تكريسه أفكارَه حول عبثية الوجود ولا غائية الحياة، فإنه أكَّد أيضًا على أن بوسع الإنسان تقدير الحياة وبلوغ السعادة، بشرط الانشغال بالحاضر وكبح جماح الأمل الزائف وإيقاف محاوَلاته الدائبة لتجنُّب الموت الحتمي والمطلَق.
اتَّخذ «كامو» من الفن الروائي أداةً للتعبير عن فلسفته التي تُنسَب إلى الفلسفة الوجودية (على الرغم من رفضه هذه النسبة)، مثلما نجدها في رواياته: «الغريب»، و«الطاعون»، و«السقوط»، و«أسطورة سيزيف»، و«المتمرِّد»، ونال عنها جائزة نوبل للأدب عام ١٩٥٧م، فكان ثاني أصغر الحاصلين عليها في تاريخها.
تُوفِّي «ألبير كامو» في حادث سيارة عام ١٩٦٠م عن ٦٤ عامًا، بعد حياة حافلة متعدِّدة الأطياف.